٣ حزيران ٢٠٢٣
مراد قره يلان: مثلما هزمنا العدو حتى الآن وسننتصر من الآن فصاعداً أيضاً
صرح عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني (PKK)، مراد قره يلان، أن النضال سيتصاعد من أجل الحقوق الطبيعية للشعب أكثر من ذي قبل في العصر الجديد بالديمقراطية والحرية، وقال، “كيف أننا هزمنا العدو حتى الآن، سننتصر من الآن فصاعداً أيضاً”.
قيّم عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني، مراد قره يلان، قفزة الأول من حزيران، الحصار المفروض على مخمور، والانتخابات الأخيرة في تركيا، خلال مشاركته في برنامج خاص على فضائية ستيرك (Stêrk TV).
وهذا هو نص الحوار الذي أُجريَ مع قره يلان:
هل يمكنكم الحديث عن أهمية قفزة الأول من حزيران ومعناها…؟
في البداية، أبارك قفزة 1 حزيران للقائد أوجلان ولكافة الشعوب في كردستان، أصدقاء الشعب الكردي، الرفاق، العمال، وكريلا حرية كردستان، والمقاتلين، واستذكر شهداء قفزة الأول من حزيران 2004، بدءاً من أردال، عادل، نودا حتى فاضل بوطان، عكيد جفيان، دلال آمد، يشار بوطان، وليلى آمد بكل تقدير واحترام، وأنحني أمام ذكراهم بكل احترام، ونجدد عهد الرفاقية الذي قدمناه لهم مرة أخرى وأؤكد أننا سنبقى أوفياء لهذا العهد حتى النهاية.
إن قفزة الأول من حزيران هي استمرار لقفزة 15 آب، وهي المرحلة الثانية لقفزة 15 آب، إن 15 آب منعت إبادة الشعب الكردي وأدرجت القضية الكردية على طاولة الحل، ولكن في وجه ذلك، نُفِذَت المؤامرة الدولية، أن قفزة الأول من حزيران أيضاً لعبت دوراً تاريخياً لأجل تلافي أضرار المؤامرة الدولية هذه ومن ناحية لأجل تحقيق حل القضية الكردية.
كما هو معروف، بعد وقت قصير من المؤامرة الدولية التي حيكت في 15 شباط 1999، وضع القائد أوجلان إلى جانب الحركة، أساس الحل السياسي، منع استفزازات جديدة وقف الحرب على جدول الأعمال من أجل إفشال المؤامرة الدولية، وأعلن عن هذا في شهر آب 1999، واستمرت هذه العملية التي يمكن تسميتها بوقف إطلاق النار لمدة 5 سنوات، وتم إيقاف الحرب، وفي إطار هذه المرحلة، كانت دولة الاحتلال التركي تنصب في البداية كمائن أمام رفاقنا الكريلا الذين كانوا ينسحبون، وتسببت في استشهاد العديد من هؤلاء الرفاق، على الرغم من ذلك لم يتم استخدام السلاح من جانبنا، ولم تخاض أي حرب، وفي إمرالي، دخل القائد أوجلان في خضم الجهود والمحاولات، أجرى لقاءات، وضع إعلانات الحل على جدول أعمال الرأي العام، وبعث برسائل إلى المسؤولون الأتراك، ووضع شروط في مستوى معقول من أجل الحل، لكن رغم كل هذا لم تُظهِر دولة الاحتلال التركي أية نيّة للحل، على عكس الحل، تم منح دور القضاء على القضية الكردية لحكومة حزب العدالة والتنمية التي وصلت إلى السلطة في تلك الفترة، طبعاً، حزب العدالة والتنمية استلم السلطة كمشروع، ولهذا السبب قال رئيس حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان ’إذا لم تفكر في الأمر، في هذه الأثناء لا توجد قضية كردية من الأساس‘، لم يكتفي بذلك، سعى إلى تصفية حركتنا في الداخل والخارج من خلال بعض المرتزقة، ووفي مواجهة ذلك، دخلت قفزة الأول من حزيران 2004 على جدول أعمال حركتنا بشكل مجبر ضد مقاربات وأعمال الدولة التركية، وعلى هذا الأساس، تم اتخاذ القرار ونُفِذَت هذه القفزة.
كان الغرض من تنفيذ هذه القفزة، هو تحذير دولة الاحتلال التركي ودفعها إلى طاولة المفاوضات، أي أن هدفها كانت الحل، لهذا، في إطار الدفاع النشط، تم تنفيذ بعض العمليات، وكانت عملياتنا بالفعل أيضاً على مستوى معياري، لعب هذا دوراً لفترة من الوقت، في عام 2005 جاء طيب أردوغان إلى مدينة آمد، وقال “هناك مسألة كردية، في الوقت نفسه هي مسألتنا أيضاً، سنحلها”، وقطع بعض الوعود بهذا الشكل، بهذا الشكل أرادوا منا أن نعلن وقف إطلاق النار، ونفذت عملية وقف إطلاق النار في عام 2006 في هذا الإطار، وبدأت محادثات أوسلو في عام 2008؛ واجتمع وفدنا مع الوفد التركي في أوسلو، وجرت بعض المناقشات والتفاوض، لكن فهمنا مرة أخرى خلالها أنهم يريدون جعل مثل هذه المراحل أساساً لحرب خاصة، كانوا يسعون إلى تشتيت الحل، والقضاء علينا، وترك شعبنا بلا إرادة، أكثر سعياً من إيجاد الحل فعلياً، أي أنهم كانوا مصرون على سياسة الإبادة الجماعية، هذه كانت نيتهم.
كنا قد أعلنا وقف إطلاق النار مع النتائج الإيجابية للانتخابات المحلية لعام 2009، واستمر وقف إطلاق النار حتى عام 2010، وفي ذلك الوقت حذر القائد أوجلان مرة أخرى الدولة والحركة بأن الأمر لا يجوز بهذا الشكل، وعرض منظوره، على هذا الأساس، نشط المنظور على النحو التالي، ’إذا الدولة لم تتبنى الحل، فسننفذ الحل بقوتنا، لكن على الرغم من هذا، إذا هاجمتنا الدولة، فسنرد عليها بمنظور حرب الشعب الثورية، وسنجعل الحل أساساً لنا، ولا يوجد طريق آخر‘، وفي هذا الإطار، بدأت قفزة الأول من حزيران بطريقة مرحلة العصر الجديد، في الواقع، تتضمن قفزة الأول من حزيران من مرحلتين، المرحلة الثانية مهمة جداً، لأنها تم الإعلان عنها في مثل ذلك الوقت الذي خلقنا فيه الحل بأنفسنا، فلا أحد يستطيع أن يعتبر أن إرادة شعبنا غير موجودة، والتي تم تعريفها على أنها الفترة الإستراتيجية الرابعة، لقد أدى دوره على هذا الأساس، لقد وصل نضالنا إلى هذا المستوى على هذا الأساس، لقد أكمل 19 عاماً حتى الآن، لقد مر الكثير من الوقت بعد مرحلة القفزة هذه، على مدى 8 سنوات، أعلنت دولة الاحتلال التركي بقيادة حزب العدالة والتنمية- حزب الحركة القومية-أرغنكون، عن حرب شاملة ضدنا بمفهوم جديد، لقد كانوا يحاربوننا منذ 8 سنوات وما زالت هذه الحرب مستمرة، بالطبع، استمد شعبنا قوته من قفزة الأول من حزيران وواصل نضاله، فإذا لم تنفذ قفزة الأول من حزيران في وقتها المحدود، فكانت المؤامرة الدولية ستحقق نتائجها المرجوة، ولكانت ستقضي على حركتنا وتبيد شعبنا بالكامل، إذا قلنا الآن ’تم إيقاف المؤامرة الدولية، ولم تحقق نتائج وتصاعدت مقاومة الحرية خطوة بخطوة‘، فهذا بفضل دماء شهدائنا الأبطال، ومقاومة قائدنا أوجلان والنضال الحالي الذي بدأ في الأول من حزيران ووصل إلى هذا المستوى، بهذا الشكل وصلنا إلى هذا العصر.
المكاسب السياسية لقفزة 1 حزيران معروفة على نطاق واسع، إلى جانب ذلك، ما هي المكاسب العسكرية التي حققتها هذه القفزة؟
كما ذكرت، إذا لم تكن هناك قفزة الأول من حزيران، فلن يتبقى شيء الآن، لأن العدو لا يرحم ويريد القضاء علينا وتدمير هوية شعبنا، وبهذا المعنى، فإن المكاسب السياسية والاجتماعية للقفزة كثيرة.
بالنسبة للجانب العسكري، قبل قفزة 1 حزيران، عقدت قوات الدفاع الشعبي مؤتمرها الأول وقررت إعادة البناء، أي أن الأول من حزيران قد تم الترحيب به في مشروع إعادة الإعمار، من المعروف أن قفزة الأول من حزيران قد مرت بتجديد مقاتلي الكريلا، لأنه بعد القفزة، أصبح تجديد مقاتلي حرية كردستان على جدول الأعمال ثلاث مرات، بعبارة أخرى، جددت الكريلا نفسها تدريجياً، بالطبع، خاصة بعد عام 2000، كانت التكنولوجيا تتطور باستمرار وهذا أثر على الحرب أيضاً، في سياق أطروحات القائد أوجلان، يمكنني القول أن قيادة الكريلا يدرك ماهيته من وقت لآخر، لذلك كان التجديد دائماً على جدول أعمالها.
إذا أخذنا في الاعتبار من 15 آب، تغيرت أشياء كثيرة في صفوف الكريلا، بعبارة أخرى، كان هناك تعميق وصعود في العديد من الجوانب، في البداية، لقد حدث تعميق أيديولوجي فلسفي، كما حدث تعميق عظيم في صفوف الكريلا، وروح عكيد وزيلان أي الروح الفدائية كانت عالية جداً، على سبيل المثال، ظهر هذا بوضوح في المقاومة التي تم خوضها هذا العام والعام الماضي، بعبارة أخرى، تطوّرت الروح الفدائية وروح التضحية في صفوف الكريلا، بالإضافة إلى ذلك، تحسن أداء الحرب وتطورت الخبرة كثيراً، كل مقاتل كريلا هو أيضا خبير وفدائي، بناءً على ذلك، تطوّرت حرب الفرق على أساس الخبرة في الساحات، وكان هذا التجديد والاحتياطات ضد هجمات العدو التي تعتمد على التكنولوجيا.
بالإضافة إلى ذلك، كان أهم شيء هو الحرب التي دارت تحت الأرض، بالطبع، كان هذا نتيجة البحث والإعداد، لم يحدث ذلك من تلقاء نفسه، أو لم يدخل في جدول أعمالنا بدافع الضرورة، لا، لأن الإعداد النظري والعملي لذلك يعتمد على خبرة عشر سنوات، على هذا الأساس، كما هو معروف، منذ عام 2021، تم تنفيذ تكتيكات حرب الأنفاق، حرب الفرق المتحركة في الميدان الذي يعتمد على الخبرة، وأيضاً، وفقاً للفرص المتاحة لهم، تم اكتساب الخبرة في التقنيات المختلفة، تم إنشاء القوات الجوية داخل صفوف الكريلا، والآن تدور الحرب مع القوات الجوية، بعبارة أخرى، لا يقاتل مقاتلو حرية كردستان على الأرض فقط مثل الكريلا الكلاسيكية، إنهم يقاتلون باحتراف فوق الأرض وتحت الأرض، كما تقدم مستواهم العسكري جوياً ايضاً، بهذه الطريقة، تم اكتساب المستوى والقوة، هذا إنجاز عسكري مهم بالنسبة لنا، وقد ثبت أنه بهذه الأساليب يمكن الدفاع عن الأراضي الحرة وهزيمة العدو وإيقافه، كان هذا واضحاً في زاب، لذلك، في العامين الماضيين، لا يمكن للعدو التقدم في زاب، من الناحية العملية، تم إثبات ذلك وزادت الثقة والإيمان بخبراتهم على هذا الأساس، كما عزز هذا الوضع الروح الفدائية في نفوس رفاقنا، حيث أصبحت الحرب حرب فدائية ووصلت إلى أعلى مستوياتها، وأظهرت مستوى الكريلا للجميع، صديقاً كان أم عدواً، أن الكريلا قوة لا يمكن هزيمتها.
لقد تم الإعلان في الآونة الأخيرة عن استشهاد ليلي صورخين، وقبلها كان يشار بوطان قد استشهد في ديرسم، وإننا ندخل شهر حزيران، بشكل عام، ماذا تودون قوله من أجل شهداء حزيران وهؤلاء الشهداء؟
إن شهر حزيران هو شهر الشهداء الفدائيين، واستذكر شهداءنا في شهر حزيران وشهدائنا الفدائيين في شخص كولان وسما وزيلان، وأنحني أمام ذكراهم بكل احترام وإجلال، وإننا نجدد الوعد الذي قدمناه لهم.
ولقد انتفض ضمن نضالنا الكثير من الأشخاص الطيبين والأعزاء والشرفاء، واستشهد العديد منهم، وليلى صورخين، إحدى هؤلاء الرفيقات، التي نناديها بـ ليلى آمد.
كانت في فترة بداية شهر أيار من العام 1997، كنتُ قد أتيتُ من أجل مهمة إلى حفتانين، وكان يتوجب عليّ العودة مرة أخرى إلى بوطان، حيث كنا مجموعة من الرفاق مكونة من 45 شخصاً، لكن كانت المنطقة فيها الكثير من الحساسيات والأزمات، كما كانت هناك معلومات بأن العدو بمقدوره الهجوم في أي لحظة، وكان الجميع مستنفرين وعلى أعلى مستويات الحذر، وكنا في وضع الانتشار، كما أنه قد تم قطع بعض الطرقات، لهذا السبب، كان يتوجب أن يأتي معنا أحد المرشدين إلى جودي، وأن يرافقنا حتى الطرف الآخر من نهر هيزل، وكان حينها رفيق الدرب رشيد سردار هو قائد ذلك الخط، حيث أرسل لي المعلومات، وقال “سأقوم بإرسال رفيق لكم على دراية جيدة بالطريق، وسيوصلكم إلى الطرف الآخر من النهر ويأخذكم إلى جودي”، كنا بانتظار وصول الرفيق، لكن عندما نظرتُ، رأيتُ مجيء رفيقة قصيرة القامة تبلغ العمر ما بين 15 إلى 16 عاماً، وقالت بأنها جاءت من طرف الرفيق رشيد، وأجبتها أيضاً، “أين ذلك الرفيق الذي كان سيأتي، ويقوم بإرشادنا على الطريق”، قالت لي “أنا هي ذلك الرفيق”، وسألتها “هل تستطيعين ايصالنا إلى جودي؟” وأجابت “نعم هذا صحيح”، ولقد رأيتها تتحدث بطريقة واثقة بنفسها كثيراً، وقلتُ لها “حسناً، عندها تولي المسير أمامنا”، وانطلقنا على الطريق.
ولقد تعرّفتُ على الرفيقة ليلى بهذه الطريقة، حيث كانت الرفيق ليلى تعرف الطريق الذي كنا نمر منه خطوة بخطوة وحجر بحجر، ولم ترتكب أي خطأ، وأوصلتنا بطريقة ناجحة إلى الطرف الآخر، ومن ثم عادت إلى مكانها، وعندما سألتها ما هي وظيفتك، أجابتني بأنها قائدة فصيل، حيث كانت قائدة فصيل ضمن الكتيبة المتنقلة، ومكثت لفترة طويلة ضمن تلك الكتيبة، ومن ثم تعرّفنا على بعضنا البعض عن كثب، حيث كانت الكتيبة هي كتيبة مقاتلة، وأينما يكون هناك هجوم ويشتد الضغط، كانت تتوجه إلى ذلك المكان، وشاركت الرفيقة ليلى في العديد من الأنشطة العسكرية الموسعة في تلك الممارسات العملية في أعوام التسعينيات، وحضرت العديد من الهجمات، وكقائدة، قامت بدور مهم، حيث كانت رفيقة مخلصة ومخلصة للغاية تعمل من صميم قلبها، وكانت رفيقة صادقة ومحترمة وذو أخلاق عالية ومؤدبة، ولم تكن تخلف بوعدها، وتتخذ من الصدق أساساً لها، لذلك، كانت تحظى بالمحبة لدى جميع الرفاق والرفيقات، وكان الجميع يريد أن تكون الرفيقة ليلى معهم، أي بعبارة أخرى، كانت بمثابة جوهرة ثمينة، وفي الواقع، كان أمراً مهماً للغاية، وهو أن تتولى فتاة كردية القيادة بشجاعة وتصميم وبدون خوف بهذا الشكل، وهذه كانت إحدى المهارات المهمة جداً والمشرّفة.
ولقد خاضت الرفيقة ليلى حياة الكريلاتية على مدى حوالي 31 عاماً، وباستثناء السنوات القليلة الأولى لها في جودي، كنتُ على دراية بكل ممارساتها العملية، ولم يكن يجري انتقادها مثل الرفيق فاضل، ولم تتعرض لأية مساءلة، فعلى سبيل المثال، لم يتم توجيه حتى ولو نقد بسيط حول حياتها، حيث كانت حياتها مشرّفة وقيّمة ومثالية للغاية، ولقد كانت مثل الملائكة، فكما تبدو الملائكة، كانت هي أيضاً بتلك الشاكلة، وكنتُ قد قلت سابقاً فقط عن إحدى الرفيقات بأنها “كانت مثل الملائكة”، وكانت هي الرفيقة نودا كاركر، ولكن الرفيقة ليلى آمد كانت أيضاً ملاكاً، ولا شك فيه، إن جميع رفيقاتنا القياديات على هذا النحو، ولكن، باعتبار أنني أعرف هاتين الرفيقتين عن كثب، قمتُ بوصفهما بهذا الشكل، وطالما أن هناك العديد من الرفيقات على هذا النحو، وبعبارة أخرى، كانت الرفيقة ليلى مثالاً يُحتذى بها من خلال معيارها وأسلوبها ونشاطها وموقفها المتواضع ودورها في الحياة.
فعلى سبيل المثال، شنّت إيران هجوماً على قنديل في العام 2011، واندلعت الحرب بين الرفاق وإيران، وكان الرفاق يسمونها بمعركة الجواسيس، حيث لم تستطع إيران رغم كل شيء أن تجتاز وادي الجواسيس، وكان يتواجد في تلك المعركة 3 رفاق ورفيقات، من الذين أدوا دورهم القيادي، وكنا قد أعلنا قبل الآن عن استشهاد اثنين من الرفاق الذين في المعركة، وكان من بينهم الرفيق سمكو والآخر الرفيق فاضل، أما الثالث، الذي أكمل خوض المعركة، كانت الرفيقة ليلى آمد، التي أدت دورها في المعركة، حيث لدى الرفيقة ليلى الكثير من الممارسات العملية مثل هذه، وكانت ممارستها العلمية الأخيرة في بوطان، التي أمضت سنواتها الخمس هناك، بذات القدر روح فدائية عظيمة، وبذلت جهوداً كبيرة كـ عضوة في اللجنة المركزية لحزب العمال الكردستاني وعضوة المجلس القيادي لقوات الدفاع الشعبي (HPG) ووحدات المرأة الحرة-ستار وكذاك كقيادية لساحة بوطان، حيث كانت بمثابة القوة والإرادة في العمل والقيادة، وكانت رفيقة بقامة صغيرة وبعمر شاب، لكنها كانت جوهرة ثمينة؛ ومتواضعة، وتتمتع بالإيمان وبالموقف الحازم، وطالما هناك فتيات كرديات من هذا الشكل، وطالما أن هذه الحركة تخلق مثل هذه الشخصيات، ويقوم هذا الشعب بإنشاء مثل هذه الفتيات اللواتي يتمتعنّ بمعايير عالية وإرادة قوية، فلن يُهزم الشعب الكردي.
كنتُ أعرف الرفيق يشار عن كثب، كان من بوطان وينحدر من عشيرة زيوكي، وتقيم عائلته في مخمور، ونشأ على ثقافة مخمور, ودرس هناك، وفي الواقع، كان كرفيق شاب، يتمتع بمستوى عالٍ بتعامله الصادق والنقي والأخلاقي، وكان قد ذهب إلى ديرسم في السابق ومكث هناك لمدة 6 سنوات، ولاحقاً، أمضى ثلاث سنوات فيها كقائد أمني، وتلقى التدريبات الضرورية، وكان يحب ديرسم كثيراً، وعاشقاً لها، ولم يترك الرفيق يشار أي شيء باستثناء الإضراب عن الطعام من أجل الذهاب إلى ديرسم، وكتب لأجل ذلك التقارير واقترح وحاول دائماً الذهاب إلى ديرسم بأية وسيلة وطريقة ممكنة، وفي نهاية المطاف توجه إليها، حيث ذهب مع الرفيق يلماز ديرسم، كما أن كلا الرفيقين كانا مخلصين لبعضهما البعض، وبعد أن استشهد الرفيق يلماز، حلّ الرفيق يشار مكانه كقائد لديرسم.
وكان الرفيق يشار يتمتع بمستويات عالية من التضحية والشجاعة والصدق والإخلاص، حيث إن توليه كشخصية من بوطان للقيادة في ديرسم، يُعتبر هذا الأمر بحد ذاته ذا معنى، وكذلك الرفيقة ليلى بنفس الطريقة، كانت هي أيضاً قد انتفضت من منطقة بسمل التابعة لـ آمد، لكنها تولت القيادة في بوطان وجبال زاغروس، وبدروه، انتفض الرفيق يشار من بوطان وتولى القيادة في ديرسم، وبذل الجهد على مر تلك السنوات، باختصار، كان رفيقاً من هذا القبيل، كما أنه مؤخراً حارب وناضل بتضحية كبيرة وبشجاعة وروح فدائية، ولم يناضل ضد العدو فحسب، بل في الوقت نفسه ناضل في مواجهة برد الشتاء القارس، حيث استشهد لديه أحد الرفاق جراء البرد القارس، وقام الرفيق يشار بدفن ذلك الرفيق، حيث كانت قدماه قد تجمدا جراء البرد القارس، وحتى بتلك الحالة، رد على العدو الذي كان فرض الطوق على النقطة الأخيرة بالرد المناسب، واستخدم الطلقة الأخيرة لنفسه، لقد كان بطلاً من هذا النوع، حيث لم تسمح كرامته بأن يستسلم للعدو، وكان فدائياً من هذا النوع، كما أنه كان بالأساس عضواً من أعضاء القوات الخاصة.
لن ينُسى أمثال هذا البطل أبداً، حيث سُطرت أسمائهم بأحرف من ذهب في تاريخ شعبنا، وهم فدائيو هذا الشعب، وكما قلنا، طالما أن هناك فدائيون من هذا النوع، فلن يركع وينحني هذا الشعب، وطالما أن هناك فدائيين شجعان ومضحين بأنفسهم أمثال الرفيق يشار، فإن هذا الشعب وهذه الحركة لن تُهزمان أبداً، وإننا نعلم أن كل رفيق\ة درب من رفاقنا الشباب المتواجدين ضمن صفوفنا يتعمقون بروح ليلى ويشار، ويناضلون للانتقام من أجلهم وتحقيق نضالهم، سنظل متمسكين بذكراهم ونفي بالوعد الذي قطعناه لهم.
والآن الكثير من الشبان الكرد على هذا النحو، ففي 10 أيار الماضي وقعت حادثة، واستمعتُ لوالد رفيق دربنا ديار خوشناف (جاوان محمد)، الذي كان أحد رفاق دربنا من هولير، حيث كان يقول “إننا فخورون به”، هذا صحيح، يجب أن يكونا فخورين به كثيراً، وكان الرفيق ديار خوشناف قد أطلق اسم الرفيق ديار غريب على نفسه، وفي الحقيقة، أصبح سائراً على درب الرفيق ديار غريب، وكان شاباً مغواراً، وكان رفيقاً مثالياً بصدقه ونقائه وشجاعته، وكان يرغب دائماً أن يكون في أصعب الساحات، وكان يحضر نفسه دائماً لمناطق من هذا النوع، وعلى هذا الأساس درّب نفسه، واصبح يتمتع بتكوين من هذا النحو، حيث كان شاباً له مستقبل زاهر، وللأسف، عندما كان جالساً مع رفاقه في المهجع، وعندما كان يريد ربط جعبته، وعندما حمل جعبته، علقت مسمار أمان قنبلته بسحاب جيبه، وبذلك سُحب مسمار الأمان وانفجرت القنبلة، حيث استشهد في حادثة من هذا القبيل، وأصيب أربعة رفاق كانوا برفقته، وكان أحد الرفاق قد أصيب بجروح بليغة، ويستمر معالجتهم حتى الآن، أي أن حادثة من النوع قد وقعت، وقدمنا رفيق الدرب ديار كشهيد، وأصيب رفاق الدرب الآخرين، و أتمنى الشفاء العاجل للرفاق الجرحى، أتقدم بالعزاء لعائلة الرفيق ديار، وكذلك أتقدم بالعزاء لأهالي هولير، وليكونوا فخورين بهؤلاء الأبطال.
الجيش العراقي يفرض حصاراً على مخيم مخمور منذ فترة، وأهالي مخمور يقاومون ضد ذلك، ماذا تريدون ان تقولوا حول هذا الأمر؟
أولاً وقبل كل شيء، أحيي من صميم قلبي شعبنا الوطني والفدائي في مخمور، أحيي موقفهم بكل احترام، إنهم رمز للكرامة بين كافة أبناء شعبنا الكردي، ويمثلون شعبنا بأكمله بموقفهم الوطني المشرف.
صحيح، علمنا من وسائل الإعلام أن الجنود العراقيين يريدون تطويق وتسييج وبناء أبراج للمراقبة حول المخيم، نحن نتابع هذا بعناية، من الواضح أن العراق تحرك بطلب من الدولة التركية، ومع ذلك، يجب أن يرى العراق الاعيب الدولة التركية، الدولة التركية تريد اخلاء العراق، تريد أن تقلب العراق على أصدقائها وأن توقع بينهم، الدولة التركية تعوّل على العراق، تريد إهانة الحكومة والدولة العراقية وفرض أهدافها عليهم وإضعافهم ووضعهم تحت تأثيرها، يريدون أن يقولوا “أنتم إرث تركته الدولة العثمانية لنا”، يقّيمون العراق ضمن هذا الإطار، يتصرفون وفقاً لهذه العقلية.
على سبيل المثال، قبل 7 أو 8 سنوات، صرح رئيس الوزراء العراقي بشكل رسمي: “نريد أن تسحب الدولة التركية قواتها من بعشيقة”، هل انسحبت تركيا؟ لا، بل على العكس، لقد فعلت أكثر من ذلك، لان تركيا لا تريد للعراق ان تصبح دولة ذات كرامة وسيادة، تريد أن تسيطر عليها، لديها حسابات في العراق وسوريا، لذلك، يجب أن تدرك الحكومة والدولة العراقية العقلية التركية بمفاهيم حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية وألا تصبح مثل جندي تحت تصرفهم، بقولهم لـ ” سنفتح لكم المياه، وأنتم ستحاصرون مخمور وتدمرون شنكال”، يريدون أن يفرضوا أنفسهم عليكم، يريدون تحقيق نتائج من خلال الضغط على حكومتي سوريا والعراق، لهذا السبب يجب على الدولة العراقية أن تكون حذرة بشأن تصرفات تركيا هذه، ومثلما قال أهلنا في مخمور لوسائل الاعلام، ليس لدى أهلنا في مخمور أي مشكلة مع الدولة العراقية، يجب على من يتوجه إلى مخمور أن يتذكر أولاً هجمات داعش، في ذلك الوقت من وقف أمام داعش؟ فقط هذا الشعب ومقاتلوه من قاوموا وقاتلوا ضد داعش وقاموا بحماية هولير والمدن الأخرى، هذا ليس أمراً صغيراً، لا ينبغي لأحد أن ينسى هذا، يجب على الجميع رؤيته، هذا وحده يدل على عزة وكرامة أهالي مخيم مخمور.
نعتقد أن الحوار بين دولة العراق ومجلس شعبنا في مخمور سيكون ناجحاً، وسيتم حل المشاكل من خلال الحوار، إنه مخيم يتواجد فيه اللاجئون السياسيون، ليس من الصواب التعامل مع المخيم بطريقة عسكرية، حسناً؛ عندما وقع الهجوم، ذهبنا كمقاتلي كريلا من أجل حماية شعبنا، لكننا سحبنا قواتنا لاحقاً، الآن لدينا قوة صغيرة جداً متبقية؛ لكن إن لزم الأمر، سنسحب تلك القوة أيضاً، بعبارة أخرى، لا ينبغي أن يروا إن حالة اللجوء السياسي لشعبنا قد فُقدت بسبب بعض الأشخاص هناك، إذا ما لزم الامر، يمكنهم أن ينسحبوا هم أيضاً، في الأساس عددهم قليل جداً، على سبيل المثال، إذا ضمنت حكومة العراق والأمم المتحدة حماية شعبنا، فلا مشكلة لدينا لأنْ نُبقي هناك أحد، يوجد حل لهذا الأمر، شعبنا هناك مدنيون، الأطفال والنساء وكبار السن، كل شخص يقوم بعمله، على عكس مزاعم الدولة التركية، لا يوجد مكان هناك يتم فيه الهجوم على تركيا، هذه الادعاءات غير صحيحة، لذلك نؤمن وننتظر أن يتم حل المشاكل هناك من خلال الحوار.
أجريت الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في تركيا وشمال كردستان، كيف يمكن تفسير نتائج الانتخابات؟ كحركة كيف تقيمون نتائج الانتخابات؟
بالفعل، تابعنا الانتخابات في تركيا وشمال كردستان، بداية وقبل كل شيء أريد أن أقول إنها لم انتخابات نزيهة، لم يكن هناك مساواة بين الطرفين، استخدم أحد الأطراف كافة إمكانات الدولة الإعلامية والمادية بشتى الوسائل والطرق، وقام بموجة من الاعتقالات والضغط، كما تم الكشف أيضاً عن الاعيب وحيل لسرقة الأصوات في العديد من الأماكن وتم ذلك بطرق مختلفة، لذا لا يمكن القول إنها انتخابات ديمقراطية ومتساوية، ولهذا، فإن نتائج هذه الانتخابات غير شرعية، لا يمكن للمرء أن يقول أن هذه الانتخابات شرعية وصحيحة، تستخدم الحكومة البالغة من العمر 21 عاماً قوة الدولة بشكل كامل، وهي تفعل ذلك بطريقة غير خاضعة للمساءلة، وبهذه الطريقة تريد تحقيق نتيجة، لذلك، هذه ليست نتيجة شرعية.
الأمر الثاني، النتائج المهمة لهذه الانتخابات صنعها شعبنا، أظهر شعبنا موقفه في 28 أيار وكذلك في 14 أيار، شعبنا يدعم الديمقراطية والتغيير، إنهم متحدون ومصممون حيال هذا الامر، صحيح، ربما انخفض نسبة الاصوات مقارنة بما كان عليه من قبل، لكن على الرغم من كل تلك الهجمات والاعتقالات والتهديدات، أظهروا موقفاً مهماً، نحن ننظر إلى الأمر الآن، يتحدث البعض كثيراً حول هذا الامر، لكن فليضعوا أنفسهم مكان شعبنا، بعبارة أخرى، فليعملوا في مثل هذا الوضع حيث سُجن فيه الكثير من الناس ويتعرضون للتهديد! مع كل هذه الهجمات، فإن إظهار إرادتك ليس بالأمر السهل، يجب أن يرى الناس هذا، وعندما ننظر إلى كل هذا، فإننا سنرى إن موقف شعبنا كان موقفاً مباركاً وله معنى كبير.
الأمر الثالث هو.. على الرغم من حقيقة أن أردوغان خرب تركيا وجعلها تتضور جوعاً وحولها إلى بلد يعاني من الأزمات من كافة النواحي، مرة أخرى انتخابات؟ لماذا؟ في رأيي، يجب قول الحقيقة بوضوح، في رأيي، حان الوقت لقول “الملكة عارية”، كان خصم أردوغان كردياً وعلوياً، لهذا السبب لم يتم التصويت، من الواضح أن علم الاجتماع الذي أرساه نظام الجمهورية التركية لا يسمح لأي كردي علوي أن يصبح رئيساً، صحيح أن البعض داخل الدولة ربما أرادوا إجراء تغييرات، لكن استخدام كل قوة الدولة تلك هنا، هو نتيجة خطة ومشروع، لقد خلق نظام هذه الجمهورية علم اجتماع تحت قيادة حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية ومنظمة أرغنكون، علم الاجتماع هذا مصطنع وعنصري، تم بناؤه بميول دينية عنصرية من التوليفة التركية الإسلامية، هذه هي النقطة الأساسية والمهمة، إذا لم يكن الأمر على هذا النحو، فقد تعهد أردوغان قبل 21 عاماً، كان يقول: “سأقوم بإنفاذ العدالة وإنهاء القيود والقضاء على الفقر”، هل فعل؟ على العكس، جلب المجاعة، وعلى الرغم من هذا تم انتخابه، لماذا؟، لأنهم عملوا بدعاية قائمة على الأكاذيب، من ناحية، قام أردوغان بالدعاية بطريقة رسمية، لكنه وضعنا بشكل أساسي على جدول الأعمال كما لو إنه سيخوض الانتخابات ضدنا، أراد أن ينمي مشاعر العنصرية والقومية، قام بالدعاية على هذا الأساس، وكان يقول دائماً بطريقة غير مباشرة،” أعتقد أن شعبنا لن يجعل شخصاً لا يتوافق مع قيم شعبنا كرئيس”، من ناحية، عمل على هذا النحو، قام بتنظيم عمل لتوجيه الضربة الرئيسية من جانب مختلف، من خلال الطرق والجماعات، أجرى أكثر الأعمال شموليةً، ماذا فعلوا هم؟ قالوا في كل جزء من تركيا،” نحن نفقد الدولة والدين، سنبقى جائعين، لكن لن نفقد ديننا”، وبهذه الطريقة صوتت الجماهير لأردوغان ولم تصوت لصالح كليجدار أوغلو.
بقدر ما يمكن رؤيته، كليجدار أوغلو رجل نزيه، شخص خدم الدولة لسنوات عديدة، قضى معظم حياته في هذه الخدمة، لم يقبل الرشوة قط، بعبارة أخرى، لم يقبل بالحرام، أدى عمله بتفان، في الحقيقة قّرب بين الكثير من الأطراف بحواره، لا يوجد شيء يمكن قوله حول شخصيته في هذا الصدد، لكن مع ذلك، لم يتم قبول هويته، هذه حقيقة.
انظر، ربما لا يعرف الشباب ذلك، لكن كبار السن يعرفون؛ كان هناك شخص اسمه كاموران إينان في حزب العدالة، كان دائماً برفقة ديميريل، أحد الشخصيات الرئيسية في حزب العدالة، كان من عائلة معروفة من بدليس، كان محيطه يدعم الدولة، كانوا من الكرد لكنهم لم يقولوا “نحن كرد” أبداً، الحقيقة أن كيليجدار أوغلو قال “أنا علوي”، لكنه لم يقل إنه كردي، ومع ذلك، عرف الجميع أنه كردي من ديرسم، كان كامران عنان يجيد التحدث بـ 7 أو 8 لغات، درس الدبلوماسية، في كل مرة يقوم فيها دميريل بتشكيل الحكومة، كان متواجداً في مجلس الوزراء، كان دائماً ينتظر تعيينه وزيراً للخارجية، ولكن بدلاً من ذلك كان يتم منحه دائماً وزارة الطاقة والوزارات الأخرى، باختصار، بغض النظر عن عدد الحكومات التي تم تشكيلها في عهد سليمان ديميريل ، كان دائماً وزيراً في تلك الحكومات، لكنه لم يصبح وزيراً للخارجية أبداً، كان يتوقع أن يصبح وزيرا للخارجية، لأن خبرته كانت في هذا المجال، باختصار، قال كاموران إينان قبل وفاته:” يوجد قانون غير مكتوب في دستور تركيا، هذا القانون هو؛ لا يمكن لشخص كردي أن يكون وزيراً للخارجية”.
إذا لم يستطع شخص كردي أن يصبح وزيراً للداخلية، فلا يمكن أن يصبح رئيساً أيضاً، هذه خلاصة الأمر، ربما في الولايات المتحدة، أصبح شخص مثل أوباما، من العرق الاسود، رئيساً وكان هذا تطوراً، لو تم انتخاب كليجدار أوغلو في تركيا، لكان هذا مهماً لتركيا على مستوى الثورة، ولكن لأن علم الاجتماع قد نشأ كمشروع في تركيا، فإن ذلك لك يفسح له المجال، هذا هو السبب الرئيسي لخسارته.
الآن الكثير من الناس يتجادلون، يدورون حول القضية، لكن لا أحد يقول الحقيقة، صحيح، ربما تحت اسم “الإرهاب”، تم طرح معاداة الكرد وكأن دعاية أردوغان على هذا الأساس قد أتت بنتائج، أو هكذا تظهر، لكن الحقيقة وراء الكواليس ليست كذلك، ما حقق النتيجة هي مشكلة الطائفة والهوية، والأمور الأخرى كانت من الأمور الرسمية، ولكن الشيء الرئيسي الذي نشأ من خلال الطرق والجماعات في الشوارع والقرى وكل مكان كان هذا الموضوع، على هذا الأساس انتصروا على المعارضة.
من ناحية أخرى، كان هناك العديد من أوجه القصور المختلفة، بالطبع، ليست هناك حاجة إلى تقييمها كلها، على سبيل المثال، في الجولة الثانية، غيرت المعارضة كلماتها وفقاً لدعاية حزب العدالة والتنمية، بدأوا في استخدام لغة حزب العدالة والتنمية لأنهم اعتقدوا أن حزب العدالة والتنمية سيحقق النتيجة من خلال القوميين والعنصريين، أي أنهم أيضاً تحدثوا ضدنا، وضد الشعب الكردي، وبهذه الطريقة وقعوا في فخ حزب العدالة والتنمية، أي أنهم وقعوا تحت تأثير دعايتهم، إذا كانوا حازمين وواثقين في خطاباتهم، كان من الممكن ألا تكون النتيجة على هذا النحو، لطالما أصر حزب العدالة والتنمية على خطابه، كان يكذب؛ من الواضح أنه كان يكذب، لكنه كان يصر على نفس الخطاب، على سبيل المثال؛ كان هناك مشاهد مُعدلة يستخدمون فيها صورتي انا، مقطع الفيديو الذي تم استخدامه كان من مراسم أقيمت قبل عامين، على الرغم من أنه كان واضحاً أنهم استخدموا تلك المقاطع بطريقة احتيالية، على الرغم من اعتراف أردوغان بطريقة ما ، إلا أنه أصر وتمسك بتلك المشاهد والخطابات حتى النهاية، ولكن، حزب الشعب الجمهوري لم يفعل الشيء نفسه ، لقد غيروا خطابهم، إن لم يفعلوا ذلك، كان من الممكن أن يحصلوا على المزيد من الأصوات في الجولة الثانية إذا أصروا على سياستهم المبنية على الحل والديمقراطية والسلام والاقتصاد، باختصار، لقد ارتكبوا مثل هذه الأخطاء، كما قلت سابقاً، كانت هناك بعض أوجه القصور الأخرى، لكنها لم تكن رئيسية، في الأساس، علم الاجتماع الذي تم بناؤه مع الهوية والنظام؛ لم يصوت لهم، لقد رفضوهم، ولذلك تم انتخاب الشخص الذي لم يعد في منصبه وتقديمه أمام كليجدار أوغلو، وهذه هي النتيجة الأهم والأساسية للانتخابات.
حزبنا ليس حزبا انتخابياً، هذه ليست مشكلة أساسية بالنسبة لنا، ولكن بالطبع، من الضروري فهم علم الاجتماع الذي تم إنشاؤه في تركيا بشكل صحيح اليوم، كانت هذه واحدة من مشاكل حزب الشعب الجمهوري وحتى بعض الكرد، لأن الكرد أيضا لديهم بعض المقاربات الخاطئة في هذه القضية، على سبيل المثال، إذا كان مرشحاً مختلفاً لحزب الشعب الجمهوري، لكان من الممكن أن يفوز، كان هناك أوجه قصور في مسألة تحديد المرشح، إذا رأوا علم الاجتماع المخلوق وقرأوه بشكل صحيح، لكانوا حققوا الانتصار على الفاشية.
بالطبع، عندما نقوم بتقييمها من وجهة نظرنا، فإننا نفهم من الموقف أن شعبنا يقف مع قضيته، ويسعى إلى الحرية، ويؤيد الديمقراطية ويقف إلى جانب حركته، هذا يمنحنا القوة، وعلى هذا الأساس، نستمد القوة، ومن الآن فصاعداً سنواصل نضالنا على مستوى أعلى وأقوى، لذا يجب على جميع أنصارنا وشعبنا ووطنيينا وأصدقائنا الثوريين الأتراك التصرف على هذا الأساس، يجب أن نستمد القوة من هذه النتيجة، لأنه تم وضع أساس التعزيز فيجب علينا تحويل هذه النتيجة إلى قوة.
في ختام حديثكم ماذا تودون قوله…؟
في الفترة القادمة سوف يتصاعد وتيرة نضالنا من أجل الحرية ونيل شعبنا لحقوقه الطبيعية، بلا شك علينا أن نكون مستعدون لكل أنواع الهجمات، بالطبع نحن جهزنا انفسنا لذلك، ولكن أقول أيضاً:” بالنسبة لنا فإن حل القضية الكردية هي المشكلة الأساسية، ولحلها، فإن هناك حاجة إلى الديمقراطية، المحاور لحل القضية الكردية، ليس حزب ما، وإنما الدولة التركية بنفسها، يعني محاورنا هو الدولة التركية، يعني لا مشكلة لدينا أن نعادي أو نصادق أحزاب داخل النظام، لأن محاورنا واضح، مثلاً، فلو تغيرت الحكومة الآن، كان سيكون أمامنا نفس الشيء لأن هذه سياسة دولة، لذا لا نرى فرق كبير، وسيستمر نضالنا بشكل أقوى.
قبل كل شيء، نحن مستعدون للهجمات، يعني نحن مستعدون للحرب، يجب أن أقول ذلك باختصار، أرادوا عبر مائة عام من القتل والابادة وتجاهلها، إزالة القضية الكردية من الوجود، حيث واصلت حكومة العدالة والتنمية والحركة القومية وأرغنكون هذا المفهوم الجديد عبر الهجمات الشاملة وخاصة في السنوات الثماني الأخيرة، ولكنهم لم يتمكنوا من ذلك، ها نحن في كل مكان، مواقعنا محمية، بالرغم من ذلك، فلو أرادوا تحقيق نتائج عبر القتل والإبادة، وقتها نحن مستعدون لخوض الحرب، على شعبنا أيضاً أن يكون جاهزاً، الموقف الذي يبديه شعبنا، يظهر أنه مستعد لكل شيء من أجل هويته وقضيته، إن شعبنا مضحي للغاية، وسيفعل اللازم في هذا الشأن، وسيقوم بالتضحية اللازمة، نحن نمثل هذه الحقيقة، كردستان واقع في تركيا، والشعب الكردي أيضاً واقع، وجود حزب العمال الكردستاني والكريلا أيضاً واقع، لا يمكنهم تجاهل هذا الشيء، لا يمكنهم القضاء عليهم، لا يمكنهم تجاهل حقيقة القائد آبو والكريلا والكرد وكردستان، الأمر بهذا الشكل، منذ أربعون عاماً يسعون للقضاء علينا، كل عام يقولون “إننا سنقضي عليهم هذا العام وسننتصر عليهم” ولكن لم يتغير شيء، فلو تم إظهار موقف صحيح وعقلاني، وحدث تغيير، حينها القائد آبو موجود في إمرالي، قبل 27 عاماً قبل الآن قاموا بالحوار معه، وقال في تلك اللقاءات، أنه يستطيع حل المشكلة الكردية خلال أسبوع، يعني إذا كان الحل هو المطلب، فإن القائد آبو هناك، ولك إذا يريدون تحقيق نتائج عبر قتل الشباب الكرد، سوف لن نسمح بذلك وسنهزمهم، العمق التكتيكي والأسلوب الذي تم خلقه، يدل على أننا سننتصر، نحن مؤمنون بذلك حتى النهاية، وعلى شعبنا وأصدقاؤنا أن يؤمنوا بذلك، كيف أننا أوقفنا العدو حتى الآن، فسوف ننتصر من الآن فصاعداً أيضاً.
في هذا الإطار، وقبل كل شيء أدعو المرأة والشباب الكرد، لتقوية العمل التنظيمي، وأنادي الشباب والشابات أن يقودوا المجتمع وأيضاً يصعّدوا من العمل، أن يتوجهوا إلى ساحات الكريلا، نحن بانتظارهم، عليهم أن يقوموا بدورهم في هذه الفترة المهمة، نحن واثقون بأن الشباب الكرد جديرين بهذا الشيء، ها هو العدو يخاف منهم، انظروا، إنه يهاجمهم في كفر وبرسوس وفي كل مكان، وتعتقلهم، لأنه يخاف منهم، ولكن لا أحد يستطيع أن يوقف هؤلاء الشباب، هذه حقيقة، والتي سنكون واثقين منها حتى النهاية، سيكون النصر حليفنا، النصر سيكون حليف القوى الديمقراطية وحليف الشعوب الكردستانية.