المقابلات

٢٧ تموز ٢٠٢٣

قره سو: يجب على جميع الأحزاب الكردية أن تتحد من أجل الوحدة الوطنية

صرح عضو المجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني KCK، مصطفى قره سو بأنه لا ينبغي للناس أن يتوقعوا أن ينضم الحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي يتعاون مع الدولة التركية، إلى الوحدة الوطنية، وقال: “يجب على جميع الأحزاب الكردية أن تتحد من أجل الوحدة الوطنية”.

قيّم عضو المجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني KCK، مصطفى قره سو، من خلال برنامج خاص تم بثه على قناة مديا خبر، التطورات الحالية، وتابع:

“‘إن سياسة العزلة المفروضة على القائد أوجلان منذ 25 عاماً هي بحد ذاتها سياسة الإبادة الجماعية بحق الشعب الكردي.

الهجوم على نضال الشعب يتم بشكل أساسي على قيادته وعلى تنظيمه السياسي، لأن نضال الشعب من أجل الحرية والديمقراطية لا يمكن تصفيته أو إبادته دون تحييد القادة والرواد والقضاء عليهم، في واقع الأمر، اُستشهد قادة في مقاومة شيخ سعيد وفي مقاومة ديرسم، وتم إعدام قادتهم، في الحقيقة، قيّم القائد أوجلان إعدام الشيخ سعيد وحادثة الشيخ سعيد بداية للإبادة الجماعية للكرد، وهذا لا يزال مستمر حتى الآن، يتم الانتقام من القائد أوجلان ويتم تنفيذ الإبادة الجماعية بحقه، في هذا الصدد، تضافر النضال ضد الإبادة الجماعية بحق الكرد والنضال ضد العزلة المفروضة على القائد أوجلان، على أي حال، لا يمكن خوض نضال فعال ضد الإبادة الجماعية للكرد دون نضال فعال ضد العزلة المفروضة على القائد أوجلان، هذه الحقيقة يجب أن ينظر إليها الكرد، يجب فهم النضال من أجل الحرية والعلاقة بين القائد والحركة السياسية، يناضل الشعب مع قادته وحركته السياسية وتنظيمه ويكتسب قوته، الآن، يتم تنفيذ هجوم إبادة جماعي ضد القائد أوجلان في إمرالي، بالطبع هناك نضال يتم خوضه ضد هذا، حيث يتم خوض نضال منذ 25 عاماً، موقف القائد أوجلان هو بالفعل النضال ضد سياسة الإبادة الجماعية هذه، الآن، تناضل النقابات، البلديات والمثقفون في جميع أنحاء العالم من أجل حرية القائد، حيث أصبحت قضية الحرية للقائد أوجلان الآن ليست قضية الكرد فحسب، وليس فقط قضية القوى الديمقراطية في تركيا، بل قضية إنسانية في العالم بأسره.

على الرغم من ذلك، فإن الدولة التركية تصر على سياسة العزلة والإبادة الجماعية، وفي الآونة الأخيرة، أظهر مردان يانار داغ موقفاً أيضاً، أثناء تقييم موقف القائد أوجلان والممارسات التي يتم تنفيذها في إمرالي، لم يشهد أي سجين أو محكوم عليهم في تاريخ تركيا هذا النظام، في الواقع هو كذلك، إنه أول قائد سياسي مدة سجنه أكثر من غيره، وهذا ما قاله مردان يانارداغ، وقال أيضاً إنه لا توجد مثل هذه العزلة في القانون التركي، لماذا لا يستطيع محاموه اللقاء به؟ لماذا يتم سداد طريق خروجه على الرغم من حبسه بهذا القدر؟ انتقد هذا الأمر، وأثناء انتقاده، قيّم وقال لماذا لا تتصرف تركيا وفقاً للقوانين ولماذا لا تطبق تركيا القوانين، في ظاهر الأمر، تم اعتقاله على الفور، وفي وقت سابق، تم القبض على شبنم كورور فينجانجي بسبب مسألة الأسلحة الكيماوية.

الصلة بين الديمقراطية التركية والقضية الكردية ليست راسخة

تأسست الدولة التركية على الإبادة الجماعية للكرد، والقانون الأساسي للدولة التركية هو إبادة الكرد، وتتريكهم، لجعل كردستان منطقة انتشار القومية التركية، وهذه مادة دستورية، والأشخاص الذين لا يقبلون هذه الأشياء لا يعتبرون مواطنين أتراك، ومن لا يقبل بهذا فهو عدو حسب الدولة التركية، كونك تركي يعني تجاهل الكرد، أن تكون تركياً يعني تدمير الكرد وإنكارهم، وهذا هو قانونهم، وهناك ايضا من يقول اتفاقية التتريك، مع هذا الجانب، بطبيعة الحال، فإن معارضة العزلة المفروضة على القائد أوجلان في تركيا هي في الواقع معارضة للقانون التركي، وقانون الإبادة الجماعية هذا، في هذا الصدد، تم اعتقال وحبس مردان يانارداغ على الفور.

في هذا الصدد، يجب أن يكون الديمقراطيون في تركيا ديمقراطيين حقيقيين، يجب أن يكون الاشتراكيون واليساريون يساريين حقيقيين وديمقراطيين، إنهم بحاجة إلى معارضة القانون التركي هذا، أي النظام الذي يؤسس التركية على العداء للكرد ويؤسس التركية على إبادة الكرد، وإلا فلن تتحقق الديمقراطية ولا الحرية في تركيا، يجب أن يرى جميع الديمقراطيين والثوريين هذه الحقيقة، في هذا الصدد، فإن معارضة العزلة المفروضة على القائد أوجلان ليست مجرد معارضة لعزلة قائد كردي، وليس معارضة السياسة المطبقة على الكرد، إنه معارضة الرجعية والفاشية في تركيا، لا يمكن أن تتطور الديمقراطية في تركيا دون معارضة ذلك والوقوف ضدها، سيقولون إننا ديمقراطيون واشتراكيون ولن يعارضوا عزلة القائد، هذا خداع للذات، حيث لا تتقدم الديمقراطية والدمقرطة في تركيا، لأن الصلة بين الديمقراطية في تركيا والقضية الكردية ليست راسخة، لا يمكن للدمقرطة أن تتطور في تركيا دون إقامة صلة بين الدمقرطة في تركيا واليساريين والكرد، ولا شيء يتطور، فإذا كان الأمر كذلك، سيخدع اليساريين، الديمقراطيين، الليبراليين أنفسهم، لذا، فإن النضال ضد العزلة المفروضة على القائد أوجلان هو نضال مهم للغاية من أجل الديمقراطية والحرية.

بالطبع، لا ينبغي أن يكون هذا النضال متقطعاً، يجب أن يستمر دون انقطاع، بمعنى آخر، يجب أن يكون النضال ضد إبادة الكرد وضد العزلة ومن أجل دمقرطة تركيا دائماً على جدول الأعمال، من الضروري أن يتم خوض نضال باستمرار، وتجديده دائماً، من ناحية، يجب أن ينظر الناس إلى هذا على أنه وقف الإبادة الجماعية بحق الكرد ووقف الفاشية وإدراج ذلك ضمن أولويات النضال.

إن طريق الحرية هو أن يكون المرء ضد العزلة

في هذا الصدد فإن شعبنا في روج آفا وأوروبا يتبنون القائد آبو، وعلى شعبنا في جنوب كردستان وشماله أيضاً أن يفعل ذلك، كل من يتحدث عن الكردايتية وكردستان والحرية، عليه أن يتبنى القائد آبو، هل سيكون قائد الشعب الكردي وقائد لأكبر حزب ويخوض نضال على مدى 25 عام، في السجن، والأحزاب الكردية لن تتبناه…؟ فهل هذا صح…؟ وهل يجوز هذا الشيء…؟ في هذا الشأن، فإن طريق التحزب السياسي للكرد وطريق الديمقراطية للشعب الكردي وحرية الكرد، يمر عبر الانتفاض ضد العزلة على القائد آبو، فإذا لم ينتفضوا ضد عزلة القائد آبو فهذا يعني أننا نهتم بحساسية الدولة التركية ونقبل بحساسية الدولة التركية في إبادة الشعب الكردي ولا نقبل بتبني القائد آبو ولا نراه صحيحاً، والذين يتبنون القائد آبو أيضاً يبدي موقفه منهم ويراهم كأعداء.

بعض الأحزاب السياسية الكردية، يقولون لا اصدق بأن الدولة التركية هكذا ويقترب بهذا الشكل ولا يتبنى القائد آبو، يجب عليهم تبني القائد آبو، يجب على جميع الأحزاب في شمال كردستان وفي روج آفا، بعبارة أخرى، أينما وجد حزب سياسي كردي في أي مكان من العالم، وأية حركة كردية، عليهم تبني القائد آبو، وإلا فلن يكونوا حركة سياسية كردية، لن يستطيعوا خوض نضال حقيقي، ولن يستطيعوا تصعيد النضال في وجه إبادة الشعب الكردي، لو لم يتم خوض النضال في هذا الشأن، سيكون هذا ضد جميع الكرد، سيخسر الكرد جميعهم، بهذه المناسبة أطالب الكرد جميعهم بالنضال ضد العزلة على القائد آبو.

الدولة التركية تهاجم منذ 2021 وحتى الآن ولم تتمكن من تحقيق نتيجة

في ذكرى لوزان، بدأوا بهجوم واسع، يريدون صب كامل اهتمامهم على زاب وآفاشين ومتينا واحتلالها بالكامل، في عام 2015 وفي ذكرى معاهدة لوزان، بدأوا بهجوم، الدولة التركية تعطي قيمة لرمزية هذه الأيام.

يقولون بكل وضوح، سوف نوقف هذه الهجمات وسنكمل إبادة الكرد وسنحقق أهداف لوزان، هذا يشمل الجميع، سواءً كان الحزب الديمقراطي الكردستاني او حزب الاتحاد الوطني الكردستاني أو غرب كردستان (روج آفا) أو شرق كردستان، الهجوم في ذكرى لوزان، هو هجوم على جميع الكرد، الهجوم ليس على شعب شمال كردستان، لأن لوزان هي اتفاقية من أجل إبادة الكرد جميعهم، ويجب فهم هذا الشيء على هذا النحو، ولذلك فإن الهجمات شاملة وواسعة.

طبعاً مقابل هذا الشيء توجد مقاومة أيضاً، ومقاومة تاريخية، في الحقيقة، تتم خوض مقاومة عظيمة، الدولة التركية بالرغم من هجماتها واستخدامها لكافة المعدات العسكرية وإمكاناتها وتقنياتها منذ عام 2012 وحتى الآن، لم تتمكن من تحقيق نتيجة.

الشريك في هذه الهجمات هو حلف الناتو

بالطبع، هناك هدف آخر لهذه الهجمات، آلا وهو الموقف والأسلوب المتبع في قمة اجتماع الناتو، حيث يقول حلف الناتو في كل مرة “نتفهم حساسية الدولة التركية”، لكنه لا يتفهم هذا الأمر، بأن هناك إبادة جماعية بحق الشعوب كذلك إبادة جماعية بحق الأمة الكردية.

وعندما تشن الدولة التركية هذا الهجوم، تقول أنا لستُ ضد الكرد، بل أنا ضد الإرهاب، وتقول أنا لستُ ضد الكرد، وها هي علاقاتي القائمة مع الحزب الديمقراطي الكردستاني-PDK، حيث تعمل على توطيد العلاقات مع الحزب الديمقراطي الكردستاني للتغطية على سياسة الإبادة الجماعية بحق الكرد، وهذا ما يفعله الناتو أيضاً، حيث يقول الناتو أيضاً، نحن لسنا ضد الكرد، وها هي علاقاتنا القائمة مع الحزب الديمقراطي الكردستاني-PDK، وعلى هذا الأساس فهم مرتاحين الضمير والوجدان، فعندما يتم إبادة الكرد، فإنهم يتصرفون كما لو أنهم ليسوا جزءاً من هذه الإبادة الجماعية نظراً للعلاقات القوية التي أقاموها مع الحزب الديمقراطي الكردستاني- PDK.

الشريك في هذه الهجمات أيضاً هو حلف الناتو، وينبغي رؤية هذا الأمر على هذا النحو، وبالطبع، يقدم الحزب الديمقراطي الكردستاني الدعم بشكل علني لهذا الأمر، والآن في الوقت الراهن، إن الأماكن التي يتم شن الهجمات عليها، هي ساحات القواعد العسكرية التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني، ماذا يفعل الحزب الديمقراطي الكردستاني؟ تقوم بتضييق الخناق على ساحة عمليات الكريلا، وتقوم بقطع التواصل بين ساحات الكريلا، وتعرقل المساعدات القادمة للكريلا، ولكنه يفسح المجال تركيا ويعطيها الحرية في التحرك، وتشن الدولة التركية الهجمات بحرية تامة في كل مكان من الساحات الخاضعة للحزب الديمقراطي الكردستاني، حيث هناك وضع من هذا القبيل، وينبغي على جميع الكرد أن يروا هذه الحقيقة، حيث أن الدولة التركية تتحرك بشكل مريح في هذه الساحات ويُحظر على مقاتلي ومقاتلات الكريلا التحرك في هذه الساحات، كما أنهم أوقعوا الرفاق مرتين في الكمين بمنطقة خليفان، وتسببوا في استشهد رفاقنا، حيث أن الرفاق لا يمكنهم الدخول إلى هذه الساحات بسهولة، ويمكنهم الدخول فقط إلى هذه الساحة ومغادرتها بأسلوب الكريلا، ولكن الدولة التركية تتحرك بشكل مريح مع كل أنواع قوتها العسكرية.

لا يكفي المشاهدة فقط في مواجهة هذه الهجمات

يجب أخذ هذه الهجمات على محمل الجد، ومن الضروري أخذ شراكة الحزب الديمقراطي الكردستاني بعين الاعتبار في هذه الهجمات، ولا يكفي المشاهد فقط في مواجهة هذه الهجمات، ولا يكفي أن نقول إلى أي مدى تقاوم الكريلا، وتقاوم بروح فدائية وبطولية، وفي هذا الصدد، يجب على كل من الشعب والشبيبة والمرأة أداء مسؤوليتهم في كل مكان، ويجب إعلاء وتيرة النضال ضد هذه الدولة التركية الفاشية، ولا يجوز أن يكون الأمر هكذا، بل يحب التغلب على هذا الوضع، فطالما أن الدولة التركية تقوم على تنفيذ سياسة الإبادة الجماعية، وهدف الدولة التركية هو الإبادة الجماعية، والهدف ليس فقط كسر قوات الكريلا، ولكن القضاء عليها باعتبارها العقبة الرئيسية أمام الإبادة الجماعية للكرد، فحينها، ينبغي على جميع أبناء الشعب الذين يقولون عن أنفسهم أنهم كرد، وعلى المثقفين والأحزاب السياسية أن يظهروا موقفهم أينما كانوا ضد هذه الهجمات.

إننا نخوض النضال ضد الحقيقة القاسية للعدو

استذكر جميع شهداء السجون، ولا سيما الشهداء العظام لـ 14 تموز، خيري وكمال وعاكف وعلي، بكل احترام وإجلال وامتنان، حيث أن مقاومة 14 تموز هي ليس مقاومة مألوفة وعادية، فهي أساس ورح مقاومة الشعب الكردي في الوقت الحالي، وهي الروح الفدائية للكرد، ونضال الكرد، حيث اُبتكر أسلوب ثورة كردستان، فاليوم، عن كان هناك نضال مستمر منذ 50 عاماً في كردستان، فمآله يعود إلى الأسلوب الثوري الذي تم ابتكاره، ولو لم يتحقق شكل وأسلوب النضال، لما كان لهذا النضال أن ينجح، حيث أن ثورة كردستان هي ثورة صعبة للغاية، فنحن نخوض النضال في بلاد صعبة، كما أننا نناضل ضد الحقيقة القاسية للعدو، وكانت الظروف في سجن آمد خلال حقبة الثمانينيات صعبة للغاية، حيث قاوم المعتقلون في ظل الظروف القاسية، وفي هذا الصدد، لم تكن المقاومة سهلة في الزنزانة رقم 5 بسجن آمد، وكان عليهم خوض المقاومة والتحمل في ظل الظروف الصعبة، بحيث يمكن الوقوف في وجه العدو من خلال الإلمام بالنضال والمقاومة في ظل الظروف الصعبة، وقد تحققت هذه الحقيقة، وبهذه الطريقة ظهرت بنية نضالية، وروح النضال، وأسلوب نضالي يقود الثورة الكردستانية نحو النجاح وخوض النضال في ظل أقسى الظروف، وهذه في الحقيقة، أعظم قيمة جلبتها 14 تموز للشعب الكردي ولتاريخ كردستان.

ومما لا شك فيه، إن مقاومة 14 تموز في هذا الجانب، حاربت ضد هجوماً أراد في تلك الفترة اجتثاث حزب العمال الكردستاني من جذوره، وكذلك استئصال الفكر التحرري الناشئ الذي بزر على الساحة، وقد كان 12 أيلول مرحلة من مراحل المحو، حيث كان قد ظهر حزب العمال الكردستاني، والشبيبة الكردية يقولون “كردستان حرة”، ويقولون أيضاً “كردستان المستقلة”، حيث كانوا يناضلون من أجل حرية كردستان، وانتشر فكر كهذا بشكل تدريجي من الشبيبة نحو المجتمع بأسره، وقد رأوا أن هذا أمر يشكل خطراً، وبدأوا بمرحلة من الاجتثاث ولا سيما في السجون، لمنع تطور هذه الأفكار ومن أن تصبح على شكل تنظيم ونضال، في الواقع أيضاً، كانت مرحلة من مراحل الاجتثاث، حيث أرادوا في البداية منع الأفكار التي خلقها حزب العمال الكردستاني بحيث لا تتجذر في كردستان.

وبالطبع هناك اليوم في الوقت الراهن أسلوب مشابه له، لكن هناك وضع كهذا، كلما يتطور النضال ويتنامى، يأخذ المستبدون بالطبع النضال على محمل الجد بشكل أكبر، و يستنفرون كل إمكانياتهم لارتكاب الإبادة الجماعية، حيث هناك نضال ممتد على مدى 50 عاماً، وحصل على مكتسبات عظيمة، وهز المجتمع، وانعكست على ثنايا المجتمع فأصبحت ثقافة اجتماعية، وتمسك الشعب الكردي بهويته وثقافته، وهو يناضل منذ 50 عاماً، والآن، بدون أدنى شك، تحاول الدولة التركية في مواجهة هذا الوضع من أجل التصفية والقضاء عليه، اللجوء إلى استخدام كل إمكانياتها المتاحة، لسحق الحركة التحررية الكردية وتصفية حزب العمال الكردستاني، وعلاوة على ذلك، تريد خنق وسحق وإسكات الحقيقة الكردية التي أبرزها حزب العمال الكردستاني، وينبغي على الجميع أن يرى هذا الأمر ويأخذه بعين الاعتبار.

سيتبيّن: إذا ما قلت له النضال، وإذا ما تطور النضال، فإن العدو بالطبع سيأخذ الأمر على محمل الجد، فالعدو المستبد لا يتحمل وجود الكرد، بل يريد أن يتجاهل الكرد، ويسعى لبناء أمة على أساس إبادة الكرد، ولهذا السبب، فإن الهجمات الحالية هي من أخطر الهجمات، ويعمل على إدارة سياسته الخارجية وكذلك اقتصاده وجميع سياساته وفقاً لها، وكان الأمر هكذا في السابق، لكن الآن، هناك هجوم واسع النطاق، وعلى الرغم وجود أوجه الشبه إلا أن هناك اختلافات بدون أدنى شك، حيث أن حالة الشبه هي أنها حركة استبدادية أما اختلافها هو أنه يتم شن حرب خاصة متعددة الأطراف ومتعمقة، وينبغي رؤية هذه الحقيقة على هذا النحو.

الحرب مستمرة بين حقيقة الشعب التي خلقها حزب العمال الكردستاني وبين حقيقة الإبادة

من ناحية أخرى، هناك قيمة أوجدها نضال الشعب الكردي على مدى 50 عاماً، هناك مقاومة، الكرد يتبنون هويتهم وثقافتهم في جميع أنحاء العالم، في هذا الصدد، بالطبع، هذه الحرب، هجوم الإبادة الجماعية، تم تنفيذها بين حزب العمال الكردستاني والدولة في الثمانينيات فقط، الآن هناك حرب واسعة بين حقيقة الشعب التي خلقها حزب العمال الكردستاني، والواقع الثقافي وواقع الإبادة الجماعية.

نستطيع أن نقول، إن روح 14 تموز مهم جداً، والأسلوب الذي خلقتها ثورة كردستان مهم ومهم جداً، العدو يهاجم بكل إمكانياته، حقيقةً، يريد قطع النفس، هذا صحيح، ولكن الآن يوجد هذا أيضاً، إن قدرة الكرد على المقاومة وطاقتهم عالية جدًا، بقول، إنني ضربت هكذا وسحقت، وقتلت، لا يمكن أن يحقق نتيجة، لنفترض أنه تم إعدام أو قتل الكثير من الناس، وتم تصفية جيش أو منظمة، وقتل قائد، وتم القضاء على حركة ومقاومة، الأمر ليس كذلك الآن، الآن هناك واقع اجتماعي مهم مع 50 عاماً من النضال الذي نخوضه، هناك واقع وطني، وهناك ثقافة مقاومة، الآن هناك واقع كردي في تبني هويته.

إذا كان هناك إصرار في النضال، ونضال منظم، وإذا قاوم بروح 14 تموز، وتبنى روح 14 تموز في كل الظروف والشروط، فإن هذه المقاومة ستستمر، انظروا، إن رفاقنا الشباب الآن في زاب وآفاشين ومتينا، يتبنون روح 14 تموز ويحولون تلك الروح إلى روح المقاومة، ويحولون موقف زيلان المقاوم إلى موقفهم في المقاومة، وفي هذا الصدد، كانت مقاومة 14 تموز هي القوة النضالية للشعب الكردي بالأمس، وهي القوة النضالية اليوم، وستكون قوة النضال غدًا.

إن موقف محمد أمين أوزكان كان موقف المناضلين في السجون

محمد أمين أوزكان رفيق يبلغ من العمر 82 عاماً، وهو مقاوِم عظيم، في الواقع، عندما استمعت إليه، ارتعدت فرائسي، عندما استمعنا إلى كلماته، تأكدنا مرة أخرى أن نضال شعبنا سوف ينتصر، كان هذا الموقف مهم حقًاً، قال: لا يمكنهم أسر المنتفضين في السجون، لقد قال الحقيقة، لأن مقاومة السجون لها تاريخ يقارب الخمسين عاماً، يقاومون بروح 14 تموز، إنهم يقاومون بروح كمال وخيري ومظلوم وفرهاد، في هذه الحالة، فإن موقف محمد أمين أوزكان هو موقف المناضلين في سجن آمد، وموقف الوطنيين.

أريد أن أتحدث لكم عن إحدى ذكرياتي، عندما كنا نقاوم في آمد، كان هناك شقيقان وطنيان، كان اسم أحدهم عبد القادر يوجه، كان من ديريك، أظهر موقفاً وطنياً مثالياً، في عام 1983، انتفض السجن بأكمله، بحثنا في جميع الأقسام، ذهبنا إلى مهجع العم عبد القادر، عندما دخلنا بدأ يهتف بالشعارات، كان الجميع يهتفون، ولكنه كان يهتف أكثر، جاء ضابط وقال: أيها العجوز! الشباب يصرخون، لماذا تصرخ أنت؟ ” فقال “عندما أتعرض للضرب، فأنا لست عجوزاً، عندما أتعرض للإهانة، لست عجوزاً، عندما أتعرض للتعذيب، لست عجوزاً، عندما أكون عطشان وجائع، أنا لست عجوزاً، عندما أقاوم، أصبح عجوزاً…؟ أنا أكثر شباباً منهم”، لمقاومة سجن آمد تاريخ كهذا، ليس لدينا قادة مثل كمال وخيري ومظلوم فحسب، بل لدينا العديد من الوطنيين المقاومين، اليوم هم يقاتلون على هذا الأساس، أظهر رفيقنا محمد أمين أوزكان بوضوح موقفه من المقاومة على الرغم من مرضه الشديد.

بلا شك، سيواصل الشباب الكرد والنساء الكرد مقاومة شبابنا الأبطال ووطنيينا ورفاقنا، عندما يظهرون هذا الموقف، فهل نستطيع ان نلتزم الصمت…؟ هل يجوز أن يلتزم الشباب الكرد الصمت…؟ أدعو الشباب الكرد والنساء الكرد أن يفهموا ويتابعوا موقف محمد أمين أوزكان.

وأيضاً في الفترة الأخيرة، ظهرت عجوزة كردية، هي أيضاً أظهرت مثل هذا الموقف، في هذا الصدد، لن يستطيعوا إيقاف المقاومة في السجون ولا النضال من اجل الحرية والديمقراطية لشعبنا الكردي، غير ممكن، بالطبع، فإن موقفهم سوف يحقق الحياة الحرة والديمقراطية للشعب الكردي.

يجب لعن العمالة في كردستان

أحيي موقف الشاب من رها أيضاً بكل احترام وإجلال، حيث إن إحدى الطرق الرئيسية التي تستخدمها الدولة التركية لقمع النضال التحرري للشعب الكردي هو جعل الناس عملاء، وشرائهم بحفنة من الأموال وتهديدهم بأفراد العائلة، والقول سوف أقوم بمداهمة مكان عملك، وسوف أقوم بسجنك، ولن تستطيع الخروج مرة أخرى، حيث أن العمالة هي السياسة الأساسية للحرب الخاصة أو عداوة الدولة التركية ضد الكرد، وأكبر عداوة هو أن يقوم المرء بجر شعب نحو العمالة ويمارس الضغوط عليه من أجل العمالة، وأكبر عداوة أيضاً هو فرض هذا العمالة على الشعب الكردي، وجعلهم أداة في مواجهة النضال الشعبي، وهذا يعني في سياق العداوة ضد الكرد.

لقد سمعنا البارحة: يقولون لأحد الآباء إما أن تصبح عميلاً، وإلا لن نسمح بخروج ابنتك، حيث جعل هؤلاء هذا الأمر كمنهج متبع لشن الاعتداءت، حتى أنهم يفعلون ذلك أيضاً، ويقومون بذلك في جنوب كردستان، حتى أنهم قاموا بقتل بعض وطنيينا الذين لم يقبلوا القيام بهذا الأمر، وينبغي على جميع الكرد أن يكونوا حساسين في هذا الصدد، حيث لا يوجد شيء أسوء من العمالة، ولا يوجد نذالة أعظم من هذا ، ولا يوجد شيء أكثر دناءة من هذا ، ولا يوجد ظلمٌ أعظم من هذا، فمن يكون عميلاً، هو أسوء إنسان في الدنيا، وأكثر شخص ملعون، أي أن من يقبل بالعمالة هو إنسان ميت، وليقبل بالموت ولا يرضخ للعمالة، وليقبل بعقوبة 30 عاماً في السجن ولكن لا يقبل بالعمالة، هل لديه محل؟ ربما يفلس، ولكن ينبغي عليه عدم قبول بالعمالة، فالعمالة تعني أنك تلوث أبنائك وأخواتك وإخواتك، وتعني الاعتداء عليهم جميعاً، وتعني إهانتهم جميعاً، فالعميل لا يبلغ فقط عن حزب العمال الكردستاني أو المناضلين، فعندما يصبح عميلاً فهو يصبح عدواً لإخوته وأخواته، ويصبح عدواً لأبنائه أيضاً، ويقوم بتلويث الجميع، وفي هذا الصدد، يجب إدانة العمالة في كردستان، وينبغي الحديث عنها في كل اجتماع و خطاب، ويجب دفن العمالة تحت الأرض، بحيث إن تم خلق ذهنية كهذه في المجتمع بأنه أسوء شيء، فلن يكون من السهل أن يصبح عميلاً، حيث كان الرفاق قد أعلمو عن شخص كنيته توب باش وينحدر من إيله، وينتمي لبيئة وطنية، كيف لأمر كهذا أن يحصل؟ إنه شخص عديم الإنسانية، يبيع نفسه من أجل المال، و هذا الأمر بحد ذاته هو أسوء شيء لدى الرأسمالية، بحيث تطورت الرأسمالية كثيراً مع المادية ، كما رسخت الفردية كثيراً، حيث أنه من السهل جداً أن تُباع في ظل الرأسمالية، فقبل الرأسمالية، لم يكن الناس يبيعون أنفسهم بهذه السهولة، فحتى لو تعرضوا للموت، كانوا لا يبيعون أنفسهم، والآن، يبيعون أنفسهم من أجل المال، ولهذا السبب، ينبغي على المجتمع الكردي أن يكون حساساً حيال ذلك، فهذا يعني بمثابة إهانة للكرد.

وليرى المجتمع الكردي هذا الأمر؛ إن هذه الدولة هي عدوة للكرد، و عدو ملعون، حيث انه لا يضع الكرد في خانة الإنسانية، أي أن الكردي بإمكانه أن يكون عميلاً ويخون الدائرة المحيطة به، بحيث ينظرون بهذه النظرة للكرد ويعرفونه هكذا، وفي هذا الصدد ، أصبحت سياسة العمالة شائعة للغاية ويتم استخدامها، وينبغي إدانتها في المجتمع، وعدم القبول بها في المجتمع، وإنه أسوء شر في العالم بأسره، فمهما قلت من أنه نذالة وخسة، فإنه قليل ما يُقال للعملاء، ولذلك، ندعو المجتمع إلى التحلي بالحساسية حيال ذلك، نعم، إن الدولة تقوم بممارسة الضغوط، ولكن ليتجنبوا الاستسلام والرضوخ، فإن كان لا بد منه، فليموتوا أفضل من يكونوا عملاء، فهل هناك شيء أسوء من العمالة؟ وإن قاموا بذلك حتى الآن، فليذهبوا للاستسلام للشعب، ويلجأوا إلى مكان آمن، وليقولوا لقد فعلنا ما فعلنه حتى الآن، لكن لن نقوم على فعل ذلك بعد الآن، لربما يتطهرون هكذا ويعودوا إلى سويتهم البشرية، فكما يُقال، أينما تراجعت عن الخسارة، فهو مكسب بحد ذاته.

وإن هذا الجانب في الحقيقة أمر في غاية الأهمية، وأتوجه بدوري، بالتحية لذلك الشاب، نعم، يجب إظهار ذلك الموقف، وينبغي على الجميع إظهار ذلك الموقف، فلا يمكن لأحد إهانة الكرد، ولا يمكن لأحد أن يجبرنا لكي نصبح عملاء، فنحن لسنا شعبٌ من هذا القبيل، بل نحن من أقدم الشعوب على مر التاريخ، حيث أننا شعب خلق الإنسان وثقافته، وينبغي على جميع أبناء الشعب الكردي أن يعبروا عن موقفهم تجاه العملاء الذين يريدون تجريدنا من الإنسانية.

الإبادة الثقافية والجسدية

عندما نقول الإبادة الجماعية في الواقع الكردي، فإن الأمر الرئيسي هو الإبادة الثقافية، ولا يعني أنهم سوف يقطعون رؤوس الكرد ويقتلونهم جميعاً، ولا يعني أنهم سيقضون عليهم جسدياً، بل هي إبادة ثقافية، حيث أن الإبادة الثقافية هي الإبادة الاجتماعية الأكبر، وهي مجزرة بحد ذاتها، حيث يمكنهم قتل 50 ألف شخص بالمجازر الجسدية وحتى قتل 100 ألف، ولكن بإمكانهم إبادة الملايين من الأشخاص عبر الإبادة الثقافية.

ولقد قمتُ في أحد الأوقات بتعريف الكرد الذين يترجمون الأغاني الكردية إلى التركية ويغنونها باللغة التركية ويعرّفون أنفسهم على أنهم فنانين كرد، على أنهم بمثابة مستبدين، حيث إنهم مذنبون أكثر من أولئك الذين قتلوا 100 شخص، وفي الصدد، ينبغي على جميع الكرد أن يكونوا حساسين حيال ذلك، كما يجب على الشباب أيضاً يكونوا حساسين، ويجب أن نرى أن الإبادة الجماعية الحقيقية المتمثلة بالعداء الكردي، قد ارتُكبت على المستوى الثقافي، وفي الوقت الحالي، هناك مساعي جدية بشكل أساسي لإبادة الكرد على المستوى الثقافي، حيث يسعون للقضاء على الكرد تماماً، وفي الصدد، يجب على الكرد بأسرهم وجميع الشعوب اتخاذ موقف حيال ذلك، ويجب على الفنانين والكتّاب والمثقفين الكرد على وجه الخصوص أن يكون لديهم موقف حيال ذلك، ومن الضروري وصف أولئك الذين يشاركون في مثل هذه المهرجانات كشركاء في الإبادة الجماعية بحق الكرد، سواءً كان فناناً تركياً أو كان فناناً كردياً أو حتى يسارياً، فهو مستبد، فهذه المهرجانات تُقام لإبادة الكرد، فهم لا يقومون بهذه الأشياء من أجل تقديم الثقافة للشباب وللشعب الكردي وإشراك الشبان ضمن المجتمع، بل إنها حرب خاصة بحد ذاتها، فلا فرق بين شن هجوم بالقنابل النووية على الشعب الكردي وشن هجوم ثقافي عبر مهرجانات كهذه، فالأمر سيان، ويجب أن نكون حذرين من هذه الأمور، حيث يبدو البعض منهم بريئين جداً، لكنهم ليسوا كذلك، فهذا الأمر أخطر من الأسلحة الفتاكة وأسلحة الدمار الشامل، ويجب على الجميع أن يتحلوا بالحساسية تجاه هذه القضية وأن يتخذوا موقفاً صارماً ضد هؤلاء، ويجب عدم الذهاب إلى مهرجانات كهذه، كما ينبغي إدانة أولئك الذين يذهبون إلى مهرجانات من هذا القبيل، ويجب القول لهم، إنكم شركاء في إبادة الكرد، ويجب عزل وفضح أولئك الذين يُقدمون على فعل مثل الأمر.

التمسك بالإيزيديين هو بمثابة تعليمات صادرة عن القائد

استذكر جميع الإيزيديين الذين استشهدوا في هجمات مرتزقة داعش بكل احترام وإجلال وتقدير، حيث حاولوا ارتكاب جريمة من أكثر الجرائم وحشية عبر التاريخ، وأرادوا إبادة الإيزيديين بأسرهم، كما أن اقتلاع أي إنسان عن أرضه، فحينها يُعد هذا الأمر بمثابة إبادة جماعية، فكل ثقافة تنشأ وتزدهر على أرضها، كما أن كل زهرة تضفي أجمل ألوانها ورائحتها من عبق ترابها، حيث كان سيتم تطهير شنكال بالكامل من الكرد، وكان سيُجبر الإيزيديين نحو التهجير من ديارهم، وسيُرتكب بحق الإيزيديين الإبادة الجماعية، وفي مواجهة هذا الأمر، اتخذ مقاتلو ومقاتلات كريلا قوات الدفاع الشعبي (HPG) تدابير احترازية، حقيقةً، كانوا مجموعة صغيرة، وانتفضوا على الفور ضد داعش، ولاحقاً، جاء مقاتلو وحدات حماية الشعب (YPG) ومقاتلات حماية المرأة (YPJ) وعملوا على فتح ممر آمن، ولهذا السبب، تحرر الإيزيدييون من هذه المجزرة والإبادة الجماعية.

بالطبع، ينبغي على الإيزيديين أن يكونوا على يعلموا هذا الأمر، وكان القائد أوجلان قد حذرنا في السابق؛ وقال احموا الإيزيديين، حيث أن القائد كان قد حذرنا قبل شن داعش الهجوم، كما أن حماية الإيزيديين هي نوع من تعليمات القائد، وإنها مهمة أوكلها القائد إلينا، وقد قام كل من كريلا مقاتلي قوات الدفاع الشعبي (HPG) ومقاتلات وحدات المرأة الحرة-ستار، وكريلا مقاتلي وحدات حماية الشعب (YPG) ومقاتلات حماية المرأة (YPJ)بأداء واجبهم على أكمل وجه.

والآن، ها قد عاد الإيزيديون إلى ديارهم، ولكن بعد هذه الإبادة الجماعية وهذه الهجمات، يجب أن يعيش أبناء هذا الشعب أحراراً ومستقلين، حيث أن الهويات والثقافات المختلفة في العالم لا يمكنها حماية وجودها وحريتها إلا من خلال من الاستقلالية الذاتية، ولا يمكن للهويات والثقافات المختلفة البقاء على قيد الحياة بدون الاستقلالية الذاتية والإدارة الذاتية، وبهذه المناسبة، ينبغي على جميع شعوب العالم وكذلك القوى الديمقراطية والإنسانية والايزيدية حماية هذا النضال القائم على الحرية والديمقراطية والوجود، حيث أن الصداقة مع الإيزيديين تعني محبة الإيزيديين ودعم نضالهم الساعي للإدارة الذاتية، وكل من لا يؤيد إدارتهم الذاتية وإدارة أنفسهم بأنفسهم، فهو ضد تطلعات الإيزيديين، كما أن الطريق إلى محبة الإيزيديين تتمثل في قبول إدارتهم الذاتية، وخلاف ذلك، لا يمكن للإيزيديين البقاء على قيد الحياة، وسيكونون حاضرين اليوم وغائبين غداً، ففي ظل ظروف الحداثة الرأسمالية على وجه الخصوص، لا يمكن للثقافات والهويات والمعتقدات الاستمرار في وجودها إلا من خلال الإدارة الذاتية، وعلى العكس من ذلك، فإن مصير كل الهويات والمعتقدات في عصر الحداثة الرأسمالية وفي عصر الدولة القومية، هو الإبادة الجماعية.

يجب على جميع الإيزيديين التوجه نحو الإدارة الذاتية

بالطبع، كانت هناك مقاومة في هذا الصدد، وقد مُنّي داعش بهزيمة نكراء وتم صده ولجمه، لكن المهمة التي تقع على عاتق الجميع الآن، هي وجوب حصول الإيزيديين على الإدارة الذاتية لحماية وجودهم، وإننا نلاحظ بأن الإيزيديين مصممون على هذه القضية، كما أنه من الضروري أن يكون الإيزديون في جميع أصقاع العالم منخرطين في هذا الأمر، ويجب على الإيزيديين المتواجدين في أوروبا وضع هذا الأمر نصب أعينهم، كما ينبغي على الإيزيديين المتواجدين في كل من أوروبا وروسيا وروج آفا أيضاً وضع هذا الأمر نصب أعينهم، ويجب على جميع العالم الإيزيدي أن يكون مع حصول الإيزيديين على الإدارة الذاتية، فإذا لم يحصل الإيزيديون على إدارتهم الذاتية، فإنهم سيعانون من الإبادة الجماعية ويُمحون من على وجه التاريخ.

لوزان معاهدة لإبادة الكرد

لوزان مهمة جداً ليس للشعب الكردي فحسب، بل لجميع شعوب الشرق الأوسط، لوزان معاهدة لإبادة الكرد، في الحقيقة، عُقدت مؤتمرات في أرضروم وسيواس في تركيا قبل معاهدة لوزان، تم الإعلان عن الميثاق الملي (Mîsak-i Millî) هناك وكان سيتم تأسيس دولة مشتركة بين الكرد والأتراك، كان سيكون لديهم دولة مشتركة وإدارة مشتركة، لهذا، دعم الشعب الكردي الأتراك لبناء دولة حرة ومستقلة، ماذا حدث؟ في دستور عام 1921، تم قبول وجود الكرد مرة أخرى، ولكن في دستور عام 1924، تم إنكارهم تماماً، أساس هذا الأمر يستند على معاهدة لوزان.

هذه هي معاهدة لوزان، فرض البريطانيون ما يلي على الأتراك؛ عليكم التخلي عن الموصل وكركوك لنا، قالوا إنه إذا تركتم الموصل وكركوك تحت سيادتنا، فيمكنكم تنفيذ إبادة جماعية ضد الشعب الكردي داخل حدودكم، قبلوا الإبادة الجماعية للكرد مقابل السيطرة على الموصل وكركوك، كانت كل من الدولة التركية والإدارة الكمالية في ذلك الوقت قد تركتا الموصل وكركوك للبريطانيين مقابل إبادة الكرد، أي أن لوزان هي معاهدة إبادة الكرد، يجب النظر إلى هذه الحقيقة بهذه الطريقة.

بالطبع، إنكلترا وفرنسا مسؤولتان عن ذلك، حتى ذلك الحين، كانت الأمم المتحدة مسؤولة أيضاً، بالتخلي عن الموصل وكركوك، كسبت الحكومة التركية حق إبادة الشعب الكردي وحصلت على الموافقة من إنجلترا وفرنسا، وافقت بريطانيا وفرنسا على الإبادة الجماعية للكرد من خلال السيطرة على الموصل وكركوك، ولكن هنا توجد حقيقة يجب على الجميع رؤيتها، ألا وهي حقيقة الدولة القومية التي أوجدت الحداثة الرأسمالية، هي حقيقة الإبادة الجماعية، الدولة القومية تعني نظام الإبادة الجماعية، وفي تاريخ الدول القومية في العالم، تعرضت العديد من الشعوب الثقافات للإبادة الجماعية.

ومن هذه الناحية أيضاً، بالطبع، عندما نقف في وجه لوزان، عندما نقف في وجه سياسة الإبادة الجماعية، يجب علينا أيضاً أن نقف ضد حقيقة الدولة القومية، فمهوم الدولة القومية يجلب اليوم الإبادة الجماعية للكرد، اليوم، يريد الأتراك والفرس والعرب بناء دولهم القومية وتنفيذ إبادة ثقافية بحق الأمم الأخرى، والمثال الأكثر وضوحاً هو الدولة التركية.

الدولة التركية هي بالفعل الرائدة فيما يخص معاداة الكرد، لا يمكن لأحد أن يقول بأنه كردي وطني أو يقول إنه كردي دون أن يرى حقيقة الدولة التركية في ريادة عداء الكرد، أولئك الذين يسمون أنفسهم كرداً سيرون هذا أولاً، سيقول إن هذه الدولة التركية هي الرائدة في عداء الكرد، وهي عدو كافة أبناء الشعب الكردي. حصلت الدولة التركية على حق إبادة الكرد في لوزان، والآن أيضاً، ترتكب إبادة جماعية ضد الكرد، إنها غير راضية عن ذلك وتسعى لتدمير حركة الحرية الكردية، بهذه الطريقة، تسعى لجعل المنطقة الكردية، التي تعتبر أنها ووفقاً للميثاق الملي، منطقة ذات سيادة تركية، تريد إخضاع كل من روج آفا وجنوب كردستان تحت سيادتها ونشر القومية التركية هناك، عندما نقول لوزان، يجب أن نرى هذه الحقيقة.

الحزب الديمقراطي الكردستاني لا يريد الوحدة الوطنية

نعم، انعقد مؤتمر لوزان، تابعناه، انه مهم، نوقشت قضية الوحدة الوطنية، لأن لوزان قسمت الشعب الكردي إلى أربعة أقسام، لكن عندما نقول الوحدة الوطنية، يجب أن نكون واقعيين، بدون النظر إلى الوضع الحالي للحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK)، فإن مصطلح “الوحدة الوطنية” يعني الفشل في تحقيق الوحدة الوطنية، لأنه عائق، هناك مفهوم لدى البعض مفاده أن الوحدة الوطنية لا يمكن أن تتحقق بدون الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK)، نعم، يجب أن يأتي هو أيضاً، لكنه لا يأتي، لا يريد الوحدة الوطنية، يريد السيطرة على كافة الشعوب والقوى السياسية، يقول، “سأكون الحاكم الوحيد”، لا رغبة لديه في الوحدة الوطنية، متى أتى؟ كان هناك وقف لإطلاق النار بين عامي 2012-2013، لقد أعلنا عن وقف لإطلاق النار مع تركيا، كان هناك هدنة، في ذلك الوقت أتى، عندما بدأت تركيا الحرب ضدنا، انسحب الحزب الديمقراطي الكردستاني على الفور، الوحدة الوطنية مهمة في هذا الصدد، يجب أن تتحد كافة الجماعات والأحزاب الكردية. لكن هذه حقيقة، إلى أن يتخلى الحزب الديمقراطي الكردستاني PDK عن محاولات فرض هيمنته وكلمته، لن تحدث مثل هذه الوحدة الوطنية، بل هو في الحقيقة عقبة في طريق الوحدة الوطنية، الوحدة الوطنية مذكورة دائماً. كل الكرد يريدون ذلك، كلنا نريد ذلك، لكن الحزب الديمقراطي الكردستاني PDK يشكل عقبة في طريق الوحدة، يجب رؤية هذه الحقيقة.

لماذا نقول الوحدة الوطنية؟ هذا يعني أننا لا نستطيع فعل ذلك، نحن دائما نشكو، لكن ما هي العقبة؟ يجب أن ينظر إلى هذا أيضاً.

سيسد الكرد الطريق أمام روح الإبادة الجماعية لمعاهدة لوزان

لقد أبرمت معاهدة لوزان، وأصبحت كردستان أربعة أجزاء منقسمة، لكن الكرد سوف يسدون الطريق أمام الإبادة الجماعية بحق الكرد، التي هي روح معاهدة لوزان ويعملون على عرقلتها، نعم، سوف لن يكون هدفهم المنشود الدولة القومية، لكنهم سوف يمنعون ارتكاب الإبادة الجماعية بحق الكرد ويعملون على ضمان وجود الكرد، وسيسعون إلى ضمان تحقيق الإدارة الذاتية في الأجزاء الأربعة من كردستان، في الواقع، لقد اتخذوا خطوات مهمة للغاية في هذا الصدد، وحصلت تطورات، حيث هناك تطور مهم للغاية في روج آفا، كما هناك تطور أيضاً في جنوب كردستان، ووصل الشعب الكردي في شمال كردستان إلى مستوى من النضال، والحال أيضاً كذلك في شرق كردستان، والإنجاز الرئيسي هو: هناك حقيقة حاضرة للنضال الكردي وحقيقة اجتماعية للكرد في كل من الشرق الأوسط والعالم، ويبرز الشعب الكردي حقيقة وجوده بشكل قوي للغاية، وهذا هو الإنجاز الرئيسي بحد ذاته، وهذا ما يجري تنفيذه و ضمان تحقيقه من خلال النضال في الأجزاء الأربعة من كردستان.

ثورة روج آفا هي ثورة عظيمة على الرغم من كل نقاط ضعفها

أحيي ثورة روج آفا التي لديها قرابة 20 ألف شهيد، واستذكر الشهداء بكل احترام وإجلال وامتنان، كما أستذكر بكل احترام وإجلال وامتنان الشبيبة الـ 33 الاشتراكيين من تركيا، و المعروفون باسم مسافرو الأحلام، والذين جاءوا لتقديم الدعم والقوة لثورة روج آفا. في الحقيقة، إن ثورة روج آفا هي ثورة عظيمة بحد ذاتها، حيث أن هناك قضايا شائكة في الشرق الأوسط؛ وقضايا قومية وقضايا اعتقادية وثقافية ونسائية وديمقراطية، حيث إنها ثورة تخلق حلولاً حقيقة لجميع هذه القضايا، فهي من جهة، ليست ثورة تحل القضية الكردية فقط أو تجد حلاً لقضية الكرد، ولكنها ثورة تقدم نموذجاً لحل قضايا الشرق الأوسط بأسره، وهذا الأمر في غاية الأهمية، حيث هناك مفهوم الأمة الديمقراطية والديمقارطية،4 وهناك تعايش للمعتقدات المختلفة، كما أنه هناك حضور لمفهوم المرأة الحرة، وترك النزاعات الطائفية والصراعات القومية جانباً، وتجنب محاربة السلطة الحاكمة، فبدلاً من محاربة السلطة الحاكمة للحصول على حقوقها في الديمقراطية، حلت القضايا دون الخوض في مفهوم السلطة والدولة… لأن مفهوم الدولة والسلطة هو الذي يجعل من كل القضايا في طريق مسدود وغير قابلة للحل، وبمجرد الدخول والخوض في مفهوم الدولة والسلطة، لا يمكن إيجاد حلول لقضية كل من الهوية والمعتقد والمرأة وكذلك الديمقراطية.

وقد أفرزت روج آفا ثورة عظيمة من خلال هذا الذهنية، بالطبع، كان هذا تحولاً حدث من خلال منظور القائد أوجلان و خط القائد أوجلان، وقد لوحظ ذلك بشكل ملموس في روج آفا.

ولكن، أودُ التأكيد على هذا الأمر، لا يمكن القول من خلال هذه المقولة بأن خط القائد أوجلان قد تحقق في جميع أرجاء روج آفا، لكن الجميع يرى مدى أهميتها وقيمتها، على الرغم من التقصير الحاصل في القيام بها، وعلى ما يبدو، أن ثورة روج آفا في هذا الصدد، قد أصبحت ساحة للحرية وجوهرها ونموذجها في الشرق الأوسط بهذه البيئة المشبعة بالضغوط والقمع.

ونحن على يقين بأن ثورة روج آفا والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ستصبح نموذجاً، ففي الوقت الحاضر، مثلاً سيكون هناك حل في سوريا، هل ستُبنى سوريا جديدة بمفهوم هؤلاء المرتزقة والجماعات المرتبطة بتركيا؟ ليس بمقدورهم بنائها، وكذلك أيضاً، هل يمكن تحقيق الاستقرار في سوريا دون تغيير مفهوم النظام الحالي؟ لا يمكن تحقيقه، فالنقطة المشتركة الوحيدة لتحقيق الاستقرار في سوريا هي المبادئ التي تطرحها الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، فهي مبادئ سياسية ومبادئ اجتماعية، بمعنى آخر، سيكون هناك إجماع توافقي على أساس المبادئ التي وضعها.

ويمكن للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا أن تتوصل إلى توافق، ولكن كيف سيكون بمقدورها إجراء توافق مع من هم تحت نفوذ المرتزقة أو تركيا؟ بالمحصلة، ليس بإمكان النظام التوصل لتوافق، ولا الكرد ولا حتى الآخرون، وما لم يغير النظام من نفسه، فلا يمكنه توفير الاستقرار والحل، ولهذا السبب، فإن الاستقرار والحل الرئيسيين سيتشكلان حول شمال وشرق سوريا، ونعتقد أن هذا له تأثير كبير، كما شكلت تأثيراً على سوريا والشرق الأوسط أيضاً.

ينبغي على الناتو ألا يصبح شريكاً في الإبادة الجماعية بحق الكرد

يرزح الكرد تحت وطأة تهديدات الإبادة الجماعية، ليس فقط في شمال كردستان فحسب، بل يرزحون أيضاً تحت التهديدات في كل من غرب وجنوب وشرق كردستان، وفي الوقت الراهن، تقوم تركيا بالابتزاز لاستكمال الإبادة الجماعية، حيث تستخدم اللاجئين كورقة ابتزاز، كما تستخدم عضوية الناتو أيضاً كورقة ابتزاز، وكذلك علاقاتها مع روسيا أيضاً كورقة ابتزاز، فهي دولة مبتزة بحد ذاتها وإدارة قائمة على الابتزاز، وتقول، كيفما أتعامل مع الكرد، فيجب عليكم أيضاً التعامل معهم بالمثل، كما تقول أوروبا أيضاً، نحن دولة ديمقراطية، أي بعبارة أخرى، هل الدولة التركية دولة ديمقراطية أما دولة استبدادية؟ ألا تقوم بممارسة كل أنواع القمع بحق الكرد؟ والآن، تطالبهم تركيا بهذا الأمر، وهم بدورهم يتصرفون، في الحقيقة، هذا هو النفاق والكيل بمكيالين بحد ذاته، فماذا يمكننا أن نقول عن هذا الأمر؟ إنها وقاحة بحد ذاتها، ولا يمكن لأي دولة أن تتفاوض مع تركيا بشأن نضال الشعب الكردي والنضال التحرري، وينبغي عليها عدم القيام بذلك، ماذا تفعل الدولة التركية؟ وماذا فعلت بهذا الابتزاز؟ وكان من المفترض ألا تعطي السويد وبعض الدول الأسلحة لتركيا، حيث كانوا يقولون للأتراك بأنكم لا تستخدمون الأسلحة بشكل صحيح، وإنكم تستخدمونها ضد الكرد، حسناً، ماذا حدث الآن؟ يقولون سوف نعطيكم الأسلحة، في الواقع، إن الهدف الرئيسي للدولة التركية هو شراء هذه الأسلحة، وحتى أنها حصلت عليها، أو أنها كانت ستقوم بتسليم بعض الكرد لها، نعم يطالبون بهذا الأمر أيضاً، وتريد ممارسة ذلك الضغط أيضاً، فهي بالأساس، تسعى للحصول على دعم سياسي للقيام بالإبادة الجماعية، فهي تريد الاستحواذ على تلك الأسلحة لارتكاب الإبادة الجماعية، كما أن حلف الناتو يمنحها أيضاً.

وينبغي على الكرد الآن، أن يكونوا على دراية بهذه الحقيقة، كما يجب على العالم أيضاً معرفة ذلك، حيث أن الدولة التركية لديها كل أنواع التحالفات والعلاقات والمؤسسات؛ إنه حلف الناتو والاتحاد الأوروبي، فالسبب الوحيد الذي يكمن خلفه هو ارتكاب الإبادة الجماعية بحق الكرد، كما أنها انضمت إلى حلف الناتو وكذلك الاتحاد الأوروبي ولا زالت مستمرة في ذلك للحصول على الدعم في ارتكاب الإبادة الجماعية بحق الكرد، فلتقل في يوم ما أنها قد تخلت عن إبادة الكرد، فلن تبقى ليوم واحد حتى ضمن حلف الناتو وكذلك أيضاً ضمن الاتحاد الأوروبي.

والآن، تقول الدولة التركية، قوموا بضمي إلى أوروبا، فالدولة التركية لا تسعى للدخول إلى الاتحاد الأوروبي، بل تريد فقط الاستفادة من بعض الإمكانيات المتاحة للاتحاد الأوروبي، حينها، متى ستقول لننضم إلى الاتحاد الأوروبي؟ عندما تنتهي من إبادة الكرد، فهي لن تدخل الاتحاد الأوروبي حتى تستكمل إبادة الكرد، لأن الاتحاد الأوروبي لديه معايير وتدابير ولديه متطلبات الحكم الذاتي المحلي، فلو قالت أوروبا الآن، سنقبل بانضمامكم إلى الاتحاد الأوروبي، فلن تنضم تركيا إليه، وسوف تقوم بالابتزاز وتقول لماذا لا تقومون بضمي للاتحاد الأوروبي؟ فعندما تنضم إلى الاتحاد، سيتوجب عليها التخلي عن سياستها القائمة على إبادة الكرد، هل ستتخلى الدولة التركية عن هذا الأمر؟ على العكس من ذلك، فهي تسعى إلى استغلال الاتحاد الأوروبي في الإبادة الجماعية بحق الكرد تحت مسمى مرحلة العضوية في الاتحاد الأوروبي، ففي الوقت الحالي، ليس لديها أي مخاوف بشأن عضوية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ولا ينبغي لأحد أن يخدع نفسه في هذا الصدد.

ويجب على أوروبا ألا تعتقد بأن الدولة التركية تريد ذلك، أو أنه لا ينبغي لأحد في تركيا أن يعتقد أن الدولة التركية تريد الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ولا يوجد شيء من هذا القبيل، كما أن أوروبا لا تريد ضمها في الوقت الراهن، ولكنهم يحاولون الاستمرار في هذه العلاقات حتى مستوى معين، حيث تسعى تركيا لاستغلال أوروبا بعض الشيء، كما تريد أوروبا أيضاً استغلال تركيا قليلاً، هناك علاقة مشتركة كهذه.

وفي هذا الصدد، أصبح كل من الناتو والاتحاد الأوروبي مؤسسات تستغل الدولة التركية عبرها القضية الكردية، ونحن بصفتنا ككرد، نحذر من ذلك، حيث ينبغي على الناتو ألا يكون شريكاً في هذه الإبادة الجماعية، فمقولة نتفهم حساسية تركيا تأتي في أي معنى وسياق؟ حيث أن تركيا تشن الهجمات بشكل يومي على روج آفا، أي حساسية؟ فالدولة التركية لديها سياسة متبعة في شمال كردستان حيال الكرد، حيث أن جميع السياسيين الكرد موجودون في السجون، أي حساسية؟

باختصار، كان هذا الاجتماع للناتو بمثابة اجتماع تاريخي مخزٍ، حيث جرت مساومات على حساب الكرد وحزب العمال الكردستاني.

هناك علاقة قائمة بين كل من الناتو والحزب الديمقراطي الكردستاني -PDK، حيث أن العلاقة مع الحزب الديمقراطي الكردستاني لا تعني العلاقة مع الكرد، فتركيا تقوم باستغلال الحزب الديمقراطي الكردستاني، فيما يقوم الحزب الديمقراطي الكردستاني بالتعاون للاستحواذ على السلطة في كلتا المدينتين، فهو لا يمثل كل الكرد، وعلى الرغم من ذلك، فإن كلتا المدينتين ليستا ممتنتين له. لقد تحولوا الى عائلة. عائلة البارزاني. عن اي كرد يتحدثون؟.

وفي هذا الصدد، يتوجب على جميع الكرد في الواقع، التعبير عن موقفهم ضد حلف الناتو وكذلك ضد هذا الموقف للاتحاد الأوروبي، ويجب تحذيرهما، وينبغي على كل من دول حلف الناتو والاتحاد الأوروبي ألا يصبحوا شركاء في الإبادة الجماعية بحق الكرد، ففي الوقت الراهن هم شركاء، ففي السابق، كانوا شركاء في الإبادة الجماعية للأرمن، حيث أدت سياسات تلك الحقبة والنزاعات والصراعات والتوازنات فيما بينهم إلى وقوع الإبادة الجماعية بحق الأرمن، والآن أيضاً مجدداً، يتورطون في حالة من الشراكة بإبادة القضية الكردية في هذه البيئة من التوازنات وفي خصم هذه السياسة، وينبغي عليهم التخلي عن هذا الأمر على الفور.