١٨ نيسان ٢٠٢٤
أهم نتيجة للانتخابات هي الهزيمة الساحقة لحزب العدالة والتنمية
“مما لا شك فيه أن النتيجة الأهم للانتخابات هي الهزيمة الساحقة لحزب العدالة والتنمية الذي يحكم تركيا منذ ربع قرن، والذي مارس شتى أنواع الشرور بحق المجتمع خلال هذه الفترة، إن حزب العدالة والتنمية وطيب أردوغان، الذين وصلوا إلى السلطة قبل 22 عاماً بوعود الديمقراطية والحرية ودعم من المجتمع، ووضعوا بصمتهم لاحقاً على جميع أنواع الممارسات المناهضة للديمقراطية، تلقوا ضربة شديدة في هذه الانتخابات وفقدوا الشرعية، وهذا تطور مهم للغاية لدمقرطة تركيا وحل المشاكل وتغيير المجتمع وتحقيق متطلبات الديمقراطية والحرية والتغيير للمجتمع، لقد تلقى حزب العدالة والتنمية الدعم من المجتمع بوعود إرساء الديمقراطية وحل القضية الكردية ووصل إلى السلطة، إلا أنه لم يفعل ذلك، بل قام بمعاداة الكرد أكثر من السلطات التي سبقته، وبهذا دفع تركيا نحو التهلكة، وفي ظل إدارة حزب العدالة والتنمية ورجيب أردوغان، التي استمرت 22 عاماً، تحولت تركيا إلى انقاض وحُطام حقيقي، ووصل التخلف والانحطاط والفجور والخروج على القانون والظلم إلى أعلى المستويات، واستُخدمت قيمة البلاد وإنتاجها لصالح تأمين مستقبل مجموعة فقط، وانجر المجتمع إلى الجوع والفقر والانحطاط، ولكي يقبل المجتمع ذلك، حرضوا على معاداة الكردي، وشنت حرب خاصة ضد المجتمع، لقد أداروا الدولة والمجتمع من خلال الحرب الخاصة، إن الطرق والأساليب التي استخدمتها حكومة حزب العدالة والتنمية في الانتخابات تظهر مدى الانحطاط الأخلاقي الذي وصلت إليه، وأنها وصلت إلى حافة الانهيار، ولم يعد هناك ما تقدمه للمجتمع والإنسانية، وبسبب عقليتهم المعادية للشعب الكردي، وصل حزب العدالة والتنمية وطيب أردوغان إلى هذا الوضع وتسببوا بكل هذا الضرر للمجتمع، ولا شك أن معاداة الكرد هو بطبيعته بسبب معاداة الأخلاق الحرة للمجتمع، معاداة القيم الإنسانية ومعاداة الحرية والديمقراطية، وقد وضعت الانتخابات المحلية التي أجريت في 31 آذار حداً لذلك، ودخل حزب العدالة والتنمية وطيب أردوغان في موقف الحزب الثاني.
ليست الهزيمة الأولى لحزب العدالة والتنمية وأردوغان
وفي الواقع، هذه ليست المرة الأولى التي يُهزم فيها حزب العدالة والتنمية وطيب أردوغان، في الانتخابات العامة التي جرت في 7 حزيران 2015، خسر حزب العدالة والتنمية وترك الإدارة، وفي مواجهة البيئة التي خلقها القائد آبو والاستراتيجيات التي طورها لتطوير القوى الديمقراطية، فقد حزب العدالة والتنمية وطيب أردوغان السلطة وفشلا في الوصول إلى السلطة، لقد أعطى المجتمع التركي واجب ومسؤولية كونه شريكاً للإدارة التركية للقوى الديمقراطية والمعارضة التي تتجمع تحت مظلة حزب الشعوب الديمقراطي، ومع ذلك، منع طيب أردوغان العملية من التطور إلى الديمقراطية من خلال تشكيل تحالف مع حزب الحركة القومية الفاشي والعنصري ودولت بهجلي، وعندما كانت السياسة الديمقراطية والمعارضة في تركيا غير كافية أمام ما حدث، تم تفعيل آلية الانقلاب، ومنذ ذلك الحين، تحكم تركيا آلية انقلابية، هذه العملية، التي كان لا بد من شرحها بشكل مطول في كل مرة، سببت ألما كبيرا للجميع، وتسببت في خسارة الأرواح والوقت والطاقة، وكلفت الوطن والمجتمع غاليا، لكن الآن توقفت آلية الانقلاب هذه، وحدث ما لم يكن من الممكن أن يحدث قبل تسع سنوات.
إن ما هزم الفاشية هو استراتيجية الحياة المشتركة والمقاومة على هذا الأساس
لقد كان موقف الشعب الكردي ووجود النضال في كردستان حاسمين في هزيمة الفاشية، إن الفاعل الرئيسي في هذه النتيجة هو الشعب الكردي، بالنضال الذي خاضه بقيادة حركة الحرية والاستراتيجية التي وضعها، فقد نهض الشعب الكردي والقوى الديمقراطية بشكل واضح ودون انقطاع، وقاوموا وقاتلوا ضد آلية الانقلاب الفاشية لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية منذ البداية، وفي بداية هذه المقاومة كان موقف القائد آبو في إمرالي، لقد قاوم مقاتلو حرية كردستان، لقد قاوم الآلاف من الرفاق السجناء في الزنزانات، لقد قاومت النساء والشبيبة الكرد القمع الفاشي والحرب الخاصة، لقد أظهر الشعب الكردي مقاومة كبيرة ليس فقط في شمال كردستان، ولكن أيضاً في أجزاء كردستان الأربعة وخارجها، وفي كل الظروف لم يتنازل عن موقفه من الحرية ولم يسمح بالفاشية في كردستان، وفي الانتخابات المحلية التي جرت في 31 آذار، أظهر الشعب الكردي هذا الموقف بوضوح وأظهر إصراره على موقف الحياة الحرة وإرساء الديمقراطية في تركيا، ومما لا شك فيه أنه لم يسمح بالفاشية في الانتخابات، لقد كان هذا الموقف والنضال الذي أبداه الشعب الكردي والقوى الديمقراطية التركية وحركة الحرية الكردية هو الذي تسبب في هزيمة الفاشية، إن موقف الشعب الكردي من الحياة الحرة وإصراره على التحول الديمقراطي في تركيا يجب أن يُرى ويُفهم، وهذا أمر مهم للغاية لكي تستمر النتيجة الإيجابية ولكي تؤدي العملية إلى التحول الديمقراطي، ولا شك أن الشعب الكردي خاض هذا النضال جنباً إلى جنب مع الشعب التركي والقوى الديمقراطية، إن ما أدى إلى هزيمة الفاشية هو استراتيجية الحياة المشتركة والمقاومة التي تطورت على أساس هذه الاستراتيجية.
القوى الديمقراطية تواجه مسؤولية تاريخية
لقد أدى الانتصار والنتائج التي تحققت ضد الفاشية إلى زيادة مسؤولية القوى الديمقراطية، التي هي دينامية النضال وموضوعه، إن تحويل نتائج النضال ضد الفاشية إلى تنظيم وعمل، ودمجها مع الشعب، وتطوير تركيا ديمقراطية على أساس حرية الشعب الكردي، يقف أمامنا باعتباره العمل الأكثر أهمية، وهذا عمل يجب على القوى الديمقراطية أن تقوم به، وتواجه القوى الديمقراطية هذه المسؤولية التاريخية، ويجب على القوى الديمقراطية أن تقوم بهذا العمل وتقود التطورات التاريخية من خلال القيام بمسؤولياتها التاريخية، يجب أن يكون هناك المزيد من الوحدة، والمزيد من النضال ضد الفاشية، والمزيد من النضال من أجل الديمقراطية، يجب على الشعب الكردي أن يستمر في الإصرار على موقفه المتمثل في الحياة الحرة وإرساء الديمقراطية في تركيا، ويجب على القوى الديمقراطية أن تدعم ذلك وتقوده.
على حزب الشعب الجمهوري أن يغتنم الفرصة التاريخية ويقدم للشعب برنامجاً ديمقراطياً
ومن النتائج المهمة الأخرى للانتخابات المحلية التي جرت في 31 آذار، أن حزب الشعب الجمهوري أصبح الحزب الأول بعد خمسين عاماً، إن حقيقة أن حزب الشعب الجمهوري أصبح الحزب الأول بعد خمسين عاماً يكشف أن المجتمع التركي أعطى حزب الشعب الجمهوري مهمة حكم تركيا، ولذلك، فإن موقف حزب الشعب الجمهوري ونهجه المستقبلي مهم، وفي هذا الصدد، يعتبر حزب الشعب الجمهوري من بين أولئك الذين ينبغي عليهم تقييم النتائج بشكل صحيح، ومن الواضح أن المجتمع التركي يتوقع من حزب الشعب الجمهوري أن يتصرف بهذه المسؤولية، نحن نرى ونهتم بهذا الوضع، فيما يتعلق بالنهج الصحيح، يجب على حزب الشعب الجمهوري أولاً أن يفهم كيف تم إنشاء هذه النتائج وأن يرى دور الشعب الكردي وشعب تركيا والحركة الديمقراطية الثورية في تركيا في الحرب ضد الفاشية، ثانياً، عليه أن يفهم توقعات المجتمع منه بشكل صحيح ويتصرف وفقاً لذلك، إن حاجة تركيا الأساسية والتوقعات الأساسية للمجتمع التركي هي الديمقراطية، وبهذا التوقع، دعم المجتمع التركي حزب الشعب الجمهوري، الذي أسس الجمهورية، باعتباره الحزب الذي أسس الجمهورية، أتيحت لحزب الشعب الجمهوري الفرصة لإضفاء الطابع الديمقراطي على الجمهورية من خلال الدعم الذي تلقاه من المجتمع، وقد حصل على الدعم اللازم للقيام بهذا الدور، وإذا كان لحزب الشعب الجمهوري أن يلعب دوراً مرة أخرى، فيتعين عليه هذه المرة أن يغتنم الفرصة التي أتيحت له ولكنه أضاعها في عام 1973.
لقد دعم المجتمع التركي حزب الشعب الجمهوري في السبعينيات وحمّله مسؤولية القيام بهذا الدور، ومع ذلك، تحت قيادة بولند أجاويد، لم يتمكن حزب الشعب الجمهوري من التغلب على الدولة القومية الصارمة والقومية والشوفينية، ولم يتمكن من إظهار إرادته لحل القضية الكردية، ولم يتمكن من تطوير برنامج ديمقراطي واتخاذ الخطوات الديمقراطية اللازمة، ولهذا السبب فقد دعم المجتمع وضيعت الفرصة التاريخية التي أتيحت له، الآن أعطى المجتمع لحزب الشعب الجمهوري فرصة ثانية. إذا اغتنم حزب الشعب الجمهوري هذه الفرصة، وعمل من أجل دمقرطة الجمهورية، واتخذ خطوات في هذا الاتجاه وأظهر هذه الإرادة، فإنه سيحصل على الدعم اللازم من المجتمع والقوى الديمقراطية، والمجتمع يرى ذلك ويؤيده، كما أننا نؤيد الخطوات المتخذة نحو التحول الديمقراطي، ومع ذلك، إذا لم يطور حزب الشعب الجمهوري هذا الموقف ويتخذ خطوات ديمقراطية، فسوف يفقد دعم المجتمع، وهو يقع في نفس وضع حزب العدالة والتنمية، كان دعم المجتمع لحزب العدالة والتنمية وتوقعاته هو تحسين عملية التحول الديمقراطي، ومع ذلك، بما أن حزب العدالة والتنمية لم يفعل ذلك، فقد خسر دعم المجتمع، وقد أظهر المجتمع التركي هذا الموقف بوضوح في انتخابات 7 حزيران 2015، ومنذ ذلك الحين، كان بقاء حزب العدالة والتنمية في السلطة بالكامل من خلال الانقلابات، وبعد انتخابات 7 حزيران، ظل حزب العدالة والتنمية في السلطة من خلال الانقلابات ويحكم تركيا من خلال الانقلابات، ومن خلال عدم اتخاذ خطوات نحو التحول الديمقراطي وحل القضية الكردية، ومن خلال اتخاذ الخطوات المعاكسة وتطوير العنصرية والقومية والفاشية والحرب، دفع حزب العدالة والتنمية تركيا إلى حافة الدمار وأعد لنهايته، والآن يريد المجتمع التركي أن ينتهي هذا الوضع، ويريد الخروج منه، لقد أظهر هذا الموقف بوضوح في 31 آذار، وجعل من حزب الشعب الجمهوري الحزب الرائد، وبالتالي وضع هذه المسؤولية على عاتقه، يجب على حزب الشعب الجمهوري أن يرى في ذلك فرصة تاريخية ويستفيد من هذه الفرصة ويواجه المجتمع ببرنامج ديمقراطي دون تأخيره في الوقت المناسب للحصول على مزيد من الدعم من المجتمع، ومن خلال الكشف عن إرادته وبرنامجه في دمقرطة الجمهورية، ومن خلال اتخاذ خطوات ديمقراطية، عليه أن يرى أن مصدر كل السلبيات هو أن الجمهورية التي أسسها لا يمكن أن تلبي الديمقراطية، وأن يظهر أنه سيضع حداً لهذا الوضع، ولهذا يجب التركيز أولاً على حل القضية الكردية، التي هي القضية الأساسية للبلد المشترك، ولا يمكن للجمهورية أن تتحول إلى الديمقراطية وتخرج من حالة الأزمة دون التوصل إلى حل ديمقراطي للقضية الكردية التي هي نتيجة فشل الجمهورية في التحول الديمقراطي، إن عدم حل القضية الكردية هو مصدر كل الأزمات والشرور والسلبيات الكبرى طوال تاريخ الجمهورية، إن مصدر كل المشاكل والسلبيات التي جلبها حزب العدالة والتنمية وطيب أردوغان إلى تركيا هو الفشل في حل القضية الكردية، ولذلك فإن المخرج من الأزمة هو بالتأكيد حل القضية الكردية، ولهذا السبب، يجب على حزب الشعب الجمهوري أن يتخذ خطوات نحو حل ديمقراطي للقضية الكردية.
إذا طرح حزب الشعب الجمهوري برنامجاً للتحول الديمقراطي واتخذ الخطوات اللازمة بشأن هذه القضايا الأساسية، فإنه سيحصل على الدعم اللازم من المجتمع، وبهذا الدعم سوف تتاح لتركيا الفرصة لتحقيق الديمقراطية التي تحتاج إليها، ومما لا شك فيه أن التحول الديمقراطي يتطلب عملاً غير محدود وخطوات غير محدودة، ومع ذلك، لا يمكن ترك هذا لفترة غير محدودة، يجب التعبير عن هذه الإرادة في أسرع وقت ممكن ويجب اتخاذ الخطوات الأساسية، باعتبارنا القوى الديمقراطية في كردستان وتركيا، فإننا ندعم كل خطوة صحيحة يتم اتخاذها، لقد عكسنا موقفنا بهذه الطريقة بما يتوافق مع المسؤولية التاريخية التي نشعر بها تجاه المجتمع التركي والتحول الديمقراطي في تركيا”.