المقابلات

كالكان: كان بالإمكان منع حدوث مؤامرة 15 شباط

صرح عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني، دوران كالكان، أن أهداف مؤامرة 9 تشرين الأول فشلت، وقال إنه “إذا كان من الممكن إدارة المرحلة بشكل أفضل، لكان من الممكن منع حدوث مؤامرة 15 شباط”.

أجاب عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني (PKK) دوران كالكان، على أسئلة وكالة فرات للأنباء (ANF) بمناسبة ذكرى مؤامرة 9 تشرين الأول 1998 التي بدأت ضد القائد عبد الله أوجلان، وجاء في الجزء الثاني من الحوار مايلي:

كيف استقبل قائد الشعب الكردي هجوم المؤامرة الذي بدأ في 9 تشرين الأول 1998، وما هو خط النضال الذي طرحه ضد المؤامرة؟ وهل كان للذهاب إلى أوروبا أي علاقة بهذا الأمر؟

كان القائد أوجلان يدرك جيداً معنى القضية الكردية التي أفرزتها الحرب العالمية الأولى بالنسبة للكرد، وللمنطقة والعالم بأسره، وللدول والشعوب، لذلك كان يعلم أن القضية مليئة بالصعوبات ولها عمقها العالمي والتاريخي، ففي الواقع ، في عام 1973، إن تبنيه للقيادة كان بناءً على هذا المفهوم، وقد أجرى عمليات بحث وتفتيش مكثفة، حيث قرأ المئات بل الآلاف من الكتب، وبحث في الحقيقة التاريخية، وحقيقة النظام العالمي، وتاريخ الكرد والشرق الأوسط، لهذا السبب آماط اللثام عن حيثيات القضية الكردية. كما بحث فيما إذا كان هناك أمل وفرصة للحل أم لا، ووجد المصاعب التي تحملها، لكنه رأى أنه إذا تم استيعاب الصعوبات وتجاوز العقبات، فهناك بصيص أمل لحل القضية الكردية وضمان وجود الكرد وحريتهم، فمن خلال نور الأمل هذا بدأ قيادته، ووجّه نفسه لمثل هذا النضال الصعب.

أثناء قيامه بهذا الأمر، أشار لنفسه بوضوح: لا توجد طريقة أخرى من أجل حياة إنسانية، ولم يكن لدى الشعب الكردي لبناء وجوده بطريقة إنسانية والوصول حياة حرة أي طريقة أخرى، كذلك، لم يكن هناك طريقة أو فرصة أخرى لحياة إنسانية، وحياة حرة ومتساوية ونظام ديمقراطي في العالم، فبدون حل القضية الكردية، لم يكن من الممكن تغيير وتجاوز نظام الحداثة الرأسمالية العالمية القائم على نظام حكم الدولة المهيمن والاستعماري والاستعبادي والقمعي الممتد منذ خمسة آلاف عام، وعلى العكس من ذلك، فمن أجل تحقيق حياة حرة ونظام ديمقراطي يقوم على حرية المرأة، من المستحيل بناء حياة بديلة حرة وديمقراطية دون حل القضية الكردية.

ولم تكن هناك فرصة أخرى لشعوب العالم في التمتع بحياة حرة وديمقراطية، لبناء ما يُسمى بالثورة العالمية، والثورة الديمقراطية والحرية، وخلق عالم بديل، ولقد كان حل القضية الكردية أمراً ضرورياً وملحاً للقيام بجميع تلك الأمور، فمن خلال إبراز المعرفة بكل هذه الأمور، وعلى أساس استيعاب الصعوبات وتجاوز العقبات، بدأ بنضال الحل لهكذا نمط من القضايا، وأخذ على عاتقه تطوير هذا النضال وقيادته وقيادة مثل هذا النضال، لقد أخذ في قرارة نفسه قراراً، وقبل بقيادة كهذه وانخرط في هذا النضال على أساسها.

ماذا يعني كل هذا؟ لقد كان القائد أوجلان يعرف بأن النضال مليء بالعقبات، وسيتقدم بصعوبة، ويتطلب شجاعة وتضحية كبيرين، سيكون هناك دائماً ألف عائق وعائق أمامه في كل خطوة يخطوها في الداخل والخارج وسيواجه كل أنواع هجمات المستسلمين والخونة والمستعمرين والإمبرياليين، لقد بنى مفهومه للنضال وفقاً لذلك، وعلى هذا الأساس، طوّر خط نضاله، وبناءً على ذلك، بنى أسلوبه النضالي.

كان يتوقع دائماً هذا: إذا كان هناك فرصة أوإمكانية حتى واحد بالمائة، استغلها وطورها، فإن تطوير الكفاح الثوري تشبه طريقة حفر البئر بإبرة، كما أن إدارة الأنشطة اليومية مثلما هي دائماً، ستُواجه بالعقبات والهجمات وسياسات الإمحاء، وبناءً على ذلك، أصبح الانفتاح على ذلك الأمر النهج الأساسي للقائد أوجلان، وبهدف تحقيق النصر، وإيجاد حل للقضية الكردية، انخرط في النضال من خلال فهمه وإيمانه بنور أمل الانتصار، وكان يتوقع أنه في أي لحظة قد يواجه هجوماً مدمراً ويُقضى عليه، وعليه واصل جهوده على درب تحقيق النصر، كما أنه كان على استعداد لمواجهة أي هجوم استبدادي في أي لحظة، هذا ما كان عليه فهم وفلسفة القائد أوجلان، فأسلوب نضاله وحياته كانت قائمة وفقاً لذلك، وكان يذكر ذلك على الدوام، ولكي يفهم الشعب والكوادر والكريلا هذا الأمر، قال بشكل صريح، أي فهم وأسلوب يجب أن يكون لدى أولئك الذين يريدون النضال من أجل حل القضية الكردية في كردستان، وبهذا السياق والمعنى، كان منفتحاً ويقيم على الدوام بإمكانية حدوث هجمات من هذا النوع.

كما أنه واجه هجمات مماثلة في أوقات مختلفة، لكنه كان دائماً يُفشل هذه الهجمات المماثلة، وفي البداية، بنى أساليبه على أساس قدرته على منع الهجمات من الوصول إليه، ووفقاً لهذه الأساليب المبنية قام بتنظيم وتدريب شخصيته، لقد نظم حياته وفقاً لذلك، وقد خلق أسلوب حياته ونضاله وفقاً لفكره، ولهذا كان يجب أن تصله الهجمات التي حدثت في أي لحظة، فأنه كان يتحرك بحذر وحساسية كبيرتين لأجل عدم تحقيق هذه الهجمات نتائجها المرجوة، وكان دائماً صاحب مواقف انضباطية ومنظمة، وقال على هذا الأساس، ’لقد قضينا على أنواع الحياة تلك في النظام‘، ولقد وجه نفسه تماماً لمثل هذه الحياة الجديدة والأسلوب، لقد درب ذاته، ونظم نفسه انضباطياً وفقاً لها، في الواقع، وبطريقته هذه، لقد أحبط العديد من الهجمات بالإضافة إلى المؤامرة الدولية ضده، كما أنه أحبط مؤامرة بيلوت(طيار) والجواسيس أمثاله الذين تم توظيفهم للتجسس على الحزب، لقد أفشل كافة محاولات اغتياله المختلفة.

لقد عاش القائد عبد الله أوجلان وقاوم دائماً على خط الذي خلقه لأجل تحقيق حل القضية الكردية بنجاح، وقد خطط لهذا الغرض، ولقد نظم مسيرته وفقاً لذلك، وطور إستراتيجية وتكتيكات النضال وفقاً لهذا المخطط، لكنه توقع وافترض على الدوام، بأنه قد يواجه هجمات، وبإمكانه هزيمة الانقلابات، وربما يواجه هجمات القضاء على جميع المستويات، ولقد وضع هذه الاحتمال والتوقعات في على جدول أعماله، فأنه أشار إلى أنه إذا نفذ هذا النضال على هذا الأساس، فيمكن أن يكون نضالاً ناجحاً، لكن دائماً رأى نفسه بالطريقة التي يمكن أن يتعرض للهجوم المحتمل في أي وقت كان.

وعلى هذا الأساس، أنه خلق مفهوم، خط، استراتيجة، وتكتيك المقاومة، كما أنه في مرحلة المقاومة في عام 1976 وما بعدها وبهدف تطوير حركة الشبيبة الكردستانية، وبعد استشهاد الرفيق حقي قرار في 18 أيار 1977، قد وضع مفهومه الدفاع عن النفس على أساس الحزبية والحماية على جدول الأعمال وطوره، وفي هذا السياق، طور استراتيجية النضال على أساس العنف الثوري ضد المباني، المؤسسات، الأشخاص الذين أصبحوا جواسيس، وبالتالي نفذت مرحلة التحزب بنجاح من خلال المقاومة والنضال على أساس هذه الاستراتيجية، كان على ذاك الإيمان، أنه يجب تشكيل جبهات في كردستان وتركيا ضد الانقلاب العسكري الفاشي في 12 أيلول، والذي تم تطويره لمنع ذلك وبهدف هزيمة التطورات الثورية، كان هناك حاجة ماسة لإبداء النضال ضد الهجوم الفاشي على أساس الكريلا، لا يمكن تحقيق هذه التطورات الثورية إلا من خلال هذا، فقد آمن بذلك وحاول بكل قوته تطوير كالمقاومة هذه التي ابدتها قوات الكريلا، وفي 15 آب 1984، بدأ بمرحلة قوات الكريلا من خلال تصحيح القصور والأخطاء على هذا الأساس، وحاول ضمان تطويرها بطريقة ناجحة من خلال منع أي نوع من الإحباط والفشل.

كان أسلوب القائد أوجلان، هو الذي أفشل الهجوم المخطط للعدو في عامي 1988-1987، في الدرجة الأولى في العالم، ثم كان القائد أوجلان هو من أفشل عملية احتلال جنوب كردستان عام 1992 وأحبطه، ونتيجة ذلك، قيم التطورات الثورية في العالم والمنطقة وأعلن وقف إطلاق النار الأول من جانب واحد في آذار 1993 وفتح الطريق لحل سياسي ديمقراطي للقضية الكردية، وأشار إلى أنه يمكن أن ينتصر باستراتيجية النضال السياسي الديمقراطي كاستراتيجية جديدة، بينما تنبأ بأن الحرب تخلق المشاكل، وهذا يكفي، ويجب أن يتم الحل من الناحية السياسية الديمقراطية، وبدأ بمرحلة المقاومة بهذه الطريقة.

لقد طور مقاومة الكريلا والشعب، عندما رد العدو القاتل – الفاشي من خلال هجوم شامل ومبيد على نضاله، وفي ذلك الإطار، أبدى مقاومة لا مثيل لها، وقضى على جميع المواقف الارتزاقية، وأفشل جميع الهجمات الارتزاقية والإبادة التي طورها أشخاص مثل دوغان غورش، تانسو شيلر، ومحمد آغار وتم تنسيقها من قبل دميرل، وأحبطته بالكامل.

ونتيجة لهذا كله، طور الخطط التكتيكية لمرحلة وقف إطلاق النار بين أعوام 95-98، التي مهدت الطريق لحل سياسي ديمقراطي، وعندما لم يتمكن من تحقيق النتائج التي أرادها، قيم الوضع في عام 1998 وأقتنع بهذا الأمر، أنه يجب أن تتواصل المرحلة بوقف إطلاق النار، وأن إبداء المقاومة بالأسلوب الحالي لن يؤدي إلى أي نتائج، وقرر البدء بمرحلة وقف إطلاق النار في الأول من أيلول 1998، لقد فعل هذا لأجل تجاوز الأزمة الحالية وفتح الطريق لحل سياسي وديمقراطي لأجل القضية الكردية، وكان يميل إلى هذا الأساس.

يتبع..