٢٤ كانون اﻷول ٢٠٢٤

بيان بشأن حلول عيد الميلاد المجيد

بينما تحتفل الشعوب المسيحية بعيد الميلاد الجديد، تستعد البشرية جمعاء لدخول سنة ميلادية جديدة.

وإننا كحركة التحرر الكردستانية التي اتخذت من الأخوة والمساواة والوحدة بين الشعوب والمعتقدات مبدأً لها منذ المراحل الأولى للنضال وما زالت تناضل من أجل تحقيق ذلك حتى اليوم، نهنئ بعيد الميلاد المجيد للعالم المسيحي كله في شخص مسيحيي كردستان، ونأمل أن تنتهي في عام 2025 الميلادي الحروب في جميع أنحاء العالم ولا سيما في الشرق الأوسط وتصل البشرية جمعاء إلى حياة متساوية وديمقراطية وحرة في سلام وطمأنينة وأخوة، وإننا نعرب عن تعازينا لعائلات الذين فقدوا حياتهم نتيجة الهجوم الذي وقع في سوق عيد الميلاد في ماغدبورغ بألمانيا قبل أيام قليلة من عيد الميلاد المجيد ونتمنى الشفاء العاجل للمسيحيين المصابين.

وإننا على عتبة نهاية عام 2024 في ظل الحروب والدمار والمآسي الكبيرة التي تعيشها المنطقة التي نعيش فيها، وكذلك المقاومة والنضال من أجل الديمقراطية والحرية التي تعلي من شأن الكرامة الإنسانية، ففي مثل هذه الأجواء، من المفيد أن نحتفل بالعيد لنتذكر ونحافظ على القيم المقدسة للمجتمع، ونجعل من الأعياد مناسبة لحل القضايا التي تعيشها البشرية، إننا على يقين أن جميع القضايا في الشرق الأوسط ستُحلّ من خلال رفع سوية النضال التحرري، ومن خلال تنمية الوحدة والتضامن والمساواة والأخوة بين الشعوب والمعتقدات، ونحن نبني أسس نضالنا على هذا الأساس.

وعانت الشعوب في عام 2024، خلال الحروب التي شنتها القوى الرأسمالية المهيمنة في الشرق الأوسط، من آلام كبيرة وشهدت دماراً بحيث من الصعب إصلاحه، وخلال مرحلة الصراع الحاد هذه في الشرق الأوسط، ناضلت جميع الشعوب التي تعيش في المنطقة، بما في ذلك الشعوب المسيحية، من أجل الحياة في ظل مخاطر كبيرة ولا يزال هذا النضال مستمراً، حيث يستمر نظام المستبد التركي في شن الحرب التي تشكل مخاطر كبيرة على حياة جميع الشعوب التي تعيش في المنطقة، وخاصة شعوب سوريا، ويكثف النظام المستبد لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية التركية هجماته على روج آفا عن طريق المرتزقة الذين يحاول النظام إخفائهم تحت مسمى الجيش الوطني السوري، وإن نظام الاستبداد الفاشي التركي، الذي يهدد جميع المعتقدات والثقافات والشعوب المختلفة، بما في ذلك الشعبين الآشوري والأرمني اللذين يعيشان في المنطقة، يعمل على تعكير فرحة شعوبنا بالعيد ويواصل تهديد الشعوب باعتداءاته، كما أن الدولة التركية المستبدة المستعمرة لا تعرف حدوداً في اعتداءاتها، فهي لا تكتفي بإظهار عدائها للمسيحيين في المنطقة فحسب، بل أيضاً للعلويين والإيزيديين والأوساط المسلمة الديمقراطية، وفي مواجهة هذه الاعتداءات الفاشية والمستبدة، الموقف الأصح الذي يجب اتخاذه، هو أن تقوم الشعوب والأديان بتوحيد وتعزيز وحدتها على خط الأمة الديمقراطية والقيام بدورها في بناء سوريا الجديدة، ونحن كحركة نأمل أن يكون عيد الميلاد المجيد لهذا العام وسيلة في تحقيق بناء سوريا جديدة ديمقراطية وحرة قائمة على خط الأمة الديمقراطية، يُعترف فيها بحريات الشعوب والمعتقدات وتسود فيها حياة قائمة على المساواة والوحدة والتضامن، ونحن نؤمن أن الشعوب من جميع الأديان التي تعيش في سوريا وروج آفا ستقود هذا النضال.

وبهذه المناسبة، ندعو الشعوب في الشرق الأوسط وكردستان وجميع أنحاء العالم، في عام 2025 إلى مزيد من التنظيم والتضامن والوحدة ضد الدول والسلطات الفاشية والمستبدة والاستعمارية. وبهذه المشاعر والأفكار، نهنئ مرة أخرى بعيد الميلاد المجيد للعالم المسيحي بأسره، وخاصة شعوبنا الأرمنية والآشورية والسريانية والكلدانية في كردستان، ونأمل أن تنتهي في عام 2025 كل الشرور التي لا مكان لها في الضمير الإنساني والأخلاق، ونتمنى أن يقوم الجميع في هذا العام بأداء واجبهم ومسؤوليتهم لإظهار إرادة الشعوب في نسج نموذج التعايش في المحبة والسلام والأخوة والمساواة في بناء سوريا الديمقراطية، ونأمل أن يكون العام القادم عام الانتصار العظيم لنضال الأمة الديمقراطية في روج آفا وسوريا”.