٧ كانون الثاني ٢٠٢٥
تقييمات عضو اللجنة التنفيذية لمنظومة المجتمع الكردستاني مصطفى قره سو
“في البداية وقبل كل شيء، أهنئ الجميع بالعام الميلادي الجديد، وأتمنى أن يجلب العام الجديد السلام والطمأنينة للجميع.
شهداء شهر كانون الثاني
إن شهر كانون الثاني هو بالفعل الشهر الذي استشهد فيه العديد من رفاقنا الأعزاء، ففي 4 كانون الثاني، استشهدت باكيز ناير، وفاطمة أويار، وسيفه دمير، وفي 6 كانون الثاني، استشهد الرفيق روبار، والرفيق خليل، والرفيق مراد، وفي 9 كانون الثاني أيضاً، استشهدت الرفيقات سارا وروجبين وروناهي، وفي 23 كانون الأول، استشهدت الرفيقة آفين وعبد الرحمن كزيل ومير برور، وإننا نستذكر جميع هؤلاء الشهداء وجميع شهداء كانون الثاني بكل احترام وامتنان.
وبالطبع، لهؤلاء الشهداء معنى كبير بالنسبة لنا، ولهم معنى تاريخي، فالرفيقة سارا، بالطبع هي من مؤسسات حزبنا، وقد بقينا معاً في السجن لسنوات، وكان الرفيق روبار والرفيق خليل أيضاً قد قاما بمهام مهمة جداً في خضم نضالنا، وكانت الرفيقة آفين عضوة في لجنتنا التنفيذية، وفي هذا الصدد، استشهد العديد من رفاقنا الأعزاء في هذا الشهر.
كما أن الرفيقة سارا معروفة بأنها من مؤسسات حزبنا، ولها أهمية كبيرة، خاصة في النضال التحرري الكردستاني، إن تولي امرأة الريادة على هذا المستوى يُبرز التطور ومستوى النضال التحرري، ويُعبّر عن التجدد، ومن المهم الإشارة إلى ذلك بهذه الطريقة.
حياة سارا تمثل تاريخ النضال التحرري للمرأة
إن الرفيقة سارا ليست فقط من مؤسسات حزبنا، بل هي أيضاً في الوقت نفسه إحدى رواد المقاومة في السجون، والرفيقة سارا لها تأثير مهم على المقاومة القوية في السجون وتشكيل القيم الأخلاقية للمقاومة، ومما لا شك فيه، أن الأهم من ذلك، كما قال القائد آبو، إن حياة سارا هي تاريخ النضال التحرري للمرأة في كردستان، وهي النضال التحرري للمرأة، وتاريخ التحرر، من الضروري حقاً أن نقيّم ذلك على هذا النحو.
وهذا الخط التحرري للمرأة الذي بدأ مع سارا لا يزال مستمراً مع انضمام الآلاف وعشرات الآلاف من النساء إلى هذه الصفوف، وباستشهاد الآلاف منهن، ولا زلن يخوضن نضالاً كبيراً، ولذلك، فإن للرفيقة سارا دور مهم في نضال التحرري للمرأة وفي التغيير الديمقراطي للمجتمع الكردي، وإن خط تحرر المرأة يعني تعميق النضال التحرري وتعميق التحول الديمقراطي في كردستان، وإن لخط تحرر المرأة قيمة كبيرة تضيف إلى النضال التحرري للشعب الكردي، وللرفيقة سارا دور مهم للغاية في هذا الصدد.
كما قال القائد آبو عن استشهاد سارا إنها “مجزرة ديرسم الثانية”، والواقع أنها كانت بطريقة ما هجوماً لتدمير ديرسم التي صمدت وقاومت مرة مجدداً، ولهذا السبب، قال القائد عنها “مجزرة ديرسم الثانية”، “إبادة ديرسم”.
ولهذا استهدفوا الرفيقة سارا بشكل مباشر، وقد خطط لها جهاز الاستخبارات التركية (MÎT)، إنها مجزرة خطط لها ووافق عليها هاكان فيدان، الذي يشغل حالياً منصب وزير خارجية الدولة التركية، وهذه هي حقيقة الدولة التركية، فمن ناحية، جاء هاكان فيدان إلى إجراء المفاوضات معنا في أوسلو، ومن ناحية أخرى، كان قد دخل كطرف فاعل بحيث سيلعب دوراً في حل القضية الكردية بطريقة سياسية، ومن ناحية أخرى ايضاً، كان قد وضع بصمته على مجزرة كانت بمثابة إبادة جماعية للكرد، ويجب ألا يُنسى ذلك أيضاً، ويمكن للمرء أن يرى في هذه الأحداث ما هي عليه حقيقة الدولة التركية.
أصبحت سارة رمزاً لحرية المرأة في العالم
إن نضال الرفيقة سارا يتطور بشكل كبير الآن، ويتطور في العالم، ولقد وضع القائد آبو خط حرية المرأة على الأسس النظرية والتاريخية، مما أعطى زخماً كبيراً لخط حرية المرأة، ولذلك، أصبحت سارا اليوم رمزاً لخط حرية المرأة ليس فقط في كردستان، وليس فقط في الشرق الأوسط، بل في العالم أيضاً، من هذا المنطلق، شهداؤنا هم رفاق يصنعون قيماً عظيمة وليس خسارة، وكل شهدائنا هكذا.
كما استشهدت الرفيقة آفين في مجزرة باريس الثانية، وهي أيضاً كانت الرفيقة التي ولدت وترعرعت في قلب بوطان التي جسدت قيم الكردايتية، وقيم بوطان في شخصها، وأصبحت رائدة النضال التحرري، وهذا شيء مهم للغاية، وبالتالي، فإن بوطان هي بالفعل معقل نضالنا التحرري التي اشتعلت فيها الشرارة، وفي الوقت نفسه وعلى صعيد خط تحرير المرأة، فقد تدفقت آلاف النساء من بوطان مثل آفين غويي إلى صفوف النضال وأدينَّ دوراً تاريخياً في التغيير الاجتماعي في كردستان.
وبالطبع كرّس شهداؤنا، شهداء 6 كانون الثاني، روبار، خليل ومراد، حياتهم في النضال لسنوات طويلة، وقد تعرّفت على الرفيق روبار منذ عام 1976 في ديلوك، حيث لم يكن قد التحق في عام 1976 بالكامل، فقد كان عاملاً، عامل بناء، وكان ثورياً بارداً، وشاباً آنذاك، وانضم لاحقاً، وكرّس حياته كلها للنضال منذ شبابه وحتى اليوم، وانضمت عائلته إلى النضال أيضاً، واستشهدت شقيقتاه أيضاً. وسُجن أحد أشقائه لأكثر من 15 عاماً، ولا تزال والدته تمثل إحدى القيم المعنوية لنضالنا.
كما تعرضت كل من سيفه دمير وباكيز ناير وفاطمة أويار للاغتيال أثناء مقاومة الإدارة الذاتية، وهنّ أيضاً نهضنَّ من قلب بوطان، وبالطبع، كنا على معرفة بالرفيقة سيفه دمير التي أتت إلى الجبل ذات مرة، وقد رأيناها، حيث كانت سيفه دمير رفيقة متحمسة ومفعمة بالحيوية ومتعاطفة وكفؤة للغاية، وإنني بدوري، استذكر كل هؤلاء الرفيقات مرة أخرى بكل احترام وامتنان بهذه المناسبة.
لا يزال نظام التعذيب والإبادة مستمراً في إمرالي
حصل لقاء شهر تشرين الأول من العام 2024، وكان اللقاء مع العائلة، وهناك، قال القائد آبو بشكل صريح “نظام التعذيب والإبادة لا يزال مستمراً”، حتى أنه قال لـ عمر أوجلان: “لقد جعلوا هذا المكان جحيماً بالنسبة لي، وأرادوا تحويله إلى جحيم”، وكان القائد آبو قد نقل شخصياً إلى عمر أوجلان كيف يتعاملون معه.
وبعد مرور فترة طويلة، جرى عقد لقاء، في الواقع، كان من الممكن أن يتم في وقت مبكر، ولكن بعد سقوط نظام الأسد في سوريا وعندما بدأت تبرز حالة من عدم اليقين في سوريا، لم يسمحوا بإجراء اللقاء في البداية، ظناً منهم أن تأثير الرسائل التي سيوجهها القائد آبو قد يكون سلبياً بالنسبة لهم.
والآن، وقبل كل شيء، لنؤكد على هذا التحليل؛ نظام التعذيب والإبادة لا يزال مستمراً، وينبغي القول بهذه الطريقة، ولا يمكن القول إنه كان هناك لقاء مع القائد آبو وأن نظام التعذيب والإبادة قد انتهى، والآن لا يُسمح له بلقاء محاميه، ولا يُسمح له بلقاء عائلته، لماذا لا يُسمح له بإجراء اللقاء؟ لماذا؟ إذا كان قد انتهى نظام التعذيب والإبادة، فلماذا لا يُسمح له بإجراء اللقاء؟ الجميع يسأل هذا السؤال.
ومن ناحية أخرى، يُحتجز أحد الرفاق مع القائد آبو في السجن منذ 30 عاماً، ووفقًا للقانون، انتهت فترة بقاءه سجنه، وينبغي إطلاق سراحه، لكنهم لا يطلقون سراحه، لماذا لا يطلقون سراحه؟ هذا أيضاً يمثل نظام التعذيب والإبادة، لا يسمحون له بالخروج لهذا السبب، والقائد يتحدث معه ويلتقي به، وقد أخذ من أفكار القائد، حيث يقولون، عندما يخرج، ربما سيقول إن القائد يفكر بهذه الطريقة في هذه القضية وتلك في تلك القضية، وربما ينقل هذه الأفكار إلى المجتمع، هذا هو السبب في أنهم لا يسمحون لهذا الرفيق بالخروج، وينبغي أن لا ننسى هذه الحقائق عندما نقول: “ذهب الوفد إلى القائد وأجروا اللقاء معه” ونقيّم هذه الأمور، وكما يقول المثل: “لا يحل الربيع بزهرة واحدة”، وإن المقاربة التي تقول “انتهى نظام التعذيب والإبادة بلقاء واحد، وكل شيء يسير على ما يرام، وكل شيء يتحسن” ستكون مقاربة ناقصة، خاصة عندما يتعلق الأمر بواقع الدولة التركية، بالطبع يجب على المرء أن يتصرف بحذر شديد، فسياسات هذه الدولة واضحة، وسياساتها المناهضة للكرد واضحة، فمنذ 26 عاماً، والقائد يتعرض للظلم.
وقال بهجلي: “ليذهب حزب المساواة وديمقراطية الشعوب، وليأتي إمرالي ويتحدث في مجموعة حزب المساواة وديمقراطية الشعوب”، ولكن انظروا ماذا قالو لحزب المساواة وديمقراطية الشعوب بالأمس، قالوا، اسحقوهم وأجهزوا عليهم، وكاد أن يقولوا أقطعوا رؤوسهم، واحتجزوهم، ولا تعترفوا بحقهم في الحياة، ولكن فجأة ماذا حدث؟ ماذا حدث فجأة؟ هل سقط شيء ما فجأة على رؤوسهم؟ عندما يتعلق الأمر بالدولة التركية، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالقضية الكردية، بالطبع ليس من الخطأ التعامل مع سياسات الدولة بحذر شديد، هذه ليست مسألة تفاؤل أو تشاؤم، بل هذه علامة على أنه عندما يتعلق الأمر بقضية جادة للغاية، يجب على الإنسان التعامل معها بمسؤولية.
بالطبع، كان إجراء اللقاء مع قائدنا أمراً جيداً، ومن الجيد أنه ورددت معلومات منه، وأنه صحته جيدة وعلى ما يرام، كما أنه من المهم نقل أفكار القائد، ومهما كانت نية الدولة التركية ومهما كان نهجها في هذا الصدد، فإننا بالطبع نقدّر مثل هذا اللقاء ونعطي معنى لمثل هذا اللقاء، ومن المهم جداً أن قائدنا أجرى اللقاء مع الوفد وعبّر عن رأيه.
يتبع…