٤ تموز ٢٠٢٤
الذكرى الخامسة لاستشهاد هلمت كابار (ديار غريب)
“انضم الرفيق الشهيد ديار غريب، الذي كرس حياته للنضال، كأحد أبناء الثوار الرائدين لجنوب كردستان، إلى قافلة الشهداء العظماء قبل خمس سنوات، أثناء قيامه بواجبه كعضو في المجلس الرئاسي العام لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK)، وإنّنا نستذكر مرة أخرى وبكل احترام وامتنان، الشهيد ديار غريب، وننحني في شخصه إجلالاً، للذكرى المقدسة لجميع شهدائنا الثوريين، وإنّ ما يجعل حزب العمال الكردستاني قوياً ولا يُقهر، هو رفاقنا الشهداء الرواد مثل الشهيد هلمت، الذين ساروا في خط القائد، ولتعلم القوى المستعمرة والمستبدة وعملائهم المحليين، أنّ النضال لا ينتهي باستشهاد أي من رفاقنا، بل على العكس من ذلك، فإنّ مطلبنا وتصميمنا على خوض النضال، يتعزز أكثر مع رفاقنا الشهداء، ولذلك، يجب أن يكون معلوماً، بأنّنا مصممون على تعزيز النضال أكثر من أي وقت مضى، لتحقيق هدف الحياة الحرة، الشعب الحر والوطن الحر، الذي استشهد شهدائنا الأبطال في سبيله.
لقد عاش مع فلسفة “لقمة واحدة، سترة واحدة
نشأ رفيقنا الشهيد هلمت بين أحضان أهلنا في جنوب كردستان، وهو يسمع رثاء مجزرة الأنفال، وأصبح ثورياً على ضوء الهتافات الصارخة في الانتفاضات. لقد كرّس حياته كلها للانتقام من الإبادة والمجازر، التي شهدتها كافة أنحاء بلاده، لم يضع نصب عينيه قط، سوى سلاح المقاومة الذي في يده، وحب الشعب في قلبه، والالتزام والإرادة لقضية الحرية في ذهنه، وعاش على أساس مبادئ ومعايير الحرية، كشخص إيديولوجي، سياسي وأخلاقي، طوّر فضائل الخير، الجمال والحقيقة في شخصيته على مستوى مثالي، لقد أصبح رفيقاً يمتلئ قلبه بالحب والروحانية، ويفضل العيش مع فلسفة “لقمة واحدة، سترة واحدة” في بيئة استهلاكية رأسمالية تعتبر هيمنتها في جميع أنحاء العالم، لقد طوّر وعيه وشخصيته المستنيرة، من خلال استخلاصهما من المعاناة التاريخية لشعبه، وأصبح شخصية هزمت أيديولوجيات التمييز الجنسي، القومية والتدينية بفكرها، خطابها وعملها، وبهذا المعنى، أصبح الرفيق الشهيد هلمت مناضلاً بارزاً وناجحاً للقائد آبو، لقد أصبح رفيق الدرب للقائد آبو.
كما لعب الرفيق الشهيد هلمت دوراً رائداً في النضال، من أجل الفهم الصحيح والتنفيذ الصحيح للأمة الديمقراطية للقائد آبو، ونظام الكونفدرالية الديمقراطية، لقد بذل جهوداً كبيرة، لتحويل النموذج البيئي الديمقراطي والتحرري النسائي، إلى عقلية ونظام اجتماعي جديد، خاصة في جنوب كردستان، وكان يرى دائماً، أنّ من واجبه تثقيف وتنوير أهل جنوب كردستان، وخاصة الشبيبة والنساء، وتنظيمهم وتعبئتهم على هذا الأساس، لقد بذل جهداً ونضالاً متواصلاً، لإنقاذ أهل جنوب كردستان، من رجعية الخط القومي البدائي، ومن فخاخ الخط الحداثي الرأسمالي، لقد رأى نفسه دائماً مسؤولاً في هذا الصدد.
الكردياتية الحرة في جنوب كردستان، هي الفدائية على طريق الرفيق هلمت
أصبح الرفيق الشهيد هلمت، اسم الثورة والريادة على خط القائد آبو، في جنوب كردستان، وأصبح رمزاً للكردياتية الحرّة والكردياتية المشرفة، لقد مثل الخط الديمقراطي الثوري، البلد الحر، المجتمع الحر وخط الحياة الحر، بأفضل صورة بين أبناء شعبنا في جنوب كردستان، وأصبح رمزاً في جنوب كردستان، لعدم الاستسلام والوقوف شامخاً، والمقاومة ضد الإبادة والاحتلال وكل أنواع القمع، وأصبح قبلة الثورة الحقيقية في جنوب كردستان، لقد أصبح خطاً مشرفاً ومستمراً، إنّ هذا الموقف المشرف، وهذا الخط التحرري الذي كشفه الرفيق الشهيد هلمت، بجهد وإصرار كبيرين، هو موقف نموذجي لأهلنا في جنوب كردستان، إنّه الطريق الثوري الأساسي الذي يجب السير عليه، وبهذا المعنى، يستمر الموقف المشرف والنضالي لرفيقنا الشهيد هلمت، وكما لعب الرفيق الشهيد هلمت دوراً ريادياً، ورائداً في جنوب كردستان، طوال حياته الثورية، فإنّه يواصل القيام بهذا الدور باستشهاده، وكخط لقيادته، فقد عزز موقفه وخطه ويستمر به.
إنّ الموقف الكردي الحر والموقف الكردي المشرف في جنوب كردستان، ممكن من خلال الانتماء إلى خط القائد آبو، مثل الرفيق الشهيد هلمت وخوض نضال حازم، وهو مبني على التزام الشهيد هلمت الثوري، بإنجازات كردستان وكردستان، فضلاً عن القيم التاريخية، الاجتماعية، المحلية والعالمية، إنّ السير على خطى الشهيد هلمت، يعني تبني المكتسبات الكردياتية في جنوب كردستان، وهو تبني كافة مكتسبات نضالنا المستمر، منذ خمسين عاماً في كافة أنحاء كردستان، وعدم السماح لمرتكبي الإبادة، المستعمرين والمحتلين بالمرور، وعدم الرضوخ لجيش العصابات الاحتلالية، التابع لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، المعادي للكرد، وعدم إفساح المجال لقتلة الشبيبة الكرد على أراضي كردستان، إنّه يعني اتخاذ موقف قتالي ومقاوم ضد جيش العصابات الاحتلالي.
على أهلنا في جنوب كردستان، أن يوسعوا النضال المشرف لرفيقنا هلمت
وعلى هذا الأساس يجب على شعبنا، وخاصة في جنوب كردستان، توسيع وتعميق النضال المشرف لرفيقنا الشهيد هلمت بقيادة الشبيبة والنساء، على أهلنا في جنوب كردستان، وخاصة شعبنا الوطني الذي سمع بـ ورأى واستمع إلى رفيقنا الشهيد هلمت، اتخاذ موقف أكثر نضالي من أجل تعظيم الذكرى الثمينة لرفيقنا الشهيد هلمت، وعلى أهلنا في جنوب كردستان، أن ينشئوا المئات من الشبيبة الرائدين والثوريين مثل الشهيد هلمت، لأنّ أراضي جنوب كردستان، تتعرض حالياً لهجمات الاحتلال اليومية، من قبل جمهورية تركيا الاستعمارية المبيدة، ومن أجل إخراج قوات الاحتلال الاستعماري من أراضي جنوب كردستان، وتطوير نضال حقيقي من أجل الديمقراطية والحرية، فإنّ جنوب كردستان يحتاج إلى موقف الرفيق هلمت، أكثر من أي شيء آخر، هناك حاجة للشبيبة في جنوب كردستان، لتثقيف وتنظيم أنفسهم، والتصرف وفقاً لخط الرفيق هلمت.
الرفيق هلمت؛ مع إخلاصه اللامتناهي للقيم الوطنية والحياة الحرة، وحساسيته لضمان الوحدة الوطنية الديمقراطية للشعب الكردي، وشخصيته الواعية والمستنيرة، وأسلوب حياته المتواضع، كان دائماً رفيقاً مثالياً لنا في كل مكان، يجب على شبيبة جنوب كردستان، أن يرتكزوا على موقف الرفيق هلمت ومشاركته والتزامه وفلسفته في الحياة والنضال، يجب تطوير عملية جديدة على خط الرفيق هملت، من خلال تحويل هذه الفضائل، إلى سمات شخصية وإلى أسلوب حياة.
ندعو شبيبة جنوب كردستان: انضموا إلى النضال من أجل الدفاع عن كردستان
وعلى هذا الأساس، فإنّنا كرفاق الشهيد هلمت في النضال، ننادي شبيبة جنوب كردستان: اعرفوا أعداء الكرد جيداً، تأكدوا من إخبار بعضكم البعض، عن قوى العدو الاستعمارية والإبادة المعادية، للشعب الكردي في التاريخ واليوم، واعرضوهم لبعضكم البعض، واكشفوهم في كل بيئة تتواجدون فيها، واكشفوا عن وجوههم المعادية، اجعلوا هدفكم هو الانتقام من أعداء الكرد في التاريخ واليوم، ثقفوا ونظموا نفسكم على هذا الأساس، تعلموا كيف تدافعون عن نفسكم وأراضيكم المحتلة، وطبيعتكم وشعبكم من كل زاوية، ولا تؤووا بينكم خونة، لا تسمحوا أبداً للخونة والجواسيس المتعاونين مع العدو، أن يعيشوا بينكم وبالقرب منكم، فاحرصوا على تنقية بيئاتكم المعيشية، التعليمية والتنظيمية منها، ارفعوا ذكرى الرفيق الشهيد هلمت، طوروا صفاتكم الثورية الرائدة مثله، واتخذوا موقفه النضالي، ضد الأعداء والخونة كأساس، انضموا إلى مسيرته من أجل ثورة تحررية مساواتية، تعالوا إلى الجبال الحرة لتحقيق حلم الشهيد هلمت بكردستان ديمقراطية حرة في جميع أنحاء كردستان، انضموا إلى النضال والواجب للدفاع عن كردستان كلها، وخاصة جنوب كردستان.
مهما حدث، فبالتأكيد، سنجعل من القرن الحادي والعشرين قرن الكرد الأحرار
نقول لشعبنا ما يلي: نحن كشعب كردي وحركة الحرية نمر بمرحلة مصيرية، إنّ نضالنا الثوري من أجل حماية وجوده وضمان حريته مستمر بكل قوته، إنّ شدة الهجمات الوحشية التي تنفذها دولة الاحتلال التركي المناهضة للكرد، في كل المجالات وفي كل البعد، وحصيلة مقاومة الكريلا الكردستانية ضد ذلك، ومن الواضح أيضاً، أنّ بعض القوى الإقليمية، وخاصة الدولة التركية الاستعمارية المبيدة، والتي تحكمها الحكومة الفاشية لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، والقوى المهيمنة الكبرى التي تعتمد عليها، لا تزال غير مستعدة لقبول الوجود الكردي، ولم تتخل عن تصفية كردستان الحرة و الإرادة الكردية التي ظهرت، وأكبر مؤشر على ذلك، هو أنّ هذه القوات التزمت الصمت إزاء الأساليب الوحشية اللاإنسانية، التي استخدمها جيش الاحتلال التركي في زاب، متينا وأفاشين، فضلاً عن الغازات الكيماوية والسامة التي استخدمها، والدليل الآخر على ذلك، هو أنّ هذه القوى تشعر بالأسف الشديد، حتى على المكاسب السياسية التي حققها أهلنا في جنوب كردستان، ومع ذلك، يرى الجميع الآن، أنّه على الرغم من كل موارد الحرب والسلاح، التي قدمتها نفس القوى للحكومة الفاشية، لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، إلّا أنّها لم تنجح في مواجهة إرادة المقاومة، التي أظهرها شعبنا والكريلا الكردستانية، ودخلوا في عملية تفكك كبير، وفي هذا الصدد، يحتاج الجميع إلى المشاركة في النضال بشكل أقوى من ذي قبل، إنّنا كشعب كردي وحركته الرائدة، لن نجازف بخسارة قرن آخر، ومهما حدث، فإنّنا بالتأكيد سنجعل القرن الحادي والعشرين قرن الكرد الأحرار. هذا هو هدفنا النضالي الرئيسي وتصميمنا، وعلى هذا الأساس، ومن أجل إبقاء ذكرى شهدائنا الأبطال حية في شخص الشهيد هلمت، وتحقيق أهداف الحرية المقدسة التي استشهدوا من أجلها، فإنّنا نشجع جميع أبناء شعبنا الوطني، وخاصة شعب جنوب كردستان، على تعزيز وحدتهم وتضامنهم الاجتماعي، وحماية مكتسباتهم السياسية الديمقراطية، وتعزيز تنظيمهم الاجتماعي، وتوسيع نطاق نضالهم ضد الاحتلال التركي الاستعماري، ونطالبكم بطرد الغزاة الأتراك من كردستان بروح الوحدة الوطنية”.