٢٧ أيلول ٢٠٢٤

اللغة والثقافة هما وجود الشعب وجسده

مما لا شك فيه أن النهج الممارس حيال القائد هو النهج المتبع تجاه الشعب الكردي، كما أن نظام التعذيب والإبادة الذي يتعرض له القائد أوجلان والاعتداءات ضد الوجود واللغة والثقافة الكردية ليست بمعزل عن بعضها البعض، واليوم، تشن دولة الاحتلال التركي حرباً متعددة الأطراف ضد الشعب الكردي، ويتعرض الشعب الكردي لهجمات شديدة من الناحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والثقافية، وعلى الرغم من هذه الهجمات القاسية، إلا أن القائد أوجلان ومقاتلي ومقاتلات الحرية وشعب كردستان يبدون مقاومة لا مثيل لها في كل المجالات.

والشعب الكردي لم يتنازل أو يرضخ في مواجهة كل أنواع هجمات الإبادة الجماعية والاحتلال، ويستمد الشعب الكردي قوته من مقاومة القائد أوجلان ومقاتلي ومقاتلات حرية كردستان ويواصل نضاله بإرادة قوية، ومنذ قرن من الزمان، والدولة التركية تنفذ جميع أنواع الهجمات المنافية للإنسانية لتدمير الكرد واللغة الكردية والثقافة العريقة الممتدة لآلاف السنين، ومنذ تأسيس الجمهورية الفاشية، واجه الشعب الكردي العديد من هجمات الإبادة الجماعية الكبرى، حيث تم تغيير أسماء القرى والمدن، ومُنعت أسماء الأطفال باللغة الكردية، وتم إزالة التحدث باللغة الكردية من جميع مناحي الحياة، ومُنع ارتداء الزي الوطني، وتعاملوا مع كل ما يتعلق بالكرد بعداء، وهُجر مئات الآلاف من الناس من ديارهم واُعتقلوا وقُتلوا وتعرضوا لعمليات التعذيب الوحشية، إلا أن الشعب الكردي لم يستسلم، ومنذ مائة عام مضت، والشعب الكردي يقاوم ضد جميع أنواع عمليات الإبادة الجماعية والانصهار، وتحتل الدولة التركية كردستان منذ 100 عام وتسعى لجعلها موطناً لها، لكنهم حتى الآن لم ينجحوا في تحقيق ذلك ولن ينجحوا، فهو ينبعث من الرماد مجدداً في كل مرة.

واليوم، تتصرف الدولة التركية، والسلطة الحاكمة لحزبي العدالة والتنمية والحركة القومية، تحت شعار “لغة واحدة، علم واحد، أمة واحدة، ودولة واحدة” وتحاول القضاء على جميع الأطياف والأصوات الأخرى وتدميرها، ويحاولون مرة أخرى إزالة اللغة الكردية من جميع مناحي الحياة، ولا يتحملون اللغة الكردية بأي شكل من الأشكال، ويعادون لغة الشعب الكردي، ولا تزال الجمعية الوطنية الكبرى التركية (TBMM) تُعرّف اللغة الكردية على أنها “لغة غير معروفة، ولغة غير مفهومة”، ويتعرض الشبيبة الكردية الذين يغنون الأغاني ويؤدون الرقصات الكردية للاعتقال، ويتم فتح التحقيقات بحق المدارس والمعلمين والبلديات لأن أطفال الكرد يتلقون التعليم بلغتهم الأم في الروضات، وعند كتابة كلمتين كرديتين في الشارع بخصوص حركة المرور، تم محوها مباشرة على يد المرتزقة، ومؤخراً، أغلقوا مؤسسة ومكتبة التعليم باللغة الكردية، واعتقلوا واحتجزوا العشرات من المعلمين والموظفين والكادحين الكرد”.

ينبغي التحدث باللغة الكردية في كل مكان

وأكدت لجنة التعليم في منظومة المجتمع الكردستاني (KCK) في دوام بيانها، على أن سياسات الانصهار تنفذ ضد الشعب الكردي بقوة كبيرة للغاية منذ سنوات، وأردفت قائلةً: إنهم “يريدون القضاء على الشعب الكردي، فاللغة والثقافة هما وجود الشعب وجسده، وإذا فقدت أمة ما لغتها وثقافتها، فإنها لن تتمكن من العيش والاستمرار في وجودها، وسوف تختفي، ويقول القائد أوجلان في مرافعته الخامسة في القسم المعنون بـ”الدفاع عن الكرد في قبضة الإبادة الثقافية” ما يلي: “الغرض من الانصهار هو توفير العبيد لآلية الاستغلال والسلطة بأقل تكلفة، ومن تعرضوا للانصهار تختفي هويتهم وتنكسر لديهم قوة المقاومة، ويجري إعدادهم ليكونوا عبيداً مفيدين… والعبيد المفيدون مضطرون لأن يكونوا مثل أسيادهم مئة بالمائة، ويفعل كل شيء ليصبح ذيل سيده… ويعيش الأشخاص عديمي الضمير وعديمي الأخلاق والجاهلين مثل العبيد، فهم ليس لديهم حرية القرار والفعل، ويخون هويته الاجتماعية، ويصبح مثل حيوان أكثر من أن يكون إنساناً ولا يهتم إلا بإشباع بطنه”.

نعم، دولة الاحتلال والاستبداد التركية تريد إفناء الكرد، ولهذا، تلجأ إلى كل أنواع الأساليب القذرة، وتقول “الكرد إخوتنا” من أجل احتلال أراضي كردستان بسهولة وارتكاب المجازر والعنصرية، ويعملون على استغلال اسمي أحمد خاني وفقيه تيران بشكل غير أخلاقي لمرات عديدة لإخفاء عنصريتهم، ويتعين علينا أن نتبنى هويتنا ولغتنا بكل تصميم وإصرار في مواجهة سياسات القمع، ولنجعل من اللغة الكردية والتعليم باللغة الكردية ساحة لخوض النضال، ولنرفع راية النضال شامخة بالدفاع عن لغتنا وثقافتنا وهويتنا، وإذا كنا لا نريد أن يتم إفنائنا بالانصهار، حينها، علينا أن نقف ضد الانصهار، ونصعّد النضال، وننشئ أطفالنا على اللغة الكردية والحياة الكردية والثقافة الكردية، ويجب على شعبنا حماية لغته وثقافته ومستقبله، وكما يقول شعبنا في شعاراته “لغتنا هي وجودنا”، فلذلك، يتعين علينا أن نحمي وجودنا، وألا نسمح لأحد أن يهدد وجودنا.

سنضيق الخناق على الفاشية بالقصص والأغاني والأدب الكردي

من الضروري على جميع المثقفين والأكاديميين والكتّاب والوطنيين والقوى الديمقراطية في كردستان وتركيا تبني اللغة والثقافة الكردية، ويتحقق تبني اللغة والثقافة الكردية من خلال استخدام اللغة الكردية في جميع مجالات الحياة، وإذا تم التحدث باللغة الكردية في كل منزل، وفي كل قرية وشارع ومدينة ومكان عمل ومجلس وبلدية وجامعة وجميع المدارس والأسواق والمحلات التجارية والمقاهي والبرامج والقنوات التلفزيونية والإذاعية، فإننا سوف نجعل فاشية المحتلين والمستبدين في حالة من الشلل، وسنضيق الخناق على الفاشية بالقصص والأغاني والأدب الكردي، وسنكسر قوة الفاشية التركية التي تريد القضاء على الكرد في كل مكان بمفهوم الكردايتية، وإن فاشية حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية تخاف من اللغة الكردية، ويعلمون أنه طالما أن اللغة الكردية موجودة، فإنه لا يتمكنوا من كسر إرادة الكرد، وطالما أن الكرد يتحدثون بلغتهم ويتلقون التعليم بلغتهم الأم، فلن يتمكنوا من إفناء الكرد، فاللغة هي أصل الكرد ووجودهم، ويريدون هزيمة هذه الروح، فهم يخافون من روح الكرد الأحرار، ويجب على الشعب الكردي أن يواصل نضاله بطريقة أقوى وأوسع لحماية اللغة الكردية وتنميتها، ويجب إنجاز كل عمل باللغة الكردية، وينبغي التحدث باللغة الكردية في كل مكان.