١١ شباط ٢٠٢٤
صبري أوك: مسيرة كولن الكبيرة ستؤثر على مستقبلنا
شارك عضو المجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني صبري أوك، في البرنامج الخاص على قناة ستيرك التلفزيونية ((Stêrk TV وأجرى تقييمات مهمة حول التطورات في تركيا وكردستان والشرق الأوسط.
وكانت التقييمات على النحو التالي:
نحن في عام الــ25 للمؤامرة الدولية في 15 شباط التي حيكت ضد القائد عبد الله أوجلان، فما هي أسباب المؤامرة وأهدافها؟ وكيف تستمر المؤامرة الآن؟
في البداية أحيي مقامة القائد آبو كرفيق مدينٍ له، ففي مرحلة المؤامرة أضرم العشرات من رفاقنا النار في جسدهم من أمثال: خالد أورال، آينور آرتان، سما يوجا، ورفاقنا في السجون وفي جميع أنحاء كردستان وخارجها، كما أنحني إجلالاً وإكباراً أمام رفاقنا الذين استشهدوا تحت شعار “لن تستطيعوا حجب شمسنا” واستذكرهم جميعاً واحداً تلو الآخر بكل احترام.
من الضروري لشعبنا وحركتنا ورفاقنا أن يفهموا جيداً السبب والهدف وكيف تجري اليوم مؤامرة 15 شباط الدولية، عندما ذهب المحامون إلى القائد آبو في العام الثاني للمؤامرة، قالوا له آنذاك: “لم يتبقى سوى بضعة أيام على يوم المؤامرة والشعب يريد إعلان الحداد في هذا اليوم”، حينها ابتسم القائد آبو وقيّم في رده على تلك الكلمات قائلاً: “لا أريد من الشعب أن يعلنوا الحداد ولكن أريد منهم أن يُلّخِصوا درساً من هذه المؤامرة، وعلى الجميع معرفة دورهم جيداً”، وهذه هي الحقيقة أي أنه يتوجب علينا معرفة هذا اليوم وفهمه بشكلٍ جيد، وعندما ننظر إلى تاريخ الشعب الكردي وانتفاضاته، نجد بأن الشعب الكردي كان في مواجهة المؤامرات بشكلٍ دائم، لقد بدأت المؤامرة مع الانتفاضة، أي أنهم نفذوا المؤامرة من خلال استهداف الشعب في صدقه وحقيقته وشخصيته الجوهرية، كما استشهد قادة الانتفاضة شنقاً أو بطرق مختلفة، حيث اعتبر قوات الاحتلال والمتآمرين بأنهم حصلوا على نتائج بهذه الأساليب القذرة، ووفقاً لهم فإنهم كانوا يأملون بأنهم سيحققون نتائج مُرضية بالنسبة لهم من خلال تنفيذ مؤامرة 15 شباط ضد القائد آبو ولكن هذا لم يحدث ولم يحققوا أي نتائج بالمؤامرة.
لقد كانت هناك تطورات كبيرة تحدث في الشرق الأوسط خلال مرحلة المؤامرة، حيث أرادت أمريكا التدخل في العراق، وكانت قضية أفغانستان على جدول الأعمال، على سبيل المثال، كان يجري إعداد مشروع الشرق الأوسط الكبير (BOP)، وكان كل هذه الاستعدادات تنصب في خدمة خطط ومشاريع القوى الدولية في الشرق الأوسط، لقد وصل نضال حركتنا وشعبنا إلى مستوى جيد، ورغم دعم ومساندة كافة القوى الدولية إلا أن دولة الاحتلال التركي لم تتمكن من تحقيق أي نتيجة ضد حركتنا وكانت حركتنا تتقدم بكل الطرق، وأصبح هذا التقدم عائق بالنسبة للقوات الدولية، لذلك أرادوا بالقضاء على حركتنا أو تحييدها، ولم يقفوا مكتوفي الأيدي حيال ذلك أبداً، وخلال المؤامرة أعلنت الولايات المتحدة وإنجلترا وإسرائيل أن مرحلة جديدة قد بدأت في الشرق الأوسط، وفي المقابل قال القائد آبو: “لقد بدأت الحرب العالمية الثالثة”، وأحد أسباب المؤامرة هو التدخل في الشرق الأوسط، والآخر يتعلق بنموذج القائد آبو لحل القضية الكردية وهذا ما لم تأخذه القوى الرأسمالية في عين الاعتبار، ولذلك وعلى الرغم من تهديد الحرب العالمية الثالثة، فقد أرادوا التدخل في العراق، وتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير (BOP) وتحييد القضية الكردية.
حقيقة أن القائد لا يزال في السجن تشير إلى أن المؤامرة مستمرة
لقد كانت المرحلة الأولى من المؤامرة تسليم القائد إلى الدولة التركية، والمرحلة الثانية كانت تفكيك حزب العمال الكردستاني، أما المرحلة الثالثة، كانت تقييد تأثير القائد أوجلان مع مرور الوقت، وهاجموا حزب العمال الكردستاني بخطة كهذه، ولقد سعوا لبناء بديل آخر، ووجد الأشخاص الذين لم يريقوا قطرة دم واحدة ولم يبذلوا جهداً من أجل الشعب الكردي في ذلك بمثابة فرصة، كما حاولوا إقصاء العديد من الأشخاص من داخل حزب العمال الكردستاني بشكل جماعي وحل الحركة، إلا أنهم لم يحققوا أي نتائج، لكن المؤامرة حدثت، وكان القائد أوجلان قد تحدث هنا عن الرفاقية المزيفة، حيث كشف نفاق روسيا الاشتراكية الواقعية والوجه الحقيقي لقوى الحداثة الرأسمالية، وعلى الرغم من ذلك ظهرت الرفاقية الضعيفة، ومع وقوع المؤامرة، أصيب الجميع بالصدمة.
وقام الجميع حيثما يعيش الشعب الكردي، وبشكل خاص في السجون، بتنفيذ عمليات فدائية تحت شعار “لن تستطيعوا حجب شمسنا” من أجل مستقبلهم ومستقبل الحركة، ويجب رؤية عظمة القائد أوجلان هنا، حيث أخذ على عاتقه تحمل المسؤولية، وشاهد وضع الشعب الكردي، وأدرك أن قوى الاحتلال تعبث بمستقبل الكرد، فلولا القائد أوجلان لكان نضال الشعب الكردي قد تعرض للهزيمة مرة أخرى، ولهذا السبب، أخذ القائد أوجلان على عاتقه تحمل المسؤولية؛ وأخذ بعين الاعتبار أصعب مطلب وقال: “يجب أن أعيش”، وقال: “يجب أن أحبط هذه المؤامرة”، ليس من أجله، بل من أجل الشعب الكردي والحركة التحررية، ومن ثم كتب رسائل “كفى!” وقال “الحل لا يكمن فقط في أن تحرق نفسك والاستشهاد، يجب ألا نترك دماء الشهداء تذهب سُدى، ويجب أن نكون جديرين بهم، ولكن هذه العمليات يجب أن تتوقف”.
ومع مداخلة القائد أوجلان، استعادت الحركة عافيتها ونقل المرحلة إلى أجندات أكثر واقعية، وأظهر جهوداً عظيمة في المجال السياسي، وخلق النموذج الجديد، وبهذه الطريقة تم إحباط المؤامرة ضد القائد أوجلان وحركتنا، حيث لم يصدق أحد أنه تم إحباطها، ونتيجة لمقاومة القائد أوجلان وجهوده، يتم خوض النضال منذ 25 عاماً، ولا ينبغي لأحد أن يعيش حياة مريحة ما لم تحقق الحرية الجسدية للقائد أوجلان، ولا تزال المؤامرة مستمرة أيضاً حتى اليوم الحالي، نعم، إن وجود القائد أوجلان، والنموذج الذي طوره، وحقيقة الفشل في تصفية الحركة، والاستمرار غير المنقطع للنضال هو أمر تاريخي، لكن القائد أوجلان لا يزال في السجن، ولذلك، تستمر المؤامرة بطرق وأساليب مختلفة.
ستكون أفكار القائد أكثر انتشاراً وفعالية
في الذكرى الخامسة والعشرين للمؤامرة، يتم الترحيب بأفكار القائد أوجلان بحماس كبير وأمل على الساحة الدولية، ما هو السبب الذي جعل أفكار السيد أوجلان وأفكاره عالمية؟
للإجابة على هذا السؤال، لا بد من تقييمه من منظور تاريخي، فمثل هذه الأفكار الفعالة لا تؤثر على منطقة أو مجتمع فحسب، بل في الوقت نفسه على البشرية جمعاء، وهذا الأمر أيضاً موجود على مر التاريخ، لقد ظهر أحياناً البعض كالأنبياء، وأحياناً مثل الفلاسفة، وتركوا بصماتهم على التاريخ، وهذا يظهر مرة واحدة كل مائة عام، والقائد أوجلان هكذا.
لقد حدثت تطورات مهمة في العالم في نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين، بعد انهيار الواقعية الاشتراكية ونشوء عالم ثنائي القطب، سقطت البشرية في فراغ أيديولوجي، كان هناك اعتقاد بأنه ستكون هناك ثورة في ألمانيا بعد الاشتراكية السوفيتية، وأنهى العديد من الأشخاص الذين تعاملوا إيماناً بتحقق الثورة، حياتهم عندما لم تحقق الثورة، ووقعوا في حالة عدم ثقة كبيرة، ولقد تشكلت نفسية كهذه بعد انهيار الواقعية الاشتراكية، ولقد رأى الناس حقيقة أنه لم يعد هناك أي شيء معنوي أو أيديولوجي يمكن أن يمنحهم الأمل والحافز والروح المعنوية.
ومما لا شك فيه، أن القائد أوجلان كان يتابع التغيرات والتحولات التي تحدث في العالم، لكنه طور وعمق النموذج في إمرالي، وكان هذا أعظم رد على المؤامرة والبشرى السارة للإنسانية، لقد أعطى القائد الأمل للشعوب بالنموذج الذي طوره، أولئك الذين كانوا يبحثون، والذين كانوا تحت ظلم الحداثة الرأسمالية والذين لم يعرفوا كيف يحاربون العنصرية، رأوا الإجابة على أسئلتهم في نموذج القائد أوجلان، وعلى وجه الخصوص، بعد نشر وتوزيع مرافعات القائد أوجلان المتعلقة بالحداثة الرأسمالية بلغات مختلفة، حصل تأثير عظيم، وإذا رأت المرأة والشبيبة في كل مكان في العالم الأمل في هذا النموذج، وإذا ثاروا على هذا الأساس وبدأوا في البحث، فيجب أن نعلم جيداً أن هناك شيئاً مشرفاً للغاية، وقوة مهمة لا يمكن لأي قوة أن توقفها.
عندما ننظر إلى الأمر، نجد أن أصوات النساء ترتفع من بنغلادش إلى المكسيك، ومن الشرق الأوسط إلى جميع أنحاء العالم، ويقولون إننا نرى حريتنا في هذا النموذج، وفي حقيقة يرون القائد أوجلان، فقراءة ومناقشة مرافعات القائد لها تأثير أكبر مما كان متوقعاً على الناس، لأن هذا النموذج يجيب على بحث الجميع، فنموذج القائد ينير مستقبل الشعوب والإنسانية في القرن الحادي والعشرين، وترى المجتمعات، وخاصة النساء، في هذا النموذج الحياة الديمقراطية والحرة، ولهذا السبب، فإن أفكار القائد سوف تنتشر أكثر وتكون محبوبة وفعالة، وهذا رد تاريخي ضد المؤامرة.
تتحمل الأمهات في هذا العمر المسؤولية، كم الشبيبة مرتاحة!
من جهة، يقوم السجناء في سجون كردستان وتركيا بإضراب عن الطعام لإنهاء العزلة التي يتعرض لها القائد عبدالله أوجلان، ومن جهة أخرى أيضاً، يقيم الشعب الكردي وأصدقاؤه في الخارج الفعاليات، كيف ترون وضع هذه الفعاليات وفي أي مرحلة؟
تقوم إدارتنا بتقييم هذا الوضع من وقت لآخر، وإن جدول أعمال الشعب الكردي هو القائد أوجلان، فعندما وقعت مؤامرة 15 شباط، قام الرفيق خالد أورال بأول عملية فدائية في السجن، وفيما بعد نمت هذه العمليات، وأصبحت ردود الفعل في السجون أقوى، ولذلك، أتوجه بالتحية لكل رفاقنا في المقاومة، فإذا نظموا أنفسهم على غرار نهج القائد، فسيحصلون بالتأكيد على نتائج، فالسجون لها دور ووظيفة مهمة، وأعتقد أن فعاليات السجناء ستستمر.
وفي الخارج هناك فعاليات مناوبة العدالة للأمهات والإضراب عن الطعام، وأقدم لهم بشكل خاص تحياتي واحترامي، الأمهات اللاتي وصلن إلى هذا السن يتحملن المسؤولية، ولقد استمعت إلى حديث إحدى الأمهات، كان عمرها تقديراً من بين 70-80 سنة، وقالت “لقد وعدنا، إما أن نموت أو نحقق النتيجة المرجوة، وليس هناك حل آخر سوى تحقيق النتيجة، سنقاوم حتى النهاية”، هذه هي الروح وهذا هو الثبات.
الشيء المهم هو أنه يجب على الجميع فهم هذه الرسالة والتفكير في كيفية الرد عليها، وينبغي أيضاً أن يفكروا من منظور أخلاقي، هناك أوجه قصور في هذه المرحلة، أود أن أقول بعض الكلمات خاصة للشبيبة الكردية، الجامعات هي نبض المجتمع، إنها مريحة! أي نوع من الطلاب هم وأين تذهب طاقاتهم؟ على سبيل المثال، قرروا إرسال ألف بطاقة بريدية إلى القائد؛ بالطبع، إنها ذات قيمة كبيرة، ومهمة جداً، وأحييهم على ذلك، وحتى لو ألقوا حجراً، فهذا مهم جداً، وحتى لو قاموا بفعالية ضد العدو أو انتفضوا، فهذا ذو معنى كبير، لكن ينبغي على الشبيبة أن تكون أكثر حزماً، وأن يتجمعوا حول الأمهات، ولا ينبغي أن يكتفوا بالزيارات فقط، ويجب على الجميع القيام بالزيارة على أي حال، فنحن لا نمر بأيام طبيعية، بل نمر بأيام غير طارئة، على سبيل المثال، لا نعرف ما هو وضع القائد أوجلان، لم نحصل على أي معلومة عنه منذ 3 سنوات، لا يوجد مثيل لذلك في العالم بأسره، ولا أحد يعرف هل هو على قيد الحياة أم لا، وما هي حالته الصحية، وهذا سبب لانتفاضة الشبيبة الكردية، هناك تاريخ من النضال يمتد لخمسين عاماً، وهناك الآلاف من الشهداء، وما زال الشباب والشابات الشرفاء يناضلون ويقاومون بفخر في جبال كردستان، وعلى كل إنسان ذو ضمير حي إبداء موقف ضد الظلم وانعدام الحقوق.
بالطبع لدينا أمل، الأمهات مضربات عن الطعام، ولا توجد معلومات عن القائد أوجلان منذ 3 سنوات، يجب على الشبيبة والمرأة الكردية أن ينتفضوا ضد هذا الوضع، ولا ينبغي أن يكتفوا برمي الحجارة أو إرسال البطاقات البريدية، نعم، إننا نحترم كل هذا، ولكن يجب تطوير فعاليات أكثر حزماً، لأن هذا الفترة يتطلب ذلك، فرفاقنا في السجون مضربون عن الطعام بشكل متناوب منذ أكثر من شهرين، والأمهات أيضاً مضربات عن الطعام في كردستان وتركيا، ينبغي تطوير هذه الفعاليات بشكل مكثف، وتحقيق المزيد من المشاركات، وينبغي أن يكون تأثيرها أكبر على الساحة الدولية وفي السياسة، على كل كردي أن يفكر عندما يضع رأسه على الوسادة ليلاً؛ يجب لي أن أقوم بدوري ضد هذا الظلم، وماذا عليّ أن أفعل، فإذا كان هناك سؤال في مكان ما، فسيكون هناك إجابة وسيكون هناك بحث أيضاً.
وقف العمليات يُعتبر خيانة بالنسبة للشعب الكردي
تستمر هجمات الإبادة الجماعية التي يشنها نظام حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية ضد شمال وجنوب كردستان وروج آفا، بالمقابل يتلقى الجيش التركي ضربات موجعة من الكريلا، كيف تقيّمون الحرب والهجمات المستمرة ضد الشعب الكردي؟
الشعب الكردي شعب سياسي، ويرى مستقبله، وبالطبع، هناك إيمان بخط القائد أوجلان في الحرية ودمقرطة المجتمع؛ وهذا الأمر لا غبار عليه، إن نضالنا الممتد على مدى 50 عاماً هو انتصار تاريخي، ونحن نؤمن بذلك، ولكننا نحتاج أيضاً إلى معرفة هذا؛ المرحلة التي نحن فيها ليست مرحلة طبيعية، فقد وّجه مقاتلو قوات الدفاع الشعبي الكردستانية HPG ووحدات المرأة الحرة ستارYJA Star ضربات موجعة للعدو في حرب الأنفاق، ويبدون مقاومة تاريخية ضد التكنولوجيا المتقدمة والأسلحة الكيميائية، وبهذه المناسبة ننحني مرة أخرى إجلالاً أمام جميع شهدائنا ونستذكرهم بكل احترام، ونحيي بكل حب الرفاق الذين يقاومون حالياً في الخنادق القتالية، إنهم يمثلون مستقبل الشعب الكردي والإنسانية، ويُكتب التاريخ في شخصهم بأحرف من ذهب، لكن على شعبنا والجميع أن يعرفوا أنه ينبغي لنا أن لا نتصرف براحة بال أبداً، إن وقف العمليات هو خيانة للشعب الكردي ولنا، والنسيان كذلك، لا ينبغي لنا أن ننسى أو نتهاون، إن وقف العمليات يبعد الناس عن واقعهم، لا ينبغي لشيء أن يبعدنا عن ذلك، إننا نقاوم في فترة قاسية للغاية، هناك فرص وإمكانات كثيرة أمامنا لتحقيق نتائج تاريخية، لكن هناك أيضاً مخاطر كبيرة للغاية، ولذلك، لا بد من الإيمان والأمل والروح المعنوية والحماس، ولكن لا ينبغي أن يكون ذلك سبباً لوقف العمليات أو سبباً لعدم القيام بالمسؤوليات، يجب على الجميع أن يؤدوا دورهم، الأمهات والشبيبة و النساء والأطفال؛ بعضهم يجب أن ينتفض، والبعض يجب أن يقوم بالدعاء، والبعض يجب أن يرمي الحجارة، أي يجب على الجميع أن يفعلوا شيئاً ما، ولا ينبغي لهم التصرف براحة بال وألا يخمدوا وألا يقولوا: ” الرفاق يقاومون بطريقة ما، وليس هناك حاجة لقيامنا بشيء”.
بدون أدنى شك، الكريلا تقاوم، لكن من الضروري على الجميع أن يقاوموا، وأن يقوموا بدورهم ويؤدوا مسؤولياتهم، وألا يتصرفوا براحة بال.
أهدافهم الأساسية هي الكريلا وحزب العمال الكردستاني
خلال المراحل الأخيرة، أجرى مسؤولون في الاستخبارات التركية لقاءات مع وزيري الخارجية والدفاع في كل من هولير وبغداد، بأي غاية وفي أي إطار تُعقد هذه اللقاءات؟
من الضروري أن يعرف الجميع، أن القضية الرئيسية للقاءات هي حزب العمال الكردستاني، وستقدم الدولة التركية لأجل تحقيق ذلك الأمر كل ما يتطلب، ولهذا السبب، تبحث عن شريك وصديق لها، وهناك فقط غرض وسبب واحد؛ آلا وهو أيضاً حزب العمال الكردستاني، سواء كان شنكال أو روج آفا، ونظراً لأن الكرد هناك لديهم مكتسبات، فهم يتعرضون للهجمات ولكن الهدف الرئيسي هو الكريلا وحزب العمال الكردستاني، ففي البداية، زار إبراهيم كالن بغداد ولاحقاً يشار غولر، ولا تزال لدى الدولة التركية عقدة عثمانية، حيث تقول الدولة التركية عن العراق: “كان هذا المكان محافظة تابعة لنا، فكيف لا يقومون بالأمور التي نريدها؟”، فهي ترى نفسها فوق كل شيء، كما أنها احتلت تقريباً غالبية مناطق العراق وجنوب كردستان، ونشرت جنودها في عشرات الأماكن ومتورطة في كل مشاكل العراق، في كركوك وشنكال والموصل وجنوب كردستان والتركمان والسنة والحزب الديمقراطي الكردستاني؛ أي أنهم يريدون ضبط العراق في كل قضية بما يتماشى معهم، وقد أخذوا على عاتقهم تولي دور من هذا القبيل، ويطالبون بدعم الحرب في كل من العراق وأراضي جنوب كردستان، بالطبع، ينبغي للعراق عدم مساعدتهم، كما أن العراق أيضاً لديها مشاكل ونقاط ضعف، إلا أنها دولة وبلد مختلف، ولا يمكن لأي دولة أن تتهاون بكرامتها وتقول لقوة محتلة، تعال واحتل أرضي وحارب على أرضي.
ينبغي على شعب جنوب كردستان القول للحزب الديمقراطي الكردستاني بأنكم تتصرفون بشكل خاطئ
لا نعتقد في هذا الصدد، أن العراق سيتواطأ بشكل قذر مع الدولة التركية، ولن يكون أمراً كهذا صائباً ولا حتى لمصلحة العراق، وعلى أي حال، ليس هناك سبب يدعو لحدوث أمر كهذا من قِبل الشعب الكردي وحزب العمال الكردستاني، إلا أن الدولة التركية لديها في هذا الصدد مساعي وجهود حثيثة، وزاروا بعد بغداد هولير عاصمة جنوب كردستان، وأجروا لقاءات مع كل من مسعود بارزاني ونيجرفان بارزاني ومسرور بارزاني، وكانت نتيجة اللقاءات هي أنهم سيواصلون علاقاتهم الجارية حتى اليوم، ولم تكن بالنسبة للكرد علاقة مشرّفة أو خيّرة بحيث تتواصل من الآن فصاعداً.
وأودُ أن أقول هذا الأمر للشعب الكردي ولشعب هولير وكل من يدور في دائرة الحزب الديمقراطي الكردستاني؛ لينظروا إلى المسألة بشكل وجداني، فمن جهة، هناك دولة ترفض هوية الشعب الكردي، وترتكب المجازر بشكل يومي وتقوم باضطهادهم، ومن جهة أخرى أيضاً، هناك حركة كردية تناضل من أجل الحرية والهوية وحقوق الشعب الكردي وترسيخ الديمقراطية في تركيا، وينبغي لشعب جنوب كردستان أن يقول للحزب الديمقراطي الكردستاني “ماذا تفعلون لدى الدولة التركية عدو اللدود للكرد، حزب العمال الكردستاني هو حركة كردية، ولم يلحق أي ضرر بنا، قد تكون لديكم اختلافات، ولكن هذا ليس سبباً لتقوموا بالتوحد مع المحتلين وتحاربوا ضد حزب العمال الكردستاني”، وينبغي عليهم القول إن هذا الأمر ليس أخلاقياً، وليست سياسة صائبة، وإن شعبنا بحاجة إلى التفكير في هذا الأمر.
حتى ولو اتحدتم مع المحتلين وحاربتم ضد حزب العمال الكردستاني، فلن تكسبوا أي شيء
وأقول للحزب الديمقراطي الكردستاني؛ أنظروا إلى التاريخ! الدولة التركية هي دولة تعدم أجدادها، فإن أردوغان سيبيع والده أيضاً من أجل السلطة، والحزب الديمقراطي الكردستاني يعلم بهذه الحقيقة، ولكن ينبغي لهم أن يتحلوا بالشجاعة قليلاً، فهم ليسوا مجبورين أن يكون أصدقاء مع حزب العمال الكردستاني أو يدعموا حزب العمال الكردستاني، دعونا نضع هذا الأمر جانباً، ولكن لا ينبغي عليهم أن يتحدوا مع المحتلين ويحاربوا ضد حزب العمال الكردستاني، فهذا لن يكسبكم شيئاً، تذكروا العام 2017! عندما تم إجراء الاستفتاء من أجل دولة مستقلة، ألم تكن الدولة التركية هي أول من نشرت دباباتها على الحدود وهددتهم بالتلويح بأصابعها؟ وإذا لم يكن هناك حزب العمال الكردستاني، فلن يقبلوا بالحكم الذاتي أيضاً في جنوب كردستان، ويجب على شعبنا أن يكون لديه موقف ضد ذلك، وعلى الحزب الديمقراطي الكردستاني التخلي عن هذه السياسة، فالدولة التركية هي دولة احتلالية، وإذا كانت لديهم خطط لكسر مقاومة الكريلا وتصفية حزب العمال الكردستاني، فلينظر الحزب الديمقراطي الكردستاني إلى الماضي، فمنذ 50 عاماً وهم غير قادرون على تحقيق النجاح، ومؤخراً، قال الجميع في المؤامرة الدولية: “حسناً، هذه المرة انتهت، لقد حلت نهاية حزب العمال الكردستاني”، ولكن لم ولن يتحقق هذا الأمر، فإذا لا يمكنكم تحقيق النتائج، لماذا تصرون على المضي قدماً؟ فاللقاءات تعني استمرار الحرب، ومطلبنا هو؛ يجب على الحزب الديمقراطي الكردستاني الابتعاد عن مثل هذه السياسات.
وتتحجج الدولة التركية بحزب العمال الكردستاني كذريعة، فهل كان حزب العمال الكردستاني موجوداً في الحرب الأذربيجانية-الأرمينية؟ كما تتحجج بحزب العمال الكردستاني كذريعة في سوريا، إلا أن الهدف الرئيسي هو احتلال سوريا بأكملها، وتريد تحديد مستقبل سوريا بمفردها، حيث نشرت الآلاف من المرتزقة هناك.
ما الذي تفعله الدولة التركية في ليبيا؟ فحيثما تكون الدولة التركية تتفاقم المشاكل بشكل أكبر وتندلع الحرب هناك، ولذلك، فهي على هذا النحو أيضاً في الشرق الأوسط، ففي الواقع، يعلم مجتمع الشرق الأوسط أيضاً معدن الدولة التركية، ويعبرون عن ردة الفعل ضد الدولة التركية، ولكن حقيقة السلطات مختلفة عن بعضها البعض، وقد بدأت الحرب العالمية الثالثة في الشرق الأوسط مع ارتكاب المؤامرة، فمع الحرية الجسدية للقائد أوجلان، وحل القضية الكردية بالطرق الديمقراطية ودمقراطة تركيا، سيصبح الشرق الأوسط أيضاً ديمقراطياً، والحل الوحيد للمشاكل في الشرق الأوسط هو الأمة الديمقراطية ونظام الحداثة الديمقراطية، وهذا الأمر موجود في نموذج القائد وحزب العمال الكردستاني، وفي هذه النقطة، فإن حزب العمال الكردستاني له تأثير في الشرق الأوسط، فإذا ما تم التوصل إلى حل للقضية الكردية بهذه الأساليب، فسوف تُحل المشاكل في الشرق الأوسط أيضاً، ويجب على الحزب الديمقراطي الكردستاني التفكير والتصرف بنفس الطريقة.
يجب إقامة مسيرة تاريخية
سينظم مسيرة كبيرة في الـ17 من شباط الجاري في مدينة كولن الألمانية من أجل الحرية الجسدية للقائد أوجلان، ما هي رسالتكم وآرائكم حول هذه المسيرة؟
إن المسيرة التي من المقرر إقامتها في 17 شباط من أجل الحرية الجسدية للقائد أوجلان، هي مسيرة مهمة للغاية، حيث انتشرت حملة “الحرية لعبدالله أوجلان، الحل للقضية الكردية” في جميع أنحاء العالم، وقد نزلت العديد من المؤسسات الصديقة والمنظمات إلى الساحات وعبرت عن مواقفها، وهذا الأمر لهو شرف عظيم للشعب الكردي وأصدقائه، وبناءً على ذلك، سوف يتم إقامة مسيرة كبيرة في 17 شباط، ومثلما توجه مئات الآلاف من الكردستانيين في أوروبا إلى روما، خلال مرحلة المؤامرة، عند ذهاب القائد أوجلان إلى روما، وكما انتفض جميع أبناء شعبنا في الأجزاء الأربعة من كردستان، فإن هناك حاجة للتعبير عن أمل ومحبة وإيمان ذلك اليوم أيضاً، ومن الضروري أن يكون حاضراً اليوم أيضاً.
ويجب على المرأة والشبيبة والأطفال والمسنين وجميع أبناء شعبنا في أوروبا المشاركة في هذه المسيرة في 17 شباط، لأن هذه المسيرة ستحدد مستقبلنا، وينبغي عليهم النزول إلى الساحات والقيام بالمسيرة التاريخية بهذا الوعي، وبهذه المحبة، وبهذا الحماس وهذه الروح المعنوية والحافز، وبرأي، كل من لا يشارك في مرحلة كهذه، فهو مذنب، وأنا على يقين بأن جميع الكرد سيقومون بأداء دورهم المنوط بهم في هذه النقطة، وبهذه المناسبة، أهنئ جميع المنظمين والمعدين لهذه المسيرة وجميع الذين سيشاركون في هذه المسيرة وأتمنى لهم النجاح.