٧ آذار ٢٠٢٥
بيان بمناسبة يوم 8 آذار، اليوم العالمي للمرأة العاملة
”إننا نهنئ جميع النساء والشعوب بيوم الـ 8 من آذار، يوم نضال وتكاتف ووحدة المرأة، ونستذكر بكل احترام ومحبة وامتنان جميع النساء اللواتي قاومنَّ من أجل الحرية؛ مبتكرات القيم الديمقراطية والاشتراكية، من روزا إلى كلارا، ومن سارا إلى آسيا وسفيم بللي وكل النساء الثوريات.
إن المرأة اليوم، ليست منتفضة من أجل حقوقها فحسب، بل تقود في الوقت نفسه النضال الاجتماعي من أجل الديمقراطية والحرية، ويتجلى هذا الأمر في كردستان وفي جميع أرجاء العالم، من الضروري أن نعلم أن نضال المرأة أصبح نضالًا عالمياً، ومهما كانت أزمة النظام عالمية، فقد أصبح النضال المناهض للنظام أكثر انتشاراً وعالمية، لأن المرأة في كل مكان تقود النضال من أجل الحرية والديمقراطية من خلال الحملات الاجتماعية.
وفي يومنا الحالي، تتجه قضية تحرر المرأة بشكل واضح وجلي إلى مركز النضالات الاجتماعية نظراً لرمزيتها وتكاملها على حد سواء، فالنضال التحرري للمرأة يحتضن جميع المضطهدين، وهو أوسع جبهة نضال في مواجهة النظام نظراً لتكامله، ولهذا السبب، فإن نضال المرأة هو نضال شامل، فهو شامل لأنه يشمل أيضاً النضال من أجل البيئة والديمقراطية والعدالة، ولم يكن النضال البرجوازي في القرن التاسع عشر ولا حتى الحركات العمالية في القرن العشرين شامل على نطاق واسع مثل نضال المرأة في القرن الحادي والعشرين، وبهذه الخاصية، فإن نضال المرأة العالمي لديه القدرة على الوصول إلى مستوى عالمي أكثر من أي نضال آخر في القرون الماضية.
وكحركة تستند على تحرر المرأة، أصبح من المهم للغاية تعزيز النضال المشترك ضد النظام في كل أرجاء العالم بالاعتماد على النموذج الديمقراطي-البيئي-التحرري للمرأة الذي طرحه قائدنا، وقد أثبتت نفسها في مواجهة الواقع الأحادي والعسكري للدولة التي تتجلى فيها العلاقة بين الهيمنة الذكورية والفاشية، ففي الحرب العالمية الثالثة، تعززت وتوسعت رقعة نضال المرأة من أجل الدفاع عن النفس، والنضال من أجل الديمقراطية والاشتراكية ضد الفاشية، والنضال من أجل حياة حرة قائمة على المرأة ضد نظام الهيمنة الذكورية أكثر من أي وقت مضى، فالمرأة الثورية في القرن الحادي والعشرين هي التي ستقود هذا النضال.
إن تزايد حدة الاعتداءات ضد النساء، وارتكاب جرائم القتل بحقهن، والاعتداءات المتمثلة في التفكيك والاستهانة بنضال المرأة من أجل الحرية خلال السنوات الأخيرة، كل هذا يدل على أن النظام يرى في المرأة القوة الثورية الأساسية في القرن الحادي والعشرين، وقد أُثبت بشكل واضح وجلي أن التناقض الأساسي للقرن الحادي والعشرين هو تناقض المرأة، والديناميكية النضالية الأساسية والقوة الثورية هي المرأة بذاتها.
وإن نظام الحداثة الرأسمالية، بتدميره للإنسانية والطبيعة وكل القيم الأخلاقية والسياسية، يحاول في الواقع القضاء على نظام المرأة وعلى كل القيم الاجتماعية، ولذلك، فإن الاعتداءات التي تستهدف نضال المرأة من أجل الحرية والمساواة، والسياسات التي تحاول حصر المرأة ضمن الحدود الرجعية للتمييز الجنسي ، والذهنيات التي تحاول إخضاع إرادة المرأة من خلال تكثيف جرائم القتل بحق المرأة، تحاول في الوقت نفسه القضاء على قيادة المرأة للنضال الاجتماعي في القرن الحادي والعشرين.
إن أعظم قيمة برزت نتيجة نضالنا من أجل الحرية، هي قيادة حرية النساء وتنشئتنا الاجتماعية التي تشكلت حولها، وإننا نستقبل بتجربتنا وقوتنا الاجتماعية يوم الثامن من آذار مع “مانيفستو السلام والمجتمع الديمقراطي” الذي قدمه القائد آبو لشعبنا وللمرأة الكردية، ولقد قامت حركة تحرر المرأة الآبوجية بدورها الرائد في كل مراحل النضال وتولت الريادة في التحولات الاجتماعية، وأصبحت ضمانة خط القائد والحرية في نضالنا، وستؤدي ريادة المرأة ونضالها درواً رئيسياً مرة أخرى في نجاح المرحلة الجديدة التي تتشكل كنموذج للحياة الحرة.
ولقد تطورت ثقافة الحرب والعنف في الغالب ضد المرأة وتعرضت المرأة للهجوم في كل المجالات، لهذا السبب، فإن النضال من أجل السلام ضد الحرب وخوض النضال التحرري للمرأة سيكون في الغالب من قِبل النساء، فقد وصلت اعتداءات الذهنية ونظام الهيمنة الذكورية الممتدة لآلاف السنين ضد المرأة إلى ذروتها في واقع الحرب العالمية الثالثة اليوم إلى جانب نظام الحداثة الرأسمالية، لذلك، فإن “السلام والمجتمع الديمقراطي” أمر في غاية الأهمية، كما أن الدعوة التاريخية “السلام والمجتمع الديمقراطي” للقائد آبو مهمة جداً بالنسبة للمرأة، وتهدف الدعوة التاريخية “السلام والمجتمع الديمقراطي” للقائد آبو، إلى حل قضية حرية المرأة في المقام الأول، حيث أنه بدون المرأة، لا يمكن بناء السلام الاجتماعي وإرساء الديمقراطية، فالمرأة هي ضمانة الديمقراطية والحرية، كما أن عصر المجتمع الديمقراطي هو عصر المرأة.
وإن القائد آبو يمثل القاسم المشترك الأهم بالنسبة لنضال الشعب الكردي والشعوب والأهم من ذلك كله بالنسبة لنضال المرأة، لهذا السبب، هتفت النساء في الميادين والساحات ”حرية القائد آبو هي حريتنا“ وعملنّ على تعزيز نضالهنّ، كما أن اتخاذ القائد آبو كمحاور في العملية الجديدة هي في الغالب نتيجة هذا النضال، فقد قربت العملية الجديدة التي ستبدأ بدعوة السلام والمجتمع الديمقراطي للقائد آبو من حرية القائد.
وإننا على يقين أن جميع النساء وشعبنا، الذين سيتوجهون إلى الساحات والميادين في 8 آذار، سيستقبلون يوم الثامن من آذار بروح العمل والنضال العظيم، مع إدراكهم أن حرية القائد هي حريتهم بذاتها، وأنهم سيبلغون أعلى المستويات مع نوروز هذا العام، حيث إن نجاح هذه العملية الجديدة التي بدأت بدعوة من قائدنا سيكون ممكناً مع الحرية الجسدية للقائد آبو وتهيئة ظروف تنفيذ هذه العملية، وإننا نحيي جميع النساء وشعبنا بإيماننا باللقاء الحر مع القائد، ونهنئ الجميع مرة أخرى بيوم الـ 8 من آذار، يوم الوحدة والتكاتف والنضال“.