٩ أكتوبر ٢٠٢٣

جميل بايك: سيضمن نضالنا حرية القائد أوجلان وينهي المؤامرة

كتب الرئيس المشترك لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK) جميل بايك مقالاً في الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لمؤامرة 9 تشرين الأول الدولية، وقيّم فيه نضال الشعب الكردي ضد المؤامرة بحق قائدهم عبد الله أوجلان، والعلاقة بين القائد عبد الله أوجلان والشعب الكردي والمقاومة في إمرالي.

وجاء في المقال ما يلي:

إن إحدى السمات الرئيسية للقائد أوجلان، هي العلاقة التي وطدها مع الشعب الكردي، فمن خلال ملاحظة عامة، يمكن الفهم بسهولة أنه هناك علاقة قوية للغاية بين الشعب الكردي والقائد عبدالله أوجلان، وقد تشكلت علاقة قوية كهذه، بحيث أن الشعب الكردي لا يمكنه التفكير بوجوده بدون القائد أوجلان، فمن خلال علاقته مع القائد أوجلان يعرّف وجوده ويضفي المعنى له، ويعتبر وجوده وحريته مثل وجود وحرية القائد أوجلان، كما يعتبر التعامل مع القائد أوجلان مثل تعامله مع نفسه، حيث أن القائد أوجلان جعل من نفسه منتمياً بالكامل للشعب، ونظراً لمعرفة الشعب الكردي لهذا الأمر، فهو يتعامل مع القائد أوجلان بهذه الطريقة ويتحد معه، ويتجلى هذا الوضع في تصرفات وخطابات الشعب، حيث أن شعار “لا حياة بدون القائد أوجلان” قد تم خلقه من طرف الشعب الكردي، فالشعب الكردي ينام ويستيقظ كل يوم على هذا الشعار وبمعناه، وأكثر ما يقومون بترديده هو هذا الشعار، ويجتمعون حوله ويعبرون من خلاله عن وجودهم، حيث أن الشعارات مهمة، كما أن التحول إلى شعار للشعب ليس بالأمر العادي، فالشعار يفيد عن المعنى الأيديولوجي والسياسي، حيث له علاقة مع التنشئة الاجتماعية ووجود وحرية المجتمع، فالشعارات هي خطابات يتم فيها التعبير عن الرغبة في الحرية، ولهذا السبب فهو فكر، كما لدى الشعب الكردي أيضاً مشاكل الوجود والحرية، حيث يرزح الشعب الكردي تحت خطر تهديد الإبادة الجماعية، ويريد أن يزيل هذا الخطر المحدق به، وأن يعيش لغته وهويته وثقافته بحرية، وأن يعبر عن حريته ويعيشها، وما يحارب من أجله هو هذا الأمر، حيث قدم من أجل ذلك تضحيات كبيرة حتى الآن، و الآن أيضاً، لا يزال يواصل تضحيته، لأنه بدون نضال لا تحقق الحرية، والشعب الكردي يعلم هذا الأمر بشكل أفضل، ولذلك أيضاً، لا يتخلى عن النضال بأي ثمن كان، وقد وضع الشعب الكردي القائد أوجلان في قلب هذا الأمر.

ولفهم الوفاء بين الشعب الكردي والقائد أوجلان، فإنه من المهم جداً إدراك فكر وفلسفة القائد أوجلان، لأنه من دون هذا الإدراك، من غير الممكن فهم القائد أوجلان بشكل صحيح وكامل، لأن هذه العلاقة كان لها الأثر الحاسم في كل التطورات، كما أن لهذه العلاقة تأثير حاسم للغاية على خط وتطور النضال التحرري، وقد لعبت مقاربة القائد أوجلان تجاه الشعب وموقف الشعب تجاهه دوراً حاسماً في تطوير وتشكيل حزب العمال الكردستاني والنضال التحرري.

ويُلاحظ في مثال القائد أوجلان، أن توطيد علاقات حقيقية مع الشعب ليس بالأمر العادي أو السهل، كما أن الرغبة وتحقيق ذلك الأمر، خاصةً في واقع الكرد صعب للغاية، فمن ناحية، فإن الخوف والتآكل والعزلة الاجتماعية التي خلقها المستعمرون، ومن ناحية أخرى أيضاً، فإن تأثير ثقافة الحياة الفردية للحداثة الرأسمالية يشكل عائقاً جدياً أمام تطور العلاقات، كما أن التغلب على كل هذه الأمور، ومواجهة الخوف والقمع وإملاء الاستعمار الاستبدادي ورفض فرص الحياة الفردية للحداثة الرأسمالية واتخاذ واقع الشعب كأساس وتفضيل حياتهم وثقافتهم ليس بالأمر الذي يمكن حسمه أو التغلب عليه بسهولة، ولذلك أيضاً، فإنه من الضروري اتباع تعامل حازم ومبدئي، ولهذا السبب، لا توجد أمثلة كثيرة على العلاقة بين القائد أوجلان والشعب الكردي، وعلى وجه الخصوص أيضاً، لا توجد علاقات من هذا القبيل في عالم اليوم، وغالباً ما تُرى أحداث مماثلة في التاريخ، وفي الأحداث التي تكون موضوع الأغاني والملاحم الشعبية، كما يُلاحظ أن الشعب الكردي يولي مكانة للقائد أوجلان بشكل قوي في أغانيه الشعبية وملاحمه وثقافته وفنه، وهذه قضايا مهمة للغاية ومن الضروري على المرء التركيز على معناها بالنسبة لمجتمع وإدراكها وجعلها مفهومة.

أساس العلاقة بين الشعب الكردي والقائد آبو هو بلا شك أسلوب القائد آبو تجاه الشعب، لقد رأى القائد آبو حقيقة الشعب ولذلك اتخذ الشعب كاساس، ورأى الشعب القائد كمقياس للحقيقة، فهذا النهج الذي يتبعه القائد آبو مهم للغاية، لا ينبغي أن ينظر إلى هذا على أنه أي نهج آخر، وفي هذا النهج معانٍ تاريخية واجتماعية عميقة، إنه يمثل فكرة ومنهجاً يعتمد على المجتمع والأشخاص، وفي معظم الحالات، يتطلب الأمر أن تكون مخالفاً وتتحمل مخاطر القيام بذلك، ولا يمكن القيام بذلك دون التفكير العميق والمفهوم وتكوين الشخصية، القائد آبو هو الشخص الذي يفعل كل هذا ويعيشه، لقد بنى شخصيته وحياته وفقا لذلك، فهذا يعني بناء الشخصية والفكر والتحليل، وبعبارة أخرى، يعني ما تفكر فيه وتؤمن به، وأن تعيش وفقاً لذلك، وتخلق حياتك وشخصيتك وفقاً لذلك، وأنا أقول هذه لهذا السبب، الكثير من الناس، بما في ذلك أولئك الذين يعتبرون أنفسهم قادة أو رؤساء ويتحدثون كثيراً عن الناس، لكنهم لا يتصرفون وفقاً لذلك، بحيث تكون حياتهم وكلماتهم غير متطابقة، ولا يشكلون شخصياتهم بالطريقة التي يعبرون عنها بكلماتهم، وبما أنهم لا يفعلون ذلك، فإنهم لا يعيشون وفقاً لذلك، وبطبيعة الحال، يرى الشعب ذلك ويقيمه ويتعامل معه على هذا الأساس، هذه هي النقطة التي يوليها الشعب أكبر قدر من الاهتمام، ويركز الناس على الانسجام بين الكلمات والحياة، فهذا هو مقياس التقييم الأساسي، ويفرق بين الصواب والخطأ بهذا، ومن خلال هذا يحدد كيفية التعامل مع الناس، وبناءً على ذلك، خلق الشعب الكردي ارتباطاً وثيقاً مع القائد آبو، لأنه رأى هذا الانسجام في شخص القائد آبو، آمن به وقبله كقائد له وأصبح تابعاً له، إذا انتبهنا فإن هذا المعيار، أي العلاقة والانسجام بين الكلمة والحياة، هو أيضاً مبدأ أساسي لدى القائد آبو، كان يخبرنا بهذا دائماً ويريدنا أن نكون هكذا، لقد انتقد بشدة خصائصنا التي تمنعنا من أن نكون هكذا، وقام بتحليلها وذكر أنه يجب علينا التغلب عليها، لقد بنى شخصيته هكذا وعاش هكذا، ونحن جميعا شهود على هذا، وهذا واضح جداً في شخص القائد آبو لدرجة أنه حتى أولئك الذين هم ضده لم يتمكنوا من إنكار ذلك واضطروا إلى الاعتراف به.

نشأ القائد آبو بين الناس ونهض من بينهم، لن يكون من الخطأ القول أن هذه السمة في شخص القائد أوجلان تحدد كل شيء، لذا فهذه ميزة مهمة جداً، وهذه سمة مميزة تشكل حقيقة القائد آبو، ربما يمكن قول هذا بالنسبة لكثير من الناس، لكن التعمق في هذا الواقع والعيش وفقاً له هو وضع مختلف تماماً، ربما يكون الكثير من الناس قد نهضوا من بين الشعب، لكن الشيء المهم هو أن نعيش وفقاً لذلك، ولكي يحدث هذا، فإنه يتطلب مبدأ، ويتطلب نهجا والتزاما، ويتطلب ارتباطا وثيقاً، ولا يمكن تحقيق ذلك دون مبدأ عظيم والتزام كبير، لماذا هذا ضروري، لماذا يصعب على الإنسان أن يعيش كما هو، أي حسب الواقع الذي نشأ فيه؟ لأن الحياة قبلت هذا، واتخذتها أساساً في جميع عناصرها، مما سمح أيضاً بخلق علاقات الهيمنة بين الناس، بمعنى آخر، تم تطوير ذهنية وثقافة السيطرة واستغلال بعضنا البعض، وجعل الضعيف خاضعاً للقوي، لقد طورت السلطات مثل هذا النظام وحاولت دائماً استمرار نشره داخل المجتمع. ويوجد أيضاً الوضع الذي يعيشه الشعب الكردي، كما أن هناك حقيقة الإبادة الجماعية التي عاشها الشعب الكردي في ظل نظام الإنكار والإبادة، وبينما يصعب الدفاع عن قيم الشعوب، ورفض علاقات السيادة، واتخاذ مبادئ الحرية كأساس، فإنه من الأصعب بكثير الدفاع عن الشعب الكردي، والدفاع عن وجوده وحريته، أما القائد آبو لقد فعل ذلك ونجح في فعله، ومن المهم معرفة وفهم هذه الحقيقة لفهم حقيقة القائد آبو والجدلية بينه والشعب الكردي، يرى البعض أن الشعب لا يفهم أو يتصرف بناءً على عواطفهم، فهذا نهج خاطئ للغاية، إنه انحراف كامل، الواقع ليس كذلك بالتأكيد، فالشعب بالتأكيد يعرفون ويحددون أفضل ما هو صواب.

ومن المهم أن نفهم وضع الكرد كشعب ومجتمع، عندما بدأ القائد آبو بخوض النضال، كان وضع الكرد كشعب ومجتمع سيئاً للغاية، لقد دمرت سياسات الإنكار والإبادة الجماعية النسيج الاجتماعي بالكامل وتسببت في دمار كبير، وحتى اليوم، لم يتعافى المجتمع الكردي بشكل كامل ولم يتغلب على تأثير استعمار الإبادة الجماعية، وما زلنا كشعب مهددين بالانقراض، ونتعرض للهجوم من هذا، وتقوم حكومة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية بذلك، ونحن كشعب نقاوم ونناضل ضد هذا، وبطبيعة الحال، نحن نفعل ذلك على أساس كل هذه السنوات من النضال والخبرة والتطوير، هناك حقيقة عامة اليوم، لقد أصبح الشعب الكردي واعياً وأعاد تأسيس نفسه، لديه إرادة لا تقهر، وقد كشف النضال الذي بدأه القائد آبو هذه الحقيقة، لم تكن أي من هذه الحقائق موجودة عندما بدأ القائد آبو النضال، وكان الشعب الكردي على وشك الانقراض، لقد عرّف القائد آبو الواقع الذي نعيشه كشعب بأنه عتبة الانقراض، وهذا بالضبط هو الواقع الذي يعيشه الكرد، لقد خلق استعمار الإبادة الجماعية مثل هذا الوضع، وكما قيل دائماً، اعتقد أعداء الشعب الكردي أن الكردايتية قد انتهت، حيث صرح قادة الدولة التركية أنهم دفنوا الكردايتية في جبل آرارات وأرادوا أن يقولوا إن الكردايتية قد انتهت الآن، أصبحت الكردايتية ضعيفة للغاية لدرجة أن الشعب الكردي بدأ يهرب من الكردايتية وواقعه كما لو كانوا يهربون من الوباء، وهذا هو الوضع الذي كان يعيشه الشعب الكردي وأفراده، وفي ظل هذه الظروف قرر القائد آبو بدء النضال.

في هذه العملية، تحدث أشخاص آخرون أيضاً عن الحرية والنضال، إلا أن الذين عبروا عن هذه الأفكار في البداية لم يتمكنوا من الحفاظ على هذا الموقف، فإما أن يستسلموا في بداية العمل، أو عندما واجهوا صعوبات حقيقية، لم يتمكنوا من الحفاظ على هذا الموقف وتخلوا عن النضال، لأنه من الصعب جداً مواجهة الواقع الكردي وبناء الذات وفقاً لها واتخاذ الخطوات اللازمة، قبل كل شيء، كل ما كان يتم فعله كان يتم من خلال الشعب، لا يمكن تصور أي شيء سوى قوة هذا الشعب وإرادته، حتى لو كان مطلوباً، لم يكن يرى شيء مثل هذا، اتركوا مساعدة الكرد، لقد قبِل الجميع موت الكرد ودعموا السياسة التي أرادت تحقيق ذلك، ولأن الكثير من الأشخاص رأوا وفهموا أن الوضع هو هكذا، لذا غيروا موقفهم وتوقفوا عن النضال، وقد وثق القائد أوجلان بالشعب بشكل مطلق، وآمن به واعتمد عليه، كان يؤمن أنه مهما حدث، إذا تم دعم الشعب وبذل الجهود، فسوف يحصلون على نتائج، ومن أجل إخراج هذه القوة وإيصال شعبه إلى حالة النضال وضمان حريته، ناضل بكل قوته، لقد خلق القائد أوجلان حياته وفقاً لذلك، أي أنه على خط النضال بشكل كامل، وبهذه الطريقة أسس حزب العمال الكردستاني، لقد كان هذا النهج الذي اتبعه القائد أوجلان حاسماً جداً بالنسبة لمستقبل الشعب الكردي، والحقيقة أنه إذا لم يتخذ هذا النهج كأساس، فلم يكن سيتم إحراز أي تقدم، في الواقع، الذين لا يتخذون مثل هذا النهج كأساس، حتى لو تحدثوا عن الحرية والنضال، فإنهم غير قادرين على إحراز التقدم، أنا لا أقول هذا فقط للآخرين، كان هناك أيضاً أشخاص كانوا مقربين من القائد أوجلان خلال تلك العملية ووقعوا في هذا الوضع، ليس من السهل على الشخص الكردي أن يتخذ مثل هذا القرار وأن يحافظ على موقف الحرية والنضال بعد أن يناضل بحق، العديد من الأشخاص الذين كانوا مقربين من القائد أوجلان في البداية، بما في ذلك العديد من الذين عادوا إلى كردستان، وجدوا الحياة والنضال هنا صعباً ولم يستمروا، بالنسبة للبعض، كانت العودة إلى الشعب والقدوم إلى كردستان تُفهم على أنها تراجع، بالنسبة لهؤلاء الأشخاص في ذلك الوقت، كان يُنظر إلى الإقامة في أنقرة والمدن التركية الأخرى أو الدراسة في المدرسة أو الحصول على وظيفة، بمثابة خلاص، لأنهم اختاروا طريق الخلاص الفردي، بالنسبة للفرد الكردي، كان هذا يمثل الانفصال عن الشعب، الانفصال عن الهوية الكردية، والتخلي عن حقيقته والقبول باستعمار الإبادة، هذه هي النهاية للخلاص الفردي.

على سبيل المثال، عاش القائد أوجلان وضعاً معاكساً، وصف القائد أوجلان القدوم إلى المدينة وقال إنها عملية صعبة بالنسبة له، ومن المعروف أن القائد أوجلان وصف المدينة والسيارات وأضواء المدينة واللحظات التي واجهها لأول مرة في مرافعته، ولأن القائد أوجلان بقي في المدينة وشاهد حياة المدينة عن كثب، تطورت هذه النظرة أكثر، لأن الحياة الحضرية لها واقع يبتعد عن واقع الشعب والكرد، ولذلك قيّم القائد أوجلان هذا الأمر سلبياً، وفي النهاية حلل القائد أوجلان بشكل مكثف نظام الحداثة الرأسمالية وكشف الحقيقة، على سبيل المثال، خلال تلك العمليات، قام العديد من الأشخاص أو الدوائر التنظيمية بتقييم تطور الرأسمالية في كردستان بشكل إيجابي، ولم يرى القائد أوجلان هذا الأمر إيجابياً، لأنه يدمر العلاقات والأساس الاجتماعي ويخدم الإبادة الجماعية بحق الكرد، خلال تلك الفترة، في السبعينيات، قدم القائد أوجلان مثل هذه الإثباتات، وقد تم بالفعل تضمين هذا القرار في البرنامج الأول لحزب العمال الكردستاني، ما أريد قوله هنا هو؛ إن حقيقة عيش القائد أوجلان لهذه التناقضات العميقة مع الثقافة الحضرية والحداثة الرأسمالية وكشفه لحقيقة هذا النظام الحضاري من خلال التحليلات التاريخية، هي النتيجة الحقيقية لرؤية الثقافة الشعبية وتقييمها، بمعنى آخر، أساس صراع القائد أوجلان مع نظام الدولة هو قربه وارتباطه بالشعب، انظروا، انتبهوا، في تلك الفترة، أولئك الذين لم يكونوا هكذا، حاولوا سريعاً أن يجدوا مكاناً لأنفسهم في نظام الدولة ويدخلوه، وهذا في الأساس طريق لإبادة الكرد، كل ما أعدته السلطات للكرد هو فخ يؤدي إلى الإبادة الجماعية للكرد، رأى القائد أوجلان منذ البداية أن هذا كان فخاً ولم يقع فيه، بالطبع، لم يقع فيه فحسب، بل وأوضح وأثبت لنا جميعاً، للشعب والتاريخ، أن هذا فخ، لقد فعل ذلك من خلال بدء النضال وإحداث كل التطورات التي لدينا اليوم.

اتخذ القائد أوجلان من ثقافة الشعب وقيمه أساساً لحياته وعاش بهم، إن وجود مثل هذا الصلة القوية بين الشعب الكردي والقائد أوجلان ومعرفتهما ببعضهما يرتبط بهذا الأمر، وفي تكوين هذه الصلة يتم التركيز على الجانب النضالي، الجانب الأيديولوجي والسياسي، وهذا صحيح بالطبع، ولكن فقط في إطار هذه المعايير، إذا فكر المرء في الصلة القوية بين الشعب الكردي والقائد أوجلان، فإنه سيرى إنها قليلة بعض الشيء، كما إن أسلوب القائد أوجلان له تأثير على تكوين هذه الصلة، حتى إن هذه الميزة مهدت الطريق للآخرين وأصبحت مصدراً، لن يكون من الخطأ وصف الأمر بهذه الطريقة، لقد رأى القائد أوجلان أن حياة الشعب وطريقة حياته صحيحة وفي مكانها وأكثر حرية وعاش وفقاً لها، وكانت حياته وجلوسه وأكله ونومه وكلامه ولغته وأسلوبه دائماً وفقًا لثقافة الشعب، لم يمنح القائد أوجلان أبداً أي قيمة لما يتبعه الآخرون ويقدرونه، بل كان دائماً ينتقد الأساليب السيئة ويرفضها، ومن المعروف أنه حتى العديد من الثوار رأوا الابتعاد عن الثقافة الشعبية والعيش وفق ثقافة الطبقات الحاكمة تطوراً، لكن القائد أوجلان لم يرى هذا صائباً ورأى أساس كل الأخطاء ووقف ضدها، لقد كان يخبرنا دائماً بهذه الحقيقة وأراد منا أن نفهم أنه يجب علينا الابتعاد عنها، واتخذ الشعب الكردي هذا النهج لأنه رأى وعرف هذه الحقيقة للقائد أوجلان، وحقيقة أنه يرى أنه قريب من القائد أوجلان، يرى القائد أوجلان أيضاً أنه قريب من هذه الحقيقة، وهذا أمر حاسم لوجود مثل هذه الصلة القوية بين الشعب الكردي والقائد أوجلان.

بالطبع، فعل القائد كل شيء من أجل الشعب الكردي، في الواقع، قام كـ ابن لهذا الشعب بكل شيء من أجل شعبه، ولقد فعل أكثر بكثير مما يمكن لشخص واحد أن يفعله، وقد وهب حياته كلها للشعب والنضال، وخلق حياته وشخصيته بناءً على ذلك، وهذا ما فعله وحققه، فعلى سبيل المثال، لم يسعى القائد أوجلان إلى الحياة الشخصية، ولم يكن يبحث عن اقتناء البيوت والأملاك، وكان يفكر بشكل كامل في النضال وتطوير ونجاح القضية الكردستانية،وكانت معايير الحياة منصبة بالكامل في إطار قضية الشعوب وحريتها، وهذه قضايا مهمة للغاية، وليست أمور يمكن القيام بها وتحقيقها بسهولة، والشعب الكردي يعي هذه الحقيقة جيداً، وبما أن الشعب الكردي يعلم أن مصدر كل التطورات التي تحققت هو الارتباط العميق وإجراءات الحرية للقائد أوجلان، فإنه مرتبط بالقائد أوجلان بشغف وإيمان كبيرين، أي بمعنى آخر، كيفما يتعامل القائد أوجلان مع الشعب، فهو أيضاً بدوره، يتعامل مع القائد أوجلان بالمثل، ولهذا السبب، حاول الشعب الكردي أن يفهم عبارات القائد أوجلان، ولم يستجوبها، ولم يكن يفكر إن كانت صحيحة أو خاطئة، بل فكر في كيفية فهم المرء لذلك وكيفية تطبيقه، وبذل جهداً للقيام بذلك، فعلى سبيل المثال، على الرغم من أن القائد أوجلان موجود في السجن ومحتجز في جزيرة إمرالي منذ 25 عاماً، إلا أن الشعب الكردي بذل جهداً كبيراً لفهم كل عبارة للقائد أوجلان والعيش وفقاً لذلك، لماذا؟ لأن الشعب الكردي يعرف أن القائد أوجلان يفكر بشكل كامل من أجل الشعوب، وقد شهد الشعب الكردي هذا الأمر وعايشه مئات وآلاف وملايين المرات، ولقد عايش الشعب الكردي كـ امرأة وشبيبة وشعب ومجتمع ككل هذا الأمر وتوصل إلى مثل هذه النتيجة، وهكذا يتعامل الشعب الكردي مع القائد أوجلان.

وإن هذا الارتباط الذي حصل بين الشعب الكردي والقائد أوجلان، قد حدد أيضاً علاقة النضال التحرري والشعب، لأن القائد أوجلان أسس حزب العمال الكردستاني بشكل كامل وفق حقيقة الشعب ومعايير النضال والحرية، وإن أساس خط النضال المتواصل داخل صفوف حزب العمال الكردستاني هو نتيجة التعامل الشعبي للقائد أوجلان، ومثلما تعامل الشعب الكردي مع القائد أوجلان، التزم بالتعامل والوفاء والمشاركة في النضال التحرري، وإذا ما وُصف طابع الثورة الكردستانية، فيمكن التعبير عنه بوحدة الشعب والقائد والنضال.

ومن الصعب على الذين لا يعرفون هذه الحقيقة جيداً أن يفهموا لماذا القائد أوجلان مهم إلى هذا الحد بالنسبة للشعب الكردي،وينبغي أن يُقال لهؤلاء أنه من أجل فهم هذا الأمر، يجب عليهم فهم هذا الارتباط بين الشعب الكردي والقائد أوجلان، وإذا ما أدركوا هذا الارتباط، فإنهم سيفهمون هذه الحقيقة، في الواقع، هذا ما يحدث، وكلما يتعرف العالم على القائد أوجلان ويتعلم أفكاره، هناك من يناضلون من أجل حرية القائد أوجلان، ويسعون للوقف إلى جانب الشعب الكردي، وهذا العدد آخذ بالازدياد، وهذه تطورات مهمة للغاية وينبغي تقديرها بشكل كبير، وإن تطوير مثل هذا الموقف من قِبل شعوب العالم المضطهدة والنساء والباحثين عن الديمقراطية والحرية له معنى كبير، ولا سيما ضد محاولات العدو لقطع وإضعاف العلاقة بين الشعب الكردي والقائد أوجلان، حيث يحاول العدو فصل الشعب الكردي عن القائد أوجلان كأحد معايير الإبادة الجماعية بحق الكرد، كما يحاولوا على يد بعض الأشخاص لأن يجعل المرء يشكك بهذه العلاقة، ويقولون أن الأمر خاطئ، وأن حرية الشعب الكردي لا تكمن في حرية القائد أوجلان، ويجب إيقاف ردة الفعل ضد العزلة المفروضة، كما لو أن الكرد بمجرد فعلهم لذلك، فإن جميع همهومهم سوف تنتهي، وأن القضية الكردية سوف تُحل، وأن إبادة الكرد سوف تنتهي، فهذا كذب وتضليل بأكمله، بل إنها عملية ضد الشعب الكردي، والحقيقة هي عكس ذلك تماماً، حيث أن هدفهم هو أن يتخلى الكرد عن نضالهم التحرري ويقبلوا بالعيش في ظل نظام الإبادة الجماعية، ولذلك، فإن الذين يقومون بمثل هذه الأنشطة هم إما أعداء الشعب الكردي أنفسهم، أو هم أشخاص استسلموا للعدو، واستفادوا من الإبادة الجماعية بحق الكرد، وجمعوا منها الأموال والثروات، بالطبع لا يُقال حتى لمثل هؤلاء الأشخاص بالكرد، وإن من يطورون هذه النقاشات هم أشخاص يقفون إلى جانب الحكومة والدولة، ويعيشون في نعيم الثروات، ولم يحركوا ساكناً في سبيل هذا النضال، هل يمكن القول عن هؤلاء الأشخاص بأنهم كرد؟ بالطبع لا يمكن أن يُقال عنهم ذلك، ومن الواضح جداً أنهم أعداء أكثر من الأعداء أنفسهم، وكلما اقتراب الشعب الكردي من القائد أوجلان وعرّف عن نفسه من خلاله، فإنه يستعيد بذلك جوهره الوطني والاجتماعي من جديد ويتحرر، وبما أن العدو يعرف هذه الحقيقة فإنه يقوم بأنشطة كبيرة لتصفيته ويطبق أساليب الحرب الخاصة، وهذا هو جوهر ما يحدث.

والآن، قد دخلنا العام السادس والعشرين للمؤامرة الدولية، ونحاول فهم حقيقة المؤامرة الدولية ضد القائد أوجلان وخوض النضال ضدها، وإذا ما لاحظتم، إن الذي أدرك المؤامرة الدولية مبكراً وعبر عن موقف ضدها هو الشعب الكردي، فعندما دخلت المؤامرة الدولية موضع التنفيذ، شارك الشعب الكردي في عمليات “لا يمكنكم حجب شمسنا”، وأظهر بشكل واضح ما يجب القيام به ضد المؤامرة الدولية، وأصبح هذا إعلاناً وموقفاً بأن الحياة بدون القائد لن تكون مقبولة أبداً، ومما لا شك فيه، أن الشعب الكردي فهم المؤامرة الدولية على الفور وعبرّ عن موقفه حيال حماية القائد أوجلان، هو نتيجة لعلاقاته القوية مع القائد أوجلان، والحقيقة أن المؤامرة الدولية قد تم تنفيذها لقطع العلاقة بين الشعب الكردي والقائد أوجلان، ولقد أراد كل من العدو والقوى الدولية تحقيق هذا الأمر من خلال مؤامرة، إلا أن الشعب الكردي أظهر رد فعل وموقفاً أعلى بكثير مما كان متوقعاً، مما أدى بهذه الطريقة لإحباط آمال المتآمرين،وعندما حاولت قوى العدو والمتآمرين زرع القطيعة بين الشعب الكردي والقائد أوجلان عبر مؤامرة دولية، على العكس من ذلك، أصبحت هذه العلاقة أقوى، حيث عزز الشعب الكردي ارتباطه مع القائد أوجلان بموقفه المناهض للمؤامرة الدولية وخوضه الأنشطة دائماً من أجل الحرية الجسدية للقائد أوجلان، وفي هذا الصدد، لم يسمح الشعب الكردي بدعمه القوي للقائد أوجلان أن تحقق المؤامرة الدولية هدفها المنشود، وبلا شك هذا الوضع، ومن ناحية أخرى أيضاً، تم تطوير نفس الموقف من قِبل القائد أوجلان، وبما أن القائد أوجلان كان يعرف أن الهدف الأساسي للمؤامرة الدولية هو النضال التحرري للشهب الكردي، فقد استخدم أسر إمرالي لتعميق فكر وموقف الحرية للشعب الكردي، ومن خلال التعمق في الجذور التاريخية للدولة والحضارة، كشف كل ما شهده التاريخ من استعمار واستعباد ومؤامرات، ومن خلال تطوير نظام الحداثة الديمقراطية ضد نظام الحداثة الرأسمالية الذي يقوض الواقع الإنساني ويقضي على التنشئة الاجتماعية ويجعل الحياة والطبيعة غير صالحة للحياة، فقد أظهر طريق الخلاص ليس فقط للشعب الكردي، بل للإنسانية جمعاء، كما أنه من خلال الكشف عن مكانة الكرد في خلق التاريخ العالمي والقيم الإنسانية، أعطاهم القيمة التي يستحقونها وجعلهم يدركون واقعهم، فهل يمكن أن يكون هناك أي شيء يمكن القيام به من أجل الإنسانية والشعوب أكثر من هذا الأمر؟ لا شك أن هذا هو العمل الأكثر قيمة، وهذا هو موقف القائد أوجلان ضد المؤامرة الدولية ونظام إمرالي للأسر.

وقد اتضح أيضاً موقف الشعب الكردي ضد العزلة ونظام إمرالي للتعذيب، حيث أن نظام إمرالي للعزلة والتعذيب قد تطور في إطار المؤامرة الدولية، عندما لم كسر العلاقة بين الشعب الكردي والقائد أوجلان من خلال مؤامرة دولية، طوّر كل من العدو والقوى المتآمرة نظام إمرالي لتحقيق ذلك الأمر، إلا أن الشعب الكردي من خلال فعالياته المتواصلة في الأجزاء الأربعة من كردستان وحيثما كان، قد أحبط هذا الهدف المنشود للعدو والقوى المتآمرة، ويتواصل هذا الموقف للشعب الكردي منذ 25 عاماً، حيث يستمر من خلال العديد من الحملات والتحركات والمواقف والفعاليات، ومن ناحية أخرى، يزداد زخم الفعاليات الداعمة للقائد أوجلان بشكل متزايد، وقام الذين يعتبرون أنفسهم أصدقاء للشعب الكردي في جميع أنحاء العالم تقريباً بإقامة الفعاليات ضد العزلة المفروضة على القائد أوجلان والسعي لضمان حريته الجسدية، وانتشرت بهذه الطريقة القضية الكردية واحتضان القائد أوجلان في جميع أرجاء العالم، وحظيت بدعم من جميع أنحاء العالم، وهذا الأمر بلا شك هو تطور كبير، والآن، أعلن الشعب الكردي مؤخراً أنه يهدف إلى الحرية الجسدية للقائد أوجلان وأنه لن يتخلى عنها، ومن خلال الشروع في مثل هذه المرحلة، فقد أظهر إرادته في استئصال المؤامرة الدولية من الأساس والعمل على إنهائها، ويحظى هذا الموقف للشعب الكردي بدعم حماسي من قِبل الشعوب المضطهدة والمرأة وجميع القوى الديمقراطية في الشرق الأوسط والعالم، ويجري الشعب الكردي وأصدقائه نقاشات حول كيفية تطوير هذه المرحلة،والوصول إلى النتيجة المرجوة من خلال مرحلة جديدة، وهذا الموقف حتماً سيضمن الحرية الجسدية للقائد أوجلان وينهي المؤامرة الدولية بالكامل، وكحركة، سنقدم الدعم لهذا الموقف حتى النهاية،وما يتعين علينا القيام به ضد العزلة المطلقة التي يفرضها العدو، هو أن نقوم على تطوير هذا الموقف بشكل أكثر وإظهاره بأقوى شكل.