المقابلات

٢١ آب ٢٠٢٤

مصطفى قره سو: الاتفاق مع الدولة التركية يعني بيع العراق

أجرى مصطفى قره سو خلال مشاركته في البرنامج الخاص الذي بثته قناة ميديا خبر (Medya Haber)، تقييمات حول العزلة المفروضة على القائد عبدالله أوجلان، والحرب الدائرة في مناطق الدفاع المشروع، وهجمات الاحتلال، والاتفاق المبرم مؤخراً بين أنقرة وبغداد.

وجاء في المقابلة التي أُجريت مع عضو المجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK) مصطفى قره سو، ما يلي:

تستمر العزلة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان، كما يتزايد خوض النضال والفعاليات في مواجهة هذه العزلة، كيف تقيّمون المستوى الحالي؟

قبل تقييمي للعزلة المفروضة على القائد أوجلان، أودّ أن أهنئ القائد أوجلان بمناسبة حلول الذكرى السنوية الأربعين لقفزة 15 عيد الانبعاث لـ 15 آب، كما أهنئ جميع مقاتلي الحرية وأبناء شعبنا، هناك عزلة مشددة للغاية يتعرض لها القائد أوجلان ولا تزال مستمرة، وقد قام الرفاق بتقييمها في الأسبوع الماضي، وعلى الرغم من استمرار العزلة، إلّا أنّهم يشنون أيضاً حرباً خاصة ويزعمون بالقول: “سيجري عقد اللقاء، لكنّ حركتنا لا ترغب بذلك”، فهذه ليست متمثلة بيوم أو أسبوع، بل إنّ العزلة مستمرة منذ سنوات عديدة، فلماذا لا تسمح له بإجراء اللقاء مع محاميه أو ذويه منذ سنوات؟ ويقوم الآن بدعاية فارغة، بلا شك، لا أحد يصدق ذلك، والعالم كلّه يعرف مدى حساسيتنا تجاه القائد أوجلان، كما أنّه ليست هناك حركة أخرى في العالم تبنّت قائدها على هذا المستوى، ورغم أنّ القائد أوجلان محتجز منذ 26 عاماً، إلّا أنّ حركتنا وإدارتنا وشعبنا يتمسكون بالقائد أوجلان حتى النهاية، ويخوضون النضال في سياق أيديولوجية وسياسة القائد أوجلان؛ ولذلك، فإنّ مقولة إنّ “هناك مشكلة بين القائد أوجلان وشعبنا وحركتنا، أو أنّ حركتنا لا تريد إجراء اللقاء مع القائد أوجلان” هي كذبة كبيرة، ودعاية سوداء، فالقائد أوجلان يتعرض لعزلة مشددة، وفي مقابل ذلك، هناك بلا شك تبني كبير، وفي الواقع، إنّ تبني القائد أوجلان قد تجاوز حركتنا والشعب الكردي، وأصبح قضية تعني جميع شعوب العالم، وإنّ حقيقة قيام 69 شخصاً حائزاً على جائزة نوبل، بالتوقيع من أجل حرية القائد أوجلان، وإرسال رسائل إلى المنظمات الدولية والإدارة في تركيا، تثبت بوضوح أنّ المطالبة بحرية القائد أوجلان، أصبحت مطلباً تعني الإنسانية جمعاء، فهذه العزلة يتم فرضها بشكل تعسّفي، وليس لها أي مستند حقوقي أو قانوني، ويقولون هذا بشكل واضح، عندما نجري اللقاء معه، سيقول جملة واحدة؛ وسيشكل تأثيراً على المجتمع والسياسة، فمن جملة واحدة منه، من شأنها أن تلحق الضرر بالسياسية المستبدة في تركيا وتفضحها؛ ولهذا السبب لا يسمحون له بإجراء اللقاء.

ولا يوجد سبب آخر يدعو لعرقلة إجراء اللقاء معه، ويقولون ويعبرون عن ذلك بطرق وأساليب مختلفة، وكما علمنا قبل فترة قصيرة، أنّ وفداً من الدولة التركية عقد بعض اللقاءات في أوروبا، وصرح في هذه اللقاءات، أنّ سبب عرقلة إجراء اللقاءات هو أنّ القائد أوجلان يعبّر عن رأيه، ويوجه رسائل للمجتمع والشعب؛ ولذلك، لا يسمحون بإجراء اللقاءات، وقد قالوا ذلك بشكل ملموس وصريح واعترفوا به، وهذه هي الحقيقة بالأساس؛ ولهذا السبب، لا يسمحون بإجراء اللقاء، فهل يمكن أن يحدث مثل هذا الشيء؟ إنّ عدم تمكن معتقل أو معتقل سياسي بإجراء اللقاء ويجري عرقلة إجراء اللقاء معه لسنوات عديدة، لهو موقف تعسفي تماماً، وليس له أي مبرر، والذرائع التي يتم إظهارها هي محض أكاذيب، وبلا شك، يجري خوض النضال في مواجهة ذلك وسيستمر بالمضي قدماً، وحتماً إنّنا وشعبنا والإنسانية أيضاً لن نتخلى عن نضال حرية القائد أوجلان، وسنعمل على تطويره، ويمكننا أن نقول هذا، إنّها مفضوحة للغاية، فهي بالأساس ونظراً لانفضاحها تقوم بالّلجوء إلى الحرب الخاصة، وحاليّاً، إذا كانت تقوم بالدعاية السوداء وتقول “عمّا قريب، سيتم إجراء اللقاء، إلّا أنّ الحركة لا تسمح بذلك” فإنّها متضايقة كثيراً، وهذا يدل على أنّها متضايقة للغاية، ونظراً لقيامها بالترويج لمثل هذه الأكاذيب، فلم يعد أحد يصدقها، فلماذا لا تسمح للمحامين وأفراد العائلة بإجراء اللقاء معه منذ سنوات عديدة، ومن ثم تأتي وتكذب مثل هذه الأكاذيب، هذه هي حقيقة الدولة التركية، فالدولة التركية هي دولة قائمة على الحرب الخاصة برمتها، وسياستها القائمة ضد الكرد لا تتماشى مع القانون أو السياسة العادية أو الأخلاق، فكل سياساتها الجارية ضد الكرد هي قائمة على الحرب الخاصة، وحرب الخداع والأكاذيب، وحرب خداع المجتمع، حيث تشنّ الحرب ضد الكرد على هذا الأساس، فلا ينبغي لكم أن تصدقوا أي شيء من الدولة التركية عندما يتعلق الأمر بالقضية الكردية، ويجب على المجتمع والسياسيين والعالم ألّا يصدقوها، وعملها متمثل في القضية الكردية بالأكاذيب وتشويه الحقائق، فالسمة الأساسية للدولة التركية، هي خداع العالم ومجتمع تركيا والمجتمع الكردي، ولا بدّ من معرفة هذا الأمر، وسوف تتوسع رقعة نضال الحرية للقائد أوجلان بشكل أكبر، وستنفضح الدولة التركية بخصوص هذه القضية، وقد اتضّح من خلال العزلة والحرب النفسية التي يتعرض لهما القائد أوجلان، مدى فاشية الدولة التركية والسلطة الحاكمة، فالكثير من المثقفين والكتاب حول العالم يتبنون القائد أوجلان، ويطالبون بحرية القائد أوجلان، ويصرحون أنّ تبني القائد أوجلان هو تبني لحرية العالم والديمقراطية، وهذه حقيقة راسخة، وسينشر هذا الأمر خطوة بخطوة في جميع أنحاء العالم، لأنّ أفكار القائد أوجلان لا تهم الشعب الكردي فحسب، ولا تهم شعوب الشرق الأوسط، بل إنّ أفكار القائد أوجلان تهم الإنسانية جمعاء، ففي الوقت الذي تنغمس فيه الحداثة الرأسمالية في حالة من الانحطاط، فإنّ فكر القائد أوجلان هو الوصفة لخلاص البشرية، ودعوة للتحرر والخلاص، ولا يمكن إنقاذ البشرية من هذا الانحطاط، وانهيار الحداثة الرأسمالية إلّا بنموذج وتقييمات القائد أوجلان؛ ولذلك، ونظراً لأنّ الإنسانية ترى أنّ النضال من أجل حرية القائد أوجلان، بمثابة النضال من أجل حريتها وتحررها، فإنّ تبني القائد أوجلان سوف يستمر أضعافاً مضاعفة.

إنّنا في السنوية الأربعين لقفزة 15 آب، ويتم الاحتفال بعيد الانبعاث في كردستان والكثير من الأماكن حول العالم، يتم تقييمه من جوانب عديدة، أودّ أن أسأل على وجه التحديد عن الجانب المتعلق بالسجن، كنتم في سجن آمد في ذلك الوقت، كيف أثرت قفزة 15 آب على السجون؟

قبل أن أجيب على سؤالكم، استذكر بكل احترام قائد قفزة 15 آب الرفيق عكيد، لقد كان الرفيق رائد هذا النضال حقاً، أعطى الروح لهذه العملية، كما استذكر شهداء شهر آب الرفاق أردال وحسين ماهر وزكي شنكالي وأتاكان ماهر بكل احترام، مما لا شك فيه، أنّ المئات والآلاف من رفاقنا استشهدوا في شهر آب، واستذكر جميع الرفاق في شخصهم، منذ فترة قصيرة أعلن مركز الدفاع الشعبي عن استشهاد الرفيقين آلان ملاذكر وبروار ديرسم، استذكرهما أيضاً بامتنان، بلا شك، ساروا على خطى الرفيق عكيد، وناضلوا في أصعب الظروف، من أجل تحقيق النصر لقفزة 15 آب، وكان استشهاد الرفاق الذين كانوا في خضم النضال، وتوجهوا صوب العدو في السنوات الأخيرة على وجه الخصوص فكان نضالهم قيّم للغاية، لقد أظهر هؤلاء الرفاق للجميع، الإرادة والتصميم لتحقيق النصر لقفزة 15 آب، إنّ استشهاد هؤلاء الرفاق، يجسّد نهج النضال ويظهره للجميع، ويجعلون النضال يستمر دون توقف.

كنّا في السجن عندما تمت قفزة 15 آب، في ذلك الوقت خفت الضغوط في السجون قليلاً نتيجة المقاومات، آخر المقاومات الي كانت في كانون الثاني 1984، بلا شك يجب أن أقول هذا هنا، عندما كنّا في خضم مقاومة كانون الثاني 1984، جاءت إلينا عائلة، وقالوا إنّ الرفاق قد أتوا إلى بوطان، وقاموا بالاستعدادات، وسيبدؤون نضال الكريلا، كنّا في خضم المقاومة، وقد منحنا هذا النبأ القليل من المعنويات، لم أخبر أحداً بهذا في البداية، لم أخبر أحداً لعدة أشهر، فكرت لبعض الوقت فيما إذا كنت سأخبر الرفاق بمدى صحة هذا الأمر، ولم أقل ذلك لعدة أشهر، ثمّ قلت لأحد الرفاق فقط، وعندما تمت قفزة 1984، تساءل الرفاق على الفور عمّن نفذها، كما جرت مناقشات مماثلة، ولأنّ إحدى العائلات قدمت لنا معلومات في يوم صيام الموت عام 1984، قلنا إنّهم رفاقنا، وقد قاموا بالاستعدادات، قلنا إنّها عمليتهم، سمعنا أنّ حركتنا تستعد وتريد أن تتحد وتناضل، كان تواصلنا مع الخارج محدوداً جداً، وفي أواخر عام 1983، ورد إلينا نبأ مفاده، أنّ الرفاق يقومون بالاستعدادات، يناقشون الكريلاتية، كان هناك كتاب “قضية كردستان وسبل حلّها”، وصل إلينا جزء منه، ليس كله، وعندما تم نقل أحد الرفاق من خاربيت إلى آمد، قام بإحضاره، حاولنا أن نفهم بعض الأشياء، كان تواصلنا قليلاً جداً، مما لا شكّ فيه أنّ قفزة 15 آب، كان لها تأثير كبير على السجون، كان بمثابة زوال العبء الكبير عن عاتق الرفاق، وقد أصبح التعذيب الذي تعرضوا له حتى ذلك اليوم ذا مغزى، أي أنّ التعذيب الذي تعرضوا له بسبب هذه القضية، أصبح ذا مغزى أكبر مع قفزة 15 آب، وهكذا كان لقفزة 15 آب تأثير كبير على السجون، وكان للضغوط التي سبقتها تأثير كبير، كانت هناك مقاومة، ولكن بسبب وجود ضغوط شديدة، كان تأثير هذا الضغوط محسوساً، ولكن مع قفزة 15 آب تم إزالة ذلك بالكامل، لقد وصل يوم 14 آب إلى مستوى مهم، وتعزّز الإيمان بالنضال من جديد، وقد خلق جو جديد في السجون للتنظيم والمقاومة، لكنّ قفزة 15 آب نقلت ذلك إلى مرحلة جديدة، وبالفعل ارتاح الجميع، وارتفعت معنوياتهم، رأوا أنّ المقاومة التي خاضوها، الآلام التي عانوا منها مهمة وقيمة، كان هذا مهمّاً جداً، وبالتأكيد تغير دور السجون مع قفزة 15 آب، لأنّ مقاومة السجون كانت بمثابة جسر بين عامي 1980 و1984 عندما لم يكن هناك نضال، وفي عام 1980، حدث انقلاب عسكري، وقام حزبنا بالانسحاب، بمعنى آخر، في تلك العملية، ملأت مقاومة السجون هذه الفجوة، وبفضل مقاومة صيام الموت في 14 آب، أصبح جسراً مهمّاً للغاية وكان له تأثير مهم جداً، وبالطبع أثرت هذه المقاومة على بداية 15 آب، كان أحد التأثيرات الرئيسية، التي أحدثها يوم 15 آب على السجن، هو أنّه تم القضاء على سياسات الدولة ضد السجون، كانت الدولة التركية تريد إخضاع المعتقلين في السجون ومن ثم إعدام رواد هذه المقاومة، كان هذا هو الهدف، مارسوا هذه السياسة، لكنّ عندما تمت قفزة 15 آب، وكذلك قبل 15 آب، عندما لم يكن هناك حركة تصفية، استمرّ النضال، وفي عام 1983، دخل مقاتلو ومقاتلات الكريلا الوطن، وفي عام 1983، نفذت الدولة التركية عملية أطلقت عليها اسم “عملية غونش” في مناطق الدفاع المشروع، في بهدينان. ولأنّ الحركة لم يتم القضاء عليها، ولأنّ قائدنا حاول جاهداً جمع الحركة، ولأنّ التنظيم الذي تلقى ضربة أعاد تجميع صفوفه، فقد نفذوا عمليات إعدام في كافة التنظيمات في تركيا تقريباً، أعدموا المدانين المدنيين، والمدانين قضائياً، وفي تركيا، كانت حركتنا هي التي نفذت أكثر العمليات المسلحة ضد الفاشيين، ضد المرتزقة وضد القمعيين والعملاء، وقبل 12 أيلول، بعد عام 1938، ولأول مرة في جبال كردستان، نشطت مجموعات من عشرة أشخاص يحملون أسلحة ثقيلة، لا مسدسات، في ذلك الوقت كان هناك سلاح M1 وكان هناك الكلاشينكوف و G3، أي أنّهم كان يسيرون في الجبال وهم يحملون هذه الأسلحة، واندلعت معركة ضد الجنود والجندرمة، وقتل العديد من الجندرمة، وفي تلك الفترة أيضاً نفذت حركتنا العديد من العمليات ضد عناصر الشرطة الجلادين، باختصار، قبل 12 أيلول، كانت حركتنا هي التي ناضلت أكثر من غيرها ضد الفاشيين، ضد عناصر الشرطة الجلادين، ضد الجنود الأتراك المحتلين، لكنّ مع ذلك، تم تنفيذ عليات إعدام بحق تنظيمات مختلفة، لم يستطيعوا تنفيذ عمليات إعدام بيننا؛ لهذا السبب لم يتمكنوا من فعل ذلك، وبما أنّ التنظيم ظل صامداً ثم تم تنفيذ قفزة 15 آب، فإنّ الإعدامات كانت ستجلب نتيجة عكسية، فلو نفذت إعدامات، لما كانت ستضعف النضال، بل كانت ستثير غضب الشعب وتعزز النضال؛ ولهذا نفذوا عمليات إعدام بحق جميع التنظيمات، لكنهم لم ينفذوها بحق أحد بيننا، والسبب هو أننا لم نُسحق، كنا نناضل وتمت قفزة 15 آب، ولذلك فإنّ 15 آب أوقفت الإعدامات، ولم يعد من الممكن ممارسة الضغوط في السجون كما في السابق، في شخص السجن، كانوا سيجعلون حركتنا بلا تأثير، كانوا سيسحقونها، ولكن الحركة التي كانت صامدة، ناضلت، ماذا كان سيحدث إذا مارسوا الضغوط في السجون؟ في الأساس في مثل هذا الوضع الذي خاضت فيه الحركة كل هذا النضال، لكانت الضغوط في السجون بلا تأثير، ولذلك فإنّ 15 آب أثرت كثيراً على السجون، في الواقع تلقينا معنويات كبيرة جداً منها، وتغيرت مسيرتنا نفسها، تغيرت مسيرة أولئك الرفاق الذين تعرضوا لكل ذلك التعذيب والضغوطات؛ ولهذا السبب فإنّ 15 آب أثرت بشكل كبير على السجون.

يصف القائد عبد الله أوجلان قفزة 15 آب بأنها “نهضة الكرد”، أي تأثير شكلته قفزة 15 آب على الأنشطة الثقافية والفنية في كردستان، خاصة عندما يأخذ المرء في عين الاعتبار الضغوط والهجمات الحالية على الثقافة والأدب الكردي، وأي موقف ينبغي اتخاذه للحفاظ على هذا التأثير؟

إنّ الثقافة والفن هما مصدران أساسيان للحياة بالنسبة لشعب ما أو مجتمع، وإذا لم تكن هناك ثقافة وفن وأدب لدى مجتمع ما، فإنّ هذا المجتمع ميت، وعلى حافة الموت، فقبل 15 آب، كان الكرد على وشك الموت، وقد تحطمت آمال ومشاعر الكرد، وكيف ستكون الحياة الجديدة، وتبددت رغبته في الحياة، وكان الكرد قد تحولوا إلى مجتمع يعيش ويعمل ويتغذى يومياً فقط، ومجتمع أصبح لديه أمل ضئيل في الحياة والمستقبل، ولا يمكن أن يكون هناك فن أو أدب في مجتمع من هذا النوع، فالفن والأدب تخلقان المشاعر والأمل، والإيمان بالمستقبل وتوقع المستقبل يخلق الفن والأدب، وإذا كانت هناك ديناميكية الحياة، وإذا كان هناك تغيير في المجتمع، فإنّ الفن والأدب يُخلقان فيه، إلّا أنه قبل العام 1984، كانت مشاعر وآمال المجتمع والإيمان بالمستقبل محطمة، وتحول إلى مجتمع ليس لديه مشاعر سوى المشاعر اليومية، فقد خلقت قفزة 15 آب نتائج مهمة للغاية، وبهذه القفزة، استعاد الكرد، الذين تحطمت آمالهم، الأمل من جديد، ولذلك، كان القائد أوجلان يقول دائماً: “الأمل أكثر قيمة من أي شيء آخر”، وهناك أيضاً مثل ياباني يقول: “من يفقد ماله يفقد شيئاً ما، ولكن من يفقد أمله يفقد كل شيء”، حقيقةً، كان الكرد قد فقدوا أملهم، ولذلك، خلقت قفزة 15 آب الأمل، وخلقت شعوراً وحماساً جديدين، وخلقت الإيمان بالمستقبل.

واستعاد المجتمع عافيته وانتعش، وبدأ الكرد يرون أنفسهم من جديد، وأدرك الشعب الكردي، والمجتمع الكردي، أنه أمة، ومجتمع، وأنه يمكنه أن يتحرر، وأن يصبح ديمقراطياً، ويمكنه خلق الأمل من أجل المستقبل؛ ولهذا السبب، فإنّ تأثير15 آب كان كبيراً للغاية من حيث المشاعر والآمال والقيم، فمن ناحية، يخلق الإنسان الحياة من خلال الفن والأدب والثقافة، وهذه هي الحياة ذات المعنى، حيث أنّ معنى الحياة يُخلق بالفن والأدب والثقافة، ولكن هناك حاجة إلى الأمل في الفن والأدب والثقافة، وهناك حاجة إلى الإيمان بالمستقبل والمشاعر الجديدة، ويجب أن تكون هناك ركائز جديدة لتحقيق التغيير وخلق الديناميكية في المجتمع، وهذا ما خلقته قفزة 15 آب، ولقد خلقت مشاعر وإثارة وحماساً كبيراً وإيماناً بالمستقبل، وغيرت نظرة الناس؛ ونتيجة لذلك، حصل تطور وتقدم في الثقافة والفن والأدب، وتأسّس مركز ميزوبوتاميا للثقافة (NÇM)، حيث تأسّس مركز ميزوبوتاميا للثقافة (NÇM) في العام 1991، ومن عمل على تأسيسه هي قفزة 15 آب، فهي القيم والانتفاضات، ومن هذا المنطق، تطورت الموسيقا، وتطور الأدب والشعر، وبدأ الكرد في كل مكان بحياة حماسية، وشعروا بالحياة، وبدأوا بخوض الحياة باللون الكردي، ففي السابق، كانت هناك مرحلة حيث كانوا يهربون من الكردايتية، نعم، لم تمت الكردايتية، لكنها كانت ميؤوس منها، ولم يكن لديها إيمان، ولذلك، كان لسياسة الإبادة الجماعية وسياسة التتريك التي تنتهجها الدولة التركية تأثير معين، ولقد خلقت قفزة 15 آب ديناميكية اجتماعية كبيرة بما خلقته من مشاعر وقيم وأفكار وأحدثت تطورات كبيرة في الفن والثقافة، وفي الواقع، عندما يمعن المرء النظر إلى تاريخ البشرية؛ فإنّه يرى أنّ الفترة التي تطور فيها الفن والأدب أكثر من غيرها هي فترة الثورات والنضالات، كما يجري الحديث عن الأدب الفرنسي، حيث برز الأدب الفرنسي خلال فترة التنوير بعد إصلاحات عصر النهضة.

والأدب الروسي أيضاً خُلق في الغالب من خلال تلك الديناميكية التي عاشها المجتمع قبل الثورة وبعدها؛ وتأسّست حياة جديدة، وهناك كتب مهمة في هذا الصدد، حيث أنّ رواية ألكسندر بوشكين “كيف يجب أن تعيش” نظراً لأنّها خلقت أفكاراً ومشاعر جديدة في المجتمع الروسي، فقد أدت فيما بعد إلى حصول تطورات كبيرة، ولذلك، من المهم جداً، أن يقول القائد أوجلان عن قفزة 15 آب على أنّها نهضة الكرد.

ولقد كشف القائد أوجلان كيف تم قتل المشاعر وتحطيمها وتدميرها في المجتمع الكردي؛ وكيف تم إقصاء الكرد عن حياة مليئة بالروح المعنوية والأمل، وبما أنّ 15 آب غيّر هذا الوضع وأحدث تغييرات كبيرة، عرّف القائد أوجلان هذه المرحلة على أنّها بمثابة “نهضة الكرد”، والآن، تشن الدولة التركية الهجوم على أدب وفن وثقافة ولغة الكرد للحيلولة دون تحقيق هذا التحول، لأنّ هذه هي العوامل التي تبني المجتمع، الحياة المفعمة بالمشاعر، والمشاعر الجديدة، وتعميق المشاعر، والتصرف وفقاً للمشاعر، وما يجعل الحياة ذات معنى هو الأدب والفن والثقافة، ولذلك، تشن الدولة التركية الآن الاعتداءات على حلقات الرقص والموسيقى واللغة ولا تسمح بإقامة الحفلات الغنائية، وبدلاً من ذلك، تمنح الإذن بإقامة الحفلات الغنائية التي تصب في خدمة إبادة الكرد، ونسمع أنّ بعض الفنانين الكرد يشاركون في هذه الحفلات الغنائية التي تنظمها الدولة، وفي حفلات الحرب الخاصة، إنّنا ندينهم بشدة، فالفنانون الكرد لا يمكنهم أن يكونوا على النحو، ولا الأدب الكردي يمكن أن يكون هكذا، فهم لا يدركون معنى الفن، ولا يعرفون ما هو الفن، فهم يرون في الفن على أنه مجرد حفلة أو على أنه مجرد مجال لكسب المال، هل يمكن أن يكون الأمر هكذا؟ هذا ليس فناً ولا روح فنية، ويجب على الفنانين الذين يقومون بهذه الأمور أن يتخلوا عن هذا الموقف، وإلا فإنّهم سيُلعنون في تاريخ الكرد.

في الماضي كانوا يأتون من الشمال، من الحدود، أو من الساحات بالطائرات المسيّرة والمروحيات والبنادق، لكنّ الوضع ليس كذلك الآن، لقد تحول الأمر الآن إلى هجوم يحيط بالكامل بمناطق الكريلا ومتينا وزاب وأفاشين من الجنوب، ومن ناحية أخرى، تم استهداف غاري أيضاً، قرى بركاري حُرقت أيضاً، في الحقيقة، هناك حريق فعلياً في كل مكان في مناطق الدفاع المشروع، الغابات تحترق، والآن، ليعرف الرأي العام والعالم ذلك؛ تهاجم الطائرات عشرات المرات كل يوم، وأي هجوم بالطائرات يعني أيضاً إطلاق النار، وفي هذا الصدد، هناك حريق مستمر في مناطق الدفاع المشروع، حيث يدور الصراع، كردستان تحترق، الحزب الديمقراطي الكردستاني يراقب، هذه هي وطنيتهم، وهذا هو كل حبهم لبلدهم، كردستان كلها تحترق، نعم، أخبروهم بذلك، وخاصة بعد الربيع، فكل هجوم بالطائرات لمدة ستة أشهر حتى الربيع والشتاء يعني النار، فكروا في الأمر، هناك حرائق في تركيا الآن، أصغر شيء يمكن أن يسبب حريقا، الحرائق تندلع في اليونان، فماذا يحدث عندما تكون هناك هجمات بالطائرات كل يوم؟ كل مكان سيحترق، هذا هو الوضع.

هناك حرب، بالطبع، هناك أيضاً حرب في خاكورك، هناك حرب في كل مكان، في الواقع، الدولة التركية تقول إنّها ستتولى ستنتصر في كل مكان، وهذا يعني أنّها تقول إنّها ستفعل ذلك بدعم من الحزب الديمقراطي الكردستاني، معا سوف يسيطرون على كل تلك المناطق، السبب وراء كثرة القول “سنفعل هذا، وسنفعل ذلك” في الآونة الأخيرة هو أنهم، جنباً إلى جنب مع الحزب الديمقراطي الكردستاني والعراق، يتعاملون الآن مع جنوب كردستان باعتبارها منطقتهم الخاصة، باعتبارها منطقة سيطرتهم الخاصة، مثل ماردين وسيرت؛ ولهذا السبب يتحدثون بهذه الطريقة، لكنّ بالطبع المقاومة ضد ذلك مستمرة وستستمر، وترد الكريلا على هجمات الدولة التركية بالتكتيكات المناسبة وتكتيكات الأنفاق والفرق المتنقلة، لأنّ؛ عندما تكون هناك فرق متنقلة متمركزة في الأنفاق، فإنّ كل نفق يشبه القلعة، ومن هناك تتقاتل الفرق المتنقلة باستمرار، حيث يوجهون ضربات قوية لقوات العدو، ويخرجون من هناك كل يوم ويضربون الساحات، من ناحية أخرى، هناك ميزة أخرى للأنفاق وهي أنّها تهيمن على المنطقة، ولا يمكن للجنود الاقتراب من المناطق التي توجد فيها الأنفاق، وهكذا، تقوم الفرق المتنقلة أيضاً بتنفيذ العمليات وتوجيه ضربات للعدو، حتى في الصيف تغلبوا عليهم، كان يتم ضربهم أثناء هطول الأمطار حتى، والآن، بغض النظر عمّا إذا كانت السماء تمطر أم لا، فإنّ رفاقنا يستهدفون الدولة التركية، وفي هذا الصدد فإنّ هذه الحرب سوف تستمر، لأنّ هذه المقاومة هي مقاومة حرية الشعب الكردي، مقاومة الوجود والعدم، يقولون سوف ندمرهم، إنّهم يشنون حرباً لتدمير الكرد، إنّهم يشنون حرباً لإلحاق الإبادة بالكرد، ولا يعترفون بوجود الكرد، كما أنهم لا يعترفون بوجود الحزب الديمقراطي الكردستاني، وهم الآن مرتبطون بهم فقط لأنّهم استخدموه ضد حزب العمال الكردستاني، وبعبارة أخرى، في بيئة لا يوجد فيها حزب العمال الكردستاني، تكون مهمة الحزب الديمقراطي الكردستاني قد انتهت بالفعل، لا يوجد شيء يمكنه القيام به، إنّهم يريدون تدمير الكرد بفهم الدولة القومية، يريدون تحويل كردستان كلها إلى منطقة توسع التأميم التركي، هذا هو العقل التركي الحالي، يجب على جميع الكرد أن يروا هذا، بمعنى آخر، عداء الدولة التركية لا يقتصر فقط على اليسار الكردي والاشتراكيين، وفيما يتعلق بإنكار الكرد، فلا يهم ما هو الفكر السياسي الذي يمتلكه الكرد، فكل من اليمين والإسلامي قوى يجب تصفيتها من أجل الدولة التركية؛ لذلك لا ينبغي لأحد أن يفكر بهذه الطريقة؛ والدولة التركية عدو لهؤلاء الكرد، إنّها عدوة لجميع الكرد، حينها فقط يستفيدون من استغلال الكرد الضعفاء لتدمير الأقوياء منهم.

وفي هذا الصدد، فإنّ عداء الدولة التركية للكرد ليس له أي لون سياسي، ليس بسبب سياسة الكرد، ولكن لمجرد أنهم كرد، ولهم هوية كردية، ويريدون أن يعيشوا مع هويتهم وثقافتهم، فهي عدوة لجميع الكرد، ويجب على الجميع أن يعرفوا ذلك، لا تخدعوا أنفسكم، وبهذه المناسبة، بالطبع، ستستمر مقاومة الرفاق، ونحيي مقاومتهم، وبطبيعة الحال، دعونا نشير إلى هذا هنا، على شعبنا أن يتبنوهم أكثر، وعلى المثقفين أن يدعموهم أكثر، وعلى الأحزاب السياسية الكردية أن تدعمهم أكثر، على الأحزاب في الشمال والشرق والجنوب وروج آفا أن يدعموهم، عليهم دعم هذا النضال، وعلى الرأي العام والشبيبة والنساء تقديم كل الدعم لهذا النضال، تخوض الكريلا نضالاً كبيراً من أجل البقاء، لذا لا يجب فقط الوقوف والمشاهدة، بمعنى آخر، لا يمكن القول: المقاتلون يضربون جيداً، يقاومون بشكل جيد وكبير، هذه ليست قضية الكريلا فحسب، إنّها قضية وجود شعب أو عدم وجوده؛ قضية الجميع، وفي هذا الصدد، يحتاج هذا النضال إلى تبنيه أكثر.

بالطبع، لقد توصلوا إلى اتفاق، ويبدو أنهم يتقدمون به أكثر، إنّ سياسات الحزب الديمقراطي الكردستاني هي التي أوصلت العراق إلى هذه النقطة بشكل أساسي، لقد مارست تركيا والحزب الديمقراطي الكردستاني ضغوطاً معاً على العراق وجرّتا العراق إلى هذه الحرب، لقد جعلوهم جزءاً من الحرب ضدنا، كان الحزب الديمقراطي الكردستاني يقول دائماً للدولة التركية، دعونا ندرج العراق في هذا، دعونا ندرج الاتحاد الوطني الكردستاني في هذا، وهذه هي الطريقة التي سنحصل بها على النتائج، والآن قاموا بجر العراق إلى الحرب، ويحاولون توسيع هذه السياسة من خلال الاتحاد الوطني الكردستاني، إنّ الحزب الديمقراطي الكردستاني هو بالفعل قوة كهذه، والجميع يعرف ذلك؛ الحزب الديمقراطي الكردستاني يقوم بتصفية المنظمات الكردية التي يعتبرها منافسة، من خلال علاقاته مع المستعمرين وأعداء الكرد، إنّ مسيرة الحزب الديمقراطي الكردستاني وحياته السياسية تسير على هذا النحو، كيف طرد الاتحاد الوطني الكردستاني من هولير؟ لقد تعاون مع صدام، وصلت دبابات صدام وجنوده، وقام بطرد أعضاء الاتحاد الوطني الكردستاني في هولير، واستقر الحزب الديمقراطي الكردستاني، والآن تحاول الدولة التركية القيام بذلك، لقد أراد الحزب الديمقراطي الكردستاني دائماً تصفية الاتحاد الوطني الكردستاني منذ البداية، وبعد ذلك، عندما وصل حزب العمال الكردستاني إلى مرحلة تاريخية وأصبح قوة، أراد تصفية حزب العمال الكردستاني، وهو دائما يستخدم أعداءه لهذا الغرض، وأدخل العراق في هذه العملية بابتزازه، يبتز العراق، لقد أدخلوا العراق إلى هذا الوضع بقولهم إذا لم تتبعوا هذه السياسات فسوف أتعاون أكثر مع الدولة التركية وأسبب مشاكل للعراق، نعم هناك ضغط وإجبار من الدولة التركية، لكنّ لو لم يكن الحزب الديمقراطي الكردستاني متورطاً لما وصل العراق إلى هذا الحد، أكثر من يريد إيقاف الحركة هو الحزب الديمقراطي الكردستاني، إنّ الحزب الديمقراطي الكردستاني هو الذي أغلق حزب الحرية والديمقراطية الإيزيدي PADÊ في شنكال، ومرة أخرى، فإنّ الحزب الديمقراطي الكردستاني هو الذي يريد إغلاق الحزب الديمقراطي في العراق، يقوم بإعطاء معلومات للدولة التركية، وتقوم الدولة التركية بالضغط عليه، هذه هي الطريقة التي يفعلون بها ذلك، لذا، ينبغي النظر إلى هذا الحدث بهذه الطريقة، نعم دخلت العراق الآن في هذه اللعبة القذرة، العراق توافق عليها، فقد ذهب وزير الخارجية العراقي رئيس الوفد، وبعد ذلك ذهب وزير خارجية الجنوب وكان هناك بعض أعضاء الوفد من الحزب الديمقراطي الكردستاني، بالطبع، سياسة فؤاد حسين ينتهجها الحزب الديمقراطي الكردستاني، لماذا ذهب فؤاد حسين؟ لماذا ذهب وزير خارجية الحزب الديمقراطي الكردستاني؟ ومن الواضح انهم سيناقشون “كيف سيتم شن الحرب ضد حزب العمال الكردستاني؟” إنّهم مثل المستشارين في هذه القضية، إنّهم مثل المستشارين في العراق، إنّهم يتعاونون مع الدولة التركية.

ولكن هذا يجب أن يقال، إنّ معرفة الإدارة العراقية الحالية وقراءتها للتاريخ سيئة حقاً، هذا ما يبدو، والدولة التركية لا تعترف بها، إنّها تمارس السياسة اليومية، لقد ابتزت الدولة التركية؛ حيث استخدمت المياه كوسيلة للابتزاز، الآن تضعف موقفه، والعراق يقع أيضاً في هذا الفخ، وهذا بالتأكيد ليس في مصلحة العراق، وستندم الحكومة الحالية والسوداني وأنصاره على الحفاظ على هذه العلاقات مع تركيا، وسوف يندمون على الاستسلام لابتزاز الحزب الديمقراطي الكردستاني بهذه الطريقة، فكيف سيذكرهم التاريخ العراقي؟ يمكننا أن نقول هذا، لن يتذكرهم جيداً، إنّهم لا يعرفون الدولة التركية كثيراً، وقد استسلموا لسياسة العصا والجزرة التي تنتهجها الدولة التركية، لقد استسلم العراق تماماً لسياسة التلاعب التركية، سوف يرتاح المجال الاقتصادي إلى حد ما بسبب العلاقة مع تركيا، هذه تجارة، وهذا ليس له معنى آخر، إنّ عقد هذا الاتفاق مع الدولة التركية على أساس بعض التخفيف الاقتصادي وإيجاد هذه الفرصة هو بيع للعراق، هذا هو ما يعنيه، في عالم الحداثة الرأسمالية اليوم، هناك الكثير من التفكير اليومي والمادي، والتفكير الشعبوي والاشتراكي والوطني والطويل الأمد ضعيف، وهذا هو حال حكام العراق الحاليين، إنّهم يفتقرون إلى الوعي التاريخي وينتجون السياسة اليومية، فكيف تعلنون حزب العمال الكردستاني عدواً؟ لا أعلم، لقد أعلنوها منظمة محظورة، كان حيدر العبادي رئيساً للوزراء، وشكر العديد من المسؤولين العراقيين حزب العمال الكردستاني، من أجل هزيمة داعش، فكيف سيكون الوضع الحالي في العراق لو لم يتم هزيمة داعش؟ إنّ دور حزب العمال الكردستاني في هزيمة داعش في روج آفا وشمال وشرق سوريا عظيم، حيث أرسل عدداً كبيراً من مقاتليه فاستشهدوا، هكذا تمت هزيمة داعش، نعم لقد فقدوا خمسة عشر ألف شهيد في شمال وشرق سوريا وروج آفا، وأصيب عشرات الآلاف من الأشخاص، وبالتالي تمت هزيمة داعش، من أوقف داعش في شنكال؟ كنتم لتكونوا سبباً في الإبادة، لكنّ حزب العمال الكردستاني دافع عن شرفكم، لقد أنقذ شنكال من الإبادة، وأنقذ شرف العراق، حسناً، الآن يمكنكم القول أنّ حزب العمال الكردستاني منظمة محظورة، لكنّ هل من الممكن أن يكون هناك مثل هذا الافتقار إلى المبادئ، مثل هذا الافتقار إلى الضمير والأخلاق والمبادئ السياسية؟ سوف يعجب ذلك تركيا، والحزب الديمقراطي الكردستاني سوف يعجبه، الحزب الديمقراطي الكردستاني يبتز، ومن المفترض أنهم سيرضون الحزب الديمقراطي الكردستاني، كلما أرضيتم تركيا والحزب الديمقراطي الكردستاني أكثر، كلما خسرتم، وإرضائهم يعني إغراق العراق، ماذا قال طيب أردوغان للمالكي؟ المالكي كان في السلطة، المالكي انتقد تركيا قليلا، فقال أردوغان: من أنت ومن سيأخذك على محمل الجد؟ وما زالت القضية العراقية تواجه مشاكل، أنتم بلد كهذا، من سيأخذكم على محمل الجد؟ يعني أهان رئيس الوزراء العراقي، إنه يسخر منكم، لذا قفوا وأظهروا موقفاً محترماً ضد تركيا، وانظروا ماذا سيقول لكم، إنه يسخر من العراقيين لأنّهم لا يبدون موقفاً شريفاً، إنّهم لا يدركون ما يفعلونه، إنّهم يفتقرون حقاً إلى الوعي التاريخي، ويقولون هنا الحكومة الشيعية، ولكي أكون صريحاً، لو كانت هناك حكومة سنية لما استسلمت لتركيا إلى هذا الحد، عدا عن ذلك فإنّ السنة حاليّاً يضغطون على الحكومة الحالية من خلال الاعتماد على تركيا، وهذا صحيح، لكنّ لنفترض أنه لو كانت هناك حكومة سنية بالكامل، لما استسلموا لتركيا كثيراً، لديهم أيضاً وعي تاريخي أعلى، وهم يعرفون الدولة التركية بشكل أفضل، لأنّه، بطريقة ما، لم يشارك الشيعة في الكثير من السياسة في تاريخ العراق، لقد تم استبعادهم دائماً من الهيمنة السياسية والنشاط السياسي، لقد تم في كثير من الأحيان استبعاد الشيعة من السياسة العراقية والنضال الاجتماعي العراقي والبنية الاقتصادية والعسكرية، ولذلك يبدو أنّ وعيهم التاريخي، أو نقول الوعي السياسي لهم، ضعيف حقاً، والآن، بطبيعة الحال، يتعين على الشعب العراقي والقوى السياسية في العراق أن يقاوموا ذلك، ويجب أن يروا خطورة ذلك؛ وعلى الشعب الكردي في جنوب كردستان أن يرى ذلك، وعلى الأحزاب السياسية أن ترى ذلك وتعارض هذه الاتفاقيات بين العراق وتركيا، ويجب على الأحزاب السياسية الكردية أن تعارض ذلك، وهذا في الواقع نوع من الاستسلام، وفي هذا الصدد، يتعرض الاتحاد الوطني الكردستاني أيضاً للتهديد، وقال العراقيون إنّ الأتراك سيتلقون تدريباً في بعشيقة وسيكونون فعالين أيضاً، أنتم تخدعون أنفسكم؛ لذلك أضفتم الشرعية على احتلال الأتراك، ومن سيخرج تركيا من هناك؟ هل يعتقدون أنه سيخرج؟ غداً سيقولون إنّنا أخذنا هذا المكان بسفك الدماء، لقد حصلنا على الأمر بهذه الطريقة، لقد حصلنا عليه بهذه الطريقة، لقد كان بالفعل ملكنا من حيث التاريخ، هذا ما يقولونه على أيّة حال؛ هل تعرفون ماذا يسمون بالميثاق الملي؟ نعم كركوك والموصل وشمال سوريا ضمن الميثاق الملي، هناك فرق واحد فقط، بالطبع، وهو مهم، عندما تم قبول الميثاق الملي، لم يكن من الممكن إنكار الكرد، لا يوجد إنكار للكرد بين العثمانيين، لم يكن الأمر هكذا، ولم ينكره الكرد، عبد الله جودت هو أحد مؤسسي جمعية الاتحاد والترقي، وحتى أفكار عبد الله جودت هي في الأساس الفلسفي للكمالية، عبد الله جودت كردي من أرابكيرلي، عندما تأسّست جمعية تيالي الكردية، ذهب عبد الله جودت واحتفل، وقال: “أنتم تقومون بعمل جيد للغاية”، وقال: “يجب على الكرد أيضاً أن يتطوروا ويعملوا”، يقول هذا، لأنّه لا يوجد إنكار للكرد، وبينما كانوا من مؤسسي حزب الاتحاد والترقي، فإنّهم فيه لأنّه لم يكن هناك إنكار للكرد، لو كان هناك إنكار للكرد، لما كانوا متورطين، بمعنى آخر، الدولة التركية الحالية تنكر الكرد، لا يوجد شيء من هذا القبيل بين العثمانيين، هذا وضع جديد، وهذا الوضع ظهر بعد معاهدة لوزان، وفي هذا الصدد، فإنّهم يناقضون تاريخهم.

تواصل الدولة التركية الفاشية حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الكردي، ومع ذلك، بعد الانتخابات المحلية، واجهت فاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية مشكلة، هل يمكن اعتبار الوضع الحالي للمعارضة مجرد توتر أو سلمية؟

والآن من المهم أن نعرف ما هي سياسة الدولة التركية، تم القبض على امرأة قبل أيام قليلة لإجراء مقابلة في الشارع، عندما يتحدث أي شخص أو يعارض حزب العدالة والتنمية، فإنّهم يعتقلونه، لقد قاموا بالفعل باعتقال جميع الكرد، هناك عمليات إبادة سياسية في كردستان كل يوم، لقد تم اعتقالهم لمجرد أنهم كرد، ولأنّهم يدافعون عن هويتهم الكردية، ولأنّهم يشاركون في السياسة داخل حزب الشعوب الديمقراطي.

والآن تواجه المعارضة في تركيا مشكلة، إذا كانت المعارضة لا ترى ذلك ولا تستطيع وضع سياسات في هذا الشأن، فلن تتمكن من تحقيق أي نتائج، إنّ السبب وراء عداء حكو مة حزب العدالة والتنمية للديمقراطية هو عداءها للكرد

إنّهم يعادون الديمقراطية بالقول “إنّ الكرد سيستفيدون من الديمقراطية

نظراً لأنّهم ينفذون سياسة التصفية والسحق ضد الكرد، فإنّهم يعادون الديمقراطية لهذه الدرجة، وسوف تطالبون بالديمقراطية وتقولون النضال من أجل الديمقراطية، وسوف تبدون ردة فعلكم تجاه السلطة الحاكمة لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية المناهضة للديمقراطية، لكنّ لن تكون لديكم سياسة كردية متسقة، حينها، فإنّ موقفكم من الديمقراطية وردة فعلكم تجاه حزب العدالة والتنمية عبثي وليس له أي معنى، ومن هذا المنطق، ينبغي للمعارضة أن ترى هذه الحقيقة، فمن خلال مقولة “إنّ الكرد سيستفيدون من الديمقراطية” يحملون العداء تجاه الديمقراطية.

إي، أنّ سبب العداء للديمقراطية هو عدم حل القضية الكردية، حينها، سوف تقومون بوضع سياسات لحل القضية الكردية، وسيتوجب عليكم معارضة سياسة السلطة الحاكمة لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية تجاه الكرد، وبهذه الطريقة فقط يمكنكم مواصلة خوض النضال من أجل الديمقراطية، حيث هناك بعض التنظيمات اليسارية، وإلى أي مدى يرون هذه الحقيقة ويتخذون موقفاً مناهضاً لحزبي العدالة والتنمية والحركة القومية؟ نحن نعرف حزب اليسار، وعلى دراية به، ونحن نعرف الرفاق في حزب اليسار، أولئك الذين من هم في جيلنا.

تنظرون إلى صحفهم ومجلاتهم، فلا تجدون أي شيء يتعلق بالقضية الكردية، لماذا؟ إذا طُرحت القضية الكردية على جدول الأعمال، فإنّ السلطة الحاكمة لحزبي العدالة والتنمية والحركة القومية سوف تشعر بالانزعاج.

سوف يتصافحون معهم، هل يجوز هذا الأمر؟ يظهر على القنوات التلفزيونية ويصف نفسه بأنه ديمقراطي اشتراكي، ولكن عندما يتعلق الأمر بالقضية الكردية، فإنّه يفقد أعصابه، فلا يوجد فرق بينه وبين أعضاء حزب العدالة والتنمية وأعضاء حزب الحركة القومية، فالنضال من أجل الديمقراطية، لا يمكن أن يكون هكذا، وفي هذا الصدد، يجب على جميع القوى الديمقراطية أن تتحلى بالحساسية تجاه القضية الكردية إذا أرادت حقاً خوض النضال من أجل ديمقراطية بموقف صحيح وثابت، وعليهم أن يتخذوا موقفاً صريحاً تجاه الضغوط التي يتعرض لها الشعب الكردي.

وليكن جزءاً مهمّاً من جدول أعمالهم، ومن يقول إنه يعارض السلطة الحاكمة لحزب العدالة والتنمية، عليه أيضاً أن يعارض سياسات السلطة الحاكمة لحزبي العدالة والتنمية والحركة القومية تجاه الكرد.

وإذا لم تظهر نهجاً صحيحاً فيما يتعلق بالقضية الكردية، وحتى لو كنت ضد السلطة الحاكمة لحزبي العدالة والتنمية والحركة القومية، فليس لذلك أي معنى أو نتيجة سياسية، ولا أريد أن أقول الكثير عن هذا الجانب، وأؤكد أنه إذا كانت جميع قوى المعارضة تناضل ضد حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية أو الفاشية، فحينها، يجب أن تكون لديها سياسة كردية صحيحة، ولا يمكن خوض النضال من أجل الديمقراطية الحقيقية إلّا على هذا الأساس.

بينما تتواصل هجمات الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني، توجه رئيس الدولة الفلسطينية محمود عباس إلى تركيا في وقت كهذا، وألقى كلمة في البرلمان التركي، ماذا يمكنكم أن تقولوا بشأن الأمور التي تجري في فلسطين ومحمود عباس؟

إنّ فلسطين تعاني ألماً كبيراً، وإنّنا ندين بشدة سياسة إسرائيل تجاه فلسطين، وحقيقةً، هناك مجزرة كبيرة، وقد وصلت هذه المجزرة إلى مستوى الإبادة الجماعية، ولا يريدون ترك فلسطين هناك.

وبالطبع محمود عباس هو أحد قادة منظمة التحرير الفلسطينية، وبالطبع نحن نرحب بنضالهم بكل احترام، ومع ذلك، فإنّ توقع شيء ما من السلطة الحاكمة لحزبي العدالة والتنمية والحركة القومية، والاعتقاد أنّ السلطة الحاكمة لحزبي العدالة والتنمية والحركة القومية ستدعم النضال الفلسطيني هو خداع كبير للنفس، ولقد شاركنا في النضال الفلسطيني وقدمنا شهداء، ومن ناحية أخرى، تلقينا أيضاً مساهمة ودعم الفلسطينيين.

ومن هذا المنطق، هناك ارتباط بيننا وبين نضال الشعب الفلسطيني، وهناك ارتباط عاطفي، وهناك ارتباط تاريخي، هذا ما أريد أن أقوله.

ويجب على محمود عباس والجميع يجب أن يعرفوا ذلك، وكما أكدنا من قبل، إنّ السبب الذي يجعل قضية فلسطين مؤثرة في العالم لهذه الدرجة، ويجعل شعوب العالم تتبناها، هو نتيجة لنضال القوى اليسارية، وهو نتيجة تبني القوى اليسارية لفلسطين، وهناك هذا القدر الكبير من التبني لفلسطين في العالم كله، ففي فترة الستينيات وأواخر الستينيات والسبعينيات، بينما تبنت قوى اليسار والقوى الثورية في تركيا النضال الفلسطيني، فإنّ الأوساط التي يعتمد عليها أردوغان كانت تهاجم قوى اليسار.

حيث كانوا يهاجمون القوى اليسارية، التي ألقت بالجنود الأمريكيين في البحر، والآن، تستغل السلطة الحاكمة لحزبي العدالة والتنمية والحركة القومية القضية الفلسطينية حقاً، وأنا لا أتحدث عن الأوساط الإسلامية خارج ذلك، ولكن أردوغان وحزب الحركة القومية يستغلان نضال الشعب الفلسطيني، ويحاول استغلال النضال الفلسطيني للتستر على الإبادة الجماعية بحق الكرد وتنفيذ الإبادة الجماعية بحق الكرد بسهولة أكبر، وبهذه الطريقة، سيتم التستر على هجوم وسياسة الإبادة الجماعية بحق الكرد.

لماذا؟ إنه يتبنى فلسطين! لا يوجد شيء من هذا القبيل، فهو لم يتوقف عن مزاولة التبادل التجاري خلال فترة وجيزة، بلتوقف بعد مضي 7-8 أشهر، وبينما كان أحد البرلمانين من حزب السعادة يقول لهم ذلك في البرلمان، هاجمه أعضاء حزب العدالة والتنمية وسقط الرجل ومات جراء أزمة قلبية، وما زالوا لم يتخلوا عن مزاولة التبادل التجاري.

وفي هذا الصدد، لا ينبغي لمحمود عباس أن يكون أداة في يد السلطة الفاشية من أمثال حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، لقد تم توجيه الدعوة له مسبقاً، لكنه لم يلبي الدعوة الموجهة له، وقد أبدى موقفاً صحيحاً، ومن المفترض أن يكون الرد على خطاب نتنياهو في الولايات المتحدة الأمريكية، لا يمكن أن يكون الأمر على هذا النحو؟ ولا يمكن للفلسطينيين أن يكونوا جزءاً من سلطة ترتكب إبادة جماعية بحق الكرد، لا يمكنهم إضفاء الشرعية عليها، ولا يمكنهم تطبيعها، وهنا، نودُ أن نؤكد على هذا الأمر مرة أخرى.

فتركيا هي الدولة التي كانت لها أفضل العلاقات مع إسرائيل عبر التاريخ، وتركيا هي أول من اعترفت بها في الشرق الأوسط، ولقد كانت لتركيا دائماً علاقات جيدة مع إسرائيل.

وفي الواقع، كانوا يريدون تطويرها قبل حادثة 7 تشرين الأول، لماذا؟ كانوا يقولون، إذا قمنا بتحسين العلاقات مع إسرائيل، فسوف نحصل على دعم أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية فيما يتعلق بالإبادة الجماعية بحق الكرد، ولقد كانت لديهم دائماً علاقات جيدة مع إسرائيل للحصول على دعم الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا في الإبادة الجماعية بحق الكرد.

وفي الوقت الحالي، كل ما يهمها في الأمر هو قيامها بالمحافظة على سلطتها الحاكمة، لأنّه تم تضييق الخناق عليها، حيث أنّ حزب السعادة ضيق الخناق عليها، وحزب الرفاه الجديد هو ضيق الخناق عليها، والقوى الديمقراطية هي ضيقت الخناق عليها، واضطرت مرغمة على قطع التجارة مع إسرائيل.

وبدأت في معاداة إسرائيل، للمحافظة على سلطتها الحاكمة، ومن هذا المنطق، لا ينبغي للشعب الفلسطيني والقوى السياسية الفلسطينية أن تكون أداة بيد دولة مستبدة، ويمكنهم مخاطبة شعب تركيا، ويمكنهم إقامة علاقات مع شعب تركيا ومع القوى السياسية في تركيا، ولكن لا ينبغي أن يصبحوا غطاءً لسياسة مثل هذه السلطة الحاكمة، وإنني أدعو الفلسطينيين حقاً إلى التصرف والتحلي بالحساسية بشأن هذه القضية.

في تركيا، كل شيء يتشكل من خلال سياسة السلطة الحاكمة، والرياضة هي واحدة من هذه المجالات، وقد أُقيمت واكتملت دورة الألعاب الأولمبية في باريس عام 2024، ورغم أنّ تركيا شاركت فيها بأكثر من مائة رياضي، إلّا أنّها عادت خالية الوفاض دون أن تحصل ولو على ميدالية ذهبية واحدة، ودارت مناقشات جادة حول أسباب هذا الوضع، كيف تقيّمون هذا الوضع؟

في الواقع، هذا الوضع هو نتيجة تظهر ماهية السلطة الحاكمة لحزبي العدالة والتنمية والحركة القومية، فالسلطة الحاكمة لحزبي العدالة والتنمية والحركة القومية أفسدت كل شيء في تركيا، ولقد أفسدت الأخلاق والضمير والثقافة والفن، وأفسدت الرياضية أيضاً، وانحرفت الرياضة ولم تعد رياضة، وخرجت من المنافسة، فكل بلد يريد الدخول في المنافسات ويريد أن يحقق رياضيو ورياضيات بلده الفوز، وهذا أمر طبيعي.

لكنّ السلطة الحاكمة لحزبي العدالة والتنمية والحركة القومية حولت هذا الأمر إلى حرب، فكل رياضي سيفوز بمعركة، وإذا فازوا، فستكون تركيا قد انتصرت في الحرب، وإذا فازوا، فإنّ تركيا ستحقق النجاح في حربها ضد الكرد، فكل شيء؛ السياسة والفن، كل شيء سيتم وضعه لخدمة الحرب الخاصة، وقد حولت الرياضة إلى جزء لا يتجزأ من الحرب الخاصة، وقد حولت كرة القدم إلى ذلك بالفعل، حيث ليست هناك عدالة في كرة القدم، وكرة القدم أيضاً هي حرب خاصة، وهي أيضاً نتيجة للحرب القذرة التي تُشن ضد الشعب الكردي، ونتيجة للسياسة التي تم تطبيقها بعد فترة التسعينيات بسبب الحرب الخاصة، ونحن نعلم حيثيات هذا الأمر جيداً.

وحاليّاً، يشعر الناس بالأسف حقاً تجاه هؤلاء الرياضيين، فعلى الرغم من بذلهم لهذا القدر الكبير من الجهود والعمل، إلّا إنّهم في حالة من التوتر، وسيكونون خونة عندما يخسرون، لا بدّ لهم أن يفوزوا، أليست هي الحرب؟ إذا خسرت، فإنك تعيش هزيمة كبيرة، إنّهم ليسوا مرتاحين، أي، أنهم يقودونهم إلى الحرب، وليس إلى السباق.

ولذلك، يخسرون، ولا يفكرون بشكل سليم وصحي، ويعيشون في حالة من الخوف ويخسرون، وهذا هو الحال بشكل خاص خلال فترة سلطة حزب العدالة والتنمية، وخاصة خلال السنوات العشرين الماضية، ففي هذه البيئة المشبعة بالقمع، أوصلوا الرياضة إلى حالة حرب، وحوّلوها إلى حرب خاصة، وجعلوها جزءاً من الحرب ضد الشعب الكردي، الأمة الوطن ساكاريا، نعم، دعهم يفوزون، وليشعر الشعب التركي أيضاً بالسعادة، وليشعر الجميع بالسعادة، ولكن، لا يجوز أن تتحول الرياضة إلى هذه الحالة، وهذه الحكومة مسؤولة عن ذلك.

ويقوم وزير الرياضة بإلقاء اللوم واتهام الاتّحاد الرياضي، انظر إلى هذا الوقح، هؤلاء بالأساس كلهم رجالك على أيّة حال، ففي الواقع، لم يعد حزب العدالة والتنمية يوظف العاملين من أي شخص آخر، وحتى عندما يقوم بتعيين الموظفين، فإنّهم يكونون تابعين له، والاتحادات الرياضية تابعة لك، ويحملهم الذنب، أنت المذنب، فمن أوصل الرياضة إلى هذه الحالة هي السلطة الحاكمة لحزبي العدالة والتنمية والحركة القومية ووزرائها، فما بنوه على هذه الرياضة هو الشوفينية، وهؤلاء الرياضيون يعملون بجد، لكنّ جهودهم تذهب أدراج الرياح.

والرياضي حريص على حياته، ويكرس حياته وكل ما يملكه، لكنّ يجري استغلاله هكذا؛ ويتم استخدامه للسوء، ويُطلب منهم جميعاً الفوز في الحرب.

الحرب ضد العالم، فإذا كنت قد حملت كل هذا العبء على عاتق هؤلاء الشباب، فإنّهم بهذه الحالة النفسية لن يتمكنوا حتى من الحصول على ميدالية برونزية، وفي هذا الجانب، المسؤول هو وزير الرياضة وليس الاتحاد، وهذه الحكومة هي المسؤولة، وفي هذا الصدد، ينبغي للمرء التركيز في السياسة الرياضية لهذه السلطة الحاكمة في تركيا، ولا بدّ من انتقاد هذه السياسة، ويجب أن تخرج هذه من دائرة كونها أداة للحرب الخاصة.