١ تموز ٢٠٢٤

بيان بخصوص شهداء مجزرة سيواس

“في 2 تموز 1992، ارتكبت قوات الدولة شبه العسكرية الفاشية، المتعصبة دينياً والعنصرية، مجزرة في فندق مادماك في سيواس بحق العلويين، الذين كان معظمهم من المثقفين، الكتاب والفنانين، حيث أضرموا النيران في فندق مادماك، وأحرقوا واغتالوا 33 علوياً، معظمهم من المثقفين، الكتاب والفنانين، وإنّنا ندين هذه المجزرة الوحشية اللاإنسانية، والتي دخلت صفحات التاريخ باسم مجزرة سيواس- مادماك، والعقلية الرجعية، العنصرية والفاشية التي تقف خلفها، في ذكراها السنوية الـ 31، ونستذكر باحترام 33 روحاً تم حرقها واغتيالها بطريقة وحشية، ونستذكر في شخصهم شهداء الديمقراطية والثورة مرة أخرى بكل احترام ومحبة وامتنان، وننحني إجلالاً أمام ذكراهم، ونجدد عهدنا بأننا سنتبنى ذكراهم الثمينة في نضالنا، إنّ نضال الشعوب سيحاسب بالتأكيد مرتكبي كافة المجازر، ويهزم العقل الرجعية، الفاشية والعنصرية، ويحقق حسرة الحرية التاريخية للشعوب.

إنّ المجتمع العلوي كان على مر التاريخ هدفاً لهجمات القوى الفاشية، الرجعية، القمعية، الاستعمارية، السلطوية والدولتية بسبب جوهره الديمقراطي والكومونالي، التحرري والسلمي، وتم ارتكاب العديد من المجازر بحقه، وفي مرحلة الدولة القومية، التي تعتمد على التصميم الاجتماعي ونوع بشري واحد، أصبحت الهجمات على المجتمع العلوي أكثر خطورة، وكانت المجازر التي ارتكبتها الدولة التركية بين أوائل هذه الهجمات، حيث ارتكبت دولة الإبادة والاستعمار التركي مجازر ممنهجة بحق العلويين، وكانت مجزرة سيواس إحداها، وقد أرادوا من خلال هذه المجازر الممنهجة القضاء على عقيدة وثقافة العلويين، وإبادة المجتمع العلوي، وكل الهجمات والمجازر ضد العلويين كانت لهذا الغرض؛ ولذلك فأنّ الهجمات على العلويين، والهجمات على الشعب الكردي متشابهة إلى حد كبير، ومثلما تريد الدولة التركية إبادة الكرد، فإنّها تريد إبادة العلويين أيضاً، ولهذا السبب فأنّ مصير الكرد والعلويين متشابه تاريخياً، وفي الأساس جزء مهم من الشعب الكردي ينتمي إلى الطائفة العلوية.

لقد منح القائد آبو قيمة كبيرة للمجتمع العلوي المضطهد، الذي تعرض لمجازر عديدة على مر التاريخ، ومن أجل حرية المجتمع العلوي، وبسبب ضغوط الاستيعاب التي يتعرض لها، حاول جاهداً الإشارة إلى هوية العلويين، واعتبر نضال المجتمع العلوي الذي يشكل جزءاً مهماً من الشعب الكردي مهماً للغاية، وعمل بجهد إلى جانب الشعوب والأديان الأخرى، من أجل أن يكون نضال حرية كردستان في خضم صداقة وتحالف، وقد ارتكبت مجزرة سيواس في الأساس، لمنع وحدة النضال في كردستان، وضد نضال الطائفة العلوية، ومن خلال اغتيال المثقفين العلويين، الذي تقربوا من نضال الشعب الكردي، أرادوا منع ذلك، لقد ارتكبت المجزرة عمداً في سيواس؛ لأن سيواس هي منطقة يعيش فيها الشعب الكردي- العلوي والشعب التركي- العلوي معاً.

ومن أجل منع الحركة الاشتراكية والديمقراطية في تركيا، ونضال حرية كردستان من الالتقاء معاً، لجأت الدولة التركية إلى نفس الأساليب، فهاجمت وتآمرت وارتكبت المجزرة، ولكن على الرغم من كل الآلام التي تسببت بها لشعبنا، لم تتمكن من تحقيق هذا الهدف، ولم تستطع أن تصبح عقبة أمام أخوة الشعوب والنضال المشترك، بل على العكس من ذلك، أصبحت العلاقة بين الشعوب أقوى تدريجياً، وأصبحت الحياة الحرة التي يتوق إليها شعبنا أقرب أكثر، والذي يقع على عاتقنا، هو تعزيز هذه العلاقة بين الشعوب، المسؤولية التاريخية التي تستوجب أن نتحرك وفق هذه الحاجة، لتعزيز العلاقة بين الشعوب على هذا الأساس، ونطور النضال الموحد، الذي يستند على أخوة الشعوب والمساواة أكثر، وعلى هذا الأساس، فإنّنا ندعو جميع القوى الديمقراطية التي تقود نضال الشعوب والمعتقدات والمضطهدين، إلى التحرك وفق هذه المسؤولية التاريخية، لتعزيز النضال الموحد أكثر، ومحاولة تحقيق حسرة الحرية التاريخية لشعوبنا”.