المقابلات

مراد قره يلان:هدفنا الهزيمة الكاملة للمؤامرة

صرح عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني (PKK)، مراد قره يلان، أن ذلك لا يكفي لإبطال المؤامرة وقال: “يجب هزيمتها بالكامل، وهزيمتها ممكنة فقط بحرية القائد آبو وكردستان؛ وهذا هو هدفنا”.

مع دخول العام الرابع والعشرين للمؤامرة الدولية التي اُحيكت في 15 شباط 1999 ضد الشعب الكردي وحركة الحرية الكردستانية في شخص القائد عبد الله أوجلان

وفي الذكرى السنوية الأولى للهجوم الشامل لدولة الاحتلال التركي على منطقة كاري وهزيمتها هناك؛ توجه عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني (PKK)، مراد قره يلان، بخطاب لقوات الدفاع الشعبي (HPG)، جاء فيه:

مسار الكفاح ضد المؤامرة الدولية بات واضحاً

في الذكرى الثالثة والعشرين، أدين بشدة كل القوى التي شاركت في هذه المؤامرة الدنيئة، وأحيي ذكرى كل شهدائنا الذين ردوا بتحويل أجسادهم إلى كرة من نار مع شعار “لا يمكنكم حجب شمسنا” في شخص كل من الرفاق الشهداء خالد أورال وتايهان أوموت (أحمد يلدريم) و روجبين عرب (فاطمة أوزن).

لقد حدد هؤلاء الأبطال الآبوجيين بتضحياتهم، كيف يجب أن يكون مسار الكفاح ضد المؤامرة الدولية بكل وضوح، وقد شهدت أجزاء كردستان الأربعة وكذلك المهجر و الزنزانات و ذرى جبال كردستان، ذلك الموقف الفدائي، لتظهر مرحلة مقاومة هامة جداً ضد المؤامرة الدنيئة.

كانت هدفها إدامة سياسات الإبادة الجماعية…

هدف المؤامرة الدولية هو تدمير نهج الكردي الحر وبهذه الطريقة نشر وفرض سياسة الإبادة الجماعية على كردستان؛ شعبنا و وطننا من أقدم ركائز حضارات ميزوبوتاميا والشرق الأوسط، ولشعبنا كل الحق في العيش بحرية على أرضه مع تراثه وموروثه الثقافي الغني؛ إلا أن القوى المهيمنة تتجاهل الحقوق الانسانية المشروعة لشعبنا، وتسير وفق مصالح سياساتها الرأسمالية القذرة؛ ولا شك أن هذا إهانة كبيرة للحقيقة الإنسانية و هجوم عدائي يستهدف وجود شعبنا؛ إنه ظلم كبير.

السياسات التآمرية تعود إلى لوزان…!

موقف القوى المهيمنة هذا ليس بجديد… وتستند هذه السياسات التآمرية إلى حقبة لوزان، التي عانى شعبنا الويلات والمآسي جراءها، حيث تعرض شعبنا الكردستاني للمجازر الوحشية ومحاولات الإبادة الجماعية؛ لذلك تعتبر مرحلة ما بعد لوزان، مرحلة المؤامرات المتتالية ضد شعبنا….وبالرغم من كل ذلك، تمكن القائد عبدالله أوجلان من مواجهة سياسات الإبادة الجماعية والإعلان عن حقبة جديدة في تاريخ كردستان مع بداية سبعينيات القرن الماضي.

لقد طور القائد آبو الوعي الوطني بخطوته التاريخية في نوروز عام 1973، من خلال ثورة وطنية ديمقراطية في كردستان على أساس عصري تستند مبادئها إلى الاشتراكية العلمية…..شعبنا الذي تسلح بالوعي على هذا الأساس، أصبح يوماً بعد يوم مجتمعاً أكثر تقدماً يوماً بعد يوم وبدأت ذهنية الحرية والديمقراطية والاشتراكية العلمية تتطور بدلاً من عقلية القبيلة والبكوات والأغوات….وسارع العدو إلى ضرب هذا التغيير الذي عاشه شعبنا من خلال الانقلاب العسكري الفاشي في 12 ايلول 1980، و نقذوا مجازر وحشية في كل كردستان وتركيا؛ إلا أن المقاومة البطولية والأسطورية التي أبداها رفاقنا الأوائل في السجون بقيادة مظلوم دوغان وكمال بير ومحمد خيري دورموش، تمكنت من هزيمة العدو الفاشي وأبطلت كل مؤامراتهم؛ وعلى أساس ذلك، أعلن القائد آبو انطلاق الكفاح المسلح في الـ 15 من آب 1984، بقيادة الرفيق عكيد (معصوم قورقماز)، حيث بدأت معها حقبة جديدة في تاريخ كردستان وتطورت حرب الكريلا.

توجه القائد أوجلان إلى أوروبا لتدويل القضية الكردية

أشار قره يلان إلى أن القائد عبدالله أوجلان يسعى دائماً إلى حل القضية الكردية عبر الحوار والسبل السياسية، وعلى هذا الأساس توجه إلى أوروبا من أجل تدويل القضية وطرحها في المنابر العالمية بهدف الوصول إلى حل، وقال: لأجل حل القضية الكردية عبر الحوار والسبل السياسية، طرح القائد أوجلان مذكرة تفاهم في روما الإيطالية، ولكن القوى التآمرية تجاهلت الطرح المقدم من قبل القائد واستمرت في مؤامرتها وهجماتها التي استهدفت القضية الكردية في شخص القائد أوجلان حتى بلغت المؤامرة ذروتها يوم الـ 15 من شباط 1999، وسلمت قوى المؤامرة القائد أوجلان إلى تركيا بأسلوب منافٍ تماماً للقوانين الدولية ومعايير حقوق الإنسان.

اتبعوا أساليب أخرى حينما شعروا بفشلهم

و أضاف قره يلان بأن القوى الدولية المشاركة في المؤامرة كانت تسعى إلى القضاء على القائد عبدالله أوجلان، ولكنها حينما أدركت أنها لن تتمكن من تحقيق ذلك، لجأت إلى اتباع أساليب أخرى مغايرة تصب في خدمة الهدف نفسه، ووضعوه في جزيرة معزولة وسط البحر ومارسوا عليه شتى أساليب التعذيب النفسي والجسدي وفرضوا عليه العزلة المشددة بهدف قطعه عن العالم الخارجي وحركتنا، أملين أن تحدث بلبلة في حركتنا التحررية.

و أشاد قره يلان بالمقاومة التي أبداها المناضلين والمقاومين من أبناء الشعب الكردستاني في الأجزاء الأربعة من كردستان والمهجر وكذلك في الزنزانات وعلى ذرى جبال كردستان، وقال: إن الموقف الوطني المشرف الذي عبر عنه أبناء شعبنا الكردستاني من نساء ورجال وشباب، أكد للقوى التآمرية وللعدو نفسه أنهم لن يصلوا لمبتغاهم بسهولة، وهذا الموقف البطولي كان له الدور الأبرز في إيقاف عقوبة الإعدام، لأن الأعداء أدركوا جيداُ بأن ثورة شعبية عارمة سوف تندلع في تركيا حال إقدامهم على مثل هذا الفعل المتهور الشنيع، وهكذا سارعت قوى المؤامرة إلى إلغاء عقوبة الإعدام لحماية الدولة التركية..! إلا أن العدو لم يغير هدفه، بل غير الوسائل فقط، لذلك توجه العدو صوب محاولة القضاء التدريجي على القائد آبو من خلال فرض نظام العزلة المشددة عليه في سجن جزيرة إمرالي.

دهاء القائد آبو في مواجهة المؤامرة

ذكر قره يلان دهاء القائد عبدالله أوجلان في مواجهة المؤامرة الدولية وخيوطها المتشعبة، وسط أصعب الظروف التي يعيشها في سجن جزيرة إمرالي في عزلة مشددة، وقال: لقد أبدع القائد آبو في طرح باراديغما المجتمع الديمقراطي الإيكولوجي المستند إلى حرية المرأة، هذا الإبداع الذي ظهر نتاجاً للتعمق الإيديولوجي والفلسفي للقائد آبو في عزلته؛ وتمكن القائد بذلك من شل المؤامرة الدولية وكذلك بيان المسار الصحيح أمام حركتنا لتستطيع تنفس الصعداء وتتمكن من تنظيم نفسها وتوسيع نطاق فعالياتها، وعلى هذا الأساس انتقلت حركتنا إلى مرحلة بناء جديدة على أساس الباراديغما التي طرحها القائد آبو لحل القضية الكردية وكذلك قضايا شعوب المنطقة، ومن جانب آخر تمكن من وقف إطلاق النار وإعطاء فرصة أمام ولادة حل سياسي وديمقراطي.

اضطرت الدولة التركية إلى الجلوس على طاولة المفاوضات في أوسلو

أوضح قره يلان أن الدولة التركية أضطرت إلى الجلوس على طاولة المفاوضات مع الحركة التحررية الكردستانية في العاصمة النرويجية أوسلو عام 2008، نتيجة التطورات الهائلة التي حققتها الحركة، وقال: لقد جرت عدة لقاءات بين حركتنا ومسؤولين من الدولة التركية برعاية دولة النرويج وقوى دولية أخرى؛ هذا اللقاءات التي استمرت لثلاثة أعوام توجت في ربيع 2011 بإعداد مذكرة تفاهم وبروتوكول مشترك؛ ومن جانبها تعهدت حركتنا بتنفيذ بنود البروتوكول، إلا أن حكومة أردوغان التي كانت تمثل الدولة التركية ماطلت لعدة شهور وردت على بروتوكول التفاهم المشترك هذا بإعلان الحرب مرة أخرى في الـ 16 من تموز 2011….وبعد مدة قصيرة جداً اتضح بأن الغاية الأساسية لحكومة اردوغان من لقاءات أوسلو؛ كان الإعداد لمخطط هجومي هادف إلى القضاء على حركة التحرر الوطني الكردستاني، كما فعلت حكومة سريلانكا مع حركة نمور التاميل السريلانكية، وقد كانت الدولة التركية تظن بأن كريلا الحرية قد عقدوا آمالهم جميعها على الحل السياسي و تراخوا في الميدان العسكري.

في الحقيقة بذلت قواتنا الكريلا تضحيات كبيرة في مرحلة الحرب تلك، وعاشت قوات الكريلا قدر معين من المعاناة والمصاعب، ولكن في ربيع 2012 تمكنت حركتنا و قواتنا الكريلا من تحقيق قفزة نوعية من حيث التنظيم والتجديد وتحديث أساليب الحرب، واستطاعت قواتنا من تضييق الخناق على الدولة التركية وجيشها وفرض الهزيمة عليها مع نهاية العام 2012، وأصيب جيش الاحتلال التركي بشلل في قواته العسكرية ولم يعد بإمكانها الوصول بقواتها إلى الكثير من جبال كردستان وانقطع تواصل قيادة جيش الاحتلال التركي مع الآلاف من جنودها في العديد من القطعات العسكرية، وسيطرت قوات الكريلا على الكثير من الطرق والممرات…نعم كانت هزيمة الدولة التركية مدوية.

وافقت على وقف إطلاق النار بخباثة للإعداد لحرب أخرى…!

وتابع قره يلان حديثه بالإشارة إلى حكومة أردوغان أدركت مدى هزيمتها في نهاية العام 2012، وافقت على وقف جديد لإطلاق النار مع بداية العام 2013؛ وقال: إن موافقة حكومة أردوغان على وقف إطلاق النار المعلن في نوروز 2013، لم تكن لأجل الوصول إلى حل سياسي للقضية الكردية في تركيا، بل كانت لأجل الإعداد لحرب جديدة، وقد كانت نواياها واضحة منذ البداية…! حيث شن جيش الاحتلال التركي هجوماً غادراً على مجموعة من رفاقنا في إيالة آمد، استشهد خلاله الرفيق نعمان وعشرة مقاتلين آخرين، بالتزامن مع بدء اللقاءات، ولم تقف خباثتهم عند ذلك، بل تجاوزت حدود تركيا وارتكبت مجزرة شنيعة في العاصمة الفرنسية باريس بحق المناضلات الكرديات الثلاثة في حركة المرأة الحرة (ساكينة جانسيز- فيدان دوغان- ليلى شايلماز)؛ كما كانت حكومة أردوغان تدعم مرتزقة داعش الإرهابيين وكذلك إرهابيي جبهة النصرة وتعدهم لأجل الهجوم على مكتسبات شعبنا، في الوقت الذي كانت شمال كردستان تشهد مرحلة لوقف إطلاق النار؛ بمعنى آخر يمكننا القول بأن تلك المرحلة التي كانت تُعّرف على أنها “مرحلة الحل”، كانت في حقيقتها إحدى أساليب الحرب الخاصة لحكومة أردوغان.

و أكد قره يلان بأن أرودغان وحكومة العدالة والتنمية بممارساتها تلك قلبت طاولة المفاوضات تماماً، لتبدأ رمحلة حرب جديدة في الـ 24 من عام 2015.

كارى…مقدمة المخطط الكبير

شدد قره يلان على أن العدو التركي لم يتمكن من تحقيق مساعيه في تتويج المؤامرة الدولية لصالحها رغم المحاولات المتكررة، وقال: كعادتها، الدولة التركية لا تدخر جهداً لأجل ضرب حركة التحرر الوطني الكردستاني، وتعتبر كل السبل والوسائل متاحة لها، لذلك لجأت إلى خطة بديلة بعد أن أدركت فشلها في مواجهة قوات الكريلا، لذلك شنت هجوماً واسعاً وكبيراً على منطقة كارى في الـ 10 من شباط 2021، إلا أن فدائيي القائد آبو بقيادة الشهيد الفدائي (شورش بيت شباب) كانوا لها بالمرصاد، و ألحقوا بهم هزيمة نكراء ارتدت عليهم؛ وبهذه المناسبة أتوجه بتحية إجلال وإكبار لأرواح كل شهداء مقاومة كارى في شخص الشهيد شورش بيت شباب والشهيد روجهات وسيفي، الذين أثبتوا مرة أخرى أن السير على خطى الشهادة من شأنه إفشال المؤامرة الدولية.

ولفت قره يلان الانتباه إلى أن الهجمة التي استهدفت منطقة كارى، كانت المقدمة لمخطط كبير و واسع، وقال: لم يقتصر الهدف من الهجمة على، إنقاذ الأسرى أو السيطرة على منطقة كارى، بل كانت مقدمة لمؤامرة ثانية كان قد التخطيط لها، وقد لمح رئيس أركان جيش الاحتلال التركي، يشار غولر، إلى النية المبيتة حينما قال “لقد قمنا بالإعداد لهذه العملية طوال ستة أشهر، حيث دربنا جنود القوات الخاصة وأعددنا الخرائط والمعدات اللازمة”.

و أشار قره يلان إلى أن العديد من الأطراف المشاركة في مؤامرة 15 شباط الدولية، اشتركت مرة أخرى في المؤامرة الثانية، وقال: لقد شاركت دولة العراق أيضاً في هذه المؤامرة بقيادة حكومة الكاظمي، لأن المؤامرة الثانية استهدفت جنوب كردستان؛ كما أن الحزب الديمقراطي الكردستاني أيضاً حاولت استثمار هذه المؤامرة لخدمة مصالحها؛ حتى وإن كان إخراج حزب العمال الكردستاني من جنوب كردستان والقضاء عليه، يصب في خدمة أعداء الكرد وخطوة معادية تماماً للمصالح الوطنية للشعب الكردستاني، إلا أن الحزب الديمقراطي الكردستاني أرتأها خطوة إيجابية لصالحه الحزبي…كذلك قوى الهيمنة العالمية مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا….إلخ، كانت لهم حسابات أخرى، حيث لم تكن هذه القوى تريد القضاء التام على حزب العمال الكردستاني، على عكس ما كانت تسعى إليه في الماضي…! بل كانت تهدف هذه القوى إلى إضعاف حركتنا والقضاء على بعض القيادات البارزة والمؤثرة في حزبنا والاستيلاء بعد ذلك على الميراث النضالي لحركة التحرر الوطني الكردستاني وتسخيرها لخدمتهم.

الدولة التركية لم تتخلى عن أهدافها…

نوه قره يلان إلى أن التحالف الحكومي الفاشي (العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية) لم يتخلى عن أهدافه، وقال عنهم: إنهم يستعدون من جديد ويريدون المحاولة مجدداً…هم مضطرون لذلك ولا سبيل آخر أمامهم، فكما توضح الاستبانات أن شعبية حكومة اردوغان-بخجلي تراجعت كثيراً وسوف يتعرضون للهزيمة في الانتخابات المقبلة، ولأجل قطع الطريق أمام ذلك ومحاولة البقاء في السلطة، سوف يستخدمون ويستغلون كل إمكانيات تركيا والأهمية الجيوسياسية لها لأجل اللعب على روسيا والناتو، ويجرون بازارات قذرة على الساحة الإقليمية والدولية، ويعملون على توسيع هوة الفرقة والشقاق في الصف الكردي…. إن هذه الدولة التركية لا تتعظ من الهزيمة وتسعى على الدوام للقضاء على الكردي الحر، ولكن مهما حاولت فهي محكومة بالهزيمة بفضل قوة الإرادة والميراث النضالي والتكتيكات العصرية لحرب الكريلا.

واختتم قره يلان حديثه بالتأكيد على أن العام 2022 سيكون عاماً حافلاً بالانتصارات، وسوف يكون التركيز الأساسي على القضاء التام على خيوط المؤامرة الدولية والانطلاق صوب تصعيد النضال من أجل حرية القائد آبو وحرية كردستان.