٢٦ تشرين الثاني٢٠٢٤
بيان بمناسبة الذكرى الـ 46 لتأسيس حزب العمال الكردستاني
إننا في الذكرى الـ 46 لتأسيس حزبنا حزب العمال الكردستاني، الذي أحدث تقدماً كبيراً منذ البداية، وبعد ظهور حزب العمال الكردستاني في كردستان، انتهى عصر الإبادة الجماعية والقمع والعبودية، وبدأ عصر جديد على أساس الحرية، لذلك، نحيي هذه الخطوة بمشاعرنا الثورية، ونبارك هذا اليوم في البداية على القائد آبو، الشهداء، شعب كردستان الوطني، مقاتلي حرية كردستان، مناضلو حزب العمال الكردستاني وحزب حرية المرأة الكردستانية، الرفاق المقاومين في السجون، النساء، الشبيبة، شعوب الشرق الأوسط والعالم، الثوار الذين يناضلون من أجل المساواة والحرية والديمقراطية، والعالم الديمقراطي الاشتراكي والإنسانية التقدمية.
وباحتفالنا بهذه الخطوة التاريخية، نستذكر مرة أخرى شهداء الديمقراطية والثورة، الذين هم صنّاع كل هذه التطورات، بكل امتنان، ونعبر عن احترامنا ومحبتنا وشوقنا لهم، وننحني إجلالاً وإكباراً لذكراهم، ونجدد عهدنا بالوفاء والنصر لهم ونؤكد أننا سنحقق أهدافهم وتطلعاتهم حتماً.
إن النضال الذي قاده حزب العمال الكردستاني لم يؤدي إلى انبعاث الشعب الكردي فحسب، بل إنه هزَّ أيضاً أسس النظام الحالي في الشرق الأوسط، لقد انشأت قوى الحداثة الرأسمالية تصميماً جديداً يعتمد على الدول القومية في الشرق الأوسط بناءً على مصالحها في بداية القرن العشرين، وتمت سرقة واستغلال موارد الشرق الأوسط من خلال الدول القومية التابعة، كما تعرضت شعوب المنطقة للنهب، الإبادة، الضغط العنصري والفاشية من قبل نفس الدول القومية، من ناحية، حرموا من حريتهم ومن ناحية أخرى، أصبحوا معاديين لبعضهم البعض.
الشعب الكردي هو أحد تلك الشعوب التي حُرمت من حريتها بشكل كامل، وتم تقسيمها وإنكارها وتجاهلها، إن النهج الذي اتبعه قوى الحداثة الرأسمالية وقوى الدول القومية الاستعمارية الفاشية والمستبدة بحق الشعب الكردي كان الأكثر ظلماً وقمعاً وقسوة في تاريخ البشرية، فالشعب الكردي لم ينقسم مع وطنه فحسب، بل تم إنكار وجوده واعتبره معدوماً، وقد تم قمع انتفاضاته المشروعة ضد ذلك في كل مرة من خلال الهجوم المشترك لجميع هذه القوات، ومع ذلك، فإن هذا النظام، الذي أنشأه ويحميه النظام العالمي الرأسمالي، قد لاقى أزمة وفوضى وفشل كبير مع النضال الذي يقوده حزب العمال الكردستاني، إن الأزمة الحالية القائمة على ذهنية الدولة القومية في الشرق الأوسط اليوم هي في الأساس نتيجة للنضال الذي يقوده حزب العمال الكردستاني.
مما لا شك فيه، عندما يتعلق الأمر بمعنى وإرث حزب العمال الكردستاني، فإن أعظم مساهمة قدمت للإنسانية هي نظام الحياة الحرة البديلة الذي أنشأه القائد آبو، لقد خلق القائد آبو نموذج المجتمع الديمقراطي وحرية المرأة والبيئة ضد حياة الحداثة الرأسمالية التي تهيمن وتستغل الفرد والمجتمع والطبيعة، وقدم مشروع الأمة الديمقراطية لحل مشاكل الشرق الأوسط، كما انشأ نظام الكونفدرالية الديمقراطية لتحرير النضال الاشتراكي الديمقراطي من الجمود، وبهذه الطريقة أثبت أن لديه الحل الأكثر جدية للتغلب على مشاكل هذا العصر، لذلك، يتبنى العالم أفكار القائد بشكل متزايد وفي الوقت نفسه، يتزايد التضامن مع الشعب الكردي في جميع أنحاء العالم، كما أن حملة الحرية العالمية هي علامة على تنفيذ وتنظيم هذا الأمر، لذا يمكننا أن نقول بسهولة أن؛ حزب العمال الكردستاني وضع سياسة وذهنية الهيمنة الذكورية، واستغلال واستبداد الحداثة الرأسمالية في أزمة، وأصبح حركة جيدة حررت الفرد والمجتمع والطبيعة والمرأة، وبالتالي خلقت نموذج الحل، لهذا السبب فإن ظهور حزب العمال الكردستاني تاريخي واستراتيجي وأيديولوجي وسياسي.
إن أحد المبادئ الأساسية التي تشكل جوهر حزب العمال الكردستاني هو بلا شك القيمة التي يوليها للمرأة وحرية المرأة، ومن خلال فتح باب حزب العمال الكردستاني أمام النساء بشكل كامل، أحدث القائد آبو تطورات تاريخية هنا، ويقود هذا المبدأ الأساسي لحزب العمال الكردستاني اليوم نساء كردستان والشرق الأوسط والعالم بشعار “المرأة، الحياة، الحرية”.
ومؤخراً، إحدى القضايا الرئيسية التي يجب تقييمها وفهمها، أن حزب العمال الكردستاني على أي أساس وصل إلى مسرح التاريخ، وما هي ديناميكيات النضال التي اعتمد عليها، وكيف حقق كل هذه التطورات، وكيف حافظ على وجوده وحقق تقدمات على الرغم من كل هذه الهجمات المحلية والدولية، لذلك يعتبر حزب العمال الكردستاني أحد المواضيع التي ينبغي دراستها من الناحية العلمية.
مرة أخرى، نبارك ذكرى تأسيس حزبنا، حزب العمال الكردستاني، على جميع الشعوب، النساء، الأصدقاء والمضطهدين، وخاصة الشعب الكردي، ونتمنى النجاح الكبير لجميع الذين يناضلون من أجل عالم متساو وحر في العام السابع والأربعين لنضال حزب العمال الكردستاني، ونعرب عن تحياتنا ومحبتنا، وندعو الجميع في نطاق حملة الحرية العالمية إلى العمل أكثر وخوض النضال بوتيرة عالية من أجل بناء حياة ديمقراطية كومينالية وأشخاص أحرار”.