٢٧ حزيران ٢٠٢٤

على جنوب كردستان والعراق أن يقفا ضد الاحتلال التركي

إنّ الدولة التركية تقوم بحشد قواتها العسكرية في جنوب كردستان من أجل شن هجمات جديدة وتنفيذ محاولات احتلالية جديدة.

وفي 22 حزيران، دخل رتل كبير من الشاحنات والمدرعات من آمديه إلى كاني ماسي، وفي ليلة 23 حزيران، دخلت رتل عسكري من المدرعات وعناصر الجيش التركي إلى آمديه قادمة من دهوك، وفي ليلة 24 حزيران، دخل رتل كبير من المدرعات والأسلحة الثقيلة إلى آمديه للمرة الثالثة، والتحرك العسكري بين المناطق مستمر

إنّ الاحتلال التركي لهذه المنطقة التي تقع تحت المسؤولية المشتركة للعراق وجنوب كردستان، يتم بعلم وموافقة إدارة الحزب الديمقراطي الكردستاني وحكومة بغداد.

إدارة بغداد التي تتحدث دائماً عن سيادتها ووحدة أراضي العراق، تمهد الطريق لشرعنة الاحتلال التركي من خلال الاتفاقية التي تسمى “اتفاقية أمن الحدود” التي وقعتها مع تركيا، وفي الحالة الراهنة، حيث توغل الجيش التركي مسافة 30-40 كيلومتر داخل أراضي العراق، وبنى مئات القواعد والنقاط العسكرية على هذه الأراضي، وينتهك المجالين الجوي والبري، لا يمكن الحديث عن أمن حدود العراق وسيادة العراق.

الحزب الديمقراطي الكردستاني يضع كافة إمكاناته في خدمة الجيش التركي

“لا يزال الحزب الديمقراطي الكردستاني يبدي موقفاً فعالاً في هذا الشأن، ويضع كافة إمكاناته في خدمة الجيش التركي لاستكمال الاحتلال التركي، ويحمي الحزب الديمقراطي الكردستاني القواعد والنقاط التركية في جنوب كردستان، والآن، ومن أجل العمليات الاحتلالية الجديدة، يقوم بتأمين تنقل الجيش التركي بين المناطق، ويشارك بشكل مباشر في الانتشار، التمركز، التنقل والخدمات اللوجستية للجنود الاتراك، ويجعلها مهمّته إنّ إدارة الحزب الديمقراطي الكردستاني وعائلة البرزاني بموقفهم هذا، يتحملون مسؤولية إراقة دماء شبيبة ومقاتلي ومقاتلات حرية كردستان الذين يقاتلون ضد دولة الإبادة والفاشية التركية، تماماً مثلما تتحملها الدولة التركية، ويجب على الشعب الكردي أن يرى هذه العلاقات السيئة والقذرة بين الحزب الديمقراطي الكردستاني ودولة الإبادة والاحتلال التركي، لقد أصبح واضحاً أنّه لا علاقة لهم بكردستان والكردياتية، وأنّهم لا يكترثون لشيء سوى حماية عائلاتهم ومحيطهم، وإثراء أنفسهم، ولو لم يكن الأمر كذلك، لما تواطئ الحزب الديمقراطي الكردستاني لهذه الدرجة مع الدولة التركية ضد مقاتلي حرية كردستان.

ويعلن الجنود الأتراك عن المناطق التي يحتلونها بأنّها مناطق محظورة، ويحاولون إخلاء المناطق، ويدققون في الهويات في المناطق التي توجد بها القواعد العسكرية، ويجبرون القرويين على الحصول على إذن منهم للذهاب إلى بساتينهم وحقولهم، وبهذه الطريقة تمارس الدولة التركية سياسة إخلاء وتهجير القرى بشكل منظم، ولا تتخذ دولة العراق وحكومة الحزب الديمقراطي الكردستاني أي موقف تجاه هذه السياسة، مما يمهد الطريق أمام آلاف الشبيبة الكرد للفرار إلى أوروبا والموت بشكل مأساوي في الطريق.

ويشكل موقف إدارتي بغداد وهولير، اللّتين لا تظهران أي معارضة للاحتلال التركي لأراضي جنوب كردستان والعراق، خطراً كبيراً لمستقبل المجتمعات في العراق، والخطورة هي أنّ الاحتلال التركي سيبقى ويتحول مع مرور الوقت إلى الاستيلاء التام، ولكن مع عدم اكتراث الإدارتين، فضلاً عن عدم اكتراث ولامبالاة الأحزاب السياسية، وسائل الإعلام، الصحفيين، العشائر، المجموعات الدينية، المثقفين، الكتاب، الأكاديميين والمجتمع في العراق، فإنّ هذا ليس أمراً طبيعياً، وعلى وجه الخصوص، لا ينبغي للشبيبة الوطنيين الكردستانيين أن يظلوا صامتين، وأن ينددوا ويحتجوا بقوة ضد هذه الهجمات المشينة لدولة الإبادة والاحتلال التركي.

الدولة التركية تحتل وتستولي على جنوب كردستان

ويجب على العراقيين، وفي مقدمتهم شعب جنوب كردستان، اتخاذ موقف ضد احتلال الجيش التركي واستيلائه على أراضيهم، وعليهم رفض سياسات حكوماتهم التي تشرعن الاحتلال التركي، واتخاذ موقف فعال ضد الاحتلال؛ يجب عليهم تنظيم مسيرات، تجمعات وفعاليات لإخلاء القواعد التركية على أراضي العراق، وإنهاء الاحتلال التركي، ولأن دولة الإبادة والاستعمار التركي تنتهك الأخلاق والقانون الدولي أمام أعين العالم، فمن الواضح أنّها تحتل وتستولي على أراضي جنوب كردستان، ومن الواجبات الأساسية لكل كردي وعراقي أن ينتفض ويقاوم ضد هذا الأمر.

ولهذا السبب، يجب على جميع شعوب العراق، وخاصة الكرد، أن يرفعوا أصواتهم ويقاوموا ضد احتلال الدولة التركية وفق معايير الإنسانية والحرية”.