المقابلات

قره يلان: كوباني صمدت وانتصرت على داعش رغماً عن الفاشية التركية

اكد عضو اللجنة المركزية لحزب العمال الكردستاني (PKK)، مراد قره يلان، على أنه في اللحظة الحاسمة التي كان الجميع ينتظر فيها سقوط كوباني، عقدنا العزم على ألا يحدث هذا وسخرنا كل إمكانياتنا في خدمة تحقيق النصر في كوباني، هذا ما حدث.

تحدث عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني (PKK)، وقائد مركز الدفاع الشعبي (NPG)، مراد قره يلان في الجزء الثالث من مقابلته مع صحيفة (Yeni özgür Politika ) حول جميع مراحل تحرير كوباني.

كيف كان الوضع في روج آفا قبل الاحداث التي بدأت في كوباني في 15 ايلول 2014؟ لماذا شن تنظيم داعش الارهابي هجماته ضد كوباني؟

نستطيع تقييم هذا من عدة جهات، ويمكن ان نشير الى عدة اسباب ومنها وجود وطنيين احرار في كوباني، وايضاً بقاء القائد عبدالله اوجلان فيها لمدة، لكن السبب الاساسي والقريب هو لان كوباني كانت محاصرة، أي الشعب في كوباني لم يكن يتمكن من الحصول على الدعم، لان جميع المقاطعات الأخرى مثل الجزيرة وعفرين وكوباني كانت منفصلة عن بعضها البعض بسبب الاحداث التي جرت في سوريا ووجود عصابات تنظيم داعش الارهابي بين المناطق الواصلة بين هذه المقاطعات، فمن جهة كانت الدولة التركية، ومن الجهات الثلاثة كان تنظيم داعش الارهابي، لم يكن هناك تواصل بين المقاطعات الثلاث، على حد علمي، كان هناك حوالي ألف مقاتل من وحدات حماية الشعب YPG يدافعون عن كوباني، لكن لم يكن معهم أسلحة ثقيلة، وكان تنظيم داعش الارهابي يعلم بذلك، لكنهم كانوا يعلمون أيضًا أن وحدات حماية الشعب، لن يستسلموا لهم بسهولة مثل القوات الأخرى، لذا استقدمت الدبابات والأسلحة المتقدمة التي كانت قد اعطتها الولايات المتحدة للعراق، وشنت هجوماً في 15 ايلول 2014 ضد كوباني من 3 أجنحة.

كان من الممكن تنفيذ نفس الهجوم على مقاطعة الجزيرة ولكن لم يتم تنفيذه، لماذا ا؟ بسبب العدد الكبير من وحدات حماية الشعب هناك، وكانت تمتلك اسلحة قوية وكثيرة، كما قلت، لقد اعتبر تنظيم داعش الارهابي وممولته الدولة التركية كوباني على انها لقمة سائغة بسبب الحصار الذي كان يحيط بها، لذا شن هجماته الهمجية.

ماذا حدث بعدها؟

في هذه النقطة يجب القول بأنه في بداية آب، وكذلك خلال شهر تموز كانت قواتنا العسكرية تجهز عدة ألوية عسكرية لأجل جنوب كردستان، ولكن ما حدث في كوباني، اضطرنا إلى إرسال تلك القوات وكذلك مقاتلين وقادة ذات تجارب قتالية وعسكرية من ولاية آمد في شمال كردستان إلى كوباني بناء على طلب وحدات حماية الشعب (YPG)، لأنهم حينها لم يتمكنوا من إرسال قواتهم من الجزيرة إلى كوباني،.. لقد هاجم تنظيم داعش الارهابي كوباني في شهر تموز، وتمكنت قواتنا من الوصول إلى كوباني في غضون اسبوع أو اسبوعين على الأكثر، حيث تمكن داعش من التقدم في البداية، ولكن هذا التقدم سرعان ما توقف بفضل بطولات المقاتلين لأجل الحرية المدافعين عن أرضهم وكرامتهم.

كوباني كانت محاصرة من جميع الأطراف

كان الوضع مماثلا في عفرين، حيث كانت الحرب دائرة هناك ايضاً وبناء على طلب قوات الدفاع الشعبي(HPG)، أرسلنا قوات عبر جبال امانوس الى عفرين، حيث توجه كل من الرفاق ماسيرو الذي كان قيادياً لإيالة امانوس حينها بالإضافة إلى الشهيد وداد والشهيد شيار ملاطيا مع مجموعة من الرفاق الاشداء إلى عفرين وشاركوا في القتال ودعموا وحدات حماية الشعب؛ في غضون ذلك، خلال هجوم تنظيم داعش الارهابي على كوباني، توغل بعض هؤلاء الرفاق سراً إلى مناطق سيطرة تنظيم داعش الارهابي ووصلوا إلى كوباني، وبهذه الطريقة، تم تعزيز قيادة كوباني إلى حد ما، لكن هؤلاء الرفاق لم يقوموا بوظائفهم كقياديين على الفور، انما كان قادة كوباني السابقين يقومون بوظيفة القيادة ورفاقنا قاموا بواجبهم الداعم لهم؛ باختصار، قاومت وحدات حماية الشعب هجمات داعش الواسعة النطاق في 15 أيلول، لكن هذا التنظيم الارهابي استقدم جيشا مدرعا بالاسلحة الثقيلة وشن هجوماً واسع النطاق. خاض رفاقنا ومقاتلينا نضالا لا مثيل له وخير مثال على ذلك مقاومة سرزوري عندما قاوم الرفاق في المدرسة ولم يستسلموا الى ان انضموا لقوافل الشهداء الابرار، وهناك امثلة كثيرة لمقاومة كوباني الاسطورية، ومع ذلك تقدمت قوات داعش من جهات ثلاث لأنه كان يشن هجومه عبر العربات المصفحة والمدرعة وبشكل شامل كما كان يستخدم التكتيكات، حيث كان يغير قواته ويعيده للحرب فالقوات التي كانت تحارب ليلا، كانت تستريح تهارا ويحل محلها قوات اخرى، الا ان قواتنا كانت تحارب ضدهم لمدة 24 ساعة من القتال المستمر، وبهذه الطريقة تقدم تنظيم داعش الارهابي واقترب من وسط كوباني.

ماذا فعلتم في مواجهة هذه الهجمات؟

أرسلنا قوة أخرى إلى كوباني بناء على طلب قيادة وحدات حماية الشعب، ولولا انتشار تلك القوة لكان تنظيم داعش الارهابي قد وصل إلى وسط كوباني على الفور، من جهة ارسلنا مقاتلين الى كوباني ومن جهة اخرى ارسلت قيادة وحدات حماية الشعب في مقاطعة الجزيرة دعم الى كوباني، حينها وجدنا أن الطريق كان آمناً بعض الشيء، فعلى سبيل المثال، لم تواجه المجموعات الذي تنكروا على شكل مدنيين اية عوائق اثناء توجههم إلى كوباني ووصلوا إلى حدود كوباني، وبفضل سهولة الطرق المؤدية الى كوباني، كانت ترسل قيادة وحدات حماية الشعب في الجزيرة من الدعم الى كوباني بين الحين والآخر، لكن القوات التي تم ارسالها الى كوباني لم تكن كافية لصد الهجوم الواسع النطاق لداعش؛ وفيما يتعلق بهذه العملية، هناك نقطة محددة يجب أن اتطرق اليها: لقد كانت أيضاً دعوة القائد اوجلان للنفير العام وحشد قواتنا وتصعيد نضالنا، والذي حدد العملية كان دعوة القائد؛ في ذلك الوقت، أعطى القائد اوجلان وجهة نظر مفادها أنه يجب الدفاع عن كوباني، وقال أيضا إن الشباب من شمال كردستان يمكنهم الذهاب والانضمام، داعياً إلى النفير العام على هذا الأساس، حيث كانت دعوته ووجهات نظره للدفاع عن كوباني، السبيل لتعزيز موقفنا وأظهر أننا على الطريق الصحيح؛ فبعد هذه الدعوة التي نادى بها القائد اوجلان، انضمت الشبيبة من شمال كردستان على شكل حشود وتوجهوا الى حدود كوباني وبدأوا وقفة احتجاجية، كما انضم العديد من الشباب على الفور إلى صفوف وحدات حماية الشعب؛ أي أن القوة التي حددت تلك العملية كانت دعوة القائد اوجلان، وهكذا وصلت المقاومة في كوباني أهم نقطة لها، وهذا ما جعلنا ان نرسل المزيد من قوات الدفاع المشروع وان نضع المخاطر في نصب اعيننا.

كيف كان رد فعل الولايات المتحدة والقوى الدولية الأخرى في ذلك الوقت؟

حينها دخل هذا الهجوم في جدول أعمال القوات الدولية، لكن وزير الخارجية الأمريكي آنذاك جون كيري قال في بيان له: “لا يوجد شيء يمكننا فعله من أجل كوباني بعد الآن”. وهذا يعني انهم لن يفعلوا شيئاً حيال هجوم داعش وان هذا التنظيم الارهابي سيسيطر على كوباني وسيرتكب المجازر بحق شعبها”.

اردوغان قال في تصريحاته الذي ادلاها في مدينة ديلوك ‘كوباني تسقط، على وشك السقوط …’

نعم، رجب طيب اردوغان كان يهدف من خلال ادعاءاته تلك الاثبات للرأي العام بأن كوباني ستسقط، الا ان سقوط كوباني اصبحت غصة في حلقه

بعد 15 ايلول، تقدمت داعش بسرعة باتجاه وسط كوباني وكان الجميع ينتظرون دخوله لكوباني، ماذا فعلتم بعد ذلك؟ كيف كان الوضع في كوباني؟

في ذلك الوقت، ولأننا كنا نراقب الوضع عن كثب، تواصلنا على الفور بقيادة وحدات حماية الشعب YPG في كوباني، وفي حديثها عن الوضع على الجبهات، اكدت حينها إن هناك منطقة للاستراحة في الجانب الجنوبي على بعد حوالي 5-6 كيلومترات من كوباني تسمى (مطعم سيران) حيث وصلت قوات تنظيم داعش الارهابي، والمعارك طاحنة هناك ومن الممكن سقوط تلك المنطقة بيد داعش؛ وحينها طرحت عليهم هذا السؤال “في حال سقوط تلك المنطقة هل سيصل العدو الى كوباني، ماذا ستفعلون كقادة لكوباني؟” قال حينها: “سأفجر جميع القنابل التي بحوزتي في وجه داعش والقنبلة الاخيرة سأفجرها بنفس ولن استسلم لهم” بمعنى آخر، تضاءلت الثقة بوقف هجمات داعش، لانه كان يتقدم بطريقة لا يمكن إيقافه؛ باختصار، كان قسم من الرفاق هناك وكذلك المجتمع الدولي وبعض القوى يقولون إن كوباني ستسقط بعد قليل؛ كما هاجر الناس بشكل جماعي، وهذا ما شكل الم، كان لا بد من القيام بشيء ضد هذا ولا نقف مكتوفي الايدي مشاهدة هذه الصور الاليمة؛ في ذلك الوقت كنا نعقد اجتماعاً دورياً لمجلس قيادة قوات الدفاع الشعبي (HPG)، حيث تم خلال الاجتماع مناقشة الوضع في كوباني، كان الوضع هناك حرجاً، لأننا أرسلنا قوات واستشهد البعض منهم.

حينها ما القرار الذي اتخذتموه؟

كان هناك احتمالان، إما أن يقبل الجميع بسقوط كوباني، أو ايجاد طريقة ما تمنع سقوطها، لهذا كان علينا تقديم ثمناً باهظاً وخوض نضالاً عظيماً؛ في الواقع، كلاهما كان صعباً للغاية، كان من الصعب جداً قبول سقوط كوباني في أيدي داعش؛ كما أن القضايا التي ستجلبها معها سقوط كوباني ستكون خطيرة للغاية، وإن المقاومة الناجحة في كوباني من شأنها أن تمهد الطريق لسقوط العديد من الضحايا، كما انه الوقوف في وجه الجيش المدجج بالاسلحة الثقيلة والمتقدمة الذي وجهتها داعش ضد كوباني لم يكن بالامر السهل، ولا يتمكن أي مقتل من التصدي لها، وانما كان من عمل القوات ذات الخبرة والتفاني في شمال كردستان؛ في نهاية الاجتماع وبدعوة من قائدنا للنفير العام تم اتخاذ هذا القرار بأنه “يجب ألا تسقط كوباني، ونحن كحزب العمال الكردستاني وقوات الدفاع الشعبي، يجب أن نتدخل في كوباني؛ وعلينا اولاً إرسال 400 من مقاتلي الكريلا إلى كوباني من الايالات في شمال كردستان”.

تم اتخاذ هذا القرار في 1 تشرين الاول وفي نفس اليوم صدرت تعليمات للإيالات في شمال كردستان بالتدخل الفوري، كما شاركنا قرارنا مع الرئاسة المشتركة لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK)، كما رأت إدارة حركتنا هذا القرار في مكانه ومناسب وانه يجب علينا ان نضع جميع المخاطر في نصب اعيننا؛ لقد امدنا زمام المبادرة في هذه العملية بصفتنا القيادة المركزية، ودعوة القائد اوجلان للنفير العام والمنظور المعلن، بالإضافة إلى دعم الرئاسة المشتركة لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK)، والقيادة العامة لحزب العمال الكردستاني، ومنسقية حركة المرأة وإداراتنا في المؤسسات الأخرى لاتخاذ قرارنا، المعنويات والارادة لاتخاذ مثل هذا القرار والتدخل في كوباني؛ وبهذه الطريقة، تم قيادة الحرب ضد داعش عبر مركز القيادة، تم إنشاء نظام لاتخاذ القرار الفوري وعدم مواجهة المشاكل البيروقراطية على جبهات كركوك ومخمور وشنكال وكوباني؛ كان هذا النظام مفيداً جداً. لذلك في الوقت الذي كانت فيه كوباني على وشك السقوط وكان الجميع ينتظر هذه النتيجة الأليمة، قررنا أن نتولى زمام المبادرة وعدم السماح بسقوط كوباني.

كيف استجابت وحدات حماية الشعب للقرار؟

بدون شك كان لقيادة وحدات حماية الشعب (YPG) محاولات عدة لعدم سقوط كوباني في قبضة داعش الإرهابي، وقد لقي قرار دعمنا هذا بشكل إيجابي للغاية، حيث تم إعداد خطة لإرسال القوات من جزير، كانوا يرسلون القوات على الدوام، إلا أن الخسائر كانت جمة ولم تكن كافية لوقف هجمات داعش الإرهابي، ولأجل هذا فإن بعض القياديين الذين كانوا ضمن مقاومة كوباني كانوا مترددين بعض الشيء، لم يكن لديهم مشكلة شخصية في المقاومة، لكن كانت لديهم بعض الشكوك في إحراز النصر، كما أن بعض القوى التابعة لهم قد أصابتها الانهيار، وكإصلاح شامل تم إجراء تغييرات قيادية في كوباني، مثل تعيين الرفيق جكدار آمد وهو من إيالة آمد والذي استشهد في آمد عام 2016، كعضو قيادي، وفي نفس الوقت أجري بعض التغييرات فيما بينهم، وتمكنوا من التدخل في كوباني، وعلى هذا الأساس تم إرسال القوات، وسرعان كما أرسلوا الدعم من الشمال والجزيرة، كما كانت هناك مشكلة جدية مع الأسلحة والذخائر، أفرغت كل مستودعات أسلحتنا، في بوطان، وأرسلت الذخيرة من هناك ومن أماكن مختلفة، لكن الحرب كانت شرسة لدرجة أنه كانت هناك حاجة دائمة للذخيرة.

كيف تمكنتم من إجهاض الهجوم

لم تعترضنا أية عقبة جدية في إرسال القوة، في أحد المرات ( في3 أو 4 من تشرين الأول) شن هجوم عنيف ضد تنظيم داعش الإرهابي في المنطقة من موقع حرج على مسافة 200-250 مترا بالقرب من الحدود التركية، استشهد بعض الرفاق هناك، كانت هناك بعض المخاوف من السقوط إلا أننا تمكنا من إرسال قوة تعزيز كبيرة وصلت إلى مرشيتبنار وتمكنت من الدخول في ذلك المساء، و قلنا للقيادة في كوباني: “اصمدوا حتى المساء، سيصل إليكم الإمدادات في المساء، إلا أن رد قيادة كوباني كان ” من الصعب جداً أن نتمكن من الصمود حتى المساء” على هذا الأساس تمكنا من التواصل مع الرفاق الذين كانوا في محيط قرية اتمانكه التي تقع خلف مرشيتبنار، وقلنا لهم: عليكم أن تدخلوا المدينة منتصف اليوم، إن لم تتمكنوا من الوصول إليها ربما تقع المدينة في أيدي داعش الإرهابي، وإن تمكن داعش الإرهابي من دخولها فسيغلق الباب ولن يسمح لأحد بدخولها، وستسقط المدينة، في ذلك الوقت كان الشعب في شمال كردستان يقظين، كما وضع الرفاق الشعب في المناوبة واندفع الناس نحو الحدود، كان الجنود الاتراك يرمون الشعب بالحجارة، في غضون ذلك، انضم 63 رفيقا إلى الشعب وهم يرتدون ملابس مدنية، ثم قفزوا فوق الأسلاك على الحدود وعبروا إلى كوباني خلال النهار، تم التقاط مرور هذه القوة بالكاميرا وبثها على التلفزيون، لكن لم يعرف أحد أن الذين يمرون هم من مقاتلينا ومن ذوي الخبرة ومستعدين للتضحية بأنفسهم من أجل شعبهم، لم يتدخل الجنود الأتراك على الحدود بالناس أو الرفاق، وهكذا وصل الرفاق إلى كوباني، الشيء الجيد في كوباني هو وجود المزيد من الأسلحة في المستودع، كان الرفاق يحملون السلاح ويمضون للمقاومة، وفي تلك الآونة جلبنا قواتنا من بوطان، آمد، غارزان وارضروم إلى كوباني، وعلى سبيل المثال القيادي البطل الرفيق جمشيد – الذي نشأ في كوباني، ولعب دورا مهما في تحرير كوباني – وصل إلى كوباني من أرضروم، أتوا به الرفاق بالسيارة من تلك الأماكن، كما احتجز مجموعة من 9 أصدقاء عند نقطة تفتيش للشرطة، لكن تم إطلاق سراحهم فيما بعد.

كل هذه المحاولات هل كانت لدعم النضال ضد داعش الإرهابي؟

لا بالطبع لم يكن لأجلها، أرادت الدولة التركية جعل كوباني ساحة الموت لنا أقصد لحزب العمال الكردستاني، وخططت لذلك، أخذت الدولة التركية في الحسبان أن مقاتلي الكريلا الذين لم تتمكن من هزيمتهم في بوطان، آمد، ارضروم وكارزان لسنوات، سيدخلون كوباني وستقتلهم جميعاً، ولهذا غضت الطرف عن دخول مقاتينا لكوباني، لأنها كانت تتابع الوضع في كوباني بشكل جيد، وكانت الاستخبارات التركية على علم بكل ما يجري فيها، في ذلك الوقت كانت تمارس الكثير من الانتهاكات يومياً وبوضوح أكثر كان هناك 50 ضحية في اليوم، ضمنهم 13 ـ 14 شهيد وإصابة الآخرين، وكانت الدولة التركية على علم بها، لأن الجرحى كانوا ينقلون إلى برسوس للمداواة، كما كان يتم ارسال بعض الشهداء ايضاً، كانت الدولة التركية واستخباراتها تأخذ في الحسبان أن قوات إيالة شمال كردستان الذين تم إرسالهم إلى كوباني وقوات وحدات حماية الشعب الذين تم إرسالهم من جزير سيتم تصفيتهم على يد تنظيم داعش الإرهابي، وبهذا الشكل كانت تهدف إلى القضاء علينا وجعل كوباني مقبرة لنا، وهذا هو السبب في غضها الطرف عن دخول قواتنا إلى كوباني.

ما ردكم حول كل هذه الأضرار وحول أهداف الدولة التركية

في الحقيقة فهمنا هذا الوضع بعد فترة، لكن كان لا بد من إكمال ما قمنا به حتى النهاية، كنا نود أن ندحض كل مخططاتهم بانتصارنا، وكما هو معروف أن كوباني أضحت مقبرة لهم وليست لنا، ولذلك بعد الإمدادات والتعزيزات الأولية لـ 400 كادر، تم إرسال إمدادات جديدة على التوالي وبدأت عملية الحرب والمقاومة في كوباني.

في تلك الفترة وصفتم مقاومة كوباني بـ ستالينغراد…!

نعم كنا قلنا مسبقاً أن كوباني لن تسقط، وستعود إلى سابق عهدها، ستصل الحرب إلى كل بيوت كوباني وستكون بداية نهاية داعش الإرهابي، وحصل ذلك، ربما لم نقضِ على داعش الإرهابي إلا أن كوباني كانت نقطة البداية انهيار إمبراطورية داعش الإرهابي، وأكدت الأحداث التي وقعت أن ما قيل في ذلك الوقت لم يكن دعاية.

هل بإمكانكم التحدث بإيجاز عن محاولات وفعاليات الشعب في ذلك الوقت؟

ولأن الشعب فهم أن المقاومة العظيمة التي قام بها شعبنا في شمال كردستان والتي عرف ب 6ـ 7ـ8 تشرين الأول إلا أنها في الحقيقة استمرت لأسبوع، وفي نفس الوقت بدأ شعبنا بوقفة احتجاجية ليلاً نهاراً كي تمنع دولة الاحتلال التركي من إرسال مرتزقتها إلى كوباني، وتجمعوا حول كوباني وتوافد أهالي شمال كردستان واعتصموا على الحدود دعماً لمقاومة كوباني في الوقفة الاحتجاجية على الحدود مع كوباني من كل الجهات، وتحولت كوباني إلى مقاومة اجتماعية، قومية وديمقراطية حيث انتفض شعب شمال كردستان لمدة أسبوع وحصلت الانتفاضة الكبرى، وهاجمت الشرطة التركية الشعب بأمر من أردوغان، ما أسفر عن استشهاد 50 شخصاً، وكانت لتلك الوقفة تأثير كبير على مقاومة كوباني، و أظهر شعبنا بهذه المقاومة أنهم لن يقبلوا أبداً بدخول كوباني، وكان لهذا الموقف الأثر الإيجابي على مقاومة كوباني، وفي ذلك الوقت انسحبت الدولة التركية من جزير وبعض المناطق الأخرى، لكن الشرطة التركية كانت تهاجم آمد وقصري والمناطق الأخرى واستشهد على إثرها العديد من المدنيين، لكن في مناطق مثل نصيبين وجزير وقع هجوم من قبل الدولة إلا أنها لانسحبت لاحقاً، وتركت الشوارع للشعب، كانت لهذه العملي الأثر الكبير في المقاومة.

فيما يتعلق بعملية المقاومة تم مقاضاة العديد من أعضاء حزب الشعوب الديمقراطي (HDP) وسجن كثير منهم

لا علاقة لهم بها، تأثير العملية على المجتمع، بسبب قول أردوغان:” انظروا أنها تسقط” وفي نفس الوقت بدء هجمات داعش الإرهابي على مركز المدينة، لإظهار موقف الجماهير، بمعنى أن تدفق الشعب نحو الساحات وقول أردوغان ستسقط إنها على وشك السقوط كانت بمثابة سخرية، وكان بيانه بمثابة محرك للناس في المجتمع، وكانت السبب في خروج شعبنا إلى الساحات والشوارع وإرسال قواتنا إلى كوباني، كان هذا أعلى مستوى لدعم شعب شمال كردستان لروج آفا، الذي كان تحت تهديد وحشية داعش الإرهابي.

في تلك الفترة كان تنظيم داعش الإرهابي في تقدم، وكانت قد وصلت إلى مركز المدينة، وكما قلت كانت قريبة لبوابة مرشيتبنار الحدودية مسافة 250 متراً، ولو أنها تمكنت من السيطرة عليها لسقطت المدينة في يدها، لم يبق سوى ساحة ضيقة جداً، حيث تواجد فيها ما يقارب 100 من ابنائنا الوطنيين، مع قواتنا، وبذلك فقدت القيادة في كوباني الأمل في تحقيق النصر دون إبلاغ القيادة، لكننا اعتقدنا حتى النهاية أن كولان، آرين ميركان، هبون، وجودي، وجميل، الذين انتقلوا من آمد إلى بوطان، سيقاومون حتى النهاية.