المقابلات

٤ تشرين اﻷول ٢٠٢٤

خبات آندوك: لقد أرادت القوى المتآمرة تقييد القائد، لكن اليوم أصبح القائد أوجلان قائداً لملايين البشر في العالم

لقد شرح القائد عبدالله أوجلان مؤامرة 9 تشرين الأول بشكل مفصل، وفضح غرض المتآمرين، بشكل عام، عندما يمعن المرء النظر هذا الوضع القائم، يجد أن القائد أوجلان بذل جهوداً حثيثة وقام بمساعي كبيرة لضمان فهم المؤامرة بشكل صحيح، كيف تقيّمون ذلك بشكل عام؟

في البداية، نحيي القائد أوجلان بكل شوق ومحبة واحترام وامتنان كبير، وفي الوقت نفسه، نستذكر كل شهداء الثورة بكل امتنان واحترام في شخص شهداء “لا يمكنكم حجب شمسنا”، ونجدد الوعد الذي قطعناه لشهدائنا، ونقول إن أهداف الشهداء ستتكلل حتماً بالنجاح، وبلا شك، كما ذكرتم، فإن القائد أوجلان هو في الحقيقة أكثر من قيّم المؤامرة وسلط الضوء على تفاصيلها وقام بشروحات مفصلة للغاية بكل الأشكال، ولا شك أن هناك حاجة ماسة لفهم المؤامرة على أعلى المستويات، لذلك، هناك تقييمات كافية لقائدنا، سواءً في المرافعات أو في مذكرات الاجتماع التي تطورت في جزيرة إمرالي، بشكل عام، أودُ أن أقول بإيجاز، إن المهتمين بتفاصيل المؤامرة يمكنهم تعلم بما فيه الكفاية في تلك التقييمات بشكل دقيق ومتعمق.

ومما لا شك فيه أنه مر 26 عاماً على المؤامرة، ونحن بصدد دخول العام السابع والعشرين، ومنذ ذلك اليوم وحتى يومنا الحالي، لا تزال المؤامرة محل نقاش، لماذا حصلت هذه المؤامرة، وكما أسلفنا الذكر، فقد تطرق إليها قائدنا بكل الأشكال، ولكي يفهم الإنسان لماذا حصلت هذه المؤامرة، أي ضد من أحيكت المؤامرة، وما هي الفترة الظرفية، وماذا حدث، وما هو الغاية منها، كل هذه مرتبطة ببعضها البعض، وكما يبدو أن المؤامرة أُحيكت ضد قائدنا، ولكن عندما وقعت المؤامرة ضد قائدنا، كان قائد حزب العمال الكردستاني، ومن الواضح أن المؤامرة نُفذت في الوقت نفسه ضد حزب العمال الكردستاني، وكان الشعب الكردي حينها يعتبر القائد كقائد له، وهذا يعني أنه قائد الشعب الكردي، إذاً، تمت المؤامرة في شخص القائد ضد الشعب الكردي، الذي نعرّفه بأنهم الكرد الأحرار، والذي يدعو إلى قضية الكينونة الذاتية، والذي يريد العيش كبشر على أرضه ويريد العيش بحرية، وعلى هذا الأساس أيضاً، نُفذت هذه المؤامرة في الوقت نفسه ضد الشعب الكردي، وبشكل عام، كان قائدنا أيضاً يمثل المضطهدين، وخاض نضالاً مع أيديولوجية الاشتراكية المبنية على القيم الديمقراطية والمجتمعية، واستمر هذا النضال أيضاً بلا شك حتى بعد انهيار الاشتراكية البنيوية، وكان يُنظر إليه أيضاً على أنه بمثابة أمل للإنسانية، ولا شك أن هذه المؤامرة تمت في الوقت نفسه في شخص القائد ضد كافة القيم الديمقراطية والمجتمعية، وضد أيديولوجية الاشتراكية وضد كل القوى المناهضة للنظام بشكل عام، والتي تناضل ضد الحداثة الرأسمالية.

هذا بشكل عام يطرح في سياق واسع على هذا النحو ضد من ارتكب المؤامرة، ومما لا شك فيه، من هم الذين نفذوا هذه المؤامرة؟ هذه المؤامرة نُفذت من قِبل قوى الحداثة الرأسمالية، وقد سمى قائدنا هذه المؤامرة على أنها بمثابة مؤامرة كبيرة للكلاديو، أعني أن تسمية هذه المؤامرة في أدبياتنا هي المؤامرة الكبيرة للكلاديو، من هي الكلاديو؟ الكلاديو هي القوة الأساسية لحلف الناتو، هي القوة، التي نظمت نفسها من خلال إطارها وأهدافها المنشودة، وتسعى لإحكام سيطرتها على المجتمعات، من هو حلف الناتو؟ الناتو أيضاً هو القوة الضاربة، القوة العسكرية، وهو في الوقت نفسه القوة السياسية بلا منازع للحداثة الرأسمالية، إذاً، نُفذت هذه المؤامرة من قِبل قوى الحداثة الرأسمالية، وانطلاقاً من هذا الأساس، فإنها هي النظام الذي طور المؤامرة. قال رئيس وزراء الدولة التركية في ذلك الحين، بولنت أجاويد عندما قيّم المؤامرة “في الواقع، لم أفهم لماذا سلمونا عبدالله أوجلان؟” بمعنى آخر، من تآمر وأدار وسلم قائدنا لتركيا هو بلا شك قوى الحداثة الرأسمالية، وإلا، لما استطاع الأتراك الى جدهم السابع والسبعين من تنفيذ المؤامرة على هذا المستوى وأسر قائدنا بهذه الطريقة، فلماذا نفذت قوى الحداثة الرأسمالية مثل هذه المؤامرة؟ وفي أي ظرف زمني حصلت هذه المؤامرة؟ وعندما يقوم المرء بتقييم الأمر، يلاحظ كما ذكرت، من هو القائد، وقائد أي حزب يكون؟ إنه قائد الشعب الكردي، فإين يعيش الشعب الكردي؟ يعيش في الشرق الأوسط، وبأي شكل يعيش في الشرق الأوسط؟ يعيش بدون هوية، وهو مقسم بين أربعة دول، ويعيش في ظل الاحتلال، وتحت قبضة الإبادة الجماعية، وعدم الاعتراف بالكرد مصدره قوى الحداثة الرأسمالية، وقد أحدثوا بعد الحرب العالمية الأولى، القضية الكردية، بحيث عندما يحين وقتها، سيتدخلون في الشرق الأوسط عن الطريق الكردية، وها هو قد حان ذلك الوقت، وبعد انهيار الاشتراكية المشيدة أي بعد فترة التسعينيات، أرادت قوى الحداثة الرأسمالية بقيادة أمريكا وبريطانيا وإسرائيل، القيام بتدخل جديد في الشرق الأوسط مرة أخرى، ومن خلال أي قضية كان بإمكانهم التدخل في الشرق الأوسط، بلا شك، من خلال القضية الكردية، ولهذا السبب أيضاً، ومنذ ذلك الحين وحتى يومنا الحالي، لاحظوا أن الحرب العالمية الثالثة مدرجة على جدول الأعمال، ويقول البعض هل بدأت أم لم تبدأ بعد، فهم يحللونها بما يتماشى معهم، في الحقيقة، إن الحرب العالمية الثالثة مستمرة على هذا النحو منذ 35 عاماً في الشرق الأوسط وسط كردستان بعد انهيار الاشتراكية المشيدة، ماذا فعلت هذه القوى، بالطبع القصة طويلة جداً، ولكن أودُ أن أوجزها باختصار، بمعنى آخر، عندما يمعنون النظر في قائدنا، لا ينبغي أن يكون حزب العمال الكردستاني مشمولاً ضمن النظام ويجب تصفيته، فهم يريدون من خلال ذلك التدخل في الشرق الأوسط، إنهم لا يريدون أن تستفيد قوة تناضل باسم المجتمع، وباسم الشعوب، وخاصة باسم الشعب الكردي، من هذه المرحلة وعليهم التدخل في هذه المرحلة الجديدة، ولذلك، يستفيد قائدنا من الثغرات جيداً ويقيّم الظروف جيداً ويحصل على النتائج، وماذا فعلوا على سبيل المثال من أجل ذلك؟ عند محاولتهم تطوير تدخلهم في الشرق الأوسط في سياق الحرب العالمية الثالثة، كان عليهم إزالة العوائق من أمامهم، فما الذي يتعين القيام به في كردستان؟ يوجد في كردستان الكرد التابعين لهم، يُقال لهم الكرد البارزانيين، وعلى هذا الأساس، فإن البارزانيين يكونون نموذجاً لقوات الناتو، وقوات الكلاديو، وقوى الحداثة الرأسمالية في إطار الاستراتيجية المتعلقة بالكرد وكردستان، بمعنى آخر، الأمر الذي تريد الحداثة الرأسمالية رؤيته في كردستان هو الخط البارزاني وتفسح الطريق أمامه وجعله قوة في كردستان، فما الذي يعنيه الخط البارزاني باسم الشعب الكردي؟ يعني التواطؤ، التجسس، وتأني بمعنى العمالة، ولذلك، فإن مصدر القوة في أذهانهم ليس المجتمع، حيث أن كيفية توطيد العلاقة مع قوى السلطات الحاكمة وسلطات الدولة، هو الأمر الرئيسي بالنسبة لهم، وعلى هذا الأساس، عندما أرادوا التدخل في الشرق الأوسط، مثلاً، إذا كان مركز هذا التدخل من كردستان، وكانت هناك قوة في كردستان، فإن هناك عائق يقف أمام سياستهم، من هي هذه القوة، القائد وحزبنا، وعلى هذا الأساس، أرادوا تمهيد الطريق أمام أولئك الذين يتصرفون بما يتماشى مع مصالحهم في كردستان، فقد تشكل برلمان جنوب كردستان على هذا الأساس، وعلى هذا الأساس تبلورت وحدة القوى في جنوب كردستان، ونتيجة لذلك، في عام 1998، قاموا بتوحيد الكرد غير المنضوين ضمن حزب العمال الكردستاني بموجب اتفاقية واشنطن واجتمعوا معاً لكي يتمكنوا من إنجاح الكفاح ضد حزب العمال الكردستاني وضد القائد، حيث كان تشكيل البرلمان أيضاً على هذه الشاكلة، وإذا أمعنا النظر، فإنهم يريدون على هذا الأساس إعادة ترتيب كردستان مرة أخرى، وقبل القيام بتدخلهم، يتعين عليهم القيام بتدخلهم الثاني في الشرق الأوسط، فها نحن نناضل بشكل خاص ضد الدولة التركية، فهم يريدون إحداث ترتيب ضمن الدولة التركية أيضاً، ولذلك، عند قيامهم بالتدخل، إذا كان حزب العمال الكردستاني قوياً جداً، وكان القائد قوياً جداً، فعندها يمكنه تقييم التغيير والتحول في تركيا في إطار ترسيخ قيم الديمقراطية في تركيا وحرية كردستان، ولكي لا يبرز هذا الأمر، أي لكي تتماشى الخطة الحالية وفقاً لمصالح القوى الرأسمالية الحديثة، فقد تدخلوا أيضاً في تركيا، فالتدخل ضد القائد كان في الوقت نفسه تدخلاً في تركيا، وفي الوقت نفسه، قاموا بإعادة ترتيب تركيا أيضاً، ما الذي فعلوه، انتبهوا إلى مثال فتح الله كولن الذي تم نقله إلى أمريكا بعد احتجاز القائد عام 1999، ماذا فعلوا عقب ذلك؟ ها هم دفعوا بحزب العدالة والتنمية إلى الأمام لتحقيق هذه الأهداف من خلال مؤامرة، وأفسحوا الطريق أمام طيب أردوغان وجعلوه يعمل على تأسيس الحزب، وجعلوه يتألق ويبرز كقوة في الشرق الأوسط لإنجاح المؤامرة باختصار وقاموا بجلب طيب أردوغان وجعلوه يتقلد السلطة الحاكمة، ولننتبه إلى هذا الشكل، فهو يقوم بالتدخل ضد الشرق الأوسط حتى تسير الأمور في الشرق الأوسط حسب خطتهم المرسومة ولا يستفيد القائد من المرحلة، وفي الوقت نفسه، يتدخل في كردستان ويمهد الطريق أمام البارزانيين حتى تسير كل الأمور في كردستان وفقاً مصالحهم، ويجعلون من البارزانيين قوة من المفترض أنها تمثل الكرد وكردستان، فهم يسعون إلى تصفية القوة التي لا تتماشى معهم والقوة التي لا تتصرف وفق خططهم ومخططاتهم مثل القائد…

وكان مشروع الشرق الأوسط الكبير جزءًا من هذا الوضع ووضع الأساس له. الوضع الذي يحدث في الشرق الأوسط اليوم يحدث في أي سياق؟

كل شيء يحدث في هذا السياق. وقلنا إن الحرب العالمية الثالثة بدأت حينها وما زالت مستمرة حتى يومنا هذا. ما يريدون تحقيقه هو مشروع الشرق الأوسط الكبير.

أصحاب هذا المشروع هم قوى الحداثة الرأسمالية. إنها قوى كبيرة. هكذا تجري الحرب في الشرق الأوسط اليوم، كيف تجري في كردستان، هذه الأمور كانت تحدث في إطار المؤامرة الدولية، الأمور التي ذكرناها كلها تتطور في بطن واحد والآخر.

أذا على أي أساس أراد المتآمرون تطوير هذه المؤامرة وكيف بنوها؟ ما هو غرضهم، أظهروا أيديهم. نقطة مهمة هنا كانت القائد آبو.

كيف استقبلها القائد آبو؟ وخاصة القائد آبو الذي لم يكن يتوقعه أحد اتخذ موقفًا وأظهر اختلافه. أولئك الذين أرادوا التدخل مع القائد آبو بمؤامرة، في الأساس نرى أن القائد آبو يتدخل معهم ويحول الأمر أكثر إلى موقف مختلف. يعني ما هو تدخل القائد آبو الذي لم يتوقعه الأصدقاء والأعداء وكيف تقيمون ذلك؟

الآن عندما ننظر إلى الأمر، يقولون إنه لم ينتظر أحد لفترة من الوقت. في ذلك الوقت، لم يتوقع أحد ذلك، لكن الآن أصبح من المريح التحدث بهذه الطريقة.

إذن النتيجة خرجت. لكن بالنظر إلى تلك الظروف، لم يكن أحد يعرف كيف كان سينتهي الأمر. على سبيل المثال، استهدفت المؤامرة القائد، وتم استهداف حزب العمال الكردستاني في شخص القائد، لأن حزب العمال الكردستاني هو قدوة الشعب الكردي فالشعب الكردي مستهدف.

أولئك الذين رأوا الأمل في القائد وحزب العمال الكردستاني والذين قالوا أننا سنحقق الحرية من خلالهم، تم استهدافهم جميعا. عندما حدثت المؤامرة بشكل مفاجئ ضد القائد. لم يعرف أحد ما يجب القيام به.

وعلى هذا الأساس كل شخص استقبل موضوع المؤامرة بشكل مختلف وكيف استقبلها القائد. وكما ذكرت، فإن أسلوب القائد في استقبال المؤامرة كان مختلفاً تماماً. والحقيقة أننا، بما في ذلك الشعب الكردي بشكل عام، والجميع، بما في ذلك أصدقاء الشعب الكردي، وكذلك العدو، فوجئنا بعض الشيء.

يتبع….