١٩ أيلول ٢٠٢٣

منظومة المجتمع الكردستاني: علينا مواجهة الخيانة واتخاذ موقف ضدها

أصدرت الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني بياناً بشأن الهجوم المسلح الذي استهدف ممثلية المؤتمر الوطني الكردستاني في جنوب كردستان والذي أدى إلى اغتيال دنيز جودت بولبون في هولير.

وجاء بيان الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني للشعب الكردي والرأي العام الديمقراطي على النحو التالي:

“كما لاحظ الرأي العام أيضاً، تزايدت هجمات الدولة التركية، ففي الآونة الأخيرة، وقعت هجمات في السليمانية وهولير، وقبل يومين، وقعت هجمات في روج آفا وشنكال أيضاً، ونتيجة لهذه الهجمات استشهد العديد من أبناء شعبنا، ومن ناحية أخرى، فإن الدولة التركية تشن بالفعل هجوماً متواصلاً ضد حركتنا وقوات الكريلا، وتقاوم الكريلا ضد هجمات الدولة التركية، لذا نستذكر في شخص الذين استشهدوا في هذه الهجمات جميع شهداء الثورة والديمقراطية ببالغ الاحترام والامتنان، ونجدد عهدنا بتصعيد النضال وأن تبقى ذكرى الشهداء حية في نضالنا، ومن المؤكد أن شعب كردستان الوطني سيحاسب العدو والخونة الذين يعملون مع العدو على كل هذا.

الهجمات لا تتم بقوة العدو بل بدعم من الخيانة

وللأسف فإن الخيانة لها يد في كل هذه الهجمات، وهذه الهجمات لا تتم بقوة العدو، بل بدعم من الخيانة، ونتيجة لهذه الهجمات الغادرة يستشهد أبناء شعبنا، فهذا وضع محزن ولكن هذه هي الحقيقة، إن العلاقات التي تربط البارزانيين بالدولة التركية هي خيانة واضحة وكل هذه الهجمات والاستشهادات بسبب ذلك، وعلى الجميع أن يرى هذه الحقيقة ويتقبلها، وإذا تم تجاهل هذا الوضع لفترة أطول ولم يتم اتخاذ المواقف اللازمة، فسنقع نحن كشعب في وضع أكثر إيلاما وأسوأ، وإذا لم يظهر الموقف اللازم ضد الخيانة، فسيتحقق الفخ المبني على الخيانة، ولا يوجد كردي لا يعرف ما هو هذا الفخ، فهذا الفخ هو خطة الدولة التركية للقضاء على الكرد والقضية الكردية من خلال المجازر والإبادة الجماعية، وتقوم الدولة التركية وحكومة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية بتنفيذ هذه الخطة، أليست هذه هي السياسة الأساسية للدولة التركية؟ من الواضح أن هذا هو الحال، ومن يقف معه هم أيضاً شركاء في هذه الخطة، وهذا أيضاً واضح جداً، لذا نحن نقول هذا؛ بينما يمكن أن نرى بسهولة أن العلاقة بين البارزانيين والدولة التركية هي تعاون وخيانة، إلا أن هذا الوضع لم يتم التعبير عنه بوضوح ولم يتم اتخاذ المواقف اللازمة ضده، وهذا بالتأكيد لم يتم القيام به من قبل، وهكذا تم منع الشعب من عدم إظهار موقف قوي ضد الخيانة.

مخطط الدولة التركية هو احتلال جنوب كردستان والسيطرة عليها بالكامل

تزايدت الهجمات على العراق وجنوب كردستان عقب زيارة هاكان فيدان لها وعقد لقاءات هناك، حيث تشير الأحداث الأخيرة في منطقة برادوست إلى أنه يتم وضع خطط جديدة ومن المطلوب إدراج الدولة العراقية ضمن هذه الخطط، وفي منطقة برادوست، تجري محاولات للدخول إلى المناطق التي يتمركز فيها الكريلا، ويتم الضغط على الأهالي لمغادرة أماكنهم، ومن الواضح أن هذا تحضير لهجوم وجزء من خطة الاحتلال التي تنفذها الدولة التركية، وما تم في كركوك هو أيضاً جزء من هذه الخطة، وخلافاً لادعاءات بارزاني، فإن هذا الجهد ليس لتحرير كركوك، بل لإخضاعها لسيطرة الدولة التركية مقابل حصة من النفط في كركوك، والخطة المعدة لكركوك هي خطة الدولة التركية، ولهذا السبب تتستر الدولة التركية على هذا الوضع بردود أفعال رمزية، وبخلاف ذلك، فإن الدولة التركية ليس لديها نهج مثل الرغبة في حل مشاكل كركوك كجزء من كردستان، خطة الدولة التركية هي احتلال جنوب كردستان والسيطرة عليها بشكل كامل.

باستثناء عدد قليل من المدن، تعتبر كردستان أداة تجارية للبارزاني

يشارك البارزاني بشكل كامل في سياسة الدولة التركية، ليست هناك حاجة لشرح سياسة الدولة التركية ونهجها تجاه الكرد، يجب الآن على جميع الشعب الكردي رؤية هذه الحقيقة التي ينتهجها البارزاني، وبالنظر إلى أن البارزاني والحزب الديمقراطي الكردستاني هم من الشعب الكردي، فإن هذا الواقع لا يُرى بما فيه الكفاية، وهذا خلق أيضاً حالة نفسية، ومع ذلك، ليس لدى البارزاني أي أهداف أو قلق بشأن كردستان، دعهم يسيطرون على بعض المدن في كردستان، ويديرونها ويستخدمونها لخدمة أنفسهم، والباقي ليس مهما بالنسبة لهم، ما تبقى من كردستان هي أداة تجارية بالنسبة لهم حتى يتمكنوا من التمتع بخيرات عدد قليل من المدن، إذا لم يكن الأمر كذلك، إذا كان لديهم قلق بشأن كردستان، فهل سيحتضنون هاكان فيدان؟ هاكان فيدان قاتل، وهو يحسب كيف يمكنه قتل المزيد من الكرد كل يوم، إذ يتم إراقة دماء الكرد في كل مكان، وفي المقابل يرحب ويحتضن البارزاني بمثل هذا القاتل ويتعاونون معه، فهذا الوضع وحده أكثر من كافٍ لكشف حقيقة البارزاني.

لا يتم التعبير عن موقف صحيح وضروري ضد الخيانة

نريد الإشارة إلى هذا الأمر بطريق ما، لو تم اتخاذ الموقف الصحيح والضروري ضد الخيانة ولم يتم منع استياء الشعب، لما وصل الوضع إلى هذا المستوى، ولما كان العدو قادراً على الانخراط في خطة هجوم كهذه، ولما كان حصلت المعاناة إلى هذا الحد، ولما كان هناك خسائر لتحدث، والسبب في ذلك بالتأكيد، هو أن المثقفين والكتاب والفنانين، الذين يمثلون وعي وصوت وضمير المجتمع، وكذلك المنظمات والأحزاب والمؤسسات لم يعبروا عن الموقف الضروري ضد الخيانة، وبالتالي إن هذا الوضع يمنح الجرأة للخيانة، ويؤدي لأن يكون السبب في تعميق الخيانة يوماً بعد يوم، ولا بد من رؤية هذه الحقيقة، وينبغي على الجميع أن يسألوا أنفسهم من أين تستمد الخيانة هذا الجرأة وأن يجدوا الإجابة على هذا السؤال، وإذا ما تم الاستدلال على هذا الأمر بطريقة خالية من الشك والريبة، فسوف يصل الجميع إلى نتيجة.

نحن مضطرون لأن نقول عن الخيانة خيانة

لقد شُن الهجوم على مكتب ممثلية المؤتمر الوطني الكردستاني (KNK) في هولير، مما أسفر عن استشهاد ممثل المؤتمر الوطني الكردستاني (KNK) في جنوب كردستان، الرفيق دنيز جودت بولبون، وإن الهجوم ضد المؤتمر الوطني الكردستاني (KNK) تحمل الكثير من المعاني، حيث أن المؤتمر الوطني الكردستاني يبذل جهوداً مهمة لضمان تحقيق الوحدة الوطنية للكرد، وقد قام في الآونة الأخيرة بأعمال مهمة للغاية في هذا الصدد، وكان من أهمها المؤتمر الذي عقده في مدينة لوزان في الذكرى المئوية لمعاهدة لوزان، وقد أجريت نقاشات مهمة في هذا المؤتمر، حيث اتخذت قرارات مهمة لتحقيق وحدة الشعب الكردي، في حين أن معاهدة لوزان تأتي في معنى تقسيم كردستان وبداية مرحلة إنكار ومحو الشعب الكردي، وقد بدأت الإبادة الجماعية بحق الكرد من خلال هذه المعاهدة، وفي الذكرى المئوية لهذه المعاهدة، كان من المهم للغاية القيام بمثل هذا العمل في المدن التي تم إبرام المعاهدة فيها، لتحديد العناصر الأساسية التي تقوم عليها معاهدة لوزان للإبادة الجماعية والعداء تجاه الكرد والإشارة إلى إرادة بناء الوحدة الكردية ضد هذا الأمر، إلا أن البارزاني لم يحضر هذا الاجتماع، لأن البارزانيين ليس لديهم غاية أو هدف من أجل الوحدة الكردية، بل على العكس من ذلك، لديهم نهج يستفيد من الإبادة الجماعية بحق الكرد ويريدون استمرارها، ولو لم يكن الأمر هكذا، مثلنا جميعاً، لكانت قلوبهم ستنبض وتخفق من أجل الوحدة الكردية، ولكانوا سيتطلعون إلى حدوث ذلك، ولكانوا سعداء لمثل هذه المساعي، مثلنا جميعاً، ولكن، حال البارزانيين ليس على هذا النحو، ليس لأننا نقول ذلك، ولكن ممارساتهم تدل ما هم عليه، الشيء الوحيد الذي نريد نقوله هو أنه يجب رؤية هذا الأمر، ليس بعبارات مخجلة، ولكن ينبغي على الجميع أن يظهروا الحقيقة بشكل قوي، وإننا مضطرون لأن نقول عن الخيانة خيانة، وإذا ما تمكنا من القيام بذلك الأمر، وأن نقول عن الخيانة خيانة، وأن نتخذ موقفاً ضدها، فحينها يمكننا سد الطريق أمام السقوط والكوارث الكبيرة، وبهذا النحو سنتمكن من تحقيق وحدة الكرد، وإلا في حالة من العكس لذلك، سوف نفسح المجال لمزيد من الخيانات والكوارث، وسيكون هذا الأمر بمثابة أكبر إساءة للقضية الكردية والكردستانية.

الهجوم على المطار أيضاً هو بغاية انتشار الاستخبارات التركية في منطقة صوران

ونوّد أن نقول هذا الأمر فيما يتعلق أيضاً بالهجوم في السليمانية، ليس لدينا بعد معلومات مفصلة وملموسة حول هذا الهجوم، وهناك معلومات تفيد عن تعرض المطار لهجوم وسقوط شهداء على إثره، حيث تهدف الهجمات على السليمانية إلى ترهيب أهالي السليمانية، ومن أجل انتشار الدولة التركية والاستخبارات التركية في منطقة سوران كما هو الحال في بهدينان، وهي محاولة لجر الاتحاد الوطني الكردستاني (YNK) في علاقة تعاون مع الدولة التركية مثلما يفعل الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK)، ولقد تم تنفيذ هجوم جديد، لأن أهالي السليمانية الوطنيين ومنطقة صوران لم يتخلوا حتى الآن عن موقفهم الوطني، وإننا بدورنا، ندين بشدة هذا الهجوم، ونحن على يقين تام بأن أهالي منطقة صوران والسليمانية سيستمرون في موقفهم الوطني، وليس لدينا أدنى شك في ذلك، ويمكن فهم مدى مخططات الدولة التركية وكذلك الخطط التي وضعتها على هذا الأساس من خلال هجماتها على منطقة السليمانية وصوران، ويجب على أهالي السليمانية ومنطقة صوران قبل كل شيء إظهار موقف ضد هذه الهجمات.

وإننا ندين بشدة هذه الهجمات التي نفذتها الدولة التركية على أيدي الخونة، ويجب على الجميع اتخاذ موقف قوي وملموس ضد الخيانة، حيث أن الدولة التركية تنفذ سياستها ومفهومها للإبادة الجماعية بحق الكرد على أساس الخيانة، وبات هذا الأمر يُرى بشكل ملموس، وإن الطريقة الوحيدة لكبح جماح هذه السياسة وهزيمة هذا المفهوم هي منع الخيانة، فإذا ما أظهرت المنظمات والأحزاب والمثقفين والكتاب والفنانين الوطنيين الكردستانيين موقفاً قوياً وملموساً ضد الخيانة وأظهر شعب كردستان موقفاً قوياً، فحينها، سيتم منع الخيانة والحد منها وتقيد نفوذها، وإننا نوجه دعوتنا هذه مرة أخرى، على شعبنا في داخل وخارج الوطن بالنزول إلى الساحات، وإظهار استيائه الشديد ضد الخيانة، وندعو الأحزاب والمنظمات والمؤسسات والشخصيات أيضاً لتولي قيادة هذا الأمر”.