المقابلات

٢ مارس ٢٠٢٣

خبات آندوك: الكونفدرالية الديمقراطية هي طريق الحل

أوضح عضو المجلس التنفيذي في منظومة المجتمع الكردستاني (KCK) خبات آندوك أن حل القضية الكردية يتم من خلال الكونفدرالية الديمقراطية بعيداً عن الدولة والتي تستند إلى الإدارة الذاتية الديمقراطية وقال” بالنسبة لنا هي طريق الحل”.

تحدث عضو المجلس التنفيذي في منظومة المجتمع الكردستاني (KCK) خبات آندوك لوكالة فرات للأنباء وقيّم نظام الكونفدرالية الديمقراطية ونموذجها التنظيمي وإدارتها وطريقتها في الحل، وهذا هو القسم الأول من الحوار:

ما هي الكونفدرالية الديمقراطية…؟

الكونفدرالية الديمقراطية هي نظام تنظيم المجتمع الديمقراطي، في هذه الحالة، لا توجد لا حركة ولا حزب، ولكن هناك نظام اجتماعي، بقدر ما هي ضرورية لكردستان، فهي ضرورية لتركيا والعراق وإيران وسوريا أيضاً، وإذا شملنا، فهي ضرورية للشرق الأوسط وأوروبا وأمريكا وأفريقيا أيضاً، منظومة المجتمع الكردستاني هي الكونفدرالية الديمقراطية لكردستان، وممكن إنشاء نفس الشيء في إيران والعراق وسوريا او في دولة أخرى،

الشعب والعرق والمنظمات الثقافية، والمعتقدات، باختصار، جميع مجتمعات وشعوب الشرق الأوسط، إذا كانوا يريدون اتخاذ مثل هذا النظام كأساس، يمكن إنشاء الكونفدرالية الديمقراطية لشعوب الشرق الأوسط أو تأسيس كونفدرالية من هذا النوع وباسم آخر في الشرق الأوسط، يمكن بناء الشيء نفسه في أمريكا أو أوروبا أو إفريقيا أو قارة أخرى، أيضاً، إذا تم تأسيسه في جميع أنحاء العالم، فسيكون الكونفدرالية الديمقراطية للشعوب في العالم، إنه نظام جيد ينظم المجتمع من محلي إلى عالمي، ومن صغير إلى كبير، ويبني إدارته الخاصة.

إذا تم تعريف الكونفدرالية الديمقراطية بهذا الشكل، فما هو مضمونها…؟

لأنه نظام بديل لنظام الدولة الحاكمة والقومية، يتخذ من تنظيم المجتمع والشعب بالكامل كأساس له، وتحميه، فلو انتبهنا إلى هذا الشيء، سنرى أنها تتكون من كلمتين رئيسيتين، إحداها الديمقراطية والثانية الكونفدرالية، إن الكونفدرالية هي نظام علاقات مرنة للغاية والتي تعتمد على الطواعية، لا يوجد دستور أساسي مكتوب فيه، لا إجبار فيه، إنه قائم على الوحدة والطواعية، اختلافاتها أيضاً بهذا الشكل.

من هم الذين يجتمعون على أساس هذه الطواعية…؟

دموس، أي الشعب، المجتمع، جميع فئات المجتمع، الجماعات العرقية والدينية والثقافية والرجال والنساء وجميع المنظمات، تقوم بحل مشاكل المجتمع، باختصار، جميع فئات المجتمع أي الشعب يديرون أنفسهم بأنفسهم على هذا الأساس ضمن المجتمع، إنها إدارة ذاتية، لا يديرها حكام أو أجانب، نظام تجتمع فيه جميع الفئات الاجتماعية معًا على أساس إدارة الذات في إطار العلاقات الكونفدرالية، هنا يوجد قاعدتان:

* قبل كل شيء، يجب تنظيم جميع فئات المجتمع.

* على المجتمع المنظم أن يكونوا على علاقات مع بعضهم البعض.

شكل العلاقة هو الكونفدرالية، يجب ألا يكون أسلوب العلاقة هو الضغط والإكراه والهيمنة الأيديولوجية، اتحاد قائم على المساواة والحرية، هذا هو أيضاً جانبها الكونفدرالي.

والشيء الآخر، يجب أن المجتمع منظماً، جميع فئات المجتمع، وهذا يصبح أصغر مكون، كل الهويات والاعراق تنظم نفسها على أساس مفهوم الديمقراطية المحلية، ولكي يستطيعوا بناء وحدة أكثر قوة داخل هذا التنظيم، عليهم التجمع على أساس العلاقة الكونفدرالية،

ولذلك فإن الكونفدرالية الديمقراطية هي نظام تنظيم المجتمع خارج الدولة، في كردستان والمنطقة وكافة أنحاء العالم، تنظم جميع فئات المجتمع، هذا النظام، بقدر ما هو محلي، فهو في نفس الوقت نظام تنظيم المجتمع عالمياً، وهو يصلح للشعوب المضطهدة أيضاً، هكذا نظام هو من أجل تنظيم المجتمع.

كيف يتم هذا الشكل الديمقراطي للتنظيم والمجتمع الديمقراطي المنظم؟

إنه ليس نظاماً تنظيمياً قائماً على نظام برلماني يُدار مركزياً، إنه مختلف تماماً عن الأنماط الحالية لجميع الدول، حيث يتشكل بدءاً من أصغر منظمة، على سبيل المثال من القرية، والشوارع ومنظماتهما، ويتضمن أيضاً منظمة المصانع، منظمة المنزل، باختصار، يحتوي جميع التجمعات التي تنظم نفسها.

من الكومون إلى مؤتمر الشعب

أن أصغر وحدة تنظيمية هي الكومون، الكومون تعني أيضاً العيش في مجتمع بكل أبعاد ذلك المكان، من ناحية أخرى، إنها أصغر وحدة للديمقراطية المباشرة يحكم فيها الناس أنفسهم مباشرة، الكومون هي أصغر تجمع، لذلك، في رسالة منظومة المجتمع الكردستاني KCK أو النظرية الحالية للكونفدرالية الديمقراطية، الكومون تعني التنظيم في الشوارع، القرى ومجالس القرى، لنفترض أن العديد من القرى اجتمعت في واحدة منها، على سبيل المثال تم تشكيل مجلس المدينة على أساسها، من أجل إيجاد حلول مشتركة لمشاكل المجتمع، يتم تشكيل منظمة الناحية على أساس منظمة القرى والبلدة، وعلى أساسها يتم تشكيل منظمة المدن وبعدها منظمة الإقليم، وعلى أساسها يتم تشكيل مجلس الشعب لدولة ما، كما يحدث هذا بين الدول أيضاً، لذلك تصبح المجالس على مستوى الإقليمي، على مستوى الشعب أجمعه تصبح مجلس الشعب الذي يصبح أيضاً هيئة اتخاذ القرار نيابة عن ذلك الشعب، ومع تجمع الشعوب المختلفة يصبح مؤتمر الشعوب، وإذا عرفناه للعالم فسيصبح مؤتمر شعوب العالم.

نظام الديمقراطية هو مباشر وراديكالي

باختصار، إنه نظام للتجمعات، إنه ليس مجلس، على سبيل المثال، يوجد مجلس واحد فقط في تركيا، كل شيء يتم عن طريق التعيين، الأمر مختلف تماماً عن ذلك، على سبيل المثال، من حيث تركيا أو من حيث شمال كردستان، هو مجلس وليس مجلس 2-3-5، على سبيل المثال، في ألمانيا، توجد فيدرالية، ويوجد أكثر من مجلس واحد، ولا يوجد شيء من هذا القبيل في أمريكا أيضاً، إنه نظام يضم آلاف وربما عشرات الآلاف من الكومونات والمجالس، حيث يناقشون جميعاً جميع مشاكلهم في مكان معيشتهم، ويحاولون إيجاد حلول لها ولكن في نفس الوقت، جميعها مترابطة، لذلك، وبعبارة أخرى، فإن الكونفدرالية الديمقراطية هي أيضاً نظام المجالس، إن نظام الديمقراطية مباشرة، إنه نظام لا يديره أحد، إنه نظام يدير فيه الجميع أنفسهم وبعضهم البعض، إنه ليس نظاماً يكون فيه شخص ما مسؤولاً أو مديراً، هو نظام يفكر فيه كل فرد في مشاكل المجتمع وفق تعريفهم السياسي والأخلاقي، ويسعى ويجد الحلول ويتحدث ويناقش ويتخذ قرارات في هذا الصدد، ويكلف من ينفذ قراراته، هذا هو النظام، إنه نظام تكون فيه كل القوة والمسؤولية مع الناس، إنه نظام ديمقراطي مباشر، يمكن تعريفها أيضاً على أنها ديمقراطية راديكالية لأنها ليست دولة.

الوحدة هي الحرية والمساواة بين جميع المكونات المختلفة

ونظراً لأنه يملك حياةً وعقلية مجتمعية، يمكن وصفه كديمقراطية مجتمعية، وهنا، فهم الديمقراطية ليس فقط برفع الأصابع، أو التعبير عن الآراء والافكار أثناء اتخاذ القرار، روحه وحياته مختلفتان أيضاً، حياته مبنية بالارتباط بالحرية والمساواة، وإذا ما تحدث المرء عنه بكلمة واحدة، فيمكن القول بأنه نظام تعيش فيه جميع المكونات بالمساواة، يوجد بداخله وحده، لأنه ينبغي للمجتمع أن يكون متحداً، اتحاد من وماذا؟ هو اتحاد جميع المكونات المختلفة، المكونات المختلفة تحمي بعضها تعدديتها، الأمر ليس مثل ذلك الموجود ضمن التنظيمات الوطنية بداخل الدولة، حيث أنه يوجد شخص أهم من الاخر أو شخص أقل قيمة من غيره، شخص حاكم وآخر مضطهد، ينبغي أن يستمر وجود كل شخص بخصائصه وتعدديته واختلافه، وفي الجهة الأخرى، شكل العلاقات أيضاً متساوي، لا توجد سلطة لاي أحد على غيره، ويمكن وصفها كوحدة تعددية ومتساوية

لماذا الكونفدرالية الديمقراطية؟

إن من يصيغ الكونفدرالية الديمقراطية بهذا الشكل هو القائد أوجلان، وهو قائد الشعب، وقد ناضل ومازال يناضل من أجل إيجاد حل لقضايا الوجود والحرية للشعب الكردي، وإننا الأشخاص الذين آمنوا بهذا المشروع، نتفق على أن قضايا الوجود والحرية للشعب الكردي يمكن حلها بهذه الطريقة ونحن نناضل من أجل ذلك، ونعلم أنه على مدار التاريخ، قام الكثير من الأشخاص مثلنا بنضال المساواة والحرية والديمقراطية والوجود، حيث كان هذا النضال حاضراً على الدوام، ويجري القيام بهذا النضال بكل السبل، فوفقاً لتقييمنا حول التاريخ، إذا قمنا بتضمين المرحلة الهرمية، فإن مرحلة ما بعد العصر الحجري الحديث ومنذ فترة انطلاق الدولة وما بعد هي مرحلة تمتد لحوالي 7 آلاف سنة، حيث إن الألفية الأولى والثانية كانتا فترة تشكيل القضايا الاجتماعية الراهنة، وكان السبب الرئيسي، ولقد كانت فترة لم تتشكل فيها الدولة بعد، لكن النزعة السلطوية وحكم الفرد الواحد كانت تتطور، وتتشكل العقلية السيادية الذكورية وأيديولوجيتها، وأصبحت فترتها فترة التصنيف الطبقي وترسيخ بناء الدولة، لكن العبودية المعروفة لم تكن حاضرة بعد، وبعد فترة من هذه العقلية، تشكلت الدولة قبل حوالي 5500 عام من الآن.

مصدر المشاكل هو نظام الدولة

تشكلت دولة أوروك على الأرض التي تُعرف اليوم باسم العراق، وما نريد أن نقوله؛ إن مصدر جميع المشاكل الاجتماعية التي تخوضها الإنسانية الأن، ولا تقدر على إيجاد حل لها بشكل كافٍ، هو هذا النظام، على سبيل المثال؛ النزعة السلطوية والقومية والصراعات بين المهيمنين والمضطهدين، وإلخ، حيث إن المشاكل الحالية كبيرة للغاية، ولا يمكن حلها بالعقلية الحالية، فمنذ اليوم الأول من اندلاع المشاكل الاجتماعية وما بعد، نقوم بتقييم التاريخ، وإننا نقول بأنه كانت هنالك مشاكل وأن المتسلطين هم من خلقوها، حيث لم تكن أرواحهم جماعية، بل كانوا يريدون أن يكونوا مهيمنين، ويريدون جعلها خاصةً بهم وحدهم، وانفصلو عن الجوهر الجماعي وعن الإنسانية والاجتماعية، إنهم من أنصار النزعة الفردية، ويريدون دائماً أن يحكموا وأن يكونوا مهيمنين، وباعتبار أن الطبيعة البشرية محبة للحرية والمساواة، فهي تقف في مواجهة هذا الامر، حيث كان نضال الحرية والمساواة يجري على الدوام ضد هؤلاء الخارجين عن الإنسانية، كما أن تاريخ السيادة هو في نفس الوقت تاريخ نضال الحرية في مواجهة هذه المقاربات، وقبل ذلك، كان الإنسان حراً في ظل شروط وظروف المجتمع الطبيعي، ولكن بعد أن فُقدت الحرية، بدأ النضال ضدهم، وانطلقت المقاومة.

نحن استمرارية ذلك النضال

منذ ذلك الحين وما بعد، يستمر هذا النضال من أجل الديمقراطية والحرية والمساواة، ونحن الآن نمثل استمرارية ذلك النضال، لذلك، نحن لسنا الأوائل، ولن نكون أيضاً الأخرين، وطالما أن هنالك على وجه الأرض

طالما أن هناك صيغاً على وجه الأرض تستند إلى العقلية السيادية والقمعية، التي تقسم المجتمع، وطالما أن هناك تمييز جنسي ونزعة تسلطية وسيادية، فسيكون في مواجهتهم نضال الحرية، وعلى هذا الأساس، نقوم بتحليل التاريخ، وإننا نقول بأن نضال الديمقراطية والحرية والمساواة قد جرى منذ ذلك اليوم وما بعد، لكن في المرحلة الحالية، مازالت هناك مشاكل عدم المساواة والعدالة والديمقراطية في العالم، وما زالت مشاكل الوجود والحرية حاضرة ، وأعمق مثال على ذلك، هو ما نشهده لدى الكرد والمرأة والشبيبة وجميع المضطهدين، وأصبح عالماً انقرضت فيه الكثير من الشعوب، و اضطروا للنزوح من أماكنهم، لذلك، هنالك حقيقة من هذا القبيل، لكن من الناحية الأخرى، كان هناك نضال يتم خوضه،

ولا يمكن لأحد أن يدعي بأن فشل المضطهدين في تحقيق النصر كان بسبب تقديمهم لتضحيات أقل من اللازم، حيث لقي الملايين من الناس مصرعهم فقط خلال مرحلة من مراحل الحرب، ويتعرض الكرد منذ مئات السنين للإبادة الجماعية، وإذا ما قمنا بحساب الإبادة الجماعية في القرن الماضي، فحينها سيكون قد تم إبادة عشرات الملايين من الكرد، وإبادة الأرمن، لكن من أجل الوجود أيضاً، تم خوض النضال، لذلك إن القضية ليست قضية نضال ناقص، بل إن المسألة هي أن النضال تم بأية عقلية، فعندما يقوم الإنسان بالتقييم من هذا الجانب، فحينها يرى أن المهيمنين قاموا بتنظيم أنفسهم إلى حد كبير من خلال أسلوب الدولة، وفرضوا أنفسهم من الناحية الأيديولوجية والسياسية والعسكرية أيضاً على جميع مناحي الحياة، ووضعوا كل جانب من الجوانب تحت هيمنتهم، لذلك، لا يسمحون بأفكار وعقليات مختلفة، فعندما تناضل ضد النظام، فإنه كما أنك تناضل ببراهين النظام، وإنك تنظر للأحداث بنظرته وعقليته، وتريد تحقيق هدفك بأدواته، فعندما يكون الوضع على هذا النحو، لا يمكن تحقيقه.

جعلوا من الدولة المهيمنة هدفاً لهم

إن المضطهدين في جميع أرجاء العالم وفي التاريخ بأسره يريدون العيش بطريقة متساوية وعادلة وحرة وإنسانية، ولا أحد من الحاكمين يريد هذا الأمر، لأن من خلق كل المشاكل من هذا القبيل هم الحاكمين أنفسهم، فالاثنان يفكران بطريقة مختلفة، وباعتبار أن الاثنان يفكران بطريقة مختلفة، فإن الأهداف والمشاريع الاجتماعية للاثنين هي مختلفة، ووفقاً لهذا الأمر، يقومون بخلق الأدوات لأنفسهم، حيث إن روح وفكر المتحكمين الفرديين والمصلحة الذاتية خلقت الدولة، فالدولة هي المؤسسة الأكثر تنظيماً للطبقة المتحكمة والمهيمنة، وربما حصلت بعض الاستثناءات خلال التاريخ، ولكن يمكن القول بأن دولة المتحكمين جعلت كل من يناضل من أجل المساواة والحرية والديمقراطية وحياة عادلة وإنسانية هدفاً لها، وقد رأينا هذا الأمر بشكل ملموس في تقليد الأعراق والانبياء وفي نضال التحرر الأممي في القرن العشرين، وقد رأينا هذا في جميع النسخ الثلاثة للماركسية، التي كانت مرحلة من مراحل الطبقية، والتي حاولت بناء عالم المضطهدين، حيث تمعن النظر إليه، فإنه يبدو مضطهداً، ويريد العدالة والمساواة والديمقراطية ، لكن الأدوات التي يستخدمها لا تلبي أهدافهم وروحهم وأفكارهم ومطالبهم، حيث إنها أداة تخص أشخاص آخرين، فهي أداة الدولة، فالدولة هي بشكل طبيعي تمثل السيادة، وينبغي أن يكون لديك شيء خاص بك، وباعتبار أنه لا يفكر بطريقة مختلفة، ويرزح تحت إيديولوجية هيمنة المتحكمين، ولا يتخذ من فرص فكر مختلف أساساً له، فإنك ترى أنه يفكر مثل المتحكمين.

المساواة غير موجودة في أي دولة

الأداة التي تتخذها كأساس لحل المشاكل، ليست لك، بل هي لغيرك، وتظن بأنها ملكٌ لك، وعندما تُقيم من هذه الناحية، قائدنا كان قد قال:” بقدر نظافة أهداف الحرية، ينبغي لأدواتها أيضاً أن تكون نظيفة بذلك القدر”، الدولة قذرة، ظالمة، مغتصبة واحتكارية، وعند تقييمها مع السلطة، عندها يتبين بأنها هي التي تخلق جميع المشاكل الاجتماعية، ولذلك، المساواة غير موجودة في أي دولة، وهناك الكثير من الدول التي تقول “نحن دولة ديمقراطية، نحمي الحرية”، ولكن ما هي الدولة التي حلت مشاكل العدالة والحرية والمساواة والديمقراطية الموجودة بداخلها؟ لا توجد، لا يمكنها حل هذه المشاكل، لأن الانسجام بداخلها سيء، الدولة سيئة بطبيعتها، ولا يمكن أن تصبح جيدة بيد أي أحد، وكشف التاريخ لنا بأنها لم تصبح جيدة حتى بيد أكثر الأشخاص الجيدين وأفضلهم، والاشتراكية الحقيقية وحركات الحرية الوطنية هي أمثلة على هذا الأمر.

لم يملكوا أداة متوافقة مع الهدف والنضال

عندما نقيم التاريخ بهذه الطريقة، عندها نرى بأن المضطهدين وكافة الفئات الاجتماعية التي تناضل في سبيل المساواة والحرية، والذين يطالبون بالحرية والمساواة للمرأة، كانوا يناضلون عبر التاريخ، ولكن لم يملكوا تنظيماً اجتماعياً ولم يملكوا أداة متوافقة مع هدفهم، ومطالبنا هي كالتالي: الكونفدرالية الديمقراطية هي النموذج الأنسب وفقاً لمطالب المضطهدين وكافة فئات المجتمع، وخارج إطار الدولة، لأنها نتاج المضطهدين، وحسب مطالبهم، النضال الذي خاضه المضطهدون عبر التاريخ كان من أجل انتصارهم، الثورات كلها تقوم من قبل الشعوب، ولكن دائماً ما يتم الاستيلاء عليها من قبل البعض، لأنهم لا يستطيعون توجيهها نحو أي مكان أخر ماعدا الدولة، وساد وعي “لا يوجد تنظيم إلا الدولة” بحيث يطالبون هم بأنفسهم بالدولة، ولذلك ودون السير على مثل هذا الدرب الخاطئ، ينبغي إيجاد أداة خارج عقول الحكام ومتوافقة للهدف وروح حماية الحرية والمساواة، وتلك الأداة هي الكونفدرالية الديمقراطية ونظامها، ونظام كهذا بحيث ينظم ويدير المجتمع نفسه خارج إطار الدولة، هذا جانب تاريخي.

إنها محاسبة تاريخية

هذه العملية التي أشار القائد أوجلان إليها، تعني التغلب على كافة التكاليف التاريخية التي دفعت في سبيل نضال الحرية والمساواة والقيم المجتمعية الديمقراطية، وعندما يتحقق هذا الأمر، وقتها ستتحقق القيم المجتمعية الديمقراطية وأهداف نضال الحرية والمساواة، وستملك نظاماً خاصاً بها، إنها محاسبة تاريخية، للنظام الهرمي للدولة الممتد منذ 7 آلاف عام، وضد نظام الحكام، هي نشأة نظام باسم المجتمع، ولديها معانٍ تاريخية بهذا الشكل.

نحن نؤمن بأن الحل يكمن خارج إطار الدولة

نحن كرد، لدينا مشكلة الوجود والحرية، نحن شعب تفرض عليه الإبادة، وضد هذا الأمر، الكرد يناضلون منذ قرن على الأقل، وهذا النضال تعود جذوره للقرن الـ 19 أيضاً، وقدم الكرد الآلاف من الشهداء خلال نضال الوجود والحرية هذا، وإذا لم تُحل هذه المشاكل المتعلقة بالوجود والحرية، فيمكن أن تتم إبادتهم، الإبادة والحماية منها متعلقة بالقدر الذي يمكن للكرد أن ينظموا أنفسهم به، وبالأساس فإن قوى الهيمنة للحداثة الرأسمالية والاستعمارية قد اتخذوا قرار إبادة الكرد، وممارساتهم العملية هي على هذا الأساس.

وحزب العمال الكردستاني هي القوى الأكثر نضالية ضد مشاكل الوجود والحرية، وقدم الآلاف من الشهداء خلال هذا النضال، لديه قيم عالية جداً خلقت نواة المجتمع وجوهرة، وحزب العمال الكردستاني مثل كافة الفئات المجتمعية التي ناضلت قبله، لا يريد أن يذهب نضاله هباءً، وبالوضع الحالي ولكي يتوج نضاله الممتد منذ نصف قرن بالنصر، يولي الاهتمام الأكبر لحل المشكلة الكردية خارج إطار الدولة، والصيغة التي أوجدها في هذا الصدد، هي الكونفدرالية الديمقراطية، ونظام يستند على نظام الإدارة الذاتية الديمقراطية، وفي الأجزاء الأربعة لكردستان، يستمر وجود الكرد على شكل الإدارة الذاتية الديمقراطية، ويمتلكون الحرية والتنظيم الخاص بهم، إلى أين توجهك الدولة؟ نحن لا نرى هذا الشي في الكرد فقط، بل ونراه في الاشتراكية الحقيقية وفي فيتنام أيضاً، ومن بين الجميع، ترى أولئك الذين ناضلوا في سبيل الحرية الوطنية، ويرون جميع الذين توجهوا نحو السلطة، وبدون النظر إلى إمكاناته وفرصة لبناء الدولة، نحن نؤمن بأن حل كافة المشاكل، حل المشكلة الكردية يكمن خارج إطار الدولة، ونحن نتصرف ونعمل على أساس هذا الاعتقاد وهذا الإيمان.

فلتكن النتائج أيضاً وفق النضال

حسناً، بماذا سنستبدلها؟ كما قلنا، نحن نتخذ نظام الكونفدرالية الديمقراطية الذي يستند إلى الإدارة الذاتية الديمقراطية، أساساً لنا، وهذا يعني التالي: لا تبقى ضمن النظام، ينبغي ألا يكون السلطويين وملاك الاراضي والظُلام موجودين بين الكرد، الكرد طالبوا بالعدالة وناضلوا في سبيل الحرية والمساواة، من أجل أن يتم القبول بوجودهم، وناضلوا في سبيل إيجاد فرص لحياتهم، وعندها يجب أن يكون الهدف وفقاً لذلك، وإلا ستكون القضية مثل جنوب كردستان، يتواجد الكرد هناك أيضاً، ولكن مشكلة الوجود ماتزال قائمة فيها، وتم خوض نضال كبير هناك أيضاً، والآن يمكن مشاهدة كل شيء، حيث تم إنشاء نظامٍ عشائري، مع خدعة تسمى بالانتخابات، ولكن استولت بعض العوائل والأشخاص على كافة قيم كردستان، ويحاولون أن يجعلوا من الكرد كلهم شركاءٍ وداعمين للحداثة الرأسمالية والمستعمرين والاستبداديين، ولكي لا تنتشر مثل هذه الخلايا السرطانية بين الكرد، ولكي يكون نضال الكرد وفقاً لأهدافه، وتتوج بالحرية، وأن تكون مرتبطة بالمساواة والحرية، فلنتوجه نحو اللاطبقية، وليحل العدل، يجب للناس كلهم أن يكون نشطين، وأن يكونوا متحدين، وأن يكونوا مسؤولين عن بعضهم البعض، ولتحقيق هذا الهدف، ولتتحقق الكونفدرالية الديمقراطية للكرد، نحن نرى من نظام الكونفدرالية الديمقراطية، هذا النظام المجتمعي، كسبيل للحل.