٧ تموز ٢٠٢٤
بيان بشأن الهجمات المتزايدة لدولة الاحتلال التركي ضد جنوب كردستان
“لقد تزايدت هجمات الاحتلال للدولة التركية على جنوب كردستان، ولهذا الغرض، يتم إرسال تعزيزات عسكرية مكثفة نحو جنوب كردستان، وفتح الحزب الديمقراطي الكردستاني الطرق الرسمية أمام جيش الاحتلال التركي، وسلّم السيطرة على الأماكن التي يتواجد فيها الجيش التركي بالكامل للجيش التركي، لدرجة أنّ جيش الاحتلال التركي أقام نقاط تفتيش حيثما يتواجد، وهذا يدل على أنّه مع توسع الدولة التركية في هجماتها الاحتلالية، فإنّها تتولى تدريجياً إدارة جنوب كردستان.
وضع جديد وخطير
إنّ الدفع بتعزيزات الذخيرة والجنود، بما في ذلك الآليات المدرعة، التي تجري عبر الطرق الرسمية وبشكل علني، تدل على أنّ هناك اتفاقاً جرى التوافق عليه، وكانت هجمات الاحتلال التي تم شنّها حتى الآن، بدعم سري من الحزب الديمقراطي الكردستاني، وكانت الدولة التركية تشن هجمات الاحتلال، على الرغم من معارضة الدولة العراقية، معتمدة على الدعم الذي تتلقاه من الحزب الديمقراطي الكردستاني، ولكنها الآن، تشنّ الهجوم بإذن وموافقة الحكومة العراقية، وبات الحزب الديمقراطي الكردستاني، يدعم الاحتلال بشكل علني، وهذا وضع جديد وخطير، وإننا نلفت الانتباه إلى هذا الوضع الخطير، وفي الوقت ذاته، نحذر وندعو شعبنا والرأي العام الديمقراطي، إلى توخي الحذر والمسؤولية.
الحكومة العراقية منخرطة في سياسات الاحتلال والإبادة الجماعية
تحاول دولة الاحتلال التركي المستبدة، التي فشلت في مواجهة مقاومة حركتنا وشعبنا، توريط المزيد من القوى، في مفهومها القائم على التصفية والإبادة الجماعية، حتى تتمكن من إبادة الكرد، وإحدى هذه القوى هي الدولة العراقية، حيث حاولت الدولة التركية، التي رأت أنّ دعم الحزب الديمقراطي الكردستاني، لم يكن كافياً لاحتلال جنوب كردستان، جذب الدولة العراقية إلى جانبها، وقد تلقت الدولة التركية ضربات موجعة من الكريلا، على وجه الخصوص في خريف وشتاء عام 2023، وأدركت هذه الحقيقة بعد هذه الضربات، ومنذ ذلك الحين، تجري المحاولات الحثيثة لإشراك الدولة العراقية في مفهومها القائم على الإبادة الجماعية والاحتلال، وكان الزعيم الفاشي طيب أردوغان، قد قام بزيارة العراق في شهر نيسان لهذا الغرض، وللأسف، لم تتمكن الحكومة العراقية من الوقوف بقوة أمام ضغوط الدولة التركية، وانخرطت في سياسات الاحتلال والإبادة الجماعية، من خلال الاتفاقيات المبرمة، وقد تم إعلان حركتنا كمنظمة محظورة في العراق، حيث أنّ هذه المحاولة تسلط الضوء بشكل ملموس على هذه الحقيقة، وألا، لماذا يتم إعلان حركة تتمتع دائماً بعلاقة ودية، وداعمة مع الدولة العراقية، والشعب العراقي كمنظمة محظورة من قِبل الحكومة العراقية؟ وكيف يمكن تفسير وإيضاح ذلك؟! وتعمل الحكومة العراقية، على تعزيز العلاقات الاقتصادية وغيرها، من خلال بعض الذرائع، وتدعي بأنّ هذه الاتفاقية ليست لهذا الغرض، إلّا أنّ هذا الخطاب والتعامل للحكومة العراقية، ليس صحيحاً وحقيقياً، وقد عبّرنا عن ذلك في حينه، وصرحنا أنّهم يريدون البدء بمرحلة خطيرة، بمشاركة الحكومة العراقية، وحذرنا كافة القوى والأوساط المعنية، والآن، نرى أنّه يجري تنفيذ ذلك الأمر خطوة بخطوة، وأنّ هجمات الاحتلال الجديدة ضد جنوب كردستان، تكشف أنّ الاتفاقات قد أُبرمت على أساس مفهوم الإبادة الجماعية ضد شعبنا.
على العراقيين أخذ هذا الخطر على محمل الجد
نحن نعلم أنّه ليس كل الأشخاص في العراق مع الاتفاقات القذرة، التي أُبرمت مع الدولة التركية، وترى الكثير من القوى الديمقراطية والوطنية في العراق، أنّ العلاقات التي أُقيمت مع الدولة التركية، لا تتوافق مع مصالح العراق، ولا توافق على هذه العلاقات القائمة، وللأسف، تنجر الدولة العراقية على يد الحكومة العراقية الحالية، للانخراط في المفهوم المناهض لشعبنا وحركتنا، ولا يجري أبداء موقف قوي ضده، وهذا يشكل تقصيراً جاداً بالنسبة للعراق، وهو في الوقت ذاته يشكل أيضاً خطراً جاداً، ولذلك، لا بد من إبداء موقف سياسي أقوى، لإنهاء هذه العلاقات، التي لا تصب في مصلحة العراق، كما أنّ العلاقات التي أقامتها الحكومة العراقية مع الدولة التركية، ليست بالتأكيد في صالح الدولة العراقية وشعبها، وتزايد هجمات الاحتلال على جنوب كردستان دليل على ذلك، ومن المهم أنّ يرى جميع العراقيين هذه الحقيقة، وينبغي للمثقفين العراقيين، على وجه الخصوص، أن ينتفضوا ضد هذه التوجهات، التي تخل بأجواء الأخوة، وعليهم إعلام المجتمع العراقي بهذه القضية.
هدف الدولة التركية متمثل بالاحتلال والعنصرية
إنّ الدولة التركية لديها أهداف احتلالية وعنصرية وقومية، ولديها عقلية معادية للكرد، وهدفها الأساسي أيضاً هو إبادة الكرد، وتتمتع السلطة الحاكمة لحزبي العدالة والتنمية والحركة القومية بعقلية قومية عنصرية وفاشية، وليس لديها سياسة مختلفة سوى تحقيق أهدافها الاحتلالية، ولذلك، ليس هناك أي صحة للوعود السياسية والاقتصادية، التي قدمتها للحكومة العراقية، وإنّه من الظلم والخطأ والخطر للغاية، أن تنخدع ببعض الوعود، أو تعادي حزب العمال الكردستاني والشعب الكردي، مقابل بعض الوعود والمشاركة في هذا العداء، ويجب على الذين يدركون هذا الوضع في العراق الآن، أن يبدوا موقفاً قوياً ضد هذا الوضع الخطير، وأن يثنوا الدولة العراقية للحيلولة، دون الانسياق في هذا المسار الخاطئ، حيث أنّ السلطة الحاكمة لحزبي العدالة والتنمية، والحركة القومية والزعيم الفاشي طيب أردوغان، يتصرفان بعقلية عثمانية احتلالية جديدة، ويسعيان إلى احتلال حدود الميثاق الملي، الذي يُعتبر مشروعاً قومياً وعنصرياً بامتياز، ولتحقيق هذا الهدف المنشود، يحاولان تكثيف الحرب، وتأليب الشعوب ضد بعضها البعض، وتدمير أجواء الأخوة، وقد صرح دولت بهجلي، الذي يُعتبر مهندس هذه السياسة، بهذه الحقيقة بشكلٍ علني، وذكر أنّ، هدفهم هو الاستيلاء على الموصل، كركوك، حلب، البحر الأبيض المتوسط وسالونيك.
يريدون بناء أساس شرعي للاحتلال والخيانة
إنّهم يريدون إلقاء اللَّوم في بعض الأحداث، التي جرت في الآونة الأخيرة في العراق على حركتنا، حيث أنَ هذه المحاولة، لها صلة بالمفهوم المراد تحقيقه، ويلقون اللَّوم بهذه الأعمال، التي نظمتها المخابرات التركية والحزب الديمقراطي الكردستاني على حركتنا، وبالتالي يريدون إضفاء الشرعية على الخيانة والاحتلال، ولذلك، فإنّ ما يجري ليست مجرد افتراءات، بل إنّها في الوقت ذاته خطة خطيرة، والجميع يعلمون ما هو الموقف والجهد، الذي اتخذته حركتنا للدفاع عن جنوب كردستان والعراق، في مواجهة وحشية داعش، ولهذا السبب، فإنّ حركتنا ومقاتلي ومقاتلات حرية كردستان، لا تحظى بالترحيب بمحبة كبيرة لدى الشعب الكردي فحسب، ولكن أيضاً لدى المجتمع العراقي، وإنّ هذه التوجهات الإيجابية للمجتمع العراقي تجاه الكريلا وحركتنا، تحوّل دون تحقيق المخططات القذرة والخيانة، وتصبح عائقاً أمامها، ويحاولون عن طريق هذه المؤامرات القذرة، تشويه الحركة التحررية بين شعب جنوب كردستان والمجتمع العراقي، وبالتالي بناء أساس مشروع للاحتلال والخيانة، ومن الضروري على المثقفين والرأي العام الديمقراطي والمؤسسات، أن يكونوا على دراية بهذه السيناريوهات القذرة في كل من كردستان والعراق على حد سواء، ويجب عليهم فضح هذه الخطة القذرة، التي أعدها كل من الحزب الديمقراطي الكردستاني، وجهاز الاستخبارات التركية، بمشاركة الحكومة العراقية، ويجب إعلام الرأي العام بذلك، ومنع المعلومات المضللة.
على المثقفين والفنانين الكرد حث الشعب على التحرك
إنّ الحزب الديمقراطي الكردستاني، يدعم بشكل علني هجمات الاحتلال التي تشنّها الدولة التركية، وبالتالي، يظهر أنّه طرف في الإبادة الجماعية بحق الكرد، ولقد أثبت أنّه ليس لديه أي حس وطني، وأنّه يعمل بالكامل من أجل مصالح سلطته الضيقة والعائلية، وللأسف، فإنّ الحزب الديمقراطي الكردستاني، لا يدعم احتلال كردستان فحسب، بل يقوم أيضاً بأنشطة سياسية ودبلوماسية، لإنجاح مفهوم الدولة التركية القائم على إبادة الكرد، وهذا يعد وصمة عار وأمر خطير، ولا بد من موقف وطني قوي وملموس في مواجهة ذلك، ويجب على الشعب الكردي والتنظيمات والأحزاب والمؤسسات الكردستانية، أن يبدوا موقفاً وطنياً قوياً وملموساً، وفي الوقت نفسه. على المثقفين الكرد أن ينتفضوا بقوة أمام هذا الوضع الخطير، ويجب على المثقفين والفنانين والكتّاب الكرد، تحذير الشعب الكردي من المخاطر المترتبة على ذلك، ويعملوا على تنويرهم وحثهم.
من يتعرض للهجوم، هو المستقبل الحر لشعوبنا
تبدي الكريلا مقاومة قوية ضد الاحتلال والإبادة الجماعية، وإنّنا نبارك هذه المقاومة الكبيرة الهادفة للكريلا، ونستذكر مرة أخرى، رفاقنا الشهداء بكل احترام كبير، وإنّ مقاومة الكريلا، هي بقدر الدفاع عن كردستان، في الوقت نفسه دفاع عن آمال شعوبنا في حياة مشتركة حرة وديمقراطية، ومن يتعرض للهجوم ليس فقط الكريلا وحزب العمال الكردستاني، بل في الوقت نفسه، المستقبل الحر لشعوبنا وجنوب كردستان، ويتصدر جنوب كردستان على رأس هدف هذه الهجمات، حيث تُشنّ الهجمات على مكتسبات الشعب الكردي وقيّم كردستان، ولهذا السبب أيضاً، يجب على جميع المؤسسات الديمقراطية والوطنية، أن تظهر موقفاً قوياً وملموساً، مثل الكريلا ضد هجمات الاحتلال والإبادة الجماعية، وضد الخيانة والعمالة، ويمكن لشعبنا ومؤسساته الديمقراطية والوطنية، بمثل هذا الموقف دحر هجمات الإبادة الجماعية والاحتلال، وحماية مكتسبات شعب كردستان، ولا بد من إدراك هذا الأمر، فلا يوجد في الساحة أي خلاف على الإطلاق بين الكرد أو بين المنظمات الكردية، ولا ينبغي إبداء نهج وتقييم من هذا القبيل، وقد أصبح الحزب الديمقراطي الكردستاني بشكل علني، جزءاً من السياسة القائمة على إبادة الكرد، ومن الضروري أن يرى الجميع هذه الحقيقة، وإبداء نهج صحيح وفقاً لذلك.
ندعو لتصعيد المقاومة الشاملة
إنّ تزايد هجمات الاحتلال ضد جنوب كردستان، هو مؤشر على الوضع الخطير، وندعو الجميع إلى التحلي بالوعي حيال هذا الوضع الخطير، والوقوف بقوة في وجه الاحتلال والخيانة والإبادة الجماعية، ولا بدّ من إظهار هذا الموقف في كل مكان، ولا سيما في جنوب كردستان والعراق، ويجب على شعبنا في الأجزاء الأربعة من كردستان، إظهار موقف قوي ضد هجمات الاحتلال، كما يجب على شعبنا في خارج الوطن، أن يعبّر بقوة عن موقفه ومعارضته ضد احتلال جنوب كردستان، فالمرحلة التي نحن بصددها، هي المرحلة التي يتعين علينا فيها خوض مقاومة شاملة في كل مكان، والمبادرة إلى التحرك بروح التعبئة، ضد هجمات الإبادة الجماعية الشاملة، وندعو إبناء شعبنا إلى تصعيد المقاومة الشاملة في كل مكان”.