المقابلات

٣٠ أيلول ٢٠٢٣

صبري أوك: يجب تصعيد النضال ضد مؤامرة 9 تشرين الأول

ذكر عضو المجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني، صبري اوك، إن مؤامرة 9 تشرين الأول لا تزال مثل “سيف دموقليس” مسلطة على رأس الشعب الكردي وقال إنه يجب تصعيد النضال ضد هذا.

طالب عضو المجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK)، صبري اوك، خلال حديثه مع وكالة فرات للأنباء، بإدانة مؤامرة 9 تشرين الأول من خلال فعالياتٍ أكثر راديكالية وتأثيراً في شمال كردستان وتركيا وقال: “يجب على الشبيبة والنساء وكافة فئات المجتمع من عمر السبع سنوات وحتى السبعين عاماً، أن يتخذوا موقفاً ضد العزلة، ومحاسبة القوى المتآمرة إلى حد تذكيرهم دائماً بمؤامرة 9 تشرين الأول كما هو الحال في روج آفا وشنكال، كي لا يتحدثوا عن ذلك مرة أخرى، كما يجب أن يعلموا أنهم مسؤولون ومذنبون، وعلى هذا الأساس، يجب أن تصبح مؤامرة 9 تشرين الأول، سبباً لوعي كبير وإعادة بناء، وقبل كل شيء، تنفيذ فعاليات غير محدودة”.

وكانت المقابلة على النحو الآتي:

لم يتم عقد أي لقاء مع القائد عبد الله أوجلان ولم ترد أيّ معلومات عنه منذ 31 شهراً، ماذا يحدث في نظام الإبادة الجماعية في إمرالي؟ هل تلقيتم أي معلومات؟

لا توجد لدينا أيّ معلومات حول ما يحدث في إمرالي وحالة القائد أوجلان الصحية والأمنية، لا كعائلة ولا الحزب ولا محاموه، وهذا يدل أيضاً على أن القوى التي نفذت المؤامرة الدولية وأنشأت نظام إمرالي، لا تزال مصّرة على المؤامرة، وكما أوضحنا في عديد المرات، تم إنشاء مثل هذا النظام والانضباط في إمرالي بحيث لا يحدث شيء من تلقاء نفسه، هناك عقل مدبر ومجموعة خاصة تدير نظام إمرالي، ومهمة هذه المجموعة هو استكمال الإبادة الجماعية بحق الكرد في إمرالي، وفي هذا الصدد، ما يحدث في إمرالي ليس قانونياً، بل إنها سياسة إبادة جماعية تامة، وهذا كان الهدف من إنشاء نظام إمرالي، وبخلاف هذا، لا يوجد تفسير آخر لعدم تمكن القائد أوجلان باللقاء مع عائلته ومحاميه منذ ما يقرب الـ 3 سنوات، ومع “المخالفات الانضباطية”، يسخرون من قيّم الشعب الكردي والقوانين والديمقراطية وحقوق الإنسان، كيف يمكن لشخص يُحتجز بمفرده على جزيرة وداخل زنزانة انفرادية أن يرتكب “مخالفة انضباطية”؟ كيف يمكن لشخص مُنع من كتابة الرسائل والتواصل مع الخارج ولا يمكنه اللقاء مع عائلته ومحاميه أن يرتكب “مخالفة انضباطية”؟ النتيجة التي يمكن للمرء أن يستخلصها من هذا، هي كالآتي: هناك ممارسات غير أخلاقية متعددة الأوجه ولها العديد من الأساليب؛ وهناك نضال لا مثيل له مستمر، النضال الأيديولوجي، العقلية، الإرادة والسياسة، وإذا أراد أن يوضح ذلك أكثر، فإن الدولة التركية المستبدة تمارس سياسة تدمير بحق الشعب الكردي وحركة الحرية، وأرادت بداية أن تنجح بذلك في إمرالي، لكنها لم تستطع، والقائد أوجلان قاوم على الرغم من كافة الضغوطات الهائلة وأحبط سياسة التدمير، وهذا الأمر شكّل الغضب الأكبر لدولة التركية الفاشية، كما يجب أيضاً للجميع أن يعلموا أن الدولة التركية هي دولة مقت وكراهية، وكان سليمان ديميريل قد قال أن القائد أوجلان هو “أكثر شخص تسبب بالبلاء للدولة التركية في القرون الثلاثة الأخيرة”، وعندما نعكس هذا الأمر ونقيّمها بدقة أكثر، يتضح أن القائد أوجلان هو أعظم فرصة للمعتقدات والثقافات والشعوب في تركيا وكردستان للعيش بحرية وديمقراطية في القرون الثلاثة الأخيرة، وإذا اعتبرت دولة ما شخصية مثل القائد أوجلان كأكبر خطر على مدى ثلاثة قرون، فلن يكون هناك ما لن تفعله، وفي الأساس، كل ما تقوم به وتفعله هو بسبب هذا الأمر، ولكن القائد أوجلان لم يعد شخصاً واحداً فحسب؛ هو ملايين الأشخاص، الشبيبة والنساء المقاومات، شعوب الشرق الأوسط، وصوت الإنسانية المناضلة جمعاء.

هناك تبني للقائد عبد الله أوجلان على الساحة الدولية، وهذا التبني كبير، كما أن النقابات التي تقود أعمالها وأنشطتها في جميع أنحاء العالم، تدعو إلى حرية القائد عبد الله أوجلان، وإضافة إلى ذلك، تمت مناقشة أفكار وأراء القائد عبد الله أوجلان في المراسم الفنية والثقافية والسياسية تحت عنوان “سفارة عالم جديد: كردستان” والتي أقيمت في مدينة لوزان السويسرية، بمشاركة فنانين وسياسيين وأكاديميين من العديد من بلدان العالم، كيف ينبغي للمرء تقييم هذا التبني على الساحة الدولية؟

صحيح، هناك تبني كبير للقائد أوجلان على الساحة الدولية في الآونة الأخيرة، وعلى وجه الخصوص، قامت النقابات العمالية في كل بريطانيا وإيطاليا وفرنسا بتولي قيادة هذا الأمر، حيث اجتمعت النقابات العالمية قبل أيام قليلة في البرازيل وأقروا في مؤتمرهم حرية القائد عبد الله أوجلان، وهذا القرار قيّم وذا معنى، كما أن الحفلات والمؤتمرات والمسيرات والتجمعات الجماهيرية التي تقام من أجل حرية عبد الله أوجلان، وعلى وجه الخصوص في إيطاليا، لها قيمة كبيرة للغاية، حيث تم مناقشة نموذج القائد وآرائه مؤخراً في سويسرا، وبهذه المناسبة، أود أن أعرب عن خالص تحياتي واحترامي للفنانين الذين أقاموا حفلات من أجل حرية القائد أوجلان، ولا سيما في مؤتمر النقابات الدولية، الذي عُقد في البرازيل، ولكل من ناقش نموذج القائد أوجلان في المراسم الفنية والثقافية والسياسية في سويسرا، ويجب على المرء أن يعرف هذا الأمر؛ اليوم، بقدر ما يحتاج الإنسان إلى الخبز والماء من أجل الحياة، فإنه يظهر في كل فرصة مدى حاجته إلى الديمقراطية والحرية من خلال النضال، لأن الإنسانية ترى أن الحداثة الرأسمالية جعلت من العالم بحيث لا يستطيع المرء العيش فيه، ومن المستحيل عدم السعي إلى الوعي والغضب والنضال ضد هذا الأمر، وإلا، ينبغي عل المرء أن يشك في إنسانيته، ولقد طوّر القائد أوجلان في مواجهة الحداثة الرأسمالية التي هي اسم لكل المساوئ، نموذج تحرر المرأة والبيئة والمجتمع الديمقراطي، وأدى دوراً كبيراً في تنوير وتوعية الإنسان، وأصبح من خلال نموذج الحداثة الديمقراطية الذي طوره، الرد على تعطش البشرية للأيديولوجيات العظيمة، في الواقع، بقدر ما يتم قراءة ومناقشة ونشر وفهم نموذج وآراء القائد أوجلان، فإن لها قوةً تأثيرية، ولهذا السبب، يجب على كل من يتبنى أيديولوجية القائد أوجلان وآراءه وفلسفته أن يعمل بجد على هذه القضية ويجعل البشرية تفهمها، ومثل حواري عيسى، يجب علينا أن ننقل باستمرار آراء القائد أوجلان إلى الناس والمجتمعات والثقافات، وخاصةً المرأة والشبيبة الذين انتفضوا من أجل الحرية، ولا يوجد هناك شخص قرأ القائد أوجلان إلا وقد تأثر منه، وقبل فترة من الآن، تحدث أحد الرفاق، أنه كان قد طلب من أحد الرهبان كتابة مقالة عن القائد أوجلان، حيث كان الراهب قد أوضح أن حزب العمال الكردستاني هو حركة اشتراكية ويأتي من التقليد الشيوعي، لذلك لا يحب حركتنا، ومن ثم بعد إصرار الرفاق، قال ما يلي، حينها، أحضروا لي بعض كتب القائد أوجلان، لأقرائها ومن ثم أطلع عليها، وصرح الراهب بعد أن قرأ عن القائد أوجلان، بأنه تأثر كثيراً، وقال للرفاق ما يلي: “هذا الإنسان كثيراً على العالم، وهذا العالم ليس بإمكانه حمل هذا الإنسان العظيم”، وإن أحد الأسباب المهمة التي تجعل من جميع الأشخاص المناهضين للرأسمالية والسلطة ومؤيدي الكدح والحرية والتنشئة الاجتماعية لديهم هذا التبني القوي للقائد أوجلان هو أنهم يجدون أنفسهم وحياتهم وأحلامهم ومستقبلهم في أفكار وآراء القائد أوجلان، ولذلك، هناك الملايين من الأشخاص انطلاقاً من أفريقيا وصولاً لأمريكا اللاتينية، في جميع أنحاء العالم يتبنون فلسفة القائد أوجلان، وتتبنى عشرات النقابات التي لديها الملايين من الأعضاء حول العالم، وكذلك العلماء والمثقفين والأكاديميين والفنانين بفلسفة القائد أوجلان ويتبنون آرائه، وهذا الأمر يدل على أن القائد أوجلان قد أصبح موطناً للبشرية بأيديولوجيته ونموذجه وأفكاره، ولذلك، سيتم تبنيه أكثر فأكثر.

كيف يجب أن يقيّم الشعب الكردي والسياسة على الساحة الدولية، الأنشطة التي تقام لتبني فلسفة ومقاومة القائد عبد الله أوجلان؟ وما الذي يتوجب عليهم فعله من أجل إيصال هذه الأنشطة إلى أهدافها؟

من الضروري معرفة القضية الكردية ومحاورها جيداً، إنه قانون الديالكتيك، فإنه يخلق كل شيء عكسه، ما أريد توضحيه هنا هو، ربما لا توجد قضية معقدة، متعددة الأوجه، وصعبة الحل كالقضية الكردية، ولأجل تحقيق الحل لمثل هذه القضية هناك حاجة ماسة لشخصية كشخصية القائد أوجلان، فأن القائد أوجلان يقول بنفسه فيما يتعلق بالقضية الكردية وحلها، ما يلي؛ “عندما امتلكت الشجاعة للوقوف عند حقيقة الكردياتية، شعرت دائماً بتأثير هذه الحقائق، أردت التعبير عنها بهذا الوعي، والتي اعتقدت أنها الطريقة الأنسب للتفسير، فالتفسير لم يكن كافياً، بالتالي أردت خوض السياسة، لم يكفي ذلك أيضاً، حاربت، هذا أيضاً لم يكن كافياً، لقد اتخذت الخطوات لأجل السلام، مهما حاولت لم يكفي ذلك أيضاً، فجميع هذه المحاولات أثبتت سوء الوضع الحالي للواقع الاجتماعي الكردي”، وبهذه الطريقة القائد أوجلان لا يظهر عدم الحل القضية، بل إنه يظهر صعوبة الحل والجدية التي يجب إظهارها، وباتت الدولة التركية تعرف هذا جيداً، لهذا السبب إنها تطبق مفهوم الإبادة الشاملة على القائد أوجلان وتفعل كل ما في وسعها في سبيل منع خروج صوته وفكره للرأي العام في الخارج، فأن الكرد والسياسة الكردية في الواقع شفافين للغاية، ويجب عليهما معاكسة نهج الدولة التركية القاتلة، وأن يتعمقا على أساس مخالفة نهجها، فإذا كانت ترى الدولة التركية القاتلة القائد أوجلان على إنه بلاءً على القرون الثلاثة الماضية، يجب على الكرد وسياستهم الكرديايتة أن يروا القائد أوجلان على إنه إنجاز تاريخي عظيم.

ويجب معرفة ذلك جيداً، أن القضية الكردية لا يمكن حلها بسهولة مثل حل القضايا المماثلة لها في أي جزء من العالم، فالقضية الكردية ليست عادية، لا يمكن حلها إلا بإدارة قيادي على المستوى الطبيعي وأن يتجاوز كافة المعايير العادية والمتوسطة، القائد أوجلان هو ذلك القائد الذي خلق في خضم هذا الصراع، ولهذا يجب على الشعب الكردي والسياسة الكردية أن يتساءلوا بالفعل عما يمثله القائد أوجلان، ويتحلى بأي شخصية وبدون القائد أوجلان هل الحياة الديمقراطية، الحرة، والكريمة ممكنة أم لا، فإذا كانت هذه الحياة غير ممكنة بدون القائد أوجلان، في ذلك الحين، يجب أن يقال كل شيء من أجل الحرية الجسدية للقائد أوجلان، ولا يجب أن يبتعد الكرد والسياسة الكردية عن هذا الأمر، نحن كالشعب والحركة علينا أن نواصل مرحلة الحرية الجسدية بروح النفير العام، وعلينا تصعيد وتيرة النضال في المستوى الإيديولوجي، التنظيمي، الدعاية، التحفيز.

على سبيل المثال، عقد مؤتمر النقابات العالمية الاعتيادي الأخير في البرازيل، واتخذ قراراً وطالب بالحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان، كالحزب ذكرنا في بياننا إننا نحيي هذا القرار، لكن كان يجب أن لا يقتصر الأمر على هذا فحسب، لأنه مهم للغاية، حيث تكون منصة، مؤتمر الذي يتكون من ملايين الأعضاء، كان يجب على وسائل الإعلام الخاصة بنا إجراء اللقاءات مع هذه النقابات وأن تعد البرامج التلفزيونية حول ذلك، كان يجب عليها القيام ببعض الأعمال ووضعها في جدول أعماله اليومي الخاص، كذلك عقدت العديد من المؤتمرات والحفلات للمطالبة بالحرية الجسدية للقائد أوجلان في العديد من الدول الأوروبية، كان يجب على وسائل الإعلام مناقشة هذه المؤتمرات والحفلات بطريقة جيدة وتعد برامج تلفزيونية حول أهميتها، فمن الواضح بإنه من الضروري أن نكون أكثر احترافية بصدد هذه الأمور، لأن كل نضال مبدي لأجل حرية القائد أوجلان الجسدية يكون بالنسبة لنا حياة وأيضاً المقاومة الأكثر مشرفة، لهذا السبب هناك حاجة للتنظيم، يجب علينا بدءاً من مؤسسات ووكالاتنا ذات الصلة حتى الشعب وأصدقائنا بشكل عام، أن نكون دائماً في خضم التعمق والبحث في هذه المسألة، أنا أؤمن من قلبي، أننا إذا ارتبطنا تماماً بالهدف، ونقيم الوقت جيداً، وخططنا جيداً أين وكيف يمكن تحقيق النجاح، وأن نصل إلى الجميع ونضع الجميع في خضم النفير العام، إذا تصرفنا بالانضباط والمنظور الصحيح، ستتوج هذه المرحلة بالحرية الجسدية للقائد أوجلان، فإذا تحقق ذلك، وإذا تأججت ردود الفعل والأنشطة من أجل حرية القائد أوجلان الجسدية، في كردستان وجميع أنحاء العالم، ستصل الأنشطة إلى أهدافها بكل التأكيد.

ستصادف الأيام المقبلة الذكرى السنوية الـ 25 لمؤامرة 9 تشرين الأول 1998، ما الذي يجب فعله في هذه السنة الـ 26 للمؤامرة؟

قبل كل شيء، أحيي بكل احترام القائد أوجلان، الذي لم ترد عنه أي معلومات منذ 31 شهراً، واستذكر بكل احترام وامتنان كافة شهداء نضالنا في شخص الأستاذ خالد أورال وسلامت منتش وأينور أرتان وأحمد يلدريم وسما يوجه الذين أضرموا النار بأجسادهم تحت شعار “لن تستطيعوا حجب شمسنا” داخل السجون وفي ساحات النضال الأخرى، وفي شخص شهداء زاب ومتينا وآفاشين وخاكورك الذين قاوموا بروح الفدائية و استشهدوا خلال العملية الأهم لنضالنا من أجل الحرية على مدار الـ 50 عاماً الماضية، ونتعهد بتحقيق النصر لأهدافهم بكل تأكيد من أجل الحفاظ على ذكراهم حية.

في الواقع، كانت قوى الحداثة الرأسمالية تحاول تنفيذ سياسة إعادة تصميم الشرق الأوسط من خلال المؤامرة الدولية التي حيكت ضد القائد أوجلان قبل 25 عاماً، لقد كان القائد أوجلان وحركة نضال حرية كردستان في موقع مؤثر ينبغي رؤيته وأخذه بعين الاعتبار في سياسة الشرق الأوسط، فإما أن يصبح الشرق الأوسط ديمقراطياً مع حل المشكلة الكردية بقيادة حزب العمال الكردستاني، أو أنهم لن يسمحوا بذلك مهما كلف الأمر، والمؤامرة الدولية نُفذت جزئياً لهذا السبب، كان هناك الكثير من الذين اعتقدوا أنه بعد المؤامرة سيتم تصفية حزب العمال الكردستاني وستختفي المشكلة الكردية، في الواقع، أرادت العديد من الدوائر والمجموعات تسريع العملية من خلال الانخراط في العديد من عمليات البحث والنضال المضاد، لكنهم فشلوا، ولم يتمكنوا من تحييد القائد أوجلان وتصفية حزب العمال الكردستاني، لقد خلق القائد أوجلان انفجاراً فكرياً في إمرالي وأعد نموذج الحداثة الديمقراطية الذي أيقظ الإنسانية ضد الحداثة الرأسمالية، ولهذا السبب أطلق القائد على عملية إمرالي اسم “ولادتي الثالثة”، لقد وصل حزب العمال الكردستاني بنضاله إلى موقف يؤثر على التطورات والتوازنات في تركيا والشرق الأوسط، ويكون في بعض الأحيان في موقف حاسم.

ومن المهارات الكبرى الأخرى للحكام هي إزالة الذاكرة التاريخية للشعب، لأنهم دائماً يكتبون التاريخ وليس من يصنعونه، وأرادوا بمؤامرة 9 تشرين الأول إنهاء كل ما حدث باسم الكرد وكردستان، ومن لم يكتف بذلك إيمانه وإرادته وهدفه، ولم يعمل به، لجأ إلى طرق أخرى، لكن الذين يسيرون بالرفاقية والوفاء يواصلون نضالهم رغم التكاليف الباهظة، والآن هم يكتبون التاريخ ويصنعون التاريخ، ومن الضروري معرفة هذا؛ ستستمر المؤامرة والمشكلة الكردية لن يتم حلها إلى أن يستعيد القائد أوجلان حريته الجسدية، وبهذا المعنى، فإننا نخوض منذ 25 عاماً نضالاً شديداً ضد القوى المتآمرة على كافة المستويات، ومهما فعلوا، فإن حزب العمال الكردستاني الذي أنشأه القائد أوجلان ونضال الشعب الكردي الذي استيقظ ونهض، لن يتوقف أبداً، كل هذه الصعوبات هي آلام ولادة الحرية، ويؤمن حزب العمال الكردستاني والشعب الكردي بهذا، ويتم طرح تاريخ التاسع من تشرين الأول بإصرار في اتجاهات مختلفة ويذكر الكرد به.

ومن المؤكد أنه ليس من قبيل المصادفة أن دولة القمع والاحتلال التركي بدأت بعملية احتلال كري سبي وسري كانيه في 9 تشرين الأول 2019، والرسالة المقصودة من ذلك هي أن المؤامرة الدولية ضد الكرد مستمرة في شخص القائد أوجلان، ولو أظهرت الولايات المتحدة وقوى التحالف موقفاً واضحاً تجاه دولة الاحتلال التركي، لما كان من الممكن أن تبدأ دولة القمع التركي باحتلال كري سبي وسري كانيه في 9 تشرين الأول 2019، القوى الدولية، وبدلاً من إيقاف دولة الاحتلال التركي، دعمتها بكل جرأة وبعد فترة طلبت منها عدم التقدم أكثر، وبلا شك، فعلوا ذلك من أجل مصالحهم الخاصة، بعبارة أخرى، لعبت كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا وغيرها من القوى التي هي جزء من المؤامرة الدولية، دوراً في احتلال عفرين وسري كانيه وكري سبي، وهم أنفسهم قدموا الدعم لجمهورية تركيا، وبهذا، عندما تم أسر القائد أوجلان، وجهت الدولة التركية رسالة مفادها “كما دعمتني القوى الدولية من أجل ذلك، فإن القوى الدولية تدعمني الآن ضد ثورة روج آفا”، ولهذا السبب تستمر المؤامرة، وكما هو معروف، تم فرض اتفاقية في شنكال على شعبنا الإيزيدي بمشاركة الحزب الديمقراطي الكردستاني والعراق والأمم المتحدة والدولة التركية، وتاريخ فرض تلك الاتفاقية هو 9 تشرين الأول 2020، لا شيء من هذا مجرد مصادفة، وما يقصدونه هو أن مؤامرة 9 تشرين الأول هي مثل “سيف دموقليس” مسلطة على رقبة الشعب الكردي، وهذه هي الحقيقة، في ذلك الوقت، يجب على شعبنا في جميع أنحاء كردستان وخارج الوطن وفي كل مكان أن يبدوا المقاومة الأكبر في هذا العصر ضد مؤامرة 9 تشرين الأول الدولية، ليس فقط عقد الاجتماعات وورش العمل والمؤتمرات والمسيرات والتجمعات وما إلى ذلك، بل ينبغي تطوير أشكال أكثر فعالية للتنديد بطريقة راديكالية، وينبغي استقبال مؤامرة 9 تشرين الأول بشكل مختلف، خاصة في شمال كردستان وتركيا، ويجب على الشبيبة والنساء وكافة الأشخاص من الفئات الأخرى من عمر سبع سنوات إلى سبعين سنة، أن يحتجوا في ذلك اليوم على المؤامرة الدولية وأن يتخذوا موقفاً حازماً.

ويجب محاسبة المتآمرين بحيث إلى حد تذكيرهم دائماً بمؤامرة 9 تشرين الأول كما هو الحال في روج آفا وشنكال، كي لا يتحدثوا عن ذلك مرة أخرى، كما يجب أن يعلموا أنهم مسؤولون ومذنبون، وعلى هذا الأساس، يجب أن تصبح مؤامرة 9 تشرين الأول، سبباً لوعي كبير وإعادة بناء، وقبل كل شيء، تنفيذ فعاليات غير محدودة.

إن سياسة السلطة الفاشية لحزبي العدالة والتنمية والحركة القومية القائمة على أساس الترهيب والاستقطاب جعلت المجتمع في تركيا غير قادر على التنفس، ولو حصلت الأزمة الاقتصادية لتركيا في دولة أخرى، لكانت قامت القيامة، لكن ليس هناك صوت في تركيا، لماذا يشهد وضع كهذا؟ وكيف تقيمون موقف المعارضة والاشتراكيين والديمقراطيين في تركيا من هذه القضية؟

صحيح أن الأتراك كانوا منذ القدم من أنصار الدولة، ويوجد الكثير بقدر الأتراك كانوا قد بنوا الدولة، ولا يمكن العيش بدون دولة، إلا أن المعارضة الميتة الحالية في تركيا وتفسير كل شيء بـ “إن لم تكن الدولة فلا شيء غيرها” ليس بالأمر الصائب، فيجب على المرء في البداية إدراك حقيقة حزب العدالة والتنمية وشخصية طيب أردوغان بشكل جيد، وهي نتاج لإفساح المجال أمام خط فتح الله كولن بعد انقلاب 12 أيلول، كما أنه منذ ذلك الحين، تحكم السياسة الإسلامية اليمينية السياسة في تركيا، ويمكن للمرء أيضاً القول عن هذا الأمر الإسلام السياسي، ومما لا شك فيه أن حزب العدالة والتنمية وأردوغان كانا مشروعين، كما أن رئاسة طيب أردوغان لبلدية إسطنبول، وبروزه لاحقاً كشخصية سياسية ضد أربكان، ومشروع الشرق الأوسط الكبير، ويتضح من هذه الأمور أي شخصية يتمتع بها أردوغان، كما أن محاولة انقلاب 15 تموز، والتي قال عنها طيب أردوغان: “إنها نعمة من الله”، حيث أن كل من الجيش والبيروقراطية والدولة وطيب أردوغان توصلوا إلى توافق، ولقد اجتمع كل من الإسلاميين السياسيين، والكماليين الكلاسيكيين، والأورآسيويين معاً، وأصبح طيب أردوغان سيف هؤلاء ضد حزب العمال الكردستاني، وأصبح ذلك الشخص، الذي على ما يبدو يناضل ضد فتح الله كولن، وأكثر من استفاد من هذا، هو كل من طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية، اللذان تسللا إلى الدولة، وبالتالي فإن حزب العدالة والتنمية هو حقيقة الدولة اليوم، وكان هدفهم بالكامل من خلال هذا، هو القضاء على الحركة التحررية والوصول إلى نتيجة في الإبادة السياسية التي بدأوها في إمرالي، وأصبح كل شيء مباح ومشروع لأجل ذلك، وسيتم تحديد اقتصاد تركيا وسياستها وفقاً لذلك، وهذا ما فعلوه، ولكن مهما فعلوا، لن يتمكنوا من تحقيق النجاح، بل على العكس من ذلك، فإن تركيا غارقة اليوم بالكامل في المستنقع وعالقة فيه، ويمكن القول أن اعتبارها السياسي ومصداقيتها على الساحة الدولية قد تلاشت تقريباً، حيث وصل الاقتصاد إلى الحضيض، ولم يتفاقم الجوع والفقر والبطالة أبداً لهذا الحد، والحقيقة هي أنه لا يوجد حل ضد حكومة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية ولديها مشاكل بكل الأحوال، ويجب على المرء تنظيم رد فعل اجتماعي قوي.

ولكن نظراً لوضع المعارضة، يجب الإعراب عن الامتنان لحزب العدالة والتنمية، وإننا نعتقد أنه لم يتم إدارة أي بلد في العالم بسلاسة وراحة مثل تركيا، على الرغم من وجود هذا القدر من المشاكل، لأنه لا توجد معارضة، كما أن كل من الحركة التحررية والشعب الكردي منخرطين في حالة من المقاومة المتواصلة، ومن الواضح أن القوى الاشتراكية الثورية في تركيا لم تكن منظمة بعد بما فيه الكفاية لتطوير معارضة اجتماعية متشددة، لكن الظروف مواتية على مستوى كبير، وفي مرحلة مريحة ووفيرة للغاية كهذه، ينبغي على القوى الديمقراطية واليسارية والاشتراكية أن تؤدي دورها، ويجب عليها الاندماج مع المجتمع في كل فرصة سانحة، وأن تصبح كل مشكلة سبباً لخوض النضال، وبخلاف ذلك، ليس من الممكن أن تكون معارضة أخرى في تركيا، ومما لا شك فيه، أن حزب الشعب الجمهوري والأحزاب الأخرى للسلطة مشتركة في ارتكاب الجريمة مع الحكومة الفاشية لحزبي العدالة والتنمية والحركة القومية، ولهذا السبب، يقوم كل من طيب أردوغان وبخجلي بإدارة تركيا بسلاسة وراحة وبدون مشاكل، حيث أن معارضة حزب الشعب الجمهوري والأحزاب الأخرى للسلطة هي مع الحكومة، أي أنهم متواطئين مع فاشية حزب العدالة والتنمية.

قبل بضع سنوات مضت، حصلت زيادة على سعر الخبز بمقدار 25 أو 50 قرشاً، وانتفض الشعب الأردني مباشرة ضد هذا الأمر، وعبر عن ردة فعله، مما اضطرت الدولة إلى إعادة تخفيض سعر الخبز، وإذا جاز التعبير، يتعرض المجتمع في تركيا للأذى والمعاناة كل يوم، ولكن على الرغم من ذلك أيضاً، ليست هناك معارضة قادرة على الخروج والتعبير عن استيائها، فالمعارضة التي يترأسها حزب الشعب الجمهوري، ليست ضد الزيادات اليومية، وليست ضد العمال الذين فُصلوا من أعمالهم، كما أنها لم تطور أيضاً أي ردود فعل اجتماعية ضد الجوع والفقر، حتى أنها قالت لا ينبغي النزول إلى الشوارع، ولذلك، لا توجد معارضة في تركيا، حيث أن المعارضة التي تتطرق بالحديث عن القضية الكردية وتخاف من النضال الديمقراطي والتحرري وتقديم التضحيات، هي معارضة كاذبة، وهذه هي الميزة الأكبر لفاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، ولكن مما لا شك فيه، لن يستمر الأمر على هذا النحو، ومن الضروري أن يكون معلوماً أن تطورات مهمة يمكن أن تحدث في مرحلة حيث تتطور فيها السياسة الديمقراطية الكردية والحركة الديمقراطية الثورية في تركيا من ناحية، ويقاوم المجتمع من ناحية أخرى.

تستمر الهجمات الاحتلالية التي تشنها دولة الاحتلال التركي على مناطق الدفاع المشروع، والمقاومة التي يبديها مقاتلو حركة التحرر الكردستاني ضد سياسات الإبادة الجماعية التي تنتهجها الدولة التركية تجاه الشعب الكردي، مقاومة تاريخية، وفي مواجهة هذه الهجمات التي تتم ممارستها في أجزاء الوطن الأربعة وأوروبا، كيف تقيّمون موقف أبناء الشعب الكردي، السياسة القانونية للكرد والأحزاب الكردية ضدها؟

تستمر حربنا ضد دولة الاحتلال التركي ليست فقط في مناطق الدفاع المشروع، بل في أربعة أجزاء كردستان وفي كل مكان يتواجد فيه أبناء الشعب الكردي من الجوانب السياسية، العسكرية، العقلية والأخلاقية أيضاً، فهذه الحرب شمولية، حيث تشن دولة الاحتلال التركي هجماتها الاحتلالية باستخدام كل قوتها على وجه الخصوص في السنوات الثمانية الماضية دون توقف، فمن الواضح إنها تخوض هذه الحرب بدعم من حلف الناتو، القوى المحلية والعملاء الكرد، وتنفق كل إمكانيات تركيا وقوتها الاقتصادية والسياسية في حربها، كما إنها في الوقت نفسه تستخدم ميزة عضوية الناتو وموقعها الجيوسياسي والجيوستراتيجي وتحارب دون أخذ أي قواعد، معايير إنسانية وأخلاقية في عين الاعتبار، إنها تنتهك وتخرق قوانين الحرب، كما إنها تستخدم القنابل الحرارية والأسلحة الكيماوية ضد كريلا حركة التحرر الكردستاني، فمن المؤسف جداً، إنه على الرغم من كل هذه الجرائم الحرب الخطيرة التي ترتكبها الدولة التركية، أن العالم والقوى الأوروبية والدولية يلتزمون الصمت.

وتهدف الدولة التركية لتنفيذ خطتها المبيدة، فإن العزلة المشددة المفروضة على القائد أوجلان تطبق بالفعل لهذا الغرض، باستثناء هدفها وهو القضاء على حزب العمال الكردستاني وكريلا حركة التحرر الكردستاني، إنها لا تفكر بأي شيء آخر، فإنها تريد أن تصدق بإنها ستتمكن من تحقيق ذلك، وتحاول إقناع المجتمع والقوى الدولية أيضاً، حقيقة أن مقاومة مقاتلات ومقاتلو حركة التحرر الكردستاني ضد هجمات جيش الاحتلال التركي الفاشيين بالأسلحة الكيماوية وكل تقنيات متطورة، مقاومة لا مثيل لها، لا يتمكن جيش الاحتلال التركي، الذي يعد ثاني أكبر قوة في الناتو، ويحشد كل قوته وإمكانيته ويشن هجماته الاحتلالية، من إجبار مقاتلو حركة التحرر الكردستاني على الانسحاب والرجوع إلى الوراء.

تستمر حرب شرسة في مناطق زاب، آفاشين، متينا، خاكورك، ومناطق أخرى الواقعة في مناطق الدفاع المشروع منذ ثلاثة سنوات، وهذه المقاومة توضح على أن دولة الاحتلال التركي لا زالت لم تحقق نتائجها المرجوة في مناطق الدفاع المشروع، وأصبحت عالقة في بعض الأماكن، ولا زال مقاتلو ومقاتلات حركة التحرر الكردستاني يستطيعون تنفيذ عمليات نوعية فعالة، وتتواصل مقاومتهم المبدية بطرق وتكتيكات جديدة، لكن يجب على المرء معرفة هذا أيضاً، هذه المقاومة، هي مقاومة الأكثر صعوبة، وفي نفس الوقت، هي المقاومة الأكثر مهيبة خلال 50 عاماً من مقاومتنا، فإنها حرب شاملة حيث تضم فيها المجالات الاقتصادية، السياسية، الوعي، وبكل الطرق والوسائل، ويجب على شعبنا، منظمات ومؤسسات الوطنية والثورية إبداء النضال وفق الحرب الشعب الثورية الصحيحة، ليس من العدل، أن يضع المرء كل المسائل المقاومة على كاهل قوات الكريلا، وهذا ليس صحيحاً، والأصح، أن الجانب الذي يخاف منه العدو كثيراً، هو انتفاضة حرب الشعب الثورية، فإنهم يخافون بأن تسمم الشبيبة والمرأة الكردية في كردستان والمدن الكبرى حياتهم، وفي هذا الصدد، يجب ألا تجرأ الدولة التركية القاتلة- العنصرية على اللعب بكرامة مستقبل أبناء الكرد، لقد اعتدى العشرات من الجنود وحراس القرى على امرأة كردية، ناهيك عن ذلك، تتعرض المرأة والشبيبة الكردية للاختطاف ويفرض عليهم التجسس خلال تعذيبهم والضغط عليهم، كما يتم قتل أطفال الكرد يومياً تقريباً بدهس المدرعات والدبابات في كل مدينة كردستانية، ويطورن ترويج المخدرات والدعارة، اللتان تعتبران أخطر وسائل الحرب الخاصة بالخفاء، فإنهم يحملون الانتفاضات الكردية مسؤولية كل هذه، كحجج واهية لأجل تشويهها، على الكرد التفكير بتمعن؛ هل سبق لكم ورأيتم طفل يقتل بواسطة المدرعات في المدن التركية؟ هل رأيتم تتعرض امرأة ما للاغتصاب من قبل عشرات الجنود والمرتزقة في المدن التركية؟ يحدث كل هذا في كردستان، فأنهم يلعبون بكرامة أبناء الشعب الكردي، لكي ينظر الكرد إلى أنفسهم بالاستصغار، لا يجوز أن يصم المرء أمام كل هذه الممارسات، كان يجب أن يتوجه كل السياسات الديمقراطية القانونية وكافة البرلمانيين والمنتخبين إلى شرناخ في ذلك اليوم الذي فقد فيه طفل/طفلة كردية حياته/حياتها بدهس الدبابة في مدينة شرناخ، في الواقع، كان يجب أن تنتفض المرأة، الشبيبة، جميع المؤسسات والوكالات الديمقراطية القانونية ويقومون القيامة آنذاك، كان يجب أن تتأجج الانتفاضة في وجه الحدث الذي تعرضت فيه امرأة كردية للاغتصاب، إن الشخص الذي لم يلعب دوره بهذا الصدد، ولم يبدي موقف معارض، ولم ينتفض، أياً كان فهو منقطع عن روح المرحلة ولا يدرك المخاطر والمفهوم العنصري، في الواقع، المرحلة خطيرة للغاية، يجب ألا يشعر أحد بالسلام والأمان في سياق هذه المرحلة الخطيرة، لا ترد أي معلومات من القائد أوجلان وعن صحته وأمنه، الحرب محتدمة، وليس هناك أي سبب كي يشعر أبناء شعبنا الكردي بالراحة والأمان، وفي مثل الوضع يجب أن يخافوا من الراحة، يجب أن يكون شعبنا في خضم النضال والانتفاضة على الدوام، بينما على السياسة الديمقراطية القانونية فضح جرائم جيش الاحتلال التركي كل يوم، وتدينه، وتناضل في سبيلها على المستوى الوطني والدولي.

على شعبنا في أوروبا تصعيد وتيرة نضالهم من أجل المطالبة بالحرية الجسدية للقائد أوجلان وأيضاً التضامن مع مقاومة الكريلا المبدية في جبال كردستان والنضال الذي يخوضه شعبنا ضد الحرب الخاصة للدولة التركية على شعبنا الكردي في كردستان، كما يجب على الشعب الكردي التواصل مع جميع الدوائر غير المنظمة وتطوير تنظيمهم، وأن يكونوا صداقة جيدة مع الشعوب الأخرى، وأن يتمكنوا مع الأصدقاء في الدوائر الاجتماعية من التصرف مع بعضهم البعض.

إن من يشرعن قوة القمع وهجمات دولة الاحتلال التركي على الكرد انطلاقاً من عفرين وصولاً إلى جنوب كردستان هو الحزب الديمقراطي الكردستاني، كيف تقيّمون هذا الوضع للحزب الديمقراطي الكردستاني؟ وكيف سيبني الكرد وحدتهم الوطنية في حين أن هناك مثل هذا الواقع للحزب الديمقراطي الكردستاني والأحزاب والمنظمات الكردية التي لا تبدي موقفاً؟

هذه المقولة للكرد موجودة منذ القدم: “لن تتعفن الشجرة، ما لم تكن الدودة من الشجرة نفسها”، وبالتأكيد يوجد في جميع المجتمعات من يبتعدون عن هويتهم ويفضلون مصالحهم الخاصة على الهوية الوطنية ويصبحون متواطئين، ولكن هذا واضح جداً لدى الكرد، كما أن الغاية من هذه المقولة التاريخية هو هذا الأمر، والآن أيضاً هو كذلك، فنحن نناضل ضد الدولة التركية المستبدة في كل مكان، حيث أن كل من عفرين وسري كانيه و كري سبي محتلة من قِبل الدولة التركية المستبدة، كما توجد العشرات من القواعد العسكرية للجيش التركي في جنوب كردستان، ويقصفون بالطائرات المسيّرة المسلحة والطائرات الحربية بشكل يومي كل من جنوب وغرب كردستان، وتتعرض طبيعة كردستان وشعبها للقتل، ومن الواضح ما هو الموقف الذي يجب أن تتخذه أي حركة باسم الكرد ضد قوة مستبدة كهذه، حيث أن موقف الحزب الديمقراطي الكردستاني ينصب في تطوير العلاقات مع الدولة التركية المستبدة، وإلا فإن دولة الاحتلال التركي المستبدة التي تمارس الإبادة الجماعية ستُحاكم حتماً في المحاكم الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب على الجرائم التي ارتكبتها وترتكبها في عفرين، ولكن نتيجة موقف بعض ما يُسمى بالمجموعات الكردية المناوئة للحزب الديمقراطي الكردستاني، والتي تضفي الشرعية على الاحتلال والإبادة الجماعية في عفرين، سيجعل من هذا الأمر صعباً، كما أن الوضع نفسه أيضاً في جنوب كردستان، ولولا موقف الحزب الديمقراطي الكردستاني، لكان الجيش التركي المستبد قد هُزِم حتماً أمام الكريلا حتى الآن، ومن يجعل العدو يتنفس الصعداء، هو الحزب الديمقراطي الكردستاني، ويتعين على الكردستانيين رؤية ومعرفة هذه الحقيقة، ففي كل يوم، تستشهد شابات وشبان الكرد في جبال كردستان بالطائرات الحربية، وكيف يمكن أن تكون هناك علاقة مع مثل هذه القوة المعادية للكرد وكيف يمكن دعمها؟ لذا يجب على جميع أبناء شعبنا، ولا سيما شعب جنوب كردستان، أن يطرحوا هذا الأمر للتساؤل ومعرفة ذلك، ويجب بالطبع على المثقفين والشخصيات والأحزاب والجماعات الوطنية الكردية أن ترى هذا الأمر، وأن تتخذ موقفاً مضاداً حياله، وإلا فإن العدو يستفيد كثيراً من ذلك.

فعندما يتعلق الأمر بمسألة الوحدة الوطنية الكردية الحقيقية، لا يوجد شعب مثل الكرد قد تعرض للانقسام والتشرذم بين الشعب والجغرافيا، ولأجل ذلك، فإن الكرد هم الأكثر حاجة إلى الوحدة الوطنية أكثر من غيرهم، وقد أُطلق على هذه السياسة بشأن كردستان اسم “سياسة فرق تسد” منذ القدم، ولا تزال هذه السياسة مستمرة، وحيثما ينظر المرء إلى العالم، فإن الولايات المتحدة الأمريكية التي هي واضحة باسمها، هي دولة فيدرالية، وهناك أيضاً الاتحاد الأوروبي، والاتحاد الإفريقي، والجامعة العربية، وتجمع الدول المستقلة في روسيا، وحدهم الكرد، هم الأكثر انقساماً وتشرذماً، والبعيدون عن هذه الوحدة، حيث أن الوحدة الوطنية ضرورية جداً، وإن الوحدة الوطنية التي ستشارك فيها كافة الأحزاب والمجموعات في الأجزاء الأربعة من كردستان الأربعة، يجب أن تكون أعظم شوق وحلم وخيال للشعب الكردي، لكن يتبيّن أن مثل هذه الوحدة صعبة في الظرف الحالي، وإلا سيكون من الأفضل والممكن تشكيل كتلة وحدة وطنية تضم أحزاباً وجماعات وشخصيات تجتمع على خط الوطنية وتتخذ الخطوات اللازمة على هذا الأساس، ونحن كحزب، لقد تصرفنا في هذا الصدد دائماً بفدائية وبأوسع منظور، ومن الآن فصاعداً، سنواصل موقفنا المبني على أساس الوحدة الوطنية، وسنكثف نضالنا في كافة المجالات لحماية مكتسبات الكرد.