المقابلات

كالكان: الهدف من مؤامرة 9 تشرين الأول هو الإبادة

صرح عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني (PKK) دوران كالكان، أن القائد أوجلان كان مستهدفاً من خلال مؤامرة 9 تشرين الأول، لكن هذا الاستهداف لم ينجح.

أجاب عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني (PKK) دوران كالكان، على أسئلة وكالة فرات للأنباء (ANF) بمناسبة ذكرى مؤامرة 9 تشرين الأول 1998 التي نفذت ضد القائد عبد الله أوجلان، الجزء الأول المفصل للحوار مايلي:

كيف كان المشهد السياسي ـ العسكري في العالم والمنطقة وفي كردستان في فترة المؤامرة الدولية في 9 تشرين الأول 1998…؟

قبل كل شيء، أحيي مقاومة القائد عبد الله أوجلان ضد المؤامرة الدولية المستمرة منذ 23 عاماً، كما أحيي مقاومة “لن تستطيعوا حجب شمسنا” التي شكلت حلقة من النضال حول القائد أوجلان، في شخص الرفيقين خالد أورال وآينور آرتان بكل تقدير واحترام.

أبارك نضال الشعب الكردي الذي لم يتوقف أبداً، واتحد حول القائد أوجلان، وواصلوا نضالهم في ظل كافة الظروف الصعبة، هذه المقاومة ضد المؤامرة ستتوج بكل تأكيد بالنصر، أنا أؤمن بهذا الموقف من القلب والروح، بأن الشعب الكردي والمرأة الكردية سيحققون الحرية الجسدية للقائد أوجلان وسيبنون حياة حرة.

بدون شك، أن الحدث الأهم الذي نفذ في القرن العشرين كان المؤامرة الدولية في 9 تشرين الأول عام 1998، بالطبع العديد من الأطراف التي شاركت في هذه المؤامرة، وصفت القائد أوجلان بأنه ثائر القرن العشرين، بالطبع فقد ظهر في كل عصر، قادة وثوار مقاتلون وأبطال عظماء ولا مثيل لهم وتوجوا المقاومة بنصر قضايا الشعوب ودافعوا حموا القيم الإنسانية، ولهذا السبب، أصبح القرن العشرين بالفعل قرن الثوار.

ضد هذه الحركة الثورية العظيمة، حتى في ربع القرن العشرين، ظهرت ثورة مضادة وتم تعريفها على هذا النحو، تم قمع التطورات الثورية في ربع قرن ونصفه، في نهاية القرن، الثوار الذين كتبوا التاريخ، أرادوا محوهم من التاريخ هذه المرة، من انتفض ضد هذه الشيء ودفع بنضال الحرية في كردستان إلى الأمام، هو القائد عبد الله أوجلان، وبسبب ذلك، أرادت هذه القوة الناهبة، القضاء القائد عبد الله أوجلان وهزيمة هذه الثورة العظيمة قبل نهاية هذا القرن، لذلك يجب أخذ حقيقة المؤامرة الدولية بعين الاعتبار وتقييمها ضمن هذا الإطار.

نحو استراتيجية العالم الحديث

كما نعلم انه منذ بداية القرن العشرين، هناك اجراء استثمار كبير من اجل الاسلحة، وقامت الحرب العالمية الأولى، بلا شك ان الحدث الاكثر اهمية في الحرب العالمية الاولى، هي قيام الثورة البلشفية في روسيا في 1917، وضعت الثورة التي قامت بقيادة لينين بصمتها في بدايات القرن العشرين، وفشل هذا التطور الثوري في نهايات القرن العشرين، تطورت هذه المرحلة وتحولت إلى حرب عالمية ثالثة، لذا يمكن القول بكل اريحية ان الحدث الاكبر الذي قام في نهايات القرن العشرين في الحرب العالمية الثالثة، هو المؤامرة الدولية ضد القائد عبدالله اوجلان.

في بداية عام1990 تفكك الاتحاد السوفيتي ودخل العالم في مرحلة الحرب العالمية الثالثة، وقعت في هذه المرحلة ظاهرة عجيبة في الشرق الأوسط، ما هي تلك الظاهرة؟ دخلت القوات العراقية بقيادة صدام حسين في 2 من آب عام 1990 إلى الكويت واحتلتها، ما ادى هذا الاحتلال الى اندلاع ازمة الخليج وحربها، بدأت هذه المرحلة في الشرق الاوسط، وجلبت معها مرحلة جديدة في العالم.

ان تفكيك الاتحاد السوفيتي السابق، وجّه إدارة صدام حسين نحو احتلال الكويت، أو إن احتلال صدام حسين للكويت أسرعت من تفكيك الاتحاد السوفيتي؟ بالتأكيد يمكن النقاش حول هذا السؤال؟ ولكن تطورها في الوقت ذاته ليست صدفة.

في هذا الإطار عندما نركز الى أي مدى ساندت الولايات المتحدة الامريكية صدام حسين من اجل احتلال الكويت، وان لم تكن تسانده بشكل قوي، يمكننا القول انها لم تصده ايضاً، واعطته الضوء الاخضر وراء الكواليس.

من ناحية الاحتلال، ان أكثر قوة قيمت هذه المرحلة من الناحية العسكرية والسياسية هي الولايات المتحدة الأمريكية، كمبدأ عام، أي جهة استفادت أكثر من هذا الحدث، ولها تأثير في حدوثه، لذلك يمكننا القول ان الولايات المتحدة الامريكية استفادت أكثر من أي جهة أخرى من عملية حرب وازمة الخليج.

ولكن الى متى ستستمر عملية الاستفادة هذه؟ هل لوقت طويل، أم لوقت قصير؟ هل وصلت الولايات المتحدة الأمريكية الى هذا المستوى من التأثير، أم انها فشلت في النهاية؟

هذا موضوع نقاش آخر، ولكن في اوائل التسعينات فتحت الساحة لولايات المتحدة الامريكية من الناحية العسكرية والسياسية، قامت الولايات المتحدة الامريكية، في عملية تفكيك الاتحاد السوفيتي بتقييم هذا الوضع وبدأت باسم ” تصحيح العالم الحديث ” استراتيجية حديثة من الناحية العسكرية والسياسية، وطبقتها من الناحية العملية، لذلك قبل أي شيء يجب السيطرة على القيادة السياسية والعسكرية، كيف يمكنها الاستفادة من ازمة وحرب الخليج، طورت في الساحة الاقليمية والعالمية اتفاقيات سياسية ضد إدارة صدام حسين، وحاولت التقدم في كل المجالات.

عندما ننظر الى النتائج النهائية التي خرجت الى الساحة، ونظرنا الى القاعدة الاستراتيجية لتصحيح العالم الحديث التي خرجت في التسعينيات بقيادة الولايات المتحدة الامريكية في الشرق الاوسط والعديد من الجهات العالمية، يتم رؤية سياسة نشطة بشكل واضح، خاصة مع حرب الخليج، هزمت قوة حكومة صدام حسين وقسمت العراق الى ثلاثة اقسام، وحاصرت إدارة صدام حسين حول بغداد، ولم تسمح بتقدم هذه الإدارة باتجاه الجنوب وشمال العراق، تم اغلاق المعادلة 36 و32 من قبل إدارة صدام حسين بشكل كامل، وبذلك اسست سلطة عسكرية وسياسية في العراق، بهذه الطريقة كسرت الحلقة الوسطى من السلسلة إيران-العراق وسوريا والتي مركزها العراق، هذا التطور هزم إدارة صدام حسين بشكل كامل، وقلصت من تأثير قوة إيران وسوريا.

أرادوا حصر حزب العمال الكردستاني في شمال كردستان

من ناحية أخرى ، واستناداً إلى عملية قوة المطرقة، التي تتخذ من هولير مقراً لها، تم إنشاء إدارة جنوب كردستان، وتم اغلاق جنوب كردستان أمام حركة الحرية لحزب العمال الكردستاني، في محاولة لحصر وجود حزب العمال الكردستاني فقط في شمال كردستان، إدارة جنوب كردستان التي تأسست على أساس عملية قوة المطرقة، ودخلت في تعاون عميق للغاية مع الولايات المتحدة والجمهورية التركية وعملت كقوة إقليمية ضد حزب العمال الكردستاني، أرادوا حصر حركة الحرية في شمال كردستان بهذه الطريقة، ولإبقاء الشعب الكردي وحركة الحرية تحت سيطرتهم بهذه التكتيكات، فإذا ما حدث كل ذلك، فهذا يعني أن الولايات المتحدة كانت ستمتلك كل شيء في الشرق الأوسط من الناحية العسكرية والسياسية.

وفي التسعينيات ومن خلال هذا الأسلوب، عززت الولايات المتحدة من وجودها في العديد من مناطق العالم، وطوّرت قوتها على الصعيدين العسكري والسياسي، ففي البلقان، حققت بعض النتائج من خلال اللجوء إلى الحرب، وفي القوقاز أيضاً حققت بعض النتائج من خلال الحرب، وبعد هذه التطورات والوضع الحالي ، ليس من الممكن ومع الحرب العالمية الثالثة أن يكون لها تأثير مثل السابق، فمن أجل ذلك، تريد تعميق الأزمة في العراق وتفرض كل سيادتها على المنطقة، وتريد أن تبني على أساس هذا التحكم، وبشكل أساسي في كردستان والعديد من المناطق الأخرى، ولهذا السبب، تريد بشكل خاص بسط سيادتها على حركة الحرية وتعميق الحصار عليها، لماذا ؟ فإذا لم تفرض سيادتها بالكامل على العراق، بعد القضاء التام على إدارة صدام حسين، ولم تضيق المجال لحزب العمال الكردستاني، فقد يزداد تأثير حزب العمال الكردستاني على جنوب كردستان، كما أن هذا الأمر يمكن أن يعرقل في المستقبل أي خطوة للولايات المتحدة في المنطقة، وهذا بحد ذاته بالنسبة لهم يصبح مصدر خوف وقلق.

لذلك، أصبحت مؤامرة 9 تشرين الأول 1998 على جدول أعمال الولايات المتحدة وبدأت الهجوم على القائد أوجلان، لقد أرادت من خلال المؤامرة، ترك حزب العمال الكردستاني بلا قائد وكسر نفوذه، ومن ثم بذريعة هجمات 11 أيلول 2001، هاجمت تنظيم القاعدة واحتلت أفغانستان، وفي عام 2003، أطلقت هجوماً ضد إدارة صدام حسين، وفي خضم هذه المراحل، تم تفعيل المؤامرة الدولية ضد القائد أوجلان خطوة بخطوة.

بدون شك، لا ينبغي أن يُنظر إلى الولايات المتحدة على أنها دولة تعمل بمفردها، فيجب النظر إليها كقائد منظومة، فهي تعمل بنشاط مع إسرائيل والمملكة المتحدة، ولا تزال تستخدم الناتو بكافة الطرق، فعندما ننظر إلى كل هذه القوى في شخص الولايات المتحدة، فإن التدخل ضد الشرق الأوسط أخطر بكثير من الهجوم الذي حصل خلال الحرب العالمية الأولى.

ففي سياق هذه التقييمات، إذا ذكرنا بإيجاز الوضع السياسي والعسكري في كردستان، فكما هو معروف، لقد هُزم الحزب الديمقراطي الكردستاني بعد توقيع اتفاقية الجزائر عام 1975، وبذلك انتهت مرحلة مقاومة الكرد وانتهت مدتها، لكن بعد فترة، ظهرت مطالب جديدة من أجل الحرية والاستقلال، ففي الجزء الأكبر من شمال كردستان، لم يكن الخط الإقطاعي في شخص الحزب الديمقراطي الكردستاني موجوداً، وظهر خط الحرية الوطنية بقيادة القائد أوجلان وحزب العمال الكردستاني.

وفي سبعينيات القرن الماضي، أصبحت حركات الشبيبة بشمال كردستان على نحو متزايد حركات اجتماعية وحركات شعبية، لقد كان هذا بحد ذاته بحثاً جديداً لحرية الشعوب، وكانت لا تزال في المرحلة الأولية، لقد أرادوا هزيمة هذه الحركات، فالدولة التركية التي سلمت قوتها للحداثة الرأسمالية، قامت بالانقلاب العسكري الفاشي في 12 أيلول، فمع هذا الانقلاب، أرادوا القضاء على حركة الحرية في شمال كردستان، فكما هو معروف، لقد قاوم حزب العمال الكردستاني كل هذه الهجمات وأفشل جميع هذه الهجمات، وعلى الرغم من أن الدولة التركية أرادت تطوير استراتيجية معادية للثورة في تشرين الأول 1992 مع القوات المتعاونة معها في جنوب كردستان، إلا أنها لم تحقق هدفها.

ما هو مستوى الصراع والعلاقة بين الحداثة الرأسمالية التي تعد نظام دولي، وبين حزب العمال الكردستاني (PKK)؟ لماذا استهدفت المؤامرة الدولية القائد أوجلان؟

ظهرت القضية الكردية خلال الحرب العالمية الأولى وفي نهايتها داخل نظام الحداثة الرأسمالية، وفي هذا السياق، هذا النظام قسم كردستان، كما أنه اعتبر الشعب الكردي وكامل كردستان غير موجودة، وفي هذا الإطار، واجه الشعب الكردي الإبادة الجماعية والمجازر في ظل سلطة الدول القومية، ولهذا السبب، لقد اعتبرت هذه الدول القومية إن كل قوة تهدف إلى حرية الشعب الكردي، معادية لها سياسياً وعسكرياً، كما أنهم وبدعم القوى الرأسمالية العالمية القضاء على أية شرارة للحرية أينما وجدت وتدميرها بالكامل.

ظهر وضع الإبادة هذا أيضاً في الانتفاضات التي قامت في شمال كردستان في الأعوام 1925-1940، حيث أنه أظهر بالفعل في انتفاضة سمكو شكاكي في شرق كردستان، وأظهرت نفسها في جمهورية مهاباد الكردية وأيضاً في انتفاضات جنوب كردستان بكل وضوح، كما أن هزيمة انتفاضة بارزاني في عام 1975 أيضاً، قد حدثت من قبل هذه القوات.

مهما كانوا قد قسموا كردستان إلى أجزاء، ووضعوا كل جزء منها تحت سيادة دولة قومية، فقد تم في النهاية إدارتها من قبل نظام الحداثة الرأسمالية، واستمرت هذه المعايير مع معاهدة سعد آباد، وحلف بغداد في القرن العشرين.

يعني، أينما حدثت انتفاضات لأجل الحرية في أي جزء من كردستان، ونظمت، تم الهجوم عليها من قبل هذه القوى المهيمنة، ظهرا هذا الموقف أيضاً في شخص القائد أوجلان وحزب العمال الكردستاني، مهما كان حزب العمال الكردستاني قد تأسس كحركة الحرية في شمال كردستان من أجل الحرية واستقلال الشعب الكردي، وطور نفسه كحركة تحررية من حيث الفكر والعملية، ومهما كان هدفه الرئيسي هو الحرب ضد الجمهورية التركية، فقد رأى نظام الحداثة الرأسمالية ضده في كل خطوة من مسيرته لأجل الحرية، حتى أن هذا الوضع قد قوّت سعي الجمهورية التركية الفاشية للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي الناتو وأنها لا تزال تكتسب المزيد من الفوائد في المجالين السياسي والعسكري.

في الواقع، فإن الدعم الذي يقدمه نظام الحداثة الرأسمالية للدولة التركية ضد الكرد لا يعود فقط لسبب انضمامها لحلف الناتو فحسب، هذا الوضع يعود لوجود القضية الكردية من قبل، فأن الدول مثل إيران، العراق وسوريا التي لم تصبح عضو في الناتو، لكنها تتلقى الدعم في حربها ضد الشعب الكردي، من قبل نظام الحداثة الرأسمالية، وتدير الشعب الكردي وفق هذا النظام الرأسمالي، ولقد نفذت عمليات سياسة وعسكرية ساحقة ضد النضال الكردي، لماذا؟ لأن القوة التي خلقت المشكلة الكردية هي نظام الحداثة الرأسمالية، الذي يريد تجاهل الشعب الكردي والقضاء عليه، لذلك، فإنها تستهدف كل فكر ونشاط من أجل الحرية اللذان يصبحان مضادتان لنظام الحداثة الرأسمالية في وقت قصير، فأن هذا الوضع يطبق أيضاً ضد حزب العمال الكردستاني، الذي يقود النضال من أجل وجود، وحرية الشعب الكردي بالطريقة الأكثر راديكالية.

بعد تأسيس حزب العمال الكردستاني نفذ الانقلاب الفاشي

نفذ انقلاب العسكري الفاشي في 12 أيلول 1980، كما حدث في نهاية تشرين الثاني 1978، بعد تأسيس حزب العمال الكردستاني منذ وقت قصير، ويعلم الجميع بوضوح أن هذا انقلاب لحلف الناتو وتم تنفيذه بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية (DYE)، وقال الأنقلابيون هذا، لقد قبلت إدارة الولايات المتحدة الأمريكية والمحيطين بالناتو هذا الأمر، فإن الانقلاب العسكري في 12 أيلول 1980 كان في الواقع بهدف القضاء على حركة الحرية في كردستان، بينما القوة الرئيسية خلف هذا الانقلاب هي النظام الرأسمالي العالمي والتي قادها الولايات المتحدة الأمريكية التي تحميها حلف شمال الأطلسي، وبالتزامن مع انقلاب 12 أيلول، واجه كل من حزب العمال الكردستاني ونظام الحداثة الرأسمالية بعضهما البعض.

اعتبر الناتو عمليات قوات الكريلا التي نفذتها في 15 آب 1984 في منطقتي أروه وشمزينان كهجوم ضده، وقيم هذه العمليات على هذا النحو، حيث أن الدولة التركية، التي نقلت المشكلة إلى حلف الناتو عام 1985، لم تواجه أي صعوبات بهذا الشأن، لأن نظام الناتو أعتبر بالفعل حزب العمال الكردستاني هجوماً ضده، ولذلك، وافق على طلب الدولة التركية على الفور ثم نفذ الهجوم للنظام العالمي المخطط له في عامي 1987 – 1988 ضد حزب العمال الكردستاني.

لقد أعلن الوضع السياسي في كردستان، الحرب المحتدمة في عامي 1987 – 1988، ووقف الحرب العراقية الإيرانية بتدخل من النظام العالمي،جعلوا من جيشي إيران والعراق كالسندان، وبدعم من الناتو جعلوا من جيش الاحتلال التركي أيضاً المطرقة بأسلوب المطرقة والسندان، في مركز كردستان القضاء على المقاتلين الكرد في بوطان والقضاء على القائد أوجلان من خلال الهجمات التآمرية وعبر تنظيم “وحدات ثوار حزب العمال الكردستاني: الذمشلكة من مجموعة من االمغتالين، وبمحاصرة الحزب، مثل الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي تم توظيفه من قبل النظام العالمي للقضاء على حزب العمال الكردستاني، .تطور هذا الضغط السياسي – العسكري في كردستان والشرق الأوسط تم تنظيمه من قبل دعوى دوسلدورف في ألمانيا، ومحاولة الضغط عليه وتنفيذه بأي شكل كان عبر أوروبا. من الواضح أن هذا هجوم مخطط بعمق.

لقد أحبط حزب العمال الكردستاني خطة الهجوم للنظام العالمي بإبداء مقاومة عظيمة، وبالتالي أظهروا هجوماً مخطط له للنظام العالمي لعملية قوات المطرقة واسعة النطاق في عام 1991 وحرب جنوب كردستان، كما أنهم أردوا كسر قوات الكريلا التي لم تهزم في عام 1988 – 1987، من خلال الحرب الدائرة في جنوب كردستان والهجوم السياسي في تشرين الأول 1992، بالكامل، كما انتصرت مقاومة القائد أوجلان ومقاتلو الكريلا ضد هذه الهجمات، كما هزمت المقاومة خطة الهجوم هذه، بالإضافة إلى حقيقة أن القائد أوجلان قد أعلن عن أول وقف لإطلاق النار من جانب واحد في آذار 1993 وبتأثيره السياسي، قدم نظام الحداثة الرأسمالية العالمي دعمه للدولة التركية بكل الأساليب وبدأت بمحاولات القضاء على حزب العمال الكردستاني في أعوام 1993- 1998.

يمكننا القول أن الحرب التي دارت في أعوام 1993 – 1998 كانت أكبر حرب دائرة بين الكرد والدولة التركية، إنه الشيء نفسه من حيث الاتساع، العمق والاستمرارية، فأن هذه الحرب ليست حرباً صغيرة لدرجة أن المرء ينظر إليه على هذا النحو، لقد استخدمت الدولة التركية جميع قواتها بقيادة دميرل، تشيلر، وإدارة مرتزقة آغار، وسلطتها بهدف القضاء على حزب العمال الكردستاني بطريقة غير قانونية واللا أخلاقية، في إطار مفهوم الحرب الخاصة الفاشية – القاتلة.

قدم الناتو الدعم للدولة التركية بكل الأشكال

لقد قدم حلف الشمال الأطلسي-الناتو الدعم بكل الأشكال للدولة التركية في حرب من هذا النوع، واُستخدمت جميع الأسلحة التي انتجته حلف الناتو من قِبل الدولة التركية ضد مقاتلي الكريلا الكرد خلال هذه الحقبة، وباتت الدولة التركية تمتلك أحدث التقنيات العسكرية المتطورة، وهنالك بيانات ومذكرات للجنرالات الأتراك في هذا الشأن، ويمكن للمرء أن يطلع عليها.

نحن لا ندعي أو نكيل الاتهامات جُذافاً، فهم أنفسهم يعترفون بذلك، وهناك اعترافات شفهية وخطية بهذا الشأن، يمكنكم قراءة مذكرات دوغان غوراش، الذي يتحدث فيها عن كيفية وضع إدارة الدولة التركية تحت سيطرته بانقلاب سري ، وكيف هدد حلف شمال الأطلسي الناتو وجعله متربطاً به، وأصبحت تركيا تمتلك أحدث الأسلحة المتطورة، كم أنه يتحدث بصراحة عن الأمور التي باتت تركيا تمتلكها مجاناً بدون دفع أموال، نحن نقول هذه الأشياء استناداً لأقوالهم.

إن الصراع بين الناتو الذي يمثل نظام الحداثة الرأسمالية العالمية العميقة وحزب العمال الكردستاني بهذا المستوى، فالحلف يحاول بكل قوته كسر النفوذ العسكري لحزب العمال الكردستاني من أجل تحويل حزب العمال الكردستاني إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني ويضعه في خدمة نظامه، فمن ناحية، قدم الدعم العسكري والسياسي وشحنات الأسلحة للدولة التركية بكل السبل المتاحة، وغضت الطرف عن هجمات الإبادة الجماعية الفاشية بكل الأشكال غير المشروعة وهجمات الإبادة الجماعية الفاشية على حزب العمال الكردستاني والشعب الكردي.

ومن ناحية أخرى، بذل قصارى جهده لإخضاع حزب العمال الكردستاني وجعله في خدمة مساره، فالسياسة المسماة “الترغيب-الترهيب”، هو نظام حلف الناتو، تم استخدامها كثيراً ضد حزب العمال الكردستاني خلال هذه الفترة، فمن من خلال تقديم الدعم للدولة التركية، أراد ترهيب حزب العمال الكردستاني والشعب الكردي، وفي ذات الشأن دعا حزب العمال الكردستاني إلى الاستسلام.

فإذا أجاب بقبول سياساته، فسيصبح جزءاً من نظام الدولة القومية الحالي، وعلى هذا الأساس، ووفقاً لمصالح نظام الحداثة الرأسمالية، فإنه سيمضي مع دول وشعوب الشرق الأوسط، ويصبح قوة كردية تخدم نظام الحداثة الرأسمالية، فكما قالوا عن الحزب الديمقراطي الكردستاني إنهم سيقبلون أيضاً حزب العمال الكردستاني.

إن الحزب الديمقراطي الكردستاني-PDK، في الحقيقة ليست حركة كردية، بل هي قوة يستخدمها نظام الحداثة الرأسمالية لضرب الكرد والقوى السياسية الأخرى في الشرق الأوسط ببعضها البعض والاستفادة من هذا الصراع، وما طُلب من حزب العمال الكردستاني هو قبول مثل هذا النهج والخط، لكن القائد أوجلان وحزب العمال الكردستاني رفضا دائماً هذا الوضع، ولطالما رفض حزب العمال الكردستاني والقائد أوجلان السماح بأن يصبح حزب العمال الكردستاني قوة لبعض الدول الإمبريالية المستعمرة والمستبدة، ونظام الحداثة الرأسمالية، للدخول في صراع مع بعض الدول والشعوب في المنطقة، ولكن جعل من العيش بتآخي على أساس إدارة الوحدة الديمقراطية، وحرية الكرد وكردستان خطاً أساسياً له، لقد رفض أن يكون مثل الحزب الديمقراطي الكردستاني، فهو على الدوام قاوم وبشكل بطولي المجازر والهجمات والاعتداءات والضغوط بكل الأشكال ولم يستسلم أبداً لذهنية وسياسة الاضطهاد والإبادة، ولم يقبل الاستسلام والتعاون المفروض عليه، وإن مستوى الصراع بين حزب العمال الكردستاني ونظام الحداثة الرأسمالية على هذا النحو.

ولأن الشخص الذي قاد مثل هذا الصراع، وقاد العملية السياسية والعسكرية هو القائد أوجلان، فقد حاول نظام الحداثة الرأسمالية التعرف على حقيقة القائد أوجلان وفهمها، فهذا النظام دعم الدولة التركية في هجوم 1993-1998 بهدف كسر إرادة حزب العمال الكردستاني، وحاول فهم حقيقة القائد أوجلان، فقاموا بإرسال جواسيسهم إلى مناطق التدريب والتقوا مع القائد أوجلان، من أجل معرفة كيف قام القائد أوجلان بإنجاز نظامه الفكري وخصائصه الشخصية وجميع التطورات الثورية.

واعترفت الإدارة الفرنسية في ذلك الوقت بأنها قامت بعمل خاص منذ عام 1993 لفهم وتحليل شخصية القائد أوجلان.

وعلى الرغم من الإقدام على تحليل شخصية القائد أوجلان، كانت الإستراتيجية في ذلك الوقت قائمة على سحق مقاتلي حزب العمال الكردستاني وكسر الإرادة السياسية لحزب العمال الكردستاني والاستسلام من خلال تقديم الدعم السياسي والعسكري بكل الطرق للدولة التركية، والقضاء على الكريلا بهذه الطريقة، وإضعاف التنظيم، وترك القائد أوجلان بدون كريلا وتنظيم، أو إضعاف الكريلا وقوة التنظيم لكي يستسلم.

في العام 1998، اتخذ قرار بالقضاء على القائد أوجلان

لكن في العام 1998، وجدوا أنه لم يكن ممكناً بعد عمل طويل الأمد ومتعدد الأوجه، لقد توصلوا إلى نتيجة أنه ما دام القائد أوجلان موجوداً، فلن يتم القضاء على حزب العمال الكردستاني، ولن يتم هزيمة المقاتلين الكرد، مهما حاربوهم، ففي النهاية سيعمل القائد أوجلان على تطوير الكريلا وتوسيع حزب العمال الكردستاني، أو أنهم توصلوا إلى استنتاج مفاده أنه من المستحيل إنهاء حزب العمال الكردستاني وهزيمة القائد، لذلك، ومن أجل القضاء على حزب العمال الكردستاني، وهزيمة الكريلا، قاموا أولاً باتخاذ قرار بإنهاء القائد أوجلان.

وبسبب هروب بعض الخونة من بين صفوف حزب العمال الكردستاني، تأثرت هذه الفكرة أيضاً، فعلى سبيل المثال؛ قال شاهين دونمز، الجاسوس في سجن ديار بكر بين عامي 1980-1982 ، للاستخبارات التركية “إن لم تقوموا بإنهاء أوجلان، وحتى إن قضيتم على حزب العمال الكردستاني 40 مرة، فإن إوجلان سيخلق تنظماً جديداً لحزب العمال الكردستاني.” وبعقلية على هذا النمط، قرروا أن يستهدفوا القائد أوجلان في جميع هجماتهم، وقد قال شمدين ساكيك، الذي فر عام 1998 وانضم إلى نظام الحرب الخاصة، الشيء نفسه، لا ينبغي استهداف الكريلا أو الحزب ، بل يتوجب في البداية استهداف القائد أوجلان.

فمن خلال الخبرة العملية؛ وكفاحهم ضد حزب العمال الكردستاني والقائد أوجلان، وكذلك من خلال التحقيقات حول القائد أوجلان وأفكار الخونة، توصلوا إلى استنتاج مفاده أنهم سوف يتوصلون إلى مثل هذه الإستراتيجية، لقد كانت هذه هي الخطة الاستراتيجية للهجوم، التي نسميها بـ المؤامرة الدولية، من أجل الإنهاء والقضاء.

ففي السابق، كانت الإستراتيجية قائمة على النحو التالي: القضاء على الكريلا، وإنهاء وجود حزب العمال الكردستاني وهزيمة القائد أوجلان، كما أدى تخطيط المؤامرة الدولية إلى عكس هذه الاستراتيجية، ففي البداية ‘نهاء القائد أوجلان، ثم القضاء على حزب العمال الكردستاني، وسحق الكريلا، وإنها وجودهم، وبهذا الشكل غيّر نظام الحداثة الرأسمالية استراتيجيته الهجومية ضد الكرد، وانطلاقاً من هذا الأساس ، فإن استراتيجية المؤامرة الدولية تختلف عن الهجمات السابقة. ويجب على المرء أن يجد ذلك بشكل جيد ويفهمه، فنتيجة لصراع طويل الأمد، وصل نظام الحداثة الرأسمالية إلى مثل هذه الإستراتيجية، لقد قام تحالف الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وإسرائيل، بقيادة الولايات المتحدة، بالتخطيط للهجوم الحالي، ومن أجل إدارة هذا الهجوم، بدأ قادة الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني بالهجوم بالتزامن مع توقيع اتفاقية واشنطن في 17 أيلول.

لقد كان الهدف من هجوم مؤامرة 9 تشرين الأول 1998، هو القائد أوجلان، كان الهدف العسكري هو القضاء على القائد أوجلان بأساليب تآمرية، في الواقع كانت الخطة موضعة ليوم واحد، ففي 9 تشرين الأول 1998 ، تم توقع نجاح مثل هذا الهجوم، ولكن كانت هناك عملية طويلة الأمد تؤدي إلى تلك النقطة؛ حيث إن إعلان وقف إطلاق النار مع القائد أوجلان وحزب العمال الكردستاني في 1 أيلول1998، قد تم أخذه بعين الاعتبار وتقييمه على أنه خلق أرضية سياسية – عسكرية مناسبة لنجاح مثل هذا الهجوم المؤامرة.

وفي 17 أيلول 1998، وانطلاقاً من اتفاقية واشنطن القائمة على توحيد الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني وبالتزامن مع إصدار قرار باعتبار حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية، وضرورة مغادرة جنوب كردستان، بدأ هجوم التعاون الكردي ضد حزب العمال الكردستاني، لقد ارتكزت المؤامرة على شرعية الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني وجعلتهما يتخذان هذا القرار، ولاحقاً، تعرضت إدارة حافظ الأسد لضغوط من الرئيس المصري حسني مبارك من جهة، ومن الحكومة التركية من جهة أخرى، ليخرج القائد أوجلان من سوريا. وقد تعمقت هذه المرحلة من خلال ممارسة الضغط النصي لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية، بيل كلينتون ، والضغط الممارس من قِبل إدارتي مصر وتركيا، وفي النهاية، لم تقاوم إدارة حافظ الأسد هذه الضغوط وطلبت من القائد أوجلان مغادرة سوريا. وبعد أن اتضح أن القائد أوجلان سيغادر سوريا وبسبب العلاقات الإيجابية السابقة، كان من المتوقع أن يغادر سوريا عبر اليونان وهذا ما تم تنفيذه بشكل عملي، في حين، أن بعض الدوائر السياسية والعسكرية المتنفذة في الدولة دعت القائد أوجلان إلى اليونان، لقد قطعوا كل الوعود نيابةً عن البرلمانيين، وبناءً عليه، توجه القائد أوجلان إلى أثينا على متن طائرة خاصة من دمشق في 9 تشرين الأول، حيث أراد بهذه الطريقة تلبية الدعوة.

لكن لم يأتِ أي من الذين وجهوا الدعوة للقائد أوجلان، كما وعده، إلى المطار، استقبل رئيس المخابرات اليونانية القائد أوجلان عند بوابة المطار وأخبره بضرورة مغادرة اليونان على الفور، ولا يمكنه دخول اليونان وهدده علانية، وبهذه الطريقة، لم يسمح للقائد أوجلان بدخول اليونان، ومارس الضغط ليعود القائد أوجلان إلى سوريا مرة أخرى.

لقد بُنيت المؤامرة على هذا الأساس، إذا أراد القائد أوجلان العودة إلى سوريا، فسيتم استهدافه فوق أجواء البحر الأبيض المتوسط ويُقضى عليه في مكان ما لا يعرفه أحد، فالولايات المتحدة هي نفسها من خططت لهذا الهجوم ضد القائد أوجلان، يجب أن تعترف الإدارة الأمريكية بذلك الآن، والتستر لم يعد يفيد، فبهذه الطريقة، لا يصل المرء إلى أي نتيجة، فإذا ما كان قد وقع خطأ، أو ارتُكبت جريمة، قد تم إخفائه وتعميق الهجوم على هذا الأساس مرة واحدة فهذا الأمر لن يفي بالغرض، على العكس من ذلك ، فهو اعتراف بحد ذاته، فمن خلال طلب الصفح، يمكن لشخص أو قوة سياسية أن ينفد من الجريمة المرتكبة، خلافاً لذلك، لا يوجد أي طريق آخر للخلاص، وبالإضافة إلى ذلك، تتزايد التناقضات والصراعات دفعة واحدة.

على الإدارة الأمريكية إظهار وثائقها السرية، والكشف عن خطة الهجوم على القائد أوجلان، فالجميع يعرف حقيقة هذا الأمر، إن ما نتحدث عنه يدخل بطريقة ما التاريخ، فخلافاً لذلك، لن يسجل أي شيء في التاريخ من خلال موقفهم المصر على الإخفاء، فالكرد لا يعيرون السمع إليهم، يجب أن يعلموا بهذا الأمر.

كيف فشلت المؤامراة ؟ فبمجرد سد الطريق أمام الإنهاء بطريقة تآمرية، لم يرغب القائد أوجلان العودة إلى سوريا، لقد وجد بأن العودة إلى سوريا هي خطوة غير صحيحة، ورفض رغم كل العروض، لأنه طُلب منه مغادرة سوريا، ولم يكن هناك ما يمكن أن يفعله عندما يعود إلى سوريا، ولهذا السبب، بحث عن مكان آخر، لقد وجد الصواب في الذهاب إلى روسيا، لم يعد إلى سوريا من أثينا وتوجه إلى روسيا على متن طائرة خاصة.

تم الضغط على حكومة إيطاليا

من المعلوم اصبح القائد عبدالله اوجلان في هذه العملية لاجئاً في روسيا، وقد وافق مجلس روسيا لجوئه، ولكن بعد ذلك دخلت القوى المتآمرة ‘ ولايات المتحدة الامريكية، انكلترا واسرائيل فوراً الدور. وضعت تركيا ايضاً في الدور. من جهة فرضوا ضغط على إدارة روسيا واعطتها وعود من جهة اخرى. ما اصبحت إدارة بريماكوف هي السلطة. وكانت السلطة تحت يد يلتسين، اصلحت بينها وبين الدولة التركية. ان عملية الطاقة ” التدفق الازرق ” التي كانت تعطيها الدولة التركية لشركات اخرى، اعطتها لشركات روسية. و برشوة منعوا لجوء القائد عبدالله اوجلان في روسيا وجعلوه يغادر روسيا. بدأ القائد بالذهاب الى اماكن اخرى وذهب الى روما. وبموافقة حكومة ماسيمو داألما ذات الميول اليساري في إيطاليا. ظنت حكومة غصن الزيتون في إيطاليا انه يمكن إيجاد حل للقضية الكردية بهذه الطريقة. في إطار الاتحاد الاوروبي دخلت في محاولة لعقد كونفرانس مع المانيا وفرنسا، ولكن كلاهما لم يوافقا على ذلك. وقاموا برفضه. لم يقبلوا بيان الحل السياسي الديمقراطي من اجل القضية الكردية الذي اعده القائد عبدالله اوجلان المكونة من ثمانية بنود. انما قاموا بعكس ذلك تماماً اغلقوا ابوابهم امام القائد. وايضاً ضغطت الولايات المتحدة الامريكية والجمهورية التركية على حكومة إيطاليا لترحيله من روما. الفاشيين الذين نجحوا اليوم في الانتخابات قاموا بالضغط على حكومة ماسيمو داألما ونتيجة لتلك الاشياء اضطر القائد عبدالله اوجلان للخروج من إيطاليا. وعندما حدث وضع كهذا، قامت هذه المرة ’ القوات المتآمرة من روسيا الى جانب بعض الاستخبارات بتأسيس منظمة وارسلوا رسالة الى القائد الى انه تم قبول المطالب في روسيا، سيتم تحقيقها. لذلك اردوا هذه المرة بترحيله من روما الى روسيا.

مخطط تسليم وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بالتزامن مع عودة روسيا

عندما عادوا إلى روسيا، وضعوا القائد أوجلان تحت سيطرة وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) ونقلوه من هناك إلى اليونان، وفي اليونان، حاولوا القضاء عليه من خلال مؤامرة تدمير الطائرة، لكنهم لم يفعلوا ذلك، وقالوا، سنرسله إلى هولندا، لكنهم أرسلوه إلى عاصمة روسيا البيضاء، مينسك، وهناك، في فصل الشتاء، أنزلوا القائد من الطائرة وحاولوا القضاء عليه، لكنهم لم ينجحوا، عندما بائت أساليب القضاء هذه بالفشل، وبناءً على الثقة التي أولتها الحكومة اليونانية، تم نقلهم إلى السفارة اليونانية في كينيا، في الواقع، لقد قطعوا الوعود حول نقلهم من اليونان إلى جنوب أفريقيا ووعدوا باللجوء هناك، لم ينقلوا القائد إلى كينيا بناءً على هذا الوعد، لكن تم نقله إلى هناك لأجل القضاء عليه، وحاولوا القضاء عليه على يد الحكومة اليونانية، لقد أحبط القائد أوجلان هذه المحاولات، وعندما فشلت مخططات القضاء هذه، وضعت وكالة الاستخبارات المركز الأمريكية (CIA) علاقاتها مع جهاز الاستخبارات التركية (MÎT) هذه المرة، وخططت تسلميه إلى الحكومة التركية وتنفيذ مخطط الإعدام بحق القائد أوجلان، وعندما قبلت الحكومة التركية هذا الوضع، قالت للقائد أوجلان في 15 شباط 1999،”سنأخذك من كينيا إلى هولندا” وثم اختطفوه واقتادوه إلى تركيا، لكن، عندما فشلت مؤامرة 9 تشرين الأول، نفذوا مؤامرة 15 شباط على أساس تسليم القائد أوجلان إلى الحكومة التركية وإعدامه، وطالبوا بتطبيق ومواصلة المؤامرة على هذا الأساس، وأن تحقق النتائج المرجوة منها.

هذه المؤامرة معروفة في التاريخ، والقوى التي نفذت هذه المؤامرة والغرض منها معروفة للجميع أيضاً، من الواضح جداً لماذا استهدفوا القائد أوجلان بالفعل، رأى نظام الحداثة الرأسمالية العالمي والولايات المتحدة التي تقودها أنه طالما كان القائد عبد الله أوجلان يكون موجوداً وحراً، فلن يتمكنوا من القضاء على حزب العمال الكردستاني وهزيمة الكريلا وتنفيذ الإبادة الجماعية بحق الشعب الكردي بأكمله، ثم نفذوا مثل هذه المؤامرة الدولية بهدف إحباط القائد أوجلان والقضاء عليه.

كان الهجوم ضد الحل والسلام والديمقراطية

في الحقيقة انه عندما استهدفوا القائد عبدالله اوجلان، اردوا استمرار المشكلة الكردية، ارادوا إفشال البحث عن الحل للقضية الكردية. لذلك كان الهجوم ضد الحل، السلام والديمقراطية. لكيلا تتحقق حرية الكرد، ويتم إبادتهم، لذلك لتكن مشكلة الكرد موجودة دائما، لتعمل السلطات والدولة دائما لمصلحتها، الاستفادة اقتصادياً وسياسياً من الصراعات والحروب الناجمة، الهدف الاساسي كانت المؤامرة. ولتحقيق هذا الهدف كان يجب القضاء على الكريلا الذين صعدوا نضال الوجود وحرية الكرد، وتصفية حزب العمال الكردستاني. لتحقيق هدفهم اردوا القضاء على القائد عبدالله اوجلان وعلى هذا الاساس قاموا بالتخطيط للمؤامرة الدولية.

من قام بهذا؟ الولايات المتحدة الامريكية هي من قامت بذلك. كانت الادارة في ذلك الوقت ديمقراطية. والان ايضاً الاداريين ديمقراطيين ويستمرون لتحقيق مسؤوليتهم هذه. كان هذا قرار واستراتيجية الولايات المتحدة الامريكية، المسؤولية ليست فقط لحزب إنما للولايات المتحدة الامريكية بذات نفسه. قامت بذلك بمشاركة انكلترا واسرائيل. واستخدموا الناتو، روسيا واليونان في هذا المجال. ولأجل إخراج القائد عبدالله اوجلان من أوروبا وضعوا المانيا وفرنسا موضع التنفيذ. استخدموا الجمهورية التركية، مصر وكافة القوى في الشرق الاوسط. الاصح ان الولايات المتحدة الامريكية قد تمت دعمها ومساندتها من قبل كافة الدول والمنظمات لتنفيذ المؤامرة الدولية. لم ترفض أية قوة طلب الولايات المتحدة الامريكية. على العكس قدوموا لها كل ما يلزمها.

فقط إدارة جنوب إفريقيا فتحت أبوابها امام القائد. قبلت بذهاب القائد الى هناك مع تقديم حق اللجوء له. اراد القائد الذهاب الى هناك. لذلك كانت العملية مثل الصيد. يظهر بشكل واضح كيف أصبحت هذه العملية مؤامرة 15 شباط.

يتبع….