١٢ تموز ٢٠٢٤
شهداء مجزرة وادي زيلان
“إنّنا بصدد الذكرى السنوية لمجزرة وادي زيلان، التي تركت أثراً عميقاً في ذهن وذاكرة شعب كردستان، لقد أحرقت دولة الإبادة والاستعمار التركي مئات القرى والبلدات، واغتالت عشرات الآلاف من الكرد، بينهم أطفال وشيوخ، إنّنا ندين مرة أخرى هذه المجزرة الوحشية، التي ارتكبتها الدولة التركية، ونستذكر بخالص الاحترام جميع الشهداء، الذين ارتقوا في هذه المجزرة، ونستذكر في شخصهم جميع شهداء الديمقراطية والثورة بكل احترام وامتنان، وننحني إجلالاً أمام ذكراهم الثمينة ونجدد عهدنا للشهداء.
إنّ مجزرة وادي زيلان، تُعد من أفظع المجازر وأكثرها وحشية في تاريخ البشرية، إنّها مجزرة كبيرة هدفت إلى القضاء بشكل شامل على شعب كردستان، حيث نُفذت عمليات إبادة جماعية في كل مكان من منطقة سرحد، التي ارتكبت فيها المجزرة بحق الشعب الكردي برمّته، دون أي تمييز، وقد ملأوا وديان كردستان بالكرد، الذين اغتالهم جيش الإبادة والسفاحين، ولهذا السبب؛ يتم استذكار هذه المجزرة باسم وادي زيلان، لأنّ وادي زيلان كان مليئاً بالشهداء، ومثل هذه المجزرة الوحشية لا يمكن أن ترتكب، إلا بسبب عداء كبير، وقد سلطت مجزرة وادي زيلان الضوء، على مدى عمق عقلية العداء للدولة التركية ضد الكرد، وقد ظهر عداء الدولة التركية للشعب الكردي، بوضوح في مجزرة وادي زيلان، تماماً مثلما ظهر في مجزرة ديرسم.
ومثل كل المجازر التي ارتكبت بحق الشعب الكردي، ارتكبت مجزرة وادي زيلان أيضاً أمام أنظار العالم أجمع، لكن لم يتحدث أحد ضد هذه المجزرة والجرائم اللاإنسانية، التي ارتكبتها الدولة التركية، ولا زال العالم يلتزم الصمت حيال المجازر التي ترتكب، والهجمات التي يتعرض لها الشعب الكردي اليوم أيضاً، ولا تكتفي الدول بالتزام الصمت، حيال المجازر التي ترتكب بحق الشعب الكردي، بل إنّها تقوم بتشكيل علاقات مع الدولة التركية من كافة الجهات وتدعمها، وبالتالي تصبح شريكة في هذه المجازر، إنّنا ندين مرة أخرى موقف الدول هذا، ونحذر الجميع من مواصلة دعم سياسات الإبادة الجماعية، للدولة التركية بحق الشعب الكردي.
بلا شك، لم تتمكن الضغوط والهجمات والمجازر، من تحييد الشعب الكردي عن موقفه الحر، وفي آكري، ديرسم، مهاباد، قامشلو وحلبجة، لم تنتهي مقاومة الشعب الكردي أبداً، وفي عام 1977، ذهب القائد آبو إلى المنطقة التي ارتكبت فيها مجزرة وادي زيلان، وعقد أول الاجتماعات الموسعة مع ثوار كردستان، واتخذ واحدة من أولى خطوات نضال حرية كردستان، لقد وصلنا اليوم إلى حقيقة شعبٍ لا يُهزم أمام الهجمات، ويكسر بالمقاومة كافة أنواع هجمات الإبادة الجماعية، ويسير بخطى ثابتة نحو الحرية، وقد أبدى شعب كردستان بموقفه المشرف ونضاله المتواصل، الرد الأصح على المجازر.
إنّ سياسات الإبادة الجماعية والمجازر، التي يتعرض لها الشعب الكردي، تُنفذ وترتكب حالياً، من قبل حكومة حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية (AKP-MHP) الفاشية، وتشنّ هذه الحكومة الفاشية، هجمات الإبادة الجماعية على الكرد، بشكل مستمر منذ يوم تأسيسها، والهجمات الاحتلالية الجديدة، التي تشنّها على جنوب كردستان، هي استمرار لهذه المجازر والإبادات الجماعية التاريخية، وأمام هجمات الاحتلال على جنوب كردستان، دخل الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK)، إلى أسوأ حالات التواطؤ، حيث أصبح جزءاً من سياسات الإبادة الجماعية بحق الكرد، ويقوم بتنفيذ هذه السياسات، وفي هذا الوقت الذي نستذكر فيه مجزرة وادي زيلان، وندين هجمات الإبادة الجماعية في كردستان، وخيانة المتواطئين في الهجمات، نناشد شعبنا أطفالاً وشيوخاً، لخوض المقاومة الشاملة ضد الخيانة والاحتلال”.