٢٣ تشرين الثاني ٢٠٢٤
مقابلة مع عضو اللجنة التنفيذية لمنظومة المجتمع الكردستاني، دوران كالكان بمناسبة الذكرى السنوية الـ47 لتأسيس حزب العمال الكردستاني
أنهى حزب العمال الكردستاني عامه السادس والأربعين من النضال الدؤوب ويدخل عامه السابع والأربعين وظهر كحركة تحررية وطنية، لكن مع عمليات التغيير والتحول، أصبح كحركة تعدت حدود هذا التعريف، إذا كان عليك إعادة تعريف حزب العمال الكردستاني باعتباره قوة فلسفية ونموذجية وأيديولوجية واجتماعية وسياسية اليوم، كيف يمكنك تعريفه؟
إنَّنا نعيش الذكرى السنوية السادسة والأربعين لقيادتنا الى الحرية، حزب العمال الكردستاني، ونحن كحركة وشعب، ندخل العام السابع والأربعين للنضال التحرري، بداية، نبارك هذا اليوم بشكل خاص لمؤسس الحزب، قائدنا القائد آبو، وجميع رفاقنا والشبيبة الثورية والمرأة ومقاتلي الكريلا الفدائيين، وشعبنا وأصدقائنا وفي عام السابع والأربعين، أتمنى النصر لجميع المناضلين من أجل الحرية و استذكر كل شهدائنا الأبطال، شهداء الحزب والمقاومة، بدءاً من الرفيق حقي قرار، الشهيد الأول العظيم لحزبنا، إلى آخر شهدائنا الفدائيين الذين أرتقوا إلى مرتبة الشهادة الرفيقة آسيا والرفيق روجكر، بكل حب واحترام وامتنان وأكرر وعدنا لهم بأنَّنا سنحقق أهدافهم ونبقي ذكراهم حية، نعم، خلال السنوات الـ 46 الماضية، كانت القضية التي نوقشت أكثر من غيرها في تركيا وكردستان هي حزب العمال الكردستاني، هذه حقيقة ولكنها لم تبقى محدودة على مستوى كردستان وتركيا فقط وفي الواقع، أصبحت اليوم احدى أكثر المواضيع التي يتم مناقشتها في المنطقة بأكملها وحتى في العالم.
اليوم هو الذكرى السنوية الـ 46 ونحن ندخل عامنا الـ 47، لكن الشيء نفسه ينطبق هنا وهذا يوضح أهمية حزب العمال الكردستاني بالنسبة للكرد، تركيا، الشرق الأوسط والعالم والإنسانية برمتها وهذا يدل على أن له معنى كبير وذات قيمة أهمية أو لذلك لا يمكن مناقشته. وحتى ولو لم نشئ بالتذكير إلا أنه كان لأحد السياسيين في تركيا، سليمان ديميريل، مقولة شهيرة، قال: “الشجرة المثمرة تُرمى بالحجارة” وبقدر ما يتم النقاش حولها، فهذا يعني أنه تحمل الكثير من الفاكهة ولأن المناقشات كانت متعددة الأوجه، فقد كانت هناك إيجابيات وسلبيات، حيث قيل أجمل الكلمات وأفضل القصائد وتغنى أجمل الأغاني في حزب العمال الكردستاني، ومن ناحية أخرى، قيل أقسى الكلمات وأشد العبارات السيئة باسم النقد مرة أخرى لحزب العمال الكردستاني.
لقد قام الجميع بالتقييم وفقاً لوجهة نظره وبالطبع مازالوا مستمرون في تقييمِهم والكُل يُقيّم وفقاً لمصالحه. أفضل التقييمات وأصحها وذات معنى تم إجراؤها بالتأكيد من قبل القائد آبو، لقد قام أيضا شهدائنا العظماء مظلوم، خيري، سارا بتعريف حزب العمال الكردستاني على أنه الأفضل وباعتبارهم أعظم أعضاء حزب العمال الكردستاني، فقد عرّفوا حزب العمال الكردستاني ولعبوا دورا وحتى الآن فإنَّ شهدائنا الأبطال، حقيقة قيادتنا يفعلون نفس الشيء.
كان العالم مختلفاً عندما تم تأسيس حزب العمال الكردستاني، كان نضالهم من أجل الحرية مختلفًا أيضا وكان هناك الاتحاد السوفييتي وكانت حركات التحرر الوطنية تتطور وحركات الحرية والاستقلال الشعبية ضد الاستبداد… فكرة الإنسانية كانت على هذا المستوى.
كانت الفكرة الأكثر ثورية وجذرية وتحررية في ذلك العصر على هذا النحو، لذلك، اتخذ حزب العمال الكردستاني هذه الفكرة الأكثر ثورية أساساً له، لقد تطور وتعزز مثل حركة التحرر الوطني بقيادة الاشتراكيين ولقد عرّف نفسه بهذه الطريقة وكان هذا طبيعياً ومع ذلك، لم يكن تمامًا مثل حركات التحرر الوطنية الأخرى.
على سبيل المثال، ينبغي أن يكون لها علاقة مماثلة مع الاتحاد السوفييتي، لقد عرّف الاتحاد السوفييتي نفسه دائما بأنه حليف استراتيجي، لكنه على سبيل المثال، لم يقبل أيديولوجية حزب العمال الكردستاني ونضاله ولم يقبله من قبل وفي الماضي وقف ضد النضال التحرري الكردي في العديد من الأزمنة وجاء اختلافها من هذا: أنَّه عرّف الكرد بأنهم مجتمع يتعرض للاضطهاد والإبادة الجماعية، لكن الشعوب الأخرى المستعمرة والمضطهدة كانت تحت اضطهاد دولة واحدة أو عدة دول وكانت كردستان تحت تأثير نظام الهيمنة الكردية للحداثة الرأسمالية وبنية الهيمنة الكردية لنظام الدولة.
وبهذه الطريقة، وعلى الرغم من تصوره للدولة القومية، إلا أنه وجد نفسه دائما في خلاف وصراع مع الوحدة الحالية للدولة القومية، والتي تتم في الأمم المتحدة، لذلك كان الأمر مختلفاً ومرة أخرى، كان تطورها مختلفاً وعلى سبيل المثال، كانت كردستان دائما موضع تقييم بشكل أكبر من قبل الماركسيين، لكن العديد من الأطراف اتخذتها كأساس، فالرأسمالية تخلق القومية و قيل أن الرأسمالية تُعزز الوعي الوطني والتنظيم و لكن القائد آبو أظهر أن الرأسمالية لا تلعب مثل هذا الدور في كردستان، هكذا قيَّم هذه القضية، “نعم، الرأسمالية تُعزز القومية هنا أيضا، لكن هذه القومية ليست قومية الكرد” والدول التي تمارس سلطتها على الكرد تتمتع تلك الدول بقوميتها وقد تكون قومية الأمم التي توفر الهوية، هناك الأمة التركية، وهناك الامة العربية والفارسية وهذا يعني بالنسبة للكرد غياب الأمة… وكان الأمر مثيراً للجدل بهذا المعنى أيضاً وكانت هذه اختلافات مهمة وتزايدت هذه الاختلافات، واكتسبت معنى، وتعمقت مع استمرار النضال وتواصله وتطوره ومع تطور النضال التحرري الاشتراكي القومي في العالم.
لقد قيَّم القائد آبو هذا في كل عملية تطوير ونتيجة لذلك أصبح هذا النظام واحداً مع الطرفين اليمين واليسار وفي 9 تشرين الاول 1998، أطلقوا مؤامرة دولية بهدف القضاء على القائد آبو. أي انهم لم يمنحوا مكاناً للقائد آبو وللحرية والاستقلال وتحولوا الى أعداء للكرد وعارضوه.
بدأ بالهجوم بهدف إنهاء وجود الكرد وحريتهم، لذلك وبغض النظر عن مقدار العمل الأيديولوجي والسياسي الذي تقوموا به، وبغض النظر عن مقدار النضال العسكري الذي تقوموا به، فمن الغير ممكن تحقيق حل الدولة- القومية في كردستان وقد واجه ذلك بهجوم مؤامرة دولية.
عندما قام القائد آبو بتحليل المؤامرة وعندما قام بتقييم النضال ضد المؤامرة، وقد ترسخ هذا الوضع بعمق وتطورت العملية التي نسميها تغيير النموذج على هذا الأساس، لقد انفصل عن أيديولوجية الدولة القومية وحول حزب العمال الكردستاني إلى حزب قومي ديمقراطي، لقد عزل من الحزب هدف السلطة والدولة وتحول إلى حزب تحرير المرأة والبيئة والمجتمعية الديمقراطية. أي أنه غيّر عقليته وخطه الأيديولوجي وسياسته وبرنامجه واستراتيجيته وتكتيكه وأسلوبه على هذا الأساس، لقد حدد حزب العمال الكردستاني الجديد وكيف يمكن تعريف حزب العمال الكردستاني الجديد؟ والآن يقود حزب العمال الكردستاني الجديد ثورة الحقيقة وقد ذكر القائد آبو بوضوح في مرافعاته أنَّ ثورة الحقيقة هي ثورة الفكر وأسلوب الحياة.
إنَّ الثورة الفكرية “الذهنية” والضمير هي أساس النشاط الثوري لحزب العمال الكردستاني، حزب العمال الكردستاني الجديد والآخر هو أسلوب الحياة، ثورة، أي ثورة أيديولوجية.
ومن حيث النموذج، فإنَّ حزب العمال الكردستاني لا يرتكز هنا على سلطة الدولة القومية ولا على حل الدولة القومية، ما هو الأساس؟ تحرير المرأة فهو حزب يدعو إلى تحرير المرأة ويتخذ حزب المرأة الحرة أساسا له، منذ البداية، أعطى أهمية لحرية المرأة، لكنه تحول تدريجيا إلى حزب حرية المرأة الذي وضع ثورة حرية المرأة على جدول الأعمال.
وهو أيضًا حزب بيئي، إنَّه يرفض هذا الهجوم الإمبريالي الرأسمالي الذي يتنبأ بتدمير الطبيعة والمجتمع وإنَّه ضد تدمير الطبيعة وإبادتها ونهبها وسلبها، يعتني بالطبيعة ويتخذها أساساً للحياة، بالطبع مثل هذا الحزب بيئي، إنَّه يعزز المجتمع الأخلاقي والسياسي ويطوره، أي أنَّه حزب اشتراكي، حزب اشتراكي ديمقراطي ومن الناحية الأيديولوجية، فهو يقوم على خط الأحرار والكومينات الديمقراطية، فهو يربط الفرد الحر بالمجتمع الديمقراطي وينص على أنَّ الكومينات الديمقراطية سيتم تشكيلها مع الفرد الحر ومن أهم سمات حزب العمال الكردستاني التي أريد أن أتذكرها هو أنه يصف ممارساته العملية ويذكر ما فعله بكل موضوعية، ومثل الأفكار التي سبقته، فإنَّ ممارسته العملية لا يؤخرها للنهاية أي أنه لا يبقيها للعالم الآخر أي أنَّه يضعه في هذا العالم، ولا يتركه للمستقبل، بل يفعله اليوم وقد تم تطبيقه على المستوى الاجتماعي، على الأقل على المستوى الشخصي والبنيوي. يمارسها داخل الحزب وعند الكريلا وإنَّه ممكن في نضال المرأة والشبيبة الثورية.
يمارس أيديولوجيته وأفكاره في الحياة وهو بهذا المعنى حزب قائم على وحدة الفكر والعمل ويتخذهما أساساً له ومع النموذج الجديد، تطورت هذه الخاصية واستقرت بشكل أكثر، كيف يمكننا تعريف حزب العمال الكردستاني الجديد؟ إن الحزب الذي يؤسس تحررية المرأة على نطاق المجتمع الأخلاقي والسياسي هو مجتمع بيئي، حزب اشتراكي ديمقراطي.
لو لم يكن حزب العمال الكردستاني موجوداً فما كان هنالك وجوداً للكرد
ماذا حقق حزب العمال الكردستاني خلال هذه الفترة؟ ما هو وضع الكرد على أساس حيوية حزب العمال الكردستاني وتنشئته اجتماعياً وشعبيته؟ ماذا غيَّر حزب العمال الكردستاني داخل المجتمع، ماذا حطم، ماذا أنشأ في المجتمع؟ وخاصة نتائج ثورة روج آفا، كيف أثرت على شعوب المنطقة؟
في الماضي، عندما كنَّا نقيِّم ذكرى الحزب أو الذكرى السنوية لهذه الأيام المهمة، أوضحنا أنَّ الأسئلة المطروحة يمكن طرحها بطريقة معاكسة ولذا يمكننا أن نتساءل، ماذا كان سيحدث لولا حزب العمال الكردستاني خلال الـ 46 عاما الماضية؟ كيف سيكون وضع الكرد وكردستان الآن في كردستان؟ يمكننا أن نطرح سؤالاً كهذا وعلى هذا الأساس يمكننا أن نحاول إيجاد حل وتعريف، ماذا سيكون حقاً مثل ذلك الحين؟ فلم يكن اسم الكرد موجوداً وسيتم صهر كردستان والكرد بالكامل والقضاء عليهما، ولحذف أسمهما من التاريخ، وكانت الكردية كهوية وطنية، المجتمع الكردي كبنية اجتماعية، كانا سيختفيان وبذلك كان سيختفي أقدم مجتمع في التاريخ، هذه ليست مزحة و هذه ليست كلمات قسرية للإشادة بحزب العمال الكردستاني، هذه حقيقة نعيشها ونعلم وضع الكرد وكردستان أثناء انسحاب حزب العمال الكردستاني وخروج القائد آبو، دعونا نعود إلى ذلك الوقت ونتذكر، كيف كان التنظيم حقا؟ هل كان هناك تنظيم للمجتمع الكردي؟ هل كان هنالك أحد كان يتمسك بكرديته، أم كانت كقيمة مخفية ومنكرة ومرفوضة وتتم أقصائها من الوجود؟ إنها بالتأكيد الثانية وقد قام بها أصحابها الحقيقيين وبعد كل شيء، اعتبر الحاكم لا مكانة له من قبل السلطات والمستبدين وكان يتم إهانته وفعل كل شيء للقضاء عليه، لقد أوصلها أصحابها بالفعل إلى هذا المستوى.
ولكن حزب العمال الكردستاني عكس كل هذه الحقيقة، لقد أبرز الخصائص التاريخية للشعب الكردي، وقام بتجديدها وتغييرها، لقد جمع بقوة بين قيم الحرية والديمقراطية والقيم المجتمعية وأنشأ بالفعل مجتمعا كرديا جديدا، قام ببناء المرأة الكردية والشبيبة الثورية الكردية من جديد ،لقد قام ببناء الرجل الكردي، لقد بنى المجتمع الكردي الحر والحياة والنظام الديمقراطي وعزز ذلك على أساس حرية المرأة ويستند هذا على إنشاء مجتمع بيئي، لقد بنى مجتمعاً ديمقراطياً على أساس الفرد الحر، أي المجتمع الذي يتقاسم كل شيء وبعيدا عن كل أنواع الاستغلال والقمع، و طور السياسة الديمقراطية لقد خلق مثل هذا الهيكل الاجتماعي والقيمة الاجتماعية، لقد أسس الوحدة الوطنية في المجتمع الكردي، جعل الكرد يحبون أنفسهم ويهتمون بهويتهم وجعل الكرد يعيشون حقيقتهم بحماس ورغم كل هذا لم يكن يعادي أحدا وهذا هو جانبها المهم، لقد خلق الوحدة بين جميع مكونات الكرد وأوصلها إلى النقطة التي اعترف فيها الكرد بأنفسهم وحذر الكرد من ضرورة جمعهم بطريقة تمكنهم من العيش على قدم المساواة مع الآخرين، جنبا إلى جنب، تحت سقف دولة ديمقراطية و ضمن نظام الكونفدرالية الديمقراطية دون أن يجعلوهم أعداء.
لقد وضع حزب العمال الكردستاني بصمته على كافة التطورات في كردستان ومن المؤكد أنَّ الأمة الكردية لم تحدث مع حزب العمال الكردستاني وهو أقدم مجتمع في التاريخ والهوية التي ترسخت في التاريخ هي الهوية الاجتماعية للشعب الكردي، ولم يناضل ويقاوم الكرد بظهور حزب العمال الكردستاني وحده، بل كانت حياتهم مليئة بالمقاومة وعلى وجه الخصوص فإنَّ الحياة في كردستان وميزوبوتاميا هو نشاط وعمل مقاوم من البداية إلى النهاية. ولهذا السبب قاوم الكرد بشكل دائم، لكن المقاومة في الخمسين عاما الماضية كانت مع حزب العمال الكردستاني وفي الخمسين سنة الماضية، وضع حزب العمال الكردستاني بصمته على المقاومة، ومثَّل المقاومة وقادها وبهذه الطريقة أخرج كل القيم التي أسستها المقاومة إلى الساحة وقاد مثل هذه العملية .في البداية، تبلور حزب العمال الكردستاني في شخص واحد وأصبحت مشاعر القائد آبو وأحاسيسه وأفكاره وروحه تدريجيا منتظمة وتحولت إلى حياة ومن هناك تحول إلى جماعة ومن ثم تحول إلى حزب، ثم مقاتلي الكريلا ومن ثم أصبح شعبا، لقد كان المجتمع الكردي يصرخ في كل مكان طيلة أعوام قائلا إنَّ حزب العمال الكردستاني هو الشعب والشعب هنا و في الواقع لقد تطور الأمر إلى ما هو أبعد من الحزبية، لقد كانت حركة المقاومة أكبر من حركة الحرية ولقد أصبحت ثقافة الشعب ولغتهم وتاريخهم وأسلوب حياتهم وهويتهم، لقد وصل إلى بناء وهيكلية يمثل مستقبلها وماضيها و هناك حقيقة أنَّ حزب العمال الكردستاني أصبح شعباً وأصبح اجتماعياً وهو الحزب الذي يعرّف نفسه بمثل هذا التعبير ويجذب المجتمع إلى الحياة ويبقيه حياً ويقوي نضاله، يجد المجتمع أفضل قيمه مع حزب العمال الكردستاني يجدها مع القائد آبو، إنَّها تتشكل مع حزب العمال الكردستاني و عندما يأخذ المرء كل هذه الأمور بعين الاعتبار، إذا لم يكن هناك حزب العمال الكردستاني، فلن يكون هناك بالطبع شيء اسمه كرد وكردستان. لقد أحيت الكرد وكردستان مع حزب العمال الكردستاني وجودها ووصلت إلى يومنا هذا ولكن كونك كردياً فإنَّ كردستان التي أنشأها حزب العمال الكردستاني ليست مثل أي دولة أو مجتمع آخر، مجتمع مختلف تماما، بلد مختلف تمامًا واليوم هو حقا مركز مثير للاهتمام للجميع وخاصة روج آفا.
تعتبر منطقة الشرق الأوسط من المناطق التي يقال أنَّ أكثر النساء فيها يتعرضنَ للاضطهاد والبقاء تحت نظام العبودية، لقد كانت ثورة روج آفا ثورة المرأة، تحققت ثورة حرية المرأة وأخذت المرأة مكانتها القيادية فيها واكتسبت الإرادة، تعيش في منطقة روج آفا، حوض الفرات العديد من الهويات معاً وهي المنطقة التي طورت فيها الحكومة والدولة سياسة الحرب والصراعات وإثارة النعرات الطائفية والآن تعيش كل الهويات معاً تحت مظلة الكونفدرالية الديمقراطية، وتعيش في وحدة مع وعي الأمة الديمقراطية وليس لديهم أي مشكلة أو صراع أو عداء اتجاه بعضهم البعض، تم حلها.
لقد حدث هذا في فترة قصيرة، وأصبحت لها مكانتها وأصبحت نموذجاً يحتذى بها، يتم تشكيل مجتمع ديمقراطي هنالك ولمدة 10 أو 12 سنة، هناك حياة بدون سلطة وبدون دولة والآن هناك حياة ليس لها مثيل في العالم، لذا فهي أصبحت مركزاً مثيراً للاهتمام لكل من يبحث عن حياة جديدة وهناك العديد من عمليات البحث هذه في العالم ويجدون الإجابة على بحثهم في روج آفا وبالتأكيد في روج آفا يجدون وجودهم في نموذج الآبوجي.
يتطور الحل الكونفدرالية الديمقراطية أو نموذج الحداثة الديمقراطية بقيادة حزب العمال الكردستاني، إلى ماذا تشير المعارك والحروب في رقعة جغرافية صعبة كالشرق الأوسط؟ لماذا هذا النموذج مهم من أجل الشعوب والمعتقدات والمجتمعات المضطهدة؟
إن كردستان ساحة اجتماعية ملموسة في الشرق الأوسط فهي منطقة متعددة اللغات، متعددة الثقافات، مختلفة الألوان، متعددة الأديان، متعددة المذاهب من الناحية التاريخية، تتقدم العديد من مختلف شرائح المجتمع واتخذت شكلها خلال مرحلة طويلة وتاريخية، هي ساحة اجتماعية ويتطور ويتعمق المجتمع الطبيعي أكثر فيها، كما إنها ساحة تقدمت فيها السلطة ونظام الدولة بالأكثر فيها وأخذت شكلها وواصلت سلطتها فيها لمدة طويلة، ماذا تعني ساحة كهذه كونفدرالية الديمقراطية أو الامة الديمقراطية؟ تعني إنه تنظم كافة الهويات نفسها بحرية وتعتمد المشاركة تحت مظلة وحدة الأمة الديمقراطية والكونفدرالية الديمقراطية، وهذا يعني إنهم يعيشون الوحدة باستقلاليتهم، ترى جميع الهويات، الأديان، المذاهب، القوميات، مجتمعها ذات قيم وحريتها في استقلالهم وفي خط الأمة الديمقراطية، تحت مظلة الكونفدرالية الديمقراطية ترى وجودها في وجود الآخرين، ولا ترى وجودها في القضاء على الآخرين. ولكن العصبية الدينية والقومية والجنسوية والعلمية والبنية الذهنية والقوالب الأيديولوجية والليبرالية تربط كل شيء بنفسه وتعبر عكس ذلك.
عن ماذا تعبر؟ ترى وجودها في القضاء على الآخرين، ترى حريتها في جعل الآخرين عبيد لديها، ولذلك تشن هجماتها بأسلوب قومي من الناحية الدينية والمذهبية، يهاجمون من أجل الاستغلال، مكان وتقييمات القائد آبو، وإسرائيل تهاجم، وتحاول تعزيز وجودها من خلال القضاء على محيطها، وتعتقد إنه من خلال جعل محيطها عبيد يمكن أن يتحرر اليهود، ولكن قال القائد آبو لا يجوز، يعني بالفعل لا يجوز، لا يمكنهم بالقضاء على المجتمعات الأخرى حماية مكانته وحريته، لن يتحرر أحد، إلا أن كل المعتقدات وموجات الفكر التي تحدثنا عنها ترى وجودها ومستقبلها في القضاء وإهانة والذين بمواجهتهم، لذلك تحول هذه الذهنية الشرق الأوسط لبركة دماء، هناك الكثير من الاختلافات الدينية والطائفية، والكثير من الاختلافات العرقية، والكثير من الاختلافات الاجتماعية والصراعات؛ إذا اجتمعوا جميعاً تصبح حينها مشكلة لا يمكن حلها، ويؤدي عدم الاستقرار في الشرق الأوسط إلى تعميق المشكلة أكثر، وتتطور الصراعات من كافة النواحي وتتحول إلى بركة دماء، والسبب في تشكل بركة الدماء في الشرق الأوسط هو هذه الجهات، إن الامة الديمقراطية، الكونفدرالية الديمقراطية حركة لإزالة هذه القضايا والمشكلات، إنها حركة الحل، حركة لإنهاء إراقة الدماء وإنهاء الصراعات والحروب، كيف تفعل؟ من خلال تغيير الذهنية، إن ثورة الذهنية مهمة، من خلال تغيير إيديولوجي، تعني إلغاء الشكل والذهنية التي تقول ” لينتهي البقية ويبقى كل شيء لي”، وتطور حياة ديمقراطية، اشتراكية، حياة على أساس مشاركة والتجمع، ولا توقل ” كل شيء عائد إلي”، تعتمد على المشاركة، لا تقول يجب أن أكون أنا فقط، تقول يجب الجميع، تريد أن يتحرر الجميع، ليتحرر هو/ي أيضاً، وتتطور التقدم وضمانة الحرية في ظل السياسية الديمقراطية، تعتمد على الحل، لأنه يتطور فكر حزب العمال الكردستاني على أساس نموذج القائد آبو الحديث للكونفدرالية الديمقراطية – الأمة الديمقراطية، وتؤثر بشكل كبير على المجتمعات، وكافة الهياكل العرقية المختلفة، المنطقة والعالم ويصبح مركزاً مثيراً للاهتمام، لأنه يصبح الجميع مخرجاً وطريقاً للخلاص، الهياكل الحاكمة هي العدو، تشن هجماتها، ولكن يرى المجتمع الحركة كطريق للحرية، وتبحث الدول في الشرق الأوسط في البداية عن انتشار هذه الأفكار، ولكن ينتشر ويؤثر النموذج أكثر في مختلف المناطق في العالم، عن تم تقييم هذه الفرصة، فهي تفتح الطريق أمام العديد من التطورات، امام حياة جديدة، نظام جديد للعلاقات، وتبني وجود جديد من أجل الإنسانية، إنه يبدأ عصر وتاريخ جديد، وما يجب أن نقوله إننا نسعى لحياة جديدة، ومرحلة تاريخية جديدة تتناغم مع المجتمع الطبيعي، ويعيش في الانسجام مع الطبيعة في مساواة وهو ضروري لكي تعيش الإنسانية بسعادة وحرية وعلى قدم المساواة ضد الذهنية الذكورية المهيمنة للدولة منذ 5000 عام ونظام الحداثة الرأسمالية الذكورية المهيمنة منذ 500 عام، وبلا شك إنها مهمة للغاية وذات معنى من هذه الناحية، وتصبح مركز الانتباه، وقد مهدت الطريق بالفعل لتطورات جديدة، وسوف تمهد الطريق أكثر.
تجري في كردستان ثورة المرأة بقيادة حزب العمال الكردستاني وحزب الحياة الحرة الكردستاني استناداً إلى فلسفة وعمل القائد آبو، كيف تطورت هذه العملية الثورية وكيف ظهرت في المجتمع؟ في هذه العملية، لماذا يتم دائما استهداف النظام الذي تم تحقيقه نتيجة لإنجازات المرأة ومكتسباتها من قبل الدول؟
تاريخياً، يتم تقييم هذه القضايا ومناقشتها والنموذج الجديد لحزب العمال الكردستاني، النضال الذي يتطور في كردستان تحت قيادة حزب العمال الكردستاني الجديد، على أساس خط حرية المرأة، يتم تقييمه والتعامل معه في سياق تعريف وتطوير ثورة حرية المرأة.
وهذا هو الوضع الذي يحدث في يومنا هذا وكيف وصلنا إلى هذه المرحلة؟ ينبغي دراسة المجتمع الكردي من الناحية التاريخية، في ميزوبوتاميا المجتمع الذي ينشأ ويستمر في بيئة الحرب والصراع بُني على أي خصائص؟ يتوجب الإجابة على هذا السؤال وهناك أسباب تاريخية لذلك ولها جوانب اجتماعية، إنَّ ما حدث في التاريخ بخصوص بنية المجتمع الكردي ومشاركة المرأة في الحياة الاجتماعية مهم اليوم، إنَّه ليس مجتمعًا تكون فيه الحكومة ونظام الدولة متطورين للغاية، دعونا ننتبه؛ هو المجتمع الأقل تطورا وهو المجتمع الذي لم تتطور فيه الحكومة والدولة القومية ولكن ظل اجتماعيًا بالرغم من ذلك، ماذا يعني هذا؟ وهذا يعني أن المرأة نشطة وفعالة ويعني حرية المرأة وقيادتها، إنَّ الدولة والسلطة تعبران عن الهيمنة الذكورية، وهي نتاج لها، إنها نتيجة للسياسة التي يهيمن عليها الذكور و لذلك، وبما أن المجتمع الكردي ليس كذلك، يجب أن نقبل من وجهة النظر التاريخية أنَّ تكوين المجتمع الكردي ليس مثل المجتمعات الأخرى تمامًا.
إذا أخذنا بعين الاعتبار التطور داخل حزب العمال الكردستاني، القائد آبو عاشق للحرية، لقد كان الأمر كذلك منذ صغره، إنَّه نفس الشيء مع تطور الحركة، إنَّ ارتباطه بوجود الكرد وحريتهم قادته إلى تطوير كل هذه الأنشطة وأن يكون منتجا جدا وأن يحقق التقدم والقيادة لقد وصل إلى هذا المستوى الذي يتعدى فيه على جميع العقبات والصعوبات ولذلك ظهر الأمر نفسه في حالة النساء الأكثر ظلماً، والأكثر كدحاً، والأقدم استعباداً. لقد كان جادا بشأن هذه القضية منذ البداية وكما حاول التعرف على حقيقة الشعب الكردي، حاول التعرف على حقيقة المرأة أيضاً، فكما حل القضية الكردية، جعل قضية المرأة شبيهة بها وحلها ووحدها وقد تطور التقييم والتحليل المتعلق بقضية المرأة على هذا النحو وفي عملية تشكيل الحزب، رأى بالتأكيد أنَّ قوة المرأة هي القوة الأساسية لعضوية الحزب، وقوة المرأة في مسيرة الحرية والنضال من أجل الحرية و بمعنى آخر، كانت إحدى أقوى الدعوات التي وردت في الإعلان التأسيسي لحزب العمال الكردستاني موجهة إلى المرأة، أعدها القائد آبو.
ومن يقرأ الآن سيرى مدى قوة الدعوة الموجهة إلى المرأة الكردية، لقد حاربت جميع أنواع العبودية والسلطة مع حزب العمال الكردستاني ودعا إلى حياة جديدة لمجتمع حر في كردستان الحرة وكانت هذه دعوة قوية، لكن لأن الذهنية والبنية الأيديولوجية والنظام الاشتراكي الحقيقي كانت في المقدمة، ظهر الفهم الاشتراكي الحقيقي داخل حزب العمال الكردستاني بألوان مختلفة في المجالين السياسي والتنظيمي، ماذا حدث أي ما هو هذا الفهم؟ كان يُنظر إليها على أنها جناح للحركة، ويُنظر إليها على أنها جناح داعم للنضال والتنظيم.
كقائدة للنضال من أجل حرية المرأة، لم يتم العثور على الاساس ومع ذلك، أخذت منظمة المرأة الأمر على محمل الجد وتطورت منذ منتصف الثمانينات فصاعداً وتطورت في أوروبا وانتشرت إلى مناطق أخرى وفي فترة المجموعة الأولى لحزب العمال الكردستاني، بدأت مشاركة المرأة وبعد قفزة 15 آب، انضمت المرأة إلى صفوف الكريلا ومع ظهور مشاكل نضال الكريلا والبحث عن حلول لها، برزت مكانة وأهمية المرأة في النضال وضع القائد آبو قضية حرية المرأة وقضية العائلة بشكل أكثر على جدول الأعمال وقام بتقييمها.
دعونا ننتبه، بعد المؤتمر الثالث ومع إنشاء أكاديمية معصوم قورقماز، أصبحت التقييمات النظرية للقائد آبو أعمق وأقوى، لقد سيطرت على جوانب عديدة وتطورت بطرق عديدة ولكن كان هناك مبدأين أساسيين؛ الأولى، التعمق في الكريلاتية والثانية التعمق بشكل كبير في تحرير المرأة وهذين المبدأين تطورا بالتوازي ، لقد كانت عميقة وكاملة وقوية ومع تقدمها، زادت تأثيرها في المجتمع وفي التسعينيات، زادت مشاركة المرأة في صفوف الكريلا، ومع ثورة النهضة الوطنية التي قادتها المرأة، زارت الانتفاضات وكانت هذه في الواقع بداية ثورة حرية المرأة، ماذا حدث له؟ تأسس حزب الحياة المرأة الحرة PAJK وتطور نضال المرأة وتطور قتال المرأة واليوم ظهرت باسم وحدات المرأة الحرة YJA-Star وعلى هذا الأساس تطور الوعي والأيديولوجية والتنظيم والنضال معا.
ومع النموذج الجديد، اتخذ القائد آبو بالتأكيد حرية المرأة كمقياس أساسي للنموذج و كان المجتمع البيئي والمجتمع الأخلاقي والسياسي وحرية المرأة هو الأساس و حدد القائد آبو نموذجه بثلاثة معايير أساسية وقام بتقييم حرية المرأة على أساس الجنولوجية كعلم للمرأة وقام بتحليلها من جوانب عديدة، لقد ناضلت المرأة الكردية في أصعب وأصعب المناطق وتحملت على عاتقها كل المهام لقد تحملوا المسؤولية وقادوا وامتلكوا وشاركوا في الوطن والنضال الوطني وبهذه الطريقة، برزت أيديولوجية تحرير المرأة وخط حرية المرأة وثورة حرية المرأة وأصبحت جدول الأعمال.
وأصبحت على أساس تنظيم منسقية حزب حرية المرأة الكردستانية، منظومة المجتمع الديمقراطي ووحدات المرأة الحرة حركة جديدة للثوريين، وأسست حياة جديدة ومجتمع جديد، وعرّفت القرن الحادي والعشرين بقرن حرية المرأة وشعارات لتطورها، وقد أثر هذا التطور على الحركات النسائية في العالم أجمع، واظهرت أوجه النقص ونقاط الضعف لدى الحركات النسائية، حركات حقوق المرأة والحركات التي تناضل ضد الضغط الممارس بحق المرأة، وجذبتها أيضاً إلى ثورة حرية المرأة، وكان قد قال القائد آبو بالفعل إن شعار المرأة، الحياة، الحرية صيغة محمية، لقد أصبحت صيغة الحماية ضد كافة القضايا والمشاكل الذي خلقها نظام الدولة والسلطة ضمن المجتمع قوة رائدة وحل، وقد قلنا الآن إن الإنسانية تسير البلغة الكردية، بقيادة المرأة، بثورة المرأة، الحياة، الحرية، لذلك فإن النضال وثورة حرية المرأة ليست جزء منها او جناح لها إنها رائدة لنضال الحرية، رائد للحياة الحرة، وتبني أساس حرية المجتمع، وهذا يعني إنها تقوم بقياداتها، وهدفها من كافة النواحي هو تدمير السلطة الذكورية المهيمنة وتغييرها، الآن يوجد أمامنا يوم 25 تشرين الثاني الذي يُعرف باليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، وأيضاً يوم 26 27 تشرين الثاني يوم تأسيس مؤتمر حزب العمال الكردستاني وميلاد الحزب، يوم 25 تشرين الثاني يوم مناهضة العنف ضد المرأة … ورد حزب العمال الكردستاني بإعلانه يوم 26 و27 تشرين الثاني مع يوم تأسيسه أو مع تأسيس حزب المرأة وبثورة حرية المرأة على مناهضة العنف ضد المرأة، يجب علينا أن نوحدهم، إن يوم 25 تشرين الثاني ترى في حقيقة حزب العمال الكردستاني في 26 و27 تشرين الثاني معناها الأفضل، إن النضال بقيادة حزب العمال الكردستاني هو النضال الأقوى والأضخم لنضال حرية المرأة، غنه نضال يرى تمثيله في تأسيس حزب العمال الكردستاني، وتأخذ بعض الأطراف هذا العنف على محمل الجد، ويأخذ العنف المادي شكله كضغوطات، ولكنه ليس هكذا يظهر حزب العمال الكردستاني ليس فقط العنف الممارس بشكل علني بل العنف الممارس بشكل مخفي المتأصل في الحياة، العنف المنتشر لكافة مجلات الحياة نتيجة لنظام السلطة الذكورية، إن التنبؤ بثورة حرية المرأة التي تناضل ضدهم إنها في حقيقتها الحركة الأكثر قوة التي تتبع نضال الحرية والمساواة للمرأة مثل هوية المرأة ضد الذهنية والنظام الذكوري، ويتم رؤية وفهم هذه الحقيقة اليوم أكثر من قبل النساء، وتعطي النساء معنى اكثر لقيادة منسقية حزب حرية المرأة الكردستانية، تفهم المرأة أكثر مصطلح الجنولوجي الذي طوره القائد آبو، وتشارك أكثر من أي أحد في الحملة العالمية للحرية حملة الحرية الجسدية للقائد آبو، وتقدم المساندة وتقوم بدور القيادة، لأنهم يرون ويفهمون بالفعل بحياتهم وتجاربهم عن القائد آبو الرفيق الأقوى للمرأة.
سيصبح هذا أساس ثورة القرن الحادي والعشرين، في النتيجة لماذا يهاجم نظام الدولة هذه القيم؟ لأن ثورة حرية المرأة تفضح ذهنية السلطة والدولة وأيضاً سياسة النظام بشكل علني، فهو لا يحلل الدولة والسلطة فحسب، بل يحلل أيضاً الطريق أمام التسلسل الهرمي، ولذلك تطور تحليلاً عن السلطة الذكورية أبعد من الدولة والسلطة، وبشكل واضح أكثر منها لا تضم السلطة والدولة، على عكس ذلك تظهر الذهنية والنظام الذكوري المهيمن المنتشر في كافة مجالات الحياة، ولهذا السبب يخافون أكثر من النساء، لأنهن أوقعن أقنعتهم من خلال علم حرية المرأة والثورة، يفضح نضال حرية المرأة أكثر ذهنية والنظام الذكوري، السلطة ونظام الدولة، تفضح وحشية النظام.
لذا تخاف السلطة وقوات الدولة من نضال حرية المرأة، أو إن هذه هي النتائج الطبيعية، ولهذا السبب يشنون هجماتهم، في السابق وفي بعض النضالات لحقوق المرأة مثل هذه لم تظهر وجوههم الحقيقة، وكانت هناك محاولات للتأثير عليهم، لقد قامت الليبيرالية كثيراً بهذا، وكانوا سعداء بهذا، ولذلك تشكل المرأة خطراً أمامهم، كانت تُسيطر بالكامل عليهم ووضعتهم تحت سلطتهم، ولكن تكسر الآن ثورة حرية المرأة التي تتطور على أساس الجنولوجي كل هذا، وتهزمها وتزيلها، على العكس وتوقع جميع الأقنعة، وتظهر الحقائق بكل عمقها، ولذلك تخاق السلطة والدولة، وترى انهيارها ودمارها، ترى نهايتها وموتها، لأنها تعتمد على أساس الذهنية، العاطفة والفكر الذكوري المهيمن، تعلم بأنها ستفقد كل هذا مع ثورة حرية المرأة، وقد تم تغيير بعض الأشياء من هذه الناحية، وترى الآن المرأة أكثر كخطر وتهديد وعدو لها، ولهذا السبب تهاجم النساء أكثر، وتمارس الظلم بحقهن، وتقوم باعتقالهن، بلا شك تفهم النساء هذه الحقيقة أكثر من أي أحد، وتدرب وتنظم نفسها وفق هذا، ويرى الرجال الذين أصبحوا أكثر وعياً وتنظيماً على أساس حرية المرأة هذه الحقيقة، وتحلل المرأة الحرة مع الرجال الذين يبذلون الجهد من أجل الحرية بشكل واحد هذه الحقيقة ويناضلون بشكل فعّال أكثر ضد هذا، ليفعلوا ما يريدون لن تتمكن الذهنية والسياسة الذكورية المهيمنة وأيضاً السلطة ونظام الدولة من هزيمة هذا الوعي والتنظيم والنضال الذي يتم اتباعه، على العكس من ذلك، سيهزم هذا الوعي، التنظيم والتقدم الذهنية الذكورية المهيمنة السياسية، السلطة ونظام الدولة، ستجعل القرن الحادي والعشرين قرن المجتمع الحر والديمقراطية على أساس حرية المرأة.
يتبع….