١١ تموز ٢٠٢٣

منظومة المجتمع الكردستاني تستذكر ضحايا مجزرة وادي زيلان بكل احترام

استذكرت منظومة المجتمع الكردستاني KCK ضحايا مجزرة وادي زيلان بكل احترام وامتنان، واكدت على بناء حياة حرة وديمقراطية، من خلال محاسبة مرتكبي المجزرة والمتعاونين معهم.

قالت الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني: “ارتكبت الدولة التركية المستبدة مجزرة كبرى في عام 1930 والتي عرفت بمجزرة وادي زيلان، والتي امتدت إلى جميع أنحاء منطقة سرحد، حيث فقد عشرات الآلاف من الكرد حياتهم في عمليات الإبادة الجماعية هذه، والتي نُفذت على شكل مجازر متسلسلة، وفي ذكرى المجزرة، نستذكر في شخص من فقدوا أرواحهم في هذه المجزرة جميع شهداء الثورة والديمقراطية، باحترام وامتنان كبيرين، وننحني إجلالاً وإكباراً أمام ذكراهم، ونجدد عهدنا الذي قطعناه لشهدائنا”.

وتابع البيان على النحو التالي

لقد تركت مجزرة وادي زيلان ألماً كبيراً جداً في قلوب شعوب كردستان. هجمت جيوش الدولة المكلفين بالمجزرة على آلاف القرى ونفذوا المجزرة ضد الشعب. ولغاية الآن لم يُعرف العدد الحقيقي للذين تم قتلهم، ولكنه من المعلوم ان جيش المجزرة نفذ في كل مكان استولى عليه إبادات جماعية. يُحكى انه تم قتل عشرات الآلاف في وادي زيلان وحده. أفادت وسائل النشر التابعة للدولة القاتلة نفسها، أن وادي زيلان كان مليئاً بالجثث. تُظهر هذه الكلمات مدى فظاعة المجزرة. لم ينسى شعب كردستان هذه المجزرة المؤلمة أبداً، ولطالما استذكرها.

أظهرت مجزرة وادي زيلان، مثل مجزرة ديرسم، شخصية الإبادة وعداء الدولة التركية للكرد بكل وضوح. يُفهم من تصريحات ومواقف مسؤولي الدولة آنذاك، ماهية العقل المدبر للمجزرة. بدأ العقل الذي أسس الدولة وأدارها بالمجازر لبناء دولةٍ ومجتمعٍ من لون واحد. لقد أعلنت القوة التي أدارت الدولة انه لا يوجد هناك مطالب وحق وحقوق سوى التركية، ومن يطالب بغير ذلك لن يبقى حياً. نُفذت المجازر بهذه الذهنية ضمن إطار هذه الأهداف. لهذا السبب، وبهدف محو حقيقة الكرد وكردستان تم تنفيذ مجزرة وادي زيلان مثلها مثل المجازر الأخرى. تعرض الكرد للمجازر لأنهم لم يقبلوا التخلي عن وطنهم، ولغتهم، وثقافتهم، وهويتهم ومجتمعيتهم، وباختصار، لأنهم لم يتنازلوا عن كرديتهم.

لم تتغير هذه العقلية المبنية على إبادة الكرد وتستمر من قبل سلطة العدالة والتنمية والحركة القومية. كما في التاريخ، يُطلب من الكرد اليوم ايضاً التخلي عن حقيقتهم. ويتم تنفيذ سياسة المجازر ضد الكرد الذين لا يقبلون بذلك ويتبنون إرادتهم وحريتهم. وتأتي كل هجمات فاشية العدالة والتنمية والحركة القومية وسياستها الحربية لهذا الغرض. العزلة المفروضة على القائد آبو، تحريض داعش للهجوم على الشعب الكردي، المجازر المرتكبة بيد داعش، قتل شعبنا الإيزيدي، والهجمات الاحتلالية على روج آفا، واستخدام الأسلحة الكيمياوية ضد الكريلا، الهجمات ضد اللاجئين السياسيين في مخيم مخمور، عمليات الإبادة السياسية ضد السياسة الديمقراطية في شمال كردستان وتركيا، الظلم والهجمات الفاشية ضد الشعب، الحرب الخاصة، الهجمات وعمليات الاغتيال التي تجري في كل مكان بهدف الإبادة، كلها نتائج لهذه السياسة. بلا شك؛ ان سلطة العدالة والتنمية والحركة القومية هي التي تقوم بكل هذا وتقود دولة الإبادة والاستعمار التركي. وكما حدث عبر التاريخ، يستمر قتل الكرد وإبادتهم بالاعتماد على الخونة الذين يخونون هويتهم وحقيقتهم والشعب الكردي. إن اولئك الذين هم داخل حزب العدالة والتنمية، ويجرون معهم المحادثات ويدعمونهم، من نفس طينة الخونة عبر التاريخ. إن الشعب الكردي الوطني يعرف هؤلاء الخونة جيداً، حيث انهم قبلوا الصهر والإبادة، وتخلوا عن هويتهم وحقيقتهم، ويخدمون إبادة الكرد.

وكما رأينا في التاريخ، فإن أولئك الذين يقفون مع السلطة والدولة من أجل مصالحهم المادية وثرواتهم هم خونة في نظر الشعب الكردي. وبطبيعة الحال، فإن شعب كردستان، كما كان من قبل، سيزيد من نضاله اليوم، وسيعزز وحدته، وسيطالب الخونة بالحساب اللازم.

على المرء التوقف ملياً عند هذه المجازر وخاصة مجزرة وادي زيلان والكشف عن تاريخ الإبادة وإظهاره للعلن وإلقاء الضوء عليه. ليس فقط الكرد، يجب على المثقفين الأتراك ايضاً ان يحاولوا فضح عداء الدولة للشعب الكردي والكشف عن شخصيتها القاتلة. لن يحصل اي تطور في تركيا ما لم يواجه المرء فيها حقيقة الكرد واظهارها بكل جوانبها، وما لم يتبنى كفاحه من أجل الحرية. إن تغيير تركيا ودمقرطتها وتنويرها يرجع فقط إلى موقفها من الظلم والإبادة الجماعية والمجازر. يجب تطوير مثل هذه المواقف في تركيا، ويجب دعم المثقفين الأتراك الذين طوروا هذا الموقف بقوة. يمكن للمرء في تركيا ان يصبح مثقفاً، وتقدمياً، واشتراكياً، وديمقراطياً، ذا أخلاق وضمير تماماً من خلال رؤية هذه الحقيقة وتبنيها.

مرة أخرى؛ نستذكر بكل احترام الذين فقدوا حياتهم في مجزرة وادي زيلان. سوف تتم محاسبة القتلة ومعاونيهم وسوف تتحقق الحياة الحرة والديمقراطية. وهذا هو هدف وأساس الوجود التاريخي لحركتنا. وعلى هذا الأساس؛ يجب على جميع الأصدقاء والقوى الديمقراطية، وخاصة شعب كردستان الوطني، تعزيز النضال ضد العزلة وذهنية الإبادة التي تمارسها السلطة الفاشية لحزب العدالة والتنمية والحركة القومية”.