١٩ تموز ٢٠٢٤
نحيي ثورة روج آفا ونثمن المناقشات الجارية في سوريا
في 19 تموز/يوليو 2012، اتخذ الشعب وقواه الثورية في روج آفا قراراً تاريخياً بتحرير المنطقة بدءاً من كوباني.وتحولت هذه الخطوة التاريخية إلى ثورة روج آفا في وقت قصير ومن ثم أدت إلى تطور النظام الديمقراطي في شمال وشرق سوريا. واليوم نحتفل بالذكرى الثانية عشرة لهذا التطور التاريخي. ونهنئ بمناسبة هذا التطور التاريخي شعوب روج آفا وشمال وشرق سوريا بشكل خاص، وكافة شعوب كردستان والشعوب العربية والأرمنية والآشورية والتركمانية، جميع شعوب سوريا والشرق الأوسط المظلومين وشعوب العالم، وجميع النساء والشباب، وجميع القوى الثورية والديمقراطية والتحررية.
في الذكرى الـ12 لثورة روج آفا، نحيي الشعب والمدافعين عن الثورة، ونستذكر بكل احترام ومحبة وعرفان جميع الشهداء الذين قدموا أرواحهم في سبيل تطوير الثورة وحمايتها. إننا ننحني احتراما أمام ذكراهم الثمينة، ونجدد وعدنا لهم.
من الضروري أن نتذكر دائمًا ونحيي ذكرى الأمميين الذين أصبحوا جزءًا من واحدة من اكبر و أكثر التضامنات أهمية في التاريخ. جاء الناس من جميع أنحاء العالم وقاتلوا وناضلوا في ساحات القتال للدفاع عن ثورة روج آفا. لقد استشهد العديد من الأصدقاء الأمميين في هذا النضال. كما أننا نتذكرهم بامتنان واحترام كبير. إننا كشعب كردي وشعوب الشرق الأوسط مدينون لهم بدين أبدي. نعرب مرة أخرى عن حبنا واحترامنا اللامتناهي لهم وامتناننا لأصدقائنا الدوليين الذين ناضلوا بلا كلل من أجل الثورة وحرية الشعب الكردي وجميع شعوب الشرق الأوسط.
لقد حققت ثورة روج آفا، من خلال خصائصها، إنجازات جديدة وخلقت قيمًا جديدة للإنسانية جمعاء؛ لقد سجلها التاريخ كتطور جديد في المسيرة العالمية لحرية الشعوب والنساء والطبقات المضطهدة. لقد تطورت ثورة روج آفا على إرث النضال التاريخي من أجل الحرية للمضطهدين ضد الاستغلال وعدم المساواة والظلم. إنها متجذرة في التاريخ. ونتيجة لاستنادها إلى فلسفة ونموذج القائد آبو، فقد وصلت إلى مرحلة جديدة في تاريخ الثورات. من خلال نموذج الحداثة الديمقراطية وإيديولوجية المجتمع الديمقراطي البيئي القائم على تحرير المرأة، طرح القائد آبو حلاً مهمًا للمشكلة الاجتماعية في عصرنا. لقد قدم القائد آبو للبشرية النظام الأكثر تقدمًا ووعيًا وتنظيمًا للتغلب على خمسة آلاف عام من الاستغلال البشري والحداثة الرأسمالية، التي جعلت المجتمع والطبيعة وجهًا لوجه مع الدمار بسبب جشعها لتحقيق أقصى قدر من الربح. وبناءً على ذلك، كانت ثورة روج آفا هي التطور الأكثر أهمية وتقدماً في القرن الحادي والعشرين. وهذا ما يجعلها ذات معنى كبير.
جلبت الثورة، من خلال إنشاء نظام للإدارة الذاتية تحت اسم الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا، بحل للمشاكل التي واجهتها الثورات عبر التاريخ. ولكونه يستند إلى مفهوم تحرير المرأة، فقد تغلب على العقلية الذكورية المهيمنة، والتي هي سبب كل استغلال، وهكذا مكنت من تطوير الوعي الحر. هذه الإنجازات الأساسية جعلت من هذه الثورة أهم تطور في عصرنا.
لقد أثبتت ثورة روج آفا والإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا نفسها من خلال قدرتها على المقاومة والصمود أمام كافة أنواع الهجمات منذ بداية تأسيسها وحتى اليوم. وقد تحقق هذا النجاح من خلال النضال المتكامل للشعوب والقوى الثورية والتضامن الأممي. ومن المهم جدًا أن يستمر هذا النضال بمزيد من التطور في مثل هذه الفترة التي تتزايد فيها المخاطر الرامية إلى إفشال الثورة. وفي هذا الصدد ندعو كافة شعوب شمال وشرق سوريا والقوى الثورية في روج آفا والشرق الأوسط وقوى التضامن الدولي إلى مواصلة وتطوير النضال من أجل الدفاع عن الثورة
إن الدولة التركية ونظام حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية الفاشي، الذي لم يتخل عن عقليته الاستعمارية والإبادة الجماعية، يهاجمان الثورة منذ البداية وحتى يومنا هذا بهدف القضاء عليها. وكانوا على استعداد للدخول في كل أنواع العلاقات القذرة من أجل هذه الهدف. وقاموا بتنظيم العصابات والمرتزقة الرجعية والفاشية، وخاصة “داعش”، وهاجموا شمال وشرق سوريا. وعندما لم يتمكنوا من تحقيق ذلك، قاموا بالهجوم المباشر بأنفسهم واحتلال أجزاء من روج آفا والأراضي السورية. لقد قاموا ببناء نظام النهب والقمع في الأراضي المحتلة، وغيروا التركيبة السكانية، وأدى ذلك إلى ظهور جميع أنواع الممارسات اللاإنسانية. كما لجأوا إلى كافة أنواع الأساليب لمنع تطور الحل الديمقراطي في سوريا حيث يعيش الناس معاً على قدم المساواة. لقد استدرجوا عمدا ملايين السوريين إلى تركيا، وقاموا بدعم المرتزقة لتعميق الصراعات، وحاولوا تأليب الشعوب ضد بعضها البعض. لقد قام الرئيس الفاشي طيب أردوغان ببناء نظام خطير للغاية مرتكز على عقلية متخلفة وعثمانية جديدة. إن هذا النظام الرجعي الفاشي العثماني الجديد هو السبب الرئيسي في تفاقم المشاكل والصراعات في سوريا وعدم وجود حل لها.
ونعتبر أنه من المهم حل المشاكل في سوريا من خلال الحوار والتفاوض بطريقة ديمقراطية ومتساوية. هذا هو الحل الوحيد الممكن في سوريا. ونحن كحركة حرية، نعتبر هذا اﻷمر مهمًا للغاية وندعمه. ويجب على كل من يهتم بمستقبل سوريا أن يكون لديه مثل هذا النهج. وعلى هذا الأساس فإننا ندعو الجميع إلى العمل وفق هذا النهج وبشكل خاص الدولة السورية المعنية بحل اﻷزمات عن طريق العيش المشترك والمساواة في ضمن إطار سلامة سوريا, لحل المشاكل عن طريق الحوار. إذا حدث ذلك، فإن خطط الزعيم الفاشي طيب أردوغان لتدمير سوريا وجعل الشعب السوري ينقسم على بعضه البعض سوف تذهب سدى.
مرة أخرى، نتقدم بالتهنئة القلبية بمناسبة الذكرى الثانية عشرة لثورة روج آفا، التي تمثل القيم المشتركة للإنسانية. وندعو الجميع إلى إظهار المزيد من التضامن مع ثورة روج آفا. كما ندعو شعوب كردستان إلى اتخاذ موقف قوي ضد احتلال وضم جنوب كردستان والوقوف بشكل متضامن.