المقابلات

زاغروس هيوا: إزالة حزب العمال من قائمة “الإرهاب” ستكون بداية لحل المسألة الكردية

أوضح عضو لجنة العلاقات الخارجية في منظومة المجتمع الكردستاني (KCK)، زاغروس هيوا، أن إخراج حزب العمال الكردستاني PKK من قائمة “الإرهاب” سيحطم معاهدة لوزان ضد الكرد، وقال: “لا ترى شعوب العالم حزب العمال كإرهابيين، ولكن لا بد من الكفاح والنضال لإخراج اسمه من القائمة، وهو ما سيفتح الباب أمام حل المسألة الكردية وتحطيم معاهدة لوزان ضد الكرد”.

وبدأت حملة أطلقتها مبادرة العدالة الدولية للكرد في الـ13 من كانون الأول/ديسمبر لإزالة حزب العمال الكردستاني (PKK) من قائمة “المنظمات الإرهابية” التي خصصتها الولايات المتحدة الأمريكية والمجلس الأوروبي. وستقام الحملة دولياً بمشاركة أكثر من ألف شخص من المشاهير من 30 دولة، بالإضافة إلى العديد من البرلمانيين والأكاديميين وصناع الأفلام والقادة السياسيين والكتاب والناشطين، فيما يستمر الدعم من أجل الحملة، التي لاقت الكثير من الدعم في جنوب كردستان.

ثلاث أسباب أساسية لإدراج اسم حزب العمال الكردستاني على قائمة “الإرهاب”

تحدث عنها زاغروس هيوا قائلاً: “هي أسباب إيديولوجية وسياسية واقتصادية، لماذا؟ لأن العمال الكردستاني يريد حرية الإنسان وحماية حرية المرأة، ويهتم بالبيئة، لذلك تشهر تلك الدول التي تستعبد الناس والنساء وتدمر البيئة الحزب باسم الإرهاب”.

معاهدة لوزان لم تترك مكاناً للكرد:

وأكد هيوا أن معاهدة لوزان لم تترك مكاناً للكرد، وقال: “تم وضع نظام سياسي جديد للشرق الأوسط بعد الحرب العالمية الأولى، حيث كانت معاهدة لوزان في هذا النظام الذي لم يترك مكاناً للكرد، فتم نكران الكرد في المنطقة بعد لوزان، لكن عندما ترتفع أصوات تقول إن الكرد موجودون فيعتبرونهم إرهابيين! مقاربة النظام الرأسمالي ضد الكرد هي قبل كل شيء مقاربة إيديولوجية، بدايةً ينكر قوميتك وهويتك القومية، ينكر إنسانيتك، ينكر حرية المرأة ويريد تدمير البيئة ونهبها كاملاً، لذلك تعتبر مقاربة إيديولوجية قبل كل شيء”. وأضاف: “لأن تركيا هي عضوة في الناتو لذلك يرى قادة الحداثة الرأسمالية حزب العمال كـ”إرهابي”، وبحسب المادة الخامسة في الناتو فإن كل منظمة ضد تركيا تعتبر خطيرة، وتشكل خطراً على الناتو في نفس الوقت”.

الحرب والأزمة في المنطقة تصب في مصلحة القوى الرأسمالية:

وعن السبب الاقتصادي أوضح زاغروس هيوا أن الحرب والأزمة في المنطقة تصب في مصلحة القوى الرأسمالية في العالم، قائلًا: “لم تعتبر الدول الرائدة في الحداثة الرأسمالية أن حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية مهمة، ما يهمهم هو كسب المال وتقوية مواردهم المالية، وكل جهودهم هي أخذ كل الثروات الموجودة على الأرض وتحت الأرض في الشرق الأوسط لنفسهم، لذلك إذا كان العمال الكردستاني مدرجاً على قائمة الإرهاب فهناك دائماً سبب للحرب والأزمة في المنطقة، كلما زاد عدد الحروب والصراعات في المنطقة كلما زاد بيعهم للأسلحة، هناك مصالح اقتصادية وسياسية أيضاً”. اغتيال رئيس الوزراء السويدي

حزب العمال ليس إرهابياً:

وقال هيوا: “أولئك الذين وضعوا حزب العمال على قائمة الإرهاب يعرفون أن هذه كذبة وأن الحزب ليس إرهابياً، فاضطروا لاختلاق الأكاذيب والمؤامرات، ماذا فعلوا؟ اغتالوا رئيس الوزراء السويدي أولوف بالما واتهموا العمال الكردستاني باغتياله، وقالوا عنه إرهابي”! اغتيل رئيس الوزراء على يد منظمة كلاديو في الناتو، خلقوا ذريعة بهذا الشكل لوضع PKK على قائمة الإرهاب، بعد 20 عاماً قالوا بأنفسهم لا يوجد شيء كهذا، لكنهم وضعوه على القائمة!، من أجل قمع نضال الشعوب في سبيل الحقوق والعدالة، مضطرين إلى إضفاء الشرعية على أفعالهم، كان دخول حزب العمال في قائمة الإرهاب بهذا الشكل، سابقاً عندما طالب بعض الناس بالحرية ودافعوا عن حقوق المرأة أطلقوا عليهم اسم “الشيوعيون”.

الشعوب لا ترى في العمال الكردستاني “إرهابيًا”:

وصرح زاغروس هيوا، بأن حزب العمال لا يعتبر “إرهابياً” من قبل شعوب العالم، مضيفاً: أنه عنوان للنضال من أجل حرية الشعوب والنساء والشباب والإنسانية جمعاء، وهو ليس إرهابياً في ضمير الشعب، لا يرى أي شعب في العالم العمال الكردستاني كحزب إرهابي”.

الشعب الأمريكي يحب حزب العمال الكردستاني على عكس السلطات:

وفيما يتعلق بموقف الولايات المتحدة من حزب العمال الكردستاني، وجه زاغروس هيوا بعض الأسئلة إلى الإدارة الأمريكية قائلًا: “تقول الولايات المتحدة الآن أن حزب العمال منظمة إرهابية، لكنه حتى الآن لم يشكل تهديداً لأي عسكري أو مدني أمريكي، لكن لماذا تعتبره إرهابياً؟ طالبان قتلت الكثير من الجنود الأمريكيين، لكنها ما زالت تجلس مع طالبان! وسلمت أفغانستان بكل أسلحتها ومعداتها لطالبان، لماذا؟ لأن هذا ما تتطلبه مصلحة أمريكا! “على عكس الولايات المتحدة فالشعب الأمريكي يحب حزب العمال”.

حزب العمال الكردستاني PKK ضحى بأكثر من 6000 مقاتل ضد داعش:

وتحدث زاغروس هيوو أيضاً عن كفاح حزب العمال ضد داعش، بالقول: “أريد أن أسأل، ألم تكن داعش أكبر منظمة إرهابية؟ ما هي المنظمة التي قدمت أكبر عدد من الشهداء في القتال ضد داعش؟ ضحى أكثر من 6000 مقاتل من حزب العمال بأرواحهم في الحرب ضد داعش في العراق وسوريا والجنوب والغرب، لم تقاتل أي دولة أو قوة أو منظمة داعش مثل العمال الكردستاني، لكن تركيا فتحت الطريق لداعش وسمحت لـ 40 ألف مرتزق من داعش والنصرة بالعبور إلى العراق وسوريا، المثير للاهتمام أن تركيا ستكون حليفهم الاستراتيجي! هذا يدل على سياستهم ذات الوجهين، تركيا عضو في الناتو وتصور العمال الكردستاني على أنه منظمة إرهابية وفي الواقع هي أكبر داعم لداعش”.

إذا ما أصبح حزب العمال قانونياً ويعمل بشكل قانوني فستلغى معاهدة لوزان:

ورداً على سؤال حول ما إذا كان سيتم قوننة حزب العمال وإزالته من قائمة الحظر، قال زاغروس هيوا: “يعلمون إذا ما أصبح حزب العمال قانونياً ويعمل بشكل قانوني فستلغى معاهدة لوزان، لذلك يقولون إنه إرهابي وقد تسبب هذا في المزيد من الضرر للكرد، ليس فقط في شمال كردستان، بل تسبب بتدمير أربعة أجزاء من كردستان حتى أنه ألحق أضرارا سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية بالكرد في الخارج، هذا قرار استراتيجي، إدراجه في القائمة هو الموافقة على مجزرة ضد الشعب الكردي، إنهم يعرفون أن حزب العمال هو حامي وجود وحرية الكرد، لذا يجب أن يظل على قائمة الإرهاب لكي يعيش الكرد وفقاً لمعاهدة لوزان ولا يحصلوا على حريتهم”.

تصنيف حزب العمال كإرهابي خيانة للشعب الكردي:

وتعليقاً على موقف المنظمات والحركات الكردية من حظر حزب العمال، قال زاغروس هيوا: “لا يمكننا أن نقول إن كل المنظمات الكردية يدعمون إبقاءه في قائمة الإرهاب، لكن بعض المنظمات الكردية سعيدة بذلك ويعبرون عن ذلك بأنفسهم، هذه خيانة للشعب الكردي، أي منظمة كردية تقول إن العمال الكردستاني منظمة إرهابية تخون الشعب الكردي، لأنه في طليعة الكفاح الكردي من أجل التحرر، لذلك لا ينبغي لأي حزب كردي أن يصفه بأنه إرهابي ويجب أن يكون هذا مبدأ داخل الأحزاب الكردية”. إزالة العمال الكردستاني من القائمة سيفتح باب الحل.

إزالة حزب العمال من قائمة “الإرهاب” هوفتح باب الحل:

وحول مسألة نتائج إزالة حزب العمال من قائمة “الإرهاب”، أشار زاغروس هيوا إلى أن ذلك “يعني أن الباب مفتوح أمام حل ديمقراطي للمسألة الكردية، كما أنه يفتح الباب أمام حياة حرة وديمقراطية للشعب الكردي في جميع أنحاء كردستان الأربعة وخارجها، إخراج حزب العمال من قائمة الإرهاب يعني أنه سيضع حداً لكل الآلام والمعاناة التي يعاني منها الكرد في كل مكان، ما يعني إنهاء الهجرة والاحتلال التركي ومذابح الكرد في أجزاء كردستان الأربعة”.

حرية القائد آبو وإزالة حزب العمال من قائمة الإرهاب مرتبطان ببعضهما:

وعن تأثير الكفاح والنضال لإزالة اسم حزب العمال الكردستاني من قائمة “الإرهاب” على الحرية الجسدية للقائد أوجلان قال هيوا: “القائد آبو هو مؤسس حزب العمال الكردستاني وهو من وضع أساسه، لذلك لا تنفصل الجهود المبذولة لإزالة الحزب من قائمة الإرهاب عن مثيلاتها لإطلاق سراح القائد آبو، كلما عملنا من أجل حرية القائد آبو أكثر، زادت فرصة إزالة الحزب من قائمة الإرهاب، لذا يجب تصعيد الكفاح والعمل الجاد”.