١٤ نيسان ٢٠٢٥
بيان بشأن الذكرى الـ37 لحملات الأنفال
نحن اليوم نحي الذكرى السنوية الـ37 لجريمة الأنفال، والتي هي في الوقت نفسه جريمة ضد الإنسانية ارتكبها نظام صدام البائد بحق أبناء شعبنا في جنوب كردستان، والتي أدت إلى استشهاد وفقدان حوال 182 ألف مواطن كردي بطريقة وحشية، أغلبهم من النساء والأطفال، الأنفال ليست جريمة إبادة جماعية فحسب، بل هي أيضًا إبادة جماعية بحق المرأة وإبادة وتدمير للبيئة، ففي منطقة جغرافية مهمة من جنوب كردستان، دُمرت مناطق الحياة الطبيعية وقرى وأرياف الشعب الكردي لدرجة أنها لم تعد صالحة للحياة.
ندين بشدة نظام البعث الصدامي البائد الذي ارتكب هذه الإبادة الجماعية، إبادة النساء وإبادة البيئة، والعقلية والسياسة التي تقف وراءها، رحم الله من فقدوا أرواحهم في هذه الإبادة الجماعية، ننحني احترامًا لذكراهم، ونقدم تعازينا الحارة للشعب الكردي، وبشكل خاص لعوائلهم وذويهم.
إنَّ حملات الأنفال ما هي إلا واحدة من الهجمات الإبادة الجماعية التي نُفذت ضد الشعب الكردي في التاريخ الحديث، إنَّ السياسة والعقلية التي تنكر وجود الشعب الكردي وحريته قامت بعمليات إبادة جماعية ومجازر، مثل حملات الأنفال، كلما سنحت لها الفرصة.
إنَّ الأسباب الرئيسية التي أدت إلى حدوث مثل هذه عمليات الإبادة الجماعية كحملات الأنفال هي مصالح قوى الحداثة الرأسمالية التي نشأت في لوزان قبل مائة عام، وظهور بعض الشخصيات؛ الجنسوية والقوموية والمتعصبة دينياً والفاشية لدى الدول القومية في المنطقة التي تعمل كعملاء “وكلاء” لها، ولهذا السبب، بعد لوزان، ارتكبت جرائم الإبادة الجماعية ضد الشعب الكردي في الأجزاء الأربعة من كردستان، بعد مجازر ديرسم ووادي زيلان، حدثت مجزرة حلبجة، وحملات الأنفال، ومجازر شنكال، ومجزرة سينما عامودا، وأخيراً مجزرة قرية برخ بوطان في روج آفا.
لقد خاض الشعب الكردي نضالاً ومقاومةً عظيمة ضد هذه العقلية وسياسة الإبادة الجماعية التي شكلت أساس لوزان، وأصر على وجوده وحياته الحرة من خلال دفعه التضحيات الكبيرة وبينما يتم إعادة تصميم خارطة المنطقة من جديد في القرن الحديث، تظهر مؤامرات وخطط مختلفة من قبل القوى الإقليمية ضد وجود وحرية الشعب الكردي، في هذه المرحلة التاريخية أطلق القائد آبو دعوة القرن التاريخية “السلام والمجتمع الديمقراطي” والتي تعرف ببيان القرن، من أجل حماية الشعب الكردي من الإبادة الجماعية الجديدة مثل الأنفال وحلبجة وشنكال، والإبادة البيئية وإبادة المرأة، وتحديد استراتيجية جديدة للنضال.
نحن كالشعب الكردي وكل شعوب المنطقة، ومن خلال دعم دعوة القرن التاريخية، ومن خلال النضال من أجل الحرية الجسدية للقائد آبو، ومن خلال قبول الدعوة كنموذج للنضال، ومن خلال تنفيذ الأمور الضرورية في جميع مجالات الحياة، يمكننا منع حدوث حملات أنفال جديدة وضمان وجود وحرية الشعب الكردي وشعوب المنطقة، وعلى هذا الأساس فإنَّنا نستذكر مرة أخرى بكل احترام شهداء حملات الأنفال ونؤكد وعدنا بأنَّنا سنحافظ على ذكراهم من خلال تعزيز النضال من أجل الحرية والمجتمع الديمقراطي”.