١ آب ٢٠٢٣
منظومة المجتمع الكردستاني: النضال من أجل البيئة حق أساسي
لفتت لجنة البيئة في منظومة المجتمع الكردستاني KCK الانتباه إلى إبادة البيئة في كردستان وتركيا وقالت: “هذا النهب الذي يؤثر على الحياة أجمعها يفرض علينا خوض نضالاً شاملاً، إنها مسؤولية أخلاقية لمواصلة النضال من أجل الطبيعة والمستقبل”.
أعلنت لجنة البيئة في منظومة المجتمع الكردستاني KCK أن حصيلة الإبادة البيئية للحرب في كردستان تزداد سوءاً يوماً بعد يوم، ودعت إلى حماية العالم والطبيعة والمستقبل.
النهب يزداد سوءاً يوماً بعد يوم
وجاء في بيان منظومة المجتمع الكردستاني بعنوان “النضال من أجل البيئة حق أساسي”:
“إن عواقب النهب البيئي، التي تقودها القوى المهيمنة ودوائر الريع للنظام الرأسمالي، مع استمرار الممارسات اللاأخلاقية، تتعمق يوماً بعد يوم، مما يؤدي إلى التدمير والحاق أضرار جديدة، إن الاجتماعات واللقاءات والتحالفات التي يعقدونها بأعداد كبيرة بدعوى حل الأزمة البيئية التي يتحملون مسؤوليتها لا تتجاوز الشكليات ولم تأتي بأية نتيجة سوى الوعود الفارغة حتى الآن، وما تم القيام به باسم الحل هو خداع الرأي العام، والتهرب من المسؤولية وتعميق المشاكل، وإن العديد من القرارات التي اتخذت في الاجتماعات التي عقدت لا يتم تنفيذها بسبب مصلحتهم ومواقفهم المخجلة، بغض النظر عن منع التدمير البيئي، فإنهم كل عام يجعلونه أعمق ويحطمون أرقاماً قياسية جديدة في النهب، حيث تكشف العواقب التي نواجهها بشكل أكثر حدة كل يوم أبعاد هذه الوحشية التي تتم تحت قناع “التنمية” و “الحضارة”، لقد تعمقت المجزرة البيئية لدرجة أن المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة، التي غضت الطرف عنها، تعترف الآن بخطورتها وتعتبرها “كارثة”.
في الآونة الأخيرة، إن ارتفاع درجات الحرارة إلى أعلى مستوى واحتراق الغابات وحدوث الفيضانات والحروب في مختلف القارات والبلدان كافية لإظهار مستوى التهديد لهذه الكارثة، كل هجوم على البيئة يسبب جروحاً لا يمكن تضميدها، ولم يعد من الصعب التنبؤ بالظلام التي سينجر إليها مستقبلنا إذا استمر هذا النهب.
حصيلة الإبادة البيئية للحرب آخذة في الازدياد بشكل كبير
كردستان وتركيا هي واحدة من الأماكن التي نمت فيها هذه الكارثة بسبب سياسات النهب التي تتبعها الحكومة الفاشية لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، حيث تزداد حصيلة الإبادة البيئية للحرب التي شنها حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية في كردستان حدة يوماً بعد يوم، إن العنف الذي تمارسه العقلية الفاشية على المجتمع ينعكس في الطبيعة بكل جوانبها، وتسعى الحكومة الفاشية، التي لا تتردد في إضافة مشاريع النهب البيئي إلى دعايتها الانتخابية، إلى وضع هذه الخطط القذرة موضع التنفيذ واحدة تلو الأخرى، وكان استمرار قطع الغابات في شرناخ وبستا وكابار وجودي بعد الانتخابات بكل عنفها، وتقديم غابات آكبلن في موغلا، وبساتين الزيتون في ياتاغان وهاتاي للشركات الموالية للحكومة، أولى خطوات ذلك، مرة أخرى في جودي، وثق الجيش التركي الفاشي بتهور وأحرقوا الغابة، ومع استمرار حرائق الغابات في جودي، أحرقوا غابات جديدة في لجه، كما دمر الجنود الحقول ومئات الأشجار المثمرة في ناحية خيزان في بدليس.
ممارسات الفاشية التي تدمر الزراعة
بعد إحراق القرى في التسعينيات، نشهد أن الهجرة والفقر والقمع تُفرض على الناس مرة أخرى، من خلال استمرار العداء تجاه الكرد وكردستان، وكذلك إبادة البيئة والممارسات الفاشية التي تدمر الزراعة، بالإضافة إلى بساتين الزيتون والغابات التي أحرقها جنود ومرتزقة الدولة التركية في روج آفا، جنوب وشمال كردستان وتدميرها، السدود المحيطة بكردستان وعشرات محطات الكهرباء وعمليات التعدين، كما يجري الإعداد لمشاريع احتلال جديدة، حيث يريدون احتلال الأراضي الزراعية وتركيب محطات للطاقة الشمسية عليها في عشرات من النواحي والمدن في شمال كردستان في رها، ديرسم، ومن بوطان إلى سرحد، وتجفيف مياه بحيرة وان ونهر مونزور بمحطات توليد الطاقة الكهرومائية، كما يقطعون المياه والكهرباء عن الناس في رها، ولا يسمحون لهم بالزراعة، وفي آمد يهدرون محاصيل وعمل المزارعين في الأرض، وبمنعهم من حظر التجوال والخروج إلى السهول يواجه الحيوانات الموت والقرويين الفقر، وقطع مياه الشرب في القرى الكردستانية، فهذه مجرد أمثلة قليلة من هذه الممارسات.
يشرعون الإبادة التي ترتكب باسم الأمن
هذه الإبادة التي تُرتكب بالعداء تجاه الكرد تشرعنها الدولة التركية بذريعة “الأمن”، لكن ما هو أكثر صعوبة وخطورة من حرب حكومة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية التي تشن في السهول والجبال بالأسلحة الكيماوية والقصف بالطائرات الحربية والتدمير والحرق في كل مكان وأيضاً مشاريع النهب البيئي التي تؤثر على الأمن؟ كيف يمكن حماية الطبيعة والنظام البيئي، الذين يمثلان ضماناتنا الأساسية للحياة والأمن، من خلال عمليات النهب والمجازر هذه؟ هذه الحروب، التي شنت مع السياسات الفاشية باسم “الأمن”، تسببت دائماً في الألم والدمار والنهب، وحققت نفس النتائج عند تطبيقها ضد الطبيعة، وكان الفرق الوحيد هو أن الحرب ضد البيئة لم تكن صاخبة مثل القنابل، وانتشار الدمار أحياناً في بمرور الوقت، وكل شجرة يتم قطعها، وسد يتم بناؤه، ومحطة كهرباء يتم بناؤها، هي استمرار لهذه الحرب التي تشن على الطبيعة والناس، ولا يمكن تعويض الضرر الناجم عن هذا القصف بأي شكل من الأشكال.
الإبادة الجماعية، التي تطال كل جوانب الحياة، تفرض علينا خوض نضال شامل
مثل جميع الكوارث، تنشأ الكوارث البيئية من قبل القوى المهيمنة للنظام والسلطات، لكننا نحن الذين يجب أن نمنع ذلك ونوقفه، إن حجم الإبادة البيئية، التي تُعرف الآن بأنها “كارثة”، تفرض مسؤولية عدم التزام الصمت والمعارضة والتنظيم والقتال ضدها، على جميع الأطفال، الشباب والكبار، وجميع شرائح المجتمع، حتى لو التزمنا الصمت، لا يمكننا التهرب من هذه المسؤولية، هذه الإبادة الجماعية، التي تطال كل جوانب الحياة، تفرض علينا خوض نضال شامل، والنضال من أجل البيئة هو مسؤولية وموقف أخلاقي تجاه الطبيعة والمستقبل، ومن أجل الحقوق والعدالة، كما إن حماية الطبيعة والأرض والماء والهواء هي أهم الحقوق الأساسية ضد السرقة والنهب التي تمارسها الحكومة الفاشية، وفي كل مرة نتأخر فيها، يتم حرق غابة، ويقتل كائن حي، ويلوث نهر، ويُعرض حقل على الرجال الأعمال والشركات، وتُفرغ قرية وتُدمر الحياة، التنظيم من أجل البيئة مهمة حيوية عاجلة، لهذا السبب اليوم هو يوم حماية الحياة والتنظيم وتصعيد النضال ضد العقلية الفاشية وسياسات النهب، اليوم هو يوم الدفاع عن العالم والطبيعة، لتوحيد قوتنا مع الوعي البيئي، لتنظيم المستقبل والدفاع عنه قبل فوات الأوان، لذا من الضروري ان ننظم أنفسنا ونصعد من نضالنا لمنع النهب والسرقة والمجازر.