المقابلات

كالكان: حزب العمال الكردستاني أصبح قوة الحل ـ تحديث

أكد عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني، دوران كالكان، بأن حزب العمال الكردستاني جعل من نفسه قوة الحل على خط نهج الأمة الديمقراطية ضد نظام الحداثة الرأسمالية التي تقف ضد الحل.

وأجاب عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني (PKK) دوران كالكان، على أسئلة وكالة فرات للأنباء (ANF) بمناسبة ذكرى مؤامرة 9 تشرين الأول 1998 التي بدأت ضد القائد عبد الله أوجلان، وجاء في الجزء الثالث من الحوار ما يلي:

كيف كانت هجمات قوى الحداثة الرأسمالية خلال مرحلة 25 عاماً من المقاومة؟ فأنتم كإيديولوجية، السياسة والعسكرية ما الذي كنتم تواجهونه في مسيرتكم النضالية؟ وما هي الخطة التي نفذت في كردستان، وأيضاً في المنطقة وجميع أنحاء العالم؟

إنه سؤال ذو مغزى، في الواقع، فهناك حاجة إلى الأبحاث متعددة الأوجه والبحث من جميع جوانبه، لأنها تدريبية للغاية، ويستطيع أي شخص في نفس الموقف الاستفادة منه، باختصار يمكننا أن نقف على الوضع الذي خلقوه، على سبيل المثال، هناك حواجز الحكومة المعادية للمقاومة التي تبدى في كردستان، فأنهم يريدون ارتكاب الإبادة الجماعية بحق الشعب الكردي، فأنهم في خضم الحرب ضد الشعب الكردي ونضالهم من أجل الحرية، لكن في الوقت نفسه، أنهم في خضم الحرب والصراع فيما بينهم، كما أن المقاومة في كردستان، تتسبب بين الحين والآخر، وضع الحل الوسط لهذه الحرب والصراع التي تدار بينهم، مثال على ذلك، قرر أحد الأطراف تطبيق المؤامرة الدولية، وخطط لها، نظمها ونفذها، من هو هذا الطرف؟ هو ذلك الطرف الذي كان تقوده الولايات المتحدة الأمريكية (DYA)، فأن الولايات المتحدة مع بريطانيا وإسرائيل، وبالاستناد على حلف شمال الأطلسي (الناتو)، قد استخدمت كافة الدول والمنظمات الخاضعة لسيطرتها في هجوم المؤامرة الدولية ضد القائد أوجلان، وأردوا بهذا الأسلوب، القضاء على القائد أوجلان وباستنادهم لحلف الناتو، تصفية حزب العمال الكردستاني (PKK) بالكامل.

في الواقع، لقد ظهرت هذه الأنواع من القوى خلال مؤامرة 15 شباط 1999، على الفور، وبدأت بالدعاية، وقالوا أنه لم يبقى من عمر حزب العمال الكردستاني سوى ستة أشهر، وسيقضى على العمال الكردستاني بأكمله في غضون ستة أشهر، بعبارة أخرى، أنهم وبالتزامن لهجوم المؤامرة الدولية، أيدوا مؤامرة القضاء على القائد أوجلان وحزب العمال الكردستاني، حسناً، ماذا فعلت تلك القوى التي تعادي القوى في كردستان والتي تصارع لأجل السلطة في العالم؟ فأنها تابعت التقدم عن كثب بخبث، لقد تابعوا الوضع الذي دخل حزب العمال الكردستاني فيه، وخططوا أهدافهم وفقاً لذلك، بحيث يكون لديهم تقارب على هذا النحو، فليتم القضاء على تلك القوى التي تريد كتلة الولايات المتحدة الأمريكية القضاء عليها وتصفيتها بالكامل، لكن أولئك الذين سينجون من هذا، أولئك الذين لم يتم القضاء عليهم، يجب أن يأتوا ويشاركوا في المخطط، وأن يستسلموا، وأن يوصلوهم إلى المستوى الذي يمكنهم فيه، استخدامهم لأجل مصالحهم، مثال على ذلك، كانت خطة اتحاد الوطني الكردستاني – إيران (YNK- Îran) في عام 2000 على هذا النحو.

واستندوا تقيماتهم إلى الهجمات التي شنتها الولايات المتحدة والدولة التركية حتى نهاية عام 1999، واعتقدوا أن مقاتلو حزب العمال الكردستاني الذين نجوا من تلك الهجمات لا يستطيعون إظهار أي إرادة ضدهم، وسيستلمون لهم، كما أنهم حاولوا تطوير السياسات التي تهدف لاستسلام حزب العمال الكردستاني، فأنهم تحركوا وعملوا من خلال وضع خطط سياسية وعسكرية وفقاً لذلك، بينما كانت هناك محاولات أيضاً لأجل محاصرة حزب العمال الكردستاني في منطقة قنديل منذ أيار 2000، لقد كانوا يعتقدون، أن حزب العمال الكردستاني سوف ينجبر ويستسلم لهم مع قدوم فصل الشتاء.

كما أن الحرب التي اندلعت في نهاية أيلول 2000، دارت نتيجة هذه الخطة، رأى حزب العمال الكردستاني الخطر من هذا الحرب وفهم موقف الاتحاد الوطني الكردستاني الذي أصبح أداة لهذا الخطر، بالطبع، غضب البعض من ذلك، ومن ناحية أخرى، كان الجانب الأضعف في هذه الخطة كان اتحاد الوطني الكردستاني، لهذا السبب، أفسد الخطة المعينة من خلال حربه مع الاتحاد، في الواقع، كانت الكتلة المعارضة للكتلة الأمريكية، إيران- اتحاد الوطني الكردستاني، تهدف أيضاً إلى إكمال ما فعلته الكتلة الأمريكية في محاولات القضاء على حزب العمال الكردستاني وتصفيته، وقالوا، إذا قضت الكتلة الأمريكية على جزء كبير منه، فسوف نقضي على الجزء الباقي، وسنستخدمه، وبالتالي سنكون قادرين على إكمال مؤامرة القضاء على الحزب، كانت هذه الخطة شديدة الخطورة.

في الواقع، أن الأحداث المماثلة لا تزال مستمرة حتى وقتنا الراهن، لهذا السبب أنا أذكرها، فأن الحرب والصراعات الجارية بين الكتل السلطوية المختلفة ضد مقاومة حركة التحرر الكردستانية وحزب العمال الكردستاني، كانت على هذا النحو، لا تزال هناك مواقف مماثلة تظهر من وقت لآخر، لكن الوضع في عام 2000 كان واضحاً وملموساً للغاية، من جهة، تحدثنا عن السياسة الساخنة والبادرة، حقيقةً، أن أسلوب القمع والاحتلال هذا، تمارسه جميع القوى الحاكمة، هذا هو الأسلوب المستخدم في جميع مخططات الاحتلال، ويحدث هذا دائماً في كردستان، وكان يتم تنفيذه قبل المؤامرة أيضاً، كما أنه يستخدم بعد المؤامرة، ويواصلون “السياسة الساخنة والبادرة” في الوضع الحالي، كيف يقودونها؟ يمنحون جميع أنواع الفرص، الدعم، التقنيات، السياسة للدولة التركية، ويحرضونها كما فعلوا في فترة عامي 93-94، من أجل محاولة وضع حزب العمال الكردستاني في مأزق، لضربه، والقضاء عليه، ومن ناحية أخرى، فإن ما تم فعله بالقائد أوجلان في ذلك الوقت، ينفذونه في الوقت الراهن على إدارة حزب العمال الكردستاني، من ناحية أخرى، أنهم يريدون إكمال أساليب مختلفة التي يمارسونها في الضغط والهجمات بهدف الإبادة، وبهذا الأسلوب، يحاولون تصفية حزب العمال الكردستاني والقضاء عليه، وينفذون الموقف نفسه والأساليب المماثلة بطريقة منفتحة جداً، حتى يومنا هذا.

يحشد تحالف الدولة التركية والحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) جميع قواتهما بدعم من الولايات المتحدة لأجل القضاء على حزب العمال الكردستاني، وفي الأساس، أن القوة التي تحول مسارها وتقودها هي أمريكا، لكن من ناحية، فأنهم يظهرون ذلك الموقف وكأنهم يستطيعون منع ذلك إذا تمت الموافقة على مطالبهم، ويتحركون كأنهم لا يتحملون أي مسؤولية في ذلك.

كانت إحدى أساليب الهجوم السياسي-العسكري التي واجهناها في السنوات الخمس والعشرين الماضية هي: عندما تطور نضالنا ككفاح سياسي وعسكري وتعرض نظام الدولة التركية المستبد-المستعمر للضغط، قالت بعض الأطراف على الفور؛ وطالبوا حزب العمال الكردستاني والكريلا بالانسحاب من النضال “ليُعلن وقف إطلاق النار، وسنكون وسطاء وسنسعى لإيجاد حل سياسي”، أردوا من خلال هذا الأمر إبعاد حزب العمال الكردستاني والكريلا عن مستوى النضال وعزلهما عن النضال، لقد صادفنا شيئاً كهذا في عام 2006 بطريقة ملموسة للغاية. وفي شباط عام 2006 ، تطورت مرحلة مهمة للغاية مع الإدانة الاجتماعية لمؤامرة 15 شباط، إن استشهاد الرفيقة فيان سوران، ومثابرة ومقاومة القائد أوجلان كانت أيضاً فعّالة جداً في هذا الصدد، وكان للعمليات التي طورتها الكريلا على مستوى محدد بعد 1 حزيران 2004، لها تأثير أيضاً، ونزل المجتمع إلى الساحات قائلاً: “لا نريد العيش مع نظام إمرالي بعد الآن”، مستنكرين المؤامرة، وتلى ذلك احتفالية عظيمة بعيد النوروز، وبقي الشعب في ساحات آمد لمدة أسبوع بعد نوروز، ولم تعد إلى بيوتها، وفرضت الشبيبة حاكميتها على الساحات، وانطلقت من 4 نيسان حتى شهر آيار، حركة جماهيرية كبيرة، وبعد ذلك، تصدرت عمليات الكريلا المشهد حتى نهاية آيار وحزيران وتموز، ووُجهت ضربات قاتلة وشديدة القوة لجيش الدولة التركية، من خلال العمليات العسكرية الضاربة، في الواقع، أوصل الشعب ومقاتلو الكريلا من خلال عملياتها الدولة التركية إلى مستوى الانهيار على الصعيدين السياسي والعسكري، وفي وضع متأزم بهذا الشكل، تدخلت أمريكا على الفور، ودعت حزب العمال الكردستاني في شهر آب 2006، بشكل علاني من خلال الصحافة بقولها: “إذا ما تم الإعلان عن وقف لإطلاق النار، فسنسعى لإيجاد حل سياسي”، وجعلت من الحزب الديمقراطي الكردستاني وسيطاً، حتى في شمال كردستان، تم الاستعانة بقوى شبيهة بالحزب الديمقراطي الاجتماعي، فيما انسحب الحزب الديمقراطي الكردستاني قائلاً بأنه لم يعد يستطيع القيام بالوساطة، وفي حين وصلت أمريكا إلى مستوى لم تتحدث فيها لا عن وقف إطلاق النار، ولا عن الحرب، ودُقت طبول الحرب مرة أخرى في تركيا.

ونتيجةً لذلك، كشف الكرد وحزب العمال الكردستاني عن تخطيطهم لخطة محكمة من أجل القضاء على النضال السياسي للشعب في الربيع ونضال الكريلا في الصيف، وقد رأينا هذا الأمر بوضوح شديد، وعشناه، ولا يزال القائد أوجلان يقيّم هذا الوضع وينتقد الأشخاص الذين وعدوه، بقوله إنهم لم يفوا بوعودهم، ويتهمهم بطريقة مبررة، ونتيجة لذلك، واجهنا مثل هذه اللعبة بشكل صريح.

يقال بأنه كان لدى الدولة العثمانية الكثير من الآلاعيب، فإذا ما كانت الدولة التركية استمراراً للدولة العثمانية، فالجمهورية التركية أيضآ لديها العديد من الآلاعيب، ولدى حزب العدالة والتنمية الذي جمع الإدارة العثمانية والدولة التركية بأفضل طريقة ممكنة ، بقوة تمثلهما الكثير من الآلاعيب، وهنا لا يحتاج المرء إلى سرد آلاعيب حزب العدالة والتنمية، وقد رأينا بعد الانتخابات المحلية التي جرت في نهاية آذار 2009 ، لجوءهم إلى أي نوع من الألاعيب، وقالوا: “سنسد الطريق أمام الانفتاح الكردي والديمقراطي والوحدة الوطنية”، ففي الأساس حاولوا جميعهم القضاء على النتائج السياسية التي حصل عليها حزب الشعوب الديمقراطي في كردستان على مستوى الاستفتاء، وبدأوا في 14 نيسان، بعمليات الإبادة السياسية، نتيجة لذلك، وصلوا بعملهم إلى نقطة إغلاق حزب المجتمع الديمقراطي في 11 كانون الأول عام 2009.

وعلى الرغم من الاجتماعات التي كانت تُجرى مع القائد أوجلان في إمرالي وتُدار بجدية كبيرة، إلا أننا نعلم جيداً أن حزب العدالة والتنمية كان يستخدم شخصية أردوغان مثل ألعوبة، لقد تم عقد العديد من الاجتماعات وتم مناقشتها واتخاذ القرارات، وجعلوها حبراً على ورق، وأرسلت كمشروع قرارا لإدارة حزب العمال الكردستاني، وناقشتها إدارة حزب العمال الكردستاني وأجرت تغييرات، وعبرت عن قبولها، لكن لاحظوا أنهم لم ينفذوا أياً من تلك، كانت الأمور بين أعوام 2011 و 2013 على هذا النحو، واتضح أن معظم الأشياء التي كانت تجري تحت اسم “عملية الحل” تمت لهذا الغرض، لقد واجهنا تلك الأنواع من الألاعيب والمقاربات.

وكـ خاتمة لهذا الموضوع في السياق السياسي والعسكري، سنتحدث عن هجمات داعش والهجمات المدارة على تنظيم داعش، لقد كانت هجمات داعش من شنكال إلى مخمور، ثم من كوباني وجميع أرجاء غرب كردستان مهمة للغاية، لهذا السبب كسب النضال ضد داعش مكانة مهمة، تلك الدوائر التي خلقت داعش وفتحت المجال له، كانت خائفة وقلقة من التطور السريع وعدم سد الطريق أمام داعش، ولهذا السبب، اضطرت إلى تقديم الدعم من أجل أن تنتصر المقاومة الكردية، ومن الضروري تقييم التحالف الدولي على أساس مقاومة كوباني، كان لذلك تأثير كبير على الصعيدين السياسي والعسكري، وفتح الباب أمام تطورات جديدة، لكن ماذا أظهر لنا هذا الوضع؟ في الواقع ، اتضح أن إدارة حزب العدالة والتنمية وشخصية أردوغان كانت وراء هجوم داعش على كوباني، وفيما بعد اضطر داعش إلى الاعتراف بذلك.

كيف تطورت المرحلة؟ عندما فشلت الهجمات على كوباني ومخمور وشنكال والتي كانت تدار من قِبل داعش ضد الكرد وكردستان بأجمعها، توصل حزب العدالة والتنمية وأمريكا هذه المرة ، بعد 24 تموز 2015، إلى توافق فيما بينهما، ومن ثم شكّل تحالفاً مع حزب الحركة القومية والحزب الديمقراطي الكردستاني تحت اسم ” سنكافح معاً ضد تنظيم داعش”، وبدأوا هجوماً جديداً للقضاء على حزب العمال الكردستاني، وهذا ما يقولون عنه “خطة التركيع”، فمنذ 24 تموز 2015 وحتى الآن، يواصلون هجماتهم على أساس وضع خطط جديدة كل عام، وقد توصل حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية إلى توافق في إطار تلك الهجمات، في الأصل، تحول حزب العدالة والتنمية إلى نهج حزب الحركة القومية، وانزلق باتجاه الخط الطوراني والعنصري والشوفنية التركية لحزب الحركة القومية، وقاموا معاً ببناء خط الصيغة التركية-الإسلامية، وفي ذات الوقت، شكلوا تحالفاً مع الحزب الديمقراطي الكردستاني، ومن خلال تحويل مساره نحو أمريكا، سلم الحزب الديمقراطي الكردستاني نفسه بالكامل لتحالف حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية القائم على معاداة حزب العمال الكردستاني، وشكّل وحدة متكاملة معه، وتوجههما أمريكا، وتمدهم بالدعم من الخطوط الخلفية، لاحظوا أنها تقدم لتلك الهجمات كل أنواع الدعم العسكري-السياسي، وتعير أي اهتمام لأن قانون أو قواعد أخلاقية، فالمجازر تُرتكب بشكل يومي في كردستان، حيث تحولت السجون إلى أماكن التعذيب، ويُقتل البشر فيها، فكل يوم يُقتل أطفال ونساء الكرد تحت الضغط والقمع، ولا يوجد في سجن إمرالي أي قانون أوقواعد أخلاقية، فمنذ 19 شهراً ليس هناك أي معلومات عن القائد أوجلان، ولكن لاحظوا أنه لا الأمم المتحدة ولا الاتحاد الأوروبي ولا اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب التي أنشأت هذا النظام، تصدر أي صوت ضد هذا الأمر، ولا تعلق أي شيء حوله، فهنالك حرية تصرف كاملة، كما هو الحال في الأفعال التي ترتكبها الدولة التركية وحكومة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية الفاشية، حيث يمكنهم فعل أي شيء، ويمكنهم التصرف كما يحلو لهم، فعندما يحدث شيء بسيط في مكان ما، تقوم القيامة عندهم.

حيث في الآونة الأخيرة، عندما أطلقت إيران عدة قذائف على أراضي جنوب كردستان، أدانت الدولة العراقية، بما في ذلك إدارة جنوب كردستان، الدولة الإيرانية، فالجميع يدعم سراً وعلانيةً الدولة التركية التي تحتل أكثر المناطق إستراتيجية في جنوب كردستان، وهي منطقة تبلغ مساحتها مئات الكيلومترات من الأراضي العراقية، ولا أحد يقول لها لماذا تقدمين على أمر كهذا؟ فالاحتلال مسموح لتركيا، بالطبع، لا يكتفون بمنح السماح لها فقط، بل يقومون بتقديم جميع أنواع الأسلحة والدعم أيضاً، فمؤخراً، منحوها أكثر الأسلحة تقدماً، والتكنولوجيا الأكثر تطوراً، فهنالك دعم ووحدة-وتجانس على هذا المستوى، وعلى هذا الأساس، تسعى جاهدةً من خلال النظام القائم منذ 24 عاماً والذي بدأ مع هجوم المؤامرة الدولية، للقضاء على القائد أوجلان وتصفية حزب العمال الكردستاني، ويسعى المتآمرون جاهدين للقضاء عليه قدر ما يستطيعون ويحاولون محوه، فأولئك الذين يُنظر إليهم على أنهم خصومهم يقولون أيضاً، هل ستصب عملية القضاء على حزب العمال الكردستاني وتصفيته في مصلحتنا أيضاً؛ فهؤلاء يمدون أيدهم للدعاء وبانتظار حدوث شيء ما، لاحظوا أن نفس النظام يستمر في العمل.

بالطبع ، يمكن التعبير عن الهجمات المخطط لها على الصعيدين السياسي والعسكري بطريقة أكثر تفصيلاً، لأنه أكثر شمولية، لكن في ذات الوقت، هناك جانب واحد للهجوم الأيديولوجي في نفس المرحلة، وهذا الأمر مهم للغاية، ومن المفيد دراستها بنفس الطريقة وتقييمها واستخلاص النتائج اللازمة، فعلى سبيل المثال، عندما كان حزب العمال الكردستاني في طريقه إلى عقد المؤتمر الاستثنائي السابع في بداية العام 2000، قالت وكتبت وروّجت الصحافة المرتبطة بالاتحاد الوطني الكردستاني، التي كان من المفترض أن تكون الأقرب إليه، بطريقة مبالغ فيها: “سيحصل انشقاق خلال المؤتمر في حزب العمال الكردستاني، وسيتم تصفيته، ولن يبقى هناك شيء بعد الآن باسم حزب العمال الكردستاني”.

ومع ذلك، حتى لو لم تكتب بإيجابية أيضاً، كان التزام الصمت يصب في مصلحة تنظيم كردي، بالتأكيد لم يكن التزام الصمت كافياً، وحتى لو كان قليلاً، كانت الحاجة بالقول والسلوك اللذان يقدمان الدعم ويخلقان الأمل، حيث أن أموراً كهذه كانت تصب في مصلحة تنظيمٍ كردي، لكن ما يُشاهد هذا الأمر، كما أن معرفة هذه الأمور لها فائدة في هذا الصدد، ولأن الموضوع برمته محل نقد، فمن الضروري تصحيح ذلك من خلال النقد البنّاء، ومن أجل الوطنية الكردية الحقيقية، فإن مثل هذا الإجراء الصحيح حتماً ضروري للغاية، ومرة أخرى، رأينا هذا في قاعدة المؤتمر السابع: فكتاب “العرش العظيم” الذي كان يصف القوة الإستراتيجية لأمريكا كان في أيدي الجميع وتمت قراءته في ساحة المؤتمر، وحتى ذلك الحين ، واجهنا مثل هذا الهجوم، لقد كان وضعاً مثيراً للاهتمام، أي أنه كيف أتى هذا العدد من الكتب إلى مثل هذا الوسط، ومن الذي أتى بها؟ لقد جلب الأشخاص الذين أتوا من أوروبا معهم بعض الكتب، فبعد ذلك، بدأ ظهور المصفين، كان مفهوماً أنهم جاءوا بالفعل إلى الجبال من أجل تصفية حزب العمال الكردستاني، كان هناك أيضاً أشخاص جيدون، لكن لم يأتوا جميعاً من نفس الجهة، فالبعض يعمل في الخفاء لبعض الوقت، حيث كانت القوة الأمريكية تظهر، فالتأثير النفسي لأمريكا كان قائماً بالفعل على أساس المؤامرة ضد القائد، ومع هذا الكتاب، أرادوا إكمال تلك الذهنية وإيصال حزب العمال الكردستاني إلى نقطة الاستسلام لأمريكا، كانت أمريكا تحاول غزو حزب العمال الكردستاني من الناحية الذهنية، والمرحلة التي تلتها بعد ذلك معروفة، وهو تطوير سياسة التصفية، فإن تصفية فرهاد بوطان، وتصفية عامي 2002-2004 اعتمد بالكامل على التطورات في جنوب كردستان والعراق، كما اعتمد على احتلال أمريكا وسيادتها على جنوب كردستان والعراق، وحاول تطوير ذلك بدعم من الحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني، ومثلما حاولوا في عامي 1982 – 1983، القضاء على سمير بدعم كل من ألمانيا، السويد والاتحاد الأوروبي، حاولوا هذه المرة، تطوير خطة القضاء على فرهاد – بوطان بالاحتلال الأمريكي للعراق، وكذلك، سحب حزب العمال الكردستاني من خط الآبوجية إلى الخط الأمريكي، لقد كانت هذه الخطة، هجوماً إيديولوجياً تنظيمياً خطيراً متعدد الأوجه، فالهجمات التي كانت قد تطورت في الداخل، وفي إطار هذه المرحلة، واجهنا جميع أنواع الهجمات للفرص المادية، في الواقع، نحن كحركة ومقاتليها، كرجال ونساء في حزب العمال الكردستاني الذين يبدون المقاومة من أجل الحرية، فقد تعرضوا لكافة أنواع الفرص المادية، لقد حولوا الدافع، الروح، طموح الإنسان، إلى أداة للمقاومة، وتم استخدامها كأداة للنضال الإيديولوجي، وكانوا يستخدمون مجالات الحياة المادية، كالسلوك الفردي، انقطاع الانضباطي، التعسفي، الحياة الجميلة، الطعام اللذيذ، الملابس الجميلة، التأمينات البسيطة للفرد، كطرق للنضال الإيديولوجي ضد العمال الكردستاني، وعملوا على دعايتها، كتابتها، ورسمها بأساليب مختلفة، لقد عرضوا كهذه الفرص على حزب العمال الكردستاني، وكان هناك تدخلات في مناطق مختلفة على مناطق حزب العمال الكردستاني بهذا الشكل.

حقيقةً، لقد واجهنا كافة أنواع الهجمات على فكرنا، مفهومنا، إيماننا، وأيضاً على أسلوب حياتنا، لقد واجهنا جميع أنواع الهجمات التي تهدف إلى تغيير أسلوب حياة حزب العمال الكردستاني، في الواقع، تحركت الليبرالية البرجوازية بشكل فعال ومؤثر للغاية في هذا الصدد، يجب ألا يأكل المرء حقهم، لقد عززوا من الأساليب الاحترافية للتأثير على الأشخاص للسيطرة عليه وخداعه وإبعاده من واقعه الإيديولوجي والتنظيمي، لقد نفذوا بعض الممارسات علنية وبعض الأخر سراً، وكما أنهم كانوا يقولون للبعض، وضعك ليس جيداً، فأن الفردية الليبرالية الفرص المادية أفضل بكثير، وبعض الأحيان، تتصرف كأنها تشيد بحياة حزب العمال الكردستاني، وتظهر على أنها بالفعل تدعم تلك الحياة، ولكنها في ذاتها تحاول إبعاد الأشخاص عن حزب العمال الكردستاني، ودفعهم إلى ذلك المستوى، حيث بإمكانه ترك الخط الإيديولوجي التنظيمي، لقد واجهنا هذه الليبرالية البرجوازية كثيراً، عندما قرر القائد أوجلان خوض مقاومة إمرالي، لقد واجهنا هذه الهجمات أكثر فأكثر، لقد قيلت أشياء كثيرة عن فشل هذه المقاومة، في الواقع، تعرضت إدارتنا، التي قررت إتباع القائد أوجلان، لجميع أنواع التهديدات، كثير منهم كانوا يقولون، “ما الذي يريدون بعد، عن ماذا يبحثون، انتهت مدة أوجلان، يجب على البعض الاستماع إلينا، سوف يمضي وقت كلماتنا”، لقد حاولوا الاستيلاء على المنظمات والفرص الثورية وفرض سيطرتهم عليها، مرة أخرى، سعوا لتنظيم محاولاتهم ضد الفرص التي خلقها حزب العمال الكردستاني وعيشها.

وفي الوقت الراهن، هناك نوعان من الهجمات من هذه الناحية، ينفذون نوعاً منهما علنياً، وينتقدون إيديولوجية، عقلية، وأسلوب حياة حزب العمال الكردستاني بطريقة منفتحة، ينتقدون خط الحضارة الديمقراطية، نموذج الحداثة الديمقراطية للقائد أوجلان، ويبينونه على أنه خطأ، ويوصفون الدولة القومية، كما أنهم في الوقت نفسه، يشيدون الفردية والفرص المادية، ويحاولون تعزيز رغبة الإنسان في الحياة المادية، الشهوة، والعشق.

وينفذون نوع من الهجوم على أساس السرية، وفي الأساس، يتم عمل المزيد داخلياً أو يتم تطويره على المعدات والإمكانيات التقنية، لا يتم انتقاد نهج القيادة وواقع حزب العمال الكردستاني بشكل واضح، ولا يتم استهدافهم، ولكن ليس واضحاً، ويتم عكسها بشكل سري، ولا يتم تنفيذه، بل يتم تغييره، إذا سنحت له الفرصة يقول أن هذا ليس صحيحاً، فهو لا يرفضه علنيةً، ولكن في الواقع التنظيمي وفي الفعاليات لا يطبق احتياجاتها، ويحاول فعل ذلك من خلال التصحيح، التغيير وعكسها بطريقة سرية، فأنهم يخلقون فرص الاستفادة، في الواقع، يدعون بالكلمات، وكان كل شيء لا مثيل له، وهي وفقاً للخط، ولكن لا يتم تطبيق احتياجاته عملياً، بل يتم تصحيحه وتغييره، وهذه الممارسات العملية تؤدي إلى تمهيد الطريق للاستفادة.

بالطبع، يمكن للمرء تقيمها على أنها خصائص الطبقات، وتتمتع بنتائج الفردية والمادية للبرجوازية الصغيرة، مرة أخرى، هي نتيجة العقلية والنهج السياسي لرجل الواحد في السلطة، يعني علينا معرفة هذه الأمور وهي هجمات السياسة والذهنية الذكورية للرجل السلطوي، وأيديولوجية البرجوازية الصغيرة في شكل هجوم طبقي وجنسي، ووضع هجوم إيديولوجي.

كما أنهم يحاولون إحياء عقلية، سيادة، مفهوم البرجوازية الصغيرة، القواعد، معايير الرجل السلطوي في داخل الحركة، ودفع كوادر الحركة في مستنقع الرجل الحاكم ومفاهيم البرجوازية الصغيرة، ويتم عيشها في المجالات العملية كثيراً، نعم، تصبح الشخصية أرضية لهم، وتظهر هذه في شخصية الأشخاص، لكن يجب أن نعلم أن وراء هذا الهجوم هناك هجوم مخطط، مدرس، ومنظم جداً، يشن نظام الحداثة الرأسمالية هجماته، النظام القاتل والمحتل يهاجم، ويظهر ويعيش هذا في يومنا هذا، كجزء من الهجوم الذي تم إدارته على أساس مؤامرة دولية منذ 24 عاماً.

أنتم كحركة التحرر الكردية، بأية استراتيجية وتكتيكات قاومتم تلك الهجمات؟ وما هي التطورات التي أظهرتها هذه المقاومة؟ الى أي مدى أثر النضال الذي طوره القائد أوجلان داخل نظام الإبادة خلال الكفاح الذي دام 25 عاماً، على حزب العمال الكردستاني، والشعب ومجتمعات العالم؟ وما هي التطورات التي خلقها من الناحية الإيديولوجية والسياسية والعسكرية؟

نحن أيضاً كحركة وقيادة، قمنا بالرد على الهجمات الإيديولوجية، والسياسية والعسكرية لنظام الحداثة الرأسمالية على أساس المؤامرة الدولية ضد حركة الحرية، من خلال تقربات استراتيجية، تكتيكية، سياسية، وإيديولوجية وبعض من الطرق الأساسية. لقد كانت هذه السنوات الـ 24، مسرحاً لأعظم نضال ذو مغزى وأعمق ومن جميع الجوانب. هذه حقيقة معروفة، وليس على المرء التعبير عن هذا كثيراً. دون شك، هناك بالتأكيد الكثير من الأشياء التي كان يجب القيام بها خلال 24 عاماً من المقاومة متعددة الجوانب، فكل هذه التفاصيل مهمة للغاية، وهناك حاجة للبحث والرؤية، وأولئك الذين يريدون تدريب أنفسهم، وفهم الخط الآبوجي بشكل صحيح، يتعلمون الدروس الضرورية من حركة التحرر الكردستانية، يجب أن يبحثوا عن هذه التفاصيل، وعليهم أن يعرفوا بالتأكيد كيفية الوصول إلى تلك الدروس الغنية، من خلال هذه الطريقة فقط يمكنهم تعلم الخط الآبوجي ودروس مقاومة حركة التحرر الكردستانية، ويمكنهم تدريب ذاتهم على أساس هذا الخط.

بالطبع، لا يمكننا تسليط الضوء هنا على الكثير من التفاصيل، لكن أود أن أذكر بعض المسائل العامة، أولها مفاهيم التغيير والتحول، الديالكتيكية التي تتضمن تلك المفاهيم، نحن أيضاً كحركة وقيادة، قمنا بالرد على هجمات المؤامرة الدولية خلال 24 عاماً، من خلال تطورات ديالكتيك التغيير والتحول في الشخصية، والحزب، والنضال. عندما التقى القائد أوجلان بمحاميه لأول مرة، كان يعد مرافعة الدفاع تحت عنوان “مانيفيستو الحل الديمقراطي للقضية الكردية” المؤلفة من 25 صفحة، وقدمها إلى محكمة إمرالي ويبعث عبر المحامين هذه الرسالة: “سنحول ونغير من أنفسنا، سنغير أنفسنا من رأسنا حتى أصابع أقدامنا، وسنضع جميع أشيائنا أمام المساءلة، وسنجدد أنفسنا على أساس التغيير والتحول ونعيد بناء أنفسنا من جديد، على هذا الأساس أضع مستقبلي أمام المساءلة، وأنا أجدد نفسي على هذا الأساس، على جميع الرفاق الاقتراب من المرحلة بهذا الشكل، عليهم متابعة كل ما قمت به، ويفعلوا مثلما فعلت أنا”، ويقول، “دعهم يقيمون المرحلة كمرحلة متعددة الجوانب من حيث العمق، التغيير والتحول، هذا مهم جداً، حقيقةً أن المرحلة تبعث برسالة بأن هذا هو خط النصر.

ناقشت إدارتنا هذا، تم نقل هذا النهج الى جميع الكوادر، وتم نقله حتى للشعب. وأصبح موضوعاً للعديد من المناقشات، وتطرقت العديد من النقاشات حول ديالكتيك التغيير والتحول في المؤتمر الطارئ السابع، وكذلك في جميع اجتماعات الحزب، كونفرانس، مؤتمر، واجتماعات الإدارة، والأسئلة التي تطرقت اليها النقاشات هي، ما الذي سنغيره، كيف سنغيره، وكيف يجب أن يتم التغيير، وما الذي أظهرته حقيقة المؤامرة الدولية، وما هي الدروس التي يجب التعلم منها والعثور على جواب لها؟

إذا تم النظر في أرشيف السنوات الأولى بعد المؤامرة، وأخذ الكتابات، التقييمات، المناقشات، محاضر الاجتماعات في عين الاعتبار، سيتبين أن المفهوم الأكثر استخداماً في داخل حزب العمال الكردستاني في ذلك الوقت كان مفهوم التغيير والتحول، كان الموضوع الأكثر شيوعاً للمناقشات هو المنزل، التغيير، والتحول، وبدأ كل شيء على أساس ديالكتيك التغيير والتحول، ولكن لم يتم فهمها بشكل صحيح وكافي، ولم تصل إلى التطور المنشود. وحتى في بعض الأحيان يقال انه تم أجراؤها بشكل حفظي، وسقط محتواها في وضع غير مفهوم.

لا يمكننا أن نقول أن كل شيء تطور بشكل قوي وصحيح وفريد، فمن الناحية العملية، هناك حركة ذهاب وإياب، لكن لم ينكر أحد التغيير والتحول، ولم يرفض أو ينفى أي أحد ذلك، ولم يكن ضد التغيير والتحول، ولم يستطع أن يفهم بطريقة صحيحة وكافية، ولم يستطع خلق تغيير وتحول كافيين في أسلوب النضال والتنظيم في شخصه، هذه مسألة مختلفة بحد ذاتها، ولكن كمفهوم لم يرفض أحداً التغيير والتحول من ناحية المرحلة، على الأقل في البداية كان هذا أكثر أهمية، ومن ثم أرادت حملة التصفية 2002-2004 تغيير البعض من طبيعتها ومحتواها والسخرية منها، وأرادت من جهة إضعاف التغيير والتحول، لكن تأثير القائد وصعوبة المرحلة كانا قويان لدرجة أنه حتى أن حملة التصفية لم تستطع أن تصل إلى حد إنكار التغيير والتحول، فماذا فعلت؟ حاولت إفراغ محتواها وجوهرها وعكسها، فعندما وجدت أنها لا تستطيع رفضها أو إنكارها، فإنها لهذا السبب لو كانت تعارض التغيير والتحول؛ فلن تكون قادرة على إحيائها ومحاولة عكس اتجاه التغيير والتحول.

وعندما اراد القائد أوجلان تطوير تعريف للتغيير والتحول على اساس ثوري وتحرري، وعلى أساس التحول الديمقراطي، وعلى أساس الحل الذي يعّرف القضية الكردية بشكل أكبر على أسس الآبوجية، والحزبية، والكريلاتية، والأمة الديمقراطية، حاول التصفويون ايضاً تعريف التغيير والتحول على أنه تحول نحو السلطة، وتحول نحو الدولة، وتحول الى شاكلة الحزب الديمقراطي الكردستاني، وتحول نحو البيروقراطية وسعي للاندماج. وبهذه الطريقة يحاولون إفساد محتواه وتغيير معزاه وإبعاده عن هدفه، لكن لا يزال يتعين عليهم امتلاك مفاهيم التغيير والتحول، وحاولوا القيام بذلك عن طريق تبنيه، وادعوا أن التغيير والتحول الذي يتوقعه القائد أوجلان كما يقولون، على وجه الخصوص، حاولوا الاستفادة من نظام إمرالي للتعذيب والعزلة، لذا فقد استفادوا أيضاً من إضعاف علاقة القائد أوجلان وتواصله مع العالم الخارجي، ومرة أخرى، جرت محاولات لعكس بعض تقييمات القائد التي لم يتم شرحها بشكل كافي، كما جرت محاولات لعكس هدف التغيير والتحول.

بالطبع كان هذا التحويل عملاً ضعيفاً للغاية. كانوا يعكسونه وكانوا يكذبون. في الواقع كانوا يعلمون جيداً ان الكوادر لن توافق على ذلك، ولكن مع ذلك، كمرة أخيرة، حاولوا على هذا الجانب.

وعندما تم توضيح الوضع للقائد أوجلان، ووجد القائد أوجلان أيضاً الفرصة لشرح أفكاره المتعلقة بالتغيير التنظيمي بناءً على أساس محاكمة المحكمة الأوربية لحقوق الإنسان في فترة زمنية قصيرة؛ سقطت الأقنعة وتعرت حقيقتهم، وقد عكس كل الوقائع وكشف أكاذيب التصفوين، لهذا وصلت أفكار القائد إلى مستوى لا يمكن مناقضتها أو تفسيرها، ووصل التنظيم وجميع الأشخاص إلى نقطة رؤية وفهم الحقائق، وبهذه الطريقة، ومثلما لم يبق مجال لتغطية أكاذيب أحد من المضللين والتصفوين أيضاً، تم إخماد ذلك من خلال صدور كتاب “الدفاع عن شعب”، وأصبح كل شيء واضحاً من خلال رسالة الدفاع، وانطفئت كل شموعهم، وانفجرت أنوارهم، وتم تصفية التصفوين وسط أكاذيبهم، وبهذه الطريقة، أدت التغييرات والتحولات في خط القائد إلى حدوث المزيد من التطور والتعمق، ويستند هذا إلى النموذج الديمقراطي، وعلم البيئة، وتحرر المرأة الذي طرحه كتاب “الدفاع عن شعب”، مرة أخرى وعلى أساس الخط الذي عبّر عن رسالة الدفاع المكونة من خمس نقاط تحت عنوان “مانيفيستو المجتمع الديمقراطي” وخط الحداثة الديمقراطية.

بشكل عام، انجزت مسيرة وتغيير وتحول على أساس خط القائد، ومع ذلك، يجب أن نبيّن هنا أن التغييرات والتحولات قليلة وضعيفة من الجانبين، الأول هو، أنه على الرغم من سقوط جميع أقنعة التصفويين وهروبهم وتصفيتهم بناءً على توضيح القائد أوجلان، ففي الفترة الممتدة بين أعوام 2002-2004، استمرت محاولاتهم لعكس جوهر التغيير والتحول ضمن التنظيم، مثل المفاهيم والمعاني التي وصل تأثيرها إلى مستوى معين

في بدايتها كانت مؤثرة جداً، على وجه الخصوص عندما وصلت المرحلة لوصول مانيفستو المجتمع الديمقراطي إلى أيدي الحركة. هناك، حتى وصل تقييم نقد الليبرالية الذي طوره القائد أوجلان إلى الكوادر، استمرت دراية ومفهوم التصفية إلى حد معين. مع مانيفستو المجتمع الديمقراطي تم تحجيم ذلك التأثير، فأصبح الابتعاد عن مفهوم وأدبيات التصفية أكثر تأثيراً. لا يمكن للمرء أن يقول أن ذلك المفهوم انتهى تماما. فلا يزال تأثيره موجود إلى حد ما. ولأننا كحركة ضد التصفية لم نتمكن من إدارة نضال موحد ومنظم ومخطط للغاية، لكن القائد أوجلان قادها وكتب المجلد لكننا لم نتمكن من إعداد كتب ومنشورات وتقارير تقيم التصفية وتدينها. على هذا الأساس درب الكوادر والحزب ضد تأثير القائمين على التصفية. جرى ذلك من خلال التدريب، في الحياة ، في الممارسة. لا يعني أن ذلك انتهى، لكنه تشكل جزء بعد جزء، ولم يكن متكامل وعميق، لذلك استمرت آثار التصفية لفترة طويلة، ظلت كبقايا مما أظهر على هذا الأساس تأثير على مستوى الفهم والتنفيذ لتدمير الحركة.

ثانياً، كانت هناك فجوات في الفهم والإدراك والاستيعاب والقبول. هناك تأثير كبير للحداثة الرأسمالية، تأثيرات المجتمع على الشخصية كثيرة. هناك أيضا تأثيرات وتشكيلات تم تغذيتها بواسطة نضالات سابقة. في الوقت عينه وبسبب تقنيات الاعلام، هناك هجوم ليبرالي على هيكل الحزب وكوادره، كما يتم على مدار 24 ساعة في اليوم على المجتمع بأسره. يتم ذلك بعناية كبيرة وعلى نطاق واسع من خلال وسائل الإعلام. يجري ذلك في مثل هذا السياق بحيث لا يمكن لأي شخص في العالم التخلص منه. فالسجين والمعزول عن كل شيء وحتى الراعي على قمة الجبل يتأثر بذلك.

في حقيقة الأمر هذا هو واقع النضال ضد طبيعة وقبول التغيير والتحول الذي عايشه القائد أوجلان وطوره. الى حد ما له تأثير على المجتمع، خاصة إذا كان المرء بعيداً عن الحياة المنظمة والنضال في بيئات ليبرالية شديدة الصعوبة، فإن الكوادر في هذه البيئات تتأثر أكثر بهجمات الليبرالية الرأسمالية الحادة. بالطبع، الليبرالية ليست هجوماً علنياً. إنه هجوم خفي ومتستر للغاية. وبكل وضوح لا تنكر أي شيء، هجوم كأن تقول شيئاً وتؤمن به، ولكن في مضمونه أمر مغاير، وهذا يتطلب أيضا وعيا ومستوى من المعرفة. يحتاج إلى مراجعة نقدية. إذا كان هناك ضعف في هذه القضايا، فإن الرؤية والفهم والنضال ضد التأثيرات الليبرالية ستبقى ضعيفة أيضاً. إن التغيير والتحول الذي قاده القائد اوجلان، ولكن لأنه لدينا مشاكل في القضايا الحزبية والكريلاتية في العصر الجديد والأمة الديمقراطية، فإن تلك الأخطاء والعيوب تظهر أيضا في الممارسة العملية. كل ذلك مواضيع تحتاج للنقاش والتقييم. ويمكننا تحديد ذلك كالبعد الأول.

والثاني كان تغيير النظام الفكري. تطور التغيير والتحول كمفهوم. لقد كان له تأثير من نواح كثيرة، فقد استحوذ على الممارسة بأكملها. ولكن في عام 2003 ، انعكس هذا على أنه نقلة نوعية على مستوى القيادة. خرج حزب العمال الكردستاني من اطار حزبٍ يتمحور حول الدولة والسلطة. لقد أصبح حزبا اجتماعيا ديمقراطيا قائما على نموذج الديمقراطية والإيكولوجية وحرية المرأة. لقد تم فصله عن أيديولوجية الدولة القومية. طور الأمة الديمقراطية ضد الدولة القومية. لم يعرف الأمة الديمقراطية على أنها أمة لغة – دين – أرض – اقتصاد. بل عرفها على أنها أمة ذات وحدة فكرية وثقافية. لذلك تنبأ بأن المجتمع المكون من جميع الأجناس والأمم والمعتقدات يمكنه أن ينظم نفسه بحرية ويعيش كأخوة وأخوات على أساس إدارة ذاتية ديمقراطية في إطار وحدة الأمة الديمقراطية. حيث أن هذا التغيير كان مهما للغاية.

مع هذا، تم استبدال الدولة بالكونفدرالية الديمقراطية. وبدلاً من هيكلية تقبل جميع أنواع الضغط والقمع من قبل الدولة وتعبر عن استعمار جزء معين من المجتمع، عوضاً عنها نظام يدير فيه المجتمع نفسه، يتم انتخاب المسؤولين، يمكن للناخبين عزلهم من مناصبهم عندما يريدون، وإدارة ديمقراطية عرّفها على أنها نظام يؤدي الواجب الاجتماعي. وعرّفها بأنها نظام سياسي قائم على المجتمع المنظم، والمجتمع (كومونة) الديمقراطي والفرد الحر. لذلك طور مفهوما جديدا، وبرنامجا جديدا، واستراتيجيات وتكتيكات جديدة، وتعريفا جديدا للثورة. إذ ترسخت الكونفدرالية الديمقراطية على مستوى الإدارة الذاتية الديمقراطية، في مقدمتها وحدة الكونفدرالية الديمقراطية. عرّف هذا على أنه اتحاد يتشكل من وحدات نظمت نفسها بحرية على كافة الأصعدة. لذلك، قدّم الإدارة الذاتية الديمقراطية والكونفدرالية الديمقراطية، حقيقة الأمة الديمقراطية كنموذج أساسي لحل المشكلة الوطنية الكردية. كما توقع أنه يمكن حل جميع المشكلات الاجتماعية بذات المنوال والمشروع. وبدلا من الجيش النظامي الذي يبني الدولة، حدد ووضع الدفاع الذاتي للمجتمع عوضاً عنه إنهاء نظام تكون فيه مقومات الحماية في أيدي بعض الفئات وتستخدم كأداة للضغط والقمع على المجتمع؛ وتوقع بمجتمع قائم على حماية نفسه بالوعي والتدريب والتنظيم، وبالتالي نظام تستخدم فيه أدوات الدفاع للحماية العامة للمجتمع، ولا يستخدم كأداة مختلفة، وضغط وتسلط على المجتمع.

طبعا كل ذلك يستند على حرية المرأة. واعتبر حرية المرأة أساس جميع الحريات الاجتماعية. بالإضافة جعل الوعي والتقرب البيئي أساساً. لقد حدد نظاما يتنبأ بالتناغم والتكامل بين الطبيعة والمجتمع ضد الأساليب المدمرة المحطمة والمبيدة لجميع أنواع الصناعات. باختصار شهد حزب العمال الكردستاني تغييراً وتحولاً جذريين. شهد واقع القيادة هذا التغيير في مرحلة 2002-2004. انتشر هذا التغيير والتحول في جميع أرجاء الحزب، إلى جانب كتاب “الدفاع عن شعب” الذي تم تطويره مع أطروحة المجتمع الديمقراطي، لقد تم فصله عن أيديولوجية الدولة القومية. كذلك تم فصله عن نموذج الحكومة والدولة. لقد تحول إلى حزب جديد قائم على نموذج المجتمع الإيكولوجي والديمقراطي وحرية المرأة والمجتمع الديمقراطي والدفاع عن الذات والسياسة الديمقراطية.

لذلك فإن إدراك الثورة والمقاربات الاستراتيجية والتكتيكية تبعا لذلك. رفض عقلية الدولة التي عرفت الثورة بأنها تدمير دولة وإقامة دولة جديدة مكانها، وانفصلت عنها، على العكس من ذلك، فإنه تطور يحجم الدولة ويضيقها، وينظم ويطور الفرد الحر والمجتمع الديمقراطي على خط الأمة الديمقراطية، وينظم ويطور المجتمع الديمقراطي والحياة الحرة على خط الأمة الديمقراطية، وهكذا يؤسس ويحمي المجتمع الديمقراطي ضد الدولة. ويعتبر التطور الذي تنكمش فيه الدولة تطورا ثوريا، وقد عرّف هذا بأنه دولة + ديمقراطية وأشار إلى أن ذلك سيستمر لفترة طويلة وأن مهمة الثوار ليست تكريس كل شيء للنضال من أجل تدمير الدولة، بل يجب أن يقوم على أساس الفهم وأسلوب النضال، ويقوم على التدريب ويجب أن يحجّم ويُضَيق تنظيم المجتمع الديمقراطي الدولة بشكل أكثر، ويجب أن يكون المجتمع الديمقراطي دائما هو الأوسع، كان هذا أيضا تغييرا مهما.

لقد غير هذا تماماً نهجنا في الصراع الأيديولوجي – السياسي – العسكري، لقد تغير فهمنا ونهجنا وأساليبنا وخططنا خلال مرحلة ما قبل المؤامرة. لم نحارب المؤامرة بالطرق قبل المؤامرة، لقد ناضلنا بالأساليب والطرق والأنماط والوتيرة الجديدة التي أنشأتها القفزة النوعية، على هذا الأساس، كان هناك تغيير في جميع سبل النضال، من خلال أساليبنا كانت هناك تغييرات في منظمتنا، ومنها القضاء على العوامل التي تسببت في المؤامرة والتغلب عليها واحتواءها.

كحلقة ثالثة أخرى، يمكننا تحديد استراتيجية النضال، في الواقع إن حزب العمال الكردستاني الآن في المرحلة الاستراتيجية الرابعة، كانت الفترة الاستراتيجية الأولى هي فترة الحزبية في السبعينيات، تأسس حزب العمال الكردستاني باستراتيجية نضالية قائمة على العنف الثوري ضد الأفراد والمؤسسات العميلة. كانت الفترة الاستراتيجية الثانية هي الاستراتيجية طويلة المدى للحرب الشعبية ضد النظام العسكري الفاشي في 12 أيلول، حتى بداية عام 1990 كان حزب العمال الكردستاني يناضل على أساس استراتيجية 15 آب وبهذا النوع من الاستراتيجية تطورت حرب الكريلا.

من خلال تقييم التطورات في أوائل التسعينيات في العالم والشرق الأوسط، ومن خلال رؤية النتائج في كردستان وتركيا، أراد إجراء تغيير استراتيجي في آذار 1993 بإعلان وقف إطلاق النار، أراد تحويل استراتيجية حرب الشعب إلى استراتيجية ديمقراطية للنضال السياسي. لكن العدو والنظام لم يسمحا بذلك. لقد أراد القضاء على حزب العمال الكردستاني وتصفيته عبر هجوم فاشي وإبادة شاملة، بمقابل ذلك، نجح حزب العمال الكردستاني عبر إبداء مقاومة عظيمة حتى عام 1998، أراد القائد أوجلان دفع تلك العملية التي بدأت في آذار 1993 بوقف إطلاق النار في 1 أيلول 1998 ، لكن لم يحصل أو يتقدم ذلك، كما فرض نظام الاستبداد والإبادة كان قد فرض مؤامرة دولية عليه، لقد أظهر النضال ضد المؤامرة الدولية، مثل النضال ضد الإعدام في إمرالي مستوى معينا. لذلك ظهرت إحدى النتائج في كانون الثاني 2000 ، فقد أعلن نظام الجمهورية التركية أنه تم تعليق تنفيذ حكم الإعدام الصادر في إمرالي، من ناحية أخرى أعلن حزب العمال الكردستاني خلال المؤتمر السابع أنه قام بتغيير استراتيجي عبر تعليق استراتيجية الحرب الشعبية وأنه سيعمل ضد المؤامرة الدولية باستراتيجية النضال السياسي الديمقراطي، وفقاً لذلك خطط ونظم نفسه.

وأراد منع المؤامرة على أساس السياسة الديمقراطية، فمع تغيير النموذج أصبحت هذه المرحلة أقوى، لقد أراد القائد أوجلان وحزب العمال الكردستاني تطبيق نظام منظومة المجتمع الديمقراطي KCK ، الذي عرَّفه بالكونفدرالية الديمقراطية، على أساس استراتيجية النضال السياسي الديمقراطي، دون التورط في النزاعات السياسية، ووضعه موضع التنفيذ، لقد طور هذه النظرية، ووضع الخطط بناءً عليها، واتخذ القرارات، وطور التنظيم، على هذا الأساس أعطى أهمية للنضال السياسي، وعلاوة للاستخدام الجزئي للسلاح الذي كان على جدول الأعمال في 1 حزيران 2004 ، إلا أن الفترة الممتدة من 2000 إلى 2010 كانت فترة النضال السياسي الديمقراطي. لو تم تغيير الذهنية والسياسة في النظام الإجرامي، لو كان النضال قائما على المستوى السياسي بدلاً من الجيش، فإن القائد أوجلان وحزب العمال الكردستاني كانا سيواصلان استراتيجيتهما للنضال السياسي الديمقراطي عبر منظومة المجتمع الديمقراطي كنضال سياسي ديمقراطي.

لكن إدارة حزب العدالة والتنمية عكست هذه المرحلة مع الولايات المتحدة خاصة في أعوام 2007-2008-2009، خلقت عقبة أمام النضال السياسي الديمقراطي، وحاولت القضاء على السياسة الديمقراطية، اعتقلت القوى السياسية الديمقراطية، مارست التعذيب، أوقفوا السياسة الديمقراطية، أغلقت كل الأدوات السياسية الديمقراطية من أحزاب وجمعيات، إلا أن نتائج الانتخابات المحلية في 29 آذار 2009 قدمت فرصة جيدة لحل سياسي للمشكلة الكردية على أساس حكومات محلية ديمقراطية، في مقابل ذلك، رد حزب العدالة والتنمية بعمليات إبادة جماعية سياسية في 14 نيسان 2009 تم القبض على رؤساء البلديات المنتخبين وزعماء الأحزاب، وتفاقم الضغط على القائد أوجلان، أدت تلك المرحلة إلى انقلاب 17 تشرين الثاني وإغلاق حزب المجتمع الديمقراطي في 11 أيلول، وبهذه الطريقة لم تُترك فرصة لخوض صراع سياسي على أساس السياسة الديمقراطية ولحل المشاكل، في هذا الصدد، أعلن القائد أوجلان انسحابه في 31 أيار 2010 ،وأوضح: “انطلاقا من السياسة الديمقراطية لم يعد هناك مجال للسياسة وإدارة النضال السياسي وحل المشاكل، لذلك انتهت استراتيجية النضال السياسي الديمقراطي”.

من 1 حزيران 2010 ، غير حزب العمال الكردستاني استراتيجيته، وانتهت المرحلة الاستراتيجية الثالثة وبدأت الفترة الاستراتيجية الرابعة، كان هذا عصر الحرب الشعبية الثورية، وأعلن أن حرب الشعب التي دارت في الثمانينيات تجددت على أساس نموذج جديد ونفذت في خط استراتيجي جديد، لذلك فإن النضال القائم على هذا النوع من الاستراتيجية يتم إدارته حتى اليوم.

الآن حدث خلال مكافحة المؤامرة تغيير إستراتيجي، في عام 2000 تم وضع استراتيجية النضال السياسي الديمقراطي وبدأت المرحلة الاستراتيجية الثالثة. في عام 2010 انتهت المرحلة الاستراتيجية الثالثة وبدأت المرحلة الاستراتيجية الرابعة وتم وضع استراتيجية حرب الشعب الثورية وعلى هذا الأساس بُذلت الجهود لتطوير أساليب وتكتيكات النضال، لقد قمنا بتغيير مماثل في استراتيجية وتكتيكات محاربة المؤامرة الدولية، لقد عايشنا هذا التغيير على مستوى القيادة، وقمنا بهذا التغيير على مستوى الحزب والشعب، وما زلنا نناضل على هذا الأساس، إلى أي مدى تم تنفيذ وإنجاح هذا التغيير الاستراتيجي وتجديد التكتيكات والأسلوب التي كانت ضرورية؟ في الواقع، هناك أوجه قصور وأخطاء خطيرة في هذا المجال، حقيقة نشأ مثل هذا الوضع بحيث لا يمكننا الدخول في استراتيجية حرب الشعب الثورية، كحالة رافضة نوعاً لها، فالتعلم الذي حصل من خلال استراتيجية النضال السياسي الديمقراطي لا يمكن تجاوزه بعد، لقد أصبح تصوراً والتغيير الاستراتيجي لم يكن متوقعاً بما يكفي ليُبنى عليه، الصعوبات والعراقيل اليوم مصدرها من هذا، كما تظهر النواقص بسبب ذلك.

بدون تلك النواقص، وبغض النظر عن مدى عدوانية فاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، بالطبع، ما كان من الممكن أن تقف على قدميها ومواصلة حكمها حتى الآن، كان من الممكن أن تنهار منذ فترة طويلة وتلقى بعيدا، كانت إمكانية محاربة الفاشية والإبادة الجماعية في كردستان وتركيا قوية للغاية، علاوة على إن بقاء فاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية حتى اليوم يرجع إلى حقيقة أن حزب العمال الكردستاني والمنظمات الثورية الأخرى بصرف النظر عن قوتها لم تتمكن من خوض نضال بإدراك استراتيجي صحيح ونهج تكتيكي غني، فالأمر يعود لهذه الأسباب.

من هذا الجانب، تم وضع خط القائد أوجلان موضع التنفيذ إلى حد معين، وهي لازالت محددة في حزب العمال الكردستاني، و الشعب الكردي، المرأة، الشبيبة، وكردستان، لا يمكننا القول أن التغيير – التحول، تغيير النموذج. فالتغيير الاستراتيجي، والمفاهيم الاستراتيجية والتكتيكية التي طورها القائد أوجلان تم فهمها بشكل صحيح وكاف وتم تطبيقها بنجاح، ويتم ذلك على نطاق محدود، وهناك تطبيق عملي يشوبه بعض النواقص، ويتم رصده في مرحلة لاحقة، و كما تعبر عنها القيادة المركزية في كثير من الأوقات، ففي الممارسة العملية هناك مفهوم محافظ ومبتذل ومُدار بشكل بطيء ومتثاقل، هناك الكثير من الانقسام، لذا فإن الوقوف بوجه ذلك داخل حزب العمال الكردستاني والشعب الكردي آخذ في التطور، لازال في مراحله الأولية وفي مستوى معين، كل التطوير يعتمد بشكل أساسي على هذا التغيير والتحول، علينا أن نعبر عن هذا، لو أنه في ذلك الوقت، تم فهم التغييرات والتحولات، والتغييرات في الأطروحة، والاستراتيجية وإعداد التخطيط لها وتنفيذها في الممارسة العملية ، لكان تجاوز هذه التطورات الحالية أسهل بعشرات المرات مما هي عليه الآن.

في خضم نقل هذه الحالة، خارج حزب العمال الكردستاني وكردستان هناك توجه جديد لنشر أفكار القائد جزئيا على المستوى الإقليمي والعالمي، هناك نشاطات دولية، فمع ثورة روج آفا على وجه التحديد، أصبحت المرأة، والشبيبة، أكثر دراية بفكر القائد، كما شهدت ثورة حرية المرأة مرة أخرى مشروع الأمة الديمقراطية، ومشروع الكونفدرالية الديمقراطية، ذلك مؤثر للغاية في المنطقة والعالم، فكلا المشروعين، أي مشروع علم المرأة، ومشروع ثورة حرية المرأة والكونفدرالية الديمقراطية، والأمة الديمقراطية هي الحل لجميع المشاكل، الجميع يجد الحل لمشاكلهم هناك، لذلك أينما وصلت فإنها تؤثر، وتشاركها في الفعاليات، لكن ذلك لا يزال في بدايته، إنه ينتشر، فقد ساهم الكفاح ضد داعش وثورة روج آفا أيضاً إلى انتشار ذلك نوعاً ما.

حالياً التطورات في شرق كردستان، وإيران ذات تأثير في هذا الجانب، في الواقع، جعلها جوهرية وقبولها وتفعيلها ليس كافياً في كردستان والعالم على حد سواء، لكن مستوى تأثيرها قوي للغاية، إنها محقة للغاية، تمضي بعلم، ومنظمة، محفزة للأمل ومحفزة للفعاليات، تبث الشجاعة والتضحية للنصر، فإن خط وأسلوب واستراتيجية وتكتيكات نضال القائد أوجلان ضد المؤامرة بهذا المستوى يصبح مؤثراً، إنه يؤثر بعمق ويثير الفعاليات أينما وصل، مما لا شك فيه أن تطور ذلك في كردستان وفي العالم سيؤدي إلى تغيير وتحول ثوري كبير وسيخلق انتفاضات ثورية.

يتبع…..