المقابلات

وصف الحرب الحالية بحرب الوجود واللاوجود للشعب الكردي.. قره يلان: لا تسمحوا بنشوب اقتتال كردي ـ كردي

صرح عضو اللجنة القيادية في حزب العمال الكردستاني (‏PKK‎‏)، مراد قره يلان، إن الحرب الحالية هي حرب الوجود واللاوجود للشعب الكردي، وقال نحن نثق بأنفسنا بأننا سنهزم العدو.

صرح عضو اللجنة القيادية في حزب العمال الكردستاني، (‏PKK‎‏)، مراد قره يلان بأنهم في بداية حرب تاريخية، وقال “طريق وجود شعبنا، طريق المستقبل، طريق الحرية لشعبنا يمر من هنا، مهما كانت التضحيات، سوف نقدمها، نحن نثق بأنفسنا بأننا سنهزم العدو”. ‏

وخاطب قره يلان شعب جنوب كردستان بالقول” هذه مرحلة استثنائية، على كل ‏كردي أن يضع هذا الخطر نصب عينيه، وأن يقوم بكل ما يلزم”. ‏

وجاءت تصريحات قره يلان من خلال حوار مع وكالة فرات للأنباء، حول ‏هجمات دولة الاحتلال التركي في 17 نيسان على مناطق الدفاع المشروع وتواطؤ الحزب الديمقراطي الكردستاني ‏معها. ‏

وفيما يلي نص الحوار:

بدأت دولة الاحتلال التركي في 17 نيسان بهجوم واسع النطاق ضد مناطق الدفاع المشروع، ماذا ‏تستطيعون أن تفعلوا ضد هذا الهجوم…؟ ‏

قبل كل شيء أريد أن أوضح هذا الشيء، هجمات العدو ليست هجمات عادية، الدولة التركية تتحرك منذ 2016 تتحرك ‏حسب مفهوم جديد، اتخذت استراتيجية أساساً لها وهدف هذه الاستراتيجية هي الوقوف ضد نضال حرية ‏كردستان،وهذا يتطلب بحسب استراتيجيتهم ان لاتكون تركيا صغيرة، بل يجب ان تتوسع اكثر، في هذا السياق وضعت نصب عينيها توسيع حدودها ‏عسكرياً وسياسياً واقتصادياً حسب الميثاق الملي والسيطرة على مناطق أخرى، وفي الوقت نفسه فإن هدفها هو تطبيق ‏العثمانية الجديدة، وتحويل تركيا الى دولة كبرى في المنطقة، وهذا ما يضمه جوهر هذا المفهوم، ولهذا فهم يشنون حرباً ‏ضدنا كشعب كردي منذ زمن طويل، ليس في المجال العسكري فحسب، بل في المجال السياسي والاجتماعي والثقافي ‏وفي كافة المجالات، هناك تعذيب ضد القائد آبو ليس له مثيل في العالم أجمع، يقيّمون كل شيء بشكل طارئ ويقومون ‏بالهجوم علينا.‏

كما هو معروف في عام 2021، كان هدفهم أيضاً هو استهداف مناطق الدفاع المشروع، لذلك كانت الثلوج لازالت ‏على الأرض، هاجموا بشكل مفاجئ منطقة كارى، ومن المعروف أنهم في ذلك الوقت تلقوا ضربات قوية وموجعة، ‏ومن ثم هاجموا بشكل مكثف زاب ومتينا وآفاشين، لقد وضعوا نصب أعينهم احتلال هذه المناطق، ومن هناك الوصول ‏الى كارى وقنديل، في غضون ثلاثة أشهر كانوا سيحتلون كامل المنطقة، ولكنهم تلقوا ضربات موجعة، وهزموا، من ‏الممكن أنهم سيطروا على بعض التلال ولكن الكريلا أبدت مقاومة عظيمة واسطورية. ‏

لم يستطيعوا تقبل هزيمة عام 2021‏

كنا نعلم أن الدولة التركية لن تتقبل ذلك بسهولة، لأن طابع حكومة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية الفاشية ‏تملي عليها تنفيذ هذه الاستراتيجية، لكنها لم تتمكن من فعل ذلك واتجهت نحو الانهيار، إنهم يضعفون يوماً بعد يوم، لا ‏يزال أمامهم عام، لكن الدولة نفسها تريد أن تنجح هذه الاستراتيجية، لذلك تم الإعداد لهجمات واسعة. ‏

بالطبع كنا على علم بذلك، ونراقب العدو على الدوام، كانوا يدربون قواتهم، كما أنهم كانوا يجهزون قواهم المحلية في ‏المجالات السياسة والدبلوماسية، ولكن من أجل ألا يعارضهم أحد من القوى الدولية وتقوم بدعمهم، قاموا بالتحضيرات لذلك ‏باختصار، كانت الدولة التركية تستعد سراً وعلى نطاق واسع، دبلوماسياً وعسكرياً، حيث بدأت الهجمات في 17 نيسان. ‏

هذه ليست عملية، بل حرب كبيرة

والأصح، يمكن القول إن هذا الهجوم بدأ في 14 نيسان، لأنه قبل ذلك بثلاثة أيام بدأت الضربات الجوية على هذه ‏المناطق، في الأدب العسكري يطلق عليه “التليين”، من أجل إضعاف الأهداف، قاموا بتنفيذ هجمات احتلالية، ثم في ليلة ‏‏17 نيسان هاجموا من جهة الجنوب والشمال، حاولوا إنزال قواتهم من الجو، هذه ليست عملية، بل حرب كبيرة، لا ‏يمكن لأي دول أن تقاتل بعضها البعض بهذه السهولة، لا أعتقد أنه توجد مثل هذه الجبهات في أوكرانيا وأن هناك حرباً ‏دائماً، هذه معركة كبيرة، كانت دولة الاحتلال التركي قد استخدمت في السابق تقنيات وأسلحة كيماوية، حينما ننظر الى ‏الحرب الحالية، نرى بأنها اعتمدت بشكل كبير على التقنية المتطورة، في الوقت ذاته تحلق مروحيات الهليكوبتر ‏والطائرات الحربية وطائرات الاستطلاع، ويهاجمون من البر ايضاً ومن المخافر الحدودية بواسطة المدافع، باختصار، ‏هدفهم هو القصف المستمر والهجوم الأكيد. ‏

الحرب ستتأجج

هذه المناطق التي تعرضت للهجوم، ليست مناطق عادية، منطقتي زاب وآفاشين هما منطقتان للنضالات التاريخية، ويجب على شعبنا والجميع الادراك جيداً بان الحرب ستتأجج، الدولة التركية تستخدم تقنية قوية وتريد تحقيق النتائج المرجوة، لكنها لا تدرك بأن مقاتلي الكريلا يمتلكون خبرات وتجارب عظيمة، حيث اكتسبوا تجارب في مجال الانفاق والوديان وخاصة العام المنصرم من خلال الحماية الذاتية وإلحاق ضربات موجعة للعدو، لهذا ستشهد المنطقة حرباً تاريخية.

نحن الآن في البداية ونخوض الحرب منذ يومين وقد دخلنا في اليوم الثالث، وجهنا رسائل تهنئة للرفاق وباركنا نضالهم وروحهم الفدائية،الأيام الأولى من أي مرحلة او حملة عسكرية تكون عصيبة جداً، الا ان رفاقنا حققوا انتصارات عظيمة منذ اليوم الأول، قوات العدو تدعي بأنها سيطرت على أماكن وانها لم تخسر شيئاً سوى ضابط في الجيش، هذا عارٍ عن الصحة ولا تعترف بالحقائق الموجودة على ارض الواقع وبهذا تخدع الرأي العام وخلق جو جديد بين المجتمع التركي، في الواقع هذه الحرب وطأتها كبيرة على النظام التركي الفاشي، وهي تشكل قضية الوجود واللاوجود بالنسبة له وإذا هُزم بهجلي وأردوغان في هذه الحرب، فسيتم سجنهما، لان ذلك يعد بمثابة ارتكابهم الكثير من السرقات والجرائم، وبالتأكيد سيتم ملاحقتهم، لذلك تم حشد كل الفرص في تركيا وقد وضعا كافة المخاطر امام اعينهما وانهما سيقومان قدر استطاعتهما في الداخل والخارج كي يحقق اهدافهما مهما بلغ الامر.

هذه الحرب هي هرب استراتيجية بالنسبة للشعب الكردي

هذه الحرب ليست مجرد حرب بين حزب العمال الكردستاني (PKK) والدولة التركية، البعض يقرأ الاحداث حول هذه الفكرة. هناك خطأ كبير هنا، لان هذه الحرب تقوم على استراتيجية معينة، والهدف الأول لهذه الاستراتيجية هو حزب العمال الكردستاني، لكن الهدف ليس حزب العمال الكردستاني فقط، لديهم أهداف أخرى أيضًا، الا وهي القضاء على كل إنجازات الشعب الكردي، وبعدها السيطرة على الشعوب العربية، حيث يهدفون وضع العاصمتين هولير وبغداد تحت حكمهم ليس فقط جبال كردستان، بالطبع، هدفهم الأول والأخير هو حزب العمال الكردستاني، لكن هدفهم في جوهره هو إنجازات الشعب الكردي، لهذا أصبحت هذه الحرب حرب الوجود واللاوجود بالنسبة للشعب الكردي.

في عام 2016 عند مجيئهم الى منطقة جلي قالوا “هذه الحرب حرب الوجود واللاوجود وحرب تحرير تركيا” نعم ربما تكون كذلك بالنسبة لتركيا، لكن الشعب التركي ليس جاهلاً لهذه الدرجة، ونحن ندرك جيداً بأن هذه الحرب حرب الوجود واللاوجود بالنسبة للشعب الكردي ونحن نقول هذا ليس فقط من اجل حزب العمال الكردستاني، بل من اجل الشعب الكردي ايضاً، وإذا نجحوا في تحقيق مخططاتهم سيخضعون كردستان بشكل كامل لسياسات الإبادة، وهذا هدفهم الرئيسي ويسعون لتحقيقه بكل امكانياتهم

هي قضية الوجود واللاوجود

كل القوات التركية تم إستنفاذها في هذه الحرب، فلماذا يعاني الشعب التركي من أزمات اقتصادية الآن؟ تركيا بلد غني لكن النظام الحاكم قد استنفذ جميع إمكانيات الدولة في خدمة هذه الحرب سراً وعلناً، والآن سيستفسر الشعب التركي عن ذلك والى اين وصلوا في هذه الحرب وهل حققوا النتائج المرجوة ام لا بعد هذه الازمة التي وصلت لها تركيا، لهذا يريد كل من أردوغان وبهجلي الانتصار علينا ،من أجل الحفاظ على سلطتهما والحفاظ على حكم النظام الفاشي في كردستان، هذا مهم جدا بالنسبة لهم ولنا، كما انه مهم بالنسبة لشعبنا والشعب العربي وجميع شعوب الشرق الأوسط، إنهم يسعون وراء طموحاتهم في إحياء الإمبراطورية العثمانية الجديدة ولا يولون اية أهمية لشعبهم، وهذه خطة واضحة وليست سرية،الا يدعون دائما بأن مدينة كركوك لهم وتم اخراجهم منها؟ إذا لديهم حسابات خاصة وإذا لم يكن كذلك ماذا يفعل جنودهم في بعشوقة؟ لماذا يحشدون قواتهم في كركوك؟ إذا تم تنفيذ استراتيجيتهم، فإن وضع الكرد سيتعرض للخطر ويدمر، ويخدعون مسؤولي الحزب الديمقراطي الكردستاني PDK بأنه زعيم للشعب الكردي، أنتم زعماء الكرد في أي مكان؟ هل يطلق عليهم الإدارة الكردية لشمال العراق أو رئيس وزراء الكرد في شمال العراق، إنهم لا يعترفون بالكرد داخل تركيا أو خارجها، إنهم لا يعترفون بكردستان مطلقاً، هذه هي حقيقتهم. لقد نظموا أنفسهم على هذا المفهوم وهذه الحرب مستمرة على هذا الأساس.

يجب أن يكون شعبنا على دراية جيدة بهذا الأمر، في رأينا هذه عملية غير عادية، او هي بمثابة نفير عام، وعليه يجب على كل فرد أن يفعل ما في وسعه، لأننا نمر بفترة مهمة وحرجة للغاية، وهي حساسة جداً، لذا لا بد من كسر هذه الموجة من هجمات العدو، فإذا ما تم كسرها ستبدأ حقبة جديدة في تركيا وكردستان والمنطقة، وسيتم إيجاد حل للمرحلة الراهنة وتزدهر الحرية والديمقراطية، وعلى هذا الأساس تكون هذه المقاومة، مقاومة الديمقراطية والحرية، مقاومة لوجود الشعب الكردي، مقاومة حرية الشعب الكردي، مقاومة الديمقراطية لشعوب المنطقة.

ما دور ومهمة الحزب الديمقراطي الكردستاني في هذه الهجمات وإلى أي مدى يشارك في هذه العملية؟

في العام الماضي، دعم الحزب الديمقراطي الكردستاني PDK)) استراتيجية تركيا وتواطأت معها، كيف تم ذلك؟ أحكمت الطرق أمام الكريلا، وفرضت حظراً عليها، من ناحية أخرى جمعت العناصر الاستخباراتية وعملت مع المنظمات الاستخباراتية، ووضعت كمين أمام خط الكريلا حيث هاجمت مرتين قوات الكريلا في خليفان مما أسفر عن استشهاد بعض من مقاتلي الكريلا وعلى هذا الأساس تواطأت مع تركيا إلا أن تركيا لم تقبل بذلك وها هي تجتمع مع مسؤولي الحزب الديمقراطي الكردستاني على أعلى مستوى، كما يبدو أن الحزب الديمقراطي الكردستاني قد خطى خطوات أكثر تقدماً في الهجمات الأخيرة هذا العام مقارنة بالعام الماضي

عندما نقول مثل هذه الأشياء، فليس هدفنا التشهير بالحزب الديمقراطي الكردستاني، ربما يرى مسؤولو الحزب الديمقراطي الكردستاني في حديثنا هذا تطاول عليهم لكنها الحقيقة، الدولة التركية نفسها تعلن ذلك في كل لقاء مع الدولة التركية، وحول مسألة خلوصي أكار عدو الشعب الكردي في مدينة ميونيخ، فقد صرح أكار أن وجهات نظرهم والحزب الديمقراطي الكردستاني واحدة في جميع المجالات، “نحن شركاء” كما صرح أردوغان الشيء ذاته مرات عدة، وقد رأينا انهم التقوا ببعض مؤخراً، وفي الوقت الذي عقد فيما بينهم الاجتماع، بدأ الهجوم الجوي أولاً تلاه الهجوم البري، هذا ليس بالأمر السري ،لا نريدهم أن يكونوا ضدنا وضد الشعب الكردي، لا ندري ماذا ستكون نتيجة ذلك، صحيح أنهم لم يقاتلوا قوات الكريلا حتى الآن، لكنهم يحشدون قواتهم منذ الأمس، ويعززون قواتهم في ديرلوك وشيلادزه، ترى ماذا سيفعلون؟ إلى أين سيصل هذا الشيء؟ لا ندري، لكن الوضع خطير، لقد حاولنا جاهدين منع حرب مباشرة كي لا يقاتل الكرد بعضهم البعض، أستطيع أن أقول هذا، لقد عملنا جاهدين كما عملت كل إداراتنا على هذا النحو، لقد حاولنا دائماً منع ذلك ولا نزال نسعى إلى منعه.

الاقتتال الكردي-الكردي هو مشروع للدولة التركية

وفي عام 2017 عندما هاجموا خانصور واستشهد رفاق وحدات مقاومة شنكال (YBŞ)، كان هناك ضغط علينا للهجوم أيضاً لكن إدارتنا منعت ذلك، فإذا كان يسمح للرفاق هناك، كان بإمكانهم الرد على الهجوم ايضاً، ثم في خريف 2020 أرسلوا قوة كبيرة إلى منطقة زيبار، كان لدينا رفاق متواجدين هناك، رأينا أنه سيكون هناك صراع، وأطلقوا النار أيضاً، لكننا سحبنا رفاقنا من هناك، يجب أن يدرك الرأي العام جيداً أنه في 5 حزيران العام الماضي، وصلت قوة كبيرة إلى تلال متينا بقصد الحرب، واندلعت اشتباكات محدودة وتلتها حرب، ولم تستقر القوات هناك على تلك التلال بقواتها الخاصة، لذا سحبنا قواتنا، لماذا ؟ من أجل تجنب الاقتتال الأخوي، لا يوجد خير في هذا ولن ينجح أحد، هذا هو مشروع الدولة التركية.

إن هدف الدولة التركية هو تحويل هذه الحرب إلى اقتتال كردي ـ كردي، لا نريد أن يحدث مثل هذا الشيء، لكن هناك حدود لكل شيء، لهذا، يجب على شعبنا والوطنيين والساسة والفنانين الكرد تحمل المسؤولية، ليست هذه هي القضية، نحن قوة مضحية ولا نهاب أحد، لا نريد أن تتحول هذه الحرب إلى اقتتال كردي ـ كردي.

هل لديكم علاقات مع الحزب الديمقراطي الكردستاني؟ إذا كانت هناك علاقات، ففي أي مستوى هي…؟

في الواقع، هُزمت دولة الاحتلال التركي أمام المقاومة الكبيرة التي خضناها في آفاشين الخريف الماضي، بالطبع، الدولة التركية ليست دولة صغيرة، فهي تستخدم الكثير من التكنولوجيا والأسلحة الكيماوية، لكن على الرغم من ذلك لم تستطع تحقيق النجاح، بصراحة، كنت أفكر أن الأخ مسعود سيغير رأيه، وأرسلت له رسالة لهذا الغرض، أشكره على رد الرسالة ولكن لم يكن هناك حل في رده، وأن الشيء المهم بالنسبة لنا هو الحل، الذي لم يكن في رده أي حل.

الآن، عندما ننظر إلى الأمر، نرى أنهم وسعوا شراكتهم مع الدولة التركية، كيف وسعوا هذه الشراكة؟ سمحوا لقوات الدولة التركية في جنوب كردستان بمهاجمة قواتنا من الجنوب، وبما أن الدولة التركية لم تتمكن من إنزال قواتها من الجو في اليوم الأول، فقد حشدوا قواتهم في قاعدة سريه واقعة في شيلادزه، كما أرسلوا القوات في بامرني بواسطة المروحيات، هذا يدل على أنهم قاموا بتوسيع شراكتهم، بالطبع يتم ذلك بموافقة من الحزب الديمقراطي الكردستاني، ففي السابق كانت قوات الاستخبارات تجمع المعلومات ولكن الغرض منها لم يكن التدخل الفعال والقوة العملياتية، وأعتقد بأن هناك اتفاقاً بينهما على أنه إذا لم يكن لديهم إذن، فلا ينبغي عليهم حشد قواتهم، لقد سمحوا بالفعل بحدوث ذلك لأن هذه القوات قد تحركت بالفعل، هذا مهم بالنسبة لنا، وهذا سيمنح الدولة التركية فرصة كبيرة لمحاصرة مقاتلي الكريلا من الشمال والجنوب، عندما خرجت القوات من قاعدة سريه، اتاحت لدولة الاحتلال التركي فرصة لتحقيق نتائج في هذا الهجوم، وبهذه الطريقة يسعون لمحاصرة مقاتلي الكريلا من جميع الجهات، لم نكن نعتقد أن مثل هذا الشيء يمكن أن يحدث، ولكن هذا هو الجواب العملي.

يجب ألا يدعم الحزب الديمقراطي الكردستاني استراتيجية تركيا العنصرية

ونقول هذا، استراتيجية الدولة التركية هذه هي استراتيجية معادية للشعب الكردي، لذا يجب ألا يدعم الحزب الديمقراطي الكردستاني هذا ولا يشارك في هذه الاستراتيجية، ولا نعرف ما هي اهتماماتهم في هذا الأمر، لكن الخطر على مستقبل الشعب الكردي يزداد يوماً بعد يوم، لأنهم يريدون أن يحتلوا أماكن إستراتيجية في كردستان، فالدولة التركية لا تترك المكان الذي احتلته، ويقولون ذلك صراحة في رسائلهم وبياناتهم، إنهم ينفقون ملايين الدولارات ويبنون الطرق، ولا أحد يستطيع إخراجهم من هناك، فلماذا يفعلون ذلك؟ ربما يقول بعض الأشخاص “إنهم يأتون لأن هناك حزب العمال الكردستاني” وأنا أقول هذا أيضاً لا تدعموهم، وسنرى ما إذا كان بإمكانهم القدوم أم لا.

كانت هناك نقاشات مماثلة العام الماضي، قلنا إن العدو لا يمكنه احتلال خطوط زاب ومتينا وآفاشين، لكن من الناحية العملية، لقد وفينا بهذا الوعد، أليس كذلك؟ نحن لا نقوم بالدعاية، نحن نتحدث بكل ثقة، وأنا لا أبالغ هنا بالدعاية الرخيصة، وأمامي توجد حقيقة، أنه بإمكاننا هزيمة هذا العدو، باختصار، يجب على الحزب الديمقراطي الكردستاني ألا يدعم هذه الاستراتيجية العنصرية لتركيا، وأن استراتيجية الدولة التركية هذه ضد عموم الشعب الكردي.

الحزب الديمقراطي الكردستاني ‏يقطع الغصن الذي يجلس عليه

حزب العمال الكردستاني هو ضامن كبير لجنوب كردستان ولإقليم جنوب كردستان، هذه حقيقة كبيرة، لولا وجود حزب العمال الكردستاني لما اهتمت الدولة التركية بإقليم كردستان، ولولا وجود حزب العمال الكردستاني لما التقى رئيس الجمهورية التركية برئيس كردي، فالآن يوجد حزب العمال الكردستاني وهو يشكل تهديد لهم، بسبب الخوف من حزب العمال الكردستاني يلتقون بالجميع، يجب أن نرى ذلك، فلتدعموهم وليتم إضعاف حزب العمال الكردستاني، حينها سوف نرى، هل سيسلمون عليكم أو يعيروكم أي اهتمام…؟ ندرك جيداً بأنهم لن يسلموا عليكم ولن يهتموا بكم قط، نحنا كلنا نقف على الدور، بالنسبة لهم فإن حزب العمال الكردستاني هو الخطر والتهديد الأكبر، وضعوا حزب العمال الكردستاني على رأس أولوياتهم، يسعون الى تصفية حزب العمال الكردستاني وبعدها يأتي الدور الى البقية، هم يعادون مكانة الشعب الكردي، قبل شهرين، قال خلوصي آكار في جلسة:” لا يوجد شيء اسمه كردستان لا في تركيا ولا في خارج تركيا، إنهم يحاربون بهذا الهدف، ويعدون استراتيجيتهم بناءً على هذا الشيء.

يقولون بأن ذاك الشخص يريد أن يقطع الغصن الذي يجلس عليه، وضع الحزب الديمقراطي الكردستاني هو كذلك بالضبط، يريد قطع شجرة الحياة، ولكنه سيخسر هو ايضاً، هذه حقيقة، نريد الخروج من هذا الوضع، فما هو السبيل من أجل تحقيق ذلك، لا أعلم ولكننا نتحرك بحساسية تجاه ذلك، ولكن على جنوب كردستان وروج آفا أن يدركان هذا الخطر، على السياسيين الكرد ان يدركوا ذلك ويوضحوا موقفهم.

حسناً، كيف تقيمون موقف شعب جنوب كردستان…؟

إن شعب جنوب كردستان قدم تضحيات كبيرة، ومر بالأنفال والتي كانت ذكراها قبل عدة أيام، تعرض هذا الشعب للعديد من المجازر والإبادات، إنه شعب وطني ومضحي لأبعد الحدود، بهذا الخصوص نكنّ احتراماً شديداً لشعب جنوب كردستان، مثلا في عام 2008 كان هناك هجوم على زاب، حينها حاولت الدولة التركية التحرك من بامرني وآميدييه، ولكن أهالي بامرني وآميدييه خرجوا أمام الدبابات وحالوا دون محاصرة قوات الكريلا، كان لشعب جنوب كردستان دور في انتصار كارى، ما هو…؟ انهزمت الدولة التركية، حتى ذلك الوقت كانت العلاقات مع جنوب كردستان هي خط أحمر بالنسبة لها، أجبرت وتعدت هذا الخط، وبعدها بعام أقامت العلاقات، يعني لولا انتصار زاب في عام 2008 لما أقامت تلك العلاقات، مرةً أخرى سار أهالي شيلادزه بشجاعة ومن اجل التنديد بالدولة التركية قاموا بالهجوم على قاعدة للدولة التركية وأحرقوها، قاوموا بهذا على شكل انتفاضة وبشجاعة، الأصح، على شعبنا في جنوب كردستان أن يكون ذو إرادة ضد دولة الاحتلال التركي، وينتفض بإرادته، الآن هناك حاجة لهكذا موقف ضد الاحتلال التركي.

يعني أن موقف الشعب جيد، الشيء الذي نراه أن الجميع يعارض الاحتلال التركي ماعدا الحزب الديمقراطي الكردستاني، يعني أن السياسة لا تطبق في جنوب كردستان من خلال الحزب الديمقراطي الكردستاني فقط، ولكن حسبما رأينا وعلمنا فإن كل القوى تعادي هذا الاحتلال، لأن كل شيء واضح للعيان وليس خفياً، لا توجد مصلحة للشعب الكردي في ذلك، الدولة التركية تسيرعلى النهج الطوراني، لها جانب قوي من حيث الفاشية والعنصرية، من هو بخجلي…؟ إنه عدو الشعب الكردي، خلوصي آكار الذي يدير هذه الحرب بنفسه، له خاصية في معاداة الشعب الكردي، يعني كيف تتم العلاقات مع هؤلاء الأشخاص، من ناحيتي، لا أفهم ذلك، كيف لكردي أن يقوم بهكذا تعاون، الدولة التركية في تاريخها قامت بتصفية كل من تعاون معها، انظروا الى ديرسم كمثال، في ديرسم لم تحارب كل العشائر، فقط حاربت خمسة عشائر، العشائر الباقية كانت متواطئة مع الدولة، ولكن بعد أن تم اخماد المقاومة، تم تهجير وقتل عموم شعب ديرسم، وكذلك بالنسبة لسرحد، يعني هناك نهج لهذه الدولة ولها تاريخ، على المرء ألا يخدع نفسه ويقيم علاقات زائدة معهم، وبالأخص عليهم ألا يقوموا بأشياء خاطئة حيال بعضهم البعض، حتى الآن لم نعارض علاقات حكومة جنوب كردستان مع الدولة التركية وخاصة علاقات الحزب الديمقراطي الكردستاني مع تركيا، عارضنا أي شيء…؟ لقد عارضنا الحسابات ضد الشعب الكردي، هناك هجمات تنفذ ضد الشعب الكردي، يسمونها عملية ولكنها في الحقيقة هم يتعاونون في هذه الحرب.

أعتقد أن شعب جنوب كردستان يدرك ذلك تماماً أقولها مرة أخرى، عليهم ألا يتركونا لوحدنا، يجب أن يظهرو دعمهم بكل وسيلة وفي كل فرصة، شعبنا في بهدينان وفي صوران معروفين بوطنيتهم العميقة، لقد رأينا ذلك، ونحن نعرفه جيدًا، لقد بقيت في بهدينان لسنوات، وفي قنديل لسنوات، أعرف الشعب هناك جيداً، إنه شعب نظيف وجيد، أي أن نثق بأن الجميع يعارض هذا الوضع.

نحن نريد شيئين

طالما تقول وسائل الاعلام المقربة من الحزب الديمقراطي الكردستاني أن القرويين لا يستطيعون الذهاب الى قراهم، صحيح، إننا ندرك ذلك، كما أننا قدمنا حتى الآن أكثر من ثلاثين شهيداً، هؤلاء هم شهداؤنا، ولكن ليعلم المرء ايضاً أنه في زاب تم اخلاء قرى ريكان ونيرويي، قرى سنونيه وقرى في محيط كهوكيه لم تُخلى بعد، في كل قرية هناك منزل أو لا يوجد، لماذا…؟ على المرء أن يسأل عن سياسته، عدم بناء القرى ليست بسبب الحرب فقط، صحيح أن الحرب سبب، لكنها مشكلة عامة، ومن جهة أخرى تشن الدولة التركية هجماتها، فلو ابدينا موقفاً موحداً ضد هذا العدو المشترك والوقوف في وجهه، حينها سوف تقوم القوى الخارجية والقوى الدولية ايضاً بمعارضة هذا الهجوم، وإذا قبلت حكومة كردية هذا الهجوم، حينها سيُنظَر الى هذه الهجمات البربرية وكأنها عادية، ولذلك نحن راضون عن الشعب، وبهذا الخصوص لدينا امل، وكما قلت، على شعبنا أن يعتبر نفسه في محل المسؤولية، يعني ألا تتحول هذه المرحلة الى قتال كردي ـ كردي، على الجميع أن يبدي موقفه تجاه ذلك، في هذا الشأن وبالأخص البيشمركه الذين قدموا جهوداً وخاصة انصار الحزب الديمقراطي الكردستاني، عليهم أن يدركوا هذه المرحلة الحساسة، دعوتي لهم وأملي كبير بهم، يجب ألا يحدث ذلك، على الجميع أن يقيّم محيطه، وان يبدي موقفه، حقيقة الوضع يسير نحو الأسوأ، ماذا نريد، نريد شيئين:

ـ ألا تصبح هذه الحرب، حرباً بين الكرد أنفسهم.

ـ أن ينهي الحزب الديمقراطي الكردستاني تعاونه مع الدولة التركية المبني على معاداة الشعب الكردي، وأن يتخلى عن هذه السياسة.

هذا هو مطلبنا، ويجب ان يكون مطلب كل كردي وطني، هذا ما أود قوله بهذا الخصوص.

نريد الحفاظ على قيم هذا الشعب

لقد عبرتم عما تنتظرون من شعب جنوب كردستان، ما الذي تنتظرون من جنوب كردستان ومن عموم الشعب الكردستاني…؟

هذا كان من أجل شعبنا في جنوب كردستان، ولكن لنا أمل في عموم الشعب الكردستاني، الان نخوض حرباً شرعية، نحن هنا في زاب منذ سنوات، والدولة التركية تريد احتلالها والتمركز فيها، بهذا تريد التحكم في جنوب كردستان، ونحن نقاوم ضدها، هذه ليست مقاومة عادية، يعني أننا نفدي بأرواحنا، القذائف تسقط كل لحظة وكل دقيقة، هناك غارات جوية، نحنا نحارب العدو، على اصحاب الضمائرالحية أن يقدموا الدعم والمساعدة لنا، يعني انظروا، العدو يهاجمنا بالدبابات والمدافع وبالمروحيات والطائرات الحربية وطائرات الاستطلاع وكل أنواع الأسلحة بما فيها الأسلحة الكيماوية، كما استقدم مئات الآلاف من الجنود، ليست حرب متكافئة، هم يهاجمون ونحن ندافع عن انفسنا، المسألة ليست الدفاع فقط، نحن ندافع عن قيم هذا الشعب.

الهجمات ضدنا لا تقتصر على زاب فحسب، الهجوم الأكبر هو على قائدنا في إمرالي، منذ 24 عام يتعرض قائدنا للتعذيب، وعشرات الآلاف من رفاقنا معتقلون الآن في السجون، البعض منهم يفقدون حياتهم في السجون، إننا وشعبنا نتعرض لظلم كبير، نحن نقاوم ضد هذا العدو، لنا الحق أن نقول، لا تدعموا هذا العدو، يا هل ترى ماذا نستفيد نحن…؟ يعني إننا لم نحارب من أجل المال، لقد بلغت هذا العمر، ولا أملك شيء خاصاً عدا عن هذا السلاح، القائد آبو بلغ الثالثة والسبعين من العمر، ولا يملك شيء يخصه، يعني الشباب والشابات الكرد يتركون الجامعات ويأتون الى زاب ويقاومون، يا هل ترى، أليس هذا محل كرامة بالنسبة للإنسانية…؟ هنا تكمن المعنويات والقيم، على المرء أن يصبح داعماً، وإذا لم يصبح داعماً، ألا يصبح داعماً للعدو أيضاً، إننا ننتظر هذا الشيء، أنتم سألتم عما نحن بانتظاره، ونحن بانتظار ذلك.

نحن نضحي بأرواحنا من أجل جنوب كردستان

نحن نحارب من أجل من، ومن أجل أي شيء…؟ نحن نحارب من أجل هذا الشعب، ومن أجل مستقبل هذا الشعب، يومياً ‏ نقدم الشهداء، لو لم يكن لدينا قضية كبيرة ومقدسة وقضية وجود وقضية حرية شعبنا، وقضية حرية وديمقراطية المنطقة، لكنا حملنا حقائبنا ومضينا الى مكان آخر، ولكننا نقول الآن، يجب علينا ان نكون أصحاب إرادة في مواجهة هذا العدو، علينا أن نقاوم، حتى لو ضحينا بأرواحنا ايضاً، علينا ألا نخضع ونستسلم للعدو، علينا ألا نترك الميدان للعدو كي لا يستطيع أن يحتل أرضنا المقدسة، ويحتل جنوب كردستان، نحن نفدي بأروحنا من أجل جنوب كردستان، فليعلم الجميع، أنه إذا نجح العدو في خطوته هذه، فسيكون الخطر الأكبر على جنوب كردستان.

حتى إذا لم تدعم أبناء شعبك، على الأقل قف موقف الحياد

مرة أخرى ادعو الجميع ان يراجعوا أنفسهم، في هذا الخصوص وان يدركوا لماذا تناضل فتياتنا وفتياننا في الجبال ومن اجل مصالح من؟ انهم يناضلون من اجل مصالح الشعب، من اجل الديمقراطية والحرية، وليس هناك هدف غير ذلك، فالمرء لا يمكنه ان يبقى في تلك التضاريس الوعرة لدقيقة واحدة بينما يناضل مقاتلو الكريلا فيها على مدار الأربع والعشرين ساعة، ما لم يكن لهم قضية لما تمكنوا من خوض مثل هذا النضال، عليهم ان يأتوا، هل سيتمكنون من الصمود هناك اكثر من دقيقة، كوري جهرو تقع مقابل مدينتهم، يمكنهم الصعود اليها وان يدركوا كيفية العيش هناك، او منطقة شكفتا برينداران، أي يجب على المرء ان يحكم بوجدانه وضميره، هناك حرب غير متكافئة، فمن جهة يناضل مقاتلونا بأسلحة خفيفة ومن جهة أخرى يستخدم جيش الاحتلال التركي احدث التقنيات العسكرية من الأسلحة والطائرات الحربية.

حيث يستخدم جميع أنواع الأسلحة بما فيها الأسلحة الكيماوية، لهذا يجب على المرء مساندة الذين يحاربون بالأسلحة الخفيفة والقنابل، وإذا لم يساندونهم، عليهم الوقوف موقف الحياد، والأمر الذي ندعو إليه هو، على الحزب الديمقراطي الكردستاني الوقوف موقف الحياد وألا ينخرط بالسياسات الاحتلالية لتركيا، وعليه ألا يسد الطرقات امام مقاتلينا، وألا ينصب الكمائن لهم، لم ننزل من السماء، نحن هنا منذ سنين، قد عقدنا اتفاقاً عام 1982 وعام 1995 وجرت لقاءات بيننا لمرات كثيرة واليوم يساند العدو ضدنا، الى اين يتجه هذا الحزب؟

نحن من سيهزم هذا العدو

نحن واثقون من أنفسنا ومن إرادتنا بأننا سنهزم هذا العدو، وسنناضل ضده بطرقنا واساليبنا، بإيماننا بنهج وايديولوجية القائد اوجلان سنحقق النصر، إن الأداء الذي أظهرناه العام الماضي بتكتيكاتنا وعمقنا في الامور هو دليل على نصرنا، يمكننا أن نحقق النصر، نعلم أن العدو لديه أسلحة متقدمة، ويستخدم تقنية حديثة، ويمتلك جيشاً كبيراً لكننا نؤمن بأنفسنا، ونريد أن نقاوم، لا نريد الخروج من مناطقنا، بل نريد هزيمة العدو، هذا موقفنا، نحن لسنا صغاراً، ونخوض هذه الحرب منذ سنوات عديدة، كما اننا ندرك السياسة الحالية ولسنا جهلاء عنها، لقد قرأنا الكثير من الكتب وندرك جيداً أن وجود ومستقبل وحرية شعبنا تتحقق بهذه الطريقة، سنخوض نضالاً مهما قدمنا من تضحيات، وإذا لزم الامر سنفدي بأرواحنا، نحن نقاتل اليوم بهذا الحب والإيمان، ونحن على حق.

لا تسمحوا بالاقتتال الكردي – الكردي

ندعو الأشخاص الذين يمثلون وجدان هذا الشعب، الفنانين، الكتاب والسياسيين الحقيقيين، كما ندعو شعب كردستان لتقديم دعمهم لنا، والا يسمحوا بأن تتحول هذا الحرب الى اقتتال كردي ـ كردي، نحن نخوض مرحلة تاريخية وفي هذه المرحلة نحن نثق بأنفسنا ونؤكد بأننا سنحقق النصر لا محالة.

يناضل فتياتنا وفتياننا في جبال كردستان ضد العدو الهمجي بإرادة من حديد وشجاعة فذة، لقد ارسلنا رسالة تهنئة لرفاقنا الكريلا في جبهات الحرب الذين سطروا ملاحم البطولة في اليومين الماضيين، هذا ليس بالأمر السهل بل انه أمر جديد في كردستان، كل من الطريقة والأسلوب جديدان، وكذلك الوقفة المتميزة بالإرادة والإيمان بإدارة الحرب جديدة ايضاً، حيث اصبح مقاتلونا فدائيو الوطن، لهذا سيحققون النصر لهذا الوطن، ولن تتمكن اية قوة، دبابة ومدفع كسر هذه الإرادة، ولهذا نقول للمثقفين والفنانين والسياسيين وكل الوطنيين في هذا البلد، اننا نعلم أنهم لا يغادرون الساحات في أوروبا كل يوم وعليه نحيي نضالهم هذا، إن شعبنا في الأجزاء الأربعة من كردستان يخوضون نضالاً لا مثيل له، وعليه نحيي الجميع، لكن يجب ان نعلم جيداً اننا نخوض مرحلة حرجة وطارئة وعلينا القيام بما يقع على عاتقنا، لا أقول لكم انتفضوا ضد بعض، وانما أقول انهضوا كي لا يحدث اقتتال كردي ـ كردي، وعليه، عليكم التحرك فوراً لتصبحوا إرادة واحدة، على شعبنا أن يوحّد إرادته في هذه المرحلة التاريخية والحرجة وبهذا سيتمكن من التصدي لجميع الهجمات، على المثقفين والفنانين الكرد أن يحملوا على عاتقهم هذه المسؤولية والخروج الى الساحات ويبادروا في توحيد إرادة شعبهم وان يتصدوا لهذه المرحلة، أي ان دعوتنا للجميع، ألا يلتزموا الصمت حيال هذه المرحلة التاريخية، على الجميع ان يأخذ على عاتقه زمام المبادرة وفقاً لظروفه والايمان بقواتنا لأننا ما زلنا على عهدنا بأننا سنحقق كردستان حرة، ربما لا يمكننا القيام بكل شيء لكن هناك أمور نستطيع القيام بها ونحن مصممون حتى النهاية وسنرد على العدو رداً صاعقاً.

الحكومة العراقية تشن هجمات بتشجيع من تركيا

بحسب التقارير، فإن قوات الجيش العراقي تهاجم القوات الأمنية في شنكال، والقتال يدور الآن، ماذا يعني هذا الهجوم؟ لماذا وقع مثل هذا الهجوم في مثل هذا الوقت؟

نحن نسمع من الصحافة ايضاً، وفي بعض الأحيان لا نتمكن من متابعة الصحافة، لكن سنحت لنا الفرصة للمتابعة قليلاً، حقيقة المرء يندهش من هذا الأمر بمعنى آخر، يجب ألا تكون هناك قوات تركية في شنكال، لقد تعرض الشعب الايزيدي لـ 74 مجزرة حتى الآن، وتم التخلي عنهم بالرغم من وجود الجيش العراقي هناك، والآن لا يثق الشعب الايزيدي بهذه القوات وتريد بناء قوتها، لماذا يتم استهدافهم، أي أن كل ذلك يتم بتشجيع من الدولة التركية.

هم الآن يبنون الجدار، ضد من يبنونها وبين من ومن، أي يمكن للمرء ان يدرك ان الدولة العراقية ترتكب بعض الأخطاء في هذه المسألة خاصة بعد أن أصبح مصطفى الكاظمي رئيساً لوزراء الحكومة العراقية في تمثيل الشعب العراقي، حيث عانى الشعب العربي الكثير، فالحكومة العراقية، على سبيل المثال، أبلغت الدولة التركية رسمياً قبل الكاظمي أنه “يجب إخلاء بعشيقة”، لم تستجيب الدولة التركية، ولم تخليها، بل وزادت عدد قواتها هناك، وهي شهدت ان الدولة التركية قد تسببت في مقتل اثنين من الضباط في الجيش العراقي، لقد كانت سيارتنا في المقدمة وتم اصابتها، انها هاجمت سيارة عسكرية عراقية رسمية عمداً.

حسناً، ماذا فعل الكاظمي ضد تركيا؟ بعدها تقدم أمام أردوغان ووقف كجندي، أي أنه من الواضح أنه لا يمثل إرادة الشعب العراقي، وأعرب الرئيس والصدر عن استيائهما، هذا مهم جداً لتمثيل الشعب العراقي، بالتأكيد انها أمور جيدة، لكن لماذا لا يدلي رئيس الوزراء بتصريح؟ أليس له دور عملياً؟ في الحقيقة المرء يندهش من هذا على سبيل المثال، كيف يمكنهم مهاجمة الايزيديين، وكيف يمكنهم إطلاق حملات ضد الايزيديين؟ هذه ليست وحدة.

هناك حاجة الى وقفة عقلانية

نحن نساند الشعب الايزيدي دائماً، لا يوجد حزب العمال الكردستاني هناك، لكننا ندعمهم وسنقف بجانبهم دوماً، من حقهم أن ينشئوا قوات أمنهم الداخلي، هذا أمر طبيعي ومشروع، وعليه أدعو الدولة العراقية التصرف بعقلانية وأن تحل القضايا الراهنة عن طريق الحوار، ليس من المنطق شن هجمات ضد شعب قد تحرر من براثن عناصر تنظيم داعش الإرهابي بالرغم من تخليها عنهم، أتمنى التصرف بعقلانية حيال ذلك، جميع القضايا يمكن حلها عن طريق الحوار، المرحلة الراهنة بحاجة الى مثل هذا، في شنكال وجود وحدات مقاومة شنكال وقوات الأسايش وايزيدخان شيء مشروع ونحن نساندها، ولكن الادعاءات التي تؤكد بأن حزب العمال الكردستاني هو من يديرها هذا أمر عار عن الصحة، وتركيا من تنشر مثل هذه الادعاءات، على الجميع عدم تصديقها ويجب تحديد موقف حقيقي، نحن نأمل أن تحل القضايا بالحوار.

هل هناك شيء تريدون اضافته؟

إن المرحلة التي نمر بها هي إلى حد بعيد أصعب الأيام في تاريخ نضالنا، هذا وقت مهم في عصرنا، كيف ذلك؟ الحرب بيننا وبين الاحتلال التركي في أعلى مستوياتها، بالطبع يريدون هزيمتنا، نريد أيضاً هزيمتهم، لذا فهو وقت مهم.

يجب على كل الوطنيين الكرد والشعب الكردي أن يقوموا بدورهم على أتم وجه، يجب عليهم القيام بواجبهم الوطني وخاصة في شمال كردستان، ينبغي ألا يلتزم الشباب الكردي والنساء المحبات للحرية الصمت في هذا الوقت، كما ينبغي على شعبنا ان يصدح بصوته ضد سياسة دولة الاحتلال التركي الفاشي وسياسة الإبادة الجماعية، خاصة الشباب الكرد الموجودين في تركيا، يمكنهم تنظيم الفعاليات في المدن الكبرى، وان يقوموا بمبادرات، وألا يتحججوا بعدم وجود أسلحة، تتوفر لدينا مجموعة متنوعة من الأسلحة، لذلك يجب على الجميع فعل شيء ما، يتعرض أبناؤنا للقتل في السجون، ويتعرضون لشتى أنواع التعذيب على يد الحراس كل يوم، وبهذه المناسبة نستذكر جميع الشهداء الذين استشهدوا تحت وطأة التعذيب في سجون الاحتلال التركي، و أنهي حديثي تخليداً لذكراهم، لكن يجب على شعبنا الوقوف في وجه القمع، وألا يلتزم الصمت في وجه القمع والظلم، وإن بقي الشعب صامتاً فهذا يعني أنه أصبح جزءاً من هذا القمع والاضطهاد ولهذا السبب يجب الانتفاض ضد الظلم والقمع، دعوتي هي على النحو التالي، لا سيما للشباب الكرد في هذا الوقت عليهم أن يبقوا ناشطين، بمعنى أن عليهم إما القيام بالفعاليات حيثما يكونون أو الانضمام إلى صفوف المقاومة، في هذا الوقت التاريخي يجب على كل شاب كردي أن يؤدي دوره وينضم إلى صفوف الكريلا.

يؤدي الكريلا اليوم دورهم التاريخي ويلعبون دوراً استراتيجياً، لو لم تكن هناك قوات الكريلا لما وجدت قوة للوقوف ضد هذا العدو، يريدون إبادة هذا الشعب، لذا في هذا الوقت يجب على الجميع أن يعملوا على تنظيم أنفسهم، ولا ينبغي لأحد أن ينتظر دعوة خاصة، لا ينبغي لأحد أن ينتظر الكوادر، في كل حي يجب على الشعب أن ينظم نفسه، ويخلق القوة، الإرادة، والقيام بالأنشطة والفعاليات.

في الطرف المقابل هناك مقاومة عظيمة، نحيي مرة أخرى من القلب والروح الرفاق الذين يقاومون مثل الأسود في سعير هذه الحرب، نحن في هذا العمل، أنا أيضاً مسؤول، إلا أن روح التضحية والفداء التي تتجلى في مقاومة هؤلاء الرفاق، النساء والشباب الكرد كانوا مثل عكيد أمام أعيننا، هناك قدر كبير من التضحية، وجوهر عظيم بناءً على هذا سيكون النصر حليفنا، إننا نمر في فترة مهمة ووقت عصيب، نحن ندرك المخاطر التي تواجهنا ونضع نصب أعيننا كل ما يعترضنا من مخاطر، حيث أنها ستعترض طريقي وطريق جميع الكوادر والمقاتلين والقادة وجميع الوطنيين، كما أنها تعترض الطريق على كل كردي، ولذا يتعين على الجميع تقديم التضحيات اللازمة لجعل هذا العام عام النصر.

احتفلنا بالذكرى الخمسين لنوروز هذا العام، حيث خُلقت روح عالية، ولاستمرارها يجب أن نجعل عام 2022 عام المسيرة العظيمة بروح نار نوروز وبروح مقاومة زاب، سنجعلها عام مسيرة الحرية، أدعو اللجميع للمشاركة بهذه الطريقة ومرة أخرى أحيي الجميع من أعماق قلبي.