١٥ أكتوبر ٢٠٢٣
كالكان: السمة التي تجعل حزب العمال الكردستاني قوياً هو طابعه الاشتراكي
شدد دوران كالكان، إن جوهر الاشتراكية المتجسدة في شخصية القائد آبو هو نظام الحياة الجماعية والعمل الجماعي، وهو مصدر القوة الرئيسية لحزب العمال الكردستاني، والسمة الأساسية التي تجعل حزب العمال الكردستاني الفدائي قوياً على الرغم من الهجمات العديدة.
قيّم عضو اللجنة المركزية لحزب العمال الكردستاني دوران كالكان لوكالة فرات للأنباء خصائص الشخصية الاشتراكية المتجسدة في شخص القائد عبد الله أوجلان، والتطور العملي والتنشئة الاجتماعية لنظرية القطعية في شخصية عبد الله أوجلان.
تقييمات دوران كالكان هي كما يلي:
موضوعنا هو سمات الشخصية الاشتراكية المتجسدة في شخصية القائد آبو، أو ما العلاقة بين الاشتراكية والقائد آبو؟
يمكن إعطاء إجابة نظرية عامة لهذا السؤال؛ يمكن إحصاء خصائص الشخصية المحددة كشخصية اشتراكية واحدة تلو الأخرى، إنه ديمقراطي، تشاركي، تحرري، يتمتع بالمساواة، يقدر علاقات الرفاق، ملتزم بوعده، عملي، مناضل ويجمع بين العمل النظري والعملي، ويمكننا إحصاء كل ذلك في شخصية القائد آبو أيضاً، كلها مرتبطة بالحقيقة، ومع ذلك، فإن شخصية القائد آبو وهذه الصفات ليست متوافقة تماماً مع بعضها البعض، والحقيقة أن الذين ذكروا هذه الصفات لا يحققون متطلباتهم.
إذ يوجد ضعف مماثل لدى الشخصيات الاشتراكية، بدلا من أن ينظروا إلى الاشتراكية كشخصية، وأسلوب حياة، وأيديولوجية حياة، فإنهم ينظرون إليها كنظرية، والبعض ينظر فقط إلى بعدها النظري، ويتم تعريف التعبيرات والتقييمات المختلفة على أنها اشتراكية، والبعض ينظر إليها فقط من الجانب العملي، يُنظر إليه على أنه شخصية اشتراكية مناضلة وعملية، ولا ينظرون إلى جانبها الآخر.
إذن ما هي الشخصية الاشتراكية المهمة وجوهرها وما هو غير ذلك؟ وما هي مميزاته وكيف ينبغي أن يكون؟ وبتعبير أدق، كيف يجب أن تكون الشخصية الاشتراكية والحياة الاشتراكية؟ كيف يجيب القائد آبو على هذه الأسئلة؟
حقيقة القائد مرتبطة بالحياة
كيف تجيب شخصية القائد آبو ومسيرته النضالية على مدى 50 عاماً على هذه الأسئلة، وكيف أجاب على هذه الأسئلة، وبالتالي أي نوع من التجسيد كان؟ ومن المهم جدا دراسة وإجراء بحث بخصوص ذلك، نظراً لأن هناك اختلافات، لا يبقى الأمر هكذا مع هذه الصفات، إن حقيقة القائد لا ترتبط بصفات مجردة، بل بالحياة المعيشية، مرة أخرى، فهي ليست مجزأة ولكنها شاملة، وهي ليست من جانب واحد، بل تشمل جميع الجوانب، كل من النظرية والعملية، حيث يتمتع القائد آبو بالنزاهة الكاملة في الأقوال والأفعال والنظرية والممارسة العملية.
فهو يفعل ما يقوله ويقول ما يفعله، والأشياء التي لم يستطع فعله لم يحولها للنظرية ولم يتحدث فيها ابدا، فهو لا يطلب من الآخرين أن يفعلوا ما لا يفعله بنفسه، ولا يقدمه كمبدأ للاشتراكية، يريد من الآخرين أن يفعلوا ما يفعله وما يستطيع فعله، ويفي بوعوده، بمعنى آخر، لا يقول شيئاً مختلفاً ولا يعيش بشكل مختلف ولا يتصرف بشكل مختلف، فهذا جانب أساسي للقائد آبو، ويمكن رؤية الجوهر من هنا، هناك مثل هذه الوحدة وحيوية.
عندما أصبح شخصية اشتراكية انقطع عن النظام
ومن ناحية أخرى، عندما أصبح القائد آبو شخصية اشتراكية، انقطع عن النظام، لذلك كانت نظرية القطعية مهمة وضرورية، رغم أنه لم يتمكن من الانفصال التام عن النموذج الحاكم الدولتي إلا خلال السنوات الأربع 2003-2004، ولم يصل إلى المستوى الذي يفهمه ويحدده على كافة المستويات ويحوله إلى حالة نظرية وبرنامج واستراتيجية وتنظيم لكن منذ البداية انفصل من النظام الحاكم والدولتي، السياسة و الذهنية الذكورية المهيمنة، لقد انفصل عن حياة النظام، وبالطبع فإن الانقطاع عن حياة النظام لم يحدث على أساس لم يكن له نظام حياة بديل وتصرف بشكل غير محدد وعشوائي وبدون معيار، يمكن للمرء أن ينفصل عن الحياة المنظمة؛ بترك المدرسة، ترك الوظيفة وترك البيئة العائلية، هناك الكثير من يبحثون عن لا شيء، اللومبينية هي التعريف الأيديولوجي أو النظري لهذا، وهناك الكثير من هذا القبيل، ويطلقون عليهم أيضاً اسم الأشخاص غير النظاميين، وبطبيعة الحال، ليس هذا هو الحال مع القائد آبو، الانفصال عن النظام ليس هكذا بالتأكيد، ماذا تشمل؟ أنه يحتوي على نظام حياة بديل، ومع الابتعاد عن العقلية والبنية السياسية التي تتجاهل الشعب الكردي وتريد تدميره، فإنها ترتكز على تأسيس نظام حياة جديد يقوم على الوجود الكردي والحرية، ويطور معالمه، فهو يكشف عن هذه الحياة في شخصيته كفكر وحركة، عندما ينفصل شخص عن النظام، فإن النظام المضاد هو نظام بديل، نظام الحياة، فهذه هي السمات الشخصية هنا.
في الوقت الذي تنفصل عن النظام تصل إلى المجتمع
وإذا سألنا على أي أساس تم تطوير ذلك، ينبغي أن نقول مرة أخرى، لقد قال القائد آبو هذا دائماً؛ لو لم أتمكن من الجمع بين شخصيتي مع وجود المجتمع الكردي وقيمه الأساسية، وسمات شخصيتي مع سمات المجتمع الكردي على أعلى مستوى، لم أستطع أن أفكر في أشياء كثيرة، والقيام بالكثير من الأنشطة وتطوير مثل هذا الفكر والممارسة العملية، لم أتمكن من إثبات القدرة على تطوير الفكر والممارسة العملية على هذا المستوى، بمجرد الانفصال عن النظام، فإن التحول إلى نظام بديل يعتمد على الارتباط بالمجتمع على هذا المستوى، إنه شخصية اجتماعية، ولكن هكذا يتجسد ويتشكل المجتمع الجديد، المجتمع الحر، المجتمع الديمقراطي، الحياة الحرة، الحياة القائمة على حرية المرأة في شخصية واحدة، ويتم التعبير عن المجتمع في شخصية واحدة، وقد عبر عن ذلك بخصوص الرفيق عكيد، وقال إنه شخصية تمثل الشعب والمجتمع كله في قلبه، وهذا يتجسد بشكل كامل ومنظم في حقيقة القائد، في الشخصية الآبوجية، في شخصية القائد آبو، هذا الجانب مهم في البداية، بمعنى آخر، من الضروري أن نرى جيداً التنشئة الاجتماعية والاشتراكية والارتباط بالمجتمع، وبينما تنفصل عن النظام، تصل إلى المجتمع، وتصبح ذو شخصية اجتماعية عندما تنفصل عن السلطة ونظام الدولة، وتتصور مجتمعاً جديداً يقوم على الحياة الحرة والنظام الديمقراطي، فهو يمثل مثل هذا المجتمع في شخصيته ويخلق خصائصه.
كيف وضع هذه الميزات موضع التنفيذ؟ القائد آبو؟ كيف أمكن تطويرها عمليا؟
في البداية، تدرب على هذا الأساس، لقد انفصل عن النظام وجعل شخصيته اجتماعية أكثر، بمعنى آخر، حوله إلى نظام بديل، وقام بهذه الثورة الشخصية.
تم تشكيل مجموعة الآبوجية بمثل هذا الانفصال
وبعد ذلك شارك بما فعله وما فهمه، وبينما طور هذا في شخصيته، اتخذه أيضاً أساساً لنشره في محيطه، يعني لم يقل؛ لقد فعلت ذلك، يجب أن يقتصر الأمر علي، دعني أكون قوة الشخص الواحد، كما تصور أيضاً إنشاء مجتمع جديد خاص به، حيث يحمل خصائص ذلك المجتمع، لذلك تصور نشر خصائصه الخاصة، وقد حدث ذلك من خلال تدريب البيئة المحيطة به، الدعاية، نشر أفكاره ونقل الحقائق الخاصة به، وهذا ما دفع كل من يشبهه إلى القيام بثورة الانفصال عن النظام، والانفصال عن السلطة ونظام الدولة، وبالتالي بدء ثورة الشخصية، وبعبارة أخرى، تم تشكيل مجموعة الآبوجية وحزب العمال الكردستاني مع مثل هذا الانفصال، وعلى الرغم من أن نموذجه لا يزال يتصور القوة والدولة، إلا أنه أحدث في الواقع الانفصال عن القوة العالمية ونظام الدولة الذي تجاهل الكرد الموجودين وأراد تدميرهم، ولا يستطيع أن يتحد مع القائد الذي لم ينفصل عن هناك، ولم يتمكن من الدخول في النظام الاجتماعي، نظام الحياة، الذي يمثله القائد، وعلى هذا المستوى وجدت صراعات وتناقضات، فإما أن يحل تناقضاته، أو يقوم بالثورة، أو يسير مع القائد، أو يعود مرة أخرى ويصبح جزءاً من النظام، هل كان هناك مثل هؤلاء الناس المنظمين؟ كان هناك الكثير، وقد ظهرت هذه منذ عام 1975، لقد كان موجوداً دائما، ولكن هل كان هناك من فهم القائد واختاره، واتحد معه، وشارك في التنشئة الاجتماعية للقائد على أعلى مستوى؟ أجل، وكان يكفي أن يقول القائد “روحي الخفية”، هكذا ظهر حقي قرار وكمال بير ومظلوم دوغان وسارة، وقال كمال بير: روح القائد آبو هي روحنا جميعاً، وهكذا اتخذ الإجراءات الثورية، وقال القائد آبو بخصوص حقي قرار: “لقد كان مثل روحي الخفية”، فظهرت شخصيات كثيرة فهمت شخصية القائد والشخصية الآبوجية واستوعبتها واندمجت معها، ونقول عنها الوحدة الروحية، تقاسم الروح المشتركة، فهذا مهم جدا، لذا، كان هناك فهم ومشاركة في واقع القائد على ذلك المستوى.
الوحدة في الحياة جلبت الوحدة في الفكر والممارسة العملية
فكيف أوصل القائد آبو هؤلاء الأشخاص إلى هذا الوضع؟ وكيف جعل الناس يتقبلون أفكاره؟ كيف أمكن التأثير بهذا القدر؟ لم يكن لديه 5 قروش من المال، كان يعيش بمساعدة الآخرين، ولم يكن لديه أي أسلحة أو قوة، بمعنى آخر، لم يكن لديه قوة مادية ولا مالية، ولا قوة سلاح، ولا شهرة، لم يكن يعرفه أحداً، لكنه أثر في الأشخاص الذين كان على اتصال بهم لدرجة أنهم أصبحوا مرتبطين به حتى الموت، بماذا؟ من خلال العيش معاً، ويمكننا الإجابة على هذا النحو بكلمة واحدة أو جملة واحدة، أن يكونوا كواحد في الحياة، الوحدة في الحياة جلبت الوحدة في الفكر والممارسة العملية، لقد أخذ الأمر إلى أبعد من ذلك، وكشف عن وحدة العاطفة والروح، وقد اعتمد القائد آبو دائماُ على هذه الوحدة.
أين تأسست هذه المجموعة؟ حقي وكمال مع الرفاق، وفي المنزل الذي كان يقيم فيه، لقد عاشوا معاً، وبقوا معا، وتقاسموا كل شيء معاً، لقد رأى الجميع كيف عاش القائد آبو، لم يكن لديه أبدا مكان خاص به، ولم تكن لديه حياة خاصة.
استأجر حقي قرار منزلاً بنفسه، ولم يستأجر كمال بير منزلاً قط، على سبيل المثال، انخرط في عمل ثوري أكثر قدرة على الحركة وأكثر نشاطا، حيث أصبح منزل واحد منزلين، كان يبقى في المنزل ثم يغادر، عاش مع الناس وأكل وشرب معهم، وكان يحدد أسلوب حياته أينما يكن، كيف يجلس المرء، كيف يتصرف، كيف يلبس؟ ما هو الصحيح المقدر وما المرفوض؟ كيفية إقامة العلاقات، كيفية خلق الاحترام المتبادل والحب والولاء، كيفية خدمة بعضنا البعض؛ أظهر وحدد كل شيء بنفسه، لقد أظهرها في الحياة، ليس بالكلمات، بل بالحياة اليومية، لحظة بلحظة والعيش معاَ، وحيثما رأى نقصا أو خطأ قال: هذا خطأ، وهذا هو الصواب، علينا أن نفعله بشكل صحيح، وكان ينتقد دائماً، ولم يكن هذا النقد بطريقة إهانة الشخص الآخر، بل بطريقة تدريبه وجذبه نحو الحقيقة.
تصور الاشتراكية كأسلوب للحياة
حاول القائد آبو تطوير العمل التنظيمي الاشتراكي، حيث اتخذ الاشتراكية كوجهة نظر، حالة ذهنية، فلسفة، إطاراً نظرياً، وتصورها كخط إيديولوجي سياسي، لكنه حاول بشكل أساسي تطوير الاشتراكية كأسلوب حياة، لقد كشف عن علاقة اجتماعية وإنسانية جديدة، وخلق هذا في شخصيته، كما قام بتدريب محيطه على هذا الأساس، ودرب رفاقه على هذا الأساس، وأسس مجتمعه الخاص على هذه المعايير والمبادئ، لقد كان هكذا دائماً، ولم يكن لديه حياة خارج عن هذا الإطار.
إن العديد من الدوائر الأخرى تقول الاشتراكية ولكنها تمارسها بشكل مختلف، القائد لم يستعمل مفهوم الاشتراكية كلفظ فقط، إن من يشعر بالاشتراكية ويتحدث عنها كفكرة أو كلمة ليس هو من يبقى خارجها عمليا، على العكس تماما؛ أجل، هو من ينطق بكلماته، لكن الأهم هو من يجعلها قابلة للعيش، وهذا ما يجعل اللحظة تستحق العيش.
هو من عاش واقع الاشتراكية وليس من تحدث عنها
عندما يقتصر ذلك على المؤسسة أو الفرد، فإنه يصبح مصلحة ذاتية، إن وجود القوة المادية يعني وجود الأنانية، والقائد آبو ليس هكذا، لقد كان دائماً يضمن تكامل الهدف والأداة، النظرية والممارسة العملية على أعلى مستوى، ولم تكن أقواله وأفعاله مختلفة عن بعضها، ولم يكن ذو شخصية مزدوجة، ولم يرى الاشتراكية كما تم تحقيقها بعد الثورة أو السلطة.
الاشتراكية لا تخلق دولة، ولا تنشئ السلطة، الاشتراكية تتجسد في الفرد وفي المجتمع، إنها في الأساس أسلوب حياة بقدر ما هي قوة فكرية، إنها مبادئ ومعايير الحياة، إذن كيف يمثل الاشتراكية؛ بمعنى آخر، إذا كنت تعيش بحرية، على أساس مراحل مختلفة، وعلى قدم المساواة، وتتقاسم بشكل جماعي، فأنت اشتراكي؛ كلما ابتعدت عن هذه الحياة، كلما زاد انفصالك عن الاشتراكية، ففي الواقع يستند على هذا المبدأ.
ومثل أي شخص آخر، لم يتحدث كثيراً عن الاشتراكية، على سبيل المثال، لم يستخدم مصطلح الاشتراكي كثيراً، لم يمدح الاشتراكية دائماً، ولم يصبح اشتراكياً باستخدام هذا المفهوم مع الثناء، من خلال تنفيذ ذلك شخصياً، عيشه، تطبيق مبادئ الاشتراكية أينما كان، وجعلها قابلة للعيش في شخصيته، في مجموعته، رفاقه ومنظمته؛ وذلك بالقيام بالدعاية، وإنشاء منظمة في العمل الدعائي، وشن حرب الكريلاتية في العمل التنظيمي؛ لقد فعل ذلك من خلال شن حرب الكريلا، لذلك أعادها إلى الحياة ونفذها، لقد عاش حياته كلها وفق مبادئ ومعايير الاشتراكية، فهو من عاش واقع الاشتراكية، وليس من تحدث عنها.
النهج الخاطئ لسلطة الدولة في المفهوم الإشتراكي
العديد من الاشتراكيين يخلقون التفرقة بين القول والعمل، على أساس إنهم يدعون أشياء كثيرة، منها مبادئ الحرية، مبادئ المشاركة، الكومينالية الديمقراطية، وغيرها من الأشياء من هذا القبيل…لكن عندما يتعلق الأمر بالممارسة، أنتم ترون كيف يعيشون مثل الأنانيين للبرجوازية الصغيرة، هناك حياة مختلفة، عوالم مختلفة، أملاك مختلفة، أملاك خاصة بهم، كما إنهم يروجون الاشتراكية كنظرية، ككلمة، كحديث متوقع، وبالتالي يدعون بإنها ستتحقق.
يتم التحدث عن ثورة ما، وتحقيق الاشتراكية ما بعد الثورة، فما يسمونه بالثورة هي السلطة، يقولون إذا تمكنتم من الحصول على السلطة، باستطاعتكم العيش كالاشتراكيين، لكن إذا لم تتمكنوا من أن تصحبوا سلطويين فلا يمكنكم أن تعيشوا كالاشتراكيين، لكن بالفعل السلطة والاشتراكية متعارضتان مع بعضهما البعض، السلطة هو نظام المصلحة والاستبداد، الاشتراكية هي عكس ذلك، هو معيار المشاركة والدعم، فعندما تصبح سلطوياً، هذا يعني أنكم لم تعودوا اشتراكيين، أي نوع من الاشتراكية ستكونون عليه؟ السلطة الاشتراكية، ليست دولة.
هناك أخطاء في مثل هذا المفهوم الاشتراكي، الخطأ الكبير الذي ارتكبته الحركة الاشتراكية هو اعتبار نموذج السلطة كأداة لتطبيق مبادئ الاشتراكية في الحرية، المساواة، المشاركة، والكومينالية، فهذا يعد أكبر خطأ الذي اقترفته كافة حركات الحرية ما قبل الاشتراكية، حقيقةً، أن الإنجاز الأكبر الذي حققته الحكومة ونظام الدولة في فترة سلطتها على مدار 5 آلاف عاماً، هو قبول كل خصومها كأداة رئيسية، يمكننا تعريفه على هذا النحو، كان إنجازهم الكبير هذا الأمر، وفي البداية إنها تقبل نفسها من قبل كل الأشخاص الذين يعارضوها أيضاً، تقول أنت متضامن معي، وتجعلهم يقولون ذلك وتضعهم على أرض الواقع، فعندما تستخدمون هذه الأداة كأساسكم، فإنكم تضيعون علاقاتكم مع الأهداف، والأداة يستجيبون وفق مصالحهم الخاصة، أنتم تنسون الأهداف والمبادئ، الاشتراكية الحقيقية كانت هكذا، حيث تركت طرق الحرية، طرق المساواة، مبادئ الديمقراطية في جانب ما، لقد تدخلت الدولة في كل الأمور الاشتراكية، تدخلت الهيمنة في مكان كل شيء، تم التخلي عن جميع المبادئ جانباً دفاعاً عن الاتحاد السوفييتي، وتم إظهار كل شيء من خلال الدفاع عن الاتحاد السوفيتي.
تم تطبيق الحياة المجتمعية ابتداءً من المجموعة الأولى وحتى يومنا هذا
إن شخصيته هي هكذا، علّم ودرّب حزب العمال الكردستاني ليكون لديه شخصية كهذه، لم يقل بأنكم ستكونون هكذا أو هكذا، لم يجلس ويكتب ولم يقل ليكن كل شخص على هذا النحو، عاشوا معاً لأشهر وأعوام، وأسس حياةً بهذه الطريقة، وهكذا خرج حزب العمال الكردستاني من حالته المجتمعية كمجموعة الصغيرة، وتوسع وانتشر إلى كل مكان.
إن حزب العمال الكردستاني مثل الأنظمة التدريبية التي تم تأسيسها في المحافل القديمة، ممثل له يذهب لمكان ويقوم بالتوزيع؛ تم تطوير مجموعات كالكوادر الذين أسسهم حزب العمال الكردستاني، ووزعوا المجموعة الإيديولوجية في ساحات العمل، العودة إلى كردستان، الانتشار في المدن الكردستانية وايضاً تطوير تأسيس المجموعة والمجموعات الاشتراكية الحية في كل المدن، تأسست منظمة حزب العمال الكردستاني والاشتراكية ضمن حزب العمال الكردستاني بهذه الطريقة، ويجب أن يُنظر إليه بهذه الطريقة، لم ينفصل القائد أوجلان بأي شكل عن منظمته ومجموعته في أنقرة، وشارك كل ما لديه، وشارك رفاقه ايضاً كل شيء وفق نظام حياتهم الاشتراكي الجديد، ابتداءً من تأسيس المجموعة الأولى، المجموعة الإيديولوجية الأولى في أنقرة وحتى تطور حزب العمال الكردستاني إلى اليوم، تم اتباع النظام الأساسي للحياة المجتمعية، وانضم كلٌ حسب ظروفه المتاحة، قام بعملهم، وأصبحوا فعالين، لقد ساهم بأقصى قوته في النشاطات المشتركة واستخدمها بقدر الحاجة، كانوا يستخدم ذلك حسب الحاجة، خلق القائد أوجلان حياة مجتمعية هكذا حوله منذ المجموعة الأولى.
قام بتنفيذ أصعب الأعمال بنسفه ولم يصبح مالكاً لأي شيء
لم يتحدث عم الموضوع، سأشارك بهذا القدر، وأعمل بهذا القدر، شارك بكل إمكاناته وقوته، كان هناك أعمال يجد فيها رفاقه الصعوبة؟ كان يحملها على عاتقه وينجزها، قام بتنفيذ الأعمال الأكثر صعوبة بنفسه، وقال إنني قمت بالأعمال التي لم يقم بها أحد وحملتها على عاتقي، لقد تركت أفضل الأعمال لرفاقي، قال، تركت الأعمال السهلة التي يمكن القيام بها، والاكثر حماساً وذات معنويات لرفاقي؛ كممارسة نشاط الكريلا في الجبال، كما قال، لكني حملت أصعب الأعمال على عاتقي، لم أشكو ابداً من الأعمال الصعبة التي تترك لي، وقال إن لم يتمكن رفاقي من القيام بها فأنا سأقوم بها، كان يعمل دائماً مثل الكوادر، وحمل المسؤولية والمهام على عاتقه، إن قيام الكادر بأي شيء فإنه في المستوى الأكثر نجاحاً، شارك في المساعدة، ولم تتشكل قيادة القائد أوجلان ورئاسته وقيادته بمثل هذا الانتخاب أو السلطة أو الرتبة، قال، أنا أول المتساوين في الخدمة، تُرى، هل هناك مساوة في حزب العمال الكردستاني؟ ليس هناك أي تمييز من أجل جميع الكوادر، قال، عندما قالوا لكم الشخص الأول، قالوا هذا لأنني أخدم أكثر من أي أحد، ليس بسبب أي ميزة أخرى، وأنا أيضاً أعمل مثل أي شخص مثل أي كادر، أقدم القوة، الدعم والمساندة لعمل الجميع، لذلك يحاول الجميع دعمي ومساندتي، يرونني الأول، لذلك تقولون لي قائد، وليس من أجل شيء آخر.
أول ماذا، قيادة ماذا؟ الاول في الخدمة، اكثر الذين يخدمون، واكثرهم انتاجاً، ولكن لا يحصل ابداً على انتاج شخصي للأشياء التي تنتج، لم يقل بأنني قمت بهذا العمل، وكتبت هذا، انتج هذا القدر من الأشياء؛ حينها عندما تخرج النتائج لن يكون اكتسابه شخصيتي، لم يقل سيصبح وجودي، لم يكن له مُلك خاص به، قدم كل ما يملك منذ البداية للمنظمة، بعدها كل شيء سينظم، قام بتطوير الكومينالية والجماعية في المستوى الأكثر تقدماً، طور القائد أوجلان هذا، وشارك الجميع بهذا الشكل، كما طور هذا في المنازل الجماعية من خلال الحياة الجماعية، طور الكريلا من خلال تدريبات الكريلا، وتوقع انه سيؤسس ضمن تنظيم حزب، منظمات شعبية أخرى على شكل لجان، بعدها المجالس واللجان، ربط الجميع معاً وطورها، لم يقل أنا أكثر من يعمل، لماذا لا يعمل شخص آخر، فعلت هذا، وانت افعل هذا، يعني انه جعل الاعمال الموجودة من اجل الثورة، دعا الجميع ليقوموا بعمل ما، ليشاركوا معه ويقدموا المساعدة، اكتسب حكمة وروحاً كهذه.
وهذا ما حدث في كردستان، ذهب إلى بيروت، ذهب إلى دمشق، لم يصبح شخصاً يفعل أشياءً خاصة به، تنظيم حياة خاصة، نظم حزب، نظم كومينالية وجماعية للحزب، أسس الحزب في كل مكان ذهب إليه، عاش رحلة الحزب والجماعية، تم تأسيس المعسكرات، واكاديمية الشهيد معصوم قرقماز؛ عاش مع الكريلا في المعسكرات، وجعل أكاديمية معصوم قرقماز مركز حياته ونشاطه، حولها إلى مركز النشاط النظري، مركز إدارة الحزب، مركز تدريب الكريلا، مركز اتباع النضال، وخولها إلى بيئة تدريبية، ساحة للنشاط ومكان تمارس فيه كافة النشاطات.
تأثر الإنسان بهذا الوضع عندما رأه، أسالوا كل عضو في حزب العمال الكردستاني؛ بماذا تأثرت، يقول تأثرت بنموذج حياة حزب اعمال الكردستاني، بالعلاقات الرفاقية ونموذج النشاط، ماذا يعني هذا؟ يعني إنه تأثر بالحياة الجماعية المشتركة والنشاط الجماعي، هذا جوهر الاشتراكية التي تجسدت في شخصية القائد أوجلان، تتأسس الاشتراكية، المشاركة، الحياة الجماعية، النشاط الجماعي والإرادة الجماعية على هذا الأساس، يخرج هذا كله بشخصية من هذا النوع.
كان هناك تدريبات للكريلا في منطقة لبنان – فلسطين بعد 12 أيلول، في ذلك الوقت، قمنا بتنظيم جبهة تسمى الجبهة المتحدة ضد الفاشية، كان لدينا أصدقاء هناك، كما وُجهت العديد من الانتقادات الى المسؤولين داخل تلك التنظيمات؛ يقولون إنهم يعيشون بشكل منفصل، يعيشون بشكل مستقل، يعيشون بشكل خاص ولا يأتون الينا، على سبيل المثال، كانوا يشيرون الى القائد أوجلان ويقولون؛ انظروا إلى القائد أوجلان، ألا يغادر المخيم أبداً؟ هل يقف بعيداً عن رفاقه؟ هل هناك أي شيء مختلف لديه؟ لا يوجد، كلهم معاً، إنهم يعملون معاً، يعيشون معاً، يحاربون معاً، يفعلون كل شيء معاً، ينتجون معاً، يعالجون معاً ويستخدمون كل شيء معاً، لا يعطون فرصة للأنانية والملكية الخاصة.
كانت جميع المخيمات أماكناً للعمل الكومينالي والحياة الجماعية بالنسبة للقائد أوجلان، هو نفسه كان في كل مكان، 3 أيام في مكان، 5 أيام في مكان آخر، كان يتنقل بين كل المخيمات. كان يقول الجميع؛ جاء القائد الي، انضم القائد أوجلان إلى مجموعتنا، ومن ثم لاحظوا أن القائد موجود في كل مكان وليس في مكان واحد، لا يتوقف ولا يتعب.
وجّه الكومينالية والجماعية نحو خط الفدائية
كما جعل من كل منزل كان يسمى منازل الكومون مكاناً للتدريب، حيث كانت منازلنا الكومينالية أماكن للحياة الجماعية وأماكن للعمل الجماعي قبل الثمانينيات، لقد كان مكاناً للتدريب ومكاناً للإدارة ومكاناً يتم فيه التخطيط للعمل. لذلك، كان بمثابة الهيئة المركزية للحزب، وهكذا تشكلت الأنشطة الكومينالية والجماعية ضمن الكريلا وبهذا الشكل خُلقت بيئة الكريلا بأكملها، فقد طوروا مثل هذه التدريبات في المنازل الى جانب الكريلا، وتم تشكيل حزب العمال الكردستاني في الأصل وفقاً لنظام الحياة الجماعية والعمل الجماعي، هذه هي خصائصه الرئيسية.
هذه هي سمات شخصية القائد أوجلان الاشتراكية وارتباطه بالاشتراكية. وهكذا تم تشكيل الحزب والكريلا بأكمله وهكذا ظهرت الحياة الكومينالية والعمل الجماعي الذي عبر عنه الكريلا وحزب العمال الكردستاني. بلا شك، مهد هذا الطريق نحو خط الفدائية. وظهر الخط الكامل للفدائية مع شخصية تضحي بنفسها من أجل الهدف ويستخدم كل قوته وطاقته في الكومينالية والجماعية. وبنيت عليه أخلاقيات الحياة والعمل، إضافة الى وضع معايير القبول والرفض وفقاً لذلك، وبناءً عليه تشكلت خصائص الحياة ومعايير الشخصية.
كلما رأى المزيد من القوة الثورية للمرأة، كلما أصبح أكثر حماساً
وقد عرّف القائد آبو النموذج الجديد بأنه نموذج اشتراكي ديمقراطي يعتمد على البيئة وحرية المرأة، وبالرغم من زيادة عدد الرجال في تشكيل المجموعة بين شبيبة التعليم العالي في أنقرة في البداية والعمل بدأ بهذا الشكل، الا انه مشاركة المرأة التي هي نصف المجتمع قد بدأت ايضاً، عندما أصبح الحزب شعبياً وكبيراً، وفي الوقت نفسه، تطورت مساهماتهم أيضاً. لقد ترك القائد آبو أبواب هذا مفتوحة.
إن خصائص الشخصية الاشتراكية وأسلوب الحياة والحياة الكومينالية ومبادئ العمل الجماعي التي طورها، جعلتهن يخلقن علاقات مع رجال وتشكيل الوحدة الروحية الأكثر تقدماً، وجعلته يبني علاقة أقوى مع النساء على نفس المستوى وعلاقة حياة متبادلة ومنتظمة. ولم يحدث أي فرق في هذا الصدد. على وجه الخصوص، اتخذ مجتمعه الجماعية والوحدة الاجتماعية كأساس له، كما رأى وعزز مشاركة المرأة، وأصبح أكثر حماساً وأعطى أهمية لمشاركة المرأة لأنه رأى قوة مشاركتها ومساهمتها في الحياة الكومينالية ونظام العمل الجماعي، وقام بالمزيد من التحليل عن عبودية المرأة وثورة حرية المرأة.
في البداية، كانت تحليلاته على القضية الكردية، بالطبع، كانت المسألة الوطنية والطبقية، لقد كانت معايير الاشتراكية اليسارية والحقيقية، لكن عندما تحول النضال في كردستان نحو الكريلا وظهرت الصعوبات التي يواجهها الكريلا وهجمات العدو، كانت القدرة على التغلب على هذه الصعوبات وتعزيز النضال؛ مشاركة الشعب كله، حيث رأى كذلك أنه ينبغي خوض مقاومة الكريلا والنضال من أجل الحرية مع الشعب، ورأى هنا مشاركة المرأة كمساهمة عملية، والقوة التي تضيف إليها، ومن خلال الانضمام إلى النضال على المستوى النضالي والفدائية وعلى المستوى النضالي، رأى التغيير الذي يظهر مع تطور المرأة ضمن المجتمع. ورأى التغلب على جميع أنواع العقلية والسياسة التي يهيمن عليها الذكور في المجتمع، تطوير حرية المرأة، تغيير الأيديولوجية، التحول والتنمية الثورية الناجمة عن تطور حرية المرأة في المجتمع، لقد أدرك أن هذه القوة الثورية لا تقل أهمية عن الكريلا أو أكثر من ذلك فتعمق في تحليلاته، حيث حول حرية المرأة إلى علم وطور الجنولوجيا بهذه المرافعات، وجعل من حرية المرأة أساس لكل الحريات، لقد رأى أن ثورة حرية المرأة هي أساس ثورة الحرية برمتها.
طوّر تحزب وتجيش المرأة
كان يقال أن الأمر هكذا بحسب الاشتراكية الحقيقية، كما قيل أن المجتمع الذي يضطهد مجتمعاً آخر لا يمكن أن يكون حراً، لكن يوجد بديل لها في الممارسة، وقيل إن المجتمع الذي لا توجد فيه امرأة حرة، لن يكون مجتمعاً حراً، ومقياس حرية المجتمع يعتمد على حرية المرأة، لقد كانت تعريفات نظرية عامة وليس لها ما يعادلها في الممارسة العملية، حيث لم يصدق القائد آبو هذه الكلمات، ويمكن القول أنه لم يقل قط، وبالرغم من أنه تكلم وكتب كثيراً، فربما كان القائد آبو هو الذي من استخدم هذه المصطلحات بشكل قليل، وطبق ذلك ليس بالكلام بل بالممارسة، لقد رأى كيف أدى التطور التحرري للمرأة إلى تغيير ثوري، تغيير تحرري في المجتمع، وقد فعل ذلك بالفعل، وبهذا المعنى، فقد عزز من عمل المرأة، وعلى هذا الأساس أعاد تقييم تقاربه تجاه المرأة، كما أعاد تقييم قضية المرأة، وطور تنظيم المرأة على هذا الأساس وطور من المناضلات وتأسيس حزب المرأة وتطوير الكريلا.
جعل من خط حرية المرأة، الخط الأساسي لثورة الحرية
أثناء قيامه بكل هذا، هناك جانب مهم جداً وهو: لم يتخذ من الرجل ابداً كمقياس، ولم يكن يريد أن تشبه النساء مثل الرجال ولم يقيم النساء وفق معايير الرجال ولم ينتقد النساء، ولم يدرب النساء. في البداية، قام بتقييم المرأة بأبعادها كجنس وبوجودها، وعندما انتقد تأثير السياسة وعقلية الهيمنة الذكورية وسلبيتها، قام بتقييم الواقع الطبيعي للمرأة كجنس، وسمات واقعه مثل المرأة. كما رأى أن مستوى حرية المرأة يحدد حرية المجتمع. في ذلك الوقت، كانت حرية المرأة، تطوير حرية المرأة والنضال من أجل حرية المرأة يعني أيضاً أنها تبني أساس ثورة الحرية وتصبح قائدة لها. لقد فعل هذا بنفسه، لذلك لم يتخذ فقط من تدريب المرأة، بل حرية المرأة أيضاً، كأساس لتدريب المجتمع وتدريب حرية الرجل. وبهذا أصبح خط حرية المرأة هو الخط الرئيسي لثورة الحرية.
على سبيل المثال، يتنبأ نموذجنا الجديد بمجتمع ديمقراطي. حيث يُطلب أن يتحرر من نظام الرأسمالية والصناعية والدولة القومية للحداثة الرأسمالية، وان معياره الرئيسي هو حرية المرأة، وإذا كان الخط الأساسي هو المجتمع الديمقراطي فإنه سوف يقوم على حرية المرأة، ولكن حرية المرأة لن يكون المساواة بين الرجل والمرأة. وسوف يرتكز على حقيقة أن المرأة يمكنها أن تدرب وتنظم نفسها بحرية كنساء وأن تشارك بحرية في وحدة الحياة. سيتم أخذ اختلاف النساء كجنس في الاعتبار، ولهذا السبب لم يتخذ القائد مفهوم المساواة، هناك مساواة على أساس الاختلافات، حيث اعتبر القائد المرأة وقيمها كجنس مختلف عن الرجل بخصائصها واستقلاليتها، كما تنبأ بتطور معاييره، ان مساواة الرجال والمساواة بين الرجل والمرأة تطور على أساس هذا الاختلاف وعلى أساس الاختلافات، واعتبر أعماله الإبداعية مبنية على هذا الأساس الذي رأى أنه يحدد مستوى حرية المرأة.
تصف العلاقة مع الطبيعة العلاقة الداخلية مع المجتمع
القسم الآخر البيئة؛ نعلم ان القائد آبو قال هذا دائماً، ” الأشخاص أمثالي لا يمكنهم قتل وسحق نملة “، عندما قال البيئة لم يقل كمصطلح عام، إنه يعني قتل وسحق الحساسية في الحياة؛ الحساسية في العلاقات… في الواقع لو أن البيئة هي العلاقة مع الطبيعة، تشرح العلاقة مع الطبيعة العلاقة الداخلية للمجتمع، إن العلاقة مع المجتمع والعلاقة مع الطبيعة متشابكة معاً، لذلك إن هذا النوع من الحياة المجتمعية والعمل الجماعي هو علاقة بين الشعوب تشارك المرأة بحرية في الحياة من خلال تعليم وتنظيم نفسها بإرادتها الحرة، وأبدى توقعاته بشان العلاقة على أساس الاتحاد الكامل مع الطبيعة، الانسجام التام مع الطبيعة، هذا يعني الحساسية في الحياة، وهناك أشياء في علاقات الإنسان يعبر عن الحساسية، وحساس بعلاقاته مع الطبيعة، الحساسية أساس البيئة، وكانت هذه الحساسية موجودة دائماً في اعلى مستوياتها لدى القائد آبو.
لذلك، فإن الثورة البيئية ليست خطاباً نظرياً على مستوى عال، إن تلوث الغلاف الجوي لا يعني انه لم يلحق أضرار بالكرة الأرضية؛ أساس تلك قبل أي شيء هو علاقة الفرد مع البيئة التي يعيش فيها، وما مدى الأضرار الذي يلحقه بالبيئة، وإلى أي مدى منسجم مع البيئة، إلى مدى رفاقي، وحساس، واعي، منظم ومنضبط لعلاقته مع البيئة؟ يشرح هذه الحقيقة، في الواقع كان القائد آبو قوة منضبطة كهذه، أنه متعلق كثيراً بالخضار والطبيعة، مرتبط جداً مع الظواهر الطبيعية، ويقيمها، كان يبحث دائماً حول الظواهر الطبيعية والحياة، لذلك فإن مقولة ” أنه لا يستطيع سحق نملة ” صحيحة، لم يكن يخطو فوراً إلى مكان يتواجد فيه الخضار ويسحقه، لم يلحق أضراراً بالنباتات والزهور، بقدر ما كان يعطي أهمية للإنسان كان يولي الأهمية ذاتها لكافة الكائنات الحية، كان مرتبطاً جداً بالطبيعة، لذلك اولى اهمية للبيئة الطبيعية، اتحد مع الطبيعة، حافظ على نظافتها ولم يكن يلحق بها الأضرار، الاستفادة من الطبيعة مبنية ومتنبأ بها، كان يفيد الطبيعة بقدر ما استفاد منها، كان هذا أسلوبه في التعامل مع الحيوانات، وايضاً مع النباتات.
ثورة البيئة هي نظام حياة الإنسان قبل أي شيء
كان أسلوب حياته هكذا، منظم ومنضبط جداً، كان يولي أهمية للنظافة والنظام، لم يكن يفسد الأشياء ويتوقع ان كل شيء يعمل ضمن نظام منضبط وستكون الحياة جميلة، منسجمة، منظمة وحماسية، كان حذراً بهذا، مثال الاخطاء الذي لم يكن يعفو عنها، لم يكن يراها دون معنى بل كان يتدخل، كان يريد ان تتطور الحقيقة، حيث درب نفسه وغيّر البيئة والإنسان وفقاً لذلك، بالتأكيد توقع أنه يجب على الجميع الانتباه لهذا.
تعود ثورة البيئة بأصلها إلى نظام حياة الإنسان، علاقاتهم مع البيئة التي يعيشون فيها، بمعنى آخر هو النهج إلى الطبيعة، أنه القيمة التي تعطى للطبيعة، إنه تعامله وقيمه للمجتمع والإنسان بما حوله، مثل تعامله مع الطبيعة والظواهر الطبيعية, لذلك لا يمكن فصلهما عن بعضهما البعض، لا يوجد في شخصية القائد آبو انفصال كهذا، هناك اتحاد تام، يحقق علاقاته مع المرأة، علاقاته بشكل عام مع الأشخاص، علاقاته مع الطبيعة والبيئة اتحاد كامل، عاش هكذا دائماً وأسس حزب العمال الكردستاني PKK هكذا ايضاً.
الكثير ينقدون حزب العمال الكردستاني PKK لأنه يولي أهمية كبيرة للاشتراكية، لذلك يقولون ان الاشتراكية تعيق حل القضية الكردية، كيف نقول؛ الأشخاص الذين لا ينتمون لكردستان، لا يفهمون لا القضية الكردية ولا الحياة، يمكن وصفهم كفرديون، ومحكمون من قبل نظام السلطة والدولة، ذو موقف مادي، ذهنية وشخصية، لا علاقة لهم بالواقع، إن القوة الرئيسية التي جعلت حزب العمال الكردستاني PKK ان يتحقق بهذا القدر من الإنجازات والانتصارات ويبقى حياً إلى جانب الهجمات ايضاً ولا يُهزم هو طابعه الاشتراكي، هو نظام الحياة الجماعية و النشاط الجماعي حيث يأخذ مكانه في شخصية القائد آبو وانتشر عن طريق حزب العمال الكردستاني PKK، ليس من يرفض الاشتراكية على العكس انه يقوم بتطوير في الشخصيات، المقاتلين الثوريين والوطنيين، كما يسمح لها بتطور الحزب، في مبادئ الحزب، في الكريلا، في نشاطات المرأة والشبيبة، ليس شيء يتم تحقيقه لاحقاً، كظاهرة يتم تطوريها خطوة بخطوة، يعاش وينقل، وعلى هذا الأساس تم تأسيس حزب العمال الكردستاني PKK، المصدر الرئيسي للقوة لهذه الحياة الجماعية والنشاط الجماعي، تأتي الفدائية من هنا، يخرج من هنا هذا القدر من الإيمان، الإخلاص، الشجاعة والتضحية، وهذا مصدر الإخلاص مع القائد آبو.
تتطور الثورة على أساس الاشتراكية الآبوجية
يتم احتجازه في إمرالي منذ 25 عاماً، ولا يسمحون لأي شخص برؤيته حتى يتم نسيانه. لن ينساه أحد، لأنه كان هناك أشخاص قد رأوه، هناك مناضلو الحزب، حيث رووا ما رأوه، كما كان لديه علاقات مع المجتمع وطور هذا الفهم بأفكاره. وعلى العكس من ذلك، اضطر أولئك الذين ظنوا أنهم سيفوزون أن يواجهوا انتخاب العديد من الاشتراكيين. يعيش حياته في إمرالي بنفس الخصائص التي بناها على هذا النظام.
إنه يؤثر على كل المجتمع، كل الأحزاب والكريلا، وعلى هذا الأساس تتطور الثورة، كما ان التغيير يحدث في المجال الأيديولوجي وفي أسلوب الحياة، لذلك يقوم بالتغيير، إنه يغير النساء، يغير الشبيبة، يغير العمال، يغير الأجزاء الأربعة من كردستان، يغير الخارج ويغير الأصدقاء. إنه القوة الأساسية للتغيير، وهذا ما يسمى أيضاً ثورة.
إن النظر إلى الثورة كقوة سياسية هو التناقض الأكبر، إنه الخطأ الأكبر، لا يوجد شيء من هذا القبيل، ليس هناك أي علاقة للثورة بالسلطة والدولة، لقد حدث هنا بالفعل أكبر انعكاس وخطأ، علينا اصلاحها، إن الثورة هي في الواقع تغيير وتحول في أسلوب الحياة والشخصية والعقلية، ومن حيث معايير الرفض والقبول فإن تغير العلاقات الإنسانية هو تغير العلاقات الاجتماعية، ويقوم حزب العمال الكردستاني هذه التجربة أكثر من غيره، حيث إن المستوى الذي وصل إليه حزب العمال الكردستاني، وأفق حياته المحبة للحرية والمساواة، يعتمد على التنوع.
السمة الرئيسية لحزب العمال الكردستاني التي تجعل منه فدائي وتكسبه القوة بالرغم من الهجمات الكثيرة، ولا تسمح له بالفشل، هو هذا. هكذا يرتبط هؤلاء الناس مع بعضهم البعض، وبهذه الطريقة، يرتبط المجتمع بالقادة، حيث يتم رؤية كل أنواع العدالة والحقيقة والحقوق في الحزب. انهم يتسببون بالأضرار والاخطاء، لكن الحزب لا يفعل ذلك، الحزب لا يظلم ولا يرتكب الاخطاء، حيث انه يرى هذا الاعتقاد، أسست هذه، الحياة الكومينالية والعمل الجماعي، هذه هي الاشتراكية، هذه هي اشتراكية القائد آبو، هذه هي الاشتراكية التي حدثت داخل حزب العمال الكردستاني، لذلك، هذا هو مقياسنا الرئيسي ومصدر قوتنا.
العدو يحاول جاهداً كسر هذا النظام
هذه هي الخصائص التي يهاجمها العدو أكثر من غيرها، وعلى وجه الخصوص، يعتمد هذا الهجوم على الفردية والمادية، وهي تفعل ذلك من خلال تطوير خصائص ومعايير البرجوازية الصغيرة، كما يريد نشر البرجوازية الصغيرة في كل مكان، ويحاولون القضاء على هذه التنشئة الاجتماعية وتدمير نظام الحياة الكومينالية والعمل الجماعي من خلال نشر سياسة الذهنية الذكورية القوموية والمادية، وبما أن المصدر الرئيسي لقوة حزب العمال الكردستاني موجود هنا، فإنهم يهاجمون هنا لبعثرة هذه القوة وإضعافها، حيث يفعلون ذلك من خلال تطوير ونشر جميع أنواع المناهج الفردية والمناهج المادية، وبهذا يحاولون إدخال الليبرالية ضمننا، وعلى الجميع توخي الحذر في هذا الأمر.
لندمر الليبرالية البرجوازية الصغيرة
يجب على جميع مناضلي الحزب، جميع الوطنيين، جميع الأحزاب، الكريلا، حركاتنا النسائية والشبيبة أن يروا ويفهموا هذه الحقيقة. ولهذا السبب يجب على الجميع أن يعرفوا كيفية الوقوف واتخاذ موقف لرؤية وإحباط هجوم العدو على المصدر الرئيسي لقوتنا، دعونا ندمر هذه الليبرالية البرجوازية الصغيرة، حيث إن الليبرالية البرجوازية الصغيرة تشكل أساس الاحتكار وأساس الفاشية، وأساسهم جميعاً هو الشخصية القوموية للبرجوازية الصغيرة التابعة للملكية والفردية. حيث أخرج حزب العمال الكردستاني هذه القوة من خلال خلق الجماعي والشيوعية وب هزيمة هذه الخصائص. لقد أخرج المجتمع قوته.
إنهم يحاولون تعزيز الفردية من أجل إضعاف حزب العمال الكردستاني، وعلينا حينئذ أن نخوض نضالاً منظماً ضد الفردية البرجوازية الصغيرة والمادية والقوموية في كل مجال، كما يجب أن نفهم شخصية القائد آبو الاشتراكية بشكل صحيح، ويجب علينا أن نفهم حياتنا الكومينالية ونظام عملنا الجماعي ونظامنا وخصائصنا التي بنيت على أساس شخصية القائد آبو، وحلت ضمن الكريلا وان نعمقها ونطورها دائماً، كما يجب علينا أن نقاوم ونحارب ضد أي أقوال وأفعال ومواقف تريد تدمير هذا الأمر أو إضعافه. كما يجب علينا أن نطور حياتنا الحرة ونظام الكومون الديمقراطي القائم على حرية المرأة والبيئة على مستوى الخصائص التي تظهر دائماً في الحزب وضمن الكريلا من خلال تطوير نضالنا الأيديولوجي والتنظيمي والطبقي والجنسي على هذا الأساس. وهذا هو الذي سيسمح لنا بتحقيق النصر المستمر. عندما نفعل هذا، سنكون منتصرين دائماً. ونحن نؤمن بهذا وندعو الجميع إلى أن يفعلوا الشيء نفسه.