المقابلات

٢ آب ٢٠٢٤

جميل بايك: هدف أردوغان هو احتلال سوريا والسيطرة عليها

صرح الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي في منظومة المجتمع الكردستاني (KCK) جميل بايك أن العزلة على القائد عبد الله أوجلان تشتد يوماً بعد يوم وقال: “يجب أن تكون حرية القائد آبو الجسدية أجندة الجميع في كافة المجالات”.

أكد الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK)، جميل بايك، خلال مشاركته في برنامج خاص على فضائية ستيرك TV ، أن هدف أردوغان هو احتلال سوريا والسيطرة عليها، وأنه يسعى إلى الحصول على مكاسب من خلال لقائه مع الأسد بعد أن دمر سوريا ونهب خيراتها وتسبب في انهيار اقتصادها وجعله في الحضيض وشتت شمل الشعب السوري وجعل منهم لاجئين في العالم، وأشار بايك إلى أن أوروبا تلتزم الصمت حيال كل ما يجري في سوريا تحت وطأة ابتزاز أردوغان الذي يهدد أوروبا بإرسال اللاجئين إليها إن لم تغض الطرف والسمع عما يرتكبه أردوغان من اعتداءات ضد روج آفا.

وفيما يلي الجزء الثاني من اللقاء الذي أجرته فضائية ستيرك-TV مع الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK)، جميل بايك.

هدف أردوغان هو احتلال سوريا والسيطرة عليها

تجري محادثات خلف الأبواب المغلقة بشكل سري ما بين كل من تركيا وسوريا وروسيا، واتضح في هذه اللقاءات أن أردوغان يسعى للقاء الأسد، ففي البداية كان يقول: “أخي الأسد، ثم القاتل الأسد، والآن، السيد الأسد، يمكننا أن نصبح أصدقاء مرة أخرى”، ما سبب تغير سياسة أردوغان ولماذا يريد لقاء الأسد إلى هذه الدرجة؟

كما هو معروف أن أردوغان، كان يريد تغيير سوريا، أي أنه كان سيسقط النظام والسلطة السورية الحاكمة، وكان سيتم هناك انتخاب سلطة تابعة لتركيا، وبهذه الطريقة، فإنه كان سيضع سوريا في خدمة تركيا، وقد أفصحوا عن ذلك بشكل علني، ولقد عملوا بجد من أجل هذا، ودمروا سوريا، وجعلوا الشعب السوري لاجئين، وهجروا الملايين من أراضيهم، وانهار الاقتصاد في سوريا، وشتتوا شمل الشعب والمجتمع، وانتقموا من سوريا، وعملوا على تشكيل وتدريب الكثير من المرتزقة وحالياً يستخدمون هؤلاء المرتزقة في العديد من البلدان، كما أنهم ارتكبوا العديد من المجازر داخل سوريا وخارجها أيضاً، وجعلوا ملايين الأشخاص لاجئين وأخافوا أوروبا بقولهم “سنرسل هؤلاء إلى أوروبا”، وتلقوا أموالاً من أوروبا واستخدموا هؤلاء اللاجئين أيضاً لإبقاء أوروبا صامتة بشأن سياستهم ضد الشعب الكردي، مثل؛ مهدداً أوروبا بالقول: “إما أن تساندوني وتغضوا السمع عما أفعله بالشعب الكردي، أو سأرسل القادمين من سوريا إلى أوروبا”، ولهذا السبب تلتزم أوروبا الصمت.

ولقد استخدموا الأناس الذين غادروا سوريا لخدمة تركيا، وقاموا بتشغيلهم برواتب زهيدة، واستفاد رأس المال التركي من هؤلاء الناس، كما جندوا الكثير من الأشخاص كعملاء لهم، بمعنى آخر، اجتذبوا عمداً ملايين السوريين إلى تركيا واستخدموهم في هذا السياق، ولكن الآن أصبح الذين غادروا سوريا عبئاً كبيراً عليهم، ويريدون التخلص من هذا الأمر ويعملون على هذه المسألة، ويحاولون تمهيد الأرضية لذلك، فكما قتلوا اليونانيين واستولوا على ممتلكاتهم ونهبوا منازلهم خلال أحداث 6-7 تشرين الأول، ارتكبوا الشيء نفسه مع السوريين في الأشهر الماضية، وقتلوا الناس، ونهبوا منازلهم ومحلاتهم التجارية وصادروا ممتلكاتهم، لماذا؟ لأنه يجري تهيئة الأرضية لرحيلهم، ولدفعهم نحو المغادرة، بدأوا احتلالاً جديداً في روج آفا، فهم لا يريدون لأحد أن يبدي ردة فعل على هذا، ويقولوا إنهم يقومون بعمل جيد، إنهم يرسلون السوريين، لنتخلص من هذا العبء، وبهذه الطريقة، فإنهم يرسلون أيضاً رسالة إلى أوروبا، حيث يرسلون رسالة مفادها؛ “انظروا، أريد أن أبعد هذا العبء بعيداً عنكم، أريد أن أرسلهم إلى روج آفا؛ ولهذا السبب يجب عليّ احتلال روج آفا وعليكم الرضوخ والقبول بذلك”.

ويفيد برسالة لشعوب تركيا أيضاً مفادها: “أنا أريد أن أتخلص من هذا العبء، سوف أقوم بترحليهم إلى سوريا، ولهذا، يجب أن أسيطر على بعض الأماكن في روج آفا وأقوم بتوطين السوريين فيها، فقط بهذه الطريقة، يمكنكم أن تنفدوا وتتخلصوا من هذا العبء”، فهو يريد إعداد الأرضية للاحتلال بهذه الطريقة، وقد مُنيت سياستهم تجاه سوريا بالهزيمة والفشل، ليس نحن فقط من يقولون هذا، بل الكثير من الأشخاص في تركيا يقولون ذلك، حتى أن الكثير يقفون ضد هذه السياسة، ويقولون إن تركيا اتخذت خطوات خاطئة في سوريا وتسببت في ارتكاب دمار وخراب كبيرين في عفرين والأماكن الأخرى، ويقولونها بشكل واضح وصريح، لقد غيروا ديمغرافيتها ودمروا جغرافيتها ونهبو إمكاناتها الحالية، وهذا الأمر صحيح، أي، أن سياستهم فشلت، ولكن هذا لا يعني أن أردوغان قد تخلى عن سياسته، بل إنه يقوم بتغييرات تكتيكية في السياسة التي اتبعها حتى الآن، ويقول: “أريد حل المشاكل القائمة في سوريا، فقد التقينا من قبل كعائلة، ويمكننا أن نلتقي الآن أيضاً”، وبهذه الطريقة يريد السيطرة على سوريا من خلال وضع مرتزقته في سوريا، ويقول إن لدي شرط واحد فقط، وهو ألا تقبل سوريا باعتراف الكرد وتقضي عليهم.

إلا أنهم احتلوا أماكن عديدة انطلاقاً من كري سبي إلى عفرين وسري كانيه، ففي البداية، عليهم الانسحاب من هناك، وهذا هو الصواب، فتركيا ليست في وضع يسمح لها بفرض شروطها، ويجب على الدولة التركية الانسحاب من الأراضي السورية، فإذا لم تنسحب منها، كيف ستقوم بإجراء المحادثات؟ حينها، لن يكون لسوريا أي معنى، ولن تبقى سوريا بنفسها أيضاً، فالذي تسبب بما حل بسوريا وأوصل سوريا إلى هذا الوضع هو أردوغان بذاته، وأعتقد أن سوريا تعرف ذلك جيداً، حيث أن تغيير أردوغان لسياسته القديمة لا يعني تخليه عن أهدافه، فهو لم يحصل على أي نتائج بتكتيكه، لذلك يريد تحقيق هدفه من خلال تطوير تكتيك جديد، وهدفه أيضاً هو السيطرة على سوريا ووضعها في خدمة تركيا، وهم يديرون هذه السياسة.

لقد دخلت ثورة روج آفا عامها الثالث عشر، ولكن هناك مضايقات في الداخل والخارج، كما تحدثت إدارة روج آفا وأعلنت عن الشروط لإيجاد حل للمشاكل القائمة، كيف ترون مستقبل شمال وشرق سوريا ومستقبل سوريا بشكل عام؟ وكيف يمكنهم حل مشاكلهم؟

بدايةً، أحيي وأعرب عن احترامي لشعبنا في روج آفا، وكذلك لجميع العرب والأرمن والسريان والشركس والتركمان الذين يعيشون مع الشعب الكردي في روج آفا، أي لجميع شعوب شمال وشرق سوريا، كما أحيي ثورة روج آفا أيضاً، فثورة روج آفا هي ثورة عظيمة، ولقد كان لها، وسيظل لها أيضاً، تأثير كبير على الشرق الأوسط، وحصلت الكثير من التغييرات، حيث أن النساء على وجه الخصوص تولينَّ قيادة الثورة، الأمر الذي من شأنه شكل التأثير على مجتمع الشرق الأوسط بأكمله وأحدث تغييرات، سواءً في الذهنية أو في الحياة، فقد تطور تغيير ديمقراطي، وللقائد أوجلان جهوداً عظيمة لتحقيق هذه الثورة، لأنه خاض النشاط في روج آفا لسنوات عديدة، وقامت الثورة على أساس هذا النشاط، وفي الوقت الحالي، هناك مخاطر تحدق بهذه الثورة، سواءً في الداخل أو الخارج، ولا يمكننا القول إن الثورة قادرة على الدفاع عن نفسها بشكل كامل، لأنه صحيح أن الثورة حدثت في المجال السياسي، لكنها لم تكتمل بعد في المجال الثقافي، فإذا لم تكتمل ثورة ما في المجال الثقافي والاجتماعي، فإن تلك الثورة ستكون دائماً في خطر، ويجري العمل في هذا المجال أيضاً للدفاع عن الثورة والحفاظ على استدامتها.

وباعتبار أن الدولة التركية عدوة للكرد، فهي تريد هزيمة هذه الثورة، ولهذا، تريد الاستفادة من البارزانيين مرة أخرى، وتريد توجيه ضربة للثورة بمساعدة البارزانيين، وقد أدلى هاكان فيدان بتصريح في الأيام القليلة الفائتة، ويقول في تصريحه: “إن حزب العمال الكردستاني يحاصر العراق من كافة الأطراف، ونريد إنقاذ العراق من هذا والعمل من أجل ذلك”، كما قال عن سورياً أيضاً: “إن أولئك الذين استولوا على النفط في روج آفا، سنأخذ هذا النفط منهم ونضعه تحت خدمة سوريا، ونحن مصممون على القيام بذلك”، إنهم يحاولون إظهار أنهم يعملون بالكامل من أجل سوريا والعراق ولا يفعلون شيئاً من أجل تركيا، وأنهم محبون لشعبي سوريا والعراق! وقدموا كل مواردهم المادية والمعنوية لخدمة هذين الشعبين، ولا يريدون شيئاً لأنفسهم! ولأجل ذلك يدفعون جنودهم إلى الموت! أي، أنهم بهذه سيخدعون من؟ لا يمكنهم خداع أحد، فالهدف المنشود هو خداع الجميع، فهم يريدون تحقيق العثمانية الجديدة في سوريا والعراق، وبهذه الطريقة يهدفون إلى تأسيس الهيمنة في الشرق الأوسط، ولذلك، يتظاهرون بأنهم ملائكة، وهذه تظهر حقيقة الدولة التركية، وتظهر أيضاً مدى قوتهم في الحرب الخاصة والنفسية، ويظهرون كيف يكذبون وكيف يبتزون وكيف يخدعون وكيف يريدون تحقيق أهدافهم المنشودة، ويجب على كل من العراق والشعب السوري توخي الحذر بشأن هذا الأمر.

من قاموا بتحقيق ثورة روج آفا ذاقوا طعم الحرية؛ ولذلك، سوف يتمسكون ويحافظون على أنفسهم وثورتهم، وعليهم أيضاً التمسك بها، ولا ينبغي لهم أن يستمعوا أبداً إلى المحيط، وعليهم أن يطوروا الثورة بإمكاناتهم ونضالهم، وعليهم أيضاً إقامة حوار مع سوريا لحل المشاكل، وإذا لم يجنح النظام السوري إلى الحل، فعليهم المضي قدماً بتجربة طرق مختلفة، فهناك العديد من الطرق، فهم غير محكومين وملزمين فقط بطريقة واحدة، بل هم ملزمين بالحرية والديمقراطية، فإذا أعدوا أنفسهم جيداً، وعززوا العلاقات التي أقاموها مع الشعوب، ونظموا أنفسهم جيداً، سيكون بمقدورهم الوقوف في وجه كل شيء، والنقطة الأخرى أيضاً، هي أن تلبية مطالب الدولة التركية لن تفيد سوريا على الإطلاق، فمطالب الدولة التركية واضحة وجلية وستواصل القيام بما فعلته حتى الآن في سوريا من الآن فصاعداً، فهذه ستجلب نهاية سوريا، وعلى سوريا التصرف وفقاً لمطالب الشعوب السورية، وليس وفقاً للدولة التركية، فإذا قبلت ورضخت لمطالب الدولة التركية وقامت بمعاداة الكرد، فإنها بذلك ستخدم الدولة التركية، وبهذه الطريقة سيحقق أردوغان أهدافه التي عجز عن تحقيقها بنهب سوريا منذ سنوات عديدة.

على جميع أبناء شعبنا أن يعيشوا بثقافتهم

لقد ضربتم أيضاً مثالاً؛ يجري الاعتداء على الشباب مراراً وتكراراً ويتعرضون لهجمات منهجية بسبب عقدهم لحلقات الرقص أو الاستماع إلى الأغاني الكردية، ومؤخراً، تم اعتقال واحتجاز بعض الأشخاص بشأن هذه المسألة، ومن الواضح جداً أن سياسات إبادة الكرد وانصهارهم مستمرة، في رأيك، هل هناك أيضاً انصهار-تلقائي بالإضافة إلى هذه السياسة للمحتلين؟ كيف تقيّمون هذا الأمر؟

تقوم الدولة التركية بمهاجمة الثقافة الكردية للقضاء على الشعب الكردي، وتسعى للقضاء على كل من يمت بصلة إلى الكردية، فإذا أردتم تدمير شعب ما، عليكم تدمير ثقافة ذلك الشعب، وسوف يزول ويتلاشى حينها ذلك الشعب، ولن يكون بمقدوره المحافظة على ذاته، ما الذي كان يقول أردوغان؟ كان يقول: “حسناً، لقد خطونا الكثير من الخطوات، ولكننا لم نخطو بعد خطوات في مجال الثقافة، علينا أن نتخذ هذه الخطوة أيضاً حتى نتمكن من جعل سلطتنا مستدامة”، إنهم يغيرون تاريخ تركيا، ويريدون تغيير ثقافتها أيضاً، إنهم يريدون إنشاء تركيا بما يتماشى معهم بكل معنى الكلمة، لكنهم، بحاجة إلى تطوير هذا الأمر في كردستان أيضاً، ولهذا السبب يحظرون كل ما يتعلق بالثقافة الكردية في كردستان، ويحاول حظر كل ما صلة باسم الكرد، على سبيل المثال، قاموا بتوزيع الأجهزة اللوحية على الطلاب في جميع المدارس الابتدائية، ويسعون من خلال تلك الأجهزة اللوحية إلى تنفير جميع الأطفال من الثقافة الكردية، ويحاولون جعل هؤلاء الأطفال يحبون الدولة التركية، وقد قاموا بتثبيت العديد من البرامج المتعلقة بهذا الأمر على الأجهزة اللوحية؛ وبهذه الطريقة، يريدون إبعاد الأطفال عن الكردايتية حتى في المدرسة الابتدائية، وبهذه الطريقة يريدون القضاء على المجتمع الكردي بشكل كامل.

ويقومون باحتجاز الأشخاص الذين يعقدون حلقات الرقص، ومنع التعليم باللغة الكردية، ويحظرون الشعارات والكتابات الكردية، بمعنى آخر، هناك هجمات هائلة ضد الثقافة الكردية، ويقيمون المهرجانات ويحاولون من خلال هذه المهرجانات تعزيز الانصهار، فمن خلال الاعتقالات والاعتداءات والقتل، يريدون ترهيب المجتمع ولا يريدون أن يعارضهم أحد لتحويل الكرد بسهولة إلى أتراك والقضاء أيضاً على أولئك الذين يعارضونهم، وينفذون سياستهم على هذا الأساس، وأنا أدعو من هنا؛ لا ينبغي لأحد حضور المهرجانات التي تنظمها الدولة التركية في مدن كردستان، وحتى تلك المهرجانات يجب عرقلتها، وبدلاً من تلك المهرجانات، يجب على الكرد أنفسهم أن يقيموا مهرجانات في مدنهم، كما يجب عليهم أيضاً أن يتحدثوا باللغة الكردية في جميع تجمعاتهم الجماهيرية ومسيراتهم وجميع أنشطتهم، وعليهم عدم التحدث باللغة التركية، ويجب على الرفاق المعتقلين في السجون أيضاً تطوير أنفسهم في هذا الصدد، وتطوير الأدب الكردي أيضاً، ويجب أن يكون المسرح والأدب والشعر والروايات والقصص باللغة الكردية بالكامل، ويجب عليهم أن يدلوا بإفاداتهم باللغة الكردية في المحاكم، ويجب على جميع أبناء شعبنا أن يعيشوا في منازلهم بثقافتهم الخاصة ويتحدثوا بلغتهم، ويجب على جميع العائلات أن تعيش حياة كردية، وينبغي عليهم أن يقاوموا الانصهار بهذا الشكل.

ولا ينبغي لهم أن يطوروا الانصهار-الذاتي إلى جانب انصهار الدولة، فهذا يعد خطأً، يجب علينا أن نخوض حرب ثقافية كبرى ضد ذلك، فنحن لدينا قيم كثيرة، وعلينا أن نضع هذه القيم في خدمة الإنسانية، وهذا ممكن أيضاً من خلال اللغة الكردية، فإذا لم تكتب باللغة الكردية، فلن يكون هذا أدباً كردياً، وهذا يصب في خدمة الانصهار، ويجب أن تكون جميع الأغاني باللغة الكردية، على سبيل المثال، لدينا بعض الفنانين الذين يظهرون أمام الشعب بأغاني تركية، لكن عليهم الآن أن يخرجوا أمام الشعب بأغاني كردية، فالدولة التركية تريد القضاء على الشعب الكردي وعليهم المحافظة على الثقافة واللغة والشعب الكردي، ويجب أن تكون هناك مقاومة من هذا النوع، علاوة على ذلك، فإنني أدعو جميع الكرد إلى المحافظة على أنفسهم.

هناك دائماً إبادة بيئية في كردستان، فمن شمال كردستان إلى جنوبها، ومن غرب كردستان إلى شرقها، تقطع الدولة التركية الأشجار كل يوم، وتدمر الغابات بالقنابل، وتلوث الماء والهواء في كردستان، ما هو سبب هذه الإبادة البيئية ضد طبيعة كردستان؟

تسعى الدولة التركية إلى جعل كل أرجاء كردستان ملكاً لها، وتعمل على تحقيق هدفها المنشود بكل معنى الكلمة، سواءً من الناحية المادية أو من الناحية المعنوية، ففي الآونة الأخيرة، ركزت بشكل خاص على شرنخ وجولميرك، وتريد إنشاء قواعد عسكرية في هذه الأماكن وتحويل هذه الأماكن إلى حقول للطاقة، ولهذا السبب، تهدف إلى القضاء على الكرد في هذه الأماكن، وتريد بهذه الطريقة قطع الأواصر بين أجزاء كردستان وتصفية الكرد في هذه المناطق حتى يتمكن بسهولة من تصفية الأماكن الأخرى أيضاً، وحالياً، تريد احتلال جنوب كردستان، ولهذا تريد أن تضع شرنخ وجولميرك خلفها، وللقضاء على المجتمع الكردي، تقوم بترويج الهيروين والدعارة والعمالة، وتقدم على تدمير الطبيعة، وقطع الأشجار، واستخراج النفط، وتلويث المياه، وتريد وضع هذه الأماكن في خدمتها، وبهذه الطريقة، تسعى لتحقيق هدفها المنشود فيما يتعلق بجنوب كردستان والاستيلاء على شمال كردستان، ولهذا السبب، فإنها تخلق دماراً كبيراً في كل من المجتمع والطبيعة على حد سواء.

وتشكل مخاطر كبيرة بما تسببها من دمار في الطبيعة والمجتمع، ويتحدث البعض في الصحافة التركية عن ذلك أيضاً؛ ويقولون إن نسبة الانتحار بين الشباب في جولميرك تتزايد يوماً بعد يوم، ليس فقط في جولميرك فحسب، بل إن مستوى حالات الانتحار في العديد من الأماكن الأخرى آخذة في الازدياد، وحتى أن تعاطي المخدرات انخفض إلى عمر 5-6 سنوات، وهذا يعد خطراً كبيراً على المجتمع، ومؤخراً، تسبب أحد الأشخاص يتعاطى المخدرات باستشهاد العديد من الأشخاص وإصابة آخرين في جوليك، الدولة تفعل ذلك بنفسها، وهذه هي السياسة التي تتبعها الدولة، حيث تلجأ إلى كافة الأساليب القذرة للقضاء على الشعب الكردي، ويتم القضاء على فرص الحياة المتوفرة للكرد، فعلى سبيل المثال، معظم المياه في منطقة شرناخ غير صالحة للشرب، حيث يقول الناس أن الماء الذي نراه مثل القطران وغير صالح للشرب، بالأساس، لم يتركوا أي أشجار، ولم يتركوا أي قرى، ولم يعد بإمكان الناس حتى من العيش براحة في المدن، فالطقس لم يعد كما كان في السابق، فقد تغيرت الفصول كثيراً، مما يعني أن حياة الناس باتت في خطر، وبهذه الطريقة، يريدون إجبار الناس على الهجرة، حيث يستهدفون شرنخ وجولميرك على وجه الخصوص، وسوف ينفذون السياسة التي يتبعونها في هذه الأماكن في جميع أنحاء كردستان.

ووجهت حركة ميزوبوتاميا البيئية نداءً، وقالت بأن ندائها لم يكن موجهاً للكرد فحسب، بل كان لمجتمع تركيا في الوقت ذاته، وأنهم يريدون وقف تدمير الطبيعة والمجتمع، ولكن هذا لا يحدث فقط عن طريق توجيه النداء، ويتم الإدلاء بتصريحات شخصية ومؤسساتية في الصحافة بشأن استخراج النفط، وتلويث المياه، وقطع الأشجار، وأن هذا يتم لمنع الكريلا من العيش في هذه الأماكن، ولكن لا يمكن منع ذلك بهذه التصريحات، ولكن انظروا؛ يعارض المواطنون في العديد من القرى في تركيا التدمير البيئي، وينبغي التصدي لهذا الأمر وخوض النضال ضده في كردستان أيضاً، لا ينبغي السماح بنهب وتدمير المجتمع والطبيعة، ومؤخراً، رأيتُ في الصحافة؛ أن أشخاص ينتمون إلى حركة البيئية يقومون بزيارة المنازل في آمد، ويشرحون عواقب هذه الدمار على المجتمع، في محاولة منهم لشرح ما سيحدث في النهاية، وهذا نشاط مهم وينبغي القيام به في كل مكان، ويحتاج مواطننا في المدن والبلدات والقرى إلى المحافظة على أنفسهم وهويتهم وثقافتهم وجهدهم وقيمهم وإرادتهم ولغتهم وطبيعتهم، وعليهم أن يذهبوا إلى العائلات الواحدة تلو الأخرى ويشرحوا الوضع للمواطنين، وهذا هو المطلوب، وحتى إن حدث الدمار في مكان واحد، فيجب عليهم الذهاب إلى هناك وإعلاء صوتهم والوقوف ضده، أي أنه لا ينبغي لهم أن يقولوا إنهم سيقومون باعتقالنا وقتلنا، فهم في الواقع يقتلون المجتمع برمته بهذه الطريقة، وينهبون الطبيعة بأكملها ويقضون على إمكانيات الحياة، وعلى الجميع أن يرى هذا ويقف ضده، وعلى الجميع حماية مجتمعه وطبيعته وإنسانيته وقيمه، وهذا هو المطلوب من الجميع.