المقابلات

٢٥ حزيران ٢٠٢٤

قره سو: يجب على الشعب الكردي لملمة جراحه التي تسبب بها الحريق بالوحدة والتضامن

صرح عضو المجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK)، مصطفى قره سو، في حديث مع وكالة فرات للأنباء، أنّ شركة دجلة لتوزيع الكهرباء (DEDAŞ) والدولة التركية تحاولان إظهار نفسيهما على أنّهما بريئان عقب كارثة الحريق التي تسببت في فقدان 15 شخص لحياتهم وإصابة المئات، وأوضح قره سو أنّ الدولة التركية تستغل كل فرصة لإبادة الكرد، وقال: “بدون إجراء أي تحقيق، ودون الرجوع إلى أي شهود، قيل على عجل أنّ الحريق اندلع من القش، وهذا هو رد فعل مجرم ألقي القبض عليه متلبساً”، ودعا مصطفى قره سو الشعب الكردي إلى لملمة جراحه التي تسبب بها الحريق بالوحدة والتضامن.

لفت عضو المجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني، مصطفى قره سو، في مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة فرات للأنباء، الانتباه إلى العزلة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان، وقال إنّ اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب، والمؤسسات الدولية يواجهون أزمة وصعوبة في الدفاع عن هذه العزلة، كما دعا قره سو إلى مواصلة الحملة التي انطلقت ضد العزلة دون توقف.

نتيجة للحريق الذي اندلع بين آمد وميردين، فقد 15 كردستانياً حياتهم، وأصيب العشرات، وكشفت هذه الواقعة مرة أخرى عن أهمية التنظيم الذاتي للشعب الكردي، وسلطت الضوء على عداء الدولة التركية الفاشية تجاه الكرد بطريقة أليمة، ماذا تقولون بشأن هذه الفاجعة؟

أرجو من الله تعالى أن يتغمد الذين فقدوا حياتهم نتيجة الحريق الذي اندلع بين آمد وميردين برحمته، وأتمنى الشفاء العاجل للمصابين.

لقد ارتكبت مجزرة أخرى في آمد وميردين، ومن الواضح أنّ هذه مجزرة ارتكبتها الدولة، وكما جاء في بيان منظومة المرأة الكردستانية (KJK)، فهي كارثة افتعلتها الدولة، فعندما اندلع حريق في إيجه وآكدنيز، حتى وإن كان التدخل متأخراً وغير كافٍ، إلّا أنّ الدولة استخدمت المروحيات وطائرات مكافحة الحرائق والمسيرات، وكافة إمكاناتها لإخماد الحريق، ولكن عندما تحدث حالة مماثلة في كردستان، فإنّ الدولة لا تحرك ساكناً، تريد أن يسأم الكرد من حياتهم ويتركوا أرضهم! ولذلك، فقد أظهرت نفس الموقف في حريق ميردين وآمد.

وعندما أدى هذا الحريق الهائل إلى سقوط العديد من القتلى والجرحى، سارعت الدولة إلى القول إنّه حريق اندلع من القش، ودون إجراء أي تحقيق، ودون الرجوع إلى أي شهود، قيل على عجل إنّ الحريق اندلع من القش، وهذا هو رد فعل مجرم ألقي القبض عليه متلبساً، ولكيلا يظهر أنّ المجرمين الذين افتعلوا الحريق هم الدولة وشركة دجلة لتوزيع الكهرباء، أرادوا إظهار أنّ الحريق اندلع من القش، وحاولوا أن يظهروا أنّ الدولة بريئة.

وقال شهود عيان إنّ الحريق اندلع من عواميد الكهرباء، لكن مسؤولو الدولة، والوكالات والقنوات التلفزيونية التابعة للحكومة، نشروا أخباراً قالوا فيها أنّ الحريق اندلع من القش، كما نشرت وسائل الإعلام المعارضة نفس هذه الأخبار، وبسبب الخوف من السلطات، لم يأخذوا أقوال الشهود بعين الاعتبار، واتخذوا من التصريحات الرسمية أساساً، ولو اندلع هذا الحريق في منطقة أخرى من تركيا، لكانت قد نُشرت إفادات الشهود والشعب، ومرة أخرى ظهر كيف أنّه يتم تشويه حقيقة الأحداث في كردستان، ويستخدمون وسائل الإعلام كأداة لذلك.

ويقول الشهود إنّ الأبراج والكابلات الكهربائية قديمة، وأنّهم قدموا طلبات لتجديدها عدة مرات، وهذا ليس كلام شخص واحد فحسب، بل القرويون في المنطقة التي اندلع فيها الحريق كلهم يقولون هذا.

الجندرمة يتلقون الأوامر من شركة دجلة لتوزيع الكهرباء

إنّ شركة دجلة لتوزيع الكهرباء هذه قد أصبحت أداة للاستغلال، وفرض الضغوط على الشعب في كردستان، والجندرمة كقوة عسكرية في المنطقة، يتلقون الأوامر من شركة دجلة لتوزيع الكهرباء، حيث أنّ شركة دجلة لتوزيع الكهرباء أرسلت الجندرمة مئات المرات لمداهمة القرى والمنازل، وعلى مدار سنوات، قال الأهالي أنّهم تعرضوا للضغوط من خلال شركة دجلة لتوزيع الكهرباء، وقد تم إعداد العشرات من الأخبار بهذه الطريقة بشأن شركة دجلة لتوزيع الكهرباء، من ناحية، أصبحت شركة دجلة لتوزيع الكهرباء بلاء على الشعب، لا توجد مثل هذه المؤسسة في أي مكان في تركيا، لو كان مثل هذا الوضع موجوداً، لكان الشعب قد انتفض في بحر إيجه، كارادنيز، وآكدنيز، وإذا كان مثل هذا الوضع موجوداً، حينئذٍ لن يكون بمقدور الجندرمة التصرف كمؤسسة عسكرية تابعة للشركة على مستوى، لكن عندما يتعلق الأمر بكردستان، ينظر الجنود والشرطة إلى الكرد كأعداء، ولذلك، فإنّهم يعتبرون ممارسة جميع أنواع الضغوط على الشعب الكردي مشروعة.

وتستخدم الدولة التركية كافة موارد كردستان ضد الكرد كأدوات للقمع والاستغلال، وفي مقدمتهم الكهرباء والطاقة والمياه، ويتم إنتاج ما لا يقل عن 80 بالمئة من الكهرباء والطاقة المنتجة في تركيا في كردستان، وتم بناء العشرات من السدود على نهري دجلة والفرات، كسدود كبان وكاراكايا وأتاتورك وبيرجيك على نهر الفرات، وتنتج هذه المحطات حالياً ما يعادل مائة ضعف ما يتم استخدامه من الكهرباء في كردستان. تم بناء العديد من السدود على نهر دجلة، ويأتي معظم النفط من كردستان، لكن الشعب الكردي لا يستفيد ولو بقدر بسيط من هذه الطاقة، وحتى هذه الطاقة تحولت إلى أداة لاستغلال الكرد، ويتم إنتاج جزء كبير من الكهرباء في كردستان، لكن هذه الطاقة لا تُعطى للكرد، والذي يتم إعطاؤه، يتم إعطاؤه بثمن باهظ جداً، نعم، هناك مثل هذا الاستغلال، أنتج كل هذه الطاقة في كردستان، لكن الكرد محرومين من تلك الطاقة! وهذا أمر مناف للأخلاق والضمير والعدالة، فإذا كانت الطاقة تأتي من هذه المنطقة فيجب أن يستفيد منها أهل هذه المنطقة، ويجب توفير الكهرباء، وهي حاجة أساسية للشعب، مجاناً.

الدولة التركية تستغل كل الفرص لإبادة الكرد

يقول القائد آبو أنّ الطاقة والمياه يجب أن يكونا ملكاً للمجتمع، لكن في تركيا، تم تسليم الطاقة والمياه إلى شركات الاستعمار والاستغلال، ترتبط الطاقة والمياه والأرض والهواء بحياة الإنسان، وهذه ليست ملكاً لأحد غير المجتمع، ويكشف الواقع في كردستان مدى صواب هذا الأمر وضرورته، ويجب على الشعب الكردي أيضاً أن يرى من حقيقة الطاقة هذه أنّ الدولة التركية هي دولة استعمار وإبادة، تستغل الدولة التركية كل فرصة لإبادة الكرد، وفي الأساس، خُلقت القيم في تركيا حتى الآن بجهود الكرد وكدحهم، لكنهم استثمروا هذه الإمكانات والفرص في الأسلحة ويستخدمونها لإبادة الكرد.

في الماضي، كانت الخدمات مثل الكهرباء والماء في تركيا عائدة بالكامل للبلديات، ولم تستخدم البلديات هذه الإمكانات لاستغلال الشعب، بل استخدمتها للخدمة والتنمية، والآن تم نقلها إلى الشركات وأصبحت أداة للاستغلال، لقد أظهرت مثل هذه الحالات مرة أخرى أنّه لا ينبغي استخدام الكهرباء كوسيلة للاستغلال، بل يجب إدارتها من قبل البلديات الموجودة لخدمة الشعب.

ولا ينبغي للشعب الكردي أن يتأمل أي شيء من الدولة فيما يتعلق بأي قضية، لا ينبغي أن يقولوا فلتجلب الدولة لنا هذا الشيء أو ذاك، وأنّها ستجلبه وتؤمنه، فكل عمل قامت به الدولة وما ستقوم به هو فقط من أجل إبادة الكرد. يجب أن يصبح الكرد مجتمعاً منظماً، ويخلقوا القيم بقوة المجتمع ويلبوا احتياجاتهم بهذه الطريقة، إنّ طلب شيء من الدولة التي تريد إبادة الكرد هو بمثابة طلب شيء من جلاده.

لقد تكبد الشعب خسائر هائلة من كل الجوانب في حريق ميردين وآمد، ويجب على الشعب الكردي لملمة جراحه هذه بالوحدة والتضامن، لا ينبغي أن يحتاج الشعب إلى دولة الإبادة هذه، إن مثل هذه الأوقات هي الأنسب لإظهار الوطنية.

إنّ تشومسكي صديق قيّم للشعب الكردي

لا تزال العزلة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان مستمرة، ويبدو إنّ المؤسسات الدولية تعاني من صعوبات، كيف تقيمون النضال من أجل كسر صمت المؤسسات الدولية؟

قبل الإجابة على سؤالك، أود أن أنقل احترامي ومحبتي للعالم والفيلسوف والأستاذ الفاضل نعوم تشومسكي، متمنياً له الشفاء العاجل، لقد قدم تشومسكي مساهمات عظيمة في تنوير الإنسانية وتطوير الفكر الديمقراطي، كعالم حقيقي، وقف دائماً إلى جانب الحقيقة والناس، وبهذه الشخصية، وقف إلى جانب نضال الشعب الكردي من أجل الحرية والديمقراطية، وحاول دائماً القيام بدوره كصديق قيم للشعب الكردي، شارك في كل عملية وفعالية من أجل تحرير الشعب الكردي والقائد آبو، لقد لعب دوراً مهماً للغاية في الاعتراف بنضال الشعب الكردي من أجل الحرية والديمقراطية في العالم، وبسبب هذه الصداقة اهتم الشعب الكردي بصحته عن كثب وتابعوه، وكل خبر إيجابي عن صحته كان يسعد الشعب الكردي، لن ينسى الشعب الكردي أصدقاءه أبداً، وسيعطيهم القيمة الواجبة.

رفع العزلة عن القائد آبو؛ إنّ تحقيق ظروف صحية وآمنة وحرة هي من بين رغبات تشومسكي وجهوده الأساسية، وإذا كان النضال من أجل حرية القائد آبو قد اكتسب بعداً مهماً اليوم، فإنّ موقف تشومسكي وموقفه على مدى عقود، كان له أيضاً نصيب مهم في ذلك، لم يكن تشومسكي مجرد صديق دافع عن حرية الشعب الكردي والقائد آبو؛ بالإضافة إلى ذلك، فهو مفكر عظيم يقدر نموذج القائد آبو، ويسعى جاهداً لتعزيزه.

تواجه اللجنة الأوروبية لمنع التعذيب والمنظمات الدولية الأخرى الصعوبات

مما لا شك فيه إنّ النضال ضد المؤامرة والعزلة الدولية كان بمثابة نضال عظيم خاضه الشعب الكردي، ودفع ثمنه باهظاً، إنّ النضال ضد المؤامرة، التي دخلت الآن عامها السادس والعشرين، لم يتوقف قط؛ واستمر دون انقطاع حتى اليوم، وبالإضافة إلى نضال شعبنا، فإنّ دور أصدقاء الشعب الكردي والقوى الديمقراطية في العالم ومعارضة المرأة للمؤامرة ودعمها للقائد آبو لعب أيضاً دوراً كبيراً، ومع الاعتراف بأفكار القائد آبو من قبل المثقفين والدوائر الديمقراطية في جميع أنحاء العالم، تنامى النضال ضد المؤامرة، حيث تم تبني حرية القائد آبو بقوة أكبر، واليوم، إذا كانت المؤسسات الدولية المسؤولة عن قضية إمرالي، وخاصة اللّجنة الأوروبية لمنع التعذيب، تواجه صعوبة وغير قادرة على الدفاع عن العزلة، فإنّ هذا بسبب موقف ونضال المثقفين والقوى الديمقراطية والنساء في جميع أنحاء العالم.

وقد كان للحملة العالمية “الحرية للقائد آبو، حل للقضية الكردية” تأثير كبير، كما جعلت حملة “أيام قراءة كتب القائد آبو” هذه الحملة أكثر ثراءً، والآن تقام “أيام الحوار مع القائد آبو”، وهكذا يتم توفير فهم أفضل للقائد آبو، ومن الواضح أنّ هذا سيعزز النضال من أجل الحرية للقائد آبو، فبمجرد فهم القائد آبو، فإنّ الحملة من أجل حرية القائد آبو سوف تنمو مثل كرة الثلج ولن يكون من الممكن إيقافها.

وفي هذا الصدد، فإنّ مواصلة وتوسيع الحملة العالمية من أجل حرية القائد آبو بطرق وأساليب مبتكرة ستقرب حرية القائد آبو.

لقد حددت زيلان خط النضال ضد المؤامرة

نعيش ذكرى العملية التاريخية للشهيدة زيلان (زينب كناجي) ضد المؤامرة ضد القائد عبد الله أوجلان عام 1996، وعندما ننظر إلى النضال من أجل الحرية الذي تم خوضه منذ ذلك الحين، هل يمكننا القول إنّ الشهيدة زيلان أظهرت خط حماية وتبني القائد بعمليتها التاريخية؟

أستذكر كل شهداء حزيران بالحب والاحترام والعرفان في شخص الشهيدة زيلان، الشهيدة سما، الشهيدة كُلان، الشهيدة هانم ياوركايا، الشهيدة رابرين آمد، الشهيدة بيريفان زيلان، الشهيد علي بلنك والشهيد فاضل بوطان.

أحيي ذكرى الشيخ سعيد ورفاقه الذين تم إعدامهم أيضاً في 29 حزيران 1925، بكل امتنان واحترام، أنّ ذكراهم ستظل حية في نضالنا.

من الواضح أنّ عملية الشهيدة زيلان شكلت نقطة تحوّل في تبني القائد آبو، إنّها دليل على ذروة الإخلاص للقائد آبو، لقد كانت الشهيدة زيلان بمثابة نداء إلى كامل هيكل حزب العمال الكردستاني والشعب الكردي لفهم القائد آبو بشكل صحيح وتبنيه بشكل صحيح، وأظهر للجميع أنّ القائد آبو ونضال الشعب الكردي من أجل الحرية هما وحدة لا تنكسر، وفي هذا الصدد، أكد القائد آبو أنّ ما قامت به الشهيدة زيلان كان بمثابة بيان، حيث لم تقم بعملية فدائية فقط، بل كشفت عن خط أيديولوجي وسياسي وتنظيمي وعملية، مما لا شك فيه أنّه كان هناك خط من الفدائية في حزب العمال الكردستاني من قبل؛ لقد كانت هناك عمليات عظيمة خلقها الولاء للقيادة، وبهذه العملية عمّقت الشهيدة زيلان هذا الخط، لكن عمليتها أضافت أيضاً أبعاداً جديدة إلى خط الفدائية هذا، بحسب المرحلة النضالية وخصائص تلك الفترة، في الواقع، إنّ اعتناق القائد آبو يعني الفهم العميق، والعيش على خط حرية المرأة.

لقد رسمت الشهيدة زيلان خط النضال ضد المؤامرة بعمليتها، كما أصبحت فعالية “لن تستطيعوا حجب شمسنا”، التي تطورت بعد المؤامرة التطبيق العملي لخط زيلان، إنّ موقف زيلان وخطها هو الذي خلق هذه الفعالية، عندما نرى التطور القوي للغاية للنضال ضد المؤامرة، وإنشاء دائرة من النار حول القائد آبو، وتأثير ودور مقاومة “لن تستطيعوا حجب شمسنا” في النضال الذي تم تنفيذه حتى الآن، فإنّه ومن الأفضل أن نفهم كيف أنّ عملية زيلان هو خط تم إنشاؤه لتبني القيادة.

إنّ عملية الشهيدة زيلان لها عمقٌ وبعدٌ مهم في التاريخ الكردي، فقد وُلِدت الشهيدة زيلان ونشأت في ملاطيا غرب الفرات، حيث تم تنفيذ خطة شرق إصلاحات والذي كان الهدف الرئيسي منه هو الإبادة الثقافية، إنّ إدراك الإبادة المرتكبة هنا يثير غضباً كبيراً، ومن الواضح أيضاً أنّ هذا الغضب سيكشف عن إرادة عظيمة وقوة مقاومة، وفي هذا الصدد، فإنّ ما قامت به الشهيدة زيلان هو أيضاً رد على الإبادة، إنّها تدرك تماماً أنّ التحرك ضد القائد آبو هو هجوم إبادة، لقد قامت بهذه العملية بوعي عميق بأنّ التوجه نحو القائد آبو يعني التوجه نحو كل شيء كردي وتدمير الكردي، واليوم نقول إنّ الأولوية والهدف الرئيسي لسياسة وهجوم الإبادة هو إمرالي، لقد تصرفت الرفيقة زيلان بهذا الوعي قبل 30 عاماً.

كرفيقة للقائد التي فهمت القائد آبو بعمق، تبنت الشهيدة زيلان القائد آبو من خلال هذه العملية العظيمة، لذلك، كما قالت رفيقاتنا، دعونا نتبنى القائد آبو كزيلان، فمن خلال تبني القائد آبو في كل مجال وتبني أبعاد النضال مثلها، سنحرر بالتأكيد القائد آبو ونضمن حلاً ديمقراطياً للقضية الكردية.

الناتو أيضاً له يد في الحرب القذرة

يواصل المقاتلون مقاومتهم بشكل مستمر ومكثف ضد كافة أنواع هجمات الدولة التركية الفاشية رافعين راية الفدائية التي تلقوها من الشهيدة زيلان، وقد كثفت قوات الاحتلال، التي تعاني من صعوبات، في الآونة الأخيرة استخدامها للأسلحة المحظورة والكيماوية، هل ترون ضعفاً في مناهضة صمت القوى الدولية، وخاصة منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، وإذا كان الأمر كذلك، فكيف يمكن التغلب على هذا الوضع؟

تدور حرب قذرة في كردستان منذ عقود، لو كانت الحرب القذرة التي نُفذت في كردستان موجودة في أي مكان آخر في العالم، لكانت القوى الدولية، والعديد من الدول قد اتخذت موقفاً ضد ممارسي الحرب القذرة هؤلاء، وفرضت عليهم عقوبات، ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بالكرد، يتم ترك كل القانون الدولي والأخلاق والضمير جانباً، وعندما يتعلق الأمر بكردستان والكرد، فإنّهم يركزون فقط على مصالحهم، إنّ المسؤول الرئيسي عن النظام الذي تأسس بعد الحرب العالمية الأولى هو الغرب، وعلى رأسه إنجلترا وفرنسا، وكان الكرد ضحايا هذا النظام السياسي الذي تأسس في الشرق الأوسط، لقد أنشأوا نظاماً يوافق على الإبادة الجماعية للكرد، وقد وافقت الجمهورية التركية على ارتكاب إبادة جماعية للكرد مقابل ترك الموصل وكركوك لإنجلترا، وسوريا للسيادة الفرنسية، ولا يزال هذا النظام السياسي قائماً.

واستخدمت الغازات السامة والكيماوية والأسلحة المحظورة ضد المقاتلين من قبل، إلّا أنّهم بدأوا باستخدام هذه الأسلحة بشكل يومي خلال هجوم الاحتلال الذي ينفذونه منذ 3 سنوات في مناطق دفاع المشروع، حيث يسيطر المقاتلون على المنطقة، واعترف إحسان صبري تشالا يانجيل، وزير الخارجية التركي الأطول خدمة، كيف سمموا المدنيين الذين لجأوا إلى الكهوف في ديرسم في الفترة 1937-1938، إنّ الدولة التركية لديها تقليد حرب قذرة كهذه، وفي ذلك الوقت، التزم الغرب، الذي ادعى أنّه متحضر وديمقراطي، الصمت إزاء الإبادة في ديرسم.

وأعلنت الحكومة الفاشية لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية أنّها ستنهي حركة الحرية الكردية لمدة 9 سنوات، ومع ذلك، أدت مقاومة الكريلا والشعب الكردي إلى انهيار حكومة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، وزادت من حربها القذرة، خاصة في السنوات الثلاث الأخيرة في مواجهة مقاومة الكريلا والشعب، ما أدى إلى انهيار سلطتهم، لقد تم إسقاط القنابل على فيتنام لسنوات، ولكن تم إسقاط حوالي 100 مرة أخرى على كردستان، ولم يبق وادي أو تلة إلا وقُصفت، ومن أجل كسر مقاومة الكريلا، يريدون تدمير البيئة المعيشية للكريلا عن طريق إطلاق الغازات السامة، والأسلحة الكيماوية، والقنابل الحرارية، نظراً لأنّهم لا يستطيعون القتال ضد المقاتلين، فإنّهم يسممون الهواء والماء الذي يشربونه، مما يجعل الأماكن التي يتواجد فيها المقاتلون غير صالحة تماماً للكائنات الحية، وبالتالي، فإنّها تدمر النباتات وجميع الكائنات الحية، جيشٌ عضو في الناتو يفعل هذا! ولذلك فإنّ الغرب وحلف شمال الأطلسي يشنون هذه الحرب القذرة ضد الكريلا، ينبغي البحث هنا عن إجابة للسؤال عن سبب صمت القوى والمؤسسات الدولية، لأنّ لهم ايضاً يد في هذا الحرب القذر.

مما لا شك فيه أنّنا ما زلنا غير قادرين على شرح هذا الحرب القذر للعالم بشكل كامل، كما أنّنا لا نناضل بشكلٍ كافٍ ضد هذا الحرب القذر وأساليبه، ولا تتجاوز النضالات مستوى الاحتجاج، ولا يتعدى الأمر ردود الفعل على ممارسة سلبية في أي دولة ديمقراطية، لكن هناك هجوماً على وجود الكرد، يجب طرح مثل هذا الموقف النضالي بحيث لا يمكن لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية أن تقف مكتوفة الأيدي ويجب عليها أن تتحرك، وبخلاف ذلك، لا يمكن تحقيق النتائج على مستوى اليوم، إنّه صراع حياة أو موت يخوضه كل من الشعب الكردي والمقاتلون، لذلك، يجب على المرء أن يخوض أي نضال ضروري للبقاء أحياء، هناك اعتداء على وجود وحياة الكرد؛ إذن من الضروري أن نأخذ هذه الهجمات على محمل الجد وأن نطور النضال بطرق وأساليب أكثر فعالية.

جميع القوانين في تركيا مبنية على إنكار الهوية الكردية

أنتم تعربون في كل فرصة عن أنّ فاشية حزب العدالة والتنمية، وحزب الحركة القومية منخرطة في هجوم شامل على الشعب الكردي من أجل تنفيذ الإبادة الجماعية للكرد، أحد أبعاد هذه الهجمات هو سياسة الاستيلاء، كيف تقيمون المقاومة الشعبية التي تطورت بعد تعيين وكيل في جولميرك؟

إنّ سياسة الاستيلاء هي نتيجة للسياسة التركية لتحالف حزب العدالة والتنمية، وحزب الحركة القومية، وتجدر الإشارة إلى أنّ إنكار الكرد مستمر في تركيا، هذه هي سياسة الدولة، ومن يقول أنّه لا يوجد إنكار للكرد فهو يكذب، حيث يتم التعبير عن ذلك بهذه الطريقة لإخفاء سياسة الإبادة الجماعية الكردية المتبعة، إنّ وصفهم بإخواننا الكرد، وبث قناة TRT الكردية من أجل منع التسييس الكردي، والسماح لبعض المؤسسات الثقافية، يهدف بالتأكيد إلى التغطية على سياسة الإبادة وإضفاء الشرعية عليها، اليوم، عندما لا يكون هناك تعليم باللغة الأم، فإنّ هذا ليس لمنع الإبادة الجماعية للشعب الكردي، بل على العكس من ذلك، هو لإخفاء الإبادة الجماعية للشعب الكردي، باختصار، الإبادة الجماعية للكرد مستمرة بطريقة مخططة، ولن يتم التخلي عن هذه السياسة حتى يتم تتريك غالبية الكرد، هذه هي سياسة الدولة الحالية، كما تنفذ حكومة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية هذه السياسة بصرامة.

وللإجابة على سؤال لماذا يتم الاستيلاء على البلديات، يمكننا القول أنّ هذا إنكار للشعب الكردي، إنّ السياسة المطبقة على الكرد ليست بسبب آرائهم السياسية، بمعنى آخر، لا يهم ما إذا كنت يمينياً أو يسارياً أو متديناً أو قومياً؛ حيث يتم تنفيذ هذه السياسة ضد كل من يعترض بشكل فعال ويناضل ضد سياسة إنكار الكرد، كما يتم استخدام قوى سياسية كردية أخرى، والتي كانت ضعيفة في ذلك الوقت، ضد أولئك الذين يناضلون بنشاط ضد الإبادة، إذا عبرت البلديات عن نفسها من خلال الهوية الكردية، وأجرت دراسات حول الهوية والثقافة الكردية، وأبقت الهوية الكردية حية في ظل معارضتها لسياسات الإبادة الجماعية، فلن تسمح لها السلطات بإدارة البلديات.

إنّ جميع القوانين في تركيا مبنية على إنكار الكرد، وهذا الحق لا وجود لهما إلا إذا تم إنكار الكرد لا يمكن المطالبة بأي حقوق باسم الكرد في تركيا هذه هي الحقيقة الواضحة في تركيا، ففي سنواته الأولى، استخدم حزب العدالة والتنمية بعض الكلمات الناعمة في خطابه، لأنّه كان بحاجة إلى القوى الديمقراطية ودعم الكرد للبقاء في السلطة، لكن وبما أنّه لم يكن يتمتع بعقلية ديمقراطية، فقد تشبث هذه المرة بعدائه للكرد للبقاء في السلطة، ضد مطلب الشعب الكردي ونضاله من أجل الحرية والديمقراطية، ولهذا السبب، فقد شكل تحالفاً مع حزب الحركة القومية لمدة 9 سنوات، ومن الواضح أنّ سياسات الحزب السياسي الذي شكل تحالفاً مع حزب الحركة القومية لمدة 9 سنوات ستكون معادية للكرد، وفي الواقع، كانت جميع تطبيقاتها في هذا الاتجاه، ولا يمكن مقارنة سياسات الإبادة التي تنتهجها الدولة التركية بأي سياسات احتلالية ومبيدة في العالم، فقد تم تطبيق سياسات مختلفة على السود في جنوب أفريقيا؛ ومع ذلك، بما أنّه لم يكن من الممكن تغيير لون أجسادهم، لم يكن هناك أي تهديد لوجودهم، سيحصل السود في النهاية على حقوقهم، ولا يمكن المطالبة بهذا الحق أو ذاك إلا إذا تم إنكار الهوية الكردية وإضفاء الطابع التركي عليها في تركيا، وفي هذا الصدد، هذا هو السبب وراء تنفيذ سياسات الاستيلاء بشكل متهور على هذا المستوى. مما لا شك فيه أنّ الكرد ظلوا يقاومون سياسة الإبادة هذه منذ مائة عام، ومرة أخرى، تناضل القوى الديمقراطية، وخاصةً الاشتراكية، من أجل التحوّل الديمقراطي في تركيا، إنّ النضال من أجل الديمقراطية هو أيضاً نضال ضد سياسة الإبادة الجماعية للكرد.

لقد حقق نضال الشعب الكردي والقوى الديمقراطية في مدينة وان ضد الاستيلاء، والذي يعد تنفيذاً لسياسة الإبادة، نتائج مهمة، هناك أيضاً نضال مهم ضد الوكلاء في جولميرك، وأوضح أهالي جولميرك أنّهم لن يقبلوا بذلك، لم يعد هناك شرعية لاستيلاء وكيل استعماري على البلدية، إنّ النضال ضد الاستيلاء لا يزال مستمراً، ومع ذلك، لا يمكن تحقيق النتائج المرجوة من خلال النضال التدريجي، وفي هذا الصدد، من المهم أن تنهض جميع المدن الكردية، وخاصة آمد وباطمان ووان، إنّ التحرك من قبل هذه المدن يحشد الشعب الكردي بأكمله، وهذا يجعل النضال ضد الجبهة التركية أكثر فعالية.

إنّ النضال في كردستان وتركيا مهم الآن، وتبين أنّ الاستيلاء على البلديات لا يتم قبوله، ولو لم تكن هذه المقاومة موجودة، لكانوا قد عينوا وكلاء جدد بعد جولميرك، وبطبيعة الحال، إذا تصوروا أنّهم لن يواجهوا تحدياً أكبر، فسيظلون يعينون وكلاء، وقد عبر طيب أردوغان بالفعل عن ذلك بوضوح.

من المهم تطوير فعاليات مشتركة ضد الاستيلاء على الإرادة

إنّ دعم القوى الاشتراكية والثورية والديمقراطية التركية في النضال ضد الاستيلاء على بلديتي وان وجولميرك أعطى قوة كبيرة للشعب الكردي، ما هو نوع الزخم الذي سيعطيه هذا الوضع للنضال المشترك للشعب الكردي، والقوى الديمقراطية التركية؟

من الواضح أنّ نضال الشعب الكردي من أجل الحرية والديمقراطية ونضال الشعب التركي من أجل الديمقراطية يجب أن يكونا موحدين، لأنّ العداء للكرد والعداء للديمقراطية متشابكان، إنّ التحوّل الديمقراطي في تركيا يعتمد على حل القضية الكردية، و يعود السبب وراء العداء الشديد للديمقراطية في تركيا هو فكرة مفادها أنّ الكرد سوف يستفيدون من التحوّل الديمقراطي، ومن أجل أن يكونوا أحراراً، يجب على الكرد أن يناضلوا من أجل هزيمة هذه العقلية والسياسة المعادية للكرد، باختصار، من الضروري الجمع بين هذين النضالين ليس فقط بسبب التقارب الأيديولوجي ولكن أيضاً بسبب الضرورة السياسية. من يعتقد أنّ تركيا سوف تتحول إلى الديمقراطية دون النضال من أجل حل ديمقراطي للقضية الكردية في تركيا فهو مخطئ إلى حد كبير، وهذا ليس علماً بحقيقة الدولة التركية، إن النضال الذي يخوضه الشعب الكردي هو أيضاً النضال من أجل إرساء الديمقراطية في تركيا، إنّه نضال من أجل إبقاء قوى الديمقراطية حية، ولو لم يقم الشعب الكردي بخوض النضال، وخاصة منذ الانقلاب العسكري في 12 أيلول 1980، لكانت قوى الديمقراطية قد تعرضت لمزيد من السحق وأصبحت غير فعالة، ورغم وجود القمع، القوة والفاشية في تركيا اليوم، فمن الواضح أنّ هناك أيضاً مقاومة قوية ضدها، والواقع أنّ 50 عاماً من التاريخ السياسي التركي أثبتت بوضوح أنّ الكرد والقوى الديمقراطية لابدّ أن يخوضوا نضالاً مشتركاً، إذا كانت القوى الديمقراطية في تركيا والكرد لا يرون هذه الحقيقة، فهذا يعني أنّهم لم يفهموا حقيقة تركيا، لقد رأينا مدى فعالية ونتائج اجتماع مقاومة الشعب الكردي في وان، وجميع القوى الديمقراطية في تركيا، إنّ النضال المشترك ضد الاستيلاء على بلدية جولميرك له أيضاً تأثير سياسي كبير، خاصة في الوقت الذي تتراجع فيه الحكومة الفاشية لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، من المهم جداً أن تجتمع الديمقراطية الراديكالية، أو القوى الديمقراطية الثورية في تركيا معاً في نضال مشترك، وسوف تنتصر كل من القوى الديمقراطية التركية، والشعب الكردي من هذا النضال، أولئك الذين يريدون النصر ينظمون وينفذون هذا النضال؛ أولئك الذين يريدون الهزيمة، أو الذين لا يتحدثون إلا عن حقيقتهم في متاجرهم الصغيرة يبتعدون عن هذا النضال، أو يبتعدون عن هذا النضال المشترك قائلين إنّنا إذا خضنا نضالاً مشتركا مع الكرد، فإنّنا سنجذب عداء الدولة، وينبغي أن يقال إنّهم أيضاً أولئك الذين ليس لديهم مصلحة في النضال والنصر.

ومن المهم جداً أن تنظم جميع القوى الديمقراطية مسيرة مشتركة في كارتال بإسطنبول في 29 حزيران ضد الاستيلاء وجميع أنواع القمع والاستغلال، ومن الضروري تطوير مثل هذه الشراكات بشكل أكبر، وينبغي أن يكون الهدف المشترك هو إزالة الفاشية من السلطة، وعندما تطور القوى الديمقراطية الثورية نضالاً مشتركاً وتهزم فاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، فإنّ نفوذها السياسي في تركيا يزداد، وهو ما يؤدي إلى عملية من شأنها أن تؤدي إلى دمقرطة تركيا، وحل القضية الكردية.

ولا ينبغي النظر إلى تجمع كارتال على أنّه مجرد مسيرة، بل كخطوة مهمة في تطوير منصة النضال المشترك، وفي هذا الصدد ينبغي أن تتولى أهمية كبيرة، يجب أن يتدفق الشعب الكردي إلى كارتال من جميع أنحاء إسطنبول، من القريب والبعيد، كما أنّ المسيرة إلى جولميرك من جميع أنحاء كردستان وتركيا بعد مسيرة 29 حزيران مهمة أيضاً، فكلما كانت هذه المسيرة أقوى، كلما كانت نهاية الوكلاء أقرب.

يتبع….