المقابلات

أليف روناهي: هاجموا نهج القائد أوجلان في شخص الرفيقة سارة

قالت عضوة مجلس الرئاسة العامة لمنظومة المجتمع الديمقراطي (KCK)، اليف روناهي، ان قائدنا اوجلان اراد تأسيس نموذج المرأة الحرة في شخص الرفيقة سارة وقد تمكن من ذلك، فيما سعت الانظمة لتدمير هذا النموذج في استهدافها وارتكاب مجزرة بحقها.

تحدثت عضوة مجلس الرئاسة العامة لمنظومة المجتمع الديمقراطي (KCK)، اليف روناهي، على فضائية Medya Haber TV بمناسبة الذكرى السنوية لمجزرة باريس والتي أسفر عنها استشهاد إحدى مؤسسي حزب العمال الكردستاني (PKK)، وإحدى القياديات في حركة المرأة الكردية، ساكينة جانسيز، وممثلة المؤتمر الوطني الكردستاني (KNK)، فيدان دوغان و العضوة في حركة الشبيبة، ليلى شايلمز.

واستذكرت اليف روناهي النساء الثوريات الثلاث ساكينة، فيدان وليلى معربة عن تنديدها بالقوى المتآمرة التي ارتكبت هذه المجزرة في العاصمة الفرنسية باريس، والعلاقة بين روجبين وروناهي، وقالت: “استشهدت رفيقتينا اللتين شاركتا في النضال بحماس الشباب وبشكل فعال لسنوات عدة، كان لاستشهاد رفيقتينا أثر كبير على شعبنا والأمم المختلفة التي تعرفت عليهما، ولهذا يمكننا القول أن الشبيبة ستفعل كل ما بوسعها من أجل تصعيد وتيرة النضال وتطويره.

وتابعت حديثها باستذكار ساكينة جانسز ( سارة) والتي تعد إحدى مؤسسات حزب العمال الكردستاني (PKK) والتي تواجدت في جميع ساحات المقاومة، وعندما اعتقلت ناضلت وهي في الأسر ضد العدو بوجودها، بكل ما تملك من قوة، وقالت: “لقد أظهرت كل قوتها، وانتفضت ضد العدو بممارستها، ومن الخطأ تقييم الرفيقة سارة وتعريفها من خلال عملية الاعتقال فقط، لانها بمقاومتها في السجن، أصبحت حديث العامة لوقوفها ضد العدو الفاشي وضد الفاشية وهي في السجن، يرى الشعب الكردي والشعوب الأخرى وكل نساء العالم ونساء المقاومة ويعرفن هذا.

وتابعت روناهي: ما الذي تعنيه الرفيقة سارة بالنسبة لشعبها مهم جداً، وما الذي تعنيه للمرأة أيضاً مهم للغاية، شاهدت الرفيقة حقيقة الشعب أمام المجازر، وواكبت مجزرة ديرسم عن كثب، وسمعت من أهلها ومحيطها الكثير عما جرى في هذه المجزرة، مما تسبب لها بالغضب والسخط من الاحتلال، كانت شخصية متمردة منذ طفولتها، ووقفت في وجه الخطأ، كانت دائمة البحث والحراك إلى أن انضمت إلى حزب العمال الكردستاني، وأصبحت رفيقة رائدة لنا، كما انضمت للمؤتمر، فيما بعد تمكنت من وضع اللبنة الأولى لتطوير حركة المرأة، وقد تحدثت قيادتنا عنها بالقول: حياة سارة نضال من أجل حرية المرأة.

كما قالت عضوة مجلس الرئاسة العامة لمنظومة المجتمع الديمقراطي (KCK)، اليف روناهي، في الرفيقة سارة: التنظيم الاول للعمل من أجل الحرية هي المجموعة النسائية الأولى التي أسستها الرفيقة سارة، كما ان تنظيم هذه المجموعة هو أولا وقبل كل شيء أساس حركة المرأة، عاشت الرفيقة سارة وفق ايديولوجية تحرير المرأة وعاشت طرق تحرير المرأة وكانت مخلصة للشعب، كان لديها حس عالي بالوطنية، وإرادة وفكر حر، ونظمته في جميع مجالات الحياة وركزت على العمل التنظيمي، ناضلت في كل ساحات المقاومة، وكانت حقيقة سارة دائما حاضرة برؤيتها الثورية والاشتراكية وجمعت بين وعيها الجمالي المشرق مع منظور المرأة الثورية الاشتراكية.

وقالت: “الزمن البيولوجي للحياة أبدي لكن زمن الوجود مؤقت، إلا أن الرفيقة سارة حققت الأبدية بنضالها، كانت في بوطان عندما أسس الجيش النسائي، كان لها دور ريادي في تطوير الجيش النسائي في بوطان من الناحية العسكرية والاجتماعية، والتعليمية، والأيديولوجية، لم يقتصر دورها على حركة تقدم جبهة المرأة فحسب بل في تنظيم المجموعات الأولى، في تطوير الجيش النسائي وفي بداية المؤتمر الأول لحركة المرأة، كانت في اللجنة التحضيرية في القضاء والإدارة، كانت تتولى القيادة في كل مكان وكل وقت من أجل تطوير الجيش النسائي، كانت للرفيقة سارة موقف فريد من نوعه، تمكنت من خلق شخصية عالمية لها، تولت القيادة في المقاومة والنضال، كانت لديها نظرة عالمية للنضال”.

وأشارت روناهي إلى مجزرة باريس التي حصدت أرواح رفيقاتنا الثلاث، والتي استهدفت آمال المرأة الحرة، وقالت: “أرادوا تحطيم ارادة المرأة الحرة في شخص الرفيقة سارة، وعند نضالها في السجن كذلك، وفي السنوات السابقة من النضال كانت تستهدف من قبل العدو والفاشية لأن القائد أسس نموذج المرأة الحرة في شخص الرفيقة سارة، وتمكن من تحقيق ذلك، وكانت الرفيقة سارة تعلم بذلك، وخاضت نضالاً عظيماً ضد العدو، فلولا مقاومتها وكفاحها، لكانت ستهزم وكانت ستنحني أمام العدو وتخضع له، إلا أنها أبت ذلك، ولولا كفاحها، لاما وصلت حركة المرأة الحرة لهذه المرحلة وحققت النصر”.

وفي مستهل تقييمها تطرق عضوة مجلس الرئاسة العامة لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK)، اليف روناهي، الى الجانب الاشتراكي في شخصية ساكينة جانسيز وقالت: “كانت الرفيقة ساكينة جانسيز شخصية اشتراكية، كما كانت دبلوماسية محترفة ولها صلة عميقة بشعبها، واكبت جميع جبهات الحرب وناضلت ضد الانظمة الرجعية وحاضرة في كل مكان بحاجة لنضال ومقاومة؛ لقد تأثرت جميع نساء العالم باستشهاد كل من ساكينة جانسيز وفيدان دوغان وليلى شايلمز، وبعد سنوات من استشهادهن، اعترفت العديد من المنظمات النسائية في أمريكا اللاتينية، الحركة النسائية الهندية، بالرفيقة سارة كقائدة روحية لها في مؤتمراتهم، وهذا خير دليل على شخصيتها الاشتراكية في العالم اجمع”.

كما اشارت روناهي الى التعاون القذر الذي جرى بين فرنسا والدولة التركية ذاكرةً الاتفاقية الأمنية الي جرت بين تركيا وفرنسا ضد حزب العمال الكردستاني في عام 2007، عندما كان نيكولا ساركوزي رئيساً لفرنسا، وقالت: “ومن ناحية اخرى، يشنون هجمات شرسة بحق الشعب الكردي كلما كان قائدنا اوجلان يبدأ بعملية حل القضية الكردية او عملية ديمقراطية تصب في مصلحة المنطقة وهو في سجنه في إمرالي، وكانت العملية التي بدأ بها القائد عام 2013 واراد من خلالها حل القضية الكردية واحداث تطورات مع الدولة التركية، وعندما بدأت المحادثات مع القائد، نفذت مجزرة في باريس بحق رفيقاتنا الثوريات الثلاث لتصبح مؤامرة هدفها ابطال هذه المحادثات”.

وتابعت: “هذه المجزرة والمؤامرة لم ترتكبها الدولة التركية فقط، وانما تمت بمشاركة القوى التي ترفض ايجاد حل للقضية الكردية والحل الديمقراطي، الا وهي قوى غلاديو التي تهدف الى ابطال الاتفاق بين تركيا والشعب الكردي كي تستمر، لان هذا الاتفاق سيقوض من سياساتها وخططها في الشرق الاوسط، ولكي لا يتم إحباط خططهم، يجب أن تكون هناك دائماً حرب بين تركيا والكرد، ويجب أن يستمر الضغط على تركيا ودورة الإبادة الجماعية ضد الكرد، وبالتالي فهي خطة مشتركة بين غلاديو والدولة التركية؛ عندما ارتكبت مجزرة باريس صرح اردوغان حينها بأنهم قد طالبوا الدول الاوروبية بتسليمهم الرفيقة ساكينة جانسيز الا انهم رفضوا طلبه، لهذا تمت المجزرة، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على الاتفاق الذي حصل بين الحكومتين لارتكاب المجزرة بحق الشهيدة ساكينة”.

كما اشارت عضوة مجلس الرئاسة العامة لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK)، اليف روناهي، الى التعاون الذي جرى بين الحكومتين الفرنسية والتركية وقالت: “هذه عملية مشتركة لمركز غلاديو وهي استخبارات الدولتين التركية والفرنسية اللتين تم تنظيمهما في دولتين منفصلتين، فالمؤامرة نفذت بالتعاون بين الدولتين، ولو لم يكن ذلك لتعاونت الحكومة الفرنسية وقامت بمسؤوليتها في الكشف عن الحقيقة وبدلاً من التستر عليها حتى يومنا هذا”.

واستذكرت روناهي عملية ساكينة جانسيز الثورية ضد الاستخبارات التركية، والتي تم فيها اعتقال اثنين من رؤساء مكتبها، وقالت : “هؤلاء الأشخاص قدموا معلومات، واوضحوا بأن الاستخبارات التركية تقوم بأعمالها بالتعاون مع استخبارات دول اخرى وبدون هذا التعاون لن تتمكن من انجاز شيء، هذه المؤامرة الدولية ليست مؤامرة عادية وليس بالقبيل الصدفة وانما هي احباط جديد لعملية الحل الذي دعا اليها القائد اوجلان.

وفي ختام حديثها دعت عضوة مجلس الرئاسة العامة لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK)، اليف روناهي، الشعب الكردي بكافة اطيافه وقالت: “في العام الجديد، سيكون الكفاح ضد سياسات الإبادة الجماعية والتواصل مع القائد في ظروف حرة أقوى رد على هذه السياسات، كما يجب على شعبنا في الاجزاء الاربعة من كردستان وفي اوروبا ان يتجمع في مكان المجزرة في باريس في 9 كانون الثاني من هذا العام، كما يجب ان يظهروا للعالم اجمع بأنهم ما يزالون محافظين على الارث النضالي والثوري الذي خلدته الثورية ساكينة جانسيز ورفيقاتها، وعلينا تصعيد نضالنا حتى يشمل العالم اجمع”.