المقابلات

٢١ مايو ٢٠٢٤

بايك: على شعب جنوب كردستان تبني تاريخه وقيمه

قال الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني، جميل بايك، إن شعب جنوب كردستان، من بهدينان إلى سوران، قدم تضحيات عظيمة، وأضاف: “لم يستشهد البيشمركة حتى يكون البارزانيون والحزب الديمقراطي الكردستاني في خدمة الدولة التركية”.

الجزء الثاني من المقابلة الحصرية التي أجراها الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني جميل بايك مع وكالة فرات للأنباء ANF هو كما يلي:

قادت الشبيبة الثورية هذه العملية في شمال كردستان وروج آفا وفي الخارج وحققوا نتائج مهمة، لقد تركوا بصماتهم على العملية خلال نوروز، الانتخابات، ومؤخراً انتفاضة وان، برأيكم، ما هو مستوى مشاركة ونشاط الشبيبة الآبوجية؟

الشبيبة الكرد ليسوا مثل الشباب في البلدان الأخرى، فالشعب الكردي يمر بمرحلة ما بين الحياة والموت، وشبيبة كردستان هم أبناء هذا الشعب، ولهذا السبب لا يستطيعون العيش مثل أبناء الشعوب الأخرى، ولا يستطيعون العيش ضمن الإطار الذي وضعه النظام، ولا يمكنهم إجراء بعض الإصلاحات في ذلك النظام، وعليهم الخروج من هذا النظام نهائياً، وحينها يمكنهم أن يكونوا شبيبة الشعب الكردي، ويمكنهم قيادة الشعب الكردي ومنحه الحياة، ولأنه يتم تنفيذ سياسة الإبادة ضد الشعب الكردي، فمن واجب الشبيبة، قبل كل شيء، الوقوف ضد هذه السياسة، لأنهم من يحددون مستقبل الشعب، وإذا أراد الشبيبة أن يمنحوا الحياة للشعب الكردي، فيجب عليهم القيادة، وحينها يمكنهم أن يحيوا أنفسهم ومجتمعهم، نحن حركة شبابية، وكما قال القائد آبو: ” لقد بدأنا بالشبيبة، وسننتهي بهم”، وعلى شباب الشعب الكردي أن يأخذوا هذا كأساس، هذه الحركة ترتكز بشكل كامل على الشبيبة، فمحركها هم الشبيبة، وتتحرك بروحهم، إن لها تاريخاً، ولها خطاً، وتناضل على هذا الأساس، على الشبيبة الكرد ألا يتخلوا أبداً عن تاريخهم وخطهم وهدفهم، والمطلوب منهم أن يناضلوا على أساس تاريخهم وخطهم، وكما نقول أنه على الشبيبة الكرد ألا يتصرفوا وفقاً للنظام؛ فإنه يتوجب عليهم أن يتصرفوا بروح ثورية، ولا ينبغي أن يعترفوا بأي عقبات، بغض النظر عما تخلقه الدولة، أو ما يصنعه الخونة أو العائلات بأساليب عديدة، ولدي هنا أيضاً دعوة للعائلات، ماذا تريد منا الوطنية؟ تريد أن نتبنى أنفسنا وبلدنا وأبنائنا والوقوف في وجه العدو، لكن ليس من الصواب أن ترى العائلات نفسها وطنية ومع ذلك تعيق أبنائها وتوجههم نحو النظام، الوطنية لا تقبل ذلك، بل هي ضد ذلك، يريد النظام القضاء على الشعب الكردي، لذلك يبدأ بالشبيبة، حيث يوجه الشبيبة إلى أعمال سيئة كثيرة، ماذا قال والي سرت؟ قال: “بدلاً من الانضمام إلى الكريلا، دعوهم يمارسون الدعارة”، لقد قال ذلك بوضوح، هذه هي سياسة الدولة التركية، لأنهم يريدون القضاء على الشعب الكردي، فكيف سيقضون عليه؟ عندما يقضون على روح شبابهم، فإنهم سوف يقضون على المجتمع الكردي أيضاً، وإذا لم يقم الشبيبة بواجباتهم تجاه شعبهم ووطنهم، إذا لم ينضموا إلى النضال، إذا لم يقفوا ضد الاحتلال والصهر، فإن الدولة ستوجه انتباههم إلى كل سوء، وبدلاً من توجيه أبنائهم نحو هذا الطريق، توجههم العائلات نحو طريق النظام، هذا النظام الذي يقضي على هؤلاء الناس، الوطنية والإنسانية لا تقبل ذلك، ولهذا السبب هذا هو ندائي للعائلات؛ لا تقربوا أبنائكم بهذه الطريقة، تبنوهم، أعلموهم بحقيقة الواقع الكردي، ولا تسمحوا لهم بأن يصبحوا أداة لسياسة العدو، أبعدوهم عن سياسة الهيروين والتجسس والدعارة والهجرة وسياسات الصهر، حيث يعيش الشبيبة في ظل سياسات الدولة التركية، الدولة التركية تضع ثقافة ما أمامهم، وهي ثقافة الآرابيسك، وبهذه الثقافة يقتلون روح الشبيبة تماماً، ولا ينبغي لشباب الشعب الكردي أن يقبلوا ذلك، ويجب على الشبيبة الآبوجية على وجه الخصوص ألا يقبلوا ذلك، بل يجب عليهم محاربته وتبني أنفسهم وشعبهم والوفاء بواجباتهم التاريخية، وهذا هو المطلوب منهم، من الضروري النضال في مكانهم والانضمام إلى الكريلا، يجب عليهم تنظيم معارفهم وتنفيذ العمليات معاً، فهكذا بدأت هذه الحركة وتطورت، وعلى شبيبة هذه الحركة أن يأخذوا هذا أيضاً كأساس.

في شمال كردستان، تدور حرب خاصة ضد النساء والشبيبة وكذلك الأطفال، ويبذل الشبيبة أيضاً جهوداً ضد هذه السياسات، ما الذي تعتقد أنه يجب فعله ضد الحرب الخاصة؟

هناك سبب وراء تركيز الدولة التركية على الشبيبة والنساء والأطفال، لأنهم جميعاً يمثلون مستقبل الشعب الكردي، والسبب الآخر هو أن القائد آبو جعل من الشبيبة والنساء قادة الشعب، كما نعلم تريد الدولة التركية الفاشية القضاء على الشعب الكردي وكردستان، فهي لا تريد أن تترك أي شيء باسم الكرد وكردستان، وهي تمارس سياستها على هذا الأساس، ولتحقيق هذا الهدف تستهدف النساء والشبيبة والأطفال، وسوف تحقق هدفها إذا بدأت بهم، لدرجة أنه يُقتل كل يوم طفل في مكان ما بالدبابات، ولا يوجد شيء من هذا القبيل في تركيا، بل تفعل ذلك في كردستان، وهذا يكشف بوضوح عن عداوتها تجاه الكرد، إنهم لا يسمحون حتى للأطفال باللعب أو التحرك في الشوارع بل يهاجمونهم بالدبابات، إنهم يريدون ترهيب جميع الأطفال الكرد وإجبارهم على الخضوع، وبهذه الطريقة يهدفون إلى القضاء على الشعب الكردي، إنهم يهاجمون النساء والشبيبة بثقافة الآرابيسك والهيروين والدعارة والتجسس والهجرة وسياسات الصهر، وهي بهذه الطريقة يريدون إضعاف معنويات الشبيبة والنساء، وصرف انتباههم عن الواقع وعن النضال، ومنعهم من الدفاع عن نفسهم ووطنهم، ولهذا السبب ينفذون سياسات حرب خاصة في المدارس وفي الشوارع وفي كل مكان، على سبيل المثال، تصنع بعض المسلسلات التلفزيونية ضد المجتمع الكردي والنساء والشبيبة الكردي، إنها تريد الترويج للهوية التركية من خلال هذه المسلسلات التي تهدف إلى إبعاد الشعب الكردي عن جذوره ووطنه وإنسانيته ووضعه في خدمة الدولة التركية، لهذا السبب يصنعونها، يقيمون المهرجانات ومن خلالها يطورون لغتهم وثقافتهم وتاريخهم ، لكنهم يقضون ويمنعون كل ما من شأنه أن يخدم الكرد و يخدم الوطنية والثورة، مثلاً لا يسمحون بإعطاء أي مجال للمسرح الكردي بالتطور كذلك بالنسبة للموسيقى الكردية ولا يسمحون للغة الكردية بالتطور، فهم يفعلون كل شيء للقضاء على اللغة والثقافة والهوية الكردية، ويفعلون كل ما بوسعهم ليحدوا من كل ذلك، نحتاج إلى نساء وشبيبة قادرين على حماية أنفسهم وبلدهم ومجتمعهم وعلى الوقوف والنضال ضد الاحتلال والإبادة بكل الطرق، تبنوا لغتكم وثقافتكم وهويتكم وبلدكم وكل شيء، الأولوية لشعبكم، كما يجب عليكم الوقوف ضد سياسات الدولة التركية، وتثقيف وتنظيم الناس حتى يتمكنوا من حماية أنفسهم ضد هذه السياسات، ليتمكنوا من الحصول على حريتهم وهويتهم، وهذا هو المطلوب منهم.

البيئة هي ركيزة أساسية من النموذج الخاص بكم، ويظهر العداء تجاه الكرد وكردستان بشكل واضح في قضية الطبيعة والنهب البيئي، ما هو سبب مهاجمة العدو للبيئة كثيراً؟

إن بناء مجتمع ديمقراطي أمر ممكن من خلال الوعي بحرية المرأة والنضال الأيديولوجي، إذا لم تتخذ من المرأة والبيئة كأساس لك، وإذا لم تطور وعيك وتنظيمك ونضالك، فلن تتمكن من بناء مجتمع ديمقراطي ومن تحقيق أهداف الحرية والديمقراطية، الشعب الكردي شعب يعيش كثيراً في الطبيعة، هذه حقيقة، يعيش ويناضل مع الطبيعة، إن اتخاذ الطبيعة كأساس يعني اتخاذ الحياة والحرية كأساس، أولئك الذين لا يتخذون الطبيعة أساساً والذين لا يتبنون الطبيعة لا يمكنهم العيش أو التحرر، الدولة التركية تقوم بعمليات نهب كبيرة في كردستان، إنها تنهب جغرافية الكرد وتقضي على فرص عيشهم، وتنهب الطبيعة تحت مسمى استخراج المعادن من كل مكان، وتحرق غابات كردستان، وتقطع أشجارها، وتغرق العديد من الأماكن بالسدود، وتقطع الكهرباء في رها وماردين لمنع الزراعة، عندها لا يمكنك العيش، سيجعلونك تهاجر وهذا سيسهل إفراغ كردستان، وتغيير التركيبة السكانية لكردستان ولتحقيق ذلك يقومون بالكثير من النهب وبلا حدود، على سبيل المثال، الجميع يعرف ما حدث في إيليج، هناك نهب غير محدود في شرنخ وكابار وجولميرك وديرسم، وفي جولميرك، في قرية مارينوس، وقف الأهالي ضد ذلك، أهنئهم، من الضروري أن يتبنى شعبنا أرضه وجغرافيته وقيمه وحياته في كل مكان ويفعل كما فعل أهالي قرية مارينوس، يجب ألا يسمحوا بنهب الاحتلال، وربما يتم اتخاذ بعض الخطوات أحيانا في هذا المجال، لكنها غير كافية، يجب على الجميع في كل مكان أن يتفاعلوا بقوة أكبر وأن يتبنوا حياتهم ومستقبلهم، لأن ما يفعلونه يدمر حياة الشعب الكردي، على سبيل المثال، يقومون باستخراج المعادن ويستخدمون السم لذلك، وبذلك أصبحت المياه مسمومة، والمناخ يتدهور، والناس لا يستطيعون القيام بالزراعة، والأشجار تجف، مما يسبب أضرارا كبيرة لحياة الناس ونفسيتهم، وإذا لم تقم بتطوير المعرفة الإيديولوجية وتنظمها، فلن تتمكن من منع النهب والإبادة، الدولة التركية تريد أن تجعل كردستان أراض لها، ولهذا تريد القضاء على الشعب الكردي، وذلك بطرق عديدة؛ مثل الصهر، الهجرة، والاستيلاء على فرص الحياة، يجب على الشعب الكردي تبني مياهه وأرضه ومنطقته، هذا هو أساس تبني النفس والحرية، أي أنه لا يمكنك العيش في كردستان في مواجهة هذا الدمار، إذا كنت تريد أن تعيش، فعش في بلدك وجغرافيتك ولا تسمح للعدو أن ينهب جغرافيتك، وامنعه من القضاء على فرص عيشك، الشعب الكردي حي لأنه يعيش ضمن جغرافيته، إذا ضاعت هذه الجغرافيا، فلن يتمكن من البقاء حياً، على سبيل المثال، يقال حالياً أن مدينة شرنخ هي المنطقة الأكثر تلوثاً في تركيا، والتلوث في كل مكان، لماذا؟ لأنهم لم يتركوا وراءهم أي أشجار أو غابات، يلوثون المكان بحجة النفط، حيث تنتهج الدولة التركية سياسة تهدف إلى إضفاء الشرعية على النهب في كردستان، وقالت الدولة التركية “حتى الآن لم يسمح لنا حزب العمال الكردستاني باستخراج هذه المواد، ولم يسمح لنا بالكشف عن ثروات كردستان ووضعها في خدمتكم، ويتم ذلك من قبل بعض الدول التي لا تريد أن تصبح تركيا غنية ومتطورة، هناك بعض الدول الأجنبية التي تدعم حزب العمال الكردستاني، وهم يحاولون منعنا من الحصول على هذه الثروات”.

وبهذه الطريقة، يريدون تعبئة مجتمع تركيا ضد حزب العمال الكردستاني والشعب الكردي، وبذلك يسعون لإضفاء الشرعية على الإبادة الجماعية ضد الشعب الكردي والمجازر المرتكبة بحق حزب العمال الكردستاني، بمعنى آخر، تهدف إلى كسب دعم شعب تركيا وتأجيج الشوفينية، وبهذه الطريقة تريد تطوير واستكمال سياستها القائمة على الإبادة الجماعية في كردستان، وهذا ما تفعله، وينبغي لشعب تركيا أن يدرك ذلك، حيث هناك حالة من المجاعة في تركيا، والمشكلة جدية للغاية، إلى ما يعزو ذلك؟ نتيجة للسياسة التي تنتهجها الدولة التركية ضد الكرد، حيث تقوم بالنهب وشن الحروب وتوظف كل شيء في خدمة الحرب والنهب، ولذلك لا تمنح أي شيء لمجتمع تركيا، فإذا كانت المجاعة قائمة، فإن مآل ذلك نتيجة قيامها بهذا الأمر، وينبغي لشعب تركيا أن يرى ذلك أيضاً، إنهم يرون ذلك تدريجياً، ولكن يجب أن يروا بسرعة أكبر وأفضل بشكل متعمق، وإذا أراد أن يتخلص من المجاعة، فإن السبيل إلى ذلك يكون بمناهضة سياسة الدولة التركية التي تنفذها ضد الكرد، وحينها ستزول هذه المجاعة، وهذه هي الحقيقة، وتعمل الدولة التركية على جذب الحركات البيئية إلى خط الدولة لإخفاء عمليات النهب التي تقوم بها، كما أنها تقوم بالكثير من العمل في هذا المجال، ولهذا لا ينبغي لأحد أن يقع في هذا الفخ، ولا ينبغي لأحد أن يتوقع من الدولة أن تقف ضد الهيروين، والدعارة، والعمالة، والتهجير، والمجاعة؛ فالدولة بالأساس هي من تقوم بهذه الأمور، وتعمل على تنفيذ هذه السياسة للقضاء على الكرد وكذلك لإخضاع مجتمع تركيا بأكمله وجعله ملزماً بها، ولا ينبغي لأحد أن يقول إن الدولة يجب أن تتخذ هذه التدابير، لقد فعل ذلك بالفعل بنفسه، فكيف يمكنه منع ذلك؟ ولا ينبغي لأحد أن يقول إنه يجب على الدولة اتخاذ التدابير، فالدولة هي بنفسها من تقوم بذلك، كيف لها أن تسد الطريق أمام هذه الأمور؟ هذا غير ممكن، كما أنه كل من يتفوه، يقول يجب على الدولة أن تمنحنا هذا، وعليها أن تفعل ذلك، وعليها أن تتخذ هذا الإجراء، وهذا الأمر بحد ذاته أمر معيب ومشين، خاصة بالنسبة للكرد، ليس هناك ما يطلبونه من هذه الدولة، وهذا الأمر ظاهر للعيان، فهذه الدولة تقتل الكرد كل يوم، وتسعى للقضاء على الكرد اليوم قبل الغد، كيف يمكن للكرد أن يطلبوا أشياء معينة من هذه الدولة؟ يجب عليهم أن يعززوا ويطوروا النضال الساعي إلى ما يطالبون به، فكل ما سيحققونه، سيحققونه من خلال نضالهم، وهذه هي الحقيقة الراسخة، ولذلك، لا ينبغي لهم أن يطلبوا أي شيء من الدولة، على وجه الخصوص، المطلب القائل “على الدولة أن تمنع الدعارة والسرقة والفساد”، لا ينبغي لهم المطالبة بمثل هذه الأشياء، لأن الدولة تتعمد تنفيذ هذه السياسة في كردستان.

تم تأجيل انتخابات جنوب كردستان مرة أخرى، ما هو السبب وراء معارضة الحزب الديمقراطي الكردستاني أو عائلة البارزاني للانتخابات لهذه الدرجة؟ وما هي المخاطر التي تخلقها هذه السياسة على جنوب كردستان والعراق؟

يقوم البارزانيون بالدعاية في كل مكان، قائلين إن “حزب العمال الكردستاني يسعى إلى القضاء على مكانة جنوب كردستان”، في حين أن من يقوم بالقضاء على مكانة جنوب كردستان هم البارزانيون بأنفسهم، وقد ربط البارزانيون مصيرهم بالكامل بحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، وإذا كان البارزانيون يريدون تأجيل الانتخابات، فهناك أسباب رئيسية لذلك، الأول هو خيانتهم للكرد، وهذا هو أحد الأسباب، لأنهم يعملون جنباً إلى جنب مع دولة الاحتلال التركي ويعادون الشعب الكردي، هم لا يعادون حزب العمال الكردستاني فحسب، بل يعادون أيضاً عموم أبناء الشعب الكردي، فالسياسة التي نفذوها مع الدولة التركية ضد الشعب الكردي أظهرت حقيقتهم وجعلت الجميع يدرك ذلك، لقد انفضحوا بين الشعب الكردي، وهذا أحد الأسباب، أما السبب الثاني؛ هو أن حزب العدالة والتنمية تلقى ضربة كبيرة في الانتخابات التي أجريت في تركيا، وكانت الضربة التي تلقاه البارزانيون أكبر من ضربة حزب العدالة والتنمية، مما أدى لإضعافهم، وهذا أيضاً أحد الأسباب، ولهذا السبب، يريدون تأجيل الانتخابات، لأنه إذا ما جرت الانتخابات، فهم أنفسهم يعلمون علم اليقين بأنهم سوف يخسرون مثل أردوغان، لأنهم استخلصوا استنتاجات من الانتخابات التي أجريت في تركيا، ويرون أنه إذا أجريت انتخابات الآن فسوف يسقطون من السلطة، ويخسرون الكثير من الأمور، فهم لا يريدون أن يخسروا الإمكانيات التي بحوزتهم، وليست هناك حكومة قائمة في جنوب كردستان، وعائلة البارزاني تحكم تحت اسم الحكومة جنوب كردستان، فقد وظفوا كل شيء لخدمتهم، ويقومون بنهب كبير، فمثلما يرتكب حزب العدالة والتنمية علميات نهب ويعمل على إثراء نفسه في شمال كردستان وتركيا، فإن البارزانيون أيضاً يرتكبون عمليات نهب كبيرة، حيث لديهم المليارات من الأموال، ولديهم أماكن في أمريكا، وفي الخليج، ولديهم قصور وفيلات، ولديهم حسابات بالمليارات في البنوك، والبعض منهم يفصحون عن ذلك أيضاً، في حين أن الشعب يعاني في الوقت الراهن من المجاعة في جنوب كردستان، وتتفاقم المجاعة بشكل كبير، لكن عائلة البارزاني تزداد ثراءً يوماً بعد يوم، لأنه لا توجد حكومة في الساحة، ولا توجد سلطة قائمة، إنها سلطة البارزانيين بالكامل، فهم يفعلون ما يريدون وما يحلو لهم، فلا يوجد هناك قانون، ولا حقوق، ولا عدالة، إنهم يفعلون ما يشاؤون، ويقومون بما يحلو لهم، لماذا يقولون يجب أن تؤجل الانتخابات؟ إذا كان هؤلاء حقاً يناضلون من أجل الكردايتية، وإذا كانوا يناضلون من أجل شعب جنوب كردستان، وإذا كانوا ديمقراطيين ومطالبين بالحرية، حينها، لماذا يؤجلون الانتخابات، ما الذي يخشونه؟ على يبدو أنه لديهم مخاوف، وأن لديهم أشياء مخفية، لا يريدونها أن تنكشف، ولا يريدون أن يضيعوا الإمكانيات التي بحوزتهم، ولهذا السبب يريدون تأجيل الانتخابات، وما هي النقطة التي يجب على المرء الانتباه إليها؟ لا يقولون إنه لا ينبغي إجراء انتخابات، بل يقولون إنه يجب تأجيلها حتى نهاية العام. من أجل ماذا؟ لأن أردوغان ماذا يقول؟ يقول سوف نتوسع في المزيد من المناطق في جنوب كردستان، ويقولها علانية، وعلى ما يبدو أنهم يقومون معاً بتنفيذ برنامج يتعلق بهذا، فهم بانتظار انتشار جنود تركيا في مناطق جنوب كردستان، وسينتشر جنود تركيا بشكل متزايد، وسيدخلون إلى جنوب كردستان، وحينها ستتلاشى فرص إجراء الانتخابات وسيواصلون بدورهم المضي قدماً في سلطتهم وديكتاتوريتهم، ومثلما يقول وزير العدل في تركيا: “ليس هناك عزلة في إمرالي، كل شيء على أكمل ما يكون”، يقول البارزانيون الآن أيضاً، كل شيء يسير على ما يرام في جنوب كردستان، ويقولون ليس هناك مراسلون في السجون، ويقولون ليس هناك شيء من هذا القبيل، في حين أن هناك البعض منهم في السجون لا يمكن لأحد رؤيتهم، حتى أن المحامين لا يمكنهم رؤيتهم، بعبارة أخرى، يمارسون اضطهاداً كبيراً بحق الشعب، وأودُ أن أقول هذا الأمر أيضاً، لقد قدم أبناء شعبنا في جنوب كردستان الكثير من التضحيات في بهدينان وسوران على حد سواء، واستشهد الآلاف من البيشمركة، ولم تكن هذه الشهادات من أجل هزيمة صدام، أومن أجل أن تتسلط الدولة التركية على جنوب كردستان بدلاً من صدام، لم يستشهدوا من أجل ذلك، وإذا كان أبناء شعبنا ناضل في جنوب كردستان، وإذا استشهد الآلاف من البيشمركة، وتعرضوا لهجمات كيماوية، فإنهم فعلوا ذلك كله للتحرر من الدكتاتورية والعيش من أجل الحرية والديمقراطية، والآن، نرى ما تقوم به عائلة البارزاني، تقوم هذه المرة بجلب الدولة التركية إلى جنوب كردستان، وتعمل على تمكين الدولة التركية بالتمركز في جنوب كردستان بدلاً من صدام، ما علاقة هذه بالكردايتية؟ ولماذا سيقبل أبناء شعبنا في جنوب كردستان بهذا الأمر؟ إن شعبنا في جنوب كردستان شعب وطني جداً، وخاض نضالات كبيرة، وقدم الكثير من الشهداء، وهو شعب من هذا النوع، ولا يمكنه أن يقبل احتلال الدولة التركية، واعتقد أن أبناء شعبنا في جنوب كردستان وبهدينان أيضاً غير راضيين عن سلطة البارزانيين ودكتاتوريتهم، ويريدون العيش بحرية وديمقراطية اليوم قبل الغد، وعليهم أن يتبنوا تاريخهم وقيمهم ومكانتهم، لأن البارزانيين يريدون القضاء على مكانة جنوب كردستان بالتواطؤ مع الدولة التركية، فمن يقوم بحماية مكانة كردستان ويحافظون عليها هو حزب العمال الكردستاني، ويقدم حزب العمال الكردستاني التضحيات في سبيل ذلك، ليس من أجل جنوب كردستان فحسب، بل قدم التضحيات وناضل من أجل عموم العراق، والجميع يعلم ذلك، ويقول البعض إن البارزانيين ليسوا خونة، بل لديهم شهداء، ولم يستشهد البيشمركة حتى يكون البارزانيون والحزب الديمقراطي الكردستاني في خدمة الدولة التركية ويجعلوا من جنوب كردستان ولاية تابعة للدولة التركية، وينبغي معرفة هذا الأمر جيداً، ولو كان أياً مكان البارزانيين لقالوا إنهم يقومون بالخيانة، لكن البعض لا يقولون ذلك للبارزانيين، لأنهم يحصلون على الأموال من البارزانيين، ولهذا السبب، يجب على شعبنا أن يكون حساساً في هذه النقطة، فمن لا يتبنى حرية القائد أوجلان، ولا يتبنى كردستان، ولا يقف ضد الدولة التركية وضد الخيانة، لا يمكنه أن يكون وطنياً، ولا يمكن للإنسان أن يتعامل معهم ويوطد العلاقة معهم باسم الوطنية، ينبغي للكرد أن يكون لديهم معايير، ومعاييرهم هي معايير الوطنية، والوطنية تعني الوقوف في وجه الاحتلال وسياساته وممارساته وخياناته، وندائي لجميع الوطنيين قائم على هذا الأساس.